الخميس، 13 أكتوبر 2011

حوارات موضوع : مفهوم الأخلاق ، في منتدى الإلحاد العربي ..


مفهوم الاخلاق – الالحاد العربي :

دز دز :

انا افترض هنا انك مسلم اذا كنت نفس الوراق في " منتدى طبيعي"
دعني اختصر لك عقيدة الملحد
 
في الالحاد لدينا فرض واحد- سنة واحدة- حرام واحد- مكروه واحد.
الفرض- عش سعيد.
السنة -ساعد الناس على العيش بسعادة.
الحرام -لا توذي الناس.
المكروه - لا تؤذي نفسك.

الرد: كل هذه النقاط حددتها النقطة الاولى ، والنقطة الاولى حددتها المصلحة المادية الانانية . اي : انت الله ، فافعل ما تشاء ، ولكن لا تؤذي نفسك في تيار الملذات . ولا تؤذي الاخرين لانهم يستطيعون ان يؤذوك فلا تستمتع . لا حب ولا اخلاق ولا علم ولا عقلانية ولا يحزنون ، هناك انانية وعبادة هوى . لان عبادة الهوى كفيلة باتلاف كل هذه الاشياء ، فالهوى يعمي ويصم وآفة الراي (العقل) الهوى ..

المشكلة هي ليت الانسان يعرف كيف طريق السعادة ، لكان دينكم حقيقيا ، السعادة في تعريفكم هي الانغماس في الملذات الغرائزية المادية على الاسلوب البهيمي كمرجع طبيعي ، لكن هل هذا فعلا طريق السعادة ؟ وهل يصلح لكل الناس ؟ ان صلح لـ "س" فلا يصلح لـ "ص" ، لأنه يسبب له الملل والاحساس بالفراغ الداخلي ، وفقدان المعنى من الحياة ، وغياب الهدف من الوجود ، ويتألم لأنه مدفوع لاحتقار الاخلاق على حساب شهوات مل منها ، صارت تزيد همه هماً .

انتم تقولون : اذا كان الاسلام صحيحا لماذا لا يدخله الجميع ؟ السؤال نفسه يوجه للالحاد : اذا كان الالحاد صحيحا ومناسبا للانسان ومعه العلم كله ، فلماذا لا يدخله الكل ؟ وحتى الداخلين فيه : لماذا هم ليسوا على درجة واحدة من السعادة بالرغم من أنهم يؤمنون بنفس عقيدتك ؟ ومن اخوانك المؤمنين بنفس العقيدة من يجدّون في محاولات الانتحار ، أتراه طلبا للسعادة ام ماذا ؟ اليس الالحاد طريق السعادة ؟

لماذا الشباب الملحد في العالم (اصحاب طريق السعادة) يقعون في اكبر نسبة انتحار في العالم ؟ ومع ذلك يبقى هو طريق السعادة ، وهو هدفه الاول !! هذا لا يدل على انه على حق ، ولو كان على حق لاصبح الملاحدة اقل نسبة انتحار في العالم ، والانتحار هو قمة التعاسة ، اذا اليس الانسب ان الالحاد يبحث عن التعاسة وهو افضل طريق يوصل اليها ؟ بموجب الاحصاءات النفسية والانتحارية ؟

امركم عجيب ، مرة تعرّفون الالحاد بأنه طريق الحقيقة المرة ، وبحث عن العلم . ومرة اخرى صار يبحث عن السعادة !! وانت كشفت الدافع الحقيقي للالحاد الذي يخفيه الكثير من الملاحدة ، الذي هو ليس العلم المر بل المتعة التي تسمونها السعادة العاجلة .   


اقتباس: الاخلاق ليس لديها حارس و الاخلاق تتطور بما يخدم العقيدة السابقة.

الرد: الاخلاق لا تنفع بلا حارس ، ومراقبة الله هي افضل حارس ، وهذا اعتراف اخر ، ان الاخلاق لا تنفع بدون حارس ، اذا لا يستطيع الالحاد ان يحمي الاخلاق ، لانه مبني على الرغبات والمتعة الانانية .وهذه في صراع دائما مع الاخلاق ، وهي سبب هزيمة الاخلاق وانتهاكها . 


اقتباس: مثلا في السابق كان الاعدام من الاخلاق اليوم اصبح من سوء الاخلاق.
اليوم تحضير وليمة من اللحم للاصدقاء من الاخلاق
عام 3000 سيصبح  اكل الحيوانات من قلة الاخلاق.

الرد: انت هنا لا تتكلم عن الاخلاق ، انت تتكلم عن عادات وقوانين تتبدل من مكان الى مكان ، الاخلاق دوافع وليست قوالب ، فانا مثلا اريد ان اكون اخلاقيا ، هذا يعني اني سوف اكسر الكثير من القوالب الاخلاقية في مجتمعي ، بل وسوف اكذب مرة واصدق مرة اخرى بدافع الاخلاق . لان الاخلاق ليست قوالب ، الاخلاق هي نية الخير ، ولو على حساب المصلحة الخاصة بي ، وهذا لا يتبدل بين زمان وآخر .

وهذا هو مفهوم الاخلاق الحقيقي وليس ما تفضلت به من اكل لحوم حيوانات او عقوبات تؤثر فيها عوامل البيئة . الاخلاق لا يؤثر فيها شيء ، فصاحب الاخلاق : خذه وانقله من مجتمع الى مجتمع ، سيقول عنه الجميع في الاخير انه صاحب اخلاق ، مع أنه خالف او لم يعرف الكثير من القوالب الاجتماعية التي مر بها في رحلته حول العالم .  
 

اقتباس: هذه هي  الحياة كل جيل يشاهد الجيل الذي قبله كالبهاهم "هذا بالنسبة للامم التي تمشي للامام".
اما نحن كما قال نبيل فياض "ارجلنا في القرن العشرين و رؤوسنا في القرن السابع".

الرد: الاخلاق ليس لها زمان ولا جيل معين ، الاخلاق حقيقة مطلقة ، مهما أُلبِسَت من ملابس ، تبقى هي بكيانها المستقل ، وكلامكم عن الاخلاق بهذا الشكل يصب في اطار احتقار الاخلاق وليس تكريمها . ثم تعودون وتدعون انكم تمارسون الاخلاق لانها اخلاق ، غير منتظرين لاي جزاء ، مخالفين بهذا رايكم بان وجود الاخلاق لاجل المصلحة !!

وانت ملحد تنادي بالبهيمية ، فكيف ترى الامم السابقة بانهم بهائم ؟ والبهيمية مطمح للفكر الالحادي، لدرجة ان سلوك القرود والحيوان اصبحت تشريع .

واكثر ما تدور حوله اليوتيوبات الالحادية في اقفاص القرود بالذات (السلف الصالح) . وهم لا يعترفون باي خلق حتى يجدونه في القرود بالذات . كالاحساس بالعدالة و روح العمل الاجتماعي ، فلو لم تفعله القرود لما اعتبرت اخلاقا ربما . لان القرود مصدر تشريع . وهذا يضاف للعقيدة الالحادية كاصول للفقه الالحادي .

حوارات موضوع : مخالفة الإلحاد للطبيعة ، في منتدى الإلحاد العربي ..


مخالفة الالحاد للطبيعة – الالحاد العربي :


ملحد باذن الله :

أنا ملحد مادي نيتشوي
هل تريد ان نرجع الي التخلف الا يجب علينا ان ننظر الي الامام

كذلك : لماذا يحب الفكر الإلحادي تغيير الطبيعة ووجهها دائما من خلال افساح المجال للعبث بالطبيعة بحجة العلم والسيطرة  ؟ هذا ما يدعو إليه مذهب (ما بعد الإنسانية) الإلحادي . ثم لماذا يرفع الفكر الإلحادي شعار انتصار الانسان على الطبيعة ، والذي يمثله السوبرمان النيتشوي الالحادي الذي سيقهر الطبيعة ويكون إلهاً ؟

من الطبيعي أن يتقدم الانسان و يبحث ألا تستفيد من الأبحاث التي تجري علي الفأران (انها تغيير للطبيعة) و لكن المصلحة التي ستتحقق في اكتشاف دواء جديد اهم من 100 فأر لا فائدة منها.
أليست الطبيعة عدو الانسان .نحن نحارب الامراض بالأدوية والفيروسات من الطبيعة (الامراض من الطبيعة هل كي نكون طبيعيين يجب ان لا نصنع ادوية تقتل الفيروسات)

الرد: كيف تجمع ما بين "ملحد طبيعي" و "الطبيعة عدو الانسان" وكلاهما من فم ملحد واحد ؟ 


مقتبس من الوراق:
إن الفكر الالحادي لو كان وحده الذي يعمل في الساحة ، لكان بموجب ما سبق ، كافياً لإفساد الارض والبيئة والطبيعة والانسان ؛ لأنه لا يحترم قوانينها وتركيبتها ويريد تغييرها ، ثم يتمسّح بعباءتها التي يريد تمزيقها ، فايهما الذي يريد أن يرجع للآخر : الملحد إلى الطبيعة ، أم الطبيعة إلى الملحد وما يدور في راسه من افكار وأمنيات نتشوية ؟

ما هو الفساد أصلا حسب مفهومك انه لا يجب ان نتقدم لكي نحترم الطبيعة اذا علينا ان نعود الي الصيد بالحراب k&^

الرد: طموح الملاحدة الماديين والنتشويين هو طموح سيطرة ، والسيطرة تهتم بالحاضر ولا تعنيها الاضرار الجانبية والاساءات للبيئة ، وهل ما توصلت الحضارة اليه الان جاء بلا ثمن ؟ هل هو بلا ثمن ؟ الم يسبب احتباسا حراريا واختلالا في الاوزون وتلوث بحار وانهار .. إلخ ؟ 

المشكلة هي مشكلة نظرة وتوجه ، الفكر المادي الالحادي ينظر للعلاقة مع الطبيعة على انها صراع ، وارادة القوة هي الهدف ، اما الحفاظ على البيئة فهو امر ثانوي ، ومن هنا المشكلة , البيئة الان تدفع ثمن مريدي القوة والسيطرة في الحاضر والماضي ، والضرر سيصيب الجميع .

وإرادة القوة والسيطرة تدخل معها الانسان ايضا ، وما الراسمالية الا صورة من صور ارادة القوة التي يتبناها الالحاد . الفكر الملحد غير معني بالطبيعة ولا الانسان ولا الحفاظ على البيئة قدر ما هو معني بالسيطرة عليها واختراق قوانينها ورائده هو اعجل المتع والفوائد ، والمسائل الاخرى تبقى امور ثانوية . وهذه النظرة غير متوازنة . فهم ينادون بارادة القوة والسيطرة ولا يضعون بالحسبان ارادة سلامة البيئة .   

مقتبس من الوراق:
كذلك الشذوذ الجنسي ، فهو غير مرصود في الطبيعة ومخالف لها ، ومع ذلك يدافع عنه الفكر الملحد من باب الحرية ، فهو غير موجود في الطبيعة لأنه لا غاية له . وكذلك السّكر والمخدرات التي ليست من طبيعة الإنسان ، وهي مواد مصنوعة و سمومية ..

و ما الضير في الشذوذ الجنسي و ما الضير في السكر (الحيوانات لا تسكر لأنها لم تبلغ الذكاء الذي للانسان كي تصنع الخمر)

الرد: لا تنس انك تتكلم عن الطبيعة ، انت تصف الملحدين بانهم طبيعيين ، وهذه الاشياء ليست موجودة في الطبيعة ، انت نسبتها للذكاء ولم تنسبها للطبيعة ، وهل نصف من يمارس الشذوذ والسكر بالذكاء ؟ اليس السكر يذهب العقل (اي الذكاء) ؟

هذه الاشياء ليس لها اساس من الطبيعة وانت تدافع عنها ، اذا فكيف تسمي نفسك طبيعياً ؟ الاقرب لك ان تسمي نفسك نتشويا صناعيا لان النتشوية ضد الطبيعية ، وتريد صنع انسان وحياة بشكل اخر مخالف للفطرة الطبيعية ، و النتشوية تريد ان تخضع الطبيعة للانسان كما يريد هو وليس العكس .

حتى لو تفجرت الذرة وعبث بالانسان عن طريق الاستنساخ ولوث البحار والانهار بالنفايات والاشعاعات ، ولا يهم مصير النسخ المشوهة ! فمثلهم مثل فئران التجارب . وهتلر خير من طبق النتشوية وتخلص من الضعفاء ، لان الضعف هو الرذيلة في نظر نيتشه .  
مقتبس من الوراق:
كذلك الآداب العالمية تدور اكثر ما تدور ، ومنذ بداية التاريخ ، حول موضوعين ينكرهما الإلحاد كلاهما ، وهما : الإله ، والحب . لأن كلاهما (الإله و الحب) غير خاضعين للمختبر العلمي .

هل الالحاد يكره أو يحرم الحب؟؟؟  S%$اظن ان الاسلام حرم الحب

الرد: يكرهه لسببين : الاول انه غير مادي ، والملحد يتبع فلسفة مادية . وغير محسوب مصلحيا . والثاني انه رباط ، رباط وفاء حتى لو عارض المصالح . وهذا يتناقض مع الفكر الالحادي الذي يقدم المصالح على المبادئ . والملحد لا يصنع شيئا لا جدوى مادية منه .


مقتبس من الوراق:ومن طبيعة الانسان الاصيلة : الاهتمام بالقيم والاخلاق ، بينما الإلحاد يريد ان تُقدّم المصالح على الاخلاق ، كمعاكسة للطبيعة البشرية ، وهو لا يعترف بوجودها كحقائق مطلقة .

ما هي الأخلاق هل هي فطرة بل هي موجودة لتنظم المجتمع (ويكون ذلك بظمان المصلحة الجماعية) و متي خالفة الأخلاق المصلحة لم تعد صالحة.

الرد: الآن انت تؤكد كلامي ، فليست الاخلاق عندكم الا مصالح ، شأنها شأن اي شيء آخر . لا احد يحب ان يُعامَل بأخلاق مبنية على مصالح . لأن عِشرة المصلحة قصيرة . وتحمل حبا للمصلحة اكثر من حبها للانسان .

مقتبس من الوراق:
والإلحاد يريد ان يصنع للطبيعة تاريخا ملفّقاً ، يخدم الإلحاد أكثر من خدمته للحقيقة ، كنظرية التطور غير العلمية واللا طبيعية ، أي يقدّم الطبيعة بغير صورها الحقيقية ، ويريدنا ان نصدّق أن الثيران قفزت إلى البحر وصارت حيتاناً . وتطورت الاسماك لتصنع الانسان ، وإذا صدّقناها فعلينا ان نصدّق بخرافة عروس البحر كحلقة مفقودة ، لأن نصفها إنسان ونصفها سمك .

هل هذا الكلام يخرج عن عاقل؟؟؟ اظن انك لم تتعب نفسك قليلا لتبحث في هذا الموضوع
و تطور الحيتان من الحيوانات مثل الدب صحيح و الادلة تثبت ذلك.

الرد: شكرا للتوضيح .. نعم : من الجنون أن يقول الانسان ان الحيتان خرجت من الثيران ، لكن قمة العقل أن يقول انها خرجت من الدببة !! الفرق كبير جدا بين الثيران والدببة !! وهل يصدر هذا الكلام من عاقل : هذا الكلام لم يصدر مني على كل حال . راجع ملفات الداروينية وستجد العجب العجاب ، راجع كليلة ودمنة الداروينية .

مقتبس من الوراق:
الالحاد يؤيد الصراع ويؤصِّل له في الطبيعة ، وبالتالي يؤيد القوة والراسمالية ، مع ان الصراع ليس هو الاصل في الطبيعة ، بل الانسجام والخضوع للقوانين . وطبيعة الانسان لاتحب الصراع ، بل تحب السلام والانسجام .

هل رأيت اسدا مسالما . هل رأيت نمرا يحب الانسجام
طبيعة الانسان تحب الصراع علي عكس ما تقول و السلام و تفاهة هي التي تفسد الأرض لا ارادة القوة

الرد: هذا اقرار جيد بأن الفكر الملحد لا يريد السلام ويحب الصراع والتسلط على الطبيعة بما فيها الآخرين . وأنت من قال ذلك . 

لو كان الاسد يحب الصراع لما بقي في الغابة حيوان آخر ، ولكن هناك صراع بين الاقوياء كما تقول الداروينية والنتشوية ، فلماذا لا تتصارع النمور مع الاسود ؟ بعد التصفيات بين الضباع والذئاب والفهود ؟ حيث يتدمر كل الاقوياء ويتبقى اسد قوي واحد راسمالي ؟ الاسد مثل القط ، يصيد طعامه . ويترك بقية القطعان تتجول من امامه ما دام اكل وجبته . 

اما الراسمالي النتشوي فلا تكفيه وجبته ، بل يريد اخذ وجبات الاخرين ، وهذه هي الفكرة الغير طبيعية والمزورة الحاديا ونتشويا على الطبيعة .

اقتباس: كلامي لا يعبر الا علي رأي و ليس الالحاد بصفة عامة

الرد: كل ما تسميه رايك هو راي نيتشه والاخرين ، لم تاتي بجديد .. فهل هم اخذوا رايك ام انت اخذت رايهم ؟ من السهل البت في قضية من اخذ من الاخر  .

---------------------------------------

مايندكود :

من مزاعم الفكر الالحادي أن الالحاد هو دعوة للعودة الى الطبيعة الأم ، بالأندماج والتماهي مع الطبيعة ككل .

ممم ربما نعم وربما لا ... ليس جوابا مواربا أبدا... لكن جملتك السابقة ممكن ان تقودنا الى نواح حياتية قد لايقصدها أي أنسان في عصرنا حتى لو كان ملحدا أو غيره
فمثلا هل الناسك أو الرهبان عامة الذي يتنسكون ويبتعدون عن كل الصناعيات والمدنية ويعيشون ببدائية وببساطة ملحدون مثلا؟
طبعا لا
عزيزي ماقلته انت أعلاه صحيح عموما لكنه ليس دقيق طبعا وستجيبني أنك كتبت "من مزاعم الإلحاد.." وليس هذا هو الإلحاد!
وهذا به شائبتين : الأولى انك تستند للجزء لتفنيد الكل، ثانيا وهي مشكلة عامة عند الجميع (خصوصا المتدينين) انهم يقيسون الإلحاد بمسطرة الدين فنجدهم يستخدمون مصطلحات مثل "عقيدة الإلحاد" "أصول الإلحاد" الخ
وقد كررنا كثيرا إن الإلحاد هو منهجية تفكير ونمط حياتي معاش يتفاعل مع الزمان والمكان قبل كل شيئ
يستند للعلم والمنطق أولا ..
الرد: لا ياعزيزي أنا لا أصدر أحكامي من مسطرة الدين بل من مسطرة العقل وأتمنى أن يرد علي بمسطرة العقل لا بمسطرة النقل والقرآة والمحفوظات دون تهرب , لكم أنا محتاج إلى ردود مفكرين لا إلى ردود قراء ومثقفين وملقنين فالمفكر يستطيع أن يغوص بالفكرة والملقن ينبهر ويستهجن كل شيء غير المحفوظات التي يرددها في كل مكان.عندما تنقل سوف أعرف وعندما تفكر سوف أعرف ..

حتى الآن لم تجب ولا إجابة غريبة ليست موجودة في الكتب المقدسة الإلحادية, أريد جوابك أنت لا جواب داوكنز أو ساقان أو بقية الشلة الطيبة هل تستطيع ذلك ؟ أنت من يرد بمسطرة دين الإلحاد ولا يخرق منها حرفا , هل تستطيع أن تحدد فكرة خاصة بك ؟ كل ما تقوله من السهل إرجاعة إلى مصادره الغربية وإن استطعت أرجع كلامي إلى مصادر دينية وأتحدى أن تقوم بذلك بدقة لا باللطش السطحي كتشابه في الموضوع..

إذا أنت غير موجود وهم الموجودين وهكذا يفعل التعليم بالتلقين , أنا لا أتهجم عليك بل أتحداك أن تقدم فكرة جديدة مستقلة , تستحق الإشارة إليها .ولى زمان الناقل العبقري , وصار الناس يعرفون مصادر الكلام المنقول فالعالم أصبح قرية صغيرة .ولو أردت أن تفكر لأستطعت ولكنك لا تريد , على مبدأ ليس بالإمكان أفضل مما كان وهو مبدأ خاطئ. كما تعلم , لا حظ أنك في كل مرة تستغرب أفكاري وجرأتي بينما أنا لم أستغرب شيء واحد قلته لأنه مر علي عند غيرك مع أن ثقافتك الدينية لا تبدو قليلة فلماذا تستغرب ؟

أنت الآن أثبت أنه منهجي ، والمنهجي له قواعد واصول ، اي ايديولوجية بالنسبة للمجتمع ، وعقيدة تدخله في عالم الاديان ، وليس معتمدا على العلم ولا على المنطق ، لانه مبني على التناقض المنطقي على طول الخط . اين الاثباتات العلمية لمزاعم الالحاد ؟ اين الاثباتات المنطقية لمزاعم الالحاد التي تفسر الاحياء عظيمة التركيب والتعقيد بالصدف العابرة ؟ لا يوجد ..

مع ان المنطق يعلم ان الصدف تهدم ولا تبني ، لانها عمياء ، وان بنت فلا تبني المركب ، وهذا البسيط الذي تبنيه الصدف ستعود لتدمره ايضا ، هذا هو المنطق. وليست مخالفة الالحاد للمنطق في هذه النقطة فقط ، بل كله مبني على عكس المنطق وعكس الطبيعة ، هو فكرصناعي ، قادم وناشئ من السوق ، ويعرف طبيعة السوق ..

ولكنه لا يعرف الطبيعة كما هي ، بل يعسف ويفسر بعض ظواهرها لتطابق ما قرره في السوق مسبقا ، فهو يصور لنا بان الحيوانات تتصارع في سباق تصفيات ازلي راسمالي ، كما هو في السوق ، وهذا غير واقعي طبعا ، تتكلم عن اقوياء وضعفاء في الطبيعة وهذا غير موجود .

اذا هو ديانة وثنية ظنية . تتمسح بالعلم لثقة الناس به ليس الا كوسيلة تسويقية ، والا فالجميع يهتم بالعلم وليس الملحدين فقط . والمنهجي العلمي هو من يقف عند الحدود التي يقول فيها العلم لا اعلم او لست متاكدا ، ولكن الالحاد يتجاوزها بسهولة ويكمل الحكاية بمزاجه ، لانه يملك عقيدة لا تحتاج الى اثبات علمي . هذه العقيدة موجودة منذ 200 سنة ، ولم تنتظر العلم حتى يتطور ليثبتها . 

كل ما يملكه الالحاد من العلم هو نظرية غير مثبتة علميا ، هذا كل ما في الامر . والباقي عقائد و مصالح ومتعة بدون تأكد من صحة المنهج او عدمها .    

اقتباس:
وبناء عليه نقول إن الدين خرافة ووهم ليس لرغبة
ذاتية بنا بل لأنه "شيئ" يأتيك بقصص ليس لها أول ولا أخر دون أي دليل عدا عن تضاربها وتناقضها المنطقي وبذلك قلنا عنه أنه خرافة (وليس تكبرا أبدا بل وشخصيا لو كنت على ثقة بأن أحد الأديان وماتأتي به صحيح لصدقا ودون أدنى تفكير لأتبعتها بأخلاص فهذا قمة المنطق والعقل أن أتبع إلهي وشريعته لفترة محدودة بعدها نعيم وسلام أبدي ، لكن للأسف كل هذا لم يقنعني كما لم يقنع الكثيرين)

الرد: واقنعك الالحاد الذي لا يملك اي شريعة  ولا هدف ولا معرفة اكيدة ؟ السؤال هو : كيف رضيت بهذا الوضع ولم تبحث ؟ نعم الاديان لوثتها المصالح ، لكن الملوّث يمكن تنقيته لمن اراد البحث عن الحقيقة وعناه الامر ، ومنطقيا لا بد ان يوجد طريق سليم وصحيح من بين الطرق الخاطئة . اما انك مرتاح لانك لم تجد الطريق الصحيح فهذا امر عجيب ، فلو كنت صادقا برغبتك بالطريق الصحيح لقلت انني غير مرتاح ، لكن ماذا افعل ، فانا لم اجد الدين الصحيح ، ولهذا انا غير مرتاح ..

لكنك لا تبدو كذلك ، تبدو سعيدا مسرورا لانك لم تجد الطريق الصحيح . واذا عممنا الفكرة فتسقط فكرة الملحد في انه لم يجد الطريق الصحيح كحجة ، لانه مسرور لعدم وجود هذا الطريق الصحيح ، وراضي ان يمرر الحياة كما تمرر البهيمة حياتها بلا واجبات ولا حقوق ولا اهداف غير ما تتطلبه المصلحة والمتعة من حقوق وواجبات واهداف مُتـْعَوية وفواتير . لولا انها مُلزِمة وتؤثرعلى المتعة لم تُفعَل . 

مقتبس من الوراق:
ولكن هذا الزعم غير صحيح ، فعلى اي اساس علمي ومنطقي تمَّ افتراض ان العودة الى الطبيعة الأم يقتضي الإلحاد وعدم وجود إله ؟

لم يقل أي ملحد بذلك وحاولت التمهيد أعلاه لهذه الفكرة... لاعلاقة وثيقة بين هذا وذاك
بل سأصحح لك وجهة نظر البعض فلاأستطيع تعريف الإلحاد هكذا كما يفعل المتدين المسلم مثلا
فالإلحاد هو منهجية وليس عقيدة ... أكررها للمرة المليون وهذا يفضي الى الذاتية لكل أنسان
الرد: أليست العقيدة منهجية ، والمنهجية عقيدة ؟ ما هو الفرق بين المنهجية والعقيدة ؟ تستطيع ان تسمي عقيدتك منهجية ، ومنهجك عقيدة ، محاولة التملص من وجود عقائد في الالحاد لا تبقيه اصلا ، والسبب هو فساد هذه العقائد وصعوبة الاعلان عنها بوضوح لان مضامينها عكس الخير الذي عرفه البشر ، وتخجل صاحبها ، وهذا ما يفسر محاولة تغيير المسميات حتى لا تثور التصورات المعروفة عند الناس .

لا يوجد طريقة للحياة الا ولها عقائد ، والا فعلى اي اساس تميزت عن غيرها ؟ اظنك تقر بتميز الملحد عن غيره ، فكيف يوجد تميز بدون مميز ؟

يعاني الفكر الملحد من مغالطة تغيير الاسماء ، معتقدا ان تغيير الاسم يحل المشكلة ، وهناك اسلوب اخر يسيطر على العقلية الالحادية ، وهو اسلوب التمييع والتملص : تمييع الهوية وعدم الرغبة بتحديد اي معالم للالحاد ، لكن كلام الملحدين يُمسك ثم يُعاد عليه ، فمتعة العقل الملحد هي ان يتعامل مع فاقدي الذاكرة ، حتى لا يُقال له : لكنك قلت من قبل كذا وكذا ... 

وهي اكبر مشكلة تواجه المحاور الملحد ، مشكلة : لكنك قلت سابقاً ، و قلت في موضوع آخر ، و في سياق اخر .. وهذا شيء طبيعي لفكر يتهرب من الحدود والقواعد ، يريد ان يكون بلا طعم ولا لون ولا رائحة معتقدا ان ذلك يعطيه حرية اوسع ومساحة للتحرك ولو على حساب العقل والمبادئ والكلمة ..

فمبدأ الحرية عندهم عام ، ولا يستطيع شيء ان يمنعه : لا علم ولا عقل ولا اخلاق ولا مبادئ ولا ثبات على الكلمة ولا اي شيء ، قل ما تشاء وافعل ما تشاء حسبما تشاء ولاجل ما تشاء وخوفا مما تشاء ورغبة فيما تشاء وكيفما تشاء ، لان فعل ما تشاء تقتضي كيفما تشاء ، وافعل ما تشاء جزء من العقيدة الالحادية المعتمدة على الحرية المطلقة التي لا يحدها الا المصلحة ..

فالاساس هو الحرية المطلقة ، ولكن كوابحها هي ما يمكن ان يحدث من مضرة على الفرد وليس على الآخرين ، فاذا أُمِنَت مضرة الاخرين عادت الحرية مرة اخرى ، لانه لا يوجد في العقيدة الالحادية بند يقول : التزم بالاخلاق ولو على حساب مصلحتك ، أو اوف بوعدك ولو على حساب مصلحتك ، بل يقول : اوف بوعدك لاجل مصلحتك ، والتزم بالاداب لاجل مصلحتك وخوفا عليها ، وهذا المبدأ لا يصنع اخلاقا حقيقية و راسخة وذات اتجاه واحد ..

وانا اتكلم بالمنطق والواقع الفكري وليس الواقع الشخصي ، فلست معنيا بحياة الملحدين الخاصة ولو علمت شيئا فلن استشهد به ، لانني اناقش افكار ولا اناقش اشخاص .

لا احد يستطيع ان يسير في الحياة الا وله افكار وعقائد ، الافكار نفسها هي عقائد الالحاد ، وما عقائد الالحاد الا افكار . وعقائد الاديان افكار كذلك


فقد يقول البعض ومنهن انا .. الإلحاد أقرب الى الطبيعة من اي معتقد غريب أخر (غريب عن الطبيعة طبعا)
(فهناك مجموعات فكرية أخرى تمتلك دعوات وأفكار تنشرها وتعيش من خلالها وتقول بأنها العودة للطبيعة مثل الهبيز ويملكون افكار خاصة بهم ونظام غذائي خاص الخ)
فالإلحاد أقرب الى الطبيعة لأنه منبثق منها ويستند لها ويجعل كل الكائنات الحية ببساطة .... مجرد "كائنات حية" لها دورها ضمن نظام حياتي متجدد فلا يعلي كائنات على أخرى
ولا يصف أنواع منها بالنجسة واخرى طاهرة ومنها حلال للأكل وأخر حرام الخ
لايقول بتلك النزعة النرجسية بأن كل الموجودات مسخرة للبشر (طبعا سخرها خادمهم المدعو ربهم هكذا دون مبرر رغم عدم حاجته لنا ولا لعبادتنا .. فقط لحكمة في نفس يعقوب  S%$)

الرد: واقع الفكر الالحادي على عكس ما تقول تماما ، فهو يرى ان رغبات الانسان وطموحه هي المعوّل الاول ، وليذهب ما سوى ذلك الى الجحيم . فالفكر الملحد يقف موقف المعادي من الطبيعة ويعتبرها خصمه ، فهو ينادي بقهر الطبيعة بناء على فكرة الصراع التي توهمها عن الطبيعة وليست حقيقية فيها ، وينادي بالسوبرمانية الالحادية التي تؤله الانسان قاهر الطبيعة ، ثم تاتي لتقول أن الالحاد يرى الانسان مثله مثل غيره من الكائنات . 

في حين نجد النتشوية تغار من الالهة ، وتقول لماذا لا اكون انا اله ؟ ونظرية التطور تجعل الانسان في قمة هرم التطور اي ليس كبقية الاحياء ، واذا كان لا يعتقد الملحد بتسخير الطبيعة من قبل الاله ، فلا يعني هذا انه تخلى عن فكرة التسخير ، بل هو يريد القهر للطبيعة وان تخضع له طوعا او كرها ، وابقهر اشد من التسخير ، والمشكلة ان رغباته حرة غير مرتبطة بالمبادئ والقيم ، فقط باللذة العاجلة ، التي هي القيمة الاولى للالحاد وهي اساسه ، ولهذا ولاجلها الحد الملحد : (كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة) ، وتليها قيمة الالم .

والالحاد بهذا الشكل صورة جديدة للابيقورية القديمة التي ترى ان الخير هو اللذة والشر هو الالم ، بغض النظر عن اي اعتبار اخر أو عن الفكرة ، فيكون طريق الحياة بين هذين السياجين : سياج اللذة والالم ، وليس المنطق ولا العلم ولا القيم ولا العقل . وحياة بهذا الشكل لا تجعل للفلسفة ولا للعقل ولا للاخلاق اي قيمة لأنها لن تكون حدودا تحدد الحياة ، بل ما يحدد طريقة الحياة ونوعها وهدفها هو اللذة والالم .

وحياة بهذا الشكل إذا اضفناها للاصل الحيواني الذي ينادي به الالحاد هي تشبه حياة القطيع في الحظيرة ، مع الاعتذار للملحدين لأنهم ينادون بالبهيمية لانها طبيعية كما يقولون . ويعتبرون حياة الحيوان هي الجذور التي يؤصلون بها لحياة الانسان ، اي يجعلون الحيوان مرجعا للتشريع ، فإذا وجدوا سلوك ما في الحيوان ، سموه سلوكا طبيعيا :

ومن يكن الغراب له دليلا *** يمر به على جيف الكلاب

ومناداة الالحاد بالحيوانية اشهر من ان تُخفَى . والواقع الفلسفي للإلحاد كفكر يؤدي إليها ، فسقوط الاله يعني سقوط كل ما ليس مادي ، والقيم طبعا والاخلاق والعقل ليست امرا ماديا ، بل هي امور تدخل في الصنف الميتافيزيقي وان كانوا لا يقرون بها ، لانهم قسّموا الحياة الى فيزيقا وميتافيزيقا ، وهم يؤمنون بالفيزيقا فقط ، والفيزيفا هو ما له جرم ويدخل المختبر ، أما المشاعر والاخلاق فليس لها جرم مادي وليس لها نتائج علمية ، ولا يرصدها المنهج العلمي التجريبي ، فهي من قسم الميتافيزيقا ..

فالملحد مادي وينتمي الى الفلسفة المادية وهذه الاشياء ليست مادية . لا هي محددة الماهية ولا النتائج ولا تدخل المختبر ، اذا ميتافيزيقا ، والملحد لا يؤمن بالميتافيزيقا ، اي ان الملحد لا يؤمن بالعقل ولا بالقيم ولا بالاخلاق ، بسبب ميتافيزيقيتها ، وهو ليس محتج لها ولا يحتاج لفهمها ، هو محتاج للمتعة وابعاد الالم وما يتعلق بذلك من معرفة ، هذا كل ما في الامر ، لانه قبل ان يستمتع بحياة لا يعرف من اين جاءت ولا لما هو موجود ولا غايته ولا ما يجب عليه ان يفعل ..

وطالما قبل بهذه النتائج واطمئن لها فما فائدة البحث ؟ يفترض ان يقول : انا اتألم لاني لا اعرف ، لا ان يقول : انا اتالم لاني لا استمتع ، فرق بين النظرتين .

وهو لا يعترف الا بالمادة . فإما ان تثبت ان هذه الامور مادية او ان تتخلى عن فكرة لا اؤمن الا بالمادية ، ولا يوجد حل ثالث . واصلا عدم قبله باي شيء غير مادي ، فهذا ليل على عدم رغبته بالحقيقة لانه يعرف ان عقله وشعوره واحبابه والاخلاق والجمال كلها غير مادية ، ويعلم انها موجودة ، اذا هو يتجاهل وجودها لانه لا يطلب الا ما هو مادي مختبري ، ويسمي فلسفته بالمادية ، وليس بالمادية المعنوية .  

اعتقاد الملحد بعقيدة الصراع لا تدعوه لان يكون انسان متسامح متصالح ، لانه يعتقد بان كل شيء يتصارع مع غيره ، اذا لماذا لا يصارع هو ؟ والاسد يعتدي على الخروف ، اذا لماذا لا اعتدي على الضعيف ؟  الادباء الرومانسيون خرجوا الى الطبيعة وجاءوا منها محملين بالجمال والمشاعر والرقة والبعد عن المتع الحيوانية ، واصحاب اهل سوق ما بعد الجيتو ذهبوا الى حديقة الطبيعة فجاءوا بسلال مليئة بالصراع والدموية والذباب الذي يمارس الجنس المثلي والعشوائية والانانية .

الرومانسي وصف لنا البلبل وهو يغرد في الصباح الجميل وينشد اغنية الحب الوفية الخالدة ، والمادي وصف لنا الديدان الانانية التي تفترس الجثث ولا تشبع ، وكلاهما يقول ان هذه هي الطبيعة ، فايهما نصدق ؟ وهل لا يمكن الجمع بين الدود الملحد  والبلبل الرومانسي ؟

ومن طبيعة المصارع انه يحب الصراع طالما انه منتصر ، واذا كان مهزوما يكره الصراع وحلبته ، والطبيعة دائما هي المنتصرة وليس الانسان ، اذا ذلك الانسان سوف يكره الطبيعة وبالتالي يكره العلم عنها ، اذا هو لم يحقق له ما يريد ، وهنا نجد فئات جديدة من الملاحدة تشتم العلم وتسخر منه ومن داروين ونظريته اشد من المؤمنين .

لان العلم ببساطة لم يثبت لهم ما يريدون ، بل اثبت العكس ، يريدونه ان يثبت الفوضوية ولكنه اثبت النظام والقانونية ، يريدونه ان يثبت البناء بالصدف ولكنه اثبت التدمير بالصدف . يريدون ان يثبتوا ان الخلية هي ابسط صور الحياة ، فاثبت انها اعقد صور الحياة .

يريدون ان يثبت كوكبا مثل الارض ، ولكنه اثبت ان كل ما عرف من الكواكب متشابه ، وفقط الارض هي المختلفة . وهكذا كلما زاد العلم دقة كلما زادت المادية والداروينية تهلهلا . والسبب بسيط ان الرغبة فيها مقدمة على المعرفة ، هذا كل ما في الامر . ولهذا التطوريون فقط من بين العلماء كلهم هم من اضطروا للتزوير العلمي عدة مرات ، لان لديهم غاية لم يسعفهم العلم باثباتها بل اثبت عكسها .

لم يُذكر التزوير العلمي ويتكرر الا مع علماء التطور الملاحدة ، ثم يأتي ملحد ويتبجح بأن الالحاد هو من طور العلم وليس من زوره ، وفرق بين التطوير والتزوير .. 

العقيدة الالحادية ترى العلم رمحا مسنونا في وجه الطبيعة ، لانه يريد ان يقهرها ، فرق بين من يرى العلم سلاحا يصطاد به ، وبين من يحترمه لذاته وما يدل اليه ، وانتم ترون ان دافع العلم هو المصلحة ، وهذا لا يعني احترام العلم ، تخيل احدا يقيم معك علاقة حميمة لكنها كما يقول بدافع المصلحة واذا سالته عنها قال : كلها تعود الى المصلحة المادية ، حتى ما يبدو معنويا منها .

قيمة الاشياء مرتبطة بغايتها (قانون) والمصلحة المادية الوقتية من اردأ الغايات عند الشعور الانساني واقل احتراما لديه ، مع اهميتها لحياته ، وارتباطها بمصالحه ، ذلك لان الشعور الانساني نفسه يعظّم المصالح المعنوية اكثر من المادية ، ويتضايق اذا اوثرت المادية على المعنوية ، كما يكون في حالات الظلم المعنوي او الكذب المعنوي لاجل المكسب المادي في حالة التزلف مثلا .

ولو كان شيئا واحدا كما يزعم المادي لما وجد هذا التناقض والصراع بين مادي ومعنوي ، بين خلق و بزنس ، أليست شيئا واحداً ؟ فلماذا هذا التناقض في داخلنا تجاه شيء واحد ؟

مقتبس من الوراق
ما الدليل على ذلك ؟ 

أحسدك على هذه الجراة الخارقة التي تأتي بها
أتطالب الأخر بالدليل دون أن تقدم أي دليل!!!؟
عزيزي نحن بسيطون جدا ونستند للموجود فيما نقول، أما انت تأتي وتدعي شيئ دون دليل فمن هو المطالب بإحضار دليل؟

الرد: الموجود ماديا لا يثبت ولا ينفي ، ما يدعيه المؤمن وما يدعيه الملحد ، والواقع ان الملحد هو المدعي لانه خالف ما عليه كل البشر منذ وجدوا بدون دليل ، فالبشر مجمعون على وجود اله يختلفون في صفاته واسمائه . وما زال احساسهم ومنطقهم يقول ذلك . ومن خالف الاجماع عليه بالدليل .

مقتبس من الوراق:
وايضاً البشر منذ ان وجدوا و هم جزء من الطبيعة ، ولا اعتقد بأن الإلحاد يحذف البشر كجزء من الطبيعة ،

طبعا ... وقد أوضحت لك كيف نقر ونعترف بطبيعيتنا والأهم بأننا مجرد كائنات حية ضمن هذه المنظومة ولا أفضلية قدسية لنا على أي كائن حي أخر (بينما الدين يقوم بالفصل والتمييز والتسخير لجهة على حساب أخرى بل حتى ممن قال بفناء حتى أرواح الحيوانات فلا حياة لها -لا أستطيع الجزم هنا فقد سمعت اراء كثيرة حول هذا الموضوع ومنهن من نفى وجود روح حيوانية حتى- وأنت لاتتبع أحد من فقهائك و"علمائك" كما أشرت سابقا بأنتظار سماع رأيك الفقهي الشخصي أو أجتهادك بالموضوع)

الرد: اذا انت لا ترى اي تفضيل وتؤمن بالمساواة بين الانسان والحيوان ، فأين هذا عمليا في واقع الملحدين وافكارهم ؟ في وقت تؤمن فيه بان الطبيعة ملك للانسان ، وله ان يتصرف بها بل ويعبث بتركيبة الحيوان حتى ، هذا تناقض واضح .

(ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي) ، لا يحق لاحد ان يفتي بامر الروح وفنائها وانتقالها بعد سماع هذه الاية المعجزة ، في كل شيء نستطيع ان نعرف بعض الشيء الا الروح فلا نعرف عنها شيئا ابدا ، فنحن نعرف عن اجسامنا وعن المشاعر وعن العقل .

ونحن نختار بين شيئين ، ترى من هو هذا المختار ؟ هل هو العقل ؟ فلماذا يناقض نفسه احيانا ، فمرة يختار شيئا ومرة يختار ضده ؟ العقل هو متابعة للحقائق ، والحقائق لا تتغير.

مقتبس من الوراق:
و كل هؤلاء البشر لهم "ديانات" منذ ان وجدوا ،

هذا غير صحيح أولا...
ثانيا مفهوم الدين لديك ليس كمفهوم الدين البدائي مثلا
أنت بدينك الحديث والمختمر من ثقافات وتجارب وحضارات وديانات أقدم (تراكم معرفي بشري طبيعي) يحتوي على عناصر أساسية منها "الله" و "النبي" و "كتاب مقدس" و "الشريعة" والى ماهنالك من أمور تعرفها
لكن الأديان البدائية لاتحمل كل هذا ولا حتى جزء
بالفصل الأول من كتاب رائع للمفكر السوري فراس السواح اسمه "تاريخ الأديان"
يحاول مشاركة القارئ صعوبة إيجاد تعريف واضح للدين بحيث يجمع كل أديان البشرية فيبدأ بتعريفات تقليدية ويحاور بشكل جميل القارئ أن هذا التعريف يخرج كم هائل من الأديان خارجه فيتوصل لتعريف اخر واخر (يذكر تعاريف لكبار باحثين) وكل تعريف جديد يكون اوسع من الذي قبله حتى يصل بالأخير الى التعريف الأشمل بنظره (رغم حذره من قوله ان هذا هو التعريف الأكمل)
وهو الفصل بين المقدس وغير مقدس!!!

الرد: انت تريد ان تنفي قدم الدين لان الاديان القديمة مختلفة عن ديني ، وهذه محاولة يائسة ، انا لم ادّع ان كل الاديان هي شيء واحد بالجملة والتفصيل ، لكنك تحاول ان ترد بغض النظر عن الحقيقة وهذا من حقك كمحاور له حق الكلام .

انت تريد ان تفصم سلسلة الدين من النصف ، بحيث تجعل الديانات البدائية ان وجدت ليست بديانات حتى لا يُقال ان الدين من طبيعة البشر وباجماعهم ، واخرجتهم من نطاق الديانات لان ليس لديهم كتاب مقدس ولا نبي ولا غار حراء ، اذا ليسوا على دين ، وهذه المحاولة فاشلة ، لان الجميع مجمع على وجود موجد لهذا الكون ، وانه مطلق القوة والمعرفة ، وهو رمز للخير ، اما صور ذلك الاله فمختلفة ، منهم من يراه كواكبا ومنه من يراها متعددين ، ومنهم من يراه واحدا ، وهكذا .

وهل تستطيع ان تثبت ان الاقدمين لم تاتهم انبياء وسل ثم حرفوا رسالاتهم كما فعل المتاخرون ؟ تتكلم عن الماض وكانك نفضت غبار القبر للتو .

اما فكرة المقدس وغير المقدس ، فما معنى مقدس اولاً ؟ هل لها وجود منطقي ؟ هذه الكلمة تستعمل من اجل ان يجعلوا الالحاد مختلفا عن الديانات ، مع أنه في الحقيقة غير مختلف عنها ، فيقول الالحاد ان الديانات لها اماكن عبادة وطقوس ورموز وشخصيات وكتب ، اما نحن الملحدين فليس لنا شيء من ذلك ، اذا نحن ليس لنا دين ، لانه ليست لدينا مقدسات ، وهي فكرة سطحية بلا شك ..

أعني فكرة المقدس ؛ لان التقديس نتيجة وليس سببا ، ولذلك التقديس مختلف من شخص لاخر في كل الديانات ، فافراد دين معين لا يحسون بنفس القدسية للشيء الواحد ، ايضا يختلفون في الاشياء المقدسة ، فلا تستطيع ان تمثّل على دين تكون فيه المقدسات محددة من الجميع ولها نفس القيمة عندهم ، مما يثبت ان التقديس نتيجة للافكار ..

وكلما زاد الاقتناع بفكرة معينة ، او شخص معين ، او بلد معين او مكان معين ، انعكس ذلك تقديسا ، اذا التقديس هو شعور ناتج عن اقتناع شديد وله صبغة مادية ، أي يتجلى في الماديات ، ولا يكون التقديس في المعنويات ،

فشخص يعشق الموسيقى الكلاسيكية ، ومقتنع برداءة كل الانواع الاخرى ، ويتعاطاها بشغف ، هذا الشخص سيكون بيتهوفن مثلا في نظره داخلا في نطاق المقدس ، ولا بد انه سيغضب لو قلل احد من شأن هذه الشخصية امامه ، وستجد ان صورته معلقة في غرفة نومه ، ولو استطاع ان يمتلك شيئا من مقتنياته لحافظ عليه وعظّمه ، كما يعلق المسلم صورة الكعبة ويشتري الحُجاج ورواد المزارات اشياء تذكارية ومقتنيات ترمز الى ذلك الشيء ، السنا الآن امام صورة تقديس ؟

ولو قلتَ له انك تقدس ، قال لك : انا لست متدينا ولا اقدس شيئاً !! على هذا المعنى ، الجميع قابل للتقديس ، سواء مؤمن او ملحد ، بناء على شدة الاقتناع والتعصب والحماس ورفض ما سواه يُفرَز التقديس شيئا فشيئا ، وهذا الوضع موجود عند الملحدين ايضا ، انت مثلا تقدس داروين ونظريته ، بدليل انك لا ترد على من ينتقد هذه النظرية الا بالتخطئة والجهل ، وأنه اقل من أن يرد عليه ، مع ان الاخلاق والمنطق تقتضي ان يرد اتهامه لا ان يُقال له : اقرأ كل شيء عن الداروينية ثم تعال ليحق لك النقاش فيها ، وهكذا يكون التقديس والا فلا .

وما دمت ملما بالداروينية الى هذه الدرجة ومتاكد من صحتها ، فلو اعترض طفل على الداروينية فمن المفترض ان ترد عليه ، لكن هو التقديس الممزوج بالخوف على المقدس ان ينتهك وتكشف نقاط ضعفه ، فالملحد يحافظ على الداروينية كما يحافظ الاعمى على عصاه ويتحسسها في كل لحظة وعلى طول الجلسة .

والملاحدة ينفون كل ديانة غير ديانة الالحاد اي لا يقبلون الاخر ، ولهم رموزهم العلمية او الالحادية ، وبالتالي هم يختلفون كغيرهم في المقدس ، فهذه الشخصية الالحادية مقدسة عند الملحد س ، لكن ليس لها نفس التقديس عند الملحد ص ، لانه يعشق شخصية اخرى ، وهذا ما يفسر اختلاف المقدسات داخل الدين الواحد . اذا التقديس ليس متعلقا بالديانات المعروفة فقط ، وحتى المتدين نفسه قد يقدس اشياء ليست داخلة في دينه ، وكل المقدسات المادية هي رمز لحب واقتناع معنوي وعقلي .

التعريف الدوركايمي ان الدين هو الفصل بين المقدس وغير المقدس خاطئ وسطحي ؛ لأنه نظر الى بعض الجوانب والماديات التي لها تعظيم في الدين ولكن ليس لذاتها ، بل لعلاقاتها ، واعتبر ان هذه النقاط المقدسة هي الدين بحد ذاته . بينما هي نتيجة لنظرة فكرية ودوافع روحانية كاملة عن الحياة ، هذا التعريف يجعل الدين ليس شاملا للحياة ، بل مرتبط بالمقدس فقط ، بينما الدين ليس كذلك ، والجوانب غير المقدسة في حياة المؤمن لا يعني انها لا يشملها الدين .



اقتباس: أصلا فكرة وجود كيان منفصل اسمه الروح ، فكرة حديثة العهد نسبيا بالمقارنة مع تاريخ البشرية (الحضارة الفرعونية هي أول من قال هذا بشكل واضح وأسسوا لفكرة خلود الروح وحتى محاولات تخليد الجسد وماالتحنيط إلا خطوة بأتجاه محاولة تحقيقهم ذلك)
الأساطير القديمة (أنصحك بقراءة الكتاب السابق) وهي ببساطة عبارة عن خوارزمية بسيطة لنقل فكرة اعقد
تستخدم شخصيات وربما امكنة لأحداث غير واقعية بازمنة ايضا ربما غير واقعية (وقد يعرف متناقلو الأسطورة ذلك) فالأحداث غير مهمة وغير مقدسة غالبا بل المهم ببساطة هي "التجربة" او بلغة أخرى الحكمة!
كل اسطورة توضح شيئ او تعطي عبرة لشيئ.. نشأة الأسطورة عبر أجيال وليس من فم نبي ما بلحظة ما
فهي تعبير كامل وخالص وصادق جدا عن معاناة وفكر وأوضاع الشعب الذي يتناقل هذه الأسطورة
هي الشكل الأمثل لنقل المعرفة من جيل الى أخر عندما لاتتوافر وسائل نقل أخرى أكثر دقة
بعصرنا الحالي هناك شيئ مشابه وهو الأمثال الشعبية ... جملة قصيرة تختزل قصة ومعاني كبيرة، أليس كذلك؟

الرد: لا طبعا ، فالامثال قديمة قدم الشعوب وليست من معطيات العصر الحالي . ولماذا لا يوجد وسيلة اخرى سوى الاسطورة لنقل المعلومات ؟ اليس هناك الشعر التعليمي والمسرحي والملحمي والغنائي ، بل والحِكم المباشرة والامثال والقصص والوصايا والمحاورات كما فعل سقراط وغيره ؟ الخ ؟

لماذا لا يوجد الا الاسطورة عند القدماء ؟ ثم لماذا تحكم بان الاسطورة تعتمد على امور غير حقيقية ؟ وانها مختلقة ؟ الا يمكن ان يتحول شيء حقيقي الى اسطورة ؟ الاسطورة شيء والدين شيء آخر ، الاسطورة يتناقلها الناس على انها غير مؤكدة ، ولكن الدين يجزمون ويؤمنون به ، وهناك اساطير حول كل الحيوانات تقريبا ولا علاقة لها بالدين ، ويكون هدفها احيانا هو تفسير بعض الظواهر غير معروفة الاسباب ، وليس بقصد نقل الحكمة دائما كما تخيلت ..

هناك اساطير مبنية على حقائق ، كاسطورة عنترة بن شداد او الزير سالم وهو المهلهل بن ربيعة ، اخو كليب ، وكان شجاعا وقاتل بني بكر حتى شاخ ، و نسجت حوله اعمال خارقة غير معقولة ، وهكذا ، ولكن موضوع الاسطورة (وود المهلهل) هو حقيقي . ومثل هارون الرشيد في الف ليلة وليلة ، هو شخصية حقيقية ، ولكن ما نسج حوله ليس كله حقيقة ، بعبارة اخرى ، تدور الاساطير حول مشاهير في هذا النوع من الاسطورة ، وهناك اساطير تفسيرية ، تحاول ان تفسر بعض الظواهر الغير معروفة او الغريبة ..

مثل الاسطورة الشعبية حول عيون طائر البوم المكحولة بأن أصلها امرأة اتفقت مع مجموعة من النساء على ان تذبح كل واحدة منهن طفلها ، فصدقت هذه المرأة وذبحت طفلها ، وجاءت للاجتماع وهي متزينة مكحلة العيون ، فوجدت اطفالهن معهن ، فصرخت مثل صوت البومة ، وطارت من الفزع ، وتحولت الى ذلك الطائر مكحول العين .

ومثل خرافة لماذا الارنب يفقد ذيله ، لأن الثعلب خدع الارنب الذي كان له ذيل طويل ، وقال له : اذهب الى النهر المتجمد البارد ، وانزل ذيلك في الماء حتى يتجمد فتتجمع عليه الاسماك ، فتجمد النهر في اخر الليل ولم يستطع انقاذ نفسه إلا بعد ان تجمد ذيله ، وحينها صارت الارانب بلا ذيل .

وهكذا ينسج الخيال الشعبي الكثير من الاساطير التفسيرية او التقديسية ، كما يحصل مع الاساطير التي تنسج حول النبياء والصالحين .

ومن ضمن هذه الاساطير الحديثة الاسطورة التي تفسر من اين جاء الانسان ، فوجدت القرد يشبه الانسان فقالت : ان القرود تكيفت مع البيئة شيئا فشيئا وتحولت الى الانسان ، بل ليس الانسان فقط بل كل الحيوانات خرجت من مستنقع اسن نشأت فيه خليتها الاولى نتيجة البرق والرعد والغازات الكثيفة ، وسوف تتطور هذه الانواع الى اشكال غريبة اخرى ، فقد تطير السلحفاة يوما من الايام ، وربما عادت العصافير الى السباحة في البحر الذي خرجت منه اصلا .

بهذه الاسطورة يجيب على طفله حينما يسأله عن قصة الانسان وسر وجوده ، مثلما يجيب طفله اذا سأل لماذا ذيل الارنب قصير ؟ كله كلام بلا ادلة .
  
الأسطورة يتناقلها الناس دون اقتناع حقيقي على عكس الدين ، إذاً الدين عالم ، والأسطورة عالم آخر ، إلا من أراد أن يحوّل الأسطورة الى دين كما يفعل الملحد في الأسطورة الداروينية ، فهو الوحيد الذي حول الاسطورة الى دين ، فقوتها من الدين الإلحادي وليس من ذاتها لأنها مجرد أسطورة تفسيرية بلا أدلة حقيقية ولا كاملة و حوَّلها الى علم بالضغط تارة والالزام تارة اخرى .

مقتبس من الوراق
ويعرِفُون بالفطرة بوجود إله ، هم اختلفوا في نوعه وعدده ولكن لم يختلفوا في وجوده . والإلحاد هو شذوذ عن القاعدة ، اي شذوذ عن الطبيعة البشرية..

مقالي السابق يوضح هشاشة ماتستند إليه ورغم انك تدعي كثيرا انك خارج التأطير الديني لرجال الدين وماشابه إلا إن هذا ببساطة مايقوله رجال الدين عامة ليلهو البشر عامة عما سيرونه فيما لو فتحت أعينهم

الرد: أين تفتيح العيون؟ وماذا سيرون ؟ هل تفتيح العيون على الشهوات المباحة جملة وتفصيلا هي الانفتاح الذي تقصده ؟ الإلحاد جهل ودعوة له ، ودعوة لرفض التساؤلات الكبرى والعيش في اطار متعة اللحظة فقط ، فالإلحاد يحيل على مجهولات ، وهو لا يفتح العيون بل يغلق ما أنفتح منها ، ويدعو الى حياة بهيمية ..

والبهائم لا تعلم شيئاً إلا بنطاق شهواتها ومصلحتها الضيّق ، والإلحاد ينفي المعرفة التي اكتسبها البشر بخبرتهم الطويلة مع الحياة بأنه لابد من وجود اله عظيم وخيّر،  منه سبب الوجود واليه يعود الوجود ، ومنه ولأجله تعلّم الخير .

الإلحاد يدمر المعرفة البشرية المتراكمة عبر تعاقب الأجيال الطويلة ، تماماً كأن تريد أن تدمر الحِكم والأمثال والتأملات التي اكتشفها البشر عبر رحلاتهم الطويلة ، عندما أفعل هذا هل توافقني ؟  
اقتباس: المؤمن عادة يذهب الى أبعد حدا في محاولة ايجاد أثباتات لما يحاور ويجادل به حتى أنه ينسى أحيانا نفسه
وينسى بأنه وصل الى الأستشهاد بأمثلة وأديان ووألخ تناقض مايؤمن به عموما والغاية فقط أن يثبت جزئية ما بحديثه
وهذا مافعلته انت وتفعله مرارا ... (لكنك تبرع في هروبك عندما تقول أنك لاتتبع أحد ولك "نيو إسلام" خاص بك اي بعبارة أخرى كائن محول هلامي لايمكن حصره في زاوية ضيقة)

الرد: لماذا أنحصر في زاوية ضيقة ؟ وأنا الأكثر حرية من الملحد نفسه الذي يحصر نفسه فعلا في زاوية ضيقة ؟ وأين الخطأ إذا قلت أن الهندوسيين يؤمنون بوجود اله ؟ هل يعني هذا أنني أؤمن بالهندوسية وأقدس البقر ؟

أنا أقر بالمبدأ المشترك بين أغلب البشر وهو وجود خالق لهذا الكون ، فلا مصنوع بلا صانع ، وليس في هذا أي تناقض ، بل أستشهد بالملحدين أنفسهم على أساس المشترك البشري ، فلا ينبغي لأحد أن يقوَّل عنه مالم يقل حتى يقول هو ، وكل دين بما فيه دين الإلحاد سوف أجد قاسماً مشتركاً بيني وبينه في بعض النواحي مهما كان الأمر ، لأننا كلنا بشر ..

بل لنا مشتركات مع الحيوان أيضاً ، لكني لا أدعو للبهيمية كما يفعل الإلحاد لأنه وجد مشتركا مع الحيوان ، فالمشترك لا يعني الكل ، وهذا ما ينبغي الانتباه اليه ، فقبول المشترك مع دين أو فكر لا يعني قبول الكل ، فلا تناقض البتة في هذا الشيء ، والكل يفعل الشيء نفسه .

أنا مسلم والإسلام واضح المعالم وليس بهلامي ، أنت من أردت أن تكون هلاميا ولم تستطع ذلك لإن الإلحاد دين واضح المعالم وإن حاول أن يعمّيها . واستغرابك هذا نابع من النظرة الخاطئة للاسلام بأنه دين اقصائي ، اذا اقصى شيئا فلا يتعامل معه ولا يجد معه اي مشترك ، وهذه فكرة خاطئة وان كان لها ما يؤيدها مع الاسف من واقع اكثر المسلمين ..

حتى ان بعضهم يحرم صورة الخنزير ان يراها اطفاله ، وكأن هذا الحيوان غير موجود في البيئة ! ولا يدرّس ضمن المجموعات الحيوانية في بعض الاماكن .

فحقيقة الاسلام انه رحمة للجميع ولا يُقصي احدا ، إنما يُقصي افكارا لا اشخاصا ، فالله كرّم بني ادم عموما ولم يقل المؤمنين فقط ، وكما قيل : البشر صنفان : اما اخ لك في الدين أو أخ لك في الانسانية ، والله كرم بني ادم مع انه يعلم ان منهم كفارا ، وعليه يبقى للانسان احترامه وكرامته ايا كان ، فإذا لم نحترمه لاجل اختياره الصحيح ، فاننا نحترمه لاجل انسانيته .

أما المعتدي ومن يريد الحاق الضرر ، فهذا موضوعه تابعٌ للشر الذي جاء به ، سواء كان مسلما او غير مسلم .


اقتباس: يخطر في بالي امور اضحك بسخرية عليها الأن منها حديث نبيك عن إن الفطرة خمس: الختان والاستحداد وتقليم الأظفار ونتف الإبط وقص الشارب
السؤال: أليست الطبيعة (والله حسب معتقدك) انبت الشعر مثلا وأراد الغلفة للقضيب والبظر عند الأنثى الخ
هل من السوي والسليم ان نبتر أجزاء حية من جسد الأنسان (الغلفة والبظر) بحجة أتباع سنة أحدهم؟
هل نزع شعر الأنثى حتى تصبح لامعة ناعمة لأجل متعتك الجنسية فقط وإن ارادت العكس اصبحت نجسة وغير مرغوبة
قبل ان تقول انتم وانتم وانتم .... اقول لك أنني مع الطبيعة في كل هذا وبحياتي لم أرفض حبيبتي لأجل قليل من الأشعار لديها
أحبها كما هي تماما ... كما تقبلني اقبلها كاملة مكتملة (ليس تعصبا ضد فكرة نزع الشعر بقدر ما هو محاربة لفكرة الأجبار بنزع الشعر وماشابه من امور)

الرد: أولا لا يوجد اجبار ، فالموضوع ليس فريضة . ثانيا : الرغبة بالنظافة ، اليست من الفطرة ؟ هذه الاشياء داخلة في النظافة أي الفطرة ، اليس كل انسان يحب النظافة ؟ اذا عليكم ان تتركوا اظافركم انت وحبيبتك لتكونوا كالقطط ، واظافر قدميكما ايضا ! وتلبسا نظارات واقية لخدش الاظافر !

رايت صورة لشخص مطيل لاظافره وشعره ، كان منظره مخيفا ، هذا يطبق الفكرة الالحادية ، ان نترك كل شيء على حاله . اتباعا للطبيعة التي جعلت الاظافر تطول .

وعموما هي موضوعات مختلف فيها فقهيا وقابلة للاجتهاد ، كختان المرأة الذي لا تقره الاكثرية لا علاقة له بالنظافة ، واعتبره اعتداء لأنه يؤثر على متعة وقدرة المرأة جنسياً ، وان كانوا يتفقون على ختان الذكر ، والغلفة لا تؤثر مثل هذا التأثير ، وكذلك موضوع اللحية وما شابه ذلك .

مقتبس من الوراق
كذلك العقل البشري جزء من البشر ، اي جزء من الطبيعة ، والعقل الطبيعي للإنسان يعرف ان لكل مصنوع صانع ، بتلقائية طبيعية كذلك ، ولكن الفكر الإلحادي يرفض ذلك بدون دليل قطعي من الطبيعة نفسها ، وهذا شذوذ آخر عن الطبيعة .

طبعا "الدماغ" البشري جزء من الكيان البشري (العقل هو الأداء الكلي للمنظومة الدماغية والعصبية ككل وليس شيئ ملموس مادي تماما) إن كان عقلك برمج على عادة معينة ووجدتها انت فطرية هكذا دون دليل؟ لماذا تفرضها على الأخرين فقد تكون عقولهم برمجت بطريقة أخرى؟

الرد: انت ايضا عقلك مبرمج على هذه العادة ، وكل انسان كذلك ، فأول ما تسال عنه هو السبب في وجود اي شيء او فقدان اي شيء ، ام انك لا تسال عن الاسباب حتى تكون مختلفا عن عادات عقلك ؟

يحاول الفكر الملحد ان يوهّم باختلاف حاد بل وجذري بين البشر ، فيصدمك بان المسلمات الموجودة عند كل البشر هي غير موجودة عنده ، واذا ناقشته اتضح انها موجودة عنده ولكنه يتحايل عليها ، ليس في صالح الالحاد ان يكون عند الناس قاسم مشترك واحد ، ولو كان الامر كذلك لصار الوضع فظيعا بشكل لا يتصور ، اما النظرة الاسلامية فهي ان الناس خلقوا من نفس واحدة ، اي لك نفس واحاسيس تماما مثل نفسي واحاسيسي ، وان قلت انك مختلف وسوبرمان وان لك عقلا يعمل على نظام آخر لا يعرف السببية ولا يستفيد منها شيئا وما الى ذلك (رغم مطالبتك بالأسباب في موضوع الفطرة وغيره) . والحقيقة هي ان عقلك يعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها عقلي وعقل كل انسان ، لكن الاختلاف في المدخلات .

انتم لا تزالون بشرا مثلنا ولستم سوبرمانات ، ولن تستطيعوا . النظرة الاسلامية رائعة جدا ، وتصنع ارضية للتفاهم بين البشر ، لانها تقول ان اساسكم واحد ومشاعركم واحدة ، وعقولكم واحدة ، ولكن افكاركم تختلف نتيجة لاختلاف اختياركم بين الخير والشر وبين الحقيقة والانا ، وانتم من نفس واحدة .

الالحاد يقدم مشهدا مختلفا ، فيمكن ان تتجادل مع احدهم طويلا ولا تفلح في اقناعه ان كل الناس اذا سمعوا خبرا عن حريق في مبنى يهربون ، سيقول لك : لا ، انا عقلاني ومختلف عن بقية الناس وساتثبّت عقليا !! واعتمد على صافرة الانذار ! وحتى لو هرب الناس من مخارج الطوارئ ، فأنا لم ار حريقا بعد ولم اشتم رائحة الدخان ولم اسمع صافرة الانذار !

اذا لماذا اهرب بلا دليل مادي ! تقول له : هذا رد فعل تلقائي عند كل البشر ، يقول لك : لا ، البشر ليسوا واحدا ، لماذا تفرض علي طريقة تفكيرك ؟ انا ملحد ، اي سوبر بشر ، وآخر سلسلة التطور !

اذا عممنا الفكرة الساذجة عن اختلاف البشر ، سنجد اناس لا يحبون الهواء الصحي ، لانهم مختلفون عن البقية ، ويحبون دخان العوادم ! سنجد اناسا يحبون العيش في اماكن ضيقة جيدا ، بل ويكرهون النور ، سنجد اناس لا يحبون السعادة ولا يبحثون عنها ، بل يبحثون عن التعاسة ! سنجد اناس يكرهون المعرفة ، وهكذا وهكذا .. حتى نحقق فكرة ان الناس مختلفين.

بل هناك الكثير يكرهون مناظر المروج الخضراء وزهورها القذرة الفواحة برائحة كريهة ، لانهم مختلفون !! وبعضهم وهو عطشان يحب ان يشرب الماء الحار ، لانه مختلف ، وبعضهم يحب الالم ويبتعد عن كل ما يمتّع نفسه وجسمه لانه مختلف ! وبعضهم يشجع الممثل الشرير على الخيّر لانه مختلف ، هذه من صور النظرة السطحية للانسان التي تسيطر على الذهنية المادية ، فالمادية هي ابعد من يعرف الانسان وأساسه الشعوري المشترك .  


اقتباس: في عالمنا العربي مثلا هناك مسلمة "فطرية" أسمها الله .... لكن في الجانب الأخر من كرتنا الأرضية ستجد أن فكرة الله الواحد فكرة ساذجة وغريبة ولولا وسائل الأتصالات لربما لم يسمعو بها
أقصد البوذيين بالذات .. حيث لاوجود لفكرة الإله الواحد (ولا تعدد الألهة فهم لايؤمنون بالله ولا حتى بزملاءه) ورغم ذلك هم طبيعيون ويعيشون ويمتلكون حضارة عريقة جدا جدا واليوم يحتلون قمة الهرم الصناعي الحضاري
Made in Jaban = الثقة في المنتج
طبعا سأذكرك بحجة حتما تعرفها وهي إن طبقنا نفس القاعدة على كل شيئ فلما تستثني "الله" من فكرة الصانع أيضا؟
ماهو الدليل والمنطق وراء ذلك؟ أهو شاذ عن القاعدة؟ إذا ليست ببساطة عند شذوذ شيئ ما عن محتوى قاعدة مفترضة ما فهي ليست قاعدة!

الرد: يعني انت الآن اسقطت قانون السببية ولا يعتبر قاعدة ، عليك اذا ان لا تسأل إذا سرقت سيارتك : من سرقها ؟ لأن قاعدة لكل شيء سبب قد اسقطتها بنفسك ، وليس لك حق ان تستفيد منها ، والعقل معتمد على قانون السببية ، اي انك اسقطت عقلك لتسقط الله ، فمن الذي سقط ومن الذي لم يسقط ؟ إذا قلت شيئا فطبّقه ! وإلا فلا تقله . بناء على طلبك السابق .

أريد جوابا : هل نلغي قانون السببية بناء على اننا لا نعرف من خلق الله ؟ وهكذا هو الفكر الملحد ، مستعد ان يدمر كل شيء في سبيل ان يدمر فكرة الله ، اذا اي احد يريد ان يدمر فكرة الله ، فهو سيدمر فكره هو ، ويعرض نفسه للنقد والاستغراب بسبب اللامطقية التي يُضطر إليها ، ومحاولة اسقاط فكرة الله تؤدي إلى اسقاط العقل . لكن الله شديد المحال . وهذه القوانين المنطقية منطبقة في عالمنا ، واستنتجناها من الواقع ، اي من الطبيعة ، وبإسقاطكم لقانون السببية ، اسقاط للطبيعة التي لم تكذب ولا مرة في ان لكل شيء سبب . وما العلم إلا معرفة الاسباب ، فأنت تسقط العلم ايضا .

هذه قوانين لعقولنا ، والله الذي خلقها ، فلا نطبقها على الله ، ما يطبّق على المصنوع لا يطبّق على الصانع . فأنت تستطيع ان ترسم غرابا ، ولا علاقة طبعا لهذا الغراب بك ولا بشكلك ، وصانع السيارة ليست السيارة مثله . القوانين العقلية كلها تنتهي عند حد الالوهية ، بل هي تنتهي خارج حياتنا قبل ذلك ، ففي حياتنا لدينا قانون ان كل شيء محدود ، ويمكن حسابه ، حتى المياه على الارض نستطيع ان نحصيها ، والبترول ، والمعادن ، الخ ..

ولكن اذا خرجنا عن نطاق حياتنا ، سنفاجأ بأن كل شيء لا منتهي ولا محدود ، بعكس ما هو موجود في نطاق عقولنا ، حيث اللانهائية التي لا يعرفها العقل البشري ، لاحظ ان القانون انعكس . فـ"كل شيء محدود" اصبح : "كل شيء غير محدود" ، عند الخروج عن نطاق حياتنا .

هل تستطيع عقولنا ان تتصور اللانهائي او تحسبه ؟ اذا لعقولنا حد تقف عنده ، فيكفينا ان نعرف من خلق هذا الكون ، والبقية في علم الالوهية ، والعقل الذي لا يعرف إلا المحدود ، هو بذاته محدود (قانون) ، والله مطلق ، فكيف نفهم المطلق بالمحدود ؟ إذا كثّر خير عقلنا اذا عرف المحدود ، وليوجّه هذا السؤال لله في الآخرة . فهو لا يعنينا في الدنيا ، يعنينا ان نعرف من خلقنا وماذا يريد . وهكذا يكون العقل المسلم هو الذي يحترم قوانين العقل كقانون السببية المستمد من الطبيعة ، والذي يرفضه الملحد ، اذا المسلم الحقيقي هو الطبيعي ، والالحاد شذوذ عن الطبيعة وقوانينها .


مقتبس من الوراق:
كذلك : لماذا يحب الفكر الإلحادي تغيير الطبيعة ووجهها دائما من خلال افساح المجال للعبث بالطبيعة بحجة العلم والسيطرة  ؟ هذا ما يدعو إليه مذهب (ما بعد الإنسانية) الإلحادي . ثم لماذا يرفع الفكر الإلحادي شعار انتصار الانسان على الطبيعة ، والذي يمثله السوبرمان النيتشوي الالحادي الذي سيقهر الطبيعة ويكون إلهاً ؟

عزيزي مادخل الإلحاد بتغير الطبيعة من عدمها؟؟؟؟ ومادخل السوبرمان النتشوي بكل هذا؟
عزيزي الإلحاد منهجية تفكير وتعاطي مع الواقع المعاش ... هذا هو الإلحاد قبل كل شي
الإلحاد بالرغم من إن هناك خطوط عريضة له (عريضة جدا) لكنه ذاتي جدا ويحتفظ لكل شخص بـ "الأنا" الخاص به

الرد: هذا من ضمن منهجيته : عدم ابقاء الطبيعة على حالها بحجة العلم والبحث العلمي ، ولا قدسية للاحياء ، لانه لا يؤمن بانها مخلوقة ، بل هي نتيجة صدفية عبثية ومن السهل التلاعب بها ، اذ لا يوجد حاجز اخلاقي يمنع عن اي تغيير ممكن في الاجنة والجينات ، حتى لو خرجت مشوهة فلا مشكلة اخلاقية هنا (راجع الداعية الملحد سام هاريس في موضوعه الذي يحدد معالم العلم بعد التخلص من فكرة الإنسانية التي يراها عائقا في وجه السوبرمان ، بعد أن كان الدين هو العائق في السابق ) ، لانها اصلا خارجة وهي مشوهة من قدر المستنقعات الآسن بلا هدف وبلا موجِد ، ولا يحق لنا ايضا ان نسال الملحد من أوجد ذلك المستنقع ، لأن هذا السؤال لا يفتح العيون بطريقة الفتح التي يريدها الملحد ! كل هذا لعله يزيد من الحصيلة المصلحية .


أي ان هذا الفكر لا يحترم بقاء الطبيعة كما هي . وكيف يكون ذلك وهو يؤمن بأنها لم تكن بالسابق على ما هي عليه الآن ؟ إذا فلا باس من تغييرها الى غير ما هي عليه الان ؛ فالإنسان لم يكن إنسان بل كان قردا ، وقبلها وعبر ملايين الحلقات المفقودة كان سمكة لها خياشيم ، فماذا يضير اذا خبّصنا في جيناته لننظر ماذا يخرج ؟ الدارويني لا يحترم ثبات الانواع كما هي على وضعها الفطري ، اذا كيف يدعي انه فطري طبيعي ؟

واذا قلنا طبيعي ، نعني الاشياء والاحياء كما هي وكما عهدها الانسان . والجميع يتعامل مع كلمة طبيعي على هذا المفهوم : المسلم يعلم ان الشيطان هو الذي يأمر بتغيير خلق الله ، وبالتالي هو الذي يحترم الطبيعة كما هي طبيعة بموجب اللفظة . وكلمة طبيعة تعني مطبوعة . مثل ذبيحة تعني مذبوحة .


اقتباس: عزيزي فريديك نيتشه ليس محمد النبي حتى تعايريني به مثلا (رغم انني متأثر جدا بنتشه ولا انكر هذا) لكنه ليس "مرجعية دينية" لي، إن كنت تنكر مايسمى علماء دين عصرك او ماقبله (رغم كل التقديس والتهويل لهم)فكيف تلزمني ببشر عاديين بنظري رغم ضخامة أفكارهم وتأثيرها طبعا لكنهم ليسو مقدسين عزيزي بنظري!!!

الرد: انتهى الامر إذاً ً!! نيتشه عظيم وانت متأثر بافكاره ، واهم افكاره السوبرمان الذي يريد ان يسيطر على الطبيعة ويخترق قوانينها ، واختراق القوانين يعني تدمير للطبيعة ، انتهى الامر .

وهذا من ضمن منهجية الالحاد التي تتبناها ، والذاتية التي تتكلم عنها ناتجة من كسر قيود الدين وكسر قيود الاخلاق ، فليس للملحد شريعة تنظم حياته ، لانه دين عقيدة وليس دين شريعة ، واذا قال دين ما لافراده : استمتع كما تشاء ، هذا سيعني ذاتية واختلافا في نوع المتعة بين الافراد . ولكن هذا الدين قال له ايضاً : تذكر انك مجرد مادة ، ولا تؤمن بالروح ولا بذاتية الاخلاق ، فالاخلاق انتجها المجتمع ، والجميع محافظ على هذه الوصايا (العشر) ، فلست ملزما بها إلا بالتعامل مع المجتمع الذي انتجها لاجل مصلحته .

وقائمة اخرى تحدد للملحد اصل نشأته وعلاقته بالطبيعة وبالقيم وتكسر له الحواجز بين الخير والشر ليستمتع بكليهما حسب مصلحته ، إلخ من بقية العقائد الالحادية التي لا تصنع انسانا خيرا اذا نظرنا اليها من ناحية فلسفية منطقية .

فالملحد متدين ، ولكن حسب ظروف دينه ، وهم يختلفون في مدى تطبيق هذه العقائد على حياتهم ، فكثير منهم لا يطيق ان يطبق كل هذه العقائد الحادة والفظيعة ، لهذا يضطر الملحد لخيانة الالحاد التي لا يحاربها الالحاد اصلا . ويكون حينئذ في احسن احواله .

للوهلة الاولى يبدو الملحد واسع الحرية ، لكن الحقيقة هي عكس ذلك . فالنظرة المادية المُلزَم بها تلاحقه وتحاصره في كل شيء ، سيف المصلحة مصلتٌ على ضميره الانساني ، يحاصره ويعذبه .

العقلانية المادية فيه تُحارب الانسانية والذوق والفن والجمال فيه وتحاصرها . وهو يكافح اي شعور روحاني كذلك يمر عليه ، وهو في زاوية الخوف ، على اختلاف ، فالمؤمن الحقيقي سمع مناديا ينادي لله ويحذّر من عذابه فاستجاب له ، ولا يوجد منادي يهدد بالعذاب في الحياة إذا لم تلحد ..

والملحد على عكس هذا الوضع ، أي أنه في جانب الخوف ، بينما المؤمن في جانب الامن ، وحتى لو قلت : اني لا اصدق بالعذاب الابدي ، فان نسبة تقل عن 1% تكفي لازعاج الملحد ، مع العلم ان الخوف في العادة يزداد تصاعديا مع ازدياد الخطر او الاحساس بقرب النهاية ، بينما المؤمن لا توجد نسبة خوف لديه من هذه الناحية ، لأنه لم يلحد .فأيهما اضيق ؟

مع أن نسبة الملحد تزيد بازدياد الخطر : (فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ، فإذا نجاهم الى البر اذا هم يشركون) . لو هددك شخص تعلم انه لن يستطيع ان يفعل بك اي شيء ، لضُعفه الشديد ، ستبقى نسبة من الازعاج في داخلك ، مهما انكرتها امام الناس .

فهي تتضخم عندما تكون بمفردك ، فما بالك من ديانات ورسل كلها تهدد بعذاب ابدي في نار مشتعلة لمن لا يجهد نفسه في التأكد من هذه الدعوى ، ولا يمكن التأكد من كذبهم أكد ؟ بمعنى : يوجد أكبر خطر ولست متأكد من نفيه ، ويقول الملحد : حتى ولو كان هناك اله ، فأنا لن اؤمن به . وهكذا يصدُق كلام القران كعادته : (ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكاً) ، أي زاوية ضيقة .

وان إدعى أن حياته واسعة وحريته مفتوحة امامه . وهذا في كل جوانب الحياة ، فهو في الجانب العقلي مثلا ، وبسبب انكاره لوجود الله ، تحتم عليه ان يكون مادي وان ينكر الروح ولا يقبل بها ، ولا يقبل الا بادلة مادية في حياته ، ولا يؤمن بالحدس ، وهذا اضيق ممن يستدل بالعقل وبالاحساس معا .

الملحد يستدل بالعقل فقط ، اي يعيش في زاوية اضيق بالنسبة للمجهول ، والمؤمن يعيش في زاوية أوسع . الاحساس بالامن والطمأنينة يعيشها المؤمن اكثر من الملحد : (الم نشرح لك صدرك) .

الاحصاءات التي تصدقها تثبت هذا الشيء ، وتثبت صحة نفسية للمؤمنين بشكل عام وانتحار وامراض نفسية اقل من الملحدين ، اذا من الذي يعيش في زاوية ضيقة : المؤمن ام الملحد ؟ ستقول : ان المؤمن يوهم نفسه بينما الملحد يبحث عن الحقائق ، أية حقائق وأي بحث ؟ وماذا عرف منها ؟ وهل يمكن ان تُعرف مثل هذه الحقائق ؟ وهل المؤمن لا يبحث ولا يتعلم ؟ طبعا هما سواء : المؤمن والملحد ، في هذه الناحية ، والعلم بمجهود الجميع ويخدم الجميع وليس الملحد فقط .

إذاً الملحد يحاصر نفسه بنفسه ، لان هذه الاشياء تخرج من صميم الذات ، وليست عبارة عن افكار اذا نزعها الانسان استراح منها .   


اقتباس: العبث بالطبيعة برايي بدأ منذ عزل نفس الأنسان عن باقي الكائنات الحية الأخرى وجعل من نفس "بني أدم" وكذب كذبة "أنهم مسخرين لأجله" ليخفف ألم ضميره بقتله أخوته في الطبيعة التي كان يعيش فيها الى جانبهم قريبا ... عزل نفس وأكذب أكذب أكذب حتى صدق الكذبة وصدق انه خير المخلوقات كما يظن انفسهم اليوم خير امة اخرجت للناس وهو أسؤ البشر على كل الأصعدة ثقافيا وعلميا وأنتاجية وحتى أخلاقية بلا منازع .

الرد: اذا انت قلبك على الحيوانات ، اذا ليكن على النباتات ايضاً ، فقد ثبت علميا انها تحس وتخاف ، واذا تخيلنا احدا يطبق هذه الفانتازيا التي تتحجج بها الحاديا ، ولو ان الكلام من غير ملحد مادي نتشوي لكان اهون .

تخيل انك لن تؤذي الحيوانات ولا النباتات لانها اخوتك في الطبيعة ، فلا يحق لك ان تقتل النمل او الحشرات لانها تمارس حياتها في بيتها الذي لا تراه بيتك بل بيتها ، تُرى كيف سيعيش الانسان ؟ ألن يموت لانه لا يأكل ؟ فجميع اكله من كائنات عضوية ! وأنت بهذه الاخلاقية العالية جداً حكمت على الانسان بالانتحار جوعا ، حتى ترفض فكرة التسخير !

ألم اقل لك ان الملحد يسقط عقله واخلاقه عندما يفكر في اسقاط فكرة الله ؟ انت الآن اسقطت عقلك واخلاقك : لاحظ أنك تضرب بمستحيلات أول من يخونها أنت : ماذا اكلت اليوم ؟ الم تأكل لحما ولا جبنا ولا بيضا ولا خسا ولا جزرا ولا ولا ؟؟ كل هذه الكائنات قتلتها او قطعت نسلها لتأكلها ! لماذا تأكل اخوانك ؟

يا لها من قمة عقلانية وأخلاقية يقودنا الالحاد بالتفكير في مستواها !! لاحظ انه بفضل الالحاد نتناقش في هذا الموضوع البديهي ، ولو لم تكن موجودة فكرة الالحاد لكان من السخف ان نتناقش بها ، اي حوار مع اي مؤمن لن ينزلنا إلى هذا المستوى الذي لا يطبّقه مدّعيه مهما كان الامر .

لا تقل انك نباتي ، فحتى النباتي يتعرض لحرية كائنات حية ويقطع رزق الحيوانات بسبقه إلى طعامها وتخزينها عنها . اما وجهة النظر الاسلامية فنجدها متسقة مع مسخّرات اخرى ، غير الانعام والثمار ، فالقمر مسخر كما البرتقالة ، والشمس والليل والنهار إلخ ، وتذكر ان هذا ليس بقدرتنا كبشر ولا بقدرة العلم الذي تتمسح به ، ولو تأملت هذا الموضوع بعيدا عن التشنج لكان كافيا ليريك الحقيقة التي من ضخامتها لا تُرى للوهلة الاولى ، وهي التي يركز عليها القرآن في الدعوة للتامل من خلال النظر الى المسخرات .

اخرج عن جو الانا واللذة وجو الصراع مع رجال الدين ، وانظر بتامل وتجرد الى الحياة ، سوف تخرج بمعطيات جديدة غير معطيات الصراع مع الاديان التي تعيشها في العادة ، انس ان هناك اسلاما تكرهه ومسيحية تمقتها ، انظر من بعيد الى صيرورة الحياة ، والعوامل الكثيرة والمتناسقة في عملها ، حتى يبقى الانسان حيا فقط .

فكلها ليست من صنع الانسان ، ولا يستطيع ان يصنع شيئا مثلها ، وكل ما عنده من علم هو علم ظاهري بهذه الموجودات المسخرة ، ومحاولة الاستفادة منها بقدر اكبر ليس الا ، فلا هو صنع نفسه ولا هو صنع رزقه ولا امنه على هذا الكوكب .

ومن السخف تعليق كل هذا العالم البديع المتقن على الصدف المليارية الناجحة .   

مقتبس من الوراق
والمشاعر الإنسانية ، اليست جزءاً من الطبيعة ؟ فهي الطبيعة المعنوية للإنسان بإزاء الطبيعة المادية له . لماذا تُقمَع ولا تعتبر دليلا على شيء ؟ بل لا يُعترف باستقلالها ولا بوجودها ، و يُعطَى العقل والعلم مكانها ؟ بل إن الفكر الالحادي يفخر بانتصاره على المشاعر بحجة العقلانية ، وهذا خروج على الطبيعة . اذاً اين احترام الطبيعة والارتباط بها كما يزعم الفكر الملحد ليمرر نفسه على الناس ،

لا عزيزي ... هل وجدت ملحدا يقول انه بلامشاعر او بلا احساس او او الخ
طبعا نعترف بها وهذا طبيعي ... ألسنا بشرا؟؟؟؟ أم لوهلة تظننا كائنات أتت من المريخ؟
لكن الفارق يكمن في الأبعاد الثقافية في تحليل الموضوع فالملحد العارف بأن كل أنفعالاته ناتجة عن سيالات عصبية وهرمونية وليست نتاج روحي مثلا فهو يفسر الأمور على اساس علمي وليس ماورائي كالمتدين

الرد: ها هنا عدنا إلى التفسير المادي وابتعدنا عن التفسير المعنوي ، اي حوّلت المشاعر إلى مادية : سيالات عصبية وهرمونات واشارات كهربائية واسلكة ملتفة وإلخ من الماديات ، فما الفرق بين هذا التفسير وتفسير عمل الترانزستور في جهاز مادي ؟ كل شيء نعرفه بحسب مرجعه ومصدره ، مثل ما نعرف اسم الشخص من خلال معرفتنا باسم عائلته ومدينته . والمجهول يعرف بعلاقته  مع المعلوم ، والمادة معلوم انها ليس لها مشاعر ولا اخلاق ولا افكار . وكل منسوب يُعرف من المنسوب إليه .

انت ارجعت المشاعر الى مادة ، اذا هي مادة ! اذا انت لا تقر الا بالمادي ، والمشاعر ليست مادية ، والسيالات مادية ، اذا نحن ترانزستورات مادية ! ولا يغرك ان المذياع ينشد الحانا تحرك المشاعر ، فما هو الا سيالات كهرومغناطيسية ! كذلك الانسان من وجهة نظرك : لا تغركم عواطفه ، فهو مادة ، وهذا الانين هو انين المادة ، والشوق هو شوق المادة ، ومشاعر الرحمة هي صدى المادة ، مع ان المادة لا تشتاق ولا ترحم ولا تحب (لاحظ ان الفكرة ليس لها مثال في الطبيعة وليست متناسقة مع بعضها ، واقرب مثال لها هو الترانزستور) ، لأنه هكذا يريد الملحد ويجب ان نسمع كلامه : هذه اشواق المادة !!

تفسيركم المادي لمشاعر الانسان ينفي المشاعر لانه يرجعها الى المادة ، والمادة ليس لها مشاعر ، اي ليس للانسان مشاعر ، واذا قلنا : هذا المجسّم الجمالي مصنوع من الخشب ، مع ان المادة الخشبية غير بادية على المجسم ، اذا هذا المجسم لا يمكن ان يوصل الكهرباء ، وهذا المجسم قالب للاحتراق ، وهذا المجسم يمكن ان يتحول الى فحم ، اي خواص الاصل تظهر على الفرع . وهكذا اذا قلت ان الانسان مادة بكل ما فيه ..

إذاً نرجع لخواص المادة ، لكي نعرف المجهول من المعلوم ، فالمادة ليس في حقيقتها احساس ولا مشاعر ولا اخلاق . اذا ينبغي ان نقول : ليس في حقيقة الانسان مشاعر ولا اخلاق ، لانه من مادة .

هذا هو المنطق الذي لا تستطيع ان ترده بالمنطق ، ويستطيع الالحاد ان يتحايل عليه كالعادة كما يتحايل على غيره ، لأنه يقر بان الغاية تبرر الوسيلة تبعا للمصلحة ، والاخلاق من وجهة نظره نسبية اي غير ثابتة ولا معيارية وحياتها مربوطة بزمانها ومكانها ، ومن وراء ذلك المصلحة المادية وتفسير الاخلاق بالمصلحة المادية التي تدافع عنه اكبر دليل يؤيد الكلام السابق ، بإرجاع المشاعر إلى المادة ، وهكذا العقل المادي لا يستطيع ان يفهم شيء إلا إذا نسبه للمادة .

وهنا روعة الإسلام في بيان خلقة الانسان على انها من نوعين لا يمكن ان يتداخلا ، وليست من نوع واحد ، فوجوده المادي من طين لازب ، ووجوده المعنوي من روح الله . هذه الطريقة هي اسهل لفهم الانسان والوجود المادي والمعنوي .

واوضح من تعسف المعنويات إلى الماديات ، وهو تعسف غير ناجح . هذا التصور يستطيع ان ينسف النظرية المادية من جذورها إذا تأملها المنصف ، أما من له مصلحة من اثبات المادية فلن ينسفها شيء الا اذا اقتضت المصلحة ،فإنها تنسف بسهولة .

ولهذا ثار نيتشه على الاخلاق وثار الشيوعيون على العواطف بأنها اشياء مكتسبة وليست من صميم الذات الانسانية ، واعاد نيتشه اختراعها الى السادة حتى يهذبوا العبيد بما يسمى الاخلاق . بينما ماركس ارجع انتاجها الى البرجوازية كي يستغلوا العمال ، وفرويد ارجع وجودها الى الدافع الجنسي بتأويلات بعيدة ، والملحد اليميني النوراني الى الدين .

اذا المادي ينظر الى المشاعر على انها افكار جرى تعليمها وتلقينها للآخرين ، ولا يقر الملحد المادي الا بان الانسان اصله اناني ، كما قال داوكينز عن الجين الاناني والميمز ، سوف تحاول ان ترفض هذه الافكار ، لكنها منقولة من واقع الفكر المادي الالحادي ولا تنسى كلمة (مادي) ، إلا اذا كنت تختلف مع مشائخك الماديين ، واساتذة الالحاد المادي كلهم ينظرون هذه النظرة التهميشية الى الاخلاق والمشاعر ..

اذا قلت ان الانسان كيان مادي ، فسوف تقر اذا وفقط بافكاره المادية ، وان اقررت بشيء من الاخلاق او المشاعر فهو على اساس انها تخدم القصد المصلحي المادي ، اي على التأويل للمادي ، وهذا هو واقع الفكر الملحد ، وكل الملاحدة يقولون ان الاخلاق انتجها المجتمع لاجل مصالحه ، ولا اظنك تخرج عن هذا الاجماع ايضا ، واذا قلنا اخلاق ، فلا بد ان نقول معها : مشاعر ، لان الاخلاق صدى المشاعر .

اذا نظرتكم واحدة للمشاعر والاخلاق ، على انها اسلوب عقلي ذكي يتم تلقينه للناس لخدمة مصالح ينتهي بإنتهاءها وليس موجودا بطبيعته ، إما من السادة إلى العبيد ، او من البرجوازيين إلى العمال ، او من رجال الدين للسيطرة على المجتمع ، او اختلقها المجتمع نفسه لكي يحافظ على مصالح افراده ، لن تخرج نظرة الملحد المادي عن احدى هذه النظرات ، لانه ببساطة يؤمن بالفلسفة المادية ، ومن مقتضياتها نفي كل شيء غير مادي ، وان وجد فسوف يفسّر تفسيرا ماديا ، وهذا هو الواقع الالحاي المادي الجامد جمود المادة الذي تحاول ان تتخلص منه .

الملحد لا يؤمن الا بالمادي او ما يمكن تفسيره ماديا ، كما تفعل انت بتفسير العقل والمشاعر بالسيالات الكهربائية والكيميائية ، وهذا التفسير طبعا ليس منك ولا جديدا ولا غريبا على فلسفة مادية في الاساس .

على الملحد اذا ان يكون صادقا في التعريف بنظرته المنبثقة من دينه ، حتى يوفر على الآخرين مجهود اكتشاف تلك الحقيقة في كل مرة ، ويكون صريحا بتهميشه للمشاعر والاخلاق وتعظيمه للمصلحة المادية ومتعتها وفائدتها ، حتى يكون مفهوما ، وحتى يُبرّأ من التلّون والتقلّب تبعا للموجة . من يحترم المشاعر لا يقول ان منشأها مادي وانها تخدم المصلحة المادية . اذا قلت عن شيء معنوي انه مادي ، فأنت نفيت وجوده المعنوي ، تماما كما تقول عن شيء مادي بأنه معنوي تكون قد نفيت وجوده المادي .

لا يوجد حالة يتحول فيها المادي الى معنوي او العكس ، إلا في اذهان الملاحدة عن مشاعر الانسان وافكاره بأنها سيالات عصبية مادية ، ولاحظ ان كل شيء نؤوله بالمادة كدافع ، نحن نقلل من شأنه بهذا الاسلوب ، إذا عرفنا ان من يساعدنا لاجل مصلحة مادية نفرنا منه ، ولكن اذا عرفنا انه لدافع معنوي راقي فإننا نحبه لو لم نستفد منه . اكتشاف المصلحة المادية يؤدي للإحتقار .

كل افكار الالحاد ليس لها شواهد في الطبيعة ، واتحدى فكرة واحدة تحضر لها شواهدا من الطبيعة . فالطبيعة والواقع  شيء والالحاد شيء آخر مناقض .  
       

اقتباس: وكل شيئ تحت المختبر حتى الحب والمشاعر طبعا ومن قال لك أن الحب لايمكن يدرس ويحلل!!!؟
مع ملاحظة مهمة إن كلمة مختبر تعني البحث علمي تحت شروط معرفة وواضحة بحث نخرج بنفس النتائج تحت نفس الشروط كل مرة (لايوجد خيار وفقوس)


الرد: هذا الشرط لا يتحقق فيما يتعلق بالإنسان ، كالمشاعر وعلم النفس والاجتماع ، لا تقفز هذه المرة ايضا ، فأنت لا تؤمن الا بالعلم التجريبي المادي ، وهو العلم في نظر الملاحدة فقط ، ومشائخك يقولون هذا ، وانت قلته في تعريفك السابق . اذا هي ليست علمية من وجهة نظر الملحد ، اذا هي مرفوضة حتى تثبت ماديتها وتفحص في المختبر المادي الذي لا يعترف الا به . في علم النفس والمجتمع لا بد من الخيار والفقوس يا سيدي ، بدليل كثرة المدارس النفسية وتناقضها ..

ولا احد في مجال الانسانيات يدعي ان اراؤه ومكتشفاته علمية 100% وممكن اعادتها في كل مرة وبنفس الطريقة . اذا بموجب مذهبك انت ترفضه ، اي ترفض المشاعر وما تنتجه من فنون وآداب ودراسات .

لهذا السبب الاصرار على البهيمية في الفكر الملحد ، لأنه يرفض الجوانب الانسانية فيه على استحياء ، ويقر بجوانبه الحيوانية ويعززها ، ولهذا هو مذهب شرير فلسفيا وإن لم يعرف اتباعه ذلك .

وتعريفك للعلم لا ينطبق على علم النفس ، اذا ليس بعلم . انت تقول هذا مع انك تعرف هذه الاشياء . وتعرف ان علم الهندسة ليس كعلم النفس في كل الاحوال .

 اقتباس: ولاتعني بسذاجة إن المختبر هو ماتحت المجهر فقط
فعلم الأجتماع مثلا وهو علم هام جدا خصوصا في عصرنا الحالي هو علم تجريبي تراكمي ولكنه لايستخدم مجاهر مثلا

الرد: ينبغي الا يناقض الانسان نفسه ، انت مادي النزعة والتفكير ، ولا تعترف الفلسفة المادية الا بما له جرم مادي ووجود مادي . اما دراساتكم الاجتماعية والنفسية فهي لان الايديولوجية اصلا اجتماعية وليست علمية ، وهدفها تغيير الانسان والمجتمع ، ثم انها لم تبتعد عن المادية كثيرا كما تتصور ، الم تُرجِع سلوك الانسان واخلاقه الى مصالح مادية خاصة او عامة ؟ اي ما بدأنا به عدنا إليه !

ألم تفسّر الشيوعية الالحادية المادية التاريخ والمجتمع بأنه صراع طبقات لأجل المادة ؟ الم يفسّر الحب بانه هو الجنس لانه الاقرب الى المادة ؟ الم تفسر انت المشاعر انها سيالات كهربائية وتفاعلات كيميائية ؟ ما الذي اجبرك على هذا سوى النظرة المادية للانسان ، مع ان هذا الشيء غير مثبت علميا ، بل لا يمكن اثباته اصلاً ، ولا يمكن في يوم من الايام تقديم الحب على أنه جرم مادي ، يكبّر تحت المجهر .

وهل التراكم المعرفي مادي ؟ اليست فلسفتكم مادية ؟ كيف تجمع بين قبولك بهذه الاشياء غير المثبتة ماديا مثل الافكار والمشاعر والتراكم المعرفي ، وبين : "لا اقبل الا بما له جرم مادي مثبت ، لأنني مادي ؟ " وهو لب الفكرة المادية التي ترفض الله لأنها لا ترى له جرما ماديا ! كل هذا لأجل رفض وجود الله .

وهكذا كل الورطات المنطقية يقع بها الفكر الالحادي بسبب رغبته في عدم وجود الله . وكل ملحد هو مجبر بسبب الحاده ان يكون ماديا وأن يهمش الاخلاق وان يقبل بنظرية التطور ، وان يرفض الروح والروحانيات ، وان ينغمس في المتع المادية وأن ينصرف عن الاسئلة الكبرى ، لأن الحياة واحدة وعليه ان يستفيد منها ، ولا يستفيد منها إلا بالمتع وليس بالمعرفة . إلخ من صور التشابه الجبري بين الملحدين .

ومن يرفض الله اذا هو يرفض العقل والاخلاق وانسانية الانسان ، لأنها هي التي دلت على الدين ، وكلما ابتعد الانسان عن انسانيته اقترب من الالحاد المادي ، حتى لو لم يصرّح ، والإنسانية ليست شيئا ماديا . ومن يرفض العقل يرفضه العقل ويكشف خطؤه .    

مقتبس من الوراق:
مُستغلاّ حب الناس للطبيعة ؟

مستغلا؟؟؟ أتسائل من يستغل من؟ بصدق جاوب نفسك؟
هل وجدت فعلا إن الإلحاد تبشري مثلا؟ هل وجدت ملحد يقوم بطبع كتب إللحادية على نفقته ويبني جوامع على شرفه ويقيم مؤدبات وحفلات الخ حتي ينشر إلحاده؟ من أجل ماذا؟ أمقابل الخمر والنساء في عالم وهمي اخر؟
فعلا اضحكتني جدااااا ..... نستغل حب الناس للطبيعة ههههههه أرحم نفسك يا رجل

الرد: نعم نعم ، ديانة تبشيرية مستمرة ، بل ولا تفتر بل وليس لديها موضوع آخر سوى التبشير ، وتبشيرها معتمد على هدم الدين وعدم تقديم بديل جديد ، وما مقالاتك ومقالات بقية الملحدين إلا تنفيرا من الدين وتبشيرا بالالحاد ، اصلا اسم الملحد مأخوذ من رفض الدين ، ولا يُعتبر ملحداً حتى يعلن رفضه للدين وبالتالي تبشيره بالإلحاد ..

فمنطقيا الملحد مبشّر ، بطريقة تلقائية ، إذا لم يبشر لم يكن ملحداً ، والمواقع الالحادية مليئة بالملحدين الجدد ، فابو سنة وأبو شهر ياتي ليكتب في ذم الدين ومدح الالحاد ، وبهذا يُعترف به كملحد ، فقط يهاجم الدين ليكون ضمن الجوقة الالحادية ، حتى ولو كان جاهلا او جديداً ، ويلتزم البقية بتاييده حتى ولو كان مخطئا ، بروح الفريق التبشيري ..

وهذا واقع لا تستطيع ان تنكره بدليل الواقع مع انك ستنكره بدافع الرغبة التي هي المسيّر الاساسي للملحد بموجب الفلسفة الالحادية ، والرغبة قد لا تتفق مع الحقيقة ، والرغبة مقدمة على غيرها ، فماذا ستكون النتيجة : حقائق ام رغبات ؟ هذا الكلام معتمد على المبدأ الإلحادي وليس هجوما شخصيا ضد احد .

يا رجل أنت الآن تكتب مقالات مطولة ، لو جمعت لصارت كتباً ! انظر الى نفسك ولا تنساها قبل ان تتكلم ! ما هو دافعك ؟ اسأل نفسك : لماذا ترهق نفسك بالكتابة المطولة والبحث والتحايل على الافكار !!؟ كنت في غنى عن هذا ، مع انك تستطيع ان تذهب الى الخمر والنساء مقدماً وليس في الاخرة !

لا تنس واقعك ! ماذا تستفيد انت من كتاباتك ؟ لن تستطيع ان ترد على هذا السؤال ، لأنه فعلا ليس لك مصلحة مادية ، ومع ذلك تفعله بحماس و لذة  ، هذا الوضع كافي ليسقط كل الفكر المادي لو تاملته .؟

فكر : انت تخدم من ؟ اذا كان المؤمن يخدم ربه ، فأنت تخدم من ؟ هل تخدم مصلحتك ؟ لا طبعا ، فأنت لا تبيع هذا الكلام ، ولا تقبض عليه شيء ، بل هو تبرع ديني كما يفعل المؤمن الذي تصفه ، اذا كان الدفاع عن الدين او نشره تسميه عبادة عند المؤمن، فأنت تفعل مثله ، فماذا تسميه إذا ؟ اليس عبادة ؟ بما أنك سميت ذلك عبادة عند المؤمن ؟ اذا عبادة لمن ؟ والمؤمن يعبد الله كرمز الخير ، إذا انت تعبد من ؟ هل هو رمز الخير ايضا ؟ لأنك تفعل تماما مثلما يفعل المؤمنون !

وأراك أكثر حماسا وكتابة مني أيضاً ! ما دافعك ؟ التنوير ؟ هل التنوير يكون على حساب مصلحتك ووقتك ؟ أنت ستعيش حياة واحدة ، وعليك استثمارها بالطول والعرض ، فلماذا تضيع وقتك في نقاش دين تركته لأنه خاطئ ، خصوصا مع المعاندين امثالي الذين يضيعون وقتك الثمين ذو الحياة الواحدة ؟ هل إذا تركت الطريق الخطأ وأنت مسافر ، ثم وجدت الطريق الصحيح ، فهل تظل تناقش وتبحث وتفكر وتفنّد الطريق الخاطئ ؟ ام أنك تنشغل بالطريق الصحيح وتنصب بكل حواسك ومشاعرك نحوه ؟

هل وأنت على الطريق الصحيح ، ستكتب الردود والبرقيات لترد على المسافرين على الطريق الخاطئ ؟ وتشغل بالك واهتمامك فيهم وفي اخطائهم ؟مع انهم مصرين على اختيارهم ، هذا سيكون على حساب طريقك الصحيح !

نعم انت مبشر تماما كدعاة المؤمنين ، وواقعك يشهد بذلك ، وسوف تستمر بالتبشير ما دمت ملتزما بهذا الدين ، شأنك شأن اي رجل دين . وسوف تكتب كثيرا وتقرأ كثيرا عن الطريق الخاطئ ، ويشغل بالك كثيرا ذلك الطريق الخاطئ ، أكثر من الطريق الصحيح ، حتى ستشك في نفسك : هل يهمني الطريق الصحيح أم الطريق الخاطئ ؟

انه التبشير بديانة الشيطان . الذي يزين لأوليائه سوء عملهم ، اتمنى الا تغضب ، وتفكر في هذا الكلام ، لن يضرك شيء ، هل ما تبشر به فعلا يدعو الى الخير ام لا ؟ ولماذا انت مشغول بالتبشير به وانت لست مستفيدا لا عاجلا ولا اجلا ؟ نقطة تستحق تاملك لانها خاصة بك على الاقل .
 

أنا أعلم ان اكبر همك هو الايمان والمؤمنين ، وهو الموضوع الذي تحب الا يتوقف فتحه مع الآخرين ، وربما استحوذ على اهتماماتك الاخرى ، واعلم انك تحب ان تتكلم عن سوء الايمان اكثر من حسن الالحاد ، لماذا ؟ حاول ان تجيب نفسك على هذه الاسئلة . انا لا اوبخك ولا ادعوك ، بل معجب باريحيتك ، واراك اقل الملحدين الذين تعاملتُ معهم غضباً ، وهذا يؤهلك للتأمل اكثر ، مع احترامي لكل معلوماتك الكثيرة والمستوردة ، ارحها قليلا بما انك طبيعي واطلق طبيعتك للتأمل ..

تأمل لكن لا يحضر معك نيتشه ولا داوكينز ولا هيتشنز ولا سارتر معك ، دعهم يستريحوا في قبورهم ، ستجد ذاتك التي تحتاجها أكثر منهم ، انا التمس هذا منك ولا افرض عليك شيئا ، لان كل الافكار مررتُ بها وليست غريبة علي ، وكانت مؤثرة في وقت ما .      


اقتباس:أليست أول كلمة تخرج من فم شيخ في حلقة دينية هي إن التدين من الفطرة والفطرة هي شيئ طبيعي غريزي ليس بحاجة الأنسان الى تعلمه الخ الخ الخ مما يقوله المشايخ .. من يدعو من؟؟ كن صادق مع نفسك

مقتبس من الوراق:
إن الفكر الالحادي لو كان وحده الذي يعمل في الساحة ، لكان بموجب ما سبق ، كافياً لإفساد الارض والبيئة والطبيعة والانسان ؛ لأنه لا يحترم قوانينها وتركيبتها ويريد تغييرها ، ثم يتمسّح بعباءتها التي يريد تمزيقها ، فايهما الذي يريد أن يرجع للآخر : الملحد إلى الطبيعة ، أم الطبيعة إلى الملحد وما يدور في راسه من افكار وأمنيات نتشوية ؟

كلام مردود عليه أعلاه وبأستفاضة
(
مع إضافة ان جمعيات حماية حقوق الحيوان مثلا وجميعات الحفاظ على البيئة وثقب الأوزون والأحتباس الحراري الخ حتما أكاد اجزم أن المتدينون لايأبهون بها ولايكترثون بكل هذا!!! فمن يقوم وينشأ وينشر الوعي حول هذه المواضيع؟؟ مشايخ الدين؟ أو اسامة بن لادن)
يتبع...

الرد: لا بل الملحدون فقط ! ولولاهم لم توجد ! ولا حتى الصليب الاحمر ، فالملاحدة هم الذين انشأوه ولا يغرك هذا الصليب ، فهو أحمر لأنه مقتول !! حكمت على كل جمعيات حقوق الانسان والحيوان بأنها خالية من المؤمنين ويحمل اعبائها الملاحدة الطيبون الذين يحتقرون الاخلاق ! بل وينفونها ! لأنها غير ثابتة النتائج علميا .

ولا يوجد فيها أي مسلم ولا مسيحي ولا يهودي إلخ . لأن أديانهم تنهاهم عن الاخلاق والملحد دينه يأمره امرا بالاخلاق ! هذا ما تريد ان تفهمنا اياه !  

انا اتكلم فلسفيا وانت تتكلم اجتماعيا ، هذا لا يسبب تفاهما ، انا اتكلم عن فكر اسلامي وانت تتكلم عن مشايخ اسلاميين ربما تعرفهم وتظهر في مخيلتك اشكالهم وملابسهم ، لا تنس ان الخط الذي بدأناه في النقاش هو خط فكري فلسفي ، لأننا اذا نظرنا الى اشخاص ومشائخ و واقع أو سلوكيات اتباع ملحدين او مؤمنين ، فسوف نبتعد كثيرا عن الفكرة ، ونضيع في دهاليز الظروف والاهواء الخاصة والشخصنة وعوامل التخلف والجهل الخ .. اما اذا نظرنا الى الفكر فسوف نخرج بمعطيات فكرية ومنطقية .

لا تستطيع بالمنطق ان تثبت ان الاسلام ضد صلاح البيئة ، او ضد حقوق الحيوان ، او انه غير مهتم بهذه الاشياء ، وهو الذي يكره المفسدين في الارض بشتى صور الافساد ، لكن من واقع المسلمين تستطيع ان تثبت كل شيء ممكن ان تدّعيه على الاسلام ، فمليار من البشر يستطيعون ان يقدموا لك الادلة على كل شيء ، ولهذا يهرع الملحد في حواره الى واقع المسلمين او التاريخ كواقع سابق حتى يسعف نفسه كلما أُحرِجَ فلسفيا .

لا يخفى عليك أن الاسلام مع الخير اينما كان ويدعو اليه : (ويسارعون في الخيرات) ، (اكتبنا مع الصالحين) ، ومع اي صورة حديثة قد تظهر للخير او الاخلاق ، هل تعتقد ان مسلما حقيقيا يكره اناسا يهتمون بحقوق الحيوان ؟ ويضيع فرصة ان يكون عونا لهم ؟ او يدعون لسلامة البيئة كاحزاب الخضر ؟ ويقفون في وجه الرأسماليين الماديين الجشعين الذين يفسدون البيئة طلبا للقوة النتشوية ؟ طبعا لا ، بل هم اكثر من ذلك : (يسارعون في الخيرات) (يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر) .  

مقتبس من الوراق:
كذلك الشذوذ الجنسي ، فهو غير مرصود في الطبيعة ومخالف لها ، ومع ذلك يدافع عنه الفكر الملحد من باب الحرية ، فهو غير موجود في الطبيعة لأنه لا غاية له . وكذلك السّكر والمخدرات التي ليست من طبيعة الإنسان ، وهي مواد مصنوعة و سمومية ، أي ليست طبيعية ، ولا يحتاج إليها جسم الإنسان كغذاء ، بل هي مضرة له ، لكن الفكر الإلحادي لا يرى باساً بها ، بل يشجع عليها ، كمخالفة من ضمن آلاف المخالفات للطبيعة . وليس من الطبيعة ان يتغذى الإنسان وحتى الحيوان على الكحول والمخدرات .

للأسف انخفض المستوى هنا كثيرا .. لكن
أولا الشذوذ الجنسي مرصود بالطبيعة عزيزي! لكن دعنا نوضح فكرة مهمة هنا
ماهو المقصود بالشذوذ الجنسي دعنا نرتقي بالحديث قليلا ونستخدم تعبير ارقى وأكثر أحتراما وهو المثلية الجنسية وهي ميل الجنسي للنوع نفسه

الرد: هل عدم الاحترام في كلمة شذوذ ؟ هذا يعني انه ليس شذوذاً ! بل انه هو الطبيعة والقاعدة ! اتريد ان يكون الموضوع بهذا الطرح اكثر احتراماً ؟ احتراما لأي شيء ؟ اإحتراما للمثلية الجنسية ؟ هل تفرض علي ان احترم هذا السلوك الغير طبيعي ؟ انا احترم الاشخاص المصابين به ، ولكن لا احترم السلوك كما تحترمه انت ،  طبعا احترمه انت كما تشاء ، ولكن لا تفرض هذا الاحترام على الآخرين .

لا تريده ان يسمى شذوذا في الوقت الذي تتكلم عن الواقعين فيه على انهم ضحايا ! كيف يكونون ضحايا وهو ليس شذوذاً ؟ هذا هو التناقض العقلي بعينه . سمه شذوذا حتى يسوغ لك الدعوة لمعالجته كما فعلت ! وإلا ستكون تطالب معالجة الطبيعة ! لتكون غير الطبيعة !

ورصد الشذوذ عند الحيوان هذا امر متعسّف وغير واقعي ولا حقيقي ، نعم بعض الخراف الذكور الصغيرة تقفز على بعضها من باب اللعب والتدرب ليس الا ، وليس ممارسة حقيقية للشذوذ الذي يجعلها تنفر من الاناث كما هو حال الشواذ . بل انها لا تمارس الجنس الا في مواسم التلقيح بعد ان تتاكد بحاسة الشم ، فلو انها تقوم بالشذوذ المثلي ، لقامت بالتزاوج العادي في غير مواسم التلقيح ، فهذا اقرب واكثر منطقية .

اذا كان الحيوان الذكر لا ينزو على الانثى في غير موسم التزاوج ، فمن المنطقي الا ينزو على ذكر آخر . هذا فضلا عن عدم الامكانية ولا المنطقية في اناث الحيوانات السحاقيات ، مما يثبت تهافت الفكر الملحد الذي ينزل بالمستوى وليس كلامي الذي ينزل به ، لانني عبرت التعبير الصحيح والواقعي عن ظاهرة تسمى الشذوذ الجنسي ، ولست أنا فقط من يسميها هذا الاسم حتى اكون نزلتُ بالمستوى .

من يعظّم هذا السلوك غير الطبيعي القذر حقيقة هو الذي ينزل بالمستوى . ولا اظني احتاج أدلة لاثبت قبح اللواط وقذارته "الدورمياهية" . من كل النواحي ، الجسمية والنفسية .

هل انت حقيقة تعتبر نفسك سامي و راقي لانك تطالب باثبات اللواط كظاهرة طبيعية يجب ان تأخذ حقها من الاحترام ؟ كيف هذا يرفع هذا ؟ كيف ياتي السمو من السفول ؟ والجمال من القبح ؟ هل اصبحت اللغة هي كل شيء نغير بها الحقائق كما نشاء ؟ هذا في حين ان مستواي انحط كما تقول لاني عبّرت بكلمة "شذوذ" جنسي ! هذا منطق اخلاقي عظيم قادم من الغرب المتطور ، وعيبي انني لم استطع ان افهمه بعقليتي الشرقية !         

اقتباس: والأن ماهو السبب؟
بصراحة لم يتم الحسم تماما بهذا الموضوع فهناك من يقول بالسبب الجيني وهناك من يقول بالسبب النفسي وهناك من يقول بكليهما
لكن للنظر لوهلة ألا ترى ان كل هذه الحالات يكون المثلي جنسيا "ضحية" (طبعا في حال أعتبرنا ان الموضوع مشكلة سلبية وينبغي معالجتها)، إن كانت الخلطة الجينية لأبي وأمي نتيجتها هكذا فما هو ذنبي؟

الرد: كيف تريد ان تعالج شيئا وأنت لم تقر بانه خاطئ او مضر ؟ وكيف تصفهم بالضحايا وانت لم تقطع بانهم يمارسون شيئا خاطئا ؟ لا يريد الملحد ان يجعل له موقفا واحدا من اي شيء ، فدائما له مخرجان ، وذلك تبعا للمصلحة المادية . فالحياة الوحدة اثمن من ان يضر بها وبمصالحها لاجل مواقف ومبادئ لا صحة علمية لها .
اقتباس: إن أذنب أبي أو أمي أو كليهما مما أسئ الى نفسيتي وتربيتي فما ذنبي ايضا؟

أكثر من يميلون اليوم يقولون أن السبب جيني اساسا والتربية غالبا تحاول كبحه بنجاح خجول مرات وتفشل في مرات اخرى

الرد: لماذا تكبحه التربية وهو جيني طبيعي ؟


اقتباس: السبب ببساطة هو انه لم نجد حالات شفاء ناجحة بعد علاج نفسي او أيا كان نوعه (أكرر هنا أحترامي لهم وأني فقط أجاري صاحبي بالحوار)

الرد: وهل اي شيء لم تتمكن من شفاؤه يعني انه جيني ؟ وهل هناك سلوك حقيقةً موجود في الجينات ؟ هل تصدق بهذا ؟

اقتباس: وسبب أخر وهو وجود مثلي جنسي في عائلة ما رغم أن أخوته غير مثليين جنسيا وجميعهم تربو بأسرة واحدة وبمعاملة واحدة!
إذا ليس ذنبه عزيزي! وبفرض العناية الإلهية خاصتك أليس يقع عليها هذا الذنب؟ كن منصفا

الرد: تحاول ان تبرّأ المثلي الجنسي بعد ان تعتذر ( ولا ادري عم تعتذر عنه رغم هذا الدفاع !) ومرة تحيل مشكلته على الجينات ، ومرة على خالق الجينات ! و مرة على البيئة ! أما هو فلا عليه أي لوم ومشكلته ليس لها حل ، اذا يجب ان تبقى ويقبل بها كما هي ولا لوم عليه !!!

البحث عن شماعات لتعليق الاخطاء عليها ، هذا امر معروف عند كل الدنيويين الذين ينطلقون من الانا وليس من الحقيقة . فان كانوا مؤمنين علّقوا اخطائهم على القدر ، وان كانوا من الملحدين علقوها على الجينات ، وإذا غضبوا علّقوها على الله الذي ينظرون إليه بمرارة وتشفـّي وكأنه موجود ! والدافع واحد : حب الدَّعَة . هل تريدني ان اصدق ان سلوكا اختياريا لم يولد مع الشخص ، مثله مثل لون عين الشخص او شعره ؟ امر جيني ؟ او قدر ؟

هذا الاسلوب هو الخطأ التربوي ان يعوَّد الإنسان على التماس الاعذار و البحث عن الشماعات كي يعلق عليها اخطاؤه السلوكية الاختيارية ، وانتم تسخرون من المؤمنين انهم يحمّلون القدر اخطائهم ، ويبدو ان الفكرة اعجبتكم ففعلتم مثلهم تماما مع الجينات والظروف المحيطة ، وكأن الإنسان بلا اي ارادة ولا اختيار ، حيث حملتوا اخطائكم على اسلافكم ، من بشر وقرود واسماك .

هذا التدليع التربوي هو اسوأ من المثلية بحد ذاتها ، وهذا باب كبير في الفقه الالحادي : باب التعذير لكل منحرف ، وستجد ان "دو ساد" ضحية كما برّأه الوجوديون الملاحدة وليس مجرما ، بل كل المجرمين في السجون عبارة عن ضحايا وليسوا مجرمين ، بل حتى الشيطان ليس مجرما .

هكذا يسوّغ الإلحاد لكل الموبقات ؛ لأنه ينكر الارادة الحرة ، والالحاد ديانة جبرية ، والجبرية لا تتحمل المسؤولية ، اذا الالحاد لا يصنع الرجولة ، بل يصنع الميوعة ، لأن الرجولة تحتاج إلى تحمّل مسؤولية الافعال ، لا تحميلها على الجينات والاسلاف والظروف .

وهذا ما يقدمه الفكر الاسلامي العظيم : (كل نفس بما كسبت رهينة) ، (ولا تزر وازرة وزر اخرى) . ولا تُحمّل المسؤولية إلا على حُر الإختيار ، وأنتم تبرؤون المجرم وتطالبون بعقوبته في نفس الوقت ، كصورة من الاف الصور المتناقضة التي يصنعها الالحاد .

وبهذا نعرف ان كل مذاهب المادية والالحاد والمثلية والميوعة وعدم تحمل المسؤولية ، كلها من معطيات الحضارة المادية القائمة على المصلحة والتي تركز على المتعة وليس على القيم ، وهذه الحلقات متصلة ببعضها وقريبة من بعضها ، وكلها تدلع الجسم وشهواته الجسدية وترفع المسؤولية الاخلاقية عن الفرد وتفسح له اكبر مجال من الحرية الشهوانية ، وهذا لا ينتج شخصية قوية ذات مبادئ وتتحمل مسؤولية افعالها .

وأنا ما زلت اتكلم عن فكر تربوي الحادي ولا اصف اشخاصا ملاحدة او غيرهم ، فليس هذا موضوعي ابدا وليس كل من قال انا ملحد يطبِق الالحاد تماما . لكني وضحت العلاقة بين الميوعة والالحاد الذي يعفي الشخص من اي ارتباطات غير مادية معتمدا على الجبرية .

وهذا يتناسب مع الدعة والميوعة وتذوق الملذات ، اذا علمنا انه يفتح الباب على مصراعيه لكل اللذائذ . ويطلب العيش في اطار اللحظة فقط . فهو مهرب مناسب لكل محبي الدعة والضعف والتخلص من الواجب واللوم . 


اقتباس: أما إن قصدت الأشخاص الذين يغتصبون الأطفال أو غيرهم فهم بطريقة او بأخرى مرضى نفسيين طبعا
لكن لا أظن أن أحدا هنا يدعمهم أو يقول بحريتهم الشخصية في ذلك؟ فلا تنسى ان حريتك الشخصية تقف عند حدود حريات الأخرين.

الرد: وماذا عن حريتك الجينية ، اين تقف ؟ لماذا المثلية صنفتها بانها دافع ، اما اغتصاب الاطفال لم تعتبره كذلك ؟ تلاعب بالقيم ليس له اساس منطقي .

مريض الاغتصاب : اليست جيناته هي التي تأمره بذلك ؟ لماذا لا تدافع عنه اذا ؟ لان الحجة واحدة . كيف يُعاقب على منطقك وهو مجبر ؟


اقتباس: عودة لمفهوم المثلية الجنسية ورصده بالطبيعة،نعم عزيزي الطبيعة ليست بهذه النعومة واللطف والجمال الذي تتخيل .. رجال الدين دائمو الوقوف عند أمثلة تقليدية (لاشك هي مهمة لكنها ليست وحيدة) كخلية النحل والنمل وماشابه لكنهن يتجاهلون الكثير من مظاهر الوحشية ليس فقط كافتراس حيوان لأخر بل مظاهر وحشية أكثر من ذلك كتسلية حيوان لاحم بحيوان ضعيف أخر أو إحضار صغير حيوان ضعيف كارنب وأنهاك قواه واضعافه مثل نهش قدميه ورميه لصغيره كي يتعلم به الأفتراس

الرد: لا احب ان أسأل لماذا تحبون تكرار هذه الصور التي فيها نهش وسحق وافتراس في سياق حديثكم عن الطبيعة التي تعتبرونها مصدر تشريع .

فتكون النتيجة : الطبيعة فيها نهش من النمر القوي لغزال ضعيف ، وتلذذ بالتعذيب ، ونحن متطورون من بهائم ، إذا لماذا لا نأخذ راحتنا لسحق الضعفاء كما علمنا استاذ القرن التاسع عشر نيتشه الملقب بشيطان الفلسفة ؟

وهذا ما حصل في القرن العشرين من وحشية مهّد لها الفكر المادي العنيف في القرن التاسع عشر . معتمدا على صورة النمر والارنب . متناسيا ما في الطبيعة من عدالة وتوازن وعدم تدخل في شؤون الآخرين ، لهذا يعيش الجميع في الطبيعة دون ان تقضي الحيوانات المفترسة على غير المفترسة ، ودون ان تصفّي الحيوانات المفترسة بعضها لكي تخلو لها الساحة مثلما يفعل الامبريالي عسكريا والراسمالي اقتصاديا . 

اقتباس: وبالأنتقال لعالم الحشرات ومادون ستجد العجب العجاب من مظاهر وحشية بالأكل والتكاثر مايجعل من المشهد السابق لطيفا للغاية.

الرد: اذا افترس الحيوان لياكل حتى لا يموت ، ويكتفي بحاجته ، هل يعني هذا تشريعاً للجريمة وافتراسا للضعفاء ؟ هو لا يأكل إلا من انواع مخصصة ، ولا يقضي عليها ولا يتحكم بها ، وياتي بعده طابور من المخلوقات لتأكل بعده ، اي لا يوجد اسراف كما يفعل البشر ..

وهذا العمل بحد ذاته مفيد للقطيع نفسه وللبيئة ككل . كيف يكون هذا مبررا للامبريالية والراسمالية التي تريد ان تملك كل شيء بحجة القوة ، حتى ولو لم تكن تحتاج له ، بدافع الاسراف والطمع بما عند الاخرين .

هذه الافكار الشيطانية التي انتشرت في الغرب منذ القرن الثامن عشر ، هي التي حولته إلى شرير العالم ، ولا زال يحمل هذا الوصف ، لم يكن الغرب بهذه البشاعة ايام المسيحية ، لم يكن يحرق الناس بافران الغاز ولا يسقط القنابل الذرية والعنقودية على منازل القرويين .

ولم يكن يستعمر القارات الفقيرة من اجل زيادة ثراء لاقلية بيضاء ، وما زال بهذا الفكر وان تغير الاسلوب فقط ، لم يكن هذا الا بفضل الافكار المادية الرهيبة التي تصنع من الانسان وحشا . بعد ان تخلصه من الدين والاخلاق ، وتجعل منفعته هي ربه . ولو على حساب الآخرين .     


اقتباس: دعنا من الوحشية لنعود الى المثلية في عالم الكائنات الحية من غير الأنسان وسأعود واجيبك بنعم انها موجودة حتى بين الذباب عزيزي!!
سأبحث في النت عن مراجع لأبحاث ولمقال قراته منذ زمن عن المثلية في عالم الحيوان وسأزودك بالرابط لأن الموضوع مهم فعلا ولأصارحك كان مفاجئ بوقتها إلي
لكن سؤال يخطر ببالي الأن زميلي العزيز ... انت انت استندت الى نفي المثلية بالطبيعة من باب عدم الفائدة -سأسلم مبدايا بهذا- إذا لماذا توجد الأمراض والعاهات الخلقية بين الكائنات كافة وبين البشر خاصة؟
أين فائدة هذا؟ وأين رحمة الله بعباده؟

الرد: من الغريب الا تعرف فائدة هذا ! اليست اكثر مسببات الامراض هي البكتيريا والفيروسات ؟ اليست تمارس حياتها ؟ ام ان الحياة لنا نحن فقط ؟ اليس في ذلك توازن بيئي ؟ لو لم تمت المخلوقات لما وجدتَ مكانا تجلس فيه . ولما كفت المؤن على الارض ، ولكان هناك صراع حقيقي من اجل البقاء غير الصراع المفتعل لاجل الطمع .  

 اقتباس: أتذكر مثل شعبي قديم كان يصدمني عندما أسمعه "إذا رأيت الأعمى طبه -اي اوقعه ارضا- لأنك لست ارحم من ربه" 

الرد: الان لا يصدمك هذا المثل ، لانك اصبحت نتشويا تكره الضعفاء ، وهذه هي النتشوية في اوضح صورها يلخصها هذا المثل . والاساءة لاعمى ضعيف سوء خلق . وهكذا انت تؤيدني في ان الالحاد مبني على فكرة الصراع والوحشية ، ظهر ذلك على يدي هتلر المطبّق الفعلي لافكار نيتشه القائمة على فكرة : يجب على الاقوياء ان يسحقوا الضعفاء .

النازيون رأوا انفسهم هم الاقوياء وذو الدماء الزرقاء . وكما يحاول تاصيل الشذوذ الجنسي في الطبيعة ، يحاول تأصيل عقيدة الصراع والبقاء للاقوى من الطبيعة ايضا ، وهي استنتاجات بشعة ولا شك . وتقدم الطبيعة بشكل بشع واحادي النظرة والتفسير ، كي تخدم الايديولوجية الالحادية .

الفكر الالحادي يا سيدي هو ابشع مما تذكره في الطبيعة ، فالحيوان المفترس الذي بشّعت الطبيعة بسببه هو لا يمتلك الارض ومن عليها ، هو لا يزوّر نفسه ويقول انه غير مفترس ، هو لا يقتل إلا لحاجة بقائه ، فلا يراكم جثث الحيوانات او يحتبسها او يقتل كل حيوان يمر من امامه ، ويضع الورد على قبورهم . لولا هذه الحيوانات المفترسة لاختل ميزان البيئة القائمة على وجود اكثرية تعيش على النبات..

وكل نوع له من الاقلية المفترسة ما يختص به كمصدر غذائي ، ولولا ذلك لطغت اعداد انواع على حساب مجموعات اخرى . وهذا الوضع موجود في عالم الحشرات ايضا .

والمفترسات تنقّي القطعان من الحيوانات المريضة ، التي قد تضر باقي القطيع .وتدفعها للانتقال والحركة الى مراعي اخرى واماكن اخرى مما يخدم البيئة ، تخيل انه لا توجد حيوانات ولا حشرات مفترسة ولا فيروسات ولا بكتيريا مفترسة ، سيكون الوضع هو البشع فعلاً ، ولولا وجود الحيوانات المفترسة لما كانت الحيوانات على هذه الدرجة من الحذر واليقظة واجراءات السلامة ، انظر إلى مصلحة الطبيعة ككل ، لا تنظر إلى أرنب يصيده ثعلب فقط .

وهذا التوازن وليس الصراع موجود حتى في جسم الانسان ، اذا الطبيعة ليست بشعة ، وليس القوي ياكل الضعيف كما هي القراءة المادية الداروينية للطبيعة .فالماديون يسقطون افكارهم على الطبيعة ، لا ان يأخذوا افكارهم من الطبيعة . لان الطبيعة ليست قائمة على الصراع كما صوروا لنا ، والا لتصارع الاقوياء حتى لا يبقى الا نوع واحد قوي ..

لكن الطبيعة مليئة بالضعفاء والاقوياء جنبا الى جنب ، كما لا توجد تصفيات فيها كما هو في عالم الماديين . تستطيع الاسود ان تقضي على الضباع ، ولكنها لا تفعل ذلك رغم الامكانية ، بل تدعها تاكل بعدها لتقوم بدورها وهي تنظر إليها في صيانة البيئة ، يرونها تأكل من صيدها هي ..

لماذا هذا الكرم ؟ وبعد الضباع تاتي النسور ، وبعدها تاتي الحشرات والبكتريا والديدان لتتم عملية النظافة البيئية التي لم يصل الى مستواها الانسان العاجز عن التخلص من نفاياته الكيميائية و النووية ، والتي بدورها افسدت البيئة .

كل كلام الالحاد الراسمالي عن الطبيعة يصف نفسه اكثر من وصفه للطبيعة ، الحيوانات المفترسة لم تسبب انقراضا لنوع من الحيوانات ، بل سببها الانسان بطمعه وصيده الجائر ،اذا من الاشرس والاقسى والاحمق : الحيوانات المفترسة ام الانسان الطماع ؟ ليتنا نعيش بقانون الغاب فهو ارحم من قانون المادية .

وهنا نفهم موضوع التوازن : الحيوانات التي ليس لها عقول تحافظ على التوازن ، بينما الانسان الجشع المادي يدمر التوازن . من هو الارقى ؟ الحيوانات المفترسة لم تهاجم ابناء جلدتها كما يفعل الانسان المادي . من الارحم والاعقل ؟

الحيوانات المفترسة لا تضرب بالقنابل الذرية والعنقودية على رؤوس الاطفال والشيوخ احتراما لارادة القوة وجبروت السيطرة .

الشذوذ الجنسي في اساسه هو محاكاة للممارسة الجنسية الطبيعية ، ومبني على تصور الجنس المختلف من الجنس المتفق ، مثلاً يمارس ذكر مع ذكر على افتراض الأنوثة في أحدهما وهو المفعول به والعكس .

لهذا ستجد الطرف الآخر يتصنع الأنوثة في حركاته وفي لبسه وأسلوبه ، وقد يكون جسمه وشكله مقارب للأنثى ، والعكس بالنسبة للإناث ، والثيران الصغيرة تقفز على بعضها اثناء عملية التلقيح التي يمارسها الثور الكبير من باب التقليد ، وطبعا يهرب الثور المقفوز على ظهره ، اي بدافع الاستثارة الجنسية ، وبعد ان يكبروا يمارسوا الجنس مع الاناث ، والدافع هو الجنس الآخر وليس المثلية .

وهذا مايفسر كثرة الميل في الشاذين لممارسة الجنس مع الأطفال لأن أجسامهم فيها شبه من أجسام الإناث ، وبدون هذا الافتراض لا يمكن إتمام عملية الشذوذ الجنسي البتة ، مما يثبت أن الشذوذ الجنسي ليس أصلاً في الطبيعة ، وليس حقيقة بل هو مبني على حقيقة تخيّل الجنس المختلف حتى لو كان يؤدى مع جنس مماثل أي أن المثلية وهمُ الزوجية ، لهذا المثلي الذكر يبحث عن أشبه الذكور بالأنثى ..

ولو وقع هذا على ندرته في عالم الحيوان أو الحشرات فقد يكون مبنياً على هذا الافتراض أيضاً أو من باب التدريب والرياضة واللعب ، أحيانا يكون بدافع التعويض عن وجود الجنس الاخر ، مثلما حدث قديماً ويحدث أحياناً للجنود المغتربين في البحر ، أحيانا يكون الدافع هو ردة فعل تجاه الجنس الاخر ، كحالات الحب الفاشلة والذي تعرض فيها أحد الطرفين للخيانة ، أحياناً بدافع حب الظهور وأخذ الاهتمام ، لأن هناك انجذاب طبيعي بين الجنسين ؛ فإذا أراد أحد من نفس الجنس جذب الانتباه عليه أن يتشبه بالجنس الآخر ..

يعني إذاً المثلية مبنية على التخنث ، وهو التشبه بالجنس الآخر ،وهذا ينفي كون الشذوذ الجنسي أصلا في الطبيعة ، وانتشاره في الحضارات أكثر لأن الحضارة تبحث عن المتع ، والطبيعة ليس فيها تخنث ولا تشبه بالجنس الآخر ، إذاً هو خاص بالإنسان فقط ، والتخنث غير موجود في الطبيعة ، والمتعة الجنسية كلما استطرد الإنسان معها كلما بحث عن الجديد بحثاً عن الإثارة ، لأن اللذة الجنسية ملولة ، بل لم يقف الأمر عند المثلية الجنسية في الحضارة الغربية ، بل وصل الى ممارسة الجنس مع الحيوان أيضاً وسيأتي اليوم الذي يطالب فيه الجنسيين الحيوانيين بحقوقهم كما طالب المثليين البشريين ، وليسوا أقل منهم .


اقتباس: بالنهاية ماذكرته عن الملحدين بالحرية الشخصية طبعا وهذا من باب عدم التدخل بتصرفات شخصية لأحدهم فمثلا انا مايهمني مايجري في فراشك انت؟؟ بل يهمني مدى أخلاصك في عملك وعلمك فهو ماسيضر مجتمعي ودولتي او يفيدها

الرد: لا انتقائية في الأخلاق ، وها أنت تنتقي مايخدم مصلحتك ، إذاً أنت تهمك المصلحة ولا تهمك الأخلاق ، هذا هو الفرق بيننا ، فأنا تهمني الأخلاق قبل المصلحة ، ومن الأخلاق أن لا أتدخل بما يجري في فراشك ، ويهمني أن تكون مخلصا في عملك ليس لأجل المصلحة ، فإخلاصك في عملك مجال متاح لي للنقاش الأخلاقي ..

أما التدخل في الخصوصيات والأسرار فليس من الأخلاق ، لاحظ أن نفس الوضع متكرر معي ومعك لكن باختلاف النية ، فأنا نيتي الأخلاق وأنت نيتك المصلحة ، والأخلاق تنتج خير المصالح ولو بعد حين ، بينما المصلحة لا تنتج أخلاقاً البتة .


اقتباس: يهمني احترامك للقانون وللأخر .. لايهمني مايجري في فراشك فهذا ذوقك الخاص طالما الأمر ليس أغتصابا او ماشابه من عمليات
الملحد لايدافع عن المثلية الجنسية بذاتها لأنها هدف

الرد: أليس التأصيل الوهمي لها في الطبيعة دفاعاً عنها؟ ماذا عسى أن يقول من يدافع عنها أكثر من ذلك؟

 اقتباس: بل يدافع عن فكرة الأنسان الحر بنفسه ضمن أطار حياته الخاصة وهذا بالنهاية ضمن إطار العلمانية والديمقراطية وليس الألحاد بحد ذاته
فهناك مثليين جنسيا وليسو ملحدين عزيزي بل لربما تجد منهم من هو أكثر منك تدينا بكثير (وأود تذكيرك بالجنس والنساء والغلمان في جنتك الموعودة؟ بغض النظر عن أخلاقية الموضوع أريد ان تجيب نفسك عن الفائدة والغاية كما ناقشت ذلك بالنسبة للطبيعة والأهم فكرة الحوريات دائمات العذرية!!لماذا؟)

الرد: أنت تعتبر الجنة جزء من الطبيعة ؟ إذاً ليكون فيها أمراضا وفيروسات وموت بالإضافة الى الحور العين والغلمان ، هذا خلط غير منطقي أن تجعل الدنيا هي الآخرة والآخرة هي الدنيا .

مقتبس من الوراق
كذلك الآداب العالمية تدور اكثر ما تدور ، ومنذ بداية التاريخ ، حول موضوعين ينكرهما الإلحاد كلاهما ، وهما : الإله ، والحب . لأن كلاهما (الإله و الحب) غير خاضعين للمختبر العلمي .

مع أن الآداب العالمية عزيزي ليست دليل على شيئ ... لكن أنا لاأفهم حتى الأن كيف يصعب عليكم تفهم مبدا بسيط جدا للملحد بالتعاطي مع الأمور

الرد: كيف لا تكون الآداب العالمية دليل على شيء؟  من أين تؤخذ الأدلة إذا ؟ ، ستقول المختبر العلمي ؟ أقول لك التزم بالمختبر فقط ستقول لا ، وهكذا سلاسل من التناقض جنبا الى جنب مع سلاسل الحلقات المفقودة ، ألست تعتبر الدراسات الاجتماعية وعلم النفس مصدرا للمعرفة مع أنها تصنف في الجانب الأدبي من المعرفة ويدرسها طلاب الكليات الأدبية ولا تخضع للمختبر ؟ والآن تنفي الآداب العالمية ؟

 تناقض مالنا الا السكوت له – وأن نعوذ بمولانا من النار ..


اقتباس: وكيف تعتبر أن الملحد كائن فضائي وليس أنسانا مثلك يمتلك مشاعر وأحاسيس بالطبع
من قال لك إن الإلحاد ينكر هذا أولا؟
ومن قال لك ان هذه الأمور عصية على المختبر والتجارب؟؟؟

الرد: عجيب ، ليست عصية ؟ أين وجودها المادي إذاً ، هل تستطيع أن تحضر عينة من الوفاء أو الصدق وتكون مكبرة لتراها العين المجردة ؟


اقتباس: كلامك كله هنا مغالط تماما وأرجو ان تصحح معلوماتك
الفارق بيننا هو بالتفسير ونمط التعاطي معه (اي تحليل وليس شعوريا)
هناك فرق بين ان افسر النشوة والحب والجاذبية والجنس والأستقرار الخ بالروح والأيمان
وبين ان افسرها علميا بهرمونات مناسبة وسيالات عصبية مناسبة .. الا تسمع مقولة   كيمياء الحب!!!

الرد: يعني أنت ترجع الحب للمادة ، إذا أرجعت الشيء للمادة فله خواص المادة ، أنت توهمنا أن هذه السيالات هي العواطف ، وهذا غير صحيح علميا ، إذاً لأمكن نقلها وحقنها وبيعها في الصيدليات لمن لا يملكون للحب طريقا ، أيضا هناك الذكاء ، فهناك الكثير ممن يحتاجون اليه ، فلماذا لا تؤخذ من العباقرة الذين يوافقون قبل وفاتهم على التبرع بها للمحتاجين ؟ أليس هناك من يتبرع بكليته وقلبه ؟ أنت جعلتها نفس الشيء ولم تجعلها عصية على المختبر ! كيف تدعي شيئا غير موجود ؟ ولن يوجد ..

وهم السيالات لن يخدعنا لأنها ردود أفعال فنحن نشعر بالخوف أولا ثم يبدأ بعد ذلك إفراز الهرمونات المناسب للوضع وتقلص العضلات المناسب للوضع ، بل نتذكر موقفا مخيفا فتبدأ ردود الأفعال هذه بالظهور ، وتستطيع أن تظهرها عند شخص آخر بعد أن يفهم كلامك وتخويفك .

فالسيالات ردة فعل ، الهروب ردة فعل ، شأنهما واحد ، وكل هذا نتيجة لشي غير مادي هو أنا و أنت ، هل إذا قلت أنا تقصد جسمك وسيالاتك ودماغك ؟ أنا كلمة واحدة وهذه أعضاء كثيرة ، أرجو أن تتأمل ولا تحكم على أمور بهذا الحجم بكلمة سيالات وإشارات كهربائية وإشارات مرور وكيمياء وتكون كافية لإقناعك ..

وإذا قلت أنا فأنت تعرف هذه الكلمة لكنك لم تشاهد سيالاتك ولا دماغك ولا كليتك وكيف تعمل ، فهي عالم مجهول بالنسبة لنا ، والإنسان لا يعني المجهول ولا ينسبها الى مجهول ، فأنا أعرف أنا ، لكن لا استطيع أن أحدد ، هل أنا عيوني ؟ أم أنا ما أسمع ؟ أم أنا رأسي ؟ أم أنا كل هذه الأشياء ؟ مع أنه يوجد أشياء لا أعرفها في جسمي فكيف تكون من ضمن كلمة أنا؟ أرجو أن لا تكون سهل التصديق كما تفعل معي ، وكن مع غيري كما تفعل معي بصعوبة التصديق واستحالته .

مقتبس من الوراق
ومن طبيعة الانسان الاصيلة : الاهتمام بالقيم والاخلاق ، بينما الإلحاد يريد ان تُقدّم المصالح على الاخلاق ، كمعاكسة للطبيعة البشرية ، وهو لا يعترف بوجودها كحقائق مطلقة .

عزيزي ... نحن بشر شئت أم أبيت!
نحب ونعشق ونعاشر ونخالط ونعامل الأخر كل يوم مثلك ومثل اي انسان اخر
لكننا نختلف بطرق التفسير والفهم وأدراك ابعاد الموضوع

الرد: اين المشكلة الا في طريقة الفهم والتفسير ؟! كانك الان تتخلى عن الفكرة الالحادية محتجا ببشريتك ، نحن نناقش الفكرتين الاسلامية والالحادية ولسنا نناقش الاشخاص . ومن قال انك لست بشرا ؟ انت تحاول ان تكون مختلف عن البشر ، لكني اقول لك دائما انك مثلك مثل غيرك من البشر . ارجو ان تدافع عن الالحاد لا عن شخصك ، فانا لا اهاجمك .

كان ينبغي ان تقول : ان الالحاد يدعو الى الحب والاخلاق شئت هذا ام ابيت . حينها سيكون لذلك جواب ، لكنك الان تضحي بنفسك لاجل حماية الفكر الالحادي !

لماذا لا يحمي نفسه هو ؟ كلما ناقشت معكم الالحاد قلتم انكم بشر ولستم سيئين و و .. ! انا لم اقل انكم لستم بشرا ولا انكم سيئين ، وليس هذا موضوعي ولا يصلح لان يكون ، الموضوع هو نقاش اطروحة الحادية تريد ان تفسر الحياة والكون والانسان ، وتريد تخطئة الدين جملة وتفصيلا ، انا اناقش الطرح وليس الطارح . فانت شيء والالحاد شيء اخر .

نعم هو دينك . لكنك لست انت دينه . هو مرجعك ولست انت مرجعه ، انا لم ادافع ولا مرة واحدة عن المسلمين ، بينما اكثر دفاعكم عن الملحدين وليس عن الالحاد ، هذا دليل على ضعف دين الالحاد ، لا على قوته الذاتية .


اقتباس: نعم رغم قساوة هذا ... لايوجد حقائق مطلقة في هذا الكون .. لكن هذا يتطلب مننا ان نمتلك ذهن متفتح أكثر ومرن أكثر للتعاطي مع الأمور والمستجدات لاأن نكذب على انفسنا بأننا المستقيمان المتوازيان لايلتقيان مطلقا ونستسهل الموضوع رغم معرفتنا ان الأشكال المنتظمة لا وجود لها إلا في مخيلتنا فالكون كله منحني ولا وجود للأستقامة المفترضة

الرد: الآن انت تستغل الطبيعة لكي ترفض الطريق المستقيم هذه المرة ، بحجة أن كل شيء منحني في الطبيعة المادية  . لكن هذا الطريق المستقيم معنوي وليس مادي ! والعالم المعنوي غير العالم المادي ، العالم المعنوي عالم تكتنفه الاهواء وهي ميولات تحرف عن الطريق المستقيم .

وأنت الآن تدافع عن الإعوجاج وترفض وجود حقائق مطلقة خيرة ، ولكنكم تنادون بحقائق مطلقة شريرة .

فكلمة "لا توجد حقائق مطلقة" هي نفسها تُساغ على انها حقيقة مطلقة ، ولو سألتك عن العبارة هل هي حقيقة مطلقة ام لا ، لقلت نعم . وأنت تقدم المصلحة كحقيقة مطلقة تنسب اليها الاخلاق والاديان والسلوك البشري ، اذا كيف تثبت شيء وترفضه متى شئت ؟ انت ترفض ان تكون الاخلاق حقيقة مطلقة لكن تصر على ان المصلحة حقيقة مطلقة ! وهي دافع سلوك الانسان كله ! فما اعجب ديانتكم المبنية على التناقض فيما يبدو لكثرة ما يكتشف الانسان فيها من تناقض !

يجب أن يؤصّل للتناقض في الفكر الالحادي ، ويقال للملحد يجب ان تكون متناقضا حتى تكون ملحدا طبيعيا ، ويحق ان تستشهد بالطبيعة لان فيها تناقضا ً ، اليس فيها ليل ونهار ؟ وحر برد ؟ إذا يحق للملحد ان يتناقض بناء على الطبيعة !  


اقتباس: الأخلاق ايضا ليست مطلقة وارجو ان تفصل بين الصفات لبعض الأمور السلوكية وبين مفهوم الأخلاق
يعني بطريقة أخرى ... الكذب أو الصدق أمر معرف وواضح فتعريف الكذب أي قول يخالف مايبطنه الشخص بنفسه وهذا ثابت لغويا مثلا
بينما الأخلاق وإن كان بجزء منها الصدق والكذب فهذا تفصيل وليس كل الأخلاق
مايقصد بالعادة أنه اخلاق هو الأنعكاس العاطفي لجملة مفاهيم معينة يؤمن بها مجتمع ما فيصفها إيجابا أو سلبا
وهذا متغير من زمن الى أخر ومن مجتمع الى أخر .. تعدد الزوجات يكون مقبولا هنا مثلا وفي مكان أخر نراه عيبا كبيرا وقس على هذا

الرد: هذا التعريف للكذب ناقص ، الكذب هو قول غير الحقيقة بنية سيئة ، ولا يوجد احد في العالم يكره الصدق ويحب الكذب على طول الخط ، اذا هذه حقيقة مطلقة ، حتى انت ، تحب الصدق وتكره الكذب ، احيانا يكون الكذب اخلاقا اذا كانت النية حسنة . وهكذا نفهم ان الاخلاق مبنية على النية وليست على الاطار الخارجي ، كتعدد الزوجات او رفضه ، قد يكون تعدد زوجات اخلاقي وقد يكون عدم تعدد زوجات غير اخلاقي . والصدق يكون اخلاقي ويكون غير اخلاقي ، والفارق هو النية ، وهذا شيء مطلق وغير نسبي .

ما تتحدث عنه يا عزيزي هو قوالب اجتماعية ، نعم القوالب الاجتماعية تختلف من مكان الى اخر ، وهذه القوالب لها اساسات مختلفة ، وأنتم تعرفون المجتمع ولا تعرفون الفرد ، مما يثبت ان الإلحاد والمادية ايديولوجية اجتماعية ، والايديولوجية تقدم للمجتمعات ، وهمها الاول هو المجتمع وليس الفرد ، بعكس الاسلام الذي همه الفرد ، اذا تكلمتم عن الاخلاق ..

قلتم : الاخلاق في مجتمع ما ! لماذا تُربَط الأخلاق رأساً بالمجتمعات بينما نحن لم نتكلم عن المجتمع ، بل عن الأخلاق بحد ذاتها ؟ بالإضافة إلى أنها سلوك فردي بالاساس ؟ ولو كان المجتمع هو من انتجها كما تحاولون مرارا وتكرارا ، لحوَّلها الى قوانين ، فلماذا ينتج المجتمع (قوانين) و (اخلاق) ؟ لماذا لا يجعلها شيئا واحداً ؟

هذا يثبت حقيقة ان المصلحة والعقل ينتجان القوانين ، والمشاعر تنتج الاخلاق ، ولا مفر من ثنائية الجسد والروح ، ولهذا لم تتحول الأخلاق إلى قوانين تراقبها السلطات الإجتماعية ، وكذلك لم تتحول القوانين إلى أخلاق ..

مثل قوانين المعاملات والعلاقات المالية ، فلا أحد يستطيع ان يسحب احد إلى المحكمة دون وجود امر مادي بينهما ، لا تستطيع ان تشكو احدا لانه خان صداقتك وانكر فضلك عليه ، اين هي محاكم الاخلاق ان كان المجتمع بدافع المصلحة قد انتجها ؟ ما الذي يمنعه من تحويل الاخلاق الى قوانين تراقبها السلطة التنفيذية وتبتّ بها السلطة القضائية ؟ اليس الدافع واحداً وهو المصلحة كما تزعمون ؟ هكذا تتهافت فكرة ان مصلحة المجتمع انتجت الاخلاق .

بعض القوالب الاجتماعية اساسه اخلاقي ، وبعضه لا يمت للاخلاق بصلة . فنوع الملابس وطريقة الاكل واللغة واللهجة ، هذه نسبية ، وليس حتما اساسها اخلاقي ، قناعات المجتمعات شيء والاخلاق شيء اخر . الفكر الالحادي يتناول الامور الكبيرة ببساطة سطحية لا تصمد للنقاش الدقيق . 
اقتباس: واما تشويهك الكبير فكرة المصالح والأخلاق وقول الملحد المصلحجي الذي يتمصلح فوق الأخلاق فهو غير خلوق فهذا أمر أستغربه منك رغم كل توضيحي لك للعلاقة بين المصالح والأخلاق وهذه هي الحقيقة والواقع فعلا
عزيزي وللمرة المليون المعادلة بأختصار هي
المصالح هي المحرك الخفي للأخلاق وهما بطريقة او بأخرى وجهان لعملة واحدة كما الدين والسياسة وجهان لعملة واحدة

الرد: انت كمن يبسط اللغة الانجليزية في ثلاثة ايام ! هل تبسيط الامور يعني فهمها وحلها ؟ الدين ليس سياسة وان استُغل سياسيا ، لماذا تخلط الامور بهذا الشكل البسيط ؟ الاخلاق ليست مصالحا بل هما ضدان وليسا وجهان لعملة واحدة وان قلتَ ذلك مليون مرة ! اثبت كلامك منطقيا .

اللطش التبسيطي لا يعني حل المشكلة منطقيا ، انا اجتهدت لاثبات كلامي بالمنطق ، فاين منطقك لاثبات وجهة نظرك ؟ هل اذا قلت : "عزيزي : الاخلاق والمصالح وجهان لعملة واحدة "، انتهى الامر ؟

عقلية الملحد والتبسيط : هما وجهان لعملة واحدة ، منذ ان بسّطوا الخلية منذا 140 عاما واعتبروها ابسط اشكال الحياة ، وجاء العلم ليكتشف العكس . انت كمن يطرح الفكرة ويتبرأ من نواتجها ، تقول اساس الاخلاق مصالح عند الملحد ، ظاهرة او خفية ، ثم اذا قيل لك ان الملحد مصلحجي تغضب ؟؟!! لماذا نتائج فكرتك تثير غضبك ؟ انتم تريدون ان نقبل بدون تمحيص ، وليس كل انسان يستطيع ذلك . عفوا ايها العزيز .


اقتباس: مثلا بمثال بسيط لأبين لك الموضوع
عندما تساعد شخصا فانت بلاوعيك الخاص وبالاوعي الجمعي تبرمج دماغك على انه ربما يوما ما ستقع بنفس المازق وستحتاج مساعدة من احدهم وقد تطلبها أيضا وسيكون طلبك لها مشروعا لأنك ساعدت أحدهما سابقا بينما لو لم تساعد أحدا ووقعت في مأزق فانت ستفكر بنفسك ان هذا جزاء عدم مساعدتك أحدهم هكذا ببساطة شديدة

الرد: مشكلتكم هي البساطة الشديدة . طيب ، ماذا تقول في من ضحى بحياته لانقاذ غيره ، فهل سياتي يوم من الايام ليضحوا عنه بحياتهم ام يضحوا بانفسهم لاولاده ؟ اين المصلحة و اللاوعي ؟ هو يعلم انه سيموت !

التبسيط الشديد يزيد التعقيد ، كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء .ارجو ان تعقـّد ، لا تبسّط لي فقد تعتب من تبسيط اللغة ! لم يُضِع العالم الا التناول البسيط السطحي لامور عظام . ما اكثر كلمات في الخطاب الملحد : الامر بسيط ، ببساطة شديدة ، القضية مفروغ منها ... ما هذا ؟ اين التطور العقلي المركّب الذي تتحدثون عنه ؟ اين الفلسفة العميقة ؟  

اقتباس: مهما أدعينا اننا نقوم بشيئ دون مقابل لكننا ننتظر المقابل حتما .. حتى الله يفعل ذلك عزيزي!

الرد: طالما ان هذه غريزة عند الناس كما تقول : فلماذا تستغرب ان ينتظر البشر الجزاء والمكافأة من خالق الكون ؟ المسألة فطرية اذاً كما أثبتها أنت !


اقتباس: إذا كنت تجزي الذنب مني بمثله... فما الفرق مابيني وبينك ياربي! -ابن عربي-
أيضا الله رغم أيمانك ان لامحدود بعطائه ورحمته وكرمه وووووو لكنه لايطالبك فقط بعدم فعل محرماته بل يبالغ ليصل الى فعل حسناته ومن ضمنها حسنات لاحسنة فعلية لها كالصلاة مثلا فهي لله وليست للعبد!؟

الرد: وماذا يستفيد الله من صلاتنا ؟ فهو على كل شيء قدير ؟ واذا كنا نصلي له فهناك من يسبه ويشتمه ، كان يستطيع ان يخلق خلقا كلهم يصلون له اذا كان مبدؤه المصلحة . الله يجزي باخلاقه وفضله ، لا بمصلحته ، تخيل ان الله لا يجزي المحسنين هل سيكون اخلاقيا ؟ ولما جازى المحسنين صار غير اخلاقيا لانه يجازي الحسنة بمثلها . بمنطقكم المادي المصلحجي . اذا نحن تعاملنا بالاخلاق سميتمونا مصلحيين ، واذا عاملتم بالمصلحة سميتم نفسكم اخلاقيين ! ماذا نفعل بالحاد مبني اساسا على مكيالين وعلى مخرج طوارئ دائم ؟


اقتباس: هكذا هي الأخلاق عزيزي ... نفعية وليست ثابتة ... النفعية هي مايجعلك تقدم على فعل امر وتتجاهل أخر

الرد: إذا كانت غير ثابتة فلماذا لا يعيش اي مجتمع إلا بأخلاق ؟ هل أنت تنادي بعد الصحوة الإلحادية بإبعاد الأخلاق عن المجتمع لأن فيها عيب وهو أنها غير ثابتة ونسبية ولا تُقاس نتائجها علميا وأنت لا تؤمن إلا بالعلم فقط ؟ والأخلاق امر غير علمي ؟ لماذا الهروب من الوضوح ؟

خطاب عجيب ! : " نحن أخلاقيون ولدينا أخلاق ، ولكن الأخلاق مبنية على المصالح وهي غير ثابتة ونسبية" !! هذا تناقض ! كان عليك أن تقول : " نحن ملاحدة ذوو اخلاق غير ثابتة لأن الأخلاق غير ثابتة ، والاخلاق عندنا ليست مفهوم مطلق ، أي من الممكن التخلي عنها متى تعارضت مع المصلحة ، وان اخلاقنا تنتجها مصالحنا " .. هنا أنا أوضح فكرتك في هذا الكلام ، ولا اتهجم ، هذه هي فحوى النظرة إلى الأخلاق عندكم ، وإذا قيلت لكم ، اغضبتكم ! 


اقتباس: وأمر أخير اود تنبيهك له ... الأنسان السيئ سيكون سيئ بغض النظر عن ماهو عليه ملحدا كان أم مؤمنا
ليس كل ملحد صديقي وليس كل مؤمن عدوي، من يحترمني ويعامنلي كما أعامله على الأقل سيكون قريبا مني فلايهمني مايؤمن به فعلا

الرد: هذا كلام شخصي وليس علمي ، اشرح كيف يكون الانسان سيئا ، وما هو تعريفك للسيء الحاديا ؟ الالحاد لا يقر بوجود شيء اسمه سيء ! انت قدمت كلمة سيء على انها مطلق ، والالحاد لا يتعامل بالمطلق ، الالحاد لا يعترف بحاجز بين شيء اسمه الخير وآخر اسمه الشر .

ما رأى المجتمع انه شر فهو شر ، وان غيّر رايه سيكون ذلك الشر خير ، والمصلحة هي ما تحدد الخير او الشر . والملحد ليس له راي في الخير والشر إلا ما قاله الناس .

الالحاد يعرف المجتمع ولا يعترف بالفضائل ولا يقر بوجودها الا في اطار المجتمع ، فلو كان المجتمع بلا اخلاق لم يعن الالحاد بالامر ، لان المجتمع رفض الاخلاق ، هذا كل ما في الامر . الالحاد ابن السوق ، والسوق ابن المجتمع ، والمجتمع ابن المصلحة ، والمصلحة ضد الاخلاق .

ولم يخالف احد الاخلاق الا بدافع المصلحة ، ولك ان تستعرض كل الصور اللا اخلاقية ستجد ان المصلحة هي وراء تلك المخالفة . والمتهم باي جريمة ينظر له هل له مصلحة من وراء جريمته أم لا ، فإذا لم يكن له مصلحة يتم إبعاده عن التهمة ، مما يثبت ان المصلحة هي عدو الاخلاق الوحيد ، فكيف يوجَد الشيء من عدوه ؟ كيف تكون المصلحة هي اساس الاخلاق ؟ والاستغلال هو وسيلة التمصلح دائما .

والمصلحة لا بد لها من ضحية ، ووجود ضحية لا يعني اخلاقا . فاين وجهي العملة الواحدة ؟

وبعبارتك بأن الشخص السيء سيء ، تثبت نظرية الاختيار .

مقتبس من الوراق:
والإلحاد يريد ان يصنع للطبيعة تاريخا ملفّقاً ، يخدم الإلحاد أكثر من خدمته للحقيقة ، كنظرية التطور غير العلمية واللا طبيعية ، أي يقدّم الطبيعة بغير صورها الحقيقية ، ويريدنا ان نصدّق أن الثيران قفزت إلى البحر وصارت حيتاناً . وتطورت الاسماك لتصنع الانسان ، وإذا صدّقناها فعلينا ان نصدّق بخرافة عروس البحر كحلقة مفقودة ، لأن نصفها إنسان ونصفها سمك
.
كلام اسف .. لكنه سخيف جدا وأنت أول العارفين بمدى سخافته
مقتبس من الوراق:
الالحاد يؤيد الصراع ويؤصِّل له في الطبيعة ، وبالتالي يؤيد القوة والراسمالية ،

لا أعلم من اي تأتي بأتهاماتك عنا!!!....؟؟

الرد: ماذا تعني بكلمة "عنا" ؟؟ هل انت الالحاد ؟ انت شخص لك احترامك وأخذت هذه الفكرة من أقوى جهة إعلامية في العالم ، وغيرك كثير . والالحاد فكر خاطئ ينبغي تعريته كأي شيء خاطئ ، وهذا واجب اخلاقي على الجميع ، وهو البحث عن الحقيقة وتعرية الزيف ، سواء في الحاد او في دين ، دون المساس بالاشخاص .

لان الشخص لا يمثل الفكر ابدا ، الفكر كيان مستقل ويجب ان يخرج الفكر العربي عن مستوى ربط الفكرة بالشخص لان هذا فيما يبدو هو سر متاعبنا في التواصل . 


اقتباس: هل تقصد فكرة "البقاء للأنجح" أهذا هو الصراع الذي تقصد؟ إن كان كذلك فهذا نعم موجود بمحيطك وهذا واقع وليس مخطط شرير من الملحدين

الرد: في محيطي ومحيطك نعم ، لكن في الطبيعة لا .


اقتباس: ثم اراك بدات تخبيصا منذ تناولت نظرية التطور -يبدو انك لم تفهمها يوما وهذا واضح من امثلتك-
عزيزي الشيوعية مثلا أغلب من يتبعها ويثق بها كمنهج هو لاديني إن لم يكن ملحد (رغم التأكيد على الحرية الدينية ضمن الأدبيات الشيوعية) فلماذا تلصق الراسمالية بالإلحاد؟ هل المهم فقط كيل الأتهامات
نعم انا ليبرالي وأجد انه من حقي إن كنت أملك طاقات ومؤهلات أكثر من غيري فمن حقي الطبيعي ان استخدمها وأظهرها واستفيد منها بأي شكل ، لــــكن! أنسيت ان هناك قوانين تضع حدا لكل شيئ وأنسيت ان هذه الحرية ليست مطلقة بل محدودة مهما أتسعت

الرد: الراسمالية والليبرالية والبرجماتية والداروينية والفردية ، هذه كلها وجوه لمكعب واحد ، روج له واخرجه الراسماليون اليهود بعد الجيتو في العالم الغربي . وكل واحدة تؤدي إلى الأخرى . واضح انك تدافع عن الراسمالية الجشعة بحماس ، ولا بد انك معجب بالعولمة ايضا . وتراها اخلاقية وعادلة تبعا لفكرة البقاء للانجح ، لو كان ناجحا لما رضي ان يبقى على حساب غيره ، اين الاخلاق في ان تبقى بزوال غيرك لانك نجحت ؟ هذه هي المصلحة وليست الاخلاق .

والقوانين ان حدت من يد الجلاد فهي تحدّ ايضا من يد الضحية ، والقوانين عمياء لا تكفي اطلاقا عن الاخلاق . كما تحب ان يكون : مجتمع قوانين تنحّى فيه الاديان والاخلاق . وهذا مطمح لمكعب الشر ذو الاوجه المتعددة : ليبرالية برجماتية الحادية راسمالية عولمة امبريالية فردية داروينية .

مقتبس من الوراق:
مع ان الصراع ليس هو الاصل في الطبيعة ، بل الانسجام والخضوع للقوانين . وطبيعة الانسان لاتحب الصراع ، بل تحب السلام والانسجام . والصراع يدمر الطبيعة ،

مرة أخرى تتجاهل الطبيعة وقوانينيها ... انظر جيدا قبل ان تتكلم بهذا الموضوع علما أنني أفترض أنك تقصد بكلمة صراع ماتعنيه بنظرية التطور من "البقاء للأنجح"

الرد: اي انك تقر ان الصراع هو الاساس ، وقبل قليل تحتجّ ، متذرعا بكلمة "الانجح في محيطي" بدل الاقوى ، وهذا مجرد تلاعب بالالفاظ لا قيمة له ، فلن يكون انجح إلا اقوى ، وهذا الاساس السوقي هو الذي اسس للراسمالية المقيتة . 

مقتبس من الوراق:
انظر ماذا فعلت الحروب في البيئة والاحياء . والاشياء تتوازن مع غيرها وليست تتصارع ، وصوَّر لنا الفكر الملحد أن الماء يصارع التربة ، بينما هو ينسجم مع المرتفعات والمنخفضات التي في التربة . كما أن الأيديولوجية الإلحادية شوهت الطبيعة والعلم بسبب فكرة العشوائية ، مع ان الطبيعة تقوم على النظام ، وإلا فما كان للعلم وجود ، والذي هو تسجيلٌ لأنظمة الطبيعة وقوانينها .

أتمنى منك فهم نظرية التطور وألياته أولا ثم تعال وتكلم بالموضوع .. فكلامك عزيزي واسف للمرة الثانية اسخف من سخيف هنا
وارجو ان تتذكر كل الحروب التي قامت تحت مسمى الدين وأن تتذكر بالأخص الغزوات الأسلامية بدا نت قيادة النبي وحتى أخر الخلافات والممالليك الأسلامية ... هذه الحضارة باكملها قائمة على الغزو والنهب وسبي النساء واستحلال فروجهن والغلام من استرقاق وتمتع
أرجو ان تفتح عينك جيدا على كل هذا ... واعيد تذكيرك بما كتبته انا أعلاه بخصوص ناشطي السلام وحماية البيئة والحيوان, هل هم متدينون؟؟؟
هل أذكرك بناشط السلام الإيطالي الذي ترك بلاده من أجل قضيتنا الفلسطينية وماذا فعل به مؤمنون سلفييون يكفرون حتى حركة حماس المتطرفة أصلا

الرد: دائما تخرج عن النطاق الفكري إلى النطاق السياسي والواقعي والتاريخي والشعبي والاخباري ، انا اكره هذا النطاق واحب ان ابقى في النطاق الفكري ، اريد ان اخرج بشيء منطقي ، ولا اريد معلومات مفككة هنا وهناك ، يبدو انني الان قد دخلت المنطقة الحمراء (نظرية الداروينية المقدسة) وكلامك التعصبي الغاضب يدل على مس المقدس الذي لا يمسه الا المطهرون .

ومهما اكون سخيفا فلن اكون اسخف من هذه النظرية ، وسوف تعرف ذلك لو ابعدت التقديس وفكرت بها بعقل مجرد ، فهي لا تزال نظرية على كل حال ، اي قابلة للاخذ والرد والتقديس . وسوف تبقى كذلك ما بقي الايمان والالحاد . هي سفر التكوين الالحادي ، والسفر مقدس عند اتباعه .

"في البداية كانت الخلية .."


هل تريدني ان اقرا لاقتنع مثلك ؟ انا قرات ما يكفي لوضوح فكرتها ، اما انت فتقرأ للتشبع والتقديس ، وهذا امر لا يعنيني ، فقراءاتك الخاصة لا تنفرض على الاخرين .   

هل تستطيع بتبسيطك المعهود ان تبسط فكرة التطور لجاهل بها كما وصفتني ؟ مركزا على المنطق ، لن تكون اكثر معرفة بها من اصحابها كداروين وداوكينز والبقية . وهم ملء السمع والبصر في كل مكان ، وافلامهم وكتبهم .

الداروينية يعرفها الاطفال ويدرسونها في المدارس بعد أن أُلزِموا بها بالقوة ، فكيف جعلت منها جبلا ضخما لا يستطيع احد ان يصعد عليه إلا على ركام هائل من الكتب ؟ هي فكرة تافهة ، تقوم على تشابه الانسان بالقرد ، وتعتمد على اربع اساسات غير علمية هي : التشابه + الصدفة + الانتخاب الطبيعي + ملايين السنين ، وقبلها لا ادري وبعدها لا ادري .

هذه هي نظرية التطور . وهي العكاز المهترئ للالحاد ، وهنا تقف معلوماتي الضحلة . فهل عندك مزيد حقيقي ؟  كان يجب عليك ان ترد على فهمي القاصر ، فادعاء التعالي وتسخيف الاخر احيانا يكون من وسائل الهروب ، فما الذي يثبت لي انك من اي النوعين ؟ هل انت هارب عن الرد ، ام انك ممتلئ بفيض العلم الدارويني الذي تعلم انني لا استطيع ان استوعبه ؟  
اقتباس
الفكر الإلحادي هو اصلاً مخالف للطبيعة وعدوٌ لها .   
k&^

-------------------------------------
سنسول :

 ثيران تقفز الى البحر لتصبح حوتا؟؟؟

و عروس بحر ؟؟؟  dU3$#

عذرا ما هذا المستوى؟؟ هل تظننا تلاميذ في مدارس ؟؟

اما باقي كلامك فهو اغراق و تعميم لا منهجية فيه و لا حقائق ، و من الممكن ان اكتب مثله عن الدين عامة و الاسلام خاصة  argile!!


الرد: ليتك تفعل هذا ، بنفس المنطقية وأكرر : بنفس المنطقية .


------------------------------------------------------
مايندكود :

تأخرت بالرد عزيزي ... فين الغيبة دي ؟
أتمنى ان تكون بخير اولا
نعود للموضوع
سأرد عليك وبالتفصيل رغم أنني كنت أظن إن ردي السابق كفيل بإيضاح وجهات النظر وتبيان المغالطات لديك
لكنك وبكل اسف مازلت تقع بنفس المغالطات
ماهي درجة تحصيلك العلمي؟ أتدرس في جامع الأزهر؟
الى الأن لاأفهم رغم كل التوضيح وكثرة الأمثلة والتدليل والنقاشات .. لماذا تعيد نفس الأغلاط والأخطاء حول نظرية التطور؟
فعلا أنني اقف مذهولا أمام سؤء فهمك الرهيب لأبسط مبادئ هذه النظرية وتكرارك لنفس أقوال الشيوخ حول القرد والأنسان
ألهذه الدرجة هذه نظرية معقدة عصية الأستيعاب؟
مقالك مليئ بالأغلط والأخطأ العلمية والأنكى هو تشويهك لمعظم ما ذكرت انا من أفكار وإلتفافك دائما لتعود وتقول ما كنت تريد قوله وكأنني لم أكتب شيئ
فعلا هذا إعجاز منك!! اشهد لك بذلك
أظن لوهلة أنه لافائدة حتى من ردي القادم وذلك بسبب أنك ستعامله بنفس المعاملة وتعود وتكرر افكارك عن القرود والأنسان واننا من دون أخلاق ومش عارف ايه
الألعن والذي صدمني أكثر وأكثر هو أصرارك على تسمية الإلحاد بعقيدة!!! رغم كل شرحي وتوضيحي
أحسست من خلال مواضعيك بان مستواك اللغوي جيد جدا .. فكيف لاتستطيع التميز بين عقيدة ومنهجية؟؟
غريب أمرك! أم هو حب الجدال دون طائل، أم حب سوق الكلام ضد كافر حتى يزداد نصيبك بالجنة؟
نعتني سابقا بأني مفكر ذو ابعاد متعددة رابعة وخامسة الخ .. قلت هذا ساخرا مني .. ولا أعرف من اين لك الحق بهذا فقد نعتني بالغرور
الأن انت تتعالى حتى عن صفة مثقف لتقول عن نفسك وبكل جرأة مفكر!!
فعلا غريب أمرك
نيو إسلامك الذي تأتي به صدقا لو دخلت منتدى التوحيد لطردوك منه فورا (يا شماتتي بك   t^^ فهم يرحبون بي وسأدعو بعض الأخوة قريبا للقيام بمناظرات هنا)
أدعو لك ربك حتى يهديك ... أيها المفكر الذي لايعطي بالا لسلفه الصالح ويجادل بالفطرة ثم يقول بانها أختيارية
ويماهي بقضية من أكثر القضايا حساسية بأنتهاءك حرمة البشرية وهي الختان سواء لأنثى أو للذكر
رغم إن إلهك خلقك على احسن تقويم! لماذا تريد التعديل بخلقته؟
غريب تجاهلك لأبسط بديهية من بديهات العلم ... لاأعرف!! العالم وحده من يقول لا أعلم حين لايعلم ما هي الإجابة ، لكن يقول حتما ، لكنني سأعمل جاهدا لكي أعلم
بينما الدين يقول بالمسلمات ولاشي لايعلمه شيخ من شيوخك .. يقولون الله أعلم .. نعم يقولون ذلك، لكن لن ترى شيخا يجيبك على قضية ما بلا أعلم (إلا في حالة جهله بتشريع ما) فهو يستند لدين خاصة الأسلامي لم يدع مجالا إلا وحشر انفه فيه.. حتى الأقتصاد لم يسلم من الإسلام وكأن الإسلام يعرف ماهو الأقتصاد أصلا (إلا في حالة مقايضة البعير أعتبرت أقتصادا)
لدي مشاريع جامعية لنهاية الفصل الدراسي .. سأعود قريبا
أتأسف على الوقت الذي قضيته انا بكتابة الرد الأول .. وعلى وقتك بمحاولة تشويه كل ماكتبته لك
أيها المفكر .... كل الود (لاتؤاخذني لكنك شوهت معظم ما كتبته انا، وأسئت فهم الرد بأكمله لا تقلق سأحاول مجددا)

أحزنتي منك مرة أخرى؟؟؟
واضح كم التأثير الديني المحمدي عندك حتى لاتستطيع التمييز بين الأنجح والأقوى
لا أعرف فعلا من بيننا لديه هذا التفكير "السوق" على حد تعبيرك
عزيزي ارجو منك الإطلاع على مبادئ النظرية أولا ثم تعال وتكلم عنا
هناااااااااااااااااااك فرق كبيررررررررررررررررر جدا بين قول البقاء للأنجح وقول البقاء للأقوى
غريب مغالطة أخرى لك على المستوى اللغوي أيضا..
تبا لجهلنا ولقلة الوقت المخصص للقراءة يوميا .. تبا لنا كشعوب ترعى ولا تنتج
على مقولة الحكيم "أبو وجيه" تبا للغرب الذي نجح بصنع الصواريخ النووية وفشل في تحديد وجهتها، وإلا لماذا أخترعت!
عندما قالها للمرة الأولى سقطت على الأرض ضاحكا
الأن أدرك قيمة ما قاله أبو وجيه