السبت، 30 يونيو 2012

حوار في: موضوع للنقاش ..



موضوع للنقاش – انساق :

عبدالحميد قاسم :

الأستاذ الكريم الوراق

تحية طيبة

موضوع جدير بالحوار والمناقشة و خاصة فى عصر يقال عنه عصر المعلومات (ثورة المعلومات) و تضاعف المعارف الإنسانية من ناحية ، مع عدم توفر الوقت الكافى لمعرفة كل ما يُنشرمن ناحية ثانية

ومن ناحية أخرى انتشار وسائل النشر الاكترونية و سهوله الحصول على المعارف التى لا ندرى مقدار صدقها و صحتها ، فالنشر الاكترونى متاح و سهل ، ولكن كيف تثق بصحة ما يكتب على النت؟

و تدهور نظم التعليم من ناحية ثالثة انتج طالب ليس لديه الصبر على القراءة والدراسة

و تأثير ما يقال له "العولمة الثقافية" وتأثير قنوات الإعلام على العقليات والافكار ، وعدم تعودالكثير القراءة الجادة والمثابرة للفهم الصحيح والمثمر ، و الاكتفاء بالنقل و التلخيص وبالقص واللصق ، و استعمال ذلك فى نقاش قضايا شائكة ومتداخلة المجالات.

و ايضا لا ننسى عدم وضوح الهدف من القراءة والحوار و النقاش، والبحث...

00-هل للبحث عن الحقيقة؟

00-هل للترف الفكرى؟

00-هل لتشتيت جهود المخالف و اضاعة الطاقة و الوقت فيما لا يفيد لكسب معركة خفية؟

( اللهم أنى أعوذ بك من علم لا ينفع)
00-هل لإضاعة الوقت والتسلية؟

00-هل لشهوة الكلام والكتابة؟

00- هل للبحث عن حلول لمشاكل اجتماعية و علمية تعوق حياة الناس؟

00- وهل ، وهل ، و........، وهل..إلخ !؟؟
أذن هناك عدة محاور لنقاش موضوع الصفحة حتى يمكن أن نضع بعض التصورات لكل من

المتخصص
الانسان العادى فى نقاش قضايا ما

دينية ، فلسفية ، علمية ، اجتماعية ،....سياسية، اقتصادية ، ...إلخ

مثلاً فى قضايا الدين الإسلامى: هل يمكن للإنسان العادى الذى لا يعرف اللغة العربية ولا أسباب النزول و لا أسس التفسير أن يفتى فى التفسير و التأويل برأيه ودون دراسة للآراء التى قيلت سابقاً؟

ومثال أخر من العلوم المادية ، هل يمكن أن يفتى المتحاور فى نظرية النسبية أو الكم أو نظرية الانفجار العظيم دون دراسة؟

ومثال أخر خاص بالقضايا التى تربط العلم بالدين والفلسفة ، لاننا لا يمكن أن نناقشها دون أن نقرأ و نتعلم أولاً ما جاء فيها و حولها قبل مناقشتها

فهل يمكن مناقشة قضايا دون إلمام بها أولاً؟؟؟!

القضية إذن...

وجود مسألة ما أو قضية ما نريد مناقشتها لهدف ما

00- تحديد الهدف
00- الإلمام بموضوع القضية بدارستها من مصادر موثقة ، دراسة جادة
00- تحديد الأشكالية موضع النقاش
00- الحوار حولها


و تحياتى

الرد:
لا نستطيع ان نتكلم عن اي شيء ونحن لم نلم به ، لكن الالمام شيء ، واغفال العقل والاكتفاء بالحفظ والثقة شيء آخر .  نعم يجب ان نقرأ ، ونقرأ آراء الآخرين ايضا وليس فقط الحقائق ، ولكن ليس على حساب آراءنا ومحوها من الوجود . فنتحول الى مجرد موصلات توصل ما يريده الآخرون فقط . اذا تجردنا من فكرنا الخاص ووجهة نظرنا نصبح كالعميان ، والعميان يحتاجون من يأخذهم بأيديهم بموجب الثقة .

والاسوأ من أن لا نفكر ، هو ان نوبخ من يفكر ، بحجّة : قال العلماء وتوقع العلماء و ظن العلماء ، ويجب ان يخرس الجميع امام افتراضات العلماء !! هذا الوضع يؤدي للتأخر وليس للتقدم . ويعيدنا الى عصور الظلام حيث القدسية للمختصين الذين لا يأتيهم الباطل لا من بين ايديهم ولا من خلفهم . ذلك الوضع يجب الا يعود ، لاجل العقل ولاجل العلم ولأجل الانسان .

العلم لا يضره ان يناقشه الكثيرون ، لأنه إن لم ينفعوه لم يضروه ، فلماذا الخوف عليه والتشنج إذا انتـُقدت إحدى نظرياته ؟ هذا الوضع يصنّف في نطاق التعصب وليس في نطاق العلمية . المتعصب الديني يفعل هكذا ايضا ، فيكمم الافواه والعقول ويمنع الاجتهاد مدعيا أنه كامل الحب للدين ، كذلك المؤدلج والمتعصب العلماني يكمم الافواه ويوقف العقول بحجة حبه الكامل للعلم والعلماء . و كلا الحالتين خاطئتان .      

---------------------------------------------------

محمود ابو فنه :

أخي الكريم الورّاق
في رأيي لن تُفضي التخصصات إلى القضاء على الحوار والتواصل، فهناك
قواسم عامّة مشتركة بين المثقفين تسهم في الحوار!!
ولوسائل الاتصال/الإعلام الجماهيرية دور فاعل في نشر ثقافة الوعي والحوار.

الرد:
الهوة تتسع الآن بين الشخص العادي والمختص ، وليست تضيق . وهذه الهوة هي منطقة مظلمة ، وفي الظلام من الممكن ان يندس الأدعياء والمنتفعين ، بل ان الهوة تزداد بين المختصين في مجالات مختلفة . فالتعمق في الاختصاص يعني البعد عن كل شيء غير هذا الاختصاص . مثل مجموعة اشخاص كانوا مع بعض ، وذهب كل واحد منهم في اتجاه ، فكلما اتجهوا الى وجهاتهم اكثر ، كلما ابتعدوا عن بعضهم اكثر . وابتعدوا اكثر عن المشترك الذي كان يجمعهم .
------------------------------------------------------------------

احمد رافعي :

أعتقد أنّني كلّما قرأتْ مقالات تُذكّرني بالنّاس والعالم الحاضر، تتأكّد لي أنّ العالم لم يعد صالح للزّراعة، وأنّنا نعيش عصر خراب العقل، نعمْ حقّا، المقالة الأولى لأستاذنا الورّاق وما يذكر فيها، والأمور التي ذكرها الأستاذ عبدالله إضافةً إليها- تُؤكّد لي بذلك، ثمّ إذا رأيت هذه الأسباب، فإنّكَ قطعا تعرف أنّه لا يُمكن أنْ تُحل أبدا، لذلك أقول دائما "استعدّوا"
وما هو الشيء الذي نستعد له ؟
في الحقيقة لا أدري، لكنْ استعدّوا من باب الأخذ بالأسباب.
عاجز كلّ العجز عن إصلاح أو اقتراح ما هو مُجدٍ للنّاس والعالم، ويبدو أنّ النّاس بفعل تلك العوامل وخاصّة المادّة والحروب وصور خراب العمران والعقل، ستبدأ بعد 50 سنة في عمليّة الجنون الجماعي، والأمراض النفسيّة المميتة.

ثمّ كمْ كتبنا من حلول، وكم اقترحنا، ملايين المليارات من الحلول في مكاتبنا وفي إنترنت العالم، وأخيرا وليسَ آخرا حبر على الورق لا أقول ذلك وعظا، بل أقول ذلك معلومة، لا يمكن إصلاح العالم بعد اليوم.

الرد:
فكرة اصلاح العالم كله ، هذه فكرة غير قابلة للتحقيق ، لكن عدم صلاح الكل لا يعني عدم امكانية اصلاح الجزء . فالبشر لا يمكن ان يجمعهم فكر واحد . وهذا ما لم وما لن يحدث في التاريخ كله ، بسبب ثنائية الخير و الشر . والعالم لا يصلح الا بالخير ، والجميع يحب الخير لكن الاكثر يؤثرون المصالح العاجلة والخاصة على الخير العام . حيث الانانية مقدمة على الواجب ، ليس كرها في الواجب بل حبا في المصلحة والمتعة العاجلة ..

إذاً لا يمكن ان يصلح العالم كله ولا المجتمع كله . بل ولا حتى الفرد كله . ومن اراد ان يعيش حياة طيبة يستطيع ان يعيشها حتى ولو لم يصلح العالم كله . اذا النظرة الكلية للمجتمع او العالم التي يصر عليها الفكر المادي يجب ان تتغيّر . فالحياة تحكمها ثنائيات وليس احاديات حتى نرجو ان يتوحد العالم على شيء واحد . ففكرة توحيد المجتمع والعالم هي فكرة مادية حتى لو جاءت باسم الدين . لان المادي يرى البشر شيئا واحدا .

-----------------------------------------------------
مصطفى حامد :

التخصص صار ضرورة لتزايد المعلومات بشكل لا يمكن لشخص أن يستوعبه
فهل يمكن لشخص واحد أن يستوعب معلومات كليات الطب والهندسة والزراعة والفقه و...؟؟؟
أيام الفلاسفة الموسوعيين كانت العلوم بسيطة محدودة
لكن هذا لا يمنع الشخص العادى من الإلمام بشئ عن كل شيئ
وهذا أحد تعريفات الثقافة
وتم ابتكار الموسوعات المتنوعة لهذا الغرض ومنها موسوعة الويكيبيديا على الانترنت

-------------------------------------------------------------
عبدالحميد قاسم :

فى الحوار و النقاش بين المتخصص و العامى

يستعمل كل منهما نفس الكلمات فى الحوار و النقاش مثل كلمات

علم و علوم ، معارف ، حقيقة ، نظرية و تنظير ، دليل ، حجة ، رأى، إثبات ، اجتهاد ، حق ، باطل ، ...

رأسمالية ، شيوعية ، ديمقراطية ، اشتراكية ، قومية ،...
دولة ، حكومة ، شريعة ، قانون ، ...

شرق ، غرب ، شمال ، جنوب ،

عالمانية ، علمانية ، حداثة ، تقدم ، تطور ، ....

أصولية ، أرهاب ، سلفية ، وهابية ، إسلامية ، إسلاموية ، ...
حنفى ، مالكى ، شافعى ، حنبلى ، ظاهرى ، جعفرى ، ....
.......
........

و المفروض فى الحوار و النقاش أن يفهم كل منهم الآخر من خلال الكلمات والعبارات و الجمل

فهل كل منها يعنى نفس الشىء من هذه الكلمات؟

وهل يمكن لهما التفاهم و كل منهم لا يفهم نفس المعانى من الكلمات المستخدمة فى الحوار و النقاش؟

و هل على العامى أن يعرف معانى الكلمات التى يكتبها فى نقاشه مع الآخر؟

أم أن فهم المعانى المستعملة فى الحوار ليس من اختصاص العامى ومتروك للمتخصص فقط؟

وهل بذلك يتم حوار أو نقاش ؟

اعتقد أن القضية ليست قضية متخصص و عامى و لكن قضية

أزمة ثقافة و فكر فى العالم العربى
أزمة لغة
أزمة تعليم
أزمة قراءة و صبر و تدرب على الجودة..جودة القراءة و الاستيعاب و الفهم

أو أزمة المثقف العربى فى عالم متغير بسرعة ولا يعمل الإنسان العربى على اللحاق به و المشاركة ووضع بصماته و إعادة مجده الحضارى القديم كما فعل الآباء منذ البعثة الإسلامية

و حالياً لا ينتح العربى شيئاً ، لا على مستوى الفكر ولا الثقافة ولا العلم ولا التكنولوجيا، ولا الانتاج ولا الغذاء

و البركة فى الغرب و الصين و ربما الهند

و مثال واضح على ذلك أزمة الجامعات العربية و ترتيبها على مستوى العالم

و مستوى النشر للكتب الورقية (كماً و نوعاً و سعراً وقراءة) فى العالم العربى..

فكم كتاب يُنشر سنوياً فى العالم العربى ، و كم قارىء يقرأ سواء بالاستعارة من المكتبات العامة أو الشراء

أزمة كبرى

فأين الخلل؟

وما العلاج?


ولا حول ولا قوة إلا بالله


---------------------------------------------------------------------------
مصطفى حامد :

اقتباس  من الوراق:
العلم لا يضره ان يناقشه الكثيرون
بالتأكيد
ولكن من خلال المنهج العلمى
والمنهج العلمى ليس تخصصا غامضا
وليس حكرا على المتخصصين
المنهج العلمى هو التفكير السليم
فمثلا إذا مرضت - وأنت لم تدرس الطب - وذهبت للطبيب وكتب لك دواء
فهل تناقشه فى صحة الدواء؟
ممكن طبعا لكن لكى يرد عليك سيسرد عليك مادرسه فى كلية الطب لسنوات وما اكتسبه من خبرة لسنوات أخرى
فهل هذا منطقى؟
هل هذا يتفق مع التفكير السليم؟

--------------------------------------------------
عبدالحميد قاسم :

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الورّاق مشاهدة المشاركة
شكرا للجميع ..

لا نستطيع ان نتكلم عن اي شيء ونحن لم نلم به ، لكن الالمام شيء ، واغفال العقل والاكتفاء بالحفظ والثقة شيء آخر . نعم يجب ان نقرأ ، ونقرأ آراء الآخرين ايضا وليس فقط الحقائق ، ولكن ليس على حساب آراءنا ومحوها من الوجود . فنتحول الى مجرد موصلات توصل ما يريده الآخرون فقط . اذا تجردنا من فكرنا الخاص ووجهة نظرنا نصبح كالعميان ، والعميان يحتاجون من يأخذهم بأيديهم بموجب الثقة .


والاسوأ من أن لا نفكر ، هو ان نوبخ من يفكر ، بحجّة : قال العلماء و توقع العلماء و ظن العلماء ، ويجب ان يخرس الجميع امام افتراضات العلماء !! هذا الوضع يؤدي للتأخر وليس للتقدم . ويعيدنا الى عصور الظلام حيث القدسية للمختصين الذين لا يأتيهم الباطل لا من بين ايديهم ولا من خلفهم ، وهذه خاصية من خواص عصور الظلام . ذلك الوضع يجب الا يعود ، لاجل العقل ولاجل العلم ولأجل الانسان .


العلم لا يضره ان يناقشه الكثيرون ، لأنه إن لم ينفعوه لم يضروه ، فلماذا الخوف عليه والتشنج إذا انتـُقدت إحدى نظرياته ؟ هذا الوضع يصنّف في نطاق التعصب وليس في نطاق العلمية . المتعصب الديني يفعل هكذا ايضا ، فيكمم الافواه والعقول و يمنع الاجتهاد مدعيا أنه كامل الحب للدين ، كذلك المؤدلج و المتعصب العلماني يكمم الافواه ويوقف العقول بحجة حبه الكامل للعلم والعلماء . و كلا الحالتين خاطئتان .

الهوة تتسع الآن بين الشخص العادي والمختص ، و ليست تضيق . وهذه الهوة هي منطقة مظلمة ، وفي الظلام من الممكن ان يندس الأدعياء والمنتفعين ، بل ان الهوة تزداد بين المختصين في مجالات مختلفة . فالتعمق في الاختصاص يعني البعد عن كل شيء غير هذا الاختصاص . مثل مجموعة اشخاص كانوا مع بعض ، وذهب كل واحد منهم في اتجاه ، فكلما اتجهوا الى وجهاتهم اكثر ، كلما ابتعدوا عن بعضهم اكثر ، وابتعدوا اكثر عن المشترك الذي كان يجمعهم .



إن عصر الانفتاح ليس ضدا لزوال التخصص ولا يحل المشكلة ، فكل شيء متاح ولكنه ليس متاحا في نفس الوقت .
كلام عام و مرسل و إنشائى و لا يؤدى لأى نتيجة ، ولا يرشد للإجابة عن السؤال الأساسى

لماذا؟

قلت

واغفال العقل والاكتفاء بالحفظ والثقة شيء آخر

كيف يعمل العقل دون ملاحظة ، وقراءة و جمع معلومات و تحليل و ....؟

كلمة العقل مشكلة....مشكلة حقاً عند الكثير!!
فما هو العقل هذا الذى تتكلم عنه دون معلومات و دون معارف و دون منهج للحصول على المعلومات و المعارف و الوثوق بها و الأطمئنان لها؟


و ما الفروق بين

عقل العامى
عقل المتخصص؟
عقل الفيلسوف؟
عقل الأديب؟
عقل المؤمن؟
عقل الملحد؟
عقل العالم؟
عقل المثقف؟
عقل المفكر؟
عقل...


كلها عقول ...وكلها تتدعى العقل و التعقل و الفكر والتفكر ، وكلها لها آراء؟؟؟


و تقول...


ولكن ليس على حساب آراءنا ومحوها من الوجود

كيف تتكون الآراء؟

من الهواء؟

وحى إلهى؟

إلهام؟

ألا يوجد منهج ووسيلة يعمل بها العقل لتكوين الآراء؟

أم الآراء علم لدّنى؟؟

آراء دون معلومات و معارف و توثيق و ملاحظة و مشاهدة ، و....

و كيف يطمئن العقل لصحة أو سلامة أو معقولية الرأى؟

و هل الشخص يستطيع أن يلاحظ و يحصل على كل ذلك بنفسه ؟؟؟؟؟

وقلت

تجردنا من فكرنا الخاص ووجهة نظرنا نصبح كالعميان



فكرك الخاص و التفكير....موضوع جميل

ولكن ما هو الفكر؟ و كيف تتم عملية التفكير؟

وكيف وصلت إلى فكرك الخاص هذا؟ وحياً أو علم و إلهام

أم علم باطنى؟؟

فى عزلة عن العالم وما يحدث فيه؟؟

بالتقوقع و عدم القراءة و الملاحظة و جمع المعلومات و توثيق المعارف؟

أم بالدراسة والبحث و التدرب على الفهم والاستيعاب و التحليل و استعمال منهج ما سواء كان منهج:..

علمى
فلسفى
عقلى
منطقى
.....


و هل تفعل كل ذلك بنفسك ؟ أم أنك تحتاج مجهودات آخرين؟

من أين تحصل على المعلومات و المعارف التى يكون منها عقلك رأيك؟

كيف تفكر دون و جود مادة للفكر؟

من يعطيك هذه المادة التى تفكر بها و لها و عنها؟


وقلت


هو ان نوبخ من يفكر


أين هذا الفكر الذى تتكلم عنه؟ ومن يستطيع أن يوبخ فكراً أن كان فكراً سليما صحيحاً منضبطاً ، و ليس كلاماً مرسلاً و قص و لصق و نقل من هنا وهناك و تكرار و تدوير و تلخيصا لأراء معروفة من عشرات السنين؟

و قلت..وقلت...و قلت..

و هكذا ...هكذا...فى الكثير من الرد المفحم الذى كتبته بعد طول انتظار

أنها فعلاً ازمة الثقافة والفكر فى عالم لا يقرأ و لا يدرس و لم يتدرب على الملاحظة و جمع المعلومات و توثيقها و تكوين المعارف..

و يكتفى بالنقل و القص و اللصق..حتى فى الردود

فغالب ما جاء فى ردك كلام مرسل و إنشائى و لا يفيد بالمرة فى حل الإشكالية التى طُرحت فى أول لوحة

ودمت للفكر و العلم والرأى منارة مرشدة

الرد:

اذا قلنا العقل ، فنقصد به المشترك بين المتخصص وغير المتخصص والعامي والفيسلوف والمؤرخ والفيزيائي ، العقل عبارة عن علم ثابت فياسي (منطق) اتفق عليه الجميع ، كمعرفة ان الجزء اصغر من الكل ، وان الخير افضل من الشر ، وان الصحة خير من المرض . اضافة الى المعلومات الثابتة عند الجميع . فالعقل اذا يتكون من منطق + معلومات (ذاكرة) ، والتفكير هو إجراء هذا المنطق على المعلومات . وكلاهما قابلان للزيادة (المنطق والمعلومات) . والمعلومات قد تكون صحيحة او تكون خاطئة ، وكذلك المنطق . فأحيانا يكون فيه قواعد غير ثابتة و غير أكيدة ، لكنها لا تكون عامة ، وإن كان الخطأ في المنطق أقل من الخطأ في المعلومات عند اكثر الناس .
------------------------------------------------------------------
عبدالحميد قاسم :

لم أفهم هذه العبارة

العقل عبارة عن علم ثابت قياسي (منطق) اتفق عليه الجميع


العقل هو..


-- علم
-- ثابت
-- قياسى (منطق)
--اتفق عليه الجميع...الجميع

إذا كان هذا هو العقل

علم ثابت قياسي (منطق) متفق عليه من الجميع

فلماذا اختلفت العقول وتجادلت و ووصلت لآراء مختلفة؟

لماذا اختلف عقل المشرك و الكافر و الملحد عن عقل المؤمن؟

و لماذا اختلف عقل اليهودى عن النصرانى عن المسلم؟

وكلهم عندهم عقل..و العقل هو

علم ثابت قياسي (منطق) متفق عليه من الجميع


حتى فى الفقه الإسلامى وهو علم ثابت قياسى(منطق) اختلفت فيه العقول بين حنفى و مالكى و شافعى و حنبلى و ظاهرى و جعفرى و زيدى و اباضى !!!

وحتى فى التفسير اختلف مفهوم العقل عند أهل التفسير ، فالعقل عند أصحاب الرأى ، يختلف عن العقل عند من يهاجم الأخذ بالرأى فى التفسير ، وكلهم يستعمل عقله!!!

ما اعرفه أن ما قلته لا يتفق عليه الجميع ، لذلك أريد أن افهم ما قلت عن العقل ، و لذلك قلت أن العبارة

علم ثابت قياسي (منطق) متفق عليه من الجميع

تحتاج شرح لأنها تساوى بين العقل و أشياء مثل العلم الثابت (ما هو العلم الثابت) القياسي (المنطق)


الرد:
العقل الثابت هو العلم الثابت ، والعلم الثابت هو العقل الثابت ..

وكلمة (متفق عليه من الجميع) ، تنفي ما اختلف حوله الجميع . ولا يعني هذا أن أي فكرة مختلف فيها أنها غير حقيقية . فالحد الفاصل هو غياب المصلحة .  

هناك حد يتفق عليه الجميع ، وهذا الحد هو ما اقصده في قولي : العقل .. وهذا الحد يتفق عليه الجميع في غياب المصلحة ، لأن آفة الراي الهوى . وهي من أسباب اختلاف الرأي ، وليست السبب الوحيد ، فهناك الجهل ايضا فهو يعتبر من الاسباب .  

عبدالحميد قاسم :
ثانياً: من قال أن الجزء أصغر من الكل؟!


هذا خاص بأمور بسيطة غير معقدة فى بعض مجالات العلم ، أما فى الأمور الحيوية و الاجتماعية المعقدة فليس ضروريا أن يكون الجزء أصغر من الكل ، مثلا فى الرياضيات فى علم الحساب حيث تتراكم الأعداد الموجبة فمجموع الكل أكبر من الجزء ، أما إذا أخذت الأرقام الموجبة و السالبة ، فمجموع الكل ليس ضروريا أن يكون أكبر من الجزء ، ربما مثله أو أصغر ، و الامور اعقد فى الأرقام التخيلية ، و اعقد فى المتجهات ، هذا فى أبسط فروع علم الرياضيات

الرد:
المثال المذكور ان الجزء اكبر من الكل ، هذا غير دقيق وغير صالح كمثال على هذه الفكرة ، والتلاعب ف يالمثال جاري بين الشكل والمضمون ، لأنه في الحقيقة لا يوجد "كل" قبل أن نصل إلى علامة المساواة (=) ، ولا ياخذك رسم الأعداد ، فقد استهلك السالب وجودها الحقيقي .

السالب استوعب الأعداد ، بينما الكل والجزء بينهما علاقة ترابط ، وهي غير موجودة في المثال المطروح . أي أن هذا المثال الذي طرحته لا يوجد فيه "كل" . لو قدمت مثالا تكون فيه العلاقة بين الاعداد الموجبة ، وتكون النتيجة فيه ان الجزء اكبر من الكل ، لصح تمثيلك . الأعداد الموجبة تدل على ترابط بين الجزء والكل .   

عبدالحميد قاسم :
أما فى دراسة الظواهر المعقدة ( فى السياسة و الاجتماع و الاقتصاد و البيولوجيا) فالكل لا يساوى مجموع الأجزاء

و ربما الجزء أقوى و أكبر من الكل


الرد:
مثل ماذا ؟

عبدالحميد قاسم :
ثالثاً: قلت

المعلومات الثابتة عند الجميع

معلومات
ثابتة
عند الجميع

بالعقل و العلم الثابت القياسي ( المنطق) كيف عرفت أن هناك معلومات ثابتة عند الجميع؟

هل قمت ببحث احصائى ووصلت لمعرفة هذه المعلومات الثابتة عند الجميع؟

و انت لو راجعت ما قيل فى أنساق سابقا حول موضوع

أيهما اثقل طن خشب أم طن حديد؟

لعرفت مقدار التنوع عند

جزء من الجميع..وليس الجميع عن هذه المعلومة

طن خشب يساوى طن حديد


هذه معلومة ثابتة فى علم الفيزياء الذى يدرس فى المدارس و ليس الجامعات، وهو علم مادى ، فما بالك بعلوم أكثر تعقيداً يريد الإنسان أن يعطى رأيه فى بعض قضاياها؟

فلماذا التعميم على الجميع بوجود معلومات ثابته عندهم كلهم؟

الرد:
يكفي أنك تراقب الإختلافات بين الجميع ، اي أن الإختلافات اقل من الإتفاقات !! ولو كان العكس لتابعت وركّزت على الاتفاقات .. هذا يدل على ان حجم الاتفاقات بين الناس اكبر بكثير مما نتصور . لكن هناك عوامل مؤثرة كثيرة ، اهمها الهوى . قال تعالى : (وجحدوا بها واستقينتها أنفسهم) . قال تعالى : (فإنهم لا يكذبونك ولكنهم بآيات الله يجحدون) ، وهذا اتفاق بين المشركين والمؤمنين يثبته القرآن . حتى لو انهم قالوا غير هذا .

تشابه حياة الناس في الحاضر وعبر التاريخ يقدّم إحصاء بحد ذاته على حجم المتفق عليه بين الناس . في الأمور المادية ستجد ان الاتفاق اكبر . ويكاد البشر يتشابهون فيما يحبون وما يكرهون . انظر الى النص الادبي مترجما عبر اللغات والجميع يتقبله . والافلام تشاهدها الناس في كل مكان ، والتجارة تنتقل عبر القارات ، والافكار والفن ، والموسيقى .. لو لم يوجد اساس للاتفاق بين البشر لما انتقل شيء بينهم . دعك من الاختلاف الظاهري ، فبعض الناس تقول له الحقيقة ولا يقتنع بها ليس لأنه يراها غير حقيقية بل لانه لا يريدها ، واحيانا لاعتبارات اخرى ومصالح ، وبعضهم يستوعب الحقيقة فيما بعد . انت ربما تغير فكرتك عن الكل والجزء يوما من الايام . أو أنا اذا اثبت لي مثالا غير المثال السابق . البشر بطبيعتهم يريدون الاتفاق وليسوا بالغريزة يريدون الاختلاف ، بل هناك عوامل تدفعهم للاختلاف .        

عبدالحميد قاسم :
تعدد الآراء ظاهرة موجودة و ملحوظة و لا يمكن إهمالها
تعدد الآراء ضرورة ، وطبيعة الحياة و اختلاف البشر يحتم تعدد الآراء
و اجمل ما فى الإسلام أنه أعطى مفاتيح عديدة للفهم و الارشاد
ولولا دفع الناس لهدمت صوامع و بيع

إنا خلقناكم شعوبا و قبائل

المجتهد له أجر إذا اخطأ و المصيب له الضعف
رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأيك خطأ يحتمل الصواب
كل يؤخذ منه و يرد إلا صاحب هذا المقام
يولد الإنسان على الفطرة فيهوده أو ..أو أبواه ، و يمكن تعميمها على الكثير ممن يأخذ رأيه تقليداً و قصاً و لصقاً ووراثة
المسلم بين عالم ومتعلم
وقل رب زدنى علما

أسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون

التفكر التأمل التدبر التعقل مطلوب من كل مسلم ، ولكن كم مسلم تدرب على التدبر و التفكر و التعقل و اكتفى بالتقليد و تكرار الآراء و النقل والتلخيص و القص و اللصق؟
العقل وحده مهما كان تعريفه لا يكفى ( لهم قلوب يعقلون بها)

المشكلة هى مشكلة إيمان حقيقى يتبعه عمل و ثقافة و فكر و تعلم
المشكلة أن أمة أقرأ لا تقرأ
و تحولت إلى ظاهرة صوتية تركز على الأشخاص ، و تستستهل تكرار الكلام والفتاوى بدعوات الرأى مع أنها فى الغالب تنقل وتكرر ما كُتب
و حديث غثاء السيل ليس ببعيد
يوشك الأمم أن تداعى عليكم ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، فقال قائل : و من قلة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، و لكنكم غثاء كغثاء السيل ، و لينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، و ليقذفن الله في قلوبكم الوهن ، فقال قائل : يا رسول الله و ما الوهن ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت
الراوي: +%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D 8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%A9+-+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9+ %D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9+-+%D9%85%D9%86+%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB+%D8%AB%D9%8 8%D8%A8%D8%A7%D9%86+%D9%85%D9%88%D9%84%D9%89+%D8%B 1%D8%B3%D9%88%D9%84+%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87 ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 958
خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه

تعدد الآراء لا يتغير
و تختلف الآراء قوة و ضعفاً
وليس الاختصاص من عدمه حائلاً ولا مانعاً من أن يكتب الإنسان رأيه
ولكن من يكتب رأياً لابد أن يتعب و يجتهد ويراجع رأيه حتى يمكن الاقتناع بقوة الرأى


الرد:
الحديث هنا عن قوة الراي ، فماذا تقصد بها ؟
إن ما اقصده هو ما تقصده .. الراي القوي هو الراي الذي سيجعل الآخرين يقتنعون به ، أليس هذا قصدك ؟ إذاً : كيف تعترض على وجود عقل مشترك يتفق عليه الجميع ؟

عبدالحميد قاسم :
وعلى الإنسان أن يسأل نفسه
هل الرأى الذى اريد أن اصل إليه فى مسألة ما أو قضية ما هو
رأى فى مجال الثقافة العامة؟
أم فى مجال من مجالات الشريعة والفقة و الحديث و القرآن و التفسير؟
أم فى مجال علم من علوم الطبيعة المادية أو العلوم الحيوية؟
أم فى مجال الفلسفة؟
أم فى مجال اللغة والأدب و النقد الأدبى؟
أم فى مجال الاقتصاد أو السياسة؟
أم فى مجال الحياة العامة و الاجتماع البشرى والخبرة اليومية ؟
أم فى مجال التعليم؟
أم فى مجال تربية الاولاد؟
أم فى مجال الزواج والطلاق؟
أم..أم....فى غيرها من محالات الفكر و الثقافة المتنوعة
و يحدد ما هى المشكلة التى يريد أن يفتى فيها برأيه
و يبحث عن مصادر المعلومات المرتبطة بهذه المشكلة
و يقرأ الآراء المختلفة حولها
ويسأل نفسه هل له نفس الرأى؟
وما النواقص فى الآراء السابقة؟
ثم بعد ذلك
يفكر و يتأمل و يتدبر و يتكل على الله و يكتب رأيه
و إذا كان رأيه ليس جديداً فيكتفى بقوله أنا أؤيد الرأى التالى الذى قاله غيرى