الخميس، 29 مايو 2014

رد على الاعتقاد بفناء النار..




المصدر : (الرد على من قال بفناء الجنة والنار ، لابن تيمية)

الفرق بين بقاء الجنة والنار



"الفرق بين بقاء الجنة، والنار، شرعا، وعقلا" فأما شرعا، فمن وجوه:



أحدها: أن الله أخبر ببقاء نعيم الجنة ودوامه، وأنه لا نفاد له ولا انقطاع في غير موضع من كتابه، كما أخبر أن أهل الجنة لا يخرجون منها، وأما النار وعذابها فلم يخبر ببقاء ذلك، بل أخبر أن أهلها لا يخرجون منها.

الرد : 

من المعلوم ان الشيخ الألباني خالف ابن تيمية في مسألة فناء النار ، وقال بخلودها..

و هل "لا يخرجون" لا تعني البقاء ؟ كما أخبر تعالى عن أهل النار أنهم خالدون فيها ، بمعنى أنها خالدة معهم. مثلما أن أهل الجنة خالدون فيها. و خطاب الخلود الأبدي ورد على الاثنتين الجنة و النار، فكيف نقول بفناء إحداهما وخلود الأخرى ؟ و إذا قلنا بفناء النار أو خروج أهلها منها ، يكون هذا عكس للتخويف الذي أراده الله، مما يسهل المعصية بحجة أننا لن ندخل النار إلا أياما معدودات، ولكن إذا عرف الإنسان انه قد يكون خالدا في النار أبدا، سيحصل له خوف قوي يصده عن طريق الشيطان والكفر. ولهذا في القرآن يتكرر التخويف من الخلود في عذاب النار، لأجل الزجر. ولئلا يفتح الشيطان أي أمل، لأن الشيطان يعدهم و يُمنّيهم، ومن ضمن ما يمنيهم أنهم لن يدخلوا النار الا اياما معدودات، وأن النار مصيرها أن تفنى، و أن رحمة الله سبقت عذابه.

الأساس هو النية وليس الفعل هو الأساس، وقد يخطئ الإنسان بحسن نية، وقد يغلبه هواه ويستغفر الله ويندم. المهم هو القلب السليم وعكسه هو القلب المريض. والقلب يعني النية الأساسية.

القول بفناء النار خلاف للقرآن .وقال تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم)، وهذا يعني أن النار ليست دار إصلاحية يتطهرون فيها ثم يدخلون إلى الجنة كلٌّ حسب محكوميته ! و الشيطان أيضا خالد فيها، فهل سينتهي عذاب الشيطان إذا فنيت النار؟ أم أنه سيعود إلى الجنة بعد أن يتطهر؟ من يريد الإصلاح هو المحتاج لإصلاح الفاسدين، والله غني عن العالمين. وهذا من النظرة العلمانية الداخلة في الدين، أن تقاس الآخرة على الدنيا. عرضَ الله عليهم الصلاح و الهدى، فرفضوا واستحبوا العمى على الهدى، فكيف يصلحهم بالتطهير الناريّ وقد رفضوا أصلا؟ هل يصلحهم رغماً عنهم ؟ أم هل يرحم ملعونين؟ وكيف يرحمهم وقد لعنهم؟

ثم أليس اللعن هو الطرد و الإبعاد عن رحمة الله ؟ ومن حكم الله عليهم بالعذاب فقد لعنهم، وكل أمةٍ تلعنُ الأمة التي قبلها في النار. فالرحمة ليست شاملة، واللعن استثناء بأنه إبعاد عن الرحمة.

الثاني: أنه أخبر بما يدل على أنه ليس بمؤيد في عدة آيات.

الرد : 

الله اخبر عن الجنة والنار، بنفس الخبر، فكيف صارت الجنة هي الخالدة والنار غير خالدة؟

الثالث: أن النار لم يذكره فيها شيء يدل على الدوام.

الرد : 

وماذا بعد قوله تعالى: (خالدين فيها أبدا ما دامت السموات والأرض) ؟

الرابع: إن النار قيدها بقوله: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} ، وقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} وقوله: {مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} ، فهذه ثلاث آيات تقتضي قضية مؤقتة، أو معلقة على شرط، وذاك دائم مطلق، ليس بمؤقت ولا معلق.

الرد : 

قوله (إلا ما شاء ربك) وردت في الجنة أيضا، وقال (وما هم بخارجين منها) عن النار ، وقال (الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا(13) ) ، فما معنى أنهم لا يموتون ولا يخرجون من النار؟ وقوله (لابثين فيها أحقابا) المقصد منها التكثير وليس التقليل كما تصور، لأن الحقبة هي أطول فترة زمنية يستطيع العقل أن يتصورها. ولاحظ ليست حقبة ولا حقبتين، بل أحقاب. أي ما لا يُعدّ من الزمن .

وما دام أن كلمة (الا ما شاء الله) وردت في الجنة والنار، اذن حكمهما واحد، واعتباره أن كلمة (الا ما شاء الله) دليل على فناء النار، لابد ان يتخذها دليلا على فناء الجنة ايضا ، لأنها وردت في كليهما. وهذا ما كان يقوله الجهمية بفناء الجنة والنار. بينما هو اتخذها دليلا على فناء النار وسكت عن ورودها في وصف الجنة.

الخامس: أنه قد ثبت أنه يدخل الجنة من ينشأه في الآخرة لها ويدخلها من دخل النار أولا ، ويدخلها الأولاد بعمل الآباء ، فثبت أن الجنة يدخلها من لم يعمل خيرا، وأما النار فلا يعذب أحد بذنوبه، فلا تقاس هذه بهذه.

الرد: 

لو كان الابناء يدخلون الجنة بعمل اباءهم، لدخلها ابن نوح الذي غرق في الطوفان، ولكان ابنه أولى أن يدخل الجنة من أولاد غيره، لأن نوحا دعا ربه فيه، و كافح في سبيل الله ألف سنة إلا خمسين عاما، فعمله يكفي لدخول أجيال من أبنائه وأحفاده إلى الجنة، ودعوة الأنبياء مستجابة في الأساس.

وقال تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، وقال (ولا تزر وازرة وزر أخرى). و كون الله يخلق أحدا ويُدخله الجنة، لا يعني الاستنتاج الذي ذهب اليه ابن تيمية بأن الجنة يدخلها من لم يعمل خيراً، هذا استنتاج غير منطقي. فأشجار الجنة لم تعمل خيرا، ومع ذلك دخلتها، وكذلك حورها و ولدانها لم تعمل خيرا من قبل و لم تـُمتحن، فإن كان يدخلها احد من أهل الدنيا بلا عمل، يكون كلامه صحيحاً.

السادس: أن الجنة من مقتضى رحمته ومغفرته، والنار من عذابه، وقد قال: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} .

وقال: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .

وقال: {رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} .

فالنعيم من موجب أسمائه التي هي من لوازم ذاته فيجب داومه بدوام معاني أسمائه وصفاته. و أما العذاب فإنما هو من مخلوقاته، والمخلوق قد يكون له انتهاء مثل الدنيا وغيرها، لاسيما مخلوق خلق تتعلق بغيره.

الرد : 

هنا يبدو أن ابن تيمية يتكلم بكلام المعتزلة، في تقسيمهم للصفات الإلهية إلى مخلوقة وغير مخلوقة.مع أنه معارض لهم فيما نعرف، فجعل الإنعام من الصفات الذاتية لأنها مستمرة، بينما العذاب مخلوق! فالصفة المستمرة عند المعتزلة ذاتية ،كالعلم والسمع والبصر، والصفات التي قد تكون أو لا تكون يعتبرونها مخلوقة، و من هنا اعتبروا الكلام صفة مخلوقة وبالتالي القرآن مخلوق عندهم، مع أن من أسماء الله : الجبار و المنتقم. ومثل ما أن من أسمائه المنعم و الرحيم.

السابع: أنه قد أخبر أن رحمته وسعت كل شيء، وأنه {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ، وقال: "سبقت رحمتي غضبي" "وغلبت رحمتي غضبي" .

وهذا عموم، وإطلاق، فإذا قـُدِّر عذابٌ لا آخر له، لم يكن هناك رحمة البتة.

الرد : 

نعم، إذا كنا نقرّ باللعن، والله لعن، واللعن معناه الطرد عن الرحمة، ولا يمكن أن تكون هناك رحمة شاملة للمفسد والمصلح وللخيّر والشرير، ولو كانت الرحمة مطلقة لشملت إبليس أيضا، فهو عبارة عن مذنب.  هذا ليس من العدل ولا من الحق، والآخرة دار الحق، والحق يقتضي أن يأخذ كلٌّ جزاءه، والرحمة مثل التوبة، والتوبة رحمة في الدنيا، ومن ستـُقبل التوبة منه هو من جاء بقلب سليم، وله أخطاء وذنوب لم يكن يحبها حتى ولا يطمئن لها، ويتمنى أن يتوب عنها، فالتوبة هي رحمة في الدنيا، والمغفرة رحمة في الآخرة، والمغفرة في الآخرة رحمة لمن لم تكتمل شروط التوبة عليه في الدنيا, وإلا لماذا يتوب الله عمن أساء؟ مع أن له حق في أن ينتقم منه لو لم تكن رحمة؟ هذا لأنه كتب على نفسه الرحمة لمن يستحقها من المسيئين، منطقيا ليس كل مسيء يستحق الرحمة، وإلا لما كان هناك حق ولا باطل. وبالتالي يتساوى الحق والباطل، وهذا ما تنادي به العلمانية والمادية و الإلحاد وعدم التفريق بين الخير والشر.

الثامن: أنه قد ثبت مع رحمته الواسعة أنه حكيم، والحكيم إنما يخلق لحكمته العامة، كما ذكر حكمته في غير موضع ، فإذا قدر أنه يعذب من يعذب لحكمة كان هذا ممكنا، توجد في الدنيا العقوبات الشرعية فيها حكمة، وكذلك ما يقدره من المصائب فيها حكم عظيمة، فيها تطهير من الذنوب، وتزكية للنفوس، وزجر عنها في المستقبل للفاعل ولغيره، ففيها عبرة، والجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب، ولهذا قال في الحديث الصحيح: "إنهم يحسبون بعد خلاصهم من الصراط على قنطرة بين الجنة والنار، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة" .



والنفوس الشريرة الظالمة التي ردت إلى الدنيا قبل العذاب لعادت لما نهيت عنه لا يصلح أن تسكن دار السلام التي تنافي الكذب والظلم والشر، فإذا عذبوا بالنار عذابا يخلص نفوسهم من ذلك الشر كان هذا معقولا في الحكمة كما يوجد في تعذيب الدنيا، وخلق من فيه شر يزول بالتعذيب من تمام الحكمة، وأما خلق نفوس تعمل الشر في الدنيا وفي الآخرة لا تكون إلا في العذاب، فهذا تناقض يظهر فيه من مناقضة الحكمة والرحمة ما لا يظهر في غيره.

الرد : 

الآخرة هي دار الفصل بين الحق والباطل وبين الأخيار والأشرار، و مختارو الخير و مختارو الشر، وهذا هو الحق، والآخرة دار الحق، وسيعود كل شيء إلى وضعه بعد أن كان مختلطاً في الدنيا، فلا يمكن أن يعود أهل الشر الذين استحبوا الباطل على الحق، ويعودوا ويجلسوا في الجنة مع من اختاروا الخير أصلا وكانوا مظلومين في الدنيا ومشفقين.

اجتماع الحق مع الباطل في الجنة لا يمكن، لأن أي اجتماع بين الحق والباطل من الباطل، وستكون الدنيا تكررت في الآخرة، وهذه فكرة علمانية دنيوية لا تنطبق على الآخرة، وهي دار الفصل.

وكيف يقول أن الشر في النفوس الظالمة يذهب عنها الشر والظلم بالتطهير بالنار، بينما الله يقول (ولو رُدوا لعادوا لما نُهوا عنه) ؟ هذا دليل واضح من القرآن أن النار لا تكفي للتطهير.

والقرآن يقول أن هناك نفوسا خلقت لجهنم، ولا يفيد فيها حتى عذاب جهنم، قال تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) ، وقال أيضا عن نفس تلك النفوس : (ولو رُدوا لعادوا لما نهوا عنه) هذا كلام الله، والله أحكم الحكماء. ولا يصح أن نسقط الحكمة كما نراها في الدنيا على عالم الغيب، وإلا لوقعنا في إشكالات كثيرة، من مثل : لماذا يخلق الله العصاة وهو يعلم أنهم سيعصون؟ الله أحكم و أعلم وأعدل، فهو لم يظلم أحداً، ومنحهم الإختيار. ولا يُهلك أحداً إلا على بينة. وحتى لو لم نعلم الحكمة يبقى الله أحكم، هذا ما نعتقده، ولا نسقط عقولنا على حكمة الله.

ابن تيمية الان يقدِّم العقل على النقل مع أنه يرفضه. ويكره الفلسفة وهو يتفلسف الآن، و يكره منهج المعتزلة وينهج منهجهم في تقسيم الصفات!

شؤون الدنيا و حكمة الدنيا خاصة بالدنيا، و ابن تيمية لا زال يقيس على الدنيا بناء على قوله : (كما هو عذاب الدنيا). هذا غير أن العذاب عقلياً ليس مُخلِّصاً من الشر بالضرورة، وليس كل من عُذّب تاب. حتى لو كان العذاب في الدنيا، فكثير من المجرمين و العصاة يعذّبون و يعودون إلى الجريمة مرة أخرى ..

ولو كان التعذيب يُطهّر من الذنوب، لكان عذاب قوم عاد و لوط وغيرهم مطهّراً لهم أو مخفّفا من ذنوبهم، لكن الله يقول (ولعذاب الآخرة أكبر). إذن سقطت فكرة التعذيب لأجل التطهير، والقرآن ذكر أن العذاب هو حق و جزاءٌ وِفَاق لما فعلوه و اختاروه، فهم اختاروا سبيل الضلال على بينة، و سبيل الضلالة يؤدي إلى جهنم. ولم يذكر القرآن أن العذاب من أجل التطهير، وإلا لكانت النار كافية لتطهير ذنوب الجميع بما فيهم إبليس.

و فكرة التطهير بالعذاب فكرة دنيوية مادية لا نجدها في القرآن، ويتبنى المجتمع الدنيوي هذه الفكرة لأنه يخاف من تكرار الجريمة و يستفيد من الشخص إذا صلح، و هذه الحكمة التي يقصدها ابن تيمية، وهي حكمة مجتمع دنيوي،لا تنطبق على الآخرة ولا على الله، فهو غني عن الناس. والله هو الحق، والآخرة مطهرة عن الباطل، لأن الله سيجمع الباطل فيركمه في جهنم كما ذكرت الآية، ولا يكون هناك أي باطل. هذا بعد المغفرة والشفاعة. حينها يتحقق الفصل بين الحق والباطل، والله سمى الآخرة دار الفصل ولم يسمها دار الإصلاح أو التطهير. والجنة والنار تشيران إلى الفصل بين شيئين.

إننا نجد في ذكر عذاب النار في القرآن : (جزاءً وفاقا)، لأن من يُسجن أو يُعاقب في الدنيا يُعتبر أنه أخذ حقه من العقاب و انتهى الأمر ويبدأ من جديد، ولا يُحاسب على الذنوب السابقة. أما الآخرة فهي دار الحق وليست دار الإصلاح، لأن الإصلاح انتهت فرصته بالموت، فقد قال تعالى (وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ) .

لا إصلاح بعد الموت، ولو كانت النار إصلاحاً لما تمنى الكفار أن يعودوا للدنيا ليعملوا صالحا. بل لتمنوا أن ينقضي وقت التعذيب وينتهي بسرعة.

وقال تعالى (وقالوا يا مالك ليقض علينا ربك) فأجابهم (قال إنكم ماكثون). فلو كانت للتطهير لما قال أن أهلها خالدون فيها. في الآخرة الباطل له مكان يحتويه والحق له مكان يحتويه.

عن العلمانية ، و رد على سيد القمني ..



العلمانيون يسقطون نظرتهم العلمانية على الدين ، ولا يحددون ما الذي يجب ان يتغير في الدين ولا لماذا، ولا الذي يجب ان يبقى ولا لماذا، المهم غيّر فقط، وعينه على الغرب و يداه تـُغيّر ، "إعمل كده و كده، تـِبأى زي كده و خلاص" .

ليس المهم التغيير بقدر القصد وراء التغيير والدافع اليه، والعلماني يعلنها صريحة : اللحاق بركب التقدم والحضارة، اي : مثل المجتمع الغربي، بعد أن اعطى علامة الصح لكل ما يفعله المجتمع الغربي دون تمحيص، ويربط الحضارة بالدين من عدمه . ويربط الحضارة بالعادات الاجتماعية، و هذا شيء غريب : الحضارة مرتبطة بالنظام السياسي والتعليم والأمن والامكانات الاقتصادية، وليست مرتبطة بالمايوه والبكيني . هناك دول تنتشر فيها الرذيلة اكثر من غيرها ولم تتقدم ولم تصنع محطات الفضاء .

الحضارة الاسلامية يشهد لها التاريخ ولم تتصف بعادات المجتمع الغربي ، كذلك الحضارات القديمة كالصينية واليونانية. ثم ان البداية الحقيقية للحضارة الغربية لم تكن عاداتهم مثل عاداتهم الان، اذن ليس بصحيح ان اي مجتمع يريد ان يتحضر عليه ان يكون مثل المجتمع الغربي و إلا فلا . هذه بديهية عند العلمانيين فقط ، يريدون ان يسقطوها على الجميع .

ليس كل الناس يرون المجتمع الغربي ناجحا و جميلا وممتازا كما يراه العلماني العربي ، حتى الغربيون ينتقدون انفسهم . لم نرَ علمانيا عربيا ينتقد نقطة في المجتمع الغربي ولا في التاريخ الغربي، الا ما يتعلق بالدين كمحاربة الكنيسة ، بل حتى استعمارهم لنا صار بسببنا و ليس اعتداء وظلما منهم !

العلماني العربي وهو بهذه الحالة من الاستقطاب الشديد: كيف له أن يؤثر في الناس و هم لا يرون فيه اي حياد ؟

فكرة مسايرة الواقع لأنه واقع، هذه هي روح العلمانية. والاسلام دين ، والعلمانية ضد الدين، وجاءت لتخرجه عن الحياة بكل صورها، ليس فقط من السياسة بل حتى من المدارس. و الدين يعني ثوابت، والثوابت تغيّر اتجاه ما يقف في طريقها. ليس كل الناس إلههم هو الواقع، فالجميع يعرف الواقع، ولكن ليس الجميع يقبله كما هو. نعم هناك واقع حياتي نعيشه، وهناك موت ينتظرنا، وهو واقع أيضا ، لماذا لا يوضع في الحسبان ؟

إنا لو قبلنا الواقع كما هو، لكنّا كقشّ في تيار ماء، يذهب به أين يشاء. إن كانت هذه هي العلمانية فلا يقبل عاقل ان تتقاذفه امواج الواقع دون ان يكون له اي اثر. بل حتى العلم و الاختراعات كلها خالفت الواقع، حتى فكرة التطور نفسها لا تتم الا بمخالفة الواقع والثورة عليه، وهذا تناقض في الطرح العلماني : يطالب بالتقدم و يطالب بالواقع !  

أحد شقّيّ المجتمع يريد ان يبحث عن المثالية ليسقطها على الواقع، والآخر يريد ان يستمتع بالواقع كما هو بخيره و شره، وهذا ديدن كل المجتمعات. العلماني معجب بالواقع ويريد الاخرين ان يعجبوا به مثلما هو معجب، بخيره و شره. هذه النظرة الأحادية بحد ذاتها مخالفة للدين الذي جاء لإصلاح العيوب، لا لتقبّل العيوب كما هي لأنها واقع .

نحن بين تيارين متطرفين : تيار يريد ان يجعل انه ليس بالامكان احسن مما كان، و أنه لا صلاح الا بالعيش في الماضي، وتيار مسافر لا يرى صالحا للعيش الا السفر إلى الغرب او تسفير الغرب الينا . 

ابتلاع المجتمعات بالكامل حتى القديم منها بثقافاتها هذا خطأ، فهو فقدان شخصية وعدم مراعاة ظروف الواقع التي يتكلم عنها العلماني نفسه. فنحن لسنا غرباً، فلا تاريخنا تاريخه، ولا عمقنا الديني عمقهم، أما العلم فللجميع .

الرحلة الى إلقمر لا تبدأ بمايوه . لكنها تبدأ بذلك و تنتهي عند العلماني و الليبرالي العربي مع الاسف و الذي يهمه تغيير المجتمع وليس تقدّم المجتمع، والقمر يبدو أنه بالمعنى "الشعري" عندهم و ليس الواقعي .

إنهم لا يحددون ما الذي يجب تغييره حتى نكون على فهم، فقط غيّر و جارِ الحياة ، وفي الاخير ما الحياة المقصودة ؟ الحياة المقصودة هي حياة المجتمع الغربي، والغربيون لا يحتاجون للتغير من وجهة نظر العلماني العربي، بل نحن فقط بحاجة ، بل و تغيير جذري ، بل لدرجة أن يُقرأ النص بالمعكوس.

نحن معنا رسالة السماء وعلينا أن نغيّر، والمجتمع الغربي يتخبط في الشهوات والمصالح وليس عليه ان يتغير اطلاقا ! مثلما يضع "سيّد القمني" لوم الاستعمار على الشعوب المسلمة و ليس على الدول المستعمرة، فلأنكم متخلفون أستـُعمرتوا ، فالذنب ليس ذنب المستعمر بل المتخلف ! و كأنهم لم يستعمروا أمما غير المسلمين كالهند برمتها و أمريكا وأفريقيا! وهل تلك الأمم خلّفها تمسكها بأديانها ؟

كل شيء عندنا يجب ان يتغير من وجهة نظر العلماني، و أي شيء قادم من الغرب يجب أن يثبّت ! نعم نحن مع التغيير لكن على بصيرة وهدى، لا على تقليدٍ لمجتمعات أجنبية فقط لأنها غنية. قبلنا الاسلام لأنه دين الحق، ونقبل التصحيح في المفاهيم لأجل الحق.

العلمانية والليبرالية غزت المجتمعات الغربية قبل أن تغزونا، فلما غسلتها جاءت إلينا ، بعد أن فرّخت ملاحدة هناك جاءت للمسلمين لتعمل نفس الخطوات التي عملتها في المسيحيين. و يؤيدها البعض إما بقصد أو بغير قصد.  

فساد المفاهيم الداخلة على الدين لم يكن سببها إلا علمانيون قدماء يهمّهم المصلحة والواقع، إذن ليست العلمانية طبيب الدين بل مرضه. ولا يُصلح فساد الدين إلا المخلصون الذين أحبوا الدين بقيمه الأخلاقية أكثر من حبهم للواقع بقيمه المصلحية .  و القمني حين انتقد صورا عن الفساد الخلقي عند المسلمين، هو ينتقد علمانية داخلة في الدين دون أن يقصد. مثل استحلال الزنا والربا والتقية و زواج العرفي الخ .. ولماذا يلومهم بينما هم يفعلون نفس ما تقره العلمانية؟ الفرق فقط أنه باسم الدين !

ما الفائدة من الدين اذا كان الواقع والمجتمع و متغيرات الحياة هي المرجع ؟ و يبالغ العلمانيون في أن الدين على حياة الرسول والوحي كان يتغير و يجاري الواقع ، مع أنه جاء ليغير الواقع لا ليجاريه ، فقد كان الواقع مستمرا قبل مجيئه.

و يفترضون ان التغير والتطور العشوائي هو قانون الكون الثابت، وهذا كله بلا دليل . و اي تغير عندهم يعتبرونه تطورا، مع انه قد يكون موضة قديمة رَجعت . وأفكار العلمانية ما هي إلا نفخة من نَفَس الإلحاد ، فالإلحاد هو الذي يرى ان الحياة هي التي تتخبط وتتطور عشوائيا ، والعلماني والليبرالي  يفكران بعقل الملحد، حتى لو لم يلحدا . والصلة الحميمة بين الليبرالية والعلمانية والإلحاد، هؤلاء الإخوة الثلاثة، واضحة للعيان. فالإلحاد رفضٌ صريح، والعلمانية إبعاد وتنحية ، و الليبرالية تحرر شخصي .

هل كل تغير يعني الى الاحسن ؟ ألم يقولوا (لا جديد تحت الشمس) و (لعمركَ ما في الزمانِ جديدُ) ؟ هؤلاء يعتقدون أن كل الحياة في رحلة، وكل خطوة تخطوها لا تعود إلى الوراء أبدا، وكلها من النوع الجديد، وكل شيء سوف يتغير، حتى الأصابع قد تكون مائة، والأخلاق والقيم والعقل و حقائق العلم تتغير ! وكل شيء تغيّر في تغير ، لأن كل شيء ممكن ! والعلم لا حدود له ! كل هذا من أجل ان يتغير الدين عن ثوابته ، فيحل الزنى أو شرب الخمر أو الربا مثلا ، فحينها يخفّ التغير في الدنيا وتتباطأ دورة الارض ويقولون : لا جديد تحت الشمس .

المطالبة بالتغيير هي الرفض بأسلوب لطيف. كما قال تعالى : (إئت بقرآن غير هذا او بدله) ، حتى يتناسب مع واقعهم .

يقول القمني في كتابه "انتكاسة المسلمين إلى الوثنية" حول السرقة :

{قطع يد إنسان ليس شأنا بسيطا حتى تختلف المذاهب السنية الأربعة حول مستوى القطع : هل هو من الأصابع أم من الكف ام من الكوع أم نخلعها من الكتف خلعاً. وهي آراء المذاهب الأربعة في مستوى القطع، ناهيك عن القصور الشديد في هذه الشريعة عن مواكبة الزمن، وهذا قول لا يشين الشريعة ولا يقلل من قيمتها فقط ، دون إغراق في المثالية التي يعتبرها في كثير منها كانت صالحة لزمانها وحده، و مما لا يتوافق مع زماننا كمثال واحد : كانت الشريعة تعاقب بالقطع على السرقة إذا كان المسروق في حرز، أي في مكان مغلق، لكنها لا تعاقب بالقطع على سرقة السائبة، فهي ليست سرقة تستحق القطع، كالسوائم الهائمة في الطرقات أو في البراري، و بتطبيقها اليوم ستكون سرقة السيارة غير مستوجبة للقطع لأنها سائبة، بينما ستكون سرقة الكاسيت الموجود داخلها هي العقوبة التي تستحق القطع، لأنها في حرز حسب شريعتنا. المهم أن ذلك إنما يعني استحالة تطبيق العقوبات البدنية بشكل نضمن فيه العدل التام وعدم ارتكاب الإثم في الحكم، وهو ما يعني أيضا أن الشريعة كما هي عليه الآن هي وضعية كأي قانون وضعي، من وضع فقهاء لم يكن يأتيهم جبريل بالوحي.} اهـ.

هذه التفاصيل هي اجتهادات قابلة للتغير، وما دام نقد القمني لهذه القضية من ناحية العدل، فالإسلام أولى بالعدل، والإسلام ليس يساوي الفقهاء كما يعتقد القمني، وأمر الإسلام بالعدل بالنص الصريح دون أن يفصّله، والعدل ليس محددا و ثابتا ولا جامدا كما يفترض البعض بأنه ليس في الإمكان أفضل مما قاله الفقهاء، فالمعبود هو الله و ليس الفقهاء، والنص المقدّس هو نص الله و ليست نصوص البشر .  

قطع يد السارق ليست عبادة بحد ذاتها، لأن الله أمر بالعفو ، وهو العبادة ، قال تعالى (وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم) ، ولم يقل : أقطعوا ايدي السارقين ليعفو الله عنكم .. الله لم يرتب جزاءا و شكرا على تنفيذ الحدود ، بل رتب على العفو عنها، و بيّن فائدتها للمجتمع من حيث الفائدة الأمنية له. اذن القصد هو أمن المجتمع ، ولو تحقق بطريقة أخرى فلن يعارضها الإسلام، لأنه يحث على الأفضل، وقال (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) ، وقال (إن الله يحب المحسنين) . والاحسان هو اتباع الاحسن . افرض وجود طريقة تجعل يد السارق تتحول الى يد عطاء و بناء و توبة دون أن تـُقطع ، هل يجب أن نقطعها وإلا فسيغضب الله علينا ؟

افرض ان المجتمع لا يسرق فيه احد او ان جميعهم يعفون عمن سرق منهم، فهل سيغضب الله لأن الأيادي لم تقطع أو لأن الرؤوس لم تقطع ؟ إذن هي ليست عبادة، لإمكانية عدم وجودها ، لكن الصلاة عبادة لإمكانية استمرار وجودها. و كذلك الزكاة. وقال تعالى (و لكم في القصاص حياة) أي أمن، و لم يقل أن لكم في القصاص أجر، بل جعله في عدم القصاص أو التنازل عنه. وكيف يُتعبد لله في شيء تركه أفضل عند الله ؟

الاية واضحة في القطع و لكن الفقهاء فصلوا بخصوص حصول السرقة التي تسمى سرقة في العرف، والمقصود من وجهة نظري بالسرقة : السرقة الضارة، لأن السرقة الخفيفة مشتبه فيها، إذ تأخذ شيئا فتحسب انه غير مهم، و لكنه مهم عند الاخر، و جعلوها بربع دينار في حرز . والآية تقول (فاقطعوا أيديهما) فهي تخاطب الجمع ، والجمع هو من سيحدد تسمية السرقة وهو من يحدد ثبوتها.

الله قال (اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) ، والله انزل القطع والقصاص وأنزل العفو، والعفو أجمل. وأنزل التوبة والإصلاح ، فإذا تاب السارق وأصلح وأعاد ما سرق وإن لم يستطع وعدَ بأن يقدم كل ما يستطيع لتعويض الضرر، ولو ان يخدم بنفسه، فهل تـُقطع يده ؟ ولو تاب من قبل ان يُقبض عليه، فهل تقطع يده؟ هكذا ستقطع ايدي كل الناس ! فلا بد ان كل واحد منا سرق شيئا في يوم من الأيام ولو بسيطا، والبسيط يضاف للبسيط حتى يصل لربع دينار .

تعبُّد الله يتم من خلال العفو، والله رتب الجزاء والشكر على العفو وليس على العقوبة . وقال عن القاتل : (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ، و اذا كان القطع نصّاً فالعفو نص أيضا ، وإذا كان القطع شرعاً فالعفو أيضا شرع، وكأن مراد النص أنه اذا استوجب الأمر العقوبة وتـُحقـِّق من العدل فهذا اقصى عقوبته .

ولو وجدت طريقة افضل تردع السارق فلا يعارضها الإسلام الذي يحث أصلا على العفو والتسامح، حتى عن السارق، ليس شرطا ان تقطع يده إذا سُمح عنه، بل القاتل وهو اشدّ يُسمح عنه. لو كانت العقوبات تعبُّدية لما كان العفو فيها أفضل. فهي الحد الاقصى والعفو عنها أفضل والتثبت والعدل واجب، ولا تتم إلا به، ومعيارها هو الضرر ومنع الضرر.

الأربعاء، 21 مايو 2014

التعلم الحقيقي عكس السائد



التعلم يأتي بالحاجة وليس بالتعبئة كما يفعلون في المدارس، فليست الذاكرة وعاء نملأه بما نشاء متى مانشاء. عندما تكون هناك حاجة يكون السؤال ثمين والجواب أثمن، و أي شي فيه مهارة حتى تعرفه تحتاج الى أن تقوم بتجريبه، لهذا لا يمكن لأحد أن يتعلم ميكانيكا بشكل نظري، أو تعلم الهندسة الحقيقية بالنظري. لو معلومات الأكاديميين تنقل الى التجريبيين لوجدت معرفة حقيقية ، فالمعرفة التي فيها مهارة تحتاج الى التطبيق العملي والتجريب ، لكن هناك موضوعات لا تحتاج الى تجريب ، مثلما لو تسمع لقصة أو شعر ..الخ. و تحويل النظري الى عملي بحد ذاته هذا يحتاج الى دراسة، فالماء يكذب الغطاس، فالتعلم الحقيقي يكون من العملي الى النظري، وهنا يكون للأستاذ قيمة .

التعليم النظري يضعف شخصية المتعلم ويحسسه بالغباء والضعف وتكثر اسئلته، لأن الأستاذ يتكلم عن أمور كثيرة بدون ملامسة وكلها وصفية، والطالب يكون تحت رحمة شرح الأستاذ وعباراته الوصفية ويقف عند أول ماقاله الأستاذ ولا يستطيع مسايرته.

 التعلم يحتاج الى موازنة الشعور مع الواقع وتكوين فتحات جديدة للشعور.

من الخطأ فكرة: ابدأ من حيث ما انتهى الآخرون، فمن سيفعل هذا سيأخذ النتائج دون أن يعرف كيف تم التوصل لها، وهذا مايسمى بالتعليم المعلب أو التعليم المغلف ، وهو تعليم يعتمد على الحفظ ، وهو يحسسك بالضعف وعدم الانطلاق .

نسبة ما أضافه الأكاديميون في العلم أقل بكثير مما أضافه التجريبيون، والعلماء الحقيقيون هم العلماء الموسوعيون الذين بدأو من الصفر. وحتى العلم الحديث لن يطوره الأكاديميون، وسيحتاج الى علماء تجريبيين موسوعيين يبدؤون من الصفر ، حتى أبحاث الجامعات والابتكارات أكثرها لطلاب و لهواة وليست لمختصين ، ثم تستفيد منهم الشركات لاحقا.

نقل المعرفة يحتاج الى تلميس الشعور لهذه المعرفة ، لكن هذا التلميس يختلف من موضوع الى موضوع، فهناك أمور يكفيها المشاهدة ، وأمور تحتاج الى سماع، وأمور تحتاج الى ملامسة وتجريب ، فمثلا حينما نتكلم عن وصف حيوان من الأفضل أن أشاهده بدلا من وصفه، لكن حينما أقول مثلا أن فلان توفي في مدينة كذا فلن يحتاج الى مشاهدة مكان الوفاة، وحينما أتكلم عن مقطوعه موسيقية لابد من السماع .


و أجمل تعليم هو مايكون فيه تناسق بين النظري والعملي ، والأساس فيه العملي ، وهكذا يتم التعليم الحقيقي. وأي متعلم حقيقي عليه أن لا يفكر بالإتقان والنجاح على أنه هو الغاية فقط.

 الذي يبدأ من الصفر سيكون لديه معرفة مؤسسة ، فمثلا حينما تعرف أصول اللغة وجذورها ستكون أقدر على الإبداع اللغوي ممن يعرف اللغة بشكلها النهائي، فالذي يعرف أصل كلمة "سبب" وهو من حبل الخيمة أفضل ممن يعرف كلمة سبب بمعنى علّة، والذي يعرف أن أصل كلمة شجن هو الغصن أفضل ممن يعرف معنى كلمة شجن بشكلها النهائي وهي أسى وحزن, وحينها أي كلمة تقولها تعرف معناها. الطفل يحتاج الى يبدأ بالتعليم من الصفر، وهو يتعلم المشي واللعب والجري والكرة بشكل عملي وبنفسه، لكنه يحتاج الى بعض التوجيهات، وهكذا يجب أن يكون بقية تعلمه .



الاثنين، 19 مايو 2014

رد على تعليق في موضوع عقل لانسان وعقل الحيوان والفرق بينهما



دفاعًا عن المنطق واحترامًا لعقولنا - لا دفاعًا عن الإلحاد والعلمانية الدنيوية، ولا تهجمًا على الإيمان والدينية الآخروية ..
قلتم: (( ولاحظ أن البهائم لا تجد فرقاً بين الخير والشر وهذه من أسس الإلحاد والعلمانية الدنيوية ، فانظر إلى دقة التشبيه.)) !!
وهل ترى أن هذا منطق إله؟ .. أن يُشبِّه بالبهائم أناسًا هو الذي خلقهم لعبادته ..، وهو الذي كرمهم في آية أخرى!!
ألا ترى أن هذا منطق بشري؟
أليس الصانع مسئولاً عن صناعته؟
أم أن إلهكم ليس قوة مطلقة، إنما هو كائن بشري مثلنا؟
أليس الذي جعل البهائم لا تجد فرقًا بين الخير والشر، هو ذاته الذي جعل الملحدين العلمانيين لا يجدون فرقًا بين الخير والشر – حسب زعمكم وفهمكم للخير والشر؟
يعني تقصدون أن البهائم قد تصنع يومًا واقعًا مثل واقع الإلحاد والعلمانية الدنيوية الذي صنعه البشر الجهلاء في هولندا والسويد وسويسرا وأمريكا وكندا .. الخ ..
وأن الملحدين والعلمانيين قد يعقلون يومًا ويصنعون واقعًا إنسانيًا إيمانيًا آخرويًا مثل الواقع الإيماني الإسلامي الذي مازال يصنعه البشر العقلاء في العراق وسوريا منذ عهد معاوية وعلي والحسين وإلى يومنا هذا ..، والواقع الإنساني العقلاني في اليمن وأفغانستان والصومال ولبنان وليبيا ..، أو باختصار في كل بلاد البشر العقلاء الذين قادتهم عقولهم أو بالأصح قادهم السيف وحد الرِدَّة فأصبحوا بفضل الله مؤمنين مسلمين عقلاء ..
يعني تقصدون بسلامة إيمانكم الذي هو دليل سلامة عقولكم وفهمكم أن الإنسانية والعقلانية واللا بهيمية هي ما فعله ويفعله المسلمون منذ عهد رسولهم إلى عهد طالبانهم وبوكو حرامهم والقاعدة وأبناؤها من أنصار شريعة وداعش وغيرها ، من كسر لخواطر الناس بسبي نسائهم وأطفالهم وقتل رجالهم واختطاف غافلين وطائرات وتفجير مؤسسات .. لإكراه العلمانيين والملحدين على دخول الإسلام كي يتحولوا إلى بشر عقلاء ..
أفسحوا المجال يا أخي أمام عقول المؤمنين كي تعمل بحرية، وارفعوا عن رقابهم سيف الردة وسياط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتهديد والوعيد في كل جمعة وكل مناسبة وكل مادة تربية إسلامية ..،
توقفوا عن تلويث فطرة الأطفال بتخويفهم بالنار وإغرائهم بالجنة ..
دعوهم أحرارًا حتى يبلغوا سن الرشد ثم اعرضوا عليهم إيمانكم ..
ودعونا نرى كم سيتبقى من المؤمنين المسلمين؟
لا تقل لي إن الإيمان أو الإسلام ليس مسئولاً عن سلوك الغاب البهيمي الذي يتميز به المسلمون على مر تاريخهم .. وصولاً إلى سنة السبي الحميدة التي تطبقها بوكو حرام اليوم في نيجيريا بسبي الطالبات من مدارسهن والفتيات الصغار من بيوتهن لبيعهن وتزويجهن للمجاهدين رغمًا عنهن ..
إذا تسمم الكل وقد شربوا من ذات الإناء، فمن التغابي والوهم والعبث تبرئة الإناء واتهام كل الأمعاء
!!!

الرد :


البهائم أفضل سلوكا ، لأنها لا تخرج عن فطرتها ، ولا تدمّر البيئة، ولا تنادي بالشذوذ, ولا تحرم غيرها من الحياة الحرة الكريمة, ولا تعبث بمصائر الشعوب, ولا تكيل بمكيالين, وليست أفضل خلقة و غاية, أليس هذا شيئا واقعيا عند الحيوان؟ هل هذه الدول التي تمدحها فعلت هكذا ؟ أم أنها دول الإمبريالية والاستعمار و الراسمالية البغيضة والعنصرية واحتقار الشعوب ؟ هل البهائم تفعل هكذا ؟ كن عِلمياً .. ألم يكن بإمكان هذه الدول أن تكون مصدرا للخير و السلام؟ لا مصدرا ومسوقا للأسلحة الفتاكة وأجهزة التعذيب والتصنت؟ و أنا هنا لا أدافع عن كل من ينتسب إلى الإسلام، ولا أهاجم كل من ينتسب للغرب و الإلحاد, بل في المسلمين من هو احقر سلوكا .. والاية تنطبق على كل من خالف أوامر الله حتى من المسلمين وكل من لم يجد فرقا بين الخير والشر وكل من كانت الاطماع واستغلال الآخر هي هدفه، لأن الأنعام لا تفعل هكذا ولا تفسد الارض ولا تمتلك اقوات غيرها.  بل لا تجد حيوانا يستغل حيوانا آخر أو يمنع عنه غذائه وشرابه, والأسد ليس ملكا للغابة كما يسمى ظلما, فهو يتصرف بغيره فقط يأكل ليعيش.



أيهما أفضل : مجتمعات دول الغرب أم مجتمعات النمل أو النحل ؟ الأقل ضررا لغيره وللبيئة هو الأرقى منطقيا.



ثم على ذكر الحيوان : ألستم أنتم من ينادي بحيوانية الانسان وأن الإنسان قرد مطوّر؟ وأن مرجعكم هو ما يفعله الحيوان؟  ما الذي تغير؟ المفروض أن تفرح كما يفرح داوكنز الملحد إذا قيل أنت حيوان! و يطرح سؤال مهم عنده لمن يسجل في منتداه هل أنت إنسان أو حيوان حتى يميز بين الملحد والمؤمن! حتى إنكم تبحثون عن الشذوذ الجنسي عند الحيوان حتى يكون مشرعا؟ انتم من جعل الحيوان مصدر التشريع و جدكم الاول .



ثم : انت تتكلم عن الله بموجب فهمك العلماني، تتصور ان الله خلق الناس ليعبدوه وعجز عن جعلهم كذلك ! متناسيا أن الله خلق الناس وكرمهم وأنعم عليهم و أعطاهم حرية الاختيار والوعي، واعطاهم حرية التفريق بين الحسن والقبيح ، و ارسل اليهم الرسل، ليهلك من هلك عن بنية، وينجو من نجا عن بينة، و بحرية اختيار كاملة دون إلزام. فكيف تكون هذه الفكرة بشرية؟! الأفكار البشرية تريد أن تلزم, والقرآن يقول {لكم دينكم ولي دين}, مثلما العلماني يريد ان يلزم الناس بعلمانيته ويفرض عليهم تنحية الدين, لأن فكرته بشرية.



الإنسان الشرير أسوأ من البهائم في سلوكها ويفسد الحياة حتى على البهائم، وهذا شيء منطقي ولا تستطيع أن تثبت خطأه. أما كيف أصبحوا أضل من الأنعام، فلأنهم اختاروا العمى على الهدى والشر على الخير، وتكبروا على الحق. ويشبهون البهائم بأنها لا تهتم إلا بأكلها ونومها وغرائزها، ويزيدون عنها سوءا في أنهم يفسدون ويخالفون الفطرة ويعتدون على غيرهم بطرق مباشرة او ملتوية. هذا كله منطقي وواقعي، ولا تستطيع أن تخطئه {ويكتمون الحق وهم يعلمون}.. وصدق الله حين قال (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس) ولم يقل غير المسلمين، فمن المسلمين من يفسد أيضا لأن روحه علمانية داخلة في الدين, ففساده من علمانيته لا من دينه. مليار حيوان بحري يموت سنويا فقط بسبب اكياس البلاستيك .. هذا غير ما يموت بسبب النفايات الكيميائية والتلوث الهوائي والمائي والذري وتلوث التربة ، هذا غير ضحايا الحروب والاسلحة الفتاكة وعوادم السيارات والجراثيم المصنعة لأغراض سوق الأدوية .. 50 مليون فدان من الغابات المطيرة تتدمر سنويا، بسبب الإسلام طبعا وليس بسبب الراسمالية المقيتة ..



على مدى قرنين من الزمان : أكثر الحروب في العالم تقوم بها الدول الغربية ذات العلمانية و الالحاد بطريق مباشر او غير مباشر..لا توجد حرب ليس للغرب فيها طرف في العالم، هل يجرئك هذا أن تقول : أن العلمانية والالحاد سبب للشرور في العالم ؟ أم أنها لا تكفي ؟ الحضارة الغربية في القرن العشرين دمرت من الطبيعة ما لم تدمره البشرية منذ وجودها. ويبقى الاسلام هو المسؤول أما العلمانية فكلٌ يمثل نفسه وليست مسؤولة عن أي شر! وبعيد الشر عنها! يحيا الإنصاف العلماني الملحد! صاحب مبدأ "اكذب و اكذب حتى يصدقك الناس" ..



السؤال: مادامت هذه الشرور من مسلمين تُرصد وتُنسب للإسلام, لو سألتك لماذا لقلت لأني أكره الشر! ولن تقول بسبب العنصرية ضد المسلمين, إذن عليك أن ترصد الشرور الأخرى وترجعها إلى مصادرها الدينية أو الأيديولوجية كما فعلت مع الإسلام, لكن الملحد لا يفعل هذا! إذن سقط الطرح من أساسه لعدم الإنصاف, مع العلم أن الشرور التي وقعت من غير المسلمين أكبر وأفظع وعلى مدى لتاريخ, لكنها شرور مجهولة الهوية! أما الشرور التي فعلها المسلمون فلا إنها معروفة الهوية وبالضبط! هل هذا عدل وأخلاق أو احترام للعلم والموضوعية؟ أم أنه تحدي سافر وكراهية مكشوفة وكيل بمكيالين؟ "عين السخط تبدي المساوئ" عليك أن تكمل بحثك الخيّر الفاضل عن مصادر الشرور الأخرى في العالم وتجمع الشرور التي أنتجتها العلمانية و الشرور التي أنتجتها الشيوعية والإلحاد والشرور التي أنتجتها اليهودية والشرور التي أنتجتها المسيحية وهكذا, لا أن تقف عند المسلمين فقط, وكأن غيرهم لم يفعل شرا قط! حتى يُحترم عقلك وتصدق في أنك تكره الشر! أما الانتقائية فهي عمل مستهجن وشر بحد ذاتها فكل انتقائية من الشر هي شر ولأجل الشر, ولا يوجد دين ولا فلسفة لم يقع أتباعها في أخطاء وشرور. أنت لا تنتقد المصلح السياسية التي تستغل الإسلام, ولا تششير إليها من قريب ولا من بعيد, مع أنك تعرف أن المصالح هي سبب الصراع دائما وليست الأديان, وما الأديان إلا غطاء مثلها مثل الحرية ونشر الديموقراطية وغيرها من المبادئ الفاضلة يجري استغلالها. و صدق جبران حين قال: أيتها الحرية كم من الدماء أريقت باسمك؟!



أنا أمام شخص ذو قضية اجتماعية ليس إلا ، ولستُ أمام مفكر يقابل الفكر بالفكر, شواهده كلها ليست منطق ولا افكار ، بل وقائع منتقاة بعناية ومصخمة دون التعريج على أسبابها، يلخّص بها قصة حياة مليار من البشر و من كان قبلهم منذ ألف سنة و من بعدهم! أليس هذا ظلم؟ كل الاسلام هو عملية وقعت في نيجيريا أو نيويورك وانتهى الامر ! هل هذا طرح عقلاني يستحق الاحترام؟



متى كانت الانتقائية من العقل؟ هل أغلبية المسلمين وقعت منهم هذه الأشياء أم من أقلية ؟ لا شك أنها من أقلية نادرة، ألا تعلم أن اغلب المسلمين يرفضون مثل هذه الاحداث؟ وهم من ضحاياها ايضا ؟ تعرف ان الاغلبية ترفض و لم تشر إلى ذلك، و معهم أدلتهم من الإسلام . أنت تفرح بالشاذ من سلوك المسلمين وتريد ان تعممه على الجميع، وتجعل الاسلام مسؤولا عنه بدلا من المسلمين، عملية تبديل ادوار، لأنك تكره الإسلام فتريد أن تجعله هو المسؤول وتركض إليه بسرعة عند أي مشكلة تكون من مسلم، هل تركض إلى الإلحاد عندما يخطئ ملحد أو إلى العلمانية عندما يخطئ علماني؟ طبعا لا, إذن طرحك لا قيمة له و يعاد إليك بكامله لأنه غير مقنع لنقص احترام العقل والأخلاق فيه مقابل زيادة العنصرية والكراهية لأمة بكاملها هي من أكثر سكان الأرض! الفاعلين من المسلمين تبرئهم لأنم ضحايا الإسلام الذي غرر بهم! عندما قال: {لا إكراه في الدين}! هذه جريمته! عندما تقع هذه الأفعال من أقلية مسلمة و ترفضه الأكثرية المسلمة، فالنتيجة عندك أن الإسلام يؤدي الى العنف و الارهاب، معتمدا على راي الاقلية لا على راي الاكثرية. أما القرآن وهو مصدر الإسلام الأساسي فلا يأمر إلا بالعدل والإحسان, ولا يلزم أحداً بدخوله ولا بالبقاء عليه. قال تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، هذا هو الإسلام ، فهل طبّقه المسلمون؟  



لو جاء منصف لقال : أكثرية المسلمين ترفض الإرهاب، اذن الاسلام يرفض الارهاب، بناء على الأكثرية, هذا يفعله صاحب النية السليمة والعقل العادي. اذن من يفعل مثل ما فعلت هو لا يملك نية سليمة ولا منطقا سليما. انت لم تناقش الاسلام في افكاره، انت تريد أن تحمّل الاسلام بعض السلوكات من اتباعه. ولو رايت سلوكا حسنا لتغاضيت عنه ولم تنسبه للاسلام, وتبحث عن السلوك السيء لتجعل الاسلام مسؤولا عنه وتبرئ ساحة المسلمين، وكأن المسلمين ليس لهم حرية اختيار بين الخير والشر ولا بين الحق والباطل، وكأن البشر آلات، ما صبغت بلون اخضر تستمر خضراء وما صبغت بلون احمر تستمر حمراء ..



لو سالتك عن الملحدين قلت : فيهم وفيهم، أما المسلمين فكلهم فيهم! حتى المعتدل لا قيمة له عندك لأنه قد يتحول إلى متطرف في أي لحظة, لكنك لا تقول قد يتحول متطرف إلى معتدل في أي لحظة! فما أجملك وأنت تمارس الانصاف! لو اخبرتك عن الارهابيين الملاحدة لقلت : يمثلون انفسهم ، لو سألتك عن افعال ستالين وقتله 50 مليون بحروب دينية تحت راية "لا اله والحياة مادة" لقلت : هذا يمثل نفسه ولا يمثل الالحاد، ولو سألتك عن "مفجر الجامعات" الملحد تيد (كازنسكي) لقلت : يمثل نفسه ولا علاقة للالحاد ابدا بافعاله! بل حتى في كتاب Dying to win لروبرت بيب (دكتور في جامعة شيكاغو) يؤكد من خلال احصائيات ودراسات أن أكثر من قام بعمليات إنتحارية إرهابية خلال العقدين الماضيين هم نمور التاميل العلمانيون الملاحدة الماركسيون، أي أكثر من المسلمين، مع عدم المقارنة في العدد بين التاميل والمسلمين في العالم ، وفي أمريكا وحسب إحصائيات موقع FBI أن العمليات الإرهابية التي قام بها يهود أكثر من العمليات التي يقام بها مسلمون في أمريكا. ولو نظرت الى الفئات التي تذكرها من المسلمين، تجدها منخرطة في السياسة، والسياسة تعني مصالح، والمصالح علمانية تستغل الدين.



أما طالبان لديك فتمثل القرآن 100%! وبوكو حرام هي الإسلام عينه ! كما نزل على محمد ! فيا للانصاف والاستخفاف بعقول الناس من رجال دين شيطاني إلحادي لا يجد أي فرق بين الخير والشر ..



لا عاقل يصدقكم فأريحوا أنفسكم، لأنكم بكل بساطة غير صادقين ولا منطقيين ولا تطبقون ما تقولون على إلحادكم. المنطق هو ما يُعمّم على الكل، هيا حاسب الالحاد على كل اخطاء الملاحدة وعمّم هذه الافكار ولا تكلها بمكيالين ! لن تفعل .. لكنك تحاسب الاسلام على اخطاء مليار من المسلمين !! هل هذا عدل ؟ بل هل هذا عقل ؟ و تريد أن تـُقنع ؟ أنت تكلف نفسك أكبر من طاقتك ..



القنابل الذرية التي ألقيت على مدن بكاملها ، تُحاسب بها من ؟ هل تحاسب بها المادية و الالحاد والعلمانية ؟ أم تـُحسب على المسلمين ومحمد ؟



طائرات بدون طيار تمارس الإرهاب بشكل يومي ومن عشرات السنين، ونسبة المطلوبين في ضحاياها 10% فقط ! و في قرى تعاني من الفقر والمرض أصلا .. صواريخها تخلط دماء الأطفال بألعابهم .. من المسؤول عنها ؟ الإسلام ؟! أم العلمانية والالحاد ؟



حربين عالميتين مدمرتين : تُحاسب بها من ؟ هل قام بها مسلمون ام علمانيون ؟ ضحاياها تقارب 100 مليون وليست 100 شخص او 200 .. و أظنها أفظع و اشنع من هذه العمليات الجزئية ! أين الإنصاف ؟ طبعا ستنسب الحرب العالمية الثانية كلها الى شخص اسمه "هتلر" لا يمثل الا نفسه ! ترى لو كان هتلر مسلماً ! ماذا ستقول ؟ ستقل راساً إنها تعاليم محمد التي توصي بالابادة الجماعية ! أما من ينتسب للإسلام فكل أفعاله أمر بها القرآن ! ولا يوجد مسلم من وجهة نظرك يخالف الإسلام ابداً !! كلهم مطيعون متّبعون ! بينما "هتلر" متأثر بأفكار "نيتشه" عن عنصرية السوبرمان الالماني المتفوق الملحد ، وهتلر قتل العجزة والضعفاء كما طالب نيتشه، وقال : "الإشتراكية القومية والدين لا يمكن أن يجتمعا معا" (علماني) .

وقال : "إن اقوى ضربة تلقتها البشرية هي ظهور المسيحية" (ملحد) (وطبعا هتلر لم يُسلِم..)

وقال " البلشفية هي الإبن الغير شرعي للمسيحية، وكلاهما اختراع يهودي" ..

وقال : "المسيحية ابتكار عقول مريضة" ..

لماذا لا تنسب فضائع النازية الى الالحاد ؟ أو العلمانية على الاقل ؟ خصوصا و أن نيتشه عمقٌ للقومية الالمانية .. هذا خطاب نتشوي ملحد واضح و نفّذ مطالب نيتشه ، وهو الملهم للنازية .. و هتلر قتل من المسيحيين أكثر من اليهود، بل قتل رجال دين وقساوسة.



هل رأيت الوحش الإلحادي الذي لا يفرق بين الخير والشر و يسخر من القيم و الاخلاق الانسانية كما سخر ستالين الملحد من الرحمة والاخلاق ؟ مثلما سخر منها الاب الروحي للالحاد نيتشه ؟ بينما الإسلام يدعو للرحمة و يحث على التسامح ، و هذا فرق في المبدأ الاخلاقي بين الاسلام والالحاد ..



اساس أي دين هو المحبة و الخير ، و اساس الإلحاد هو المصلحة والتفوق وسحق الاخر والسوبرمان .. دعنا من الإستغلال العلماني للدين، انظر الى الاساس ..



كذلك العمليات الاستعمارية التي لا تتوقف : تحسب على من ؟ هل تحسب على الاسلام ؟ أم أنها لا تحسب على أحد ؟ فقط زلات المسلمين هي التي ترصد وتضخم ؟ وبقية الجرائم تقيّد ضد مجهول ! أو لا تسميها جرائم ، فقط الجرائم ما يفعله المسلمون ! هذا هو التحدي المشين الذي يُذهب الثقة بعقل قائله ..



الالحاد هو الذي لا يمكن أن يأتي بخير، أما الدين فقد يأتي بالخير وقد يُستغل للشر، مثله مثل أي فضيلة، اما الالحاد فهو مبني على اساس من الرذيلة .. لأنه مبني على الصراع والبقاء للاقوى واعتبار الاخلاق ضعف وأن الاخلاق نسبية ولا يوجد فاصل بين الخير والشر الا المصلحة ، ويرفض كل الاديان بما فيها من خير ، ولا يؤمن الا بالمادة ..



اذا كان في الدين خير و شر، ففي الالحاد شر و شر ، و إن فعل ملحد خيرا فهو خارج أوامر الالحاد و محسوب على الدين . 



هذا الخطاب الذي تقوله خطاب كراهية عنصري دعائي إسلامفوبي لا قيمة له عند العقلاء .. وأنا يعنيني العقلاء فقط . فوجّه هذا الخطاب الرديء عقليا لمن يهمّه ويهتم به ، لأنه خطاب عاطفي متشنج غير منصف يقدّم الملاحدة ملائكة و المسلمين شياطين معتمدا على الانتقاء البغيض ..