السبت، 24 فبراير 2018

سلسلة الردود على سلسلة نظرية التطور للدكتور عدنان إبراهيم - الحلقة 21



(الدقيقة : 2 الثانية : 20) يذكر الدكتور انه تحدث في الحلقات السابقة عن كائنات بسيطة عديدة الخلايا ظهرت قبل 600 مليون سنة على الارض، كالإسفنج والديدان وقناديل البحر، ثم عبر ملايين السنين استنوعت هذه الكائنات البسيطة عديدة الخلايا لتظهر رباعيات الاطراف، وقبل 400 مليون سنة كانت توجد الاسماك لحمية الزعانف في البحار والمحيطات.

الرد : هل لأنها ليست لها أطراف وشكلها بدائي صنّفت بأنها بسيطة وبدائية ومتخلفة قياسا على الإنسان؟ هل هذا رأي علمي أو رأي بشري اجتماعي؟ هذه المخلوقات فيها من العجب العجاب، لكن لا تُقاس بالإنسان، هي إبداع الإبداع وعظمة العظمة، ليس في خلق الله تخلف وتفاوت، وليس فيها نقص.

(الدقيقة : 8 الثانية : 10) بعد أن تحدث الدكتور عن بعض خصائص البرمائيات والزواحف، ذكر أن البرمائيات هي الاسبق ظهورا من الزواحف بـ 15 مليون سنة، وأن الزواحف سوف تتطور إلى فرعين، و أحد الفرعين تطور قبل الآخر بـ 50 مليون سنة، الفرع الأول هو الثدييات، ثم بعد ذلك الفرع الثاني وهو الطيور، فهي ظهرت بعد الثدييات بـ 50 مليون سنة. ويذكر الدكتور أنه من الاصعب ان يتحول الزاحف إلى طير ويغادر البر، ولذلك جاء هذا متأخراً. منذ 250 مليون سنة ظهرت اول الثدييات متطورة عن الزواحف، وبعدها بـ 50 مليون سنة ظهرت اول الطيور.

الرد : وماذا عن الحشرات الدّابّة و الطائرة؟ هناك جوانب مهملة في نظرية التطور، مما يدل على أن السعي كله من أجل الوصول إلى الإنسان، فلا يتكلمون كثيرا عن النباتات ولا الحشرات، كما رأينا في هذه الفبركة البشرية المضحكة، فالأكثر قربا لشكل الإنسان هو المتأخر وجوداً! والأبعد هو الأقل تعقيدا وهو البدائي أكثر! و رأينا مثل هذا التفكير المضحك عندما كان الداروينيون يقللون من شأن الخلية، و يرون أنها وحدة البناء البسيطة، وإذا بها ليست بسيطة، بل معقدة غاية التعقيد، كذلك يرون الإسفنج والرخويات بأنها بدائية، بينما الطيور مرحلة صعبة في نظر الإنسان فأعطاها 50 مليون سنة لتتطور من الزواحف، والثدييات جاءت قبل الطيور بـ 50 مليون سنة. إذن كل الكائنات خرجت من ديناصورات، والديناصورات خرجت من أسماك، هذا الخيال وإلا فلا، أما الحوت فلأنه يلد قالوا انه عِجل قفز إلى البحر! فعلا نظرية سخيفة تحتقر ما تشاء وتعظّم ما تشاء، بينما هذه الرخويات مُعجزات في الخلق. لكن المخرج إنسان، فبالتالي يسوّق الأمور في سلّم يتناسب مع عقل الإنسان.

(الدقيقة : 18 الثانية : 14) يذكر الدكتور أنه سيتحدث عن تطور الطيور من الزواحف، والتي تطورت من ديناصورات، ويذكر انتقاد الخلقويين لمسألة تطور الطيور من الزواحف، وهي أنه بحسب نظرية التطور، فإن الانتخاب الطبيعي يستبقي التراكمات التي تحدث للكائن الحي عبر ملايين السنين، مع أن هذه التراكمات في وقتها غير مفيدة، فلماذا استبقاها؟ وكمثال على ذلك، فالزواحف في حال توجهها لأن تصبح طيورا، لا بد أن يكون لديها بدايات ظهور الريش، فماذا يمكن ان تفيد هذه البدايات؟ ويذكر الدكتور أن التطوريون يجيبون بأنه لا بأس، فقد يفيد هذا الشيء البدائي الذي يبدو كبدايات ريش في شيء ليس للطيران، انما هو شيء قد يهيء هذا الكائن للطيران يوما من الايام، ولو بعد عشرات ملايين السنين، مثل الإنزلاق الهوائي من الاماكن العالية التي تتمتع به بعض الحيوانات كالكولوجو وبعض السناجب الطائرة. ويذكر الدكتور أن أي خطوة في سبيل التطور لا بد ان تكون مفيدة بطريقة ما، فلا تجعل تفكيرك محصورا فقط بنموذج الطيران التام، ويقول التطوريون أن هذا ما حصل، بقيت هذه الأشياء و رُوكمت فوق بعضها البعض وبعد ذلك انتهت إلى ان نشاهد الطيور لأول مرة.

الرد : ما دام الريش شيء غير مفيد فلماذا يبقيه؟ هذه مخالفة للمنهج الذي قرروه بأنفسهم وهو أن الانتخاب الطبيعي يستبقي المفيد ويحذف غير المفيد. وإذا كان كما يقولون أن يُستبقى شيء ليس لغايته بل لغاية اخرى، اذن يجب ان لا يقال ان الانتخاب الطبيعي يحذف ما ليس له قائدة، لأن كل شيء يمكن أن يكون له فائدة إما هنا أو هناك، فزاحف له جلد سميك وحراشف أضافوا إليه الريش ويقولون انه مفيد له، كيف يكون مفيدا له وقد عاش من قبل بدونه؟ الزيادة أخت النقصان، والكائن الحي لا يطيق أن تعلق بجسمه شعرة، فما بالك بكل هذا الريش الذي لا فائدة منه على زاحف؟ هذه افتراءات واختلاقات لا نشاهدها في الطبيعة أبدا.

اذن لو يظهر الريش على حصان سيقولون انه مفيد! اذن ماذا يحذف الانتخاب الطبيعي؟ لا بد ان يكون للنظرية قانون دقيق ومحدد. بهكذا حال فالمتضرر هو قانون التطوريين الذي اقترحوه، وهو ان الانتخاب الطبيعي يحذف ما لا فائدة منه. وهكذا نرى تهافت النظرية من ناحية المنطق والقانون، بل وحتى الشروط. هل الانتخاب الطبيعي يحذف بصرامة كما يقولون ما لا فائدة منه؟ لعل أن يستفاد منها في شيء غير مخطط له؟ محاولة التخلص هذه من التطوريين وداروين محاولة غير مجدية وغير ذكية، لأنه تخلص من مأزق على حساب كسر القانون، هذا يشبه تفكير الطفل الذي يريد أن يستفيد من كل شيء حتى لو كان متناقضا، فالأعضاء الأثرية يريدون الاستفادة منها لاثبات التطور، ونسوا ان هذا على حساب قانونهم الذي لم يعد صارما في تخلص الانتخاب الطبيعي مما لا فائدة منه. فأنت لا تستطيع أن تجعل الشيء ونقيضه كلاهما يصبان في صالحك. هذه صفة لا يتمتع بها إلا التطوريون والاطفال في تفكيرهم، ومن يضطر للتزوير لا يُستغرب عليه مثل هذه المغالطات التي يرون أنها سطحية وبسيطة في مقابل الهدف الكبير وهو إثبات عدم وجود اله، هذا الهدف السامي لديهم. 

تخيل عشرات ملايين السنين ولم يحذف الانتخاب الطبيعي هذا الريش الزائد الذي لا فائدة منه، وإن قيل كما قال داروين أن هذا الريش يفيد على الأقل في التدفئة، اذن ما الذي يحذفه الانتخاب الطبيعي؟ فكل زيادة فيها فائدة، لو ظهر له عظم طويل يسحبه من وراءه لقيل انه قد يفيده في جذب الأشياء او الدفاع عن النفس، وإذا كانوا لا يريدون هذا الشيء يستطيعون ان يقولوا ان هذا الشيء يعيقه ويكشفه ويثقل وزنه إلخ ، ولو ظهرت له غدد سمية لقيل انها تفيده في القتال، ولو تضخم حجمه لقيل ان هذا يجعله أقوى، ولو تضاءل حجمه لقيل أن هذا سيجعله استر وأخفى! كل هذا بالمزاج، فزاحف يعرف حدود جسمه وأطرافه ثم يمتلئ بالريش، كيف يكون في هذا فائدة له وهو غير محتاج له في التدفئة أصلا؟ لا يوجد زاحف يوجد فيه ريش، فلماذا قَبِلَ هذا الزاحف الخيالي ولمدة عشرات الملايين من السنين أن يمشي بريش يتعثر به ويمزقه بمخالبه؟ فالمعروف ان الزاحف تعيش في الاماكن الضيقة بين الصخور، وإذا ابتل الريش بالماء فسيكون هذا الريش جاذبا للبرد وثقل الوزن، هذا غير أن هذا الريش يفضحه ويجذب إليه صائدات الطيور من الصقور الديناصورية، لأنه سيكون يشبه طائرا لا يستطيع ان يطير، وهذا سيغري الصيادات الجوية خصوصا بصيده وافتراسه، ويعتبرونها فرصة ذهبية، لأنها تراه كطير معاق لا يستطيع ان يطير بسبب هذا الريش، أما جلد الزاحف فهو يشبه التربة التي هو فيها، ويشبه بيئته، كأنه قطعة من صخر، وينزلق في الشقوق الضيقة. هكذا نرى تهافت النظرية حتى في الرسم الخيالي، فهي لم تفلح فيه. هذا غير ان الزواحف تعيش في شقوق ضيقة وتلتصق بالصخور وتسير عليها، فلا شك أن الريش سوف يعيقها، ويمنعها حتى من الاستدارة في الشقوق الضيقة، لأن الريش سيتكسر اذا رجعت إلى الوراء بسبب انعكاس الاتجاه.

لاحظ ان الحيوانات المنزلقة في الهواء ليست تنزلق على ريش بل على جلد، ليس التطوريون بأذكى منهم، لأنهم يعرفون أن الريش يعيق ولا يتناسب مع الزواحف ابدا، لا يتناسب إلا مع الطيور التي تعيش في الفضاء المفتوح، لاحظ الزواحف والحشرات كلها تتمتع بملاسة ونعومة السطح الخارجي لها وعدم وجود شيء قابل لان ينكسر وينعكس، كيف فات هذا على التطوريين المهتمين بالتقنية والصناعة والطبيعة؟ لاحظ الحشرات ليس لها ريش، لماذا؟ لأنها تعيش في أماكن ضيقة، وأجنحتها محصنة بدرع قشري أملس. لا بد من ملاسة الجلد لكل من يعيش في الشقوق والأماكن الضيقة.

المنطق ليس مع التطوريين يلعبون به كما يشاءون. هم قالوا ان الانتخاب الطبيعي يحذف بصرامة ما لا فائدة منه، إذن فليستمروا على كلامهم، هذا غير أنهم يتلاعبون على كلمة (لا فائدة منه) ، فما يريدونه من زيادات يقولون ان له فائدة، فعلى الاقل الريش يحمي الزاحف من البرد، وما لا يريدونه يقولون انه شيء أزاله الانتخاب الطبيعي لان ليس له فائدة، على طريقة المنطق الدائري، فلأن الشيء موجود استبقاه الانتخاب الطبيعي لأنه مفيد، وإذا لم يوجد فقد حذفه الرقيب الصارم لأنه غير مفيد! هذا منطق اعمى، فالموجود هو الصحيح وغير الموجود هو الخاطئ، أين العلمية والمنطق الذي يقوم عليه العلم؟ 

كل هذا اختلاق سيناريوهات تعوّدنا عليه، لكن اين هي المنطقية والشواهد والتجارب حتى نصف هذا الكلام بالعلمي؟ والمشكلة ان السيناريوهات غير دقيقة ولا تنم عن معرفة حقيقية بالطبيعة كما بيّنا سابقا.

التطوريون يضعون مشكلة من لا مشكلة، فيجعلون الحيوانات لديها مشاكل وتريد أن تتطور، تتطور لماذا؟ ما الذي يدفعها وهي تعيش وتأكل وتشرب ولها مميزاتها وغذاؤها؟ ما الذي يدفعها؟ الفكر التطوري كله خاطئ لأنه يضع مشاكل لا وجود لها. النظرية مبنية على فرضية خاطئة وهي وجود مشكلة غير موجودة، الزواحف تعيش كزواحف و لديها حياتها وأكلها وبيئتها ووسائل تدفئتها، فلماذا تتطور؟ تبحث عن وضع أفضل وهي أصلا تعيش الوضع الأفضل؟ وعلى ذلك قس كل التطور. الإنسان أعلى سلم التطور، ماذا يعني الإنسان؟ هو في الحقيقة أضعف المخلوقات، هذا نتيجة كل التطور. إن أي نظرية تكون مبنية على مشكلة و تقديم حل، إلا نظرية التطور فهي مبنية على لا مشكلة. في المصانع يحتاجون للتطور، لذلك من الخطأ قياس الطبيعة على المصانع، لأن كل نوع يقوم بدوره في التوازن الطبيعي ولا يصلح أن يخرج من طوره إلى طور آخر، لأن الوظيفة ستَشغُر، وإذا شغرت الوظيفة تدمر التوازن وتدمرت البيئة، ولو كان التطور حقيقة لوجد شاهد، وهو أن الكل تطوّروا إلى مستوى متقارب بناء على الغاية وهي حل المشاكل، وهذا غير موجود، فكل نوع متميز عن الآخر، وهذا الطيران الذي ترونه أعجوبة نراه عند البعوض والنمل والحشرات، بل إن النمل يعيش أغلب حياته على الأرض ولا يطير إلا في فترة التزاوج. لو كان الطيران أفضل لاستمر عليه، لكن بالنسبة للرأسمالي فالطيران هو الأفضل لأنه يريد أن يصل من بيونج يانج إلى باريس بسرعة لينجز صفقة عاجلة.

بشرنة الطبيعة هي مشكلة التطوريين. إسقاط واقع الفكر البشري على الطبيعة هو القاتل بالنسبة لفكرة التطوريين. الطيور طيور وستبقى طيورا، والزواحف زواحف، أما الفبركة والتشكيلات فهذا باب ليس له حد. إن تصميم الطيور يختلف عن تصميم جسم الزواحف، وعظامها خفيفة وحواسها لها مميزات، وتتحمل برودة الجو ولها بصر حاد إلخ .

لم يخبرنا الدكتور متى طارت الحشرات، وهل احتاجت لخمسين مليون سنة أيضا؟ بل إن الريش الذي تحدث عنه موجود في مخلوق بحري لم يخرج من الماء أبدا كما في هذا الفيديو الذي صوره أحد الغطاسين:


وهنا نطرح سؤالا : إذا كانت بدايات الريش كما يبرر التطوريون لوظائف غير الطيران، فيا ترى ما فائدة هذا الريش الكامل لهذا المخلوق البحري حسب منطقهم؟ وكيف يقولون أن الريش ظهر مع الزواحف بينما هذا المخلوق في الفيديو اعلاه كائن بحري لم يخرج إلى اليابسة ويتمتع بالريش؟  

هذا خلق خالقٍ يخلق ما يشاء لكي يثبت للتطوريين خطأ فكرة التطور، لو كانت الطيور فقط هي التي تطير لقلنا أنه شيء عظيم، لكن حشرات صغيرة تطير أيضا، بل لا تستعمله إلا قليلا .. لماذا لم تستمر هذه المَلَكَة؟ لماذا الانتخاب الطبيعي لم ينتصر للحشرات ويجعلها طيورا؟ لا بد أنه كان مجنونا في تلك اللحظة، لأنه - حسب مقياسه - الطيران أفضل من عدم الطيران.

التطوريون يبنون فقراتهم التطورية بناء على مميزات، كالحالة البرمائية أو حالة الطيران أو المشي على أربع أو الوقوف على قدمين، أو التبييض والولادة، أو الجناح الريشي والجناح اللحمي، وهذه سذاجة، لأن الطبيعة تخترق كل هذه الحدود، فخِلْد الماء يجمع عدداً من هذه الحدود التطورية، والحيتان والدلافين تلد وهي كائنات بحرية، مما اضطر التطوريين عند هذا الحد أن يفترضوا ان الحوت لم يكن حوتا، بل كان عجلا سقط في الماء وعاش وأصبح حوتا، لأنه أفشلَ فرضيتهم أن كل من في البحر يبيض، وأن الولادة حالة تطورية خاصة بالثدييات المتطورة، لهذا فالحوت يعتبر من الزوار الجدد للبحر، وليس كائنا قديما قدم المحيطات، ولا ندري كيف كانت الكائنات البحرية متوازنة قبل أن يشرف السيد حوت بن عجل. هم يخرّفون على الزمن الماضي لأنه لا يوجد زمن ماضي حتى يدافع عن نفسه، على مبدأ "إكذب وانسب إلى ميت". كذلك طيران الطيور، فحشرات صغيرة جدا تطير وتكسر هذا الحاجز، وهكذا. لا حواجز في الطبيعة، هذا مخلوق بحري له ريش يشبه ريش الطيور تماما. بعد هذا ألا يمكن أن تموت هذه النظرية المحنطة وتموت فواصلها الوهمية؟ تقدم العلم ليس في صالحها أبدا، فالعلم هو الذي يفضحها كل يوم ويضطرها إلى تغيير الفبركة كأمثلة هذه الشواهد وغيرها، بل لقد أثبت العلم فائدة الزائدة الدودية والأعضاء التي يسمونها أثرية وبقايا تطور.

ترى لو لم تُكتشف مثل هذه الاكتشافات وعظمة الخلية وإعجازها، لكان موقف التطور أقوى، إذن عدو الخطأ هو العلم دائما، وإذا كان العلم يَزيده فهذا يدل على أنه صواب، وإذا كان ينقصه فهو خطا، والحقيقة أن اكتشافات العلم الحقيقية تسير ضد التطور، إلا ما يسمونه بالأحافير، فكيف يسير العلم الحقيقي ضد التطور بينما الأحافير مع التطور وتدعمه؟ حتى احافير العصر الكامبري ضده، ومن هنا يجب الشك في حقيقة الأحافير وليس في العلم. لو كانت الأحافير تُكتَشف والعلم يثبتها أكثر لكانا في خطين متوازيين، أما أن يكون خط العلم ضد النظرية وخط الأحافير يدعم النظرية، فهنا يجب أن يقف العاقل ليشكّ في الفبركة والإخراج، والشك واردٌ جدا، لو كانت الأحافير مكتشفة قبل النظرية لكان ذلك أدعى لتصديقها، لكن أن تُطرح النظرية ثم يبدأ اكتشاف الأحافير شيئا فشيئا تماما كما وَجَّهَ واقترح وافترض التطوريون، فيحق للعاقل هنا أن يشك في انها عملية هوليوودية كبيرة. بل إن التزوير قد ثبت وقد أُدينوا واعترفوا بالتزوير عدة مرات، إذن العلم الحقيقي - عدا الأحافير - ليس في صالح التطور كنظرية. أما الأحافير فهي تزداد يوما بعد يوم عددا وتفصيلا، وأدام الله مصانع الصين للأحافير وغيرها. ما معنى أن تكتشف عظام الديناصورات أثناء طرح النظرية مع أنها عظام كبيرة ويمكن لأي إنسان أن يكتشفها؟ خصوصا وأن أعمال الحفر لا تتوقف على وجه الارض ومنذ القدم؟ هنا يحق للعاقل أن يشك، أم أن عليه أن يطئطئ رأسه ويصدق الواقع المصنوع؟

فرق بين أن تكون الأدلة للنظرية سابقة عليها وبين أن تكون الأدلة لاحقة لظهور النظرية، خصوصا إذا كانت مُكتشفات كالأحافير. الأدلة عبارة عن مُصنّعات من عظام أو صخور منحوت عليها، بإمكان الفنان العالِم ان يصنع منها الكثير، وقس عمر الصخور لا مشكلة لديك، فكل الصخور والمعادن قديمة أصلا.

(الدقيقة : 19 الثانية : 45) يذكر الدكتور أن السجل الاحفوري يقدم معيارا للتصديق ومعيارا للتكذيب، فهل يمكن أن نجد احفورة لطائر بدائي، كالأركيوبتركس مثلا، تكون موجودة تحت أول زاحف؟ هذا مستحيل. دائما تجد الأحفورات والمتحجرات المنتمية للزواحف في الطبقات الأدنى، وبعد ذلك تجد أحفورات للثدييات، وبعد ذلك تجد احفورات للطيور. وهذا من اقوى الادلة على كل حال. لذلك يجب ان تخف الضجة والضوضاء التي تدور حول الحلقات المفقودة. وإلا فلماذا تأتي هذه الاحافير متوافقة تماما مع نظرية التطور؟ 

الرد : هذا ليس دليلا، لأن التطوريون أصلا هم الباحثون عن الاحافير والمحتاجون لها، و هم من يدفع الأثمان الباهظة لها، مما أحوج لوجود مصانع متخصصة للأحافير تطلب الربح السهل بشهادة تطوريين أنفسهم. البحث عن الأحافير وشرائها وتجميعها يحتاج لأموال طائلة، من سينفق على هذه الأبحاث؟ لكن الإلحاد له فائدة من إثبات النظرية. أما أتباع الأديان فهم مختلفون أصلا في دياناتهم ولا يعيرون الأمر أهمية، بل كثيرون منهم يقبلون بنظرية التطور، ويستطيعون أن يوفقوا بين الإيمان والتطور كما يفعل الدكتور، ولو باللصيق و لوي أعناق النصوص، فما الذي يدفع المتدين التطوري أن يدفع أموالا ويصنع متاحف وسجلات؟ لديه قضايا أخرى تشغله أكثر من هذا الموضوع الذي يستطيع أن يؤمن به ولا يتأثر إيمانه الديني كما يعتقد، فما دام انه آمن بالتطور فليفعل التطوري الإلحادي ما يريد، لأنه هو من بذل المجهود، لا توجد دافعية عند التطوري المؤمن، وخصوم التطوريين مفككين ومن ديانات مختلفة وليس كلهم ضد التطور، فما بالك بمن يكون ضده جذريا كحالتي؟ بالتالي لا توجد لهم منظمات تمول أبحاثهم، وبالتالي لم يساهموا في بناء السجل الأحفوري الذي نصيب الاسد فيه لعلماء الإلحاد والتطور ويدعمهم الكثير من الرأسماليين بشهاداتهم، إذن هو ليس سجلا محايدا ولا يُعتد به، هذا غير أن الاحافير بحد ذاتها ليست دليلا قطعيا من ناحية علمية. وأرجو ألا يعوّل الدكتور كثيرا على هذا الموضوع المليء بالشبهات والتزوير والاعترافات بصناعة الأحافير، فهو موضوع مشبوه بلا شك.

الرأسمالية الكبرى يعنيها دعم الإلحاد اكثر، لأن التاجر الكبير لا يريد أي شيء يقف في طريقه. والدين والأخلاق من أقوى الموانع نحو التوسع المالي وتعدد المهن والمغريات والمؤثرات، فالجنس والخمور والمخدرات هذه من أوسع أبواب الثراء، والدين يعيقها. هذا على سبيل المثال وليس الحصر. فمن مصلحة الرأسمالية الكبرى نشر الإلحاد لأن الإلحاد من ناحية اجتماعية يفكك الروابط ويصبح كل فرد مستهلك لوحده ويسهل خداعه وابتزازه، هناك كثيرا من الأديان تحرّم الربا الذي هو الوسيلة الأم للرأسمالية. كلما تحرّر المجتمع أكثر كلما زاد الرأسمالي ثراء، وكلما زاد هذا المجتمع المفكك استهلاكا وتنوّع استهلاكه، وأصبحت الكماليات ضروريات، لأن الدين دائما يدعو للترشّد والاقتصاد وترك الإسراف والبطر، بل هناك أديان تدعوا للزهد بالدنيا وزينتها، وهذا ما لا تريده الرأسمالية الكبرى.

إن المحتاج للنظرية بشدة هو الالحاد بالدرجة الاولى، لأن ليس لديه ما يسنده، و تليه الرأسمالية، أما الاديان فلها من يسندها، والناس تميل للدين أصلا. و في داخل كل ملحد مؤمن مختفي، ولكن ليس في كل مؤمن ملحد مختفي، والظروف والأزمات هي التي تبيّن، (إذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين وإذا نجاهم إلى البر إذا هم يشركون).

طبيعي أن يرتب التطوريون سجلهم الأحفوري كما فعلوا هم، ويستطيعون أن يحذفوا ما يتعارض مع وجهة نظرهم أو يسكتوا عنه، ألم يزور عدة علماء منهم؟ التكتم أهون من التزوير وأستر.

كل الأحافير وما يتعلق بها ليس من أقوى الأدلة، فالأحافير قالت للتطوريين أن الكولاكنث انقرضت منذ 70 مليون سنة، وجاء بها صياد اندونيسي ليثبت خرافتهم وخرافة الانقراض أيضا وخرافة سجلهم الأحفوري، فاحتاجوا لتعديل هذا السجل، وهكذا الوضع : التطوريون يفبركون تبعا لتقدم العلم، ونتائج تقدمه ليست في صالحهم، وتقدم العلم وحده كافٍ للقضاء عليها. فكيف تكون الأحافير أقوى؟ هذا غير أن الأحافير قابلة للتزوير ولا يمكن اكتشافه إذا قام به علماء مختصون، بل هو من أضعف الأدلة.

(الدقيقة : 42 الثانية : 15) يتحدث الدكتور عن أحفورة الأركيوبتركس، وأنه تم تأريخها قبل 145 مليون سنة، ويذكر الدكتور أن معرفة مثل هذه الارقام ليست اعتباطا وإنما من خلال وسائل قياس دقيقة جدا تتطور وتزداد دقة مع تطور العلم. وتحدث مطولا في حديث لا علاقة له بالنظرية والأحفورة المراد الحديث عنها، ثم بعد أن عاد للموضوع، قال بأن هذه الأحفورة تحوي ذيلا عظميا ولها منقار، وكون أن لها منقارا فهذا يلحقها بالطيور، لكن هذا المنقار له اسنان، وهذه الأسنان ستلحقها مرة أخرى بالزواحف. ولكن لها جناحان، والريش في الجناحين غير متماثل الاطراف، وهذا يؤهلها للطيران، لكن هل طارت؟ حتى الآن التطوريون لا يجزمون بذلك، لكنهم يرجحون أنها كانت تطير، بسبب الريش العريض غير المتماثل، طبعا طيرانا بدائيا عبيطا. وتوجد في آخر الجناحين مخالب، طبعا لا يوجد طير له مخالب، وهذا يلحقها مرة أخرى بالزواحف. وهذا يعني أنها زاحف أكثر منها طيرا، وهذا يعني أن هذه الاحفورة ديناصورية.

تم اكتشاف هذه الاحفورة عام 1860م وتوقف كل شيء، فلم يجد العلماء أي أحافير اخرى تثبت هذا التحول من الزواحف إلى الطيور إلا هذه الاحفورة، حتى عام 1970م ، وبعدها سال السيل، فبعد 100 سنة من اكتشاف الاركيوبتركس سال سيل المكتشفات، اذ بدأت تنشر الصحف والتلفزيون والمجلات العلمية والاخبار عن اكتشاف حلقات وسيطة كثيرة جدا، خاصة في الصين، اذ توجد في الصين رواسب بُحيرية، فيها مجموعة من الأحفورات للديناصورات الرشيقة، وجدوا على بعضها ريشا غطى الجسم كله، بدل الجلد المحرشف، والانتخاب الطبيعي استبقى هذا التطور.

الرد : طبعا بعد نجاح الأركيوبتركس ومرورها بسلام جاء سيل الاكتشافات، وكأنه قبل هذا لا توجد عمليات حفر ولا علماء ينقبون، ولاحظ سيل الاكتشافات في الصين ومصانع اعداد الاحافير في الصين، هنا نفهم تأثير الإعلام والمال الذي يبذله التطوريون والاهتمام في شراء هذه الأحافير والتي وصلت اليوم إلى حد مقرف بكثرتها، بل حتى توجد مصانع لصنع الأحافير، واعترف بهذا علماء تطوريون، لماذا يُسمح للعلم أن يُمتهن بهذا الشكل؟ الدافع واضح ومعروف، وهو فصل العالم عن أديانهم من خلال تكذيب كل كتاب مقدس يتكلم عن الخلق، وهذا شيء يستحق أن يُبذل لأجله.

المهم : علميا كل الأحافير ليست بأدلة، أحفورة الاركيوبتركس من يضمن أنها غير مزورة؟ يقول الدكتور وسائل قياس! كيف تقاس خطوط على صخرة قديمة؟ كيف نعرف أن هذا النقش على صخرة ما قديم أو حديث؟ أو أنه طبيعي أم انه صنع بآلة حفر؟ نقيس عمر الصخرة نعم قديم، لكن لا شيء يقيس آلة الحفر متى مرت على هذا الجسم الحجري، أو زادت فيه وعدّلته. إذن أي صخرة فيها شقوق أو نتوءات أخرجوا لنا عمر هذه النتوءات أو التجاويف! هل يستطيع العلم فعل ذلك بدون تخمينات؟ طبعا لا يستطيع، إذن أية احافير ليست دليلا علميا قطعيا، خصوصا مع حمى الأحافير المرتبطة ماديا بالكسب، وهذه أهم نقطة، إذ يوجد ناس خبراء وفنانون من الصعب اكتشاف تزويرهم، بل حتى علماء يزوّرون. وقد رأينا أحافير اكتُشف تزويرها بصعوبة، وبعضها استغرق اكتشافها 40 سنة كإنسان بلتداون، ومثل تزوير حجر سليمان في القدس، والذي ظل العلماء يتشككون فيه حتى استطاعت الشرطة اقتحام شقة المزوّر وكانت لديه مشاريع لمزوّرات أخرى غيره، فكيف للعاقل أن يثق بأن أحافير التطوريين غير مزورة؟ هذا هو السؤال، خصوصا وأن المزوّرين علماء كما حصل في جمجمة البلتداون وتزوير الدكتور هيكل للأجنة وهو عالم، وعادة لا يقوم بالتزويرات الدقيقة إلا علماء تطوريون ملاحدة بدافع ديني، إذن القضية فيها إيمان وأيديولوجيا وصراع اجتماعي وأحافير تُعرض وحمى أحافير كمصدر للثروة، فأين يقف العاقل هنا؟

كلمة علم تعني قطعي الثبوت، ولا تعني ما يتطرق إليه الشك، لهذا على التطوريين أن يستبعدوا كل أدلة التطور من الأحافير لأنها غير علمية ويتطرق إليها الشك بكل أنواعه، وليس لدينا استعداد أن نبتلع أحفورة يُكتشف بعد 40 سنة أنها مزورة، تماما كما زوّروا رحلتهم إلى القمر وفي الأخير اعترف المخرج نفسه أن الفيلم تم تصويره في استوديو.

أية أمور علمية لها دوافع اجتماعية ومصالح مرتبطة بها يجب الشك فيها حتى تثبت بالتجربة، وهذا احترامٌ للعقل وللعلم الذي باعه التطوريون بسهولة، فهم باعوا العلم حقيقة، لأنهم جعلوه عرضة لمن هب و دب، فهذا يُكتشف تزويره وهذا لا يُكتشف، ويُبنى العلم على أساسه. العلم تعرض لإنحراف في مساره على أيدي التطوريين.

ثم هذا المخلوق العجيب الأركيوبتركس هو قمة التطور، لأنه يطير وله أسنان ومخالب ويجمع ميزات الزواحف والطيور، السؤال : لماذا لم يبقه الإنتخاب الطبيعي؟ أليس يبقي الأفضل؟ هو أفضل من الزواحف بلا شك، فكيف يسمح الانتخاب الطبيعي بانقراضه؟ بموجب مفهومهم عن الأفضل؟ أليس الانتخاب الطبيعي يبقي الأصلح ويُنهي ما سواه؟ المفترض أن يبقي على الاركيوبتركسات ويقضي على الزواحف المتخلفة، لأن هذا اقدر على كسب رزقه، وتبعا لهذا المبدأ الفاحش الخطأ سيبقى نوع واحد لأنه سيكون افضل الجميع، واذا بقي نوع واحد اندثرت الحياة لاندثار التوازن، وهكذا الانتخاب الطبيعي بموجب هذا التعريف سيكون مسؤولا عن انقراض الحياة لا عن تطويرها ونشأتها. لأنه مع الأفضل فقط والباقي يمسحه، هنا مكمن الخطأ الفاحش. هذا هو الانتخاب الطبيعي الذي وضعوه بدلا من الخالق.

إذن هذا المكتشف هو ضد فكرة الانتخاب الطبيعي، لكنهم لا يهتمون لكل النقد أساسا ويتركون الإنتقادات بدون رد، لأنهم أصحاب أيديولوجية وليسوا باحثين عن العلم حقيقة. كم من التطوريين الذين قرأوا ردودي ولم يردوا، حتى الدكتور إن كان قد اطّلع على ردودي، هم يهمهم فقط أتباعهم ولا يهتموا بمعارضيهم، فهم في حلبة اجتماعية وليس علمية، والحلبة الاجتماعية هي لصاحب الصوت الأطول.  

(الدقيقة : 45 الثانية : 12) يعرض الدكتور صورا لطائر افتراضي مصمم بناء على أحافير، يدعى (مايكرو رابتر قاي)، وهذا الطائر كما في الصور المعروضة في الحلقة له أربعة أجنحة عند كل طرف من أطرافه. ويذكّر الدكتور أنه في النظرية التطورية التركيبية الحديثة في أحد بنودها ما ينص على أن التطور ليس بالضرورة ان يكون من الأبسط إلى الأعقد، بل قد توجد هناك ارتدادات او تدهورات للتطور، فتصبح من الاعقد إلى الأبسط، أي أن احفاد هذه الاحفورة اصبح لها جناحين بدل الاربعة التي كان يتمتع بها سلفها القديم. ويذكر الدكتور ان هذه الاحفورة لم تكن تطير، لكن ربما كان يستخدم ريشه في الإنزلاق الهوائي.

الرد : أين الانتخاب الطبيعي؟ اليس يبقي على الافضل؟ وعادة الأكثر تعقيدا هو الاكثر تخصصا وتفاصيلا. فكيف يكون هذا التطور التدهوري بموجب تعريفهم للانتخاب الطبيعي؟ لاحظ كلمة تدهوري، تعني انه تحول من الأفضل إلى الأردأ، هذه صورة من آلاف صور التناقض في هذه النظرية، والتي تبقى عادة بلا رد.

جسم هذا الكائن غير مهيأ للقفز أو الطيران، هذه تصاميم مركبة ومضحكة، الطبيعة أذكى من هذا المستوى الإخراجي.

نظرية التطور بخطها العام تبدأ من البسيط إلى المعقد، لكن أحيانا يرتد التطور، اليس كذلك؟ فيكون من المعقد إلى البسيط! طبعا هذا له غاية، ما هي هذه الغاية؟ أن تطير كل الكائنات الحية؟ أم أن تصبح كلها بشرا؟ ما الذي ينقصها حتى تتطور؟ هذا ضرب خيالات ليس إلا، كل حيوان له دوره في الطبيعة والمرتبط بغرائزه الذي لا يريد هو أصلا أن يتغير عنه، ولا ينقصه شيء، مثلا إن كان يمشي على أربع، فلا حاجة له بأن يطير. هذه من خيالات التطوريين. هل القرد يغار من النسر لأنه يطير؟

هذا تسخيف للطبيعة المعقدة جدا بكل صورها ونماذجها، والعلم يكشف ولا زال يكشف شدة الارتباط بالوظيفة وشدة التعقيد. بدأت نظرية التطور عندما كانوا ينظرون للخلية المفردة على أنها شيء تافه وبسيط، لكن العلم الحديث أثبت العكس، فلم لا تموت هذه النظرية القائلة بأن الحياة تنتقل من البسيط الى المركب والمعقد؟ هذه البديهية ضربها العلم حتى تكسرت، لكن النظرية لم تنكسر! مع أن المفترض أنها تنكسر! هناك رؤوس أموال تنتشلها حتى لا تموت، ليس حبا فيها بل في نتائجها الاجتماعية والاقتصادية والإدارية، صدّق أو لا تصدق.

نظرية مبنية على البقاء للأقوى، ولا تستطيع أن تحدد من هو الأقوى، هل هو الفأر أم الفيل، والعلم يثبت كل يوم أن الجميع أقوياء، حتى البكتريا. العلم اسقط هذا الافتراض البشري التجاري. نظرية التطور لم تسقط، لماذا؟ بسبب الدعم لأهداف غير علمية. إن أصول النظرية ساقطة، فلماذا لا تسقط ما دام أن جوهرها قد ضُرِب؟ لم يبق ما تتعلق به إلا افتراضات على مدى ملايين السنين، وما تحصل منه على أحافير مزورة، ولا دليل علمي يوجد.

لم تبلّغ المستشفيات عن وجود طفرة جديدة، من واقع ستة مليارات من البشر لم يحصل أي جديد، إذن هي مجرّبة، والتجربة تسقطها أيضا، ويكثّرون من ملايين السنين لئلا يُحرجوا بمثل هذا السؤال حتى يقولوا و هم يبتسمون : "وقت التجربة قليل، تحتاج الى ملايين السنين". هذا ليس علما، العلم هو ما يتبع المنطق ولا يخالفه ويقدّم تجاربه وإثباتاته الملموسة، وهذا ليس عندهم طبعا. لكن يُراد لها أن تتكرس أكثر بدلا من أن تُحفظ في متحف النظريات الخاطئة، لو أن العلم يُحترم.

ما فائدة وجود المخالب في أجنحة الأركيوبتركس ؟ لا نجد في الطبيعة مثل هذه التركيبات التي تشبه الكارتون، كل حيوان أعضاؤه مفيدة له، لكن مخالب الأركيوبتركس بماذا تفيده؟ أو أنياب الماموث التي كأنها صدّام سيارة أمامه لا يستطيع أن يأكل بسببها؟ أو أنياب السايبرتوث؟ إنها أعضاء من الواضح أنها مرسومة، لأن الطبيعة تكذّب هذا، وعمر التطور لم ينتهِ حسب هذا، أين هو الحيوان الذي يحمل أعضاء لا فائدة منها أو تعيق حركته؟ لا يوجد، إذن هي نظرية خرافية. لا يوجد مثال للتطور في الواقع أو الطبيعة، بل لا يوجد خلل أو زوائد في أي كائن حي، خلقة الله متقنة وبلا تفاوت. وصدق هارون يحيى عندما سمى كتابه المشهور (خديعة التطور).

هذا التشابه العجيب بين الأحياء يدل على وحدة الخالق، والتشابه الطبائعي بينها يدل على أنه ليس هناك تطور، فالنملة تغضب إذا حرفتها عن مسارها تماما كما الفيل يغضب وكما الإنسان يغضب، المفترض تطوريا أن الحشرة أقل وعيا ومشاعرا من الفيل، وبالتالي لا تغضب أو يكون غضبها أقل. كذلك النملة تهاجم كما يهاجم الفيل، و كل الأحياء تشعر بالخوف من المخاطر، كبيرها وصغيرها. هذه الوحدة المعنوية لم يلتفت لها التطوريون. كيف يكون التطور بالشكل بينما تتشابه الاحياء معنويا في الفرح والخوف والغرائز؟ أين خط التطور هنا؟ أم أنهم نسوا هذا الخط؟ المفترض أن من يتطور يتطور في كل النواحي.

إن هذا الأمر يدل على أنها كلها مخلوقة من خالق واحد وليست بصدف عشوائية، وأن كلٌّ منها مسخّر ليقوم بدور محدد في الطبيعة، ودورها يخدم المجموع الطبيعي كله، بحيث تحافظ الطبيعة على نفسها بنفسها من خلال أفرادها، فكثرة توالد الغزلان هي من أجل أن يبقى الأسد ولا ينقرض، لو قضي على الأسد فستختل الطبيعة، وهذه قضية أخرى لم يحسبوا لها حسابا وهي اختلال التوازن البيئي.

اذن الطبيعة ترفض التطور مثلما الواقع يرفضه والمنطق يرفضه، لا يثبت التطور إلا أحافير مزورة، لا العقل ولا العلم ولا الواقع يثبتها، فهي كلها ضد التطور. ماذا معهم؟ معهم فقط أحافير مفبركة وإعلام قوي وملايين سنين، وإذا ناقشهم احد قالوا : "قدّم نظرية بديلة أو اسكت!" ليس شرطا أن يقدم المعترض نظرية بديلة على إفتراءٍ كلُّ شيءٍ ضدّه. إذا المحامي برّأ المتهم من السرقة، لا يحق مطالبة المحامي بأن يقدّم من هو السارق الحقيقي.

(الدقيقة : 46 الثانية : 7) يذكر الدكتور عن أحفورة لديناصور وجدت في بحيرة في الصين، كان الديناصور فيها نائما واضعا رأسه تحت ذراعه. كانت ذراعه أشبه بالجناح المطوي، ولكنها ليست جناحا بل ذراعا، ينام تماما كما تنام الطيور، فهي تضع رأسها تحت جناحها إذا ارادت ان تنام، هيئة النوم هذه غير متوفرة في ديناصور عادي، لذا يبدو أن هذا الديناصور هلك وتحجر وهو نائم. هذه كلها خطوات للديناصورات في طريقها بأن تصبح طيورا يوما من الايام.

الرد : هل هذه أدلة تقدَّم؟ أن يُنتقى افتراض واحد من بين مئات الافتراضات؟ قد يكون سقطت عليه أحجار و وضع رأسه تحت يده ليحمي رأسه منها! كيف عرفوا أنه نائم قبل ملايين السنين؟ أم أن الأجهزة العلمية أثبتت ذلك؟

(حتى نهاية الحلقة) يذكر الدكتور انه عثر كذلك على أحفورة تنين انثى، وهي تقبع على عشها المتكون من 22 بيضة, ويذكر الدكتور أن بيوض الديناصورات منتشرة في العالم، اذ وجدوا عددا هائلا من بيوضها في الشيشان قبل فترة. لكن هذه الأحفورة تمارس سلوكا في الرعاية يشبه سلوك الطيور، اذ انها ترقد على بيوضها تماما كما يفعل الطير، بينما الديناصور لم يكن يفعل هكذا. وهذه خطوة جديدة لكي تتحول الديناصورات إلى طيور.

الرد : الديناصورات خرافة ، لم تكن هناك ديناصورات ولم تعرفها البشرية إلا بعد ظهور الإلحاد في القرن التاسع عشر, لم يذكر القدماء أي عظام ديناصورية رغم تحفيرهم للأرض للزراعة والتعدين من آلاف ومئات السنين, مما يعني أنها مصنوعة.

والديناصورات التي يتحدثون عنها غير منطقية في كل شيء ولا حتى في وقفتها وتناسق جسمها, فتلك الرؤوس الضخمة ستجعلها تكب على وجهها! وأوزانها الضخمة على قدمين لن تجعلها تستطيع شرب الماء، لأنها ستغوص في الطين وينقلب ذلك الرأس الضخم إلى الماء. لا يستطيع هذا النموذج رفع نفسه! إنه تصميم غير ناجح ..

وموضوع تباين أحجامها بين ما يعادل بناية من عشر طوابق و بين ما يمشي على رأس الإصبع ينقلنا إلى عالم رسومات الأطفال المتحركة. لا يوجد نوع حي بمثل هذا الاختلاف بين فصائله, فلا يوجد دب مثلا يمشي على رأس الإصبع و دب آخر يزن خمسمئة كيلوجرام!

ثم لماذا انقرضت هذه الأمة المسكينة بكاملها وقد كانت تعمر الأرض وحدها فقط ولم يبق منها احد؟ ما ذنبها؟ رغم اختلافها في الأحجام مما يسمح لبعضها على الأقل بالتكيف؟ كيف قبلتها البيئة ثم رفضتها بشكل كامل؟ والبيئة هي البيئة، والأكل موجود والهواء موجود والماء موجود.

من يصدق أن حيوانا بحجم بناية من عشر طوابق عاش في هذه البيئة التي نراها؟ إذا كان هذا صحيحا فإذن علينا أن نصدق أن حيوانا ساقه أطول من ناطحة السحاب عاش في نفس البيئة أيضا, ما الذي يمنعنا عن التصديق بأن حيوانا يزن مليون طن أو أكثر عاش في نفس البيئة؟ عندما نخرج من العقل فالفضاء واسع جدا للخيال وبأرقام فلكية. 

لاحظ أن مُخرِج خرافة الديناصورات اضطر لأن يجعلها وحدها تعيش على الأرض في تلك الفترة لكي يثبت أن التطور حقيقة, وأنها تمثل فترة من فترات التطور وهي فترة الزواحف العظام كما افترض داروين, والتي نشأت منها الثدييات وغيرها, لكن المخرج نسي موضوع توازن البيئة، لأن النوع الواحد لا يستطيع ان يعيش لوحده على الأرض. أي بيئة هذه التي طورت الديناصور ليكون بحجم البناية؟ وما هي المبررات لذلك؟ ثم لماذا ترفضه البيئة وتقول إن حجمه كبير وغير مناسب؟ البيئة كبّرته والبيئة صغرته كذلك حتى وصل لحجم الدجاجة! الانتخاب الطبيعي أصبح يبني ثم ينقض! ما هذ الرب البديل؟ إن البيئة تُجري تجارب على الديناصورات بناء على هذا الكلام! هذه أساطير المتأخرين وقد استفادت من أساطير الأولين. فمن أرض لا يسكنها إلا البكتيريا إلى أرض لا يسكنها إلا الديناصورات! وكأن الأرض شقة مفروشة كل يوم تسكنها عائلة مختلفة! 

وبعد أن أعلن الانجليز عن اكتشاف عظام الديناصور جاءت حمى اكتشافات الديناصورات، فصار يُكتشف في كل مكان، وصار يصور في وضعيات مختلفة تشبه وضعيات تصوير المشاهير، فمرة راجنا على بيضه، ومرة ينام على يده حتى يحاكي الطيور، رغم أن البشرية بكل تاريخها لم تتكلم يوما من الأيام عن عظام تشبه عظام الديناصورات.

النقطة الثانية هي خرافة الانقراض، الحقيقة أن الحياة تعاني من الاكتظاظ وليس من الانقراض، إلا بسبب الإنسان وصيده الجائر وهذا موضوع آخر، ما الذي يجعل نوعا كاملا من الحيوان ينقرض؟ هذا شيء لا يدخل العقل مهما وضعوا من الفذلكات والافتراضات، لكن الانقراض هو العكاز التي تحمل قدم التطور، إنه ركيزة أساسية عندهم، ويبالغون ويهوّلون في أن 90% من الأحياء انقرضت ولم يبق إلا 10% دون أن يذكروا ما هي مبررات الانقراض. إنهم لا يكلفون أنفسهم بتقديم مبرّرات مفبركة عن سبب انقراض هذا الكم الهائل والذي لم يبق منه الا 10%، وإن كانوا يقدّمون تبريرا سخيفا لانقراض الديناصور.

عقل الحيوان ليس مربوطا بمكتسباته كما تصور نظرية التطور, فالشاة مثلا لو تغطي رأسها تجدها لا تتحرك وتظل في مكانها وتستطيع أن تحلبها بسهولة أكبر, و السبب أنها تخاف من أن تتجه لخطر غير معروف أكبر مما هي فيه, هذه عملية منطقية أكبر من مستوى عقلها الذي لم يستطع أن يعلمها أن كل ما عليها لنزع الكيس هو أن تنزل رأسها فتطأه أو يسقط من حاله! فالحيوان إذا غطيت عينيه يتوقف عن الحركة, تماما مثلما يفعل الإنسان, إذن ما أبقى الإنسان هو نفسه ما أبقى الحيوان: الشعور وليس العقل, والمعرفة في هذا المثال غير مكتسبة. الماديون يتصورون أن كل شيء بالعقل الذي هو مكتسب مما حوله, فكل أحاسيس الكائن الحي وفهمه ناتج من احتكاكه فيما حوله, لكن هذا الفهم سقيم, لو طبق بحيث أن كل الكائنات الحية وُلدت ورقة بيضاء فلن تبق حياة, إذن هناك برمجة فطرية نسميها الشعور, وهو الحامي للحياة، مثلما الجينات مبرمجة كذلك الشعور مبرمج. وليس وليد تجارب موروثة من أجيال سابقة لأنه مشترك ومتساوي بين المخلوقات, والتجارب والظروف مختلفة. والشعور فيه جوانب مشتركة بين الكل تتعلق بالحماية والخوف، وفيه جوانب خاصة لذلك الحيوان هي ما تسمى بغريزة الحيوان المتعلقة بوظيفته، فهناك غرائز عامة وغرائز خاصة لكل نوع. فالقطط الصغيرة تمارس التخميش واللعب بينها، بينما فراخ البط تفقس وتذهب إلى الماء رأسا، هذه غرائز خاصة، لكن الغرائز العامة مثل الخوف من الخطر، لا تجد حيوانا يشعر بالخوف أكثر من غيره، الكل يشعر مثل الانسان، الكل اذا غطيت عيونه يتوقف، فمن علمهم ذلك؟

الغريزة مشتركة بين الحيوان و هم يقولون هذا, ولكن كيف تكون الغريزة مشتركة بينما الموروثات مختلفة بين الكائنات الحية حسب ما ورثتها من أسلافها؟ لو كان هناك تطور بسبب الظروف لوجدت بط مثلا لا يجيد السباحة تبعا لظروف أجداده! إقرار التطوريين بالغريزة يخالف نظرية التطور, فنظريتهم تتكلم عن ظروف وآثار تنتج عنها وتوارث لهذه الآثار, فكيف تكون هناك غرائز موجودة بأي ظرف ومشتركة بين كل الأحياء؟ لاحظ أن الغريزة متناسقة مع الحيوان، فغريزة السباحة متناسبة مع تكوين البطة الجسمي وريشها غير القابل للبلل ورجليها الشبيهة بالمجاديف. إذا أقررنا بوجود الطفرات المؤثرة ستكون النتيجة أن الغريزة لن تكون مشتركة لهذه الدقة, بمعنى أن كل البط بكل الظروف التي مرت فيها لم تغير فيه شيء لأن الغريزة واحدة ومرتبطة بالتكوين, فالمشكلة أن تغير الظروف يقابله ثبات حاد بالغرائز, إذن الأحياء تحمل بداخلها مقاومة للتغير وليس قابلية للتغير.

لولا وجود الغريزة الشعورية أصلا لاستحال أن يبقى الكائن الحي، لأن أي تجارب جديدة ستقضي عليه, الخوف مثلا مشترك بين كل الكائنات الحية وبنفس الدرجة, فلا يوجد حيوان يخاف على نفسه أكثر من حيوان آخر. إذا تكلمت عن تطور مادي عليك أن تتكلم عن تطور معنوي يصاحبه, بما أن الخوف هو أقوى الغرائز والخوف يعني بقاء الكائن كما هو لا يتغير, إذن التغير (التطور) من أخوف المخاوف! هذا غير أن كل نوع مهيأ بطبيعته أن يعيش وله دوره ووظيفته موجودة التي لا يقوم بها إلا هو, فأين يذهب في شبكة التوازن؟ أي تطور يعني اختلال في التوازن، وبالتالي تتدمر البيئة كلها. كيف يتطور إلى الأفضل وبقاؤه على حاله هو الأفضل بالنسبة له؟! الخوف يعني مقاومة أي تغيّر يطرأ عليه. و كيف يحس بذاته قبل التطور وبعد التطور؟!

لماذا الخوف مشترك بنفس الدرجة؟ و لماذا الحكمة مشتركة بنفس الدرجة؟ فلو تغطي رأس الفيل ورأس الفأر كلاهما سيقفان خوفا من أن يقعا في خطر أكبر, ولكن كلاهما لا يعرفان أنه حين يطآن على الكيس سيسقط.

الرضا بالوجود أيضا مشترك, فلا يوجد حيوان يريد أن يجرب أسلوب حياة حيوان آخر, بل راضٍ بوضعه ويعجبه جدا مع أنه يحتك بغيره. كل هذا يدل على الثبات, إذن الرغبة بالتطور أصلا غير موجودة، وعدم وجودها يعني عدم الحاجة لها, أي لا يوجد ولا مخلوق يريد التطور. إذن كل حيوان مجهز بما يحتاج ليبقى وإلا لمات, قال تعالى: {الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى}, وكل حيوان يؤدي وظيفة في خدمة البيئة ويتغذى على مدْرج معين من مدرجات الطبيعة ولا يطمع بغيره, فإذا كان الضأن يأكل الحشائش الأرضية فالماعز يحب أوراق الشجر, مع أن كليهما تسمى أغنام.

هذا يقودنا إلى الشك في فكرة الانقراض الطبيعي من أصلها, مثلما هو الشك في فكرة التطور من أصلها, فلماذا ينقرض نوع بأكمله مع أن البيئة فيها وظيفة شاغرة له؟ ولماذا ينقرض دون غيره؟ و من كل العالم؟ أليست الأرض واسعة؟ لِم لم يهاجر؟ الفكرة تبدو غير منطقية, إلا الانقراض بسبب الإنسان فهذا موضوع آخر. فكرة الانقراض الطبيعي غير معقولة, فإما أن تتلف الحياة على الجميع أو يبقى الجميع، فكيف ينقرض كائن حي لوحده رغم وجود التوازن البيئي؟ ومن يأكل رزقه ويقوم بوظيفته إذا انقرض او تطور؟ خطأ التطوريين أنهم اهتموا بخط الشكل الخارجي للكائن الحي، ونسوا بقية الخطوط، مثل خط النمو المعنوي، ومثل خط المشترك الغريزي، وخط الوظيفة، وخط التوازن الطبيعي، وخط الذكاء، والذي بسبب إهماله افترضوا أن الطيور أغبى من الثدييات تبعا لسلسة التطور. وبالتالي هي نظرية فارغة كالشكل، لا تقدم نموا وتطورا في المجالات الأخرى، والكائن الحي ليس شكلا فقط وهيكلا. المقارنة بالشكل فقط طريقة بدائية.

كيف تكون الديناصورات موجودة و لوحدها ثم تنقرض رغم تنوعها في الحجم والطعام بل و المكان؟ وكيف تستطيع أن تعيش لوحدها بدون توازن مع أحياء أخرى وبدون حيوانات ولا حشرات؟ كيف ينقرض نوع من نفسه بدون تدخل إنسان؟ وجود انقراض طبيعي يعني عدم وجود توازن طبيعي. كيف تتغير البيئة على الكائن الحي و تجعله ينقرض؟ إذا تغيرت البيئة على هذا الكائن ستتغير على الجميع, و كل حيوان موجود في بيئة مناسبة له. هذا غير أن هناك قانون الهجرة عند المخلوقات كلها. سمك السلمون كل سنة تتغير البيئة عليه في الشمال فيهاجر للجنوب ولم ينقرض بسبب الثلج, وتلاحظ الهجرة موجودة في كل الحيوانات وهو تكيف مع أي تغير يحصل في البيئة, لماذا لم يتطور السلمون بدلا من التكيف؟ أو ينقرض؟ هناك ظروف كثيرة تقتضي تطور ولم يحدث تطور بل حدث تكيف غريزي موجود من الأساس, أما تغير خارق للعادة فهذا سيدمر كل الأحياء وليس فقط نوع معين, إلا إذا سقط شعاع متقصد لهذا النوع  من الأحياء وأفناها!

لو كان الانقراض الطبيعي (الذي لم يسببه الإنسان) حقيقي لكانت الأوبئة أدت إلى الانقراض, أليست تقتل وتنتشر بسرعة؟ مثلا مرض التسمم الدموي يقتل كل الأرانب الكبيرة ولكن الصغار لا تموت, لماذا؟ أليس الصغير ضعيفا؟ لماذا لم تقض عليه العدوى؟ 

وأكل اللحوم عند الحيوانات النباتية أو أكل النباتات عند الحيوانات آكلة اللحوم يعتبر مساحة تكيف تبعا للحاجة, وليس تطورا, ولا يوجد حد فاصل بين آكلة لحوم وآكلة نبات, فحتى الحيوانات التي تتغذى اللحوم بشكل أساسي يمكن أن تأكل من النبات والعكس, لو تقدم للقط الأرز واللحم لاتجه إلى اللحم ولو تقدم له الأرز فقط لتناوله أيضا من باب الاضطرار, وبالتالي ليس الإنسان متطورا لأنه يأكل النوعين، فالعصفور يأكل الحبوب ويأكل الحشرات, والجرذان تأكل الحبوب وتأكل أفراخ الطيور, وكذلك القرود كبقية القوارض، فهي تفترس أحيانا.  

هذه الغرائز المشتركة بين الكائنات الحية هي الكفيلة ببقائها. هناك غرائز عامة وهناك غرائز خاصة, غريزة الخوف من كل جديد عند الجميع بما فيها الإنسان, وغريزة التسلق عند القط جاهزة لكنها غير موجودة عند البط كمثال على الغريزة الخاصة. لو كانت الحيوانات سلالة من سلالة لبقي شيء من غرائز السلالة السابقة, لكن نرى الغزال مثلا لا يرفس وستكون رفسته قوية جدا وقاتلة وتنقذه من أخطار كثيرة لكنه لا يفعل هذا! وهذه ملاحظة أن كل نوع لديه وسيلة دفاع وهجوم رئيسية, فالغزلان والأبقار والأغنام وسيلة دفاعها النطح بالرأس, بينما الخيول والحمير بالرفس, والكلاب والضباع والثعالب بالعض, والقطط والفهود والأسود بمخالب اليد والقدم, مع أن الكلب يستطيع أن يستخدم يديه مثل الأسد لكن ليست فيه هذه الغريزة, لذلك لا يعرف التسلق, المصطادات بأيديهن هن القادرات على التسلق كالفهود والأسود والقطط، من الذي نهى الكلب أو الذئب أو الضبع عن التسلق مع أنه يملك يدين قويتين ومخالب؟ و لا يتسلق مثل القط والنمر مع أنه يحتاج لهذا ومع أنه أخف من النمر! فالذئب أو الكلب لو تربط فمه لقضيت على سلاحه, مثلما يفعل العقاب حين يصطاد الذئاب فيغرز مخالب قدمه في فم الذئب وحينها لا يستطيع الذئب أن يفعل شيئا سوى أن يفتح فمه له أكثر, فالعقاب يقتل الذئب بقدم واحدة ويمزق فمه بمخالبه حتى يموت (هذا مقطع فيديو لاصطياد عقاب لذئب http://www.youtube.com/watch?v=rgyqKgaULlU),

من علَّم العقاب هذا أن الذئب لن يستخدم مخالبه؟ وأن أفضل مكان لاصطياد الذئب هو فمه؟ وأن نقطة قوته هي نقطة ضعفه؟ إنها الغريزة, هذه الغريزة لن يعرفها إلا من خلق النوعين, وليست من تدريب الصياد طبعا وإلا فكيف يقنع العقاب أن يدخل مخلب قدمه بين أنياب الذئب؟! العقاب لن يستطيع أن يصيد النمر أو الفهد بهذه الطريقة وهو يعرف هذا دون أن يجرب, فمن علّمه أن هذا الأسلوب لا يناسب النمر و لا حتى القطط؟ و من هذا نعرف أيضا أن الكلب لا يستطيع أن يصطاد الأفعى بنفس دقة القطط والفهود، لأنه لا يستخدم يديه مثل القطط والفهود والوشق. عندما ترمي قطعة لحم على كلب وعلى قط من أعلى ستجد دقة التقاط الكلب ودقة التقاط القط بيده.

الظروف كانت كفيلة بتعليم الغزال أو الوعل أو المها أن الرفس مفيد خصوصا أن الذئاب والفهود تأتيهما من الخلف حين تهاجمهما, وملايين السنين كانت كفيلة بتعليم الكلب والضبع والثعلب كيف يستخدم يديه، لأنها دخلت في صراع مع قطط برية وفهود ونمور، لكنها لم تتعلم ولن تتعلم، لأن الوظيفة حتمت من خلال القصر أن يبقى كل نوع كما هو، لا أن يتطور. فتلاحظ الحيوانات المفترسة المستخدمة ليديها، تجد فيها العرض، حتى وجهها عريض وعيونها متباعدة أكثر لتعطيها مساحة أكثر لمشاهدة الحركات البينية والضربات الجانبية، لأن العَرض يعطيك فرصة أن تتحرك اكثر، وتقدم لها عضلات أقوى، بينما الكلاب والضباع والثعالب والذئاب اكتافها ضيقة لتسمح لها بالدخول أكثر، لأن سلاحها هو الأسنان، يمكن أن نسميها بالحيوانات الفموية، أي تستخدم أفواهها في الهجوم والصيد. وعيون الحيوان الفموي متقاربة لأن رأسه ضيق، فتعطيه فرصة للتركيز على الأمام. حتى كلمة حيوان مفترس فضفاضة جدا تحتاج الى توضيح التخصصات الحيوية. هكذا نرى أن الوظيفة هي التي رسمت الشكل وليس التطور العشوائي.

لو كانت الظروف تغير شيئا في الغزال او الكائن الحي أو كانت الحاجة تدفعه لأن يطور جسمه أو أسلوبه, خصوصا وهو يملك أقوى عضلاته بقدميه الخلفيتين التي يعتمد عليها في القفز الهائل, وخصوصا أن عينيه جانبيتين, فتخيل قوة القفزة على ذلك الظلف المدبب كأنه مسمار لو وُجِّهت على شكل رفسة بطريقة أفقية! حينها ستنتهي مأساة الغزلان مع الذئاب والأٍسود! أين الانتخاب الطبيعي ليخبره بهذا السلاح المهمَل والذي يصل إلى قلب الخصم إذا أحسن التسديد؟ قرون الغزال هذه أسلحة للاستعداد لكنها ليست للمفاجآت, فلو يستعد قطيع الغزلان للذئاب فلن تستطيع أن تصيد منها شيئا, لكن لو أتتها فجأة لاصطادت منها وهي تجري, لهذا تحاول الحيوانات الصيادة تجريتها، فمع الجري تتبين الطريدة الضعيفة, لتأتيها من نقطة ضعفها وهو الخلف والذي هو نقطة قوتها لو استثمرته, لكن الخالق أراد لها أن تكون نقطة ضعف, سبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى, فكأن الغزال أُمِر أن الأرجل الخلفية للقفز فقط ولا يستخدمها للرفس وإلا لاختل التوازن ولجاعت الذئاب أو انقرضت. ومن هنا نفهم أن التوازن لم يصنع نفسه بنفسه وليست الظروف التي صنعته, قال تعالى {من كل شيء موزون} فالتوازن موجود بالخلقة أصلا ومنذ البداية.

لو كانت الخبرات المكتسبة تورَّث لورثت الحيوانات المرباة أجيالا لاحقة منها, فالكلب مثلا منذ القدم وهو مع الإنسان ومع ذلك لا تولد كلاب مستأنسة. الخيل مثلا كل أجداده تقريبا من مئات السنين مستأنسة ومع ذلك يحتاج لترويض, إذن الغريزة هي الأساس وهي متوائمة مع البيئة أصلا.

 ألم يقولوا أن سمكة الكولاكنث منقرضة من ثلاثمائة مليون سنة؟ وإذا بصياد يأتي بها قبل عدة سنوات؟ أليسوا يقّرون أنهم لا يستطيعون تقديم إحصاء كامل لكل الأحياء في البر والبحر، فكيف يتكلمون عن الانقراض و هم لم يحصوا الأنواع قبل أي شيء؟ أليس التاجر يقوم بجرد محتويات متجره قبل أن يقرر حاجته للسلع الفلانية او غيرها؟ أو خلو متجره من السلعة الفلانية؟ عليه ان يجرد الموجودات بدقة قبل أي شيء. لماذا ابتعدوا عن العلم وقوانينه؟ ثم ما حاجة الديناصور للطيران؟ ما دام ان أكله على الارض والسماء ليس فيها طيور لأنه لا يوجد إلا ديناصورات في تلك الفترة الغير متوازنة. الطيران خسارة لأنه يحتاج أن يكون جسمه ضعيف ونحيف حتى يطير، ويفقد مخالبه وأسنانه والفضاء ليس فيه شيء!

ثم كيف سيستطيع الطيران بهذا الرأس الطويل المليء بالأسنان؟ لا توجد طيور لها أسنان.

الاثنين، 12 فبراير 2018

سلسلة الردود على سلسلة نظرية التطور للدكتور عدنان إبراهيم - الحلقة 20



(الدقيقة : 8 الثانية : 48) يواصل الدكتور كلامه السابق عن ذكر تطور الكائنات بشكل مجمل سريع، وتكلم  الدكتور عن الأسماك وتطورها، وأن أحد علماء التطور قدّم كتابا أسمه (السمكة داخلك) يثبت فيه أن الإنسان كانت أحد اسلافه سمكة، ويثبت من خلال كتابه أن التركيب التشريحي للسمكة والإنسان متشابهان بشكل كبير، ويذكر الدكتور أن المؤلف كان يدرس التشريح لطلاب الطب مع انه ليس متخصصا في التشريح البشري، بل في الأسماك. ويذكر الدكتور أنه اثبت ذلك هو وفريقه من خلال عمل مضني ومستمر ومكلف لمدة خمس سنوات. ويذكر الدكتور أنه عندما تريد أن تنتقد التطور لا يكفي ان تستند إلى كتب قديمة ولو حتى قبل خمس سنوات، وذلك لأن العلم يتقدم ويتطور، ويحتاج لمتابعة لآخر التطورات والاكتشافات العلمية، لا أن ينام أحدهم عن هذه التطورات ثم يصحو لينتقد التطور وقد فاته الشيء الكثير وتغيرت النظريات وجاءت اكتشافات علمية حديثة لا يعلم عنها.     

الرد : كأنها هذه هي الرسالة : لا تنتقدونا ولا تدققوا على أخطائنا السابقة ودعوا مسيرة التطور تسير، مع أنها حينها كانت تسمى علمية! ولمّا اتضح عدم العلمية و أراد الناس ان يكشفوا قالوا : لا، ناقشوا الجديد و دعوا القديم! هذه وسيلة تهرُّب إلى الأمام، هل حكموا بعدم علميتها وقالوا : (يُشطب الكلام السابق ويُلغى)؟

أما بخصوص هذه السمكة التي تشبه الإنسان جداً فهذا شيء مضحك جدا، القرد وقلنا آمنا بالله، يوجد شيء من التشابه، لكن أن نخرج أسماكا! فهذا موضوع جديد. أين السمكة في داخلنا؟ ما أبعد التشابه بين الإنسان والسمكة. الأسماك تبيض والانسان يلد، لا تشابه، الاسماك تتنفس تحت الماء والانسان يغرق، لا يوجد تشابه لا في أسلوب الحياة تشابه ولا في الشعر ولا الزعانف ولا في الهيكل العظمي. ليس للسمكة ولا حتى اطراف حتى نقول انها مثل الانسان. بقي أن نقول أن الانسان شجرة، ثم يأتي عبقري آخر مثل هذا ويقول (الشجرة داخلك) ثم يأتي من يقول عنه انه عالم عبقري كان يرد على طلابه إذا سألوه: لماذا تدرّسنا تشريح الإنسان وأنت متخصص نبات؟ بقوله: لأن في داخل كل منكم شجرة! وآخر يأتي ويقول (الببغاء داخلك) وأن الإنسان أصله ببغاوات، وسيكون اقرب للصواب لان له اطراف وله حنجرة ويتكلم ويأكل حبوب مثل الانسان. هذا استخفاف بالعقول، احترموها ولو قليلا. صحيح أن لديهم ماكينة إعلامية ضخمة وسلطوية، لكن لا يعني هذا قليلا من الاحترام، فهو لا يضر.

(الدقيقة : 12 الثانية : 55) يذكر الدكتور أنه بعد ظهور الزواحف ظهرت الثدييات، وبعد 30 مليون سنة من ظهور اول الثدييات ظهرت الطيور المتفرعة من الزواحف، و وفق المنطق التطوري من الأسهل أن يتحول الزاحف إلى ثديي من أن يتحول إلى طائر. لأن الطيران عمل رهيب وقفزة كبيرة، وحتى الآن سجلُّها ليس كاملا تماما.

الرد : لأن الطيران صعب على البشر أخّروا تطور الطيور 30 مليون سنة! ضحك على العقول أم ماذا؟ بينما الحشرات تطير ولا أحلى. مشكلة إسقاط العقل البشري على الطبيعة هو داء التطوريين الذي لا يستطيعون التخلص منه، وكأن الزحف شيء سهل بينما الطيران شيء صعب! لأنهم يستطيعون ان يزحفوا لكن لا يستطيعون ان يطيروا، بالله عليك ألا تحسّ بالبشرنة هنا ؟ لو كانت الطيور هي الأكثر، والزواحف هي الأندر والإنسان يطير، لقالوا العكس، بأن الزواحف احتاجت 30 مليون سنة لكي تتوقف عن هذا العبث الطائر، بطريقة عبقرية جدا، وهي أن تبدّل أجنحتها بأقدام وتمشي بالتناوب، أما الطيران فهو عبارة عن تصفيق وتجديف في الهواء تماما كهذه النظرية المجدّفة التي تريد أن تقفو ما ليس لها به علم.

الكثرة ضعف، والقلة انقراض، والندرة إعجاز، هذه هي عقلية التاجر البشري.

من ناحية الذكاء يصدم التطوريين ذكاء الطيور الاكبر من ذكاء الثدييات، لكن في سلم التطور يجب ان تكون اقل ذكاء لأنها قبل الثدييات، والثدييات هي الاقرب للانسان، لو كان الامر بودهم لكانت الطيور هي الاغبى والثدييات هي الاذكى. الغراب يستخدم الأدوات، بل يعكف آخر القضيب لكي يستخرج يرقات من قارورة، وكذلك يدفن الميت، بل حتى لديهم عقاب جماعي لمن يعتدي على عش ليس له، ويستطيع أن يقلد اصواتا. ويعرف من اعتدى على القطيع حتى لو بعد سنين. الغربان تعيش حياة اجتماعية كاملة، وإذا أصيب واحد منها تتجمع كلها حوله، وبالإمكان مشاهدة ذلك في بعض مقاطع اليوتيوب، وهي قادرة على تقليد الأصوات، لذلك هي متقدمة على الثدييات في الذكاء نسبة للذكاء البشري كعادتهم. كذلك طائر التعريشة الذي يجمل بيته لزوجته.  

(الدقيقة : 13 الثانية : 58) يذكر الدكتور أن قبل 250 مليون سنة شهدت الأرض اول الثدييات، والطيور الأولى من 30 مليون سنة بعد الثدييات، بينما علماء آخرون يقولون ليس 30 مليون، بل أكثر، تصل إلى 50 مليون سنة، ويقول الدكتور أن هذا ليس مشكلة، 30 مليون او 50 مليون، سنشهد بعدها اول الطيور. 

الرد : بين 30 مليون و 50 مليون 20 مليون سنة، ويقول الدكتور لا مشكلة، ويقول أنها نظرية علمية 100% ودقيقة 100%، وينظر للعشرين مليون على أنها رقم تافه وهامش خطأ، ومع ذلك هي نظرية علمية مجودة ومضبطة، بينما يُكثر مجهود خمس سنوات قامت به إحدى فرق الدراونة، أو رحلة خمس سنوات لأب التطور الروحي داروين، بينما 20 مليون سنة عدد تافه!

(الدقيقة : 15 الثانية : 45) يذكر الدكتور أنه لو كان السجل الاحفوري سلساً وواضحا وبسيطا لانتهت مشكلة التطور من قديم، من مائة سنة وانتهى الامر فكل شيء موجود وسيقتنع كل الناس بالتطور، لكن التطور إلى اليوم لا يزال ملحمة، فيها كر وفر، وإن كان رجح ميزانه رجحانا كبيرا. فبعض المتعصبين له يقول ان التطور ليس مجرد نظرية، بل نظرية تنظّم حقائق وتفسّر مجموعة هائلة من الحقائق.

الرد : ما الذي رجح ميزانه ؟ الإعلام والصحف والمجلات ؟ أم قرار تدريسها في الجامعات وفصل الأساتذة المعارضين لها؟ هل هكذا يرجح ميزان الشيء عند الدكتور؟ أم بالحلقات المزورة التي وضعوها؟ حتى الآن لا يسمّى التطور علما، وليست له أي تجربة مشاهدة، وليس له أي تطبيق في التكنولوجيا والأحياء والطب، لم يبق إلا أساس الشهرة، والشهرة بيد من بيده المال والإعلام، أي الأقوياء، وتستطيع بالمال ان تشهر ما تشاء، "رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مالُ"، و هم من الواضح جدا أنهم يريدونها، ولو أراد الأقوياء أن يقنعوا الناس أن الحبال والعصي تتحول إلى حيات لاستطاعوا، مثلما استطاع سحرة فرعون، ولا ننسى كلمته.

الحقائق لا تثبت بالشهرة ولا بكثرة الاتباع ولا بطول الزمان ولا بضخ المال، الحقائق تثبت نفسها بنفسها وليس بالتزوير. المحتاج للتزوير هو تزوير، وإلا لما احتاج، العلوم الحقيقية لم تحتج أن يزوّر لها اتباعها.

التطوريون ضحية فترة ليس إلا ، سوف يعقبها التاريخ وتأتي أجيال فيما بعد يستغربون كيف صدقوا هذا الهراء، ناسين أن هناك سحرُ قوة في الموضوع، لو يأتيهم لصدّقوا.

التطور هو قضية الملاحدة وليس قضية الناس، فلا أحد يشاركهم الهمّ، لذلك يقلّ الباحثون من غير الملاحدة في موضوع التطور، لأن الملاحدة هم حقا المحتاجين للتطور، لكن لو كان بحثهم لآلة تسد حاجة للناس، لما استطاعوا أن يكذبوا فيها ويمطّطوها بالإعلام، لأن الناس تريد هذه الحاجة، لدرجة أن الناس يعرفون هذا المُختَرَع وينسون من اخترعه. وحتى رجال الدين لا يعنيهم موضوع التطور إلا قليلا منهم، والدكتور واحد من رجال الدين المؤيدين للتطور، ويوجد غيره ممن لا يكترثون للتطور أساسا.

التطور قضية الملاحدة بلا شك، و هم من أثاروه و هم من يبقونه على قيد الحياة حتى لو كان محنطا. والجهود والأموال التي أنفقت على هذه النظرية لا تساوي النتائج التي حصلت عليها، كل ما تملكه عبارة عن قطع أحافير قابلة للتزوير، وبعضها اكتُشِف تزويره، هذا كل ما تملكه، وليس لها أي تطبيقات في الطب ولا تجارب حقيقية مشاهدة في الواقع، المهم أن تسقط فكرة الإله والخلق بأي ثمن وأية وسيلة. وهذا ما يفهمه العقلاء.

يراد لهذه النظرية ان تنتشر وتدخل المدارس وتُعمَّم وتُوضع على أغلفة الكتب، هكذا تكون حقيقة، "بالصرماية"، وأجمع العلماء عليها وانتهى الامر. لكن هذا لن يستمر طويلا، إذا توقف الدعم فستتوقف، وتبدأ العقول الرائعة في التشكك بهذا الطوفان التطوري المشحون إعلاميا، لتنفض حلقاته ومكره حلقة حلقة..

الحقائق العلمية لا تثبت بالإجماع والكثرة، العلم لا يثبت الا بالعقل والتجربة والمنطق فقط، حتى لو لم يكن معه ولا مؤيد واحد، والحقائق لا بد ان تنكشف، رغم السحر الهائل.

(الدقيقة : 17 الثانية : 45) يذكر الدكتور أن احد التطوريين يقول أن هناك حقائق بيولوجية لا يمكن تفسيرها الا من خلال التطور، ويذكر الدكتور كمثال أنك لو اخذت السمكة وشرحتها لوجدت أن الخلايا الجنسية فيها قريبة من القلب، والجنين البشري في بطن امه تجد الخلايا الجنسية قريبة من قلبه، وكلما نمى الجنين البشري تبدأ الخلايا الجنسية بالنزول، و في المراحل الاخيرة من النزول الى غشاء البطن، ينزل غشاء البطن ويكوّن كيس الصفن وتنزل الخصيتان، وهذا يسبب مشاكل للذكور اذ يمكن أن يتعرضون للفتق الإربي وهو خطير إن لم يُعالج يقتل. واكثر الناس بعد الاربعين الذين يزداد كرشهم يعانون من الفتق الاربي، بسبب هذه الحقيقة التطورية، فلو كان تصميما فهذا يعني انه نقص وخطأ وضد الإنسان.

الرد : "هذا نقص وخطأ في الخلق لو كان تصميما!" هذا الذي تبقى وهو اكتشاف أخطاء الخالق في عمله! أول شيء علينا أن نفهم ماذا يريد الخالق؟ الدراونة يعتقدون أن الله أراد أن يصنع الإنسان قويا ولم يستطع, بينما هو الذي يقول (وخلق الإنسان ضعيفا)! إذا لماذا لم يخلقنا من الحديد؟ أليس الحديد أقوى من العظم واللحم؟ إذن هذا خطأ آخر وهكذا. كل شيء بموجب نظرتنا البشرية الخاطئة نستطيع أن نقدم عنه بديلا مقترحا. ثم إذا كان هذا خطأ في التصميم, لماذا الذكور والرجال هم الذين يحملون الأثقال أكثر ولم يصيبهم فتق؟ لماذا لم يصب الفتق الطفل وهو صغير أليس الصغير ضعيف لو كان عيبا أساسيا كما يدّعون؟ لماذا يصيب بعض المترهلة أجسامهم فقط؟ إذن هو ليس خطأ بل نتيجة خطأ في أسلوب الحياة كالسمنة والراحة المفرطة للعضلات, فيأتيها حِمل مفاجئ ويحصل فتق أو غيره, وهذا يثبت اعجاز القرآن عندما قال: (يخرج من بين الصلب والترائب) والترائب عظام الصدر, ليس خطأ تكوينيا كما يحب الدراونة المتكبرين على خلق الله و هم لا يستطيعون أن يخلقوا جناح بعوضة.

هذه هي حجتهم دائما : نحن نقدم تفسيرات لم يقدمها غيرنا, إذا نحن على حق على الأقل في هذه اللحظة. أليس هذا قمة التحايل واستغفال الناس؟ هذه دعوى غير منطقية : أنا أول من فسّر، إذن أنا على حق! الدين أيضا يفسر ماذا يجري بعد الموت, وأنتم لم تفسروا ماذا يجري بعد الموت ومع ذلك يكذّب الملاحدة الدين مع أن معه نظرية تفسيرية ومنطقية حول لماذا خلق الإنسان وماذا يحصل عليه بعد الموت اكثر ترابطا وانسجاما من نظرياتهم؟ يقولون : لا تتكلمون عن الغيب بينما هم يتكلمون عن الغيب, هل شاهدوا ماذا يجري قبل ملايين السنين؟ أليس هذا غيبا؟ بل يتكلمون عن ولادة الكون كله ونشوءه من العدم ونشوء أول خلية وأول بيضة كونية و هم لم يشاهدوا شيئا ولم يستطيعوا اعادة ولا تجربة واحدة من افكارهم ويبقون علميين، هكذا يقول اعلامهم, وبعيدين جدا عن الميتافيزيقا وما وراء الطبيعة, إنهم مربوطون بالطبيعة وبالواقع والتجربة, هكذا يحلو لهم ان يقال عنهم, أليس هذا تجديف في الميتافيزيقيات؟ عندهم الإجابة هي لا. بل الدين فقط هو الذي يتكلم في الميتافيزيقيا والغيبيات أما نحن فنتكلم بالمشاهد والعلمي والتجريبي, بينما الحقيقة أنهم يخوضون في أعماق الميتافيزيقيا, هم لم يستطيعوا أن يفسروا لماذا المغناطيس يجذب الحديد؟ بينما يتخبصون ويتخرصون في نشأة الكون وفي عمر الارض وعمر الكون وكل ما حدث منذ وجد الزمن يعرفونه, كل هذا ليس ميتافيزيقا, الميتافيزيقا فقط ما يقوله الدين! وعلى هذه النغمة اعزف يا إعلام.

هذه الفكرة ـ فكرة وجود عيوب خلقية في بعض الأجنةـ لا تنفي فكرة التصميم, وإلا لماذا لم يخلقنا من حديد صلب؟ إن هذه العيوب الخلقية هي للتذكير لا أنها تثبت العجز، لكي يشكر الإنسان النعمة لابد أن يرى ضدها, ولكنها في نطاق النادر, من السخف أن يقال ان نزول خصية الجنين بين الصلب والترائب هو سبب عيب على الكل .. هذا كلام غير علمي ولا طبي, ونحن نرى من يستطيع أن يحمل إلى نصف طن من الذكور ولم يصب بالفتق الاربي ولو كان عاما على الكل لكان عيبا, لكن أن يخلق الله الأكثرية اصحاء والاقلية يجعل فيهم بعض العيوب هذا لا يدل على ضعف قدرة الخالق إنما يدل على وجود نقاط للتذكير بالنعم واختبار للأصحاء كيف يتعاملون مع المرضى. لو كانت العيوب الخلقية هي الاكثر لجاز مثل هذا الافتراض، لكنها دائما في نطاق النادر.

التطوريون ينساقون وراء الفكر الملحد، بعضهم يدري وبعضهم لا يدري, الملاحدة يتناسون ان الله يختبر عباده لأن هذه الحقيقة ترد على كل شبهاتهم, ويجتزئون نقطة أن الله هو الخالق, وبما انه الخالق وهو على كل شيء قدير كان يجب ان يحسن الصنعة ولا يكون فيها أي أخطاء, هذا التفكير جاء من الاجتزاء, نعم .. الله هو الخالق وهو الذي يمتحن عباده, يتخيل الملاحدة ان الله يريد ان يبدع ولم يستطع، فإذن ليست هذه مخلوقات الله, بعبارة اخرى لا يوجد خالق, هذا بعد ان تناسوا ان الله خالق ممتحن لعباده, وإلا سوف تكثر هذه النقاط والملاحظات على خلق الله, أصلا كون الانسان يموت هذا عيب أكبر من أن تتاخر خصية الجنين بالنزول, كونه يتحول للشيخوخة هذا عيب, وستستمر في طرح هذه العيوب بناء على نظرتهم الجزئية, اذن نحن لسنا مسئولين عن خطأهم بل سوء فهمهم لما يقوله الدين هو الذي أنتج هذه الكوارث العقلية, لا يحبون ان يعترفوا ان الله يختبر عباده، هذه مشكلتهم, انتم تقولون ان الله هو الخالق , اذن لماذا توجد أخطاء؟ وانتهى الامر!

الله لم يرد ان تكون الدنيا جنة خلد, في جنة الخلد تكون ملاحظاتكم في محلها, كيف نفهّمهم؟ لا يحبون أن يفهموا, يأخذون جزء من الحقيقة ويتركون الجزء الآخر ثم يبنون تفكيرهم على هذا الجزء الذي أخذوه, وتكون نتائجهم كارثية, دخول الهوى هو الذي يفسد الرأي, والانتقائية هوى.

(الدقيقة : 19 الثانية : 5) يذكر الدكتور أنه من اللطيف انك ترى الجنين في المراحل المبكرة من حياته ترى تلك الخلايا الجنسية قريبة من القلب، مثل السمكة تماما، والسمكة لم تتطور وظلت على حالها، بينما نحن تطورنا فنزلت، وهذا لأن السمك لا يضرها ان تكون غددها الجنسية هناك، لأنها من ذوات الدم البارد، أما نحن فمن ذوي الدم الحار، فحرارة الجسم ثابتة سواء كان الجو باردا او ساخنا، والخلايا التناسلية تتأثر بالحرارة، فلو بقيت في الداخل لانتهى امرها، ولا استطاع الانسان أن يتكاثر. لذلك خرجت بين الرجلين خارجا.

الرد : الجنين مضغة متجمعة على بعضها, فمن الطبيعي أن تقترب الأعضاء من بعضها, هذا لا يعني أن أصل الجنين سمكة، وإلا لاستمرت الخصية في مكانها.

مرة يقولون أن الجنين يشبه السمكة ومرة يقولون أن الجنين له ذيل يشبه القرد إذا هو قرد, والآن أصبح سمكة وغدا لا ندري ماذا سيكون, وهل هذه الخاصية موجودة فقط في السمكة والانسان؟ تجدها ربما في كل الحيوانات في مراحلها الجنينية الاولى، هل يعتبرون هذه أدلة محترمة؟ بل هذا إعجاز للقرآن الذي قال: ( يخرج من بين الصلب والترائب). واعترض الملاحدة على هذه الآية, لأن السائل المنوي يخرج من الخصية وليس من بين الصلب والترائب وهذا جوابنا عليهم.

إن الخصية تنكمش إذا برد الجو الخارجي, ويتمدد الصفن إذا ارتفعت درجة الحرارة, إذا هي لها درجة حرارة ثابتة وتعمل لأجلها وهي أقل قليلا من درجة حرارة الجسم, وهذا لا يعني أنها من ذوات الدم البارد التي تتحمل التجمد ثم تعود للحياة مرة أخرى, بينما خصية الإنسان لا تتحمل التجمد, ثم كيف الجسم كله يتطور إلا الخصية لا تتطور مع أنها المسئولة عن إنجاب الأنواع الجديدة؟ المطلوب منه الجديد غير قادر على تجديد نفسه, ضَعُف الطالب والمطلوب.

(الدقيقة : 26 الثانية : 40) يذكر الدكتور أنه سيعرض بعض التجارب التي تبين الفهم التطوري للسجل الاحفوري بشكل عملي، من هذه التجارب انه توجد كائنات بحرية صغيرة، إلمارن فورامينيفيران، من الكائنات البحرية المثقبة الاصداف، درس التطوريون حياة هذا الكائن البحري خلال 8 ملايين سنة، من خلال الدراسة الاحفورية، عندما يموت هذا الكائن يترسب في طبقات، غرس التطوريون انبوبا طويلا مجوفا في عمق الماء ليدرسوا تلك الطبقات. وهذا الكائن حلزوني، وخلال حياته يصنع تجاويف كلما تطور اكثر وعاش اكثر صنع تجاويف اكثر، ووجد التطوريون انه قبل 8 ملايين سنة، عند دراسة عدد التجاويف في الالتفاف النهائي، وجدوا أن لديه تقريبا خمسة تجاويف، و في السنوات المتأخرة من هذه الثمانية ملايين سنة، وجدوا انه يصنع تجاويف اقل تصل تقريبا إلى ثلاثة تجاويف، وهذا تغير يعادل 30% وهذا يعني وجود تطور. بالطبع هذا تطور داخل النوع، لكن يوجد تطور، أي أن بُنيته لم تبق كما هي، والسجل الاحفوري اثبت ذلك. ويذكر الدكتور أن البعض قد يقول ان بعض الادلة ليست مثيرة، ويرد الدكتور انه فعلا قد تكون غير مثيرة بالنسبة لغير المتخصص، لكن بالنسبة للعلماء كل دليل مهم. فلو قدم دليل ما واحد على الالف من قوة الاستدلال بالنظرية فهذا مطلوب في العلم، بينما الغير متخصصين يريدون أدلة مثيرة جدا ودراماتيكية.

الرد : هذا دليل على ضعف وجدب هذه النظرية لأنها ببساطة تفتري على الواقع الطبيعي وتتمحك لتبحث عن أدلة حتى لو كان هناك نسبة واحد على ألف من الصحة. المفروض أن كل شيء دليل على تطورهم, أليس كل شيء نتيجة للتطور؟ يجب أن يكون كل شيء دليل عليه. وهذا الكائن البحري هو نفسه قد يكون هو لكن أكبر عمرا أو حجما أو نوعا, هم لا يعرفون عدد الأحياء في البحر فما بالك بتفصيلاتها؟ كيف يثقون بأنفسهم لهذه الدرجة؟ طبعا لأن الأخطاء لا قيمة لها لأنه سيأتي اكتشافها في وقت لاحق, ثم يقولون لمن انتقدهم : أنت قديم ويضحكون بوجهه, وهذه تسمى خدعة الزمن أو التزامن, وأذكرهم بالكولاكانث التي قالوا أنها انقرضت حتى جاء بها أحد الصيادين يحملها بين يديه ولم يؤثر فيهم شيء بحجة الزمن، مع أنهم حددوا لها زمنا لانقراضها قبل 70 مليون سنة "بطريقة علمية" كعادتهم, هذا الصياد جعلهم أضحوكة وداروين أصبح أضحوكة, كيف يتجرأ عالم على الحكم بانقراضها بينما هي حيّة تسعى في البحار, والأسوأ أنه يحدد لها عمرا انقرضت فيه! والأسوأ من هذا كله أنه يفسرها خطأ أنها تحمل خياشيم وأنها الحلقة المفقودة في الخروج من البحر! كانت ضربة في الصميم لو كانت عند أحد يشعر بمسؤوليته العلمية, لكن ماذا تفعل إذا كان من أمامك أصحاب هوى ويريدون أن يجبروا العلم لأن يكون معهم؟ هل الذي قال أن السمكة انقرضت قبل 70 مليون سنة بذل مجهودا حتى نقول أنه اجتهد وأخطأ؟ هذا كاذب على أساس أنها لن يأتي بها صياد يصورها بين يديه, وإلا لما كذب هذه الكذبة. هل فتّش في البحار ولم يجدها حتى يقول أنها انقرضت؟ كيف يريدون أن نثق بأبحاثهم وعلمائهم و هم من هذا النوع : إما مفتري أو مزوّر، وقليلٌ هم الصالحون. وأبحاثهم أيضا من هذه الشاكلة.

العالِم يتوقف عن ما لم يدرسه وما لم يعلمه, بل لا ينطق إلا عن بحث وتجارب, فلا يضع نفسه في مثل هذا الموضع المخجل, لكن الدراونة لا يخجلون لأن أمامهم هدف واحد لا ينظرون سواه.

نعود إلى هذا الحيوان البحري, هل تطور أم تحوّل إلى ماذا؟ 8 ملايين سنة كيف تم ضبطها و هم تركوا 20 مليون سنة بالنسبة للطيور كهامش خطأ؟ لماذا ليس لديهم أدلة واضحة يستطيع الناس أن يروها؟ ببساطة لأنهم يخالفون الطبيعة ويخالفون المنطق, وهذا جعلهم يتجهون للصعوبة والتزوير أحيانا لأن الطبيعة عجزت أن تقدم لهم دليلا فاحتاج بعضهم أن يزوّر الحقيقة من أجل النظرية وهذه قمة الإغراض والحقارة العلمية, كما احتاج بعضهم على أن يكذب على أساس أنه لن يُكتشف, ولو اكتُشف سوف يقولون أنه مجتهد وزمنه قد مضى حتى لو كان قبل بضع سنوات والعلم يتجدد، فيخرجون منها ببساطة بعد أن جنى ثمرات تلك الكذبة.

(الدقيقة : 28 الثانية : 30) يذكر الدكتور أنه من ضمن الكائنات البحرية، الكائنات الثلاثية الفصوص، وهي من فصيلة تنتمي إليها العناكب والحشرات، هي فصيلة المفصليات، هذه الثلاثية الفصوص في الانفجار الكامبري موجود منها مئات ألوف وربما ملايين من الحفريات، مع أن لها اجسام لينة، لكن أسعدها الحظ أنها تحجرت، ووجد منها كميات هائلة جدا، وهي تشكل تحديا لنظرية التطور، في النطاق الزمني الذي ظهرت فيه، قبل اكثر من 500 مليون سنة، لكن لأن متحجرات ثلاثية الفصوص كثيرة جدا، أمكن العلماء ان يدرسوا خط التطور فيها، وفعلا قدمت ادلة واضحة ملموسة على التطور الذي حدث لها، فهي احد أدلة تصديق النظرية، أن الكائنات الحية تتطور.

الرد : لماذا كانت تحديا للنظرية كما يقول الدكتور؟ طبعا لأنهم وجدوا لها اعين ولها اعضاء معقدة، بل وجدوها كما هي لولا بعض التغيرات بسبب الزمن. يا أخي كائنات العصر الكامبري ضد نظرية التطور وليست معها، لأن أجهزتها متكاملة، حتى العيون فيها, مع أن عمرها 500 مليون سنة كما يقولون، وهي من اقدم الاحافير، أقدم الاحافير فيها عيون، اذن متى ظهرت العيون؟ بل كيف كانت تعيش بدون عيون؟ بالعقل يعني؟ هي وعيونها وتكامل اجهزتها ومع ذلك هي في صراع مع الموت بشكل يومي، فما بالك اذا لم يكن لها عيون وليس لديها بديل عنها؟ ولو بُحث في الأحياء البحرية وغيرها لربما وُجدت هي نفسها مثل الكولاكانث تماما, مع العلم أنه أقدم عصر اكتشف هو الكامبري وهذه العيون أمامك واضحة, فأين هو التطور؟ وقيل عن الكولاكنث انها انقرضت قبل 70 مليون سنة، وها هي امامنا الان حية لم يتغير في تكوينها أي شيء خلال 70 مليون سنة، بعد حذف هراء الانقراض الذي تبعها والمثبت علميا في حينه.




(الدقيقة : 31) يتحدث الدكتور عن الموضوع العتيد، وهو كيف تطورت الاسماك إلى أول البرمائيات، ويذكر ان التطوري نيل شوبن قد اكتشف حلقة متوسطة بين الاسماك والبرمائيات، وهي ملحمة علمية. فقبل 390 مليون سنة كانت الفقاريات الوحيدة على الكوكب هي الاسماك ولا يوجد غيرها، بعد ذلك بـ 30 مليون سنة سنرى أوائل التترابولز، أي رباعيات الاطراف، وهي فقاريات برية تعيش على اليابسة، لأول مرة. هذه الكائنات ليست كائنات نشأت في اليابسة، إنما تطورت من كائنات مائية خرجت من الماء في مغامرة غير محسوبة، والحظ أسعدها وأمكنها أن تتكيف مع اليابسة شيئا فشيئا، وكانت تعود إلى الماء، لذلك هي أوائل البرمائيات.

الرد : كيف الحظ أسعدها وهي مصممة لأن تعيش في الماء؟ ألا يخبرونا كيف أسعدها الحظ ولماذا لا يسعد غيرها إذ أول ما تخرج من الماء تموت؟ ما هذا الحظ؟ لماذا يقولون كلاما غير معقولا ويريدوننا أن نبتلعه؟ بينما الحوت كان يعيش على اليابسة وهو عبارة عن عجل! فهل الحظ أتعسه و رجع للماء مرة ثانية على شكل حوت؟ بدليل أن منخري الحوت تشبه منخري العجل وهو ثديي مثل البقر؟! إذن انتهينا والدليل واضح! أريد أن أصدق! هل هذا كلام علمي ام حكايات للاطفال؟ نريد التحديد.

هذا كلام لا يدخل العقل أبدا, الكلام الأحسن منه هو أن الله قدر فهدى, منها من يعيش في اليابسة ومنها من يعيش في البحر لأجل التوازن وانتهينا, ولا داعي لهذا التمحك وصناعة السيناريوهات الميتافيزيقية عن اصل الحياة وإتعاب عقولنا لكي نصدّق ما لا يُعقل من اجل خاطر الملاحدة الذين دفعهم اختيارهم إلى العسرى.

ولماذا لم يجربوا أن يُسعدوا ولو واحدة من أحياء البحر حتى نشاهد هذه التجربة السعيدة؟ أليس هذا موضع تجربة؟ لماذا لا يجربون؟ لا تجرب إذن لست علميا، أليسوا يقولون نريد وجود الله بالتجربة؟ نحن نريد من التطوريين اسعاد حظ بعض الكائنات البحرية لتعيش على اليابسة، او قذف عجول في البحر وتعليق صورة سعيد الحظ منها الذي استطاع ان يعيش في الماء كما فعل الحوت، الذي هو جد لهذه العجول. هم يقولون للمؤمنين ادعوا ربكم حتى نرى فعله بالتجربة، ليكون ايماننا علميا، ونحن نقول اعيدوا تجربة واحدة من تطوركم لكي نرى ونقول ان تطوركم علمي. أليسوا علميين والعلم يحتاج إلى التجربة؟ شبعنا من السيناريوهات المفترضة، نريد تجربة على عجل. قضية خطيرة مثل هذه يكفي أن يمروا عليها ويقولوها والويل لمن لا يصدق .. أليسوا علماء الذين يقولون هذا الكلام؟ وما دام أنها قضية وحقيقة علمية فأين تجربتها حتى نصدّق؟ هل طلبنا شيئا ليس لنا؟ الرد على هذه الأسئلة بالنسبة لهم هو السخرية و "اذهب واقرأ" بدلا عن تقديم التجربة على كائن يُخرَج من البحر كي يعيش في اليابسة وكائن يُرمى في البحر ليعيش في الماء. عندهم أموال وعندهم باحثين, لماذا لا يجربون آلاف التجارب؟ او يمكن لبعضهم من شدة حرصه على العلم ان يرمي بنفسه في البحر ليتحول الى كائن بحري أو يصبح حورية بحر.

على كل حال لقد كُفِيُوا العناء, فسفن الصيد كل يوم تُخرج ملايين الأسماك والأحياء البحرية ولم يسعد الحظ ولا واحدة منها أن تعيش على اليابسة! أليست هذه تجارب تتكرر كل يوم؟ وحالات الغرق والموت للإنسان والحيوان لماذا لم يُسعد الحظ والصدف العمياء أي واحد منهم؟ هذا هراء وتجديف بلا دليل ولا تجربة, والويل لمن يعارض، حينها سيوصم بالتخلف وفقدان الروح العلمية, بينما هو يطلب تجربة لكي يصدق دعوى عريضة! من يطلب تجربة علمية فاقد للروح العلمية؟ قدموا لي تجربة واحدة وسوف أكون داروينيا متعصبا.

كل الحالات التي تكلمت عنها النظرية يجري تجريبها كل يوم ولكن ليس بقصد التجربة ولم تفلح ولا حالة واحدة! البشر ستة مليارات والولادات تقع كل ثانية, ولم تخرج ولا طفرة مفيدة واحدة! إذن انتهينا.

نظرية التطور يجري تجريب إدعاءاتها في الطبيعة ومستشفيات الولادة ولم توجد ولا حالة تؤيد ادعاءاتها, إذن هي نظرية باطلة, لا يُجربوا ويتبعوا انفسهم بل الطبيعة تجرب عنهم في كل يوم ولحظة وتثبت خطأهم كل يوم ولحظة ومجانا, انا اتكلم من خلال تجربة مجانية تقدمها الطبيعة، انا عندي مختبرات واسعة عريضة ولا تكلفني شيئا، ومستمرة التجريب، و في كل لحظة مختبراتي الطبيعية تعمل على مدار 24 ساعة لتبطل نظرية التطور، اذن لا احد يقول لي أني لست عالِما او مختبريا. مختبراتي كل يوم تخرج الاف وملايين الكائنات البحرية لليابسة، ورغم المحاولات لم تفلح ولا واحدة بتنفس الاكسجين مثلنا، أسواق السمك شواهد لي، انهم يعرضون نتائج تجاربي، ابحث عن سمكة حية فيها.

تخيل نظرية أخرى تدّعي ادعاءات ويكذّبها الواقع الطبيعي, ما مصيرها؟ هنا يأتي دور الداعمين الذين يُبقون هذا الكائن القبيح المحنط ويصرّون على حياته, تجاربهم لم يراها أحد لكن تجارب الطبيعة الكل يراها.

(الدقيقة : 32) يذكر الدكتور أن هناك مفارقات بين رباعيات الأطراف القديمة والأسماك، على أن الرباعيات القديمة تعتبر جزئيا أسماك وجزئيا كائنات برية، من وجوه التفارق أن رؤوسها مسطحة، لكن الأسماك رأسها مخروط.

الرد : وماذا عن رأس سمك القرش المفلطح؟ أم أنه ليس سمكة أيضا؟

(الدقيقة : 33 الثانية : 20) يذكر الدكتور من ضمن التفارقات ان الاسماك عيونها على الجانبين، بينما البرمائيات عند المناخر فوق. والأسماك لا رقاب لها، بينما البرمائيات لها رقاب، أي ان رؤوس الاسماك تعتمد على كواهلها، ومرتبطة بجسمها بدون أي انفصال، فهي لا تستطيع ان تلتفت برأسها، وهذا يعرضها للافتراس ويضعف افتراسها، ولكن لو تطورت سمكة تستطيع ان تلتفت فهذا يمكنها من البقاء اكثر من السمكة العادية، وايضا يمكنها من مطاردة الفريسة وصيدها، و رباعيات الاطراف الاولى كان لها رقاب.

الرد : الأسماك تستطيع أن تنظر ماذا وراءها, وتلتف بجسمها كله بطريقة مرنة وسريعة, ليست محتاجة للرقبة, وحاول أن تمسك سمكة حتى ترى براعتها في التخلص, وعسى ان لا تتعرض لسمك القرش، فبلمح البصر كالمنشار تخرج من الماء بلا ساقين، لكل كائن أساليبه وتقنياته المبهرة، ما هذا؟ هل التطوريون كفؤ لأن ينتقدوا الطبيعة أو يعدلوا تقنياتها؟ ما هذا الغرور؟ هل هذا عيب في الخلق كعيب فتق البطن؟ سبحان الله العظيم.

(الدقيقة : 34 الثانية : 5) يواصل الدكتور المقارنة بين الأسماك ورباعيات الأطراف، فيذكر أن للأسماك زعانف، بينما الرباعيات لها اطراف قوية. بينما من وجوه أخرى يوجد تشابه بين الأسماك والرباعيات، فمثلا على أبدان الرباعيات حراشف كالسمك، ولها عظام اطراف وعظام رأس، إذ أن السمك عظمي.

الرد : كل الأحياء تتشابه أصلا, هناك حشرات لها حراشف أيضا، فهل نقول أنها جاءت من الأسماك؟ كل الأحياء بينها تشابه وهذا التشابه ليس تطوريا, فالحشرات تشبه بعض الكائنات البحرية, الشجرة تشبه الإنسان في النمو والغذاء والتنفس, العلم لا يبنى على تشابهات بل يبنى على فروقات, بل إن القرآن وصف الجهل بالتشابه (إن البقر تشابه علينا), ونظرية التطور كلها مبنية على تشابهات، أي مبنية على الجهل.

(الدقيقة : 37) يتكلم الدكتور عن سمكة (يوسثينوبتيرون) اكتشفت في كندا عام 1881 م ، يقول ان هيكل هذه السمكة يرجّح أنها كانت تصطاد عند السطح وليست من اسماك الاعماق. لا يرجح العلماء انها خرجت من الماء إلى اليابسة، بل ظلت مائية، لكنها تشابه في بعض النواحي البرمائيات التي ستظهر بعدها بـ 50 مليون سنة. السمكة ظهرت قبل 385 مليون سنة، و وجه المشابهة هو عظام الجمجمة لديها مثل عظام البرمائيات. واسنانها مثل أسنان البرمائيات، وزعانفها كأنها كانت تمهيدا للأطراف، وفيها عظام نفس الموجودة في سمكة التكتاليك، هذه العظام ستصبح عظام العضد في البرمائيات، ثم عظمتا الذراع، وهي مجموعة من العظام ستكون عظام الرسغ، ثم بعد ذلك عظام الاصابع، هذه موجودة في الزعانف. و في سمكة التكتاليك توجد زعنفة تجتمع على هذه العظام بعدد اقل. و في سمكة التكتاليك يوجد نفس النمط، نفسه في الانسان والطيور والزواحف والبرمائيات والتكتاليك. وهذا يؤكد على وجود التطور. وأثناء حديث الدكتور تنعرض مقاطع فيديو مصممة بالكمبيوتر عن تصورات لأشكال هذه الأسماك الرباعية الاطراف تؤيد الفكرة. 

الرد : العلم لا يُبنى على الفبركات وإعادة الإخراج. الحقيقة أن كل نوع من الأنواع مصمم لمهمة معينة لا يستطيع أن يقوم بها إلا هو, وقُدّر تكوين جسمه لأجل هذه الغاية وليحقق دوره في التوازن الطبيعي ويقتات من أنواع معينة لا يستطيع عليها إلا هو, فنتج عن هذا اختلافات وتشابهات لكن لا يوجد تطابقات, تماما كالاختلاف بين الماعز والضأن وهي كلها أغنام, لكن تكوينها وتكوين أجسامها متناسب مع طبيعة ما سُخرت لأجله, لهذا نجد الماعز تحب الصعود على المرتفعات والأشجار لأنها متخصصة في أوراق الأشجار وأجسامها رشيقة ولا تجمع الشحم، لأن ثقل الوزن لا يساعدها على الوثب والصعود، ومهما أكلت الماعز تبقى رشيقة. أما الضأن فهي تجمع الشحم في ذيلها, وهي مسخرة لرعي الحشائش التي على الأرض مباشرة فلا تحب الصعود ولا يؤثر عليها ثقل وزنها، وأجسامها تنتج الشحوم، وهذه الشحوم ليست نتيجة اأاكل، بل نتيجة وظيفتها.

كل ما يُفسر تطوريا يمكن تفسيره توازنيا, يكون الجحد والكفر واقعيا من خلال اقتناء الحيوانات تبعا لوظيفتها، بينما تفسير وجودها تبعا لتطورهم، أي انهم يعرفون الوظيفة ويجحدونها، فهم يعرفون أن الوظيفة دقيقة وتفهِّم لماذا هذا المخلوق بهذا الشكل وهذه القدرات. الحقيقة انه لا يوجد شيء متطور أكثر من شيء، بل حتى الذكاء ليس من نصيب الإنسان وحده كما يتخيلون ان الانسان وحده هو الذكي والبقية ليسوا اذكياء، ولا حتى في الدرجة. بل ان في بقية المخلوقات ذكاء لا يستطيع ان يملكه الانسان، كذكاء الطيور في الاهتداء والهجرة، بل الطيور المقلدة للأصوات ذكاؤها في هذه الناحية يتفوق الاف المرات عن ذكاء الانسان في تقليد الاصوات. هل يستطيع انسان ان يقلد مثل هذه الطيور؟ أليس جهاز النطق عند الانسان متطور عن جهاز النطق عند الطيور؟ كيف يستطيع طائر صغير ان يحاكي اصوات مادية كصوت الصافرة والكاميرا والمنشار بدون أي هامش خطأ؟ بل مثلها تماما ومن أول مرة وبدون تدريب ولا توجد محاولات خطأ؟ هذه قدرة الهية وليست شيء يأتي بالتدريب، بل يستحيل على الانسان ان يقلد تقليد الطيور أيا كان من البراعة. اصوات الالات من الصعب على الانسان تقليدها، لكنه سهل على هذه الطيور. أليست دقة التقليد وسرعته من الذكاء؟ اذن هذا الطائر الصغير اذكى من الانسان في هذه الناحية. وعلى هذا قس بقية المهارات.

الإنسان يتوه في الليل في مسافة قريبة جدا، بينما الطائر المهاجر يقطع محيطات وقارات و في الليل والغيوم ليهتدي لنفس عشه الذي عشش فيه العام الماضي بدون تدريب ولا تعليم بعد أن قطع قارات ومحيطات، بل بالغريزة، ما الغريزة؟ انها من ضمن الاشياء التي يتجاهلها التطوريون مع التوازن والوظيفة، لكي يثبتوا نظريتهم الخرقاء. الغريزة تعني عبقرية لا يمتلكها الانسان، اذن الذكاء مغالطة كبرى. سرعة الحركة والتصرف أليست من الذكاء الحركي؟ هل يستطيع ان يتحرك الانسان كحركة وسرعة قط مهاجم؟ اذن لا يوجد ذكي وغبي، بل يوجد توجيه وعناية الهية لكل نوع وكل وظيفة أودعت ما تحتاجه من مهارات، هذا كل ما في الامر. قوة الذكاء ليست حكرا على نوع دون غيره. وسقوط وهم الذكاء يسقط نظرية التطور، لأنهم بنوها على ذكاء الإنسان، وأنه هو في القمة لأنه الأذكى. الله اراد ان يسخّر ما في الحياة للانسان، فأعطاه شعورا حرا يستطيع ان يهتم ويلاحظ ما ليس له علاقة ببقاءه، اما بقية الحيوانات فقد سُخرت لهدف محدد ووظيفة محددة. مع انها تمتلك ذكاء في هذا المجال لا يمتلكه الانسان.

الاختلاف بين أنواع الكلاب ليس بسبب التطور بل بسبب الوظيفة, فالكلاب السلوقية يختلف تكوينها الجسمي عن الكلاب الألمانية، لأن لكليهما وظيفة مختلفة, فبينما الكلب الألماني يهتم بالحراسة نجد الكلب السلوقي يهتم بالصيد ولا يهتم بالحراسة, وكلاهما جسمه مناسب لهذه الوظيفة, إذن من خلال التوازن والوظيفة والتسخير نستطيع أن نفسّر الاختلافات بين الأحياء بطريقة مقنعة, مثل الاختلاف بين الحمار والحصان، لأن لكلٍ وظيفته في التسخير, وما يقوم به الحمار لا يستطيع أن يقوم به الحصان وهكذا, ليس لأن الحصان تطور من حمار على نظرتهم البشرية الجاهلة المبنية على الإنسان وما يتعلق به, فلأن الإنسان يرى أن الحصان أغلى وأثمن من الحمار, جاءت نظريتهم لتجعل الحصان متطورا من الحمار, وجعلت الإنسان في قمة التطور الحيوي كله لأن أصحاب النظرية من بني الإنسان, وهذا شي مضحك! مع أن جسم الإنسان من أضعف أجسام الكائنات ولا يملك هذا الجسم أي وسيلة للدفاع ولا سرعة عدو ولا يحزنون,

لذلك أخّر المُخرج ظهور الطيور على المسرح لأنه بشر ويرى أن الطيران عملية صعبة, فكيف يجعل الإنسان في قمة التطور وهو لم يطر ولم يملك قرونا ولا رفسا ولا شَعرا, وهو صاحب أطول فترة طفولة وأضعفها؟ ما هذه النظرية المتناقضة؟ والأزفت من هذا أنها تجعل الإنسان الغربي ذو العيون الزرقاء في قمة تطور البشر كلهم, يبدو واضحاً أن عيون المخرج زرقاء وليست سوداء.

ألعاب التصميم والفوتوشوب يجب أن لا تُعرض بهذا الشكل, إلا أن توضَّح بأنها تصميم وفوتوشوب لأنها توهم الناس أنها حقيقة, عمليات الإخراج وتكميل العظمة إلى مخلوق كامل من الألعاب السحرية عند الدراونة وهي تزيد الشك فيهم, نحن لا نريد خيالا بل نريد حقائق مجربة ونشاهدها حتى نصدق, فعقولنا ليست رخيصة علينا على الأقل.

(الدقيقة : 37 الثانية : 35) يذكر الدكتور ان هذه السمكة هي النمط الأصلي لرباعيات الاطراف، مع أنها تعيش في الماء، لأن لديها زوجان من الزعانف تحوي هذه العظام كما سبق شرحه، هذه ستكون تهيئة وتقدمة للعظام المعروفة.

الرد : الزعانف في الحلقة قبل المتوسطة ليست مرتبطة بالهيكل العظمي للسمكة, بينما في الحلقة المتوسطة ظهرت الأطراف الأربعة مرتبطة بالهيكل العظمي, كيف تكون هذه متطورة من تلك؟

(الدقيقة : 39 الثانية : 10) يتحدث الدكتور عن الحلقة بعد المتوسطة، من 365 مليون سنة، وهي (أكانثوستيجا) وهي سمكة رباعية الاقدام، وهي في السابق سمكة، لكنها أصبحت رباعية الاقدام، وتعيش في الماء، فزعانفها تحولت الى اقدام حقيقية، وجمجمتها مفلطحة، والعينان فوق، والمنخران فوق، والاطراف قوية تساعدها على التحرك والمشي على الارض بطريقة مقبولة، ولها رئة عند الخياشيم، وهي حلقة متقدمة، وحفريتها موجودة ومدروسة. وفي اثناء شرح الدكتور يتم عرض فيديو لهذه الحلقة المتقدمة.

الرد : تعبانين كثير على التصميم والفوتوشوب, هل من تصاميم الكمبيوتر والفوتوشوب تطورت الطبيعة؟ والآن الحلقة المتطورة لها رئة ولها أحفورة كما يقول الدكتور, سؤال يا سيدي: أليست الكولاكنث لها أحفورة وفيها رئة تظهر في الأحفورة كما يقولون؟ لما شرِّحت هذه السمكة المنقرضة من 70 مليون سنة وجد أنها كيس دهني ليس إلا، وليست رئة بدائية كما زعم الدراونة, ما الذي يمنع أن تكون هذه الأحفورة كتلك الأحفورة والوهم نفسه يتكرر مرة أخرى ونحن ضحية هذا الخداع المبرمج والمتكرر؟ الإنقراض غير موجود، فإن كانت هذه الاحفورة حقيقية فستجد مثيلاتها في البحار مثلما وجدوا مثيلات الكولاكنث بعد ان حكموا بانقراضها لأنهم لم يروها، لأن هناك 90 مليون نوع من الأحياء لم يكتشف بعد، ما هذا التكبر؟ ما لا نجده أمامنا نعتبره منقرضا؟! بينما نعترف بوجود ملايين الكائنات التي لم نكتشفها حتى الآن؟ تناقض وتكبر أبعد ما يكون عن الروح العلمية.

(الدقيقة : 43) يواصل الدكتور حديثه السابق، فيذكر ان التطوريين افترضوا انه لا بد ان تتوسط الحلقتين السابق ذكرهما حلقة بين الأولى والثانية، وذلك لأن الحفرية الثانية قريبة جدا من البرمائيات، والحفرية الاولى بعيدة جدا عن البرمائيات واقرب للأسماك، ولكن لم يعثر عليها احد، وهنا تبدأ الملحمة العلمية الجميلة حسب تعبير الدكتور. ذكر ان التطوري نيل شوبن فكّر بما أن الأولى قبل 385 مليون سنة، والثانية قبل 365 مليون سنة، فلا بد أن ينقب في مكان ما على الارض تعود حفرياته إلى 370 أو 375 مليون سنة. ففتح كتابا جامعيا متخصصا ليعرف كيف يمكن ان يجد مثل تلك الحفريات التي تعيش في المياه العذبة، لأن الحفرية الثانية كانت تعيش في المياه العذبة، وكذلك لا بد ان تكون الحلقة الوسيطة مثلها، فوجد أنه من الممكن ان يجدها في جزيرة تقع في محيط القطب الشمالي شمال كندا، جزيرة إلس مور، فذهب هناك ليبحث عنها بعد أن شكّل فريقا لمدة خمس سنوات، وكانوا يزيحون أطنانا من الصخور وغيرها ولكن لم يجدوا شيئا ومع ذلك لم يغلبهم اليأس، وبعد الخمس سنوات هذه عثر احد اعضاء الفريق على المتحجرة هذه، فوجد رأسها في البداية، فأدرك انه وصل لشيء مهم، وجد رأسا مسطحا ليس كرأس السمك العادي، بعد أن رآها شوبين أدرك ذلك وقال هذه ضالتنا، هذه هي الحلقة المفقودة. وأثناء حديث الدكتور يعرض فيديو للرحلة التي قام بها هذا الفريق للبحث عن الأحفورة.

الرد : كيف اهتدى للمكان الذي توجد فيه الأحفورة في أراض واسعة جدا؟ ويحفر أيضا بينما بقية الأرض حوله لا نجد فيها حفر, المفترض أن يكون نبش أرض الجزيرة كلها. الفيديو المعروض يُظهر أن الأرض حوله لم يتم فيها الحفر. إن البوليس والشرطة لا تستطيع أن تجد شيئا مسروقا ومخفّى في مكان, فكيف يأتي لجزيرة كاملة ليجد فيها أحفورة مخبأة من 375 مليون سنة؟ خمس سنوات من البحث والأرض ليس فيها آثار للحفر, فقط حفرة واحدة، مع أن ليس لها رائحة أو علامة تدل على وجودها, ولا أجهزة كأجهزة الكشف عن المعادن مثلا لأن الأحفورة تحولت إلى صخرة. أريد أن أعرف كيف اهتدى إلى مكانها؟ كيف عرف هذا الجرف بالذات الذي حفر فيه في الجزيرة الكبيرة ، مع أن الحفرة ليست عميقة ولا توجد آثار للبحث فيما حولها! هذا هو الحظ السعيد , ثم لاحظ أنه يُخرجها بيد واحدة لأنها متماسكة وكأنها خارجة من مصنع بدون أي زوائد أو إضافات منذ 375 مليون سنة ولا يخشى أن تنكسر! لعمرك هذا هو الحظ, لكن كيف نصدّق هذا الحظ الذي أسعد صاحبه لكنه لم يسعدنا ولا بالتصديق؟ و كل هذا جاء من كتاب قرأه بالجامعة فوجد أنها تقع بالضبط في جزيرة مترامية الأطراف! الأسهل من هذا أنها صُنعت على يد مختصين ودُسّت تحت التراب وجاء مصوّر وصوّرها, هذا أسهل للتصديق ومنطقي جدا لدعم فكرة الإلحاد, خصوصا والتزوير والكذب شيء معروف ومتكرر عند الدراونة, كما زوّر العالم الألماني صور الأجنة, وكما زوّروا جمجمة بلتداون وكما كذبوا في سمكة الكولاكنث وغيرها, ما الذي يمنع وجود كذبات إضافية؟ إضافة إلى الرسم والفوتوشوب.. هل هذه أدلة تستحق الاحترام؟ نعم يحترمها من تخدمه هذه النظرية, لكن العاقل له كلام آخر فيما يُعرض أمامه, وهذا يشبه أن نقول : يوجد في صحراء نيفادا كنزٌ مدفون بيد أحد المسافرين. فيأتي شخص ويقول : لقد وجدته. بدون أي دليل على مكان وجود هذا الكنز, ثم يحتجّ برقمٍ زمني أمضاه في البحث, ولا ترى في الصورة أي آثار لحفر أخرى, وليس معه أجهزة خاصة لكشف هذا الكنز, فكيف وجده؟ ألا تتساءل مثل هذا السؤال؟ هذا هو نفس تساؤلنا الآن.. كيف يجد الدراونة ضالتهم دائما وبكل سهولة وبلا معدات حفر أو بحث, فقط مكنسة! تشبه مكنسة الساحرات.

ثم من أين أتت هذه الصخور المربعة الظاهرة في الفيديو؟ لا توجد في الطبيعة مثل هذه التربيعة! أم أنها للتوهيم بأنها صخور خرجت من الحفر بهذا الشكل المربع العجيب؟ وكيف تتحجر على هذا الارتفاع؟ ثم ما هذه اللمعة في مقدمة الاحفورة؟ في العادة الصخور الداخلية لا تلمع!

وكيف يكون رأسها كبيرا وجسمها صغيرا؟ ما وظيفة هذا الرأس؟ وكيف يحملها هذا العالِم من طرفيها؟ ألا يخشى أن تنكسر وهي ثمينة لهذا الحد؟ ولماذا رأسها سليم بالكامل وبنفس الوقت هو المقصود بالحكاية؟ ثم كيف تبقى آثار الحراشف من 375 مليون سنة؟ وهذا الصندوق المعد على مقاسها بالضبط كيف عرفوا مقاسها مسبقا فأعدوا لها صندوق بحجمها؟ ثم أين بقية جسمها؟ وكيف تحجرت وهي ليست في القاع في مجرى النهر؟ التحجر يحتاج إلى بيئة رطبة وفيها معادن ذائبة بينما هي على تل, ولم يتصل بها شيء متحجر معها, ولا يوجد في المكان غيرها! يحق لنا أن نتشكك! هذا غير أن الأحافير ليست دليلا علميا بالأساس، لأنها قابلة للتزوير، وكل شيء قابل للتزوير ليس دليلا.

التمساح عيونه فوق رأسه لأجل الاختفاء لأنه صياد, والحراشف يحتاجها في الصيد والتمويه, فهل كانت سمكتهم هذه صيادة؟ وما دور هذا الشكل الفوتوشوبي في التوازن البيئي؟ لماذا وُجدت سمكة نهرية بهذا الشكل وعلى ماذا كانت تتغذى؟ وما فائدة أنها تسبح عند السطح وتتنفس الهواء؟ بينما الحوت مع أنه يتنفس الهواء إلا أن عيونه في جانبي رأسه, إذن ما وظيفة هذه العيون الفوقية؟ إذا كانت تصطاد من الأحياء البرية الداخلة في الماء فهي غير مناسبة للصيد، لأن التمساح أفضل منها, فكيف عاشت إذن؟ إذا لم تكن مفترسة كالتمساح فسطح الماء ليس فيه شيء تأكله. غياب الوظيفة في استعراضهم للأحياء يعتبر مقتلاً لنظرية التطور و هم يتهربون منه لأن قضية التوازن تقضي على نظرية التطور, فإذا كان هناك نوعُ تطورَ من نوعٍ ثم صار يعيش على نوعٍ من الغذاء, فالسؤال : قبل أن يتطور, من هم أعداء ذلك النوع من الغذاء الذي صار يقتات عليه؟ وإلا لصار هو الأكثر, إذن التوازن ضرورة علمية يُهملها التطوريون, والعلم يخبرنا أنه لولا وجود أعداء لأي نوع لكثر كثرة مفرطة وأفسد الطبيعة. الكل يحتاج إلى تقليم, والتطور بطئ بملايين السنين في عمله على التوازن فيتأخر أحيانا 30 مليون سنة كي يخرج نوعا يقتات على هذا الغذاء, هذه النقاط لم ينتبهوا لها, البيئة مثل أي جهاز, لا يعمل إلا دفعة واحدة، ولو نقصت بعض قطعه لم يعمل, فنظرية الدفعة الواحدة المتوازنة أنا أقدّمها في مقابل نظرية التطور, وأُثبتها بكل معقولية أكثر من شطحات التطور الغير معقولة, لكن أحدا لن يسألني عنها, والسبب نقص الإعلام والقوة ليس إلا.

(الدقيقة : 50 الثانية : 30) يذكر الدكتور ان العالم الفرنسي جورج كوفييه صاحب نظرية الكوارث في الجيولوجيا وله اسهامات في علوم المتحجرات، كان يقول بتبجّح : أعطني سنا لأي كائن حي، وأنا أستطيع أن اصنع لك جسمه كله من هذا السن. ويذكر الدكتور ان كلامه فيه تبجح ومبالغة كبيرة لكن كلامه إلى حد ما صحيح، فكيف حين يسعدك الحظ ان تجد حفرية كاملة أو شبه كاملة؟ بعد ان وجدوا الاحفورة وفرحوا بها طلبوا من الاسكيمو ان يسمّوا هذه السمكة تكريما لهم لأنهم أصحاب المكان، فقالوا نسميها تيكتاليك روزيا، وتعني تيكتاليك : سمكة المياه العذبة الكبيرة، وروزيا تعني : المانح المجهول. إشارة إلى من موّل هذه البعثة بالمال. اتضح أن هذه هي الحلقة المفقودة بين الاسماك فصّية الزعانف والبرمائيات الأولى رباعية الاطراف.

ويذكر الدكتور انه هناك تشابهات بين هذه الحلقة المفقودة والاسماك والبرمائيات رباعيات الاطراف، فبالنسبة للأسماك نجد ان عليها حراشف من خلال حفريتها، ولها زعانف، ولها خياشيم، وتشبه البرمائيات من حيث أن رأسها مسطح، والعينان والمنخران فوق وليس على جانبي الرأس، وكون عينيها ومنخريها في الأعلى له دلالة، وهي أنها كانت تعيش قريبة من السطح، فترى ما فوقها، وايضا يوحي بأنها كانت تتنفس الهواء، ليس عبر الخياشيم، مع أن لديها خياشيم، وهذا يعني انها تتنفس بالطريقتين، كما أن لديها رئة، فهي سمكة رئوية، وهذه تعتبر من أجداد البشر الاقربين نسبيا من الاسماك فصية الزعانف، كما أن لها رقبة، والأسماك ليس لها رقاب، وأهم صفتين فيها هي : أن لها مجموعة ضلوع قوية، تسمح لها بضخ الهواء إلى الرئتين، وأن لها في زعانفها عظام كبيرة بخلاف الاسماك التي تحوي عظاما صغيرة، فزعانفها جزء منها زعنفة وجزء منها طرف، أي قدم، وفيها تشكيلات عظمية تشابه تماما التشكيل العظمي لليد البشرية. ويذكر الدكتور أن هذه الاحفورة رائعة جدا ولم يكن داروين ليحلم بأنه يمكن أن توجد مثل هذه الأحفورة. فهي ليست سمكة تامة ولا كائنا برمائيا تاما.

الرد : هذا الشكل ليس شكل سمكة صيادة, اذ ليس لها فم مثل فم سمك القرش إن كانت تصطاد من البحر, وإن كانت تصطاد من أحياء برية تدخل الماء ستكون ضعيفة لأنها تحتاج إلى أيدي ومخالب لكي تكمش الفريسة, وتحتاج إلى ذيل طويل من أجل التوازن, وكل هذا غير موجود فيها. و وجود الحراشف يدل على أنها كانت تختفي ولا تحتاج إلى الاختفاء، إلا إذا كانت تصيد من حيوانات تدخل إلى الماء كما يفعل التمساح، أي أنها صيادة, لكن هذا النموذج غير قادر أن يكون صيادا, وإن كانت تعيش على الأحياء الدقيقة أو الأسماك الصغيرة فهي لا تحتاج إلى العيون التي فوق رأسها، بل تحتاج إلى عيون جانبية كالأسماك. إذن هي خدعة مفبركة لكي تكون حلقة وسطى بين الأسماك والتماسيح ليس إلا, التمساح نفسه ليس رأسه عريضا بهذا القدر، بل طويلا وممدودا لكي يلقط بأسنانه عن بعد, بينما هذه السمكة رأسها عريض وليس ممدودا كالتمساح, لا يوجد مثل هذا النموذج في الطبيعة لأنه غير عملي. فالسؤال : على ماذا تعيش هذه السمكة؟ هي لا تستطيع أن تعيش على ما في داخل الماء أو على ما في خارج الماء, وهذه جوانب لم يهتموا بفبركتها لأنهم مشغولين بالمكان وبشكل الرأس الذي لم يتضرر أبدا وبقي لكي يكون شاهدا لهم على صحة نظريتهم, فيا للحظ كيف يكون سعيدا لهذه الدرجة, وشكرا لمموّل الرحلة, ولكل المستفيدين من هذه النظرية.

العيون التي تنظر إلى ما فوق الماء لماذا؟ إذن هي صيادة لكنها فاشلة، فهي ليست كالتمساح بموجب هذا التصميم الضعيف والناقص, وهذه نقطة أهملت في الفبركة.

أكثر ما يكون التزوير عند التطوريين في الحلقات المفقودة, لأنها عقدتهم كما فعلوا عندما زوّروا إنسان بلتداون كحلقة وسطى بين القرد والإنسان, وهذه حلقة وسطى بين البرمائيات والأسماك, فيجب التدقيق عليهم عندما يتكلمون عن اكتشاف حلقة وسطى. يبدو أنها بديلة عن خدعة سمكة الكولاكنث التي احترقت.

ثم كيف تتنفس بطريقتين؟ ولماذا؟ البرمائيات تتنفس بطريقة واحدة مع أنها تغوص في الماء, كيف يوجد حيوان يتنفس برئة ويغطس بالماء ثم يتنفس بطريقة أخرى كالخياشيم؟ سيكون هذا هو الأقوى تطوّرا لو وُجد. البرمائيات أساسا تتنفس الهواء الخارجي وليس عن طريق الخياشيم, أين ذهبت هذه الخاصية الممتازة؟ لماذا لم يبقيها الانتخاب الطبيعي؟ أليس يختار الأفضل؟

(حتى نهاية الحلقة) يذكر الدكتور دقة الزمان المفترض ايجاد هذه الاحفورة فيه والذي سبق ان تحدث عنه، ويقول انه كيف يمكن أن يأتي من يستنكر التطور بإستخفاف. ويذكر انه لو سألت أي عالم تطوري كبير وهائل المصداقية : هل لديك قطع يقيني بالتطور؟ سيجيبك : لا. هذا هو جواب العلماء المحترمين، فلا يوجد في العلم قطع 100%، فالعلم طريقته هي الترجيح، لأنه استقرائي، وطبعا فيه جانب تجريبي واستدلالي، ويكتفى فيه بالترجيح، فإذا جاوز الترجيح 70% أو 80% يكون ممتازا، فكيف لو كان فوق 90% أو 95% ؟ علماء التطور مقتنعون أن التطور حاصل واشتغل ويشتغل، ربما بنسبة أكبر من 95% ولكن ليس 100% ، ففي الـ 5% المتبقية بعد عشر او عشرين سنة احتمال انه قد تظهر نظرية تقلب الأمور رأسا على عقب، وتقدم مقاربة مختلفة تماما وتنجح، فمن خلال هذه النظرية امتلك – كعالم – قدرة تفسيرية استطيع أن أفسّر بها مئات الحقائق، بينما نظريتك تخسر في تفسير كل ما استطعت تفسيره بنظريتي. ويقول الدكتور انه هكذا تكون المسائل في العلم، بينما البعض له تعامل آخر وهو تعامل خاطئ، اذ يظن انه لو وجه نقدا لنظرية كبيرة فقد اثبت خطأها.

الرد : لا، بل يوجد القطع في العلم, في الميكانيكا يوجد و في الكهرباء والهندسة يوجد قطع مائة بالمائة, و في الرياضيات يوجد أيضا, هذه إسمها علوم, أما الذي لا يوجد فيه قطع فيسمى نظرية أو فلسفة علمية, يجب أن تُحترم كلمة علم, والأمور التي ليس فيها قطع في الرياضيات أو في الهندسة هذه تعني أن العلم لم يصل إليها مائة بالمائة حتى الآن.

وكيف يصل ترجيح التطور إلى 95 بالمائة مع أنها بلا تجارب وتصطدم مع المنطق ومع العلم في موضوع التوازن وليس لها أي تطبيقات طبية أو علاجية ومليئة بالتزوير والأكاذيب المكتشف منها وما لم يكتشف؟ وكيف تخاف أن تأتي نظرية تقلبها رأسا على عقب؟ مع أنك اثبتّ 95% منها؟ لو كان 95% منها علمي ومجرب لما خشي عليها من نظرية تقلبها وتلغيها كلها. هذا بناء على الوهم القابل للسقوط في أي وقت باعتراف الدكتور والتطوريون، لأنه يخشى ويخشون من أن تأتي نظرية من هذه الـ 5% تقلبها رأسا على عقب. لو كان شيئا حقيقيا لما خُشي عليه من شيء يقلبه، فمثلا في الرياضيات لا نخشى أن يأتي شيء يفسد علينا حقيقة جدول الضرب، أو القسمة، وكذلك في الأمور الثابتة في الكيمياء والاحياء والفيزياء، بل هي تحدي لمن يثبت نسبة من خطأها وليس يقلبها 100% ، فعلى التطوري أن يترفق لأنه يركب حصانا بلا أرجل.

قلتُ سابقاً أن الطبيعة تجرّب وتكذّب افتراضات التطور كل يوم بينما هم لا يجربون, فكيف وَصلت إلى هذه النسبة؟ كل هذه العيوب تجمعت في 5% فقط! يا دكتور كن واقعيا ولا يأخذك الإعلام كل مأخذ! والشهادة لله.

قل يا دكتور أننا نقدّم تفسيرات ولم يقدّم أحد تفسيرات منافسة, أي أنكم تقومون على فلسفة قابلة للخطأ والصواب وليس على علم؛ لأن العلم غير قابل للخطأ، لأنه مجرّب, لا بد أن نُخرِج العلم عن الموضوع, ثم من قال للدكتور أنه لن يستطيع أحد أن يقدم تفسيرات لأنه لا أحد اهتم بتفسير اختلاف الأنواع إلا أتباع المذهب الإلحادي أو الذين تبعوهم لقوة إعلامهم؟ نظريتي أنا الوراق و هي نظرية (التوازن والتسخير والدفعة الواحدة) تقدّم تفسيرات أسهل وأحسن بدون ربطها بالإيمان إن شئت, وأنا أتحدى من يهزها وليس يقلبها رأسا على عقب كما تخافون، ليس هناك ما يُفسَّر إلا اختلاف الأنواع أليس كذلك؟ إذن نظرية التوازن والتسخير تفسّر اختلاف الأنواع بشكل علمي, فقط تحتاج إلى دراسة موسعة حتى تشمل كل الأحياء.

إن مجموع الوظائف في المخلوقات نتيجته التوازن البيئي الشامل.