الاثنين، 28 سبتمبر 2015

الجمال بين الرجل والمرأة

الرجال بالعادة يتأثرون بجمال المرأة أكثر من تأثر المرأة بجمال الرجل، لأن المرأة تنظر إلى أخلاق الرجل وسيرته وشخصيته أكثر مما تنظر إلى شكله، والرجل الناعم الخالي من الخشونة لا يعجب المرأة كثيرا. وإلا لكان الرجال يهتمون بالزينة أكثر مثلما تهتم المرأة. وسامة الرجل مهما بلغت هي قليلة، أما الكثير من الجمال فيوجد عند المرأة. حتى أن من أساليب تعييب النساء لبعضهن أن تقول عنها : كأنها رجل.

والجمال شيء نسبي لا تستطيع معرفة نصفه أو ربعه، كل لون له جماله، والكبير له جماله والصغير له جماله ، وجمال الشكل لا يمكن ان ينفصل عن الشخصية، ففتاة مجنونة مثلا مهما كان شكلها جميلا فلن تعتبر جميلة. وهذا شيء معروف، ارتباط الجمال بالشخصية. وحتى في قوله تعالى عن نسوة المدينة لما رأين النبي يوسف عليه السلام : (رأينه) ، هنا تطابق المظهر مع المخبر.

وما دام الجمال مرتبط بالفضيلة ، فجمال يوسف مرتبط بفضيلته أكثر من شكله. يؤيده قوله تعالى (أكبرنه)، وهناك مشاهير ولاعبين يشتهر أن النساء تهيم بهم ربما في الشارع من هو أجمل منهم ولكن لا يُعطى اهتمام، إذن التعلق مرتبط بالفضيلة. المرأة تبحث عن القليل من الوسامة والكثير من الشهامة، لأنها تبحث عن رجل يتحمل المسؤولية ويكون ذو أخلاق و رقيق وذكي وطيب وحنون.

الأكيد أن صفات الأنبياء الخَلْقيّة مقبولة وتختلط بجمال أخلاقهم ، وتجعل نورا يشع من وجوههم، و وصف النبي يوسف بالمَلَك أي بجمال أخلاقه الحسنة إضافة إلى شكله الخارجي. والله لا يشرِّف أنبيائه بالجمال الشكلي فقط مثل ما يقال عن النبي يوسف ، وإلا فما العبرة من القصة ؟ هل هي في مدح الجمال ؟ والرجولة لا تعتمد على جمال الشكل، بل جمال الفعل والأخلاق والمنطق والعفة. واضح أن النبي يوسف كان يغض البصر عن النساء عندما رأينه، ولهذا قلن عنه "ملك كريم"، لأنه يكرّم نفسه. هذا غير ما سمعوا عن حسن أخلاقه، و رفضه لامرأة العزيز واستعصامه عنها، وما يسمعون عنه من معرفته للمستقبل وتفسير الأحلام، وسلوكه المميز في القصر ومحبة الناس له، كلها صفات تزيد من جمال الأخلاق. لو سمعنا هذا عن شخص ما سننبهر من هذه الصفات لو طلع أمامنا فجأة. والجمال توصف به النساء لا الرجال ، كما أنه يحتاج إلى مكملات ، و كون الناس يشاهدون صور رجال أو نساء جميلين وجميلات لم يجعلهم هذا يقطعون أيديهم.

كان يوسف عليه السلام معروف انه يدعو لعبادة الله وترك تعدد الآلهة ، قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام : (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)، وكان يوسف ينبئهم عن طعامهم وغير ذلك، ولو كان يملك نصف الجمال كما يقال لكان معروفا عنه ذلك. ما سبق ذكره يؤكد أن انبهارهم منه لكونه نبيّ، مثل ما انبهر ذلك الرجل عندما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام وقال : لا يكون هذا كذابا أبدا، عرف ذلك من ملامحه، وليس لكونه جميل الشكل فقط. وأيضا يوسف في صغره بيعَ بثمن بخس في سوق النخاسة، وهذا الثمن لا يكون لغلام جميل إلى هذا الحد فيه تلك الميزة الباهرة والنادرة.  

الجمال نسبي ، وكل مجتمع له مقاييس جمال تختلف عن المجتمع الآخر، لكن جمال الفضائل يقدّره الجميل وهو غير نسبي. الجمال لا يوجد حد أعلى له، بدليل انه لا توجد ملكة جمال واحدة يعتبرها العالم كله جميلة.

الشكل أحيانا مبني على المعنوي في الغالب، مثل صفاء البشرة كأنه يرمز لصفاء داخلي قلبي ، واتساع العيون دليل على البراءة، ويقال أن الابتسامة نصف الجمال، لأنها تعني النفس المتقبلة الأريحية. لا تستطيع تخيل رجل معبّس وتصفه بالجمال. حتى صغر العمر يشير إلى البراءة. هو في الأخير معنوي. أي احد يعجبه شكل شخص إنما هو على مظنة الطيبة والإحساس والذكاء والعقل والبراءة، فإذا اختلت هذه يذهب جمال الشكل . وينقص الجمال عندما تتصور فقدان الفضيلة، ويزول الشعور بالجمال نهائيا عندما تواجه سوء الأخلاق. والناس لا يرون جمال ممثلات الأدوار الشريرة، مما يدل على ارتباط الجمال بالفضيلة.

إذن الحب ليس على الشكل ، وإن كان الآخرون يتوهمون العكس. النظرة للجمال هي عبارة عن تقييم، وأغلب التقييمات غير معتمدة على ما نشعر به، تماما مثلما تسمع قصيدة، هل ستعطيها قيمتها في معزل عن العوامل الأخرى ؟ يصعب هذا ، مثلا : هل الشاعر مشهور أم مبتدئ ؟ مهما كان سيتأثر تقييمك .. الجمال موضوعه تقييمي ، بدليل اختلاف الناس ، هو تقييمي خاص، لكن هذا التقييم الخاص متأثر بأفكار عند الآخرين.

الله هو الحق



الله هو الحق وهو الاصل وهو الذي لا يتبدل، ونعرف الله من وصفه لنفسه، وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق، وبما أن الله لا يمكن أن يكون شيئا آخر، فكذلك الشيء لا يمكن أن يكون شيء آخر، وهذا هو الحق. بالتالي لا يمكن ان يكون الله ثالث ثلاثة وبنفس الوقت الله . فالله أحد وهو صمد، و كل الأشياء ترجع في الأخير إلى الحق وبالحق، هو مرجعية كل شيء. وعلى هذا لا يمكن أن يكون الله ظالم، لأن الله حق، مع أن الله على كل شيء قدير، هذا هو أساس الأساسات، التي خلقت عليه الأرض والسموات.

الحق معناه الحقيقة والثبات، وعكسه الباطل المتقلب . إن الله ملتزم بالحق مثلما هو مُلزِم بالحقيقة لأنه سبحانه ملتزم بالحق، لهذا لا يصح أن يقال أن الله يمكن أن يظلم، أو يجعل الظلم أفضل من العدل، أو يجعل الشر أفضل من الخير، قال تعالى (ولا يظلم ربك أحدا) ، أو أن يكون هو نفسه اثنين و في مكانين، كأن يكون هو المسيح في الأرض وهو الله في السماء ! هذا غير حق، والعلم نفسه يسعى إلى الحق، والله خلق السموات والأرض بالحق أي بالعلم، وهدف العلم أن يهتدي إلى الحق الثابت، وهكذا تُنفى صفات الباطل عن الله، وهذا لا يتنافى مع كونه على كل شيء قدير ويفعل ما يريد، و على هذا ، فلا يمكن أن يكون الله شرير بحُكم أنه على كل شيء قدير. لأن الله هو الحق ، ونفخ في الإنسان من روحه، وبهذا صارت روح الإنسان تميل إلى الحق و ترى جماله على الباطل، لكن أهواء النفوس تصرفُها عن ذلك، وجعل الله في الأرض خليفة نفخَ فيه من روحه لكي يُقيمه في الحق .

إن الظلم عكس الحق، والله حق، إذن الله لا يظلم. (ولا يظلم ربك أحدا) .

الشعور في كل كائن حي

إن المادة لا تستطيع أن تؤثر إلا في وجود شعور سمح لها بالتأثير، وليست المادة تؤثر بذاتها، وذلك لأن الشعور يتجاوز المادة أحيانا. فالطعام الشهي يصوره لك الشعور بالكريه في حالة الشبع، وطعام كريه مستقذر يمكن أن يحلّيه لك وتأكله. إذن أين المادة وتاثيرها؟ المادة لا تعمل إلا مع الشعور، وليس لها تأثير لوحدها. بل الحقيقة هي أنه لا يمكن أن توجد حياة إلا بوجود شعور، لا يمكن أن تخلو حياة من شعور، حتى النبات لديه شعور، وإلا لما عاش.
تلاحظ بعض النباتات تموت وهي لم تقتلع من جذورها، وذلك لأن حيوانات كالأغنام يأكلن من أوراقها ولحاء جذوعها، وقد قدّم أحد الباحثين في النبات دراسة تثبت أن للنبات إشارات كهربائية تعمل كعمل الاعصاب في الحيوانات، مما يثبت أن للنبات إحساس. وكذلك بعض النباتات التي عند مسها تنكمش على نفسها، هذا مما يثبت ايضا أن للنبات إحساس.

لا يمكن أن تكون هناك حياة بدون شعور، مثلما الجسم محتاج للدي إن أي ، كذلك الحياة تحتاج للشعور، لأن الشعور هو الذي يبرمج الحياة نفسها، هو الذي يبرمج الجسم المادي، وكيف يسلم وكيف يبقى وكيف وكيف، هذه الأمور لا يقدمها الدي إن أي، لذلك فبحثهم في الجينات عن المشاعر وما شابه خاطئ. هناك جانب لم يُشاهد، وهو جانب الروح.

إن الشعور عبارة عن روح في أحد مستوياته. فالروح يمكن أن تكون عقل أو أن تكون شعور، أو أن تكون حياة نباتية. عندما تنام، لا يوجد لديك وعي بما حولك، لكن الروح موجودة، بدليل أنه عند تنبيهك تنهض من النوم، أي رجع هذا المستوى للروح، مع أن المستويات الأخرى تعمل، على مستوى أحلام، وعلى مستوى تنظيم دورة دموية، الخ، النبات مثلا يعتمد على برمجة شعورية موجودة فيه، مثلا : عندما تقطع الماء عن النبات وقد بدأ بالإثمار، تجد أن النبات يسرّع العملية البيولوجية وتستوي ثماره أسرع، وإن كانت أصغر حجما، مثل النخيل النحيلة ذات الثمار الكثيرة تنضج ثمارها قبل النخيل ذات الجذوع المتينة، وهذا بسبب تعجيل وتسريع العملية البيولوجية، لأنها تحس بالعطش وتخشى أن تموت، لذلك لا بد أن تنتج ثمار وبذور.

كذلك ثمرة الباذنجان عندما تقطع أوراقها حين الإثمار ، تبقي على ثمرة واحدة بلون أخضر كي لا يعتقد من يراها أنها مستوية، في حين أنها تملؤها بالبذور لتبقى أجيالها. هذا ليس تفكيرا منها، بل هذا الشعور المبرمج فيها يعمل بهذه الطريقة، فسبحان الله العظيم. وكذلك عندما تُقطع أطراف الشجرة، تقوم الشجرة بالتعويض من خلال تمتين الجذع، لأجل أن تبرعم من عدة جهات متباعدة لكي لا تتعرض للأذى، كما يفعل بعض زارعي العنب، لكي تكون العنبة كشجرة واقفة بنفسها لا تحتاج الى مساندة خارجية .

في الحقيقة، نحن لسنا امام شيء مادي أو هندسي فقط، نحن أمام كائن حي، و كل كائن حي يحوي شعور، والتفكير أصله من الشعور. مستوى تفكير الإنسان ليس موجودا عند النبات أو الحيوان، إنها مسألة مستويات ليس إلا، لكن الأساس واحد للجميع، فشعورنا مبرمج وشعورهم مبرمج، من ناحية الخوف والرغبة، اذ لا يمكن ان يعيش كائن حي ويخلو من هاتين الصفتين. أما الجينات فهي تعمل بطريقة آلية، بدليل أنها تنتج أخطاء في الجسم احيانا، مما يسبب له مشاكل ومتاعب وتستمر عليها.

لاحظ أن كل نبات له حيلة لا يستخدمها النبات الآخر ، وهذا يدل على ان في كل منها شعور مبرمج يجعلها تتصرف بهذا الشكل الفريد. ولاحظ أن البرمجة هذه في قمة الذكاء، بينما النبات لا عقل له، فمن اين أتى هذا ؟ لا بد من أحد برمجه، لو جُمعت حيل كل النبات في نبات واحد لاحتل الارض كلها. لكن الله سبحانه يضع في كل نبات نقاط ضعف، من أجل غيره، ويُوازن العلاقة معه مع غيره، فلا إله إلا الله. إنه عالم من الإبداع.

ويقولون إنتخاب طبيعي !

لاحظ أيضا أن كل نبات مبرمج على بيئة معينة، لا تستطيع أن تقول ان أي نبات يستطيع ان يعيش في أي بيئة، وإلا لملكَ الأرض. لو كان هذا انتخاب طبيعي ، فلماذا اذا نجحت ميزة في نبات تُصنع تلك الميزة في نبات آخر؟ لماذا يتميز هذا النبات فقط بصنع بذور بأوراق مجنّحة؟ لماذا هذا النبات تناسبه البذور اللولبية مثلا ؟ ما العقل الذي صنع ذلك ؟

كل كائن حي يحوي شعور مبرمج معنويا ..

خرافة التغيرات المناخية التي جعلت الإنسان يتطور


في فيلم وثائقي بعنوان Becoming Human ، يشرح هذا الفيلم تطور البشر (المزعوم) من قردة على الأشجار حتى وصولنا إلى ما وصلنا إليه. وأهم النقاط فيه باختصار هي أن القرد بدأ بالمشي على قدميه قبل 5 ملايين سنة، ويمثل هذه المرحلة أحافير لوسي وسلام المكتشفة في اثيوبيا، ثم قبل 2 مليون سنة، أصبح هذا القرد يستطيع المشي منتصباً على قامته ويستطيع الجري، ويمثّل هذه المرحلة ما يسمى (الهومو اريكتس) الذي تمثله احفورة صبي توركانا، ثم نشأت عدة أجناس أخرى كالنياندرتال والهوموسابينس (الإنسان الحالي) وغيرها من الأجناس البشرية.

وكان الرابط المشترك الذي أسس لتطور كل من هذه الأجناس البشرية هو التغيرات المناخية الحادة في حياة كل جنس، مما دعا ذلك النوع للتطور إلى النوع الآخر، فيقول الفيلم أن سبب انتصاب القرد الاول هو الجفاف الشديد الذي أصاب افريقيا ودعاه الى البحث عن الطعام، وأن سبب تطور القرد الأول الى (الهومو اريكتس) هو التغيرات المناخية الشديدة، وأن من اسباب انقراض النياندرتال ومجموعة من الانواع البشرية هو الجفاف الشديد في افريقيا والعصر الجليدي في اوروبا، وفي الاخير لم يبق إلا الهومو سابينس (الإنسان الحالي) ..

إن هذه الرحلة الخيالية مبنية على سبب غير واقعي وغير موجود، وهو التغير المناخي. إن التغير المناخي أمر مستحيل الحدوث على الأرض، وذلك لأن عوامل المناخ ثابتة لا تتغير ، مثل وجود الشمس، وثبات بُعدها عن الأرض، وكروية الأرض، و اتجاه دورانها، وميل محورها، ونسبة الماء واليابس على سطحها، وتغير الفصول الاربعة، كل هذه العوامل تجعل مناخ الأرض ثابت لا يمكن أن يتغير في فترة من الفترات، بدليل تسمية الاماكن المناخية، فمعروفٌ مناخ البحر المتوسط ومناخ الصحارى ومناخ المناطق الباردة والمعتدلة، الخ..

إن كلمة "تغير مناخي" تتطلب أمورا كثيرة وليس أمرا واحداً، هذا مع استحالة الامر، اي حدوث هذا التغير مستحيل، فالأرض كروية تدور وتنتج تغير فصلي، والمؤثر الوحيد في المناخ هو الشمس، والشمس ثابتة، كيف سيكون هذا التغير؟ لو تغير المناخ في مكان ، ستكون هناك مصائب في المناخات الأخرى، والأرض مترابطة كلها مع بعضها، فمن الصعب ان تتخيل وقوع تغير مناخي حاد في مكان ما، بينما بقية المناخات مستقرة على حالها.

هذه مشكلة التطوريين ، إنهم محتاجون إلى أكشن وأحداث لكي تُقبل نظرياتهم. إذن هم لا يستطيعون ان يفسروا بدون ذكر لهذه الأحداث الهائلة وأن يشرحوا اسبابها المنطقية. هذا غير أن الأحياء تستطيع أن تنتقل ولا تحتاج لتغيير خِلقتها حتى تعيش. 

صحيح أنه قد تطرأ تغيرات على المناخ، ولكنها تعتبر دورات مناخية، وهي معروفة ومحسوبة وطفيفة، وتتعلق أكثرها بالأمطار، لكن لا يمكن أن يتغير المناخ فجأة أو أن تستمر الدورة المناخية لمدة زمنية طويلة تقرب إلى آلاف السنين. وقد يبرر البعض تغيرات المناخ بنظرية حركة القارات ، ولا معنى لهذا التبرير، لأنه لو قلنا بها فهذا لن يغير شيئا من مناخ الارض، وسوف يجعل الكائنات الحية القادرة على الانتقال تنتقل الى الاماكن التي كانت تعيش فيها سابقا على ظهر القارة. إن انتقالها اسرع من تغير مواقع القارات.

ويتحدث الفيلم عن أحد اسباب انتصاب القرد وسيره على قدمين، وذكر فرضية يرون انها هي الأكثر قبولا كسبب وجيه (بزعمهم) ، وهي أن السير على قدمين يوفر طاقة الجسم أكثر من السير على اربعة ، وهذه مغالطة منطقية فادحة، لأن الواقف على قدمين هو المحتاج الى طاقة اعلى وليس العكس، فالواقف يحتاج إلى شد عضلات كثيرة حتى يستطيع ان يقف باتزان وانتصاب كامل، وهذا ما تقوله الفيزياء وتوزيع الاحمال، لأن كل جسمه العلوي يقع حمله على القدمين فقط، أي انه لا يوجد توزيع أحمال كافي، بينما الماشي على اربع يكون توزيع الأحمال لديه أكبر ، وبالتالي لا يحتاج الى طاقة أكبر.

و في فيلم آخر عن هجرة البشر، يُذكر فيه أن الإنسان الأول هاجر عبر افريقيا الى الجزيرة العربية شرقاً هربا من الجفاف. ولكن السؤال : كيف تكون هجرة البشر من افريقيا الى الجزيرة العربية بينما كلها لها نفس المدار والوضع المناخي ؟ لو ذهب الى الشمال او الجنوب لكان وجد خصبا واعتدالا مناخيا اكثر، اما ان يهاجر في نفس المدار الحراري، فإنه لم يستفد شيئا.

هجرة الطيور تتجه من الشمال للجنوب والعكس، لا تسافر عبر نفس الدائرة المناخية، فكيف يهاجر عبر نفس المدار ؟ هل هي اذكى و احكم منه ؟ هجرة البشر المزعومة هذه كلام غير منطقي .

يبدو أن الانسان وُجد في اليمن، ثم هاجر منه، او لنقل في الحجاز. بالنسبة لنا كمسلمين، نعتقد انه في الحجاز او مكة وُجد ادم، وهذا ما يقوله المأثور الإسلامي. والله لم يترك البشر بدون انبياء، اذن اول مجموعة بشرية كانت هناك، و حتى مؤرخو البشرية القدامى يثبتون ذلك، لاحظ خط الهجرة من الجنوب للشمال. اقدم الحضارات هي حضارات جنوب الرافدين، أي انهم على بوابات الجزيرة العربية، ولا تزال الجزيرة العربية خزان بشري يهاجر البشر منها. وقيل ان قبيلة جُرهُم اليمنية سكنت عند بئر زمزم ، وابراهيم هو رافع للقواعد وليس مؤسسا ، أي ان اول بيت وضع للناس موجود قبل ابراهيم . وطريق شمال الحجاز طريق قديم للهجرات، ولذلك تجد كثرة الانبياء في هذه المنطقة ..

نوع العلاقة مع الله


اقتباس



قد يكون لي رأي مختلف
اعتقد لابد من المصلحة ولست انا من أكدها او قال بها
استعرض القرآن الكريم ستجد أن الحث على الايمان يعقبه اغراءات
وهي بمعنى آخر مصلحة هنا دعوة للمسارعة والمنافسة لنيل المغفرة فقط لا بل وجنة (أي مصلحة)
( وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) ال عمران
وهنا مغفرة ومن ثم جنات وليس هذا فقط تجري من تحتها الأنهار
وليس هذا فقط خالدين فيها .. كل هذا مصلحة

( أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) ال عمران
صحيح ان العبادة استحقاق لله سبحانه وتعالى لكن لا تستطيع فصلها عن ما اعد لمن فعل
ولا تستطيع ان تقول هو لا يهتم بل هو يعبد ربه فقط للعبادة
هذا الغاء للمفهوم كله المذكور بالقرآن وهذه خاصية للملائكة فقط
وليست للجن والانس وباستعراض القرآن نجده يقرن الايمان والعمل الصالح
والعبادة بمقابل جزائي جميل للترغيب اذا هناك مصلحة ولا يجب ان ننكرها كبشر
من منا لا يرغب الجنة وما فيها .. وهذه مصلحة كاملة تامة
 


الرد :



أخي الكريم 

الإنسان ليس له الا قلب واحد، فهل الأهم المصلحة أم عبادة الله ؟؟!، هذه هي النقطة المهمة ، وإلا فلا شك أن طريق الخير كله مصالح ، وأن طريق الشر كله أضرار ، لكن الفرق في التقديم والتأخير ليس إلا.

على كلامك إذا لم تتبين المصلحة وتبين الحق هل يجعلك هذا لا تعمل؟ ، عندما قال تعالى ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) هل يعني هذا أن لا يعملوا ؟! ، والله وعد بالجنة لكن قال ( ورضوان من الله أكبر) أي أكبر من الجنة .

على كلامك هذا نحن لا نرى الا المصالح ، فأين المحبة؟! أين من قال عنهم سبحانه ( يحبهم ويحبونه ) كما نلاحظ أنه يستخدم هذه الآيات المركزه على المصلحة رحمة منه بهؤلاء الذين لا يفكرون الا بالمصلحة لعلهم يهتدون ثم يعرفون أن هناك ماهو أكبر من المصلحة وهو رضوان الله ومحبته لهم لأنهم يعتبرون ان المصلحة كل شيء ، لكن تنقص قيمتها إذا كانت خالية من الرضا والمحبة.

الإنسان له شعور وليس عبارة عن مصالح فقط ، أنت لن تكون سعيد إذا أحد يعطيك لكنه لا يحبك ، كذلك لاحظ أن المغفرة تذكر قبل الجزاء.

إذا كانت العلاقة مع الله علاقة مصالح ومضار فقط، مافرقها عن أي علاقة مصلحة عادية ؟؟! ، حق الله أكبر والله يستحق المحبة ،بل كلها ، ألسنا نقول أننا يجب أن نحب في الله ونكره في الله ؟؟ هذا يعني أن المحبة كلها لله ، وان الله أكبر من كل شيء كما نقول ( الله أكبر) ، لا أقول هذا لأني صوفي أو غيره (راجع حواراتي مع الصوفية في مدونتي ) ، أقول هذا لأني أرى أنه الحق والمنطق والأخلاق ، وهذا لا يعني أنني لا أبالي بنعم الله ، بل أرجوها وأتمناها من الله ، لكن لا تكون علاقة خالية من المحبة ، أي علاقة مصالح فقط .

وماذا عن قول الله تعالى ( ورضوان من الله أكبر ) أي أكبر من الجنة نفسها ، هل المهم هو الجنة فقط ؟؟ ، وماذا لو لم تذكر الجنة هل يعني هذا أننا لا نعبد الله رغم أن هذا هو الطريق الصحيح بالدنيا والآخرة ؟ وهو واجب الشكر لنعم الله الكثيرة ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ، ومادام أننا مرتبطين بمصلحة نعرفها قد يجعلنا هذا نكون على حرف ، كما قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) ) لا نتمنى أن نكون هكذا كلنا ان شاء الله.

وشكرا لك