الاثنين، 28 ديسمبر 2015

نظرية الإختيار (6) : علامات صفاء اختيار الخير

من علامات صفاء اختيار الخير : عندما تحس ان الله كرّه اليك الكفر والفسوق والعصيان، وعندما ترى ان كل مؤمن ناجح معنويا، أما عندما ترى النجاح عند المبتعدين عن الله، فهذه علامة اختيار عالم الشر ، والمعوّل في تحديد الاختيار هو الإعجاب ، فالبعض لم ينجح في عالم الشر ويتألم منه ومع هذا مُعجب به ويحبّه اكثر من عالم الخير، ويفهم عالمه وخطابه اكثر من عالم الخير، حتى لو كان يعاني من وضعه، فالمعاناة بحد ذاتها ليست دليلا كافيا على الاختيار، ففي عالم الشر (الصناعي) هناك من هو ناجح وهناك من هو فاشل، فكون الشخص ليس لديه علاقات او اعمال ناجحة في عالم الصناعي لا يدل ذلك على إعجابه بعالم الخير، ولو نجح بعالم الشر لأصبح اختياره واضحا. ولنا في قصة المعجبين بقارون وماله الكبير عبرة. 

كذلك تقديس الذات الزائد عن حده، فتجد تقييم الحق والباطل عند من يقدس ذاته ينطلق من ذاته ، وأي شخص يدلّل هذه الذات ويفهمها ويحس بها هو الأفضل بالنسبة له وليس للحق والباطل أية قيمة، ويعتبر النقد كأنه جريمة في حقه وعدم إحساس بذاته و حقوقها على الغير، حتى لو كان ذلك النقد على حق .

وقد يُعجَب اصحاب اختيار الشر باهتمام الإنسان مختار الخير، وقد يحس الإنسان مختار الخير أن إعجاب مختار الشر به من أجل الخير، بينما هو في كثير من الاحيان – وليس كلها - من اجل الاهتمام والمودة، فيريد من مختار الخير أن يحس به وبما تريد ذاته فقط. هذا النوع محسوب على مختار الشر حتى لو أعجب بمختار الخير، لأنه معجب بالاهتمام أو بالنجاح وليس بالكلام والمضمون .

فلا يكفي أن يكون الشخص يعاني في عالم الشر أن يكون مختارا للخير وكارها للعالم الصناعي ، فقد يكون ما يٌؤلمه هو فشله في ذلك العالم المصلحي والغير مبني على الاخلاق، هناك فرق بين من يبحث عن الكلام الخيّر ومن يبحث عن الاهتمام من الأشخاص الأخيار ، فقيمة الكلام يحددها فقد الاهتمام ، فإذا فقد الاهتمام به فكأن الكلام فقد قيمته ، بل ربما يراه كلام شر لأنه لا يخدم ذاته. لأن المصلحي الدنيوي (العلماني ، وحتى لو كان منتسبا للدين) يعتبر الشر هو ما يضر مصالحه و ذاته، والخير هو ما يدعمها، حتى لو كانت مصالحه على باطل.

بعض المبادئ الطبيعية فيها تضحية بالمصالح العاجلة ، بينما هي تنتج المصالح الآجلة في الآخرة، لأن الدنيا ليست كل شيء ، والأخلاق مرتبطة بالمصالح الآجلة دوما وليست العاجلة . (كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة).

الخميس، 10 ديسمبر 2015

التمييز بين أحلام المنام والواقع..


لا فرق بين أحلام المنام والواقع, لكن الواقع يتميز بالاستمرار والترابط المنطقي, ولو كان الحلم منطقيا ومستمرا لكان الناس مجانين بسبب عدم القدرة على الفصل بين مشاهدات الأحلام ومشاهدات الواقع وبالتالي تفسد الذاكرة. لكن الحلم يخلط بين الصور فتعرف أنه حلم, كأن ترى في المنام أن حفلة زواجك في مدرستك القديمة والحضور أناس ميتون, لهذا حين تتذكر الحلم وأنت مستيقظ تعرف أنه كان حلما.

الأحلام قصيرة ومتنقلة ولا تكرر نفسها, والواقع أطول ومترابط, ولو كان الحلم منطقيا وطويلا لما استطعنا أن نميزه عن الواقع. ولاحظ أنك حين تتذكر الماضي كأنك تتذكر حلما بلا فرق, والحلم يؤثر بنفسيتك مثلما يؤثر الواقع بنفسيتك. لهذا يكون عند الإنسان أخطاء كلما شابه الحلم الواقع, فكلما كان الحلم واقعيا كلما اختلط مع الواقع, فتشك هل ما حصل لك هو من الواقع أو من حلم, مثل موظف يسأله أحد الموظفين عن أحد الزملاء فيجيب أنه رآه مؤخرا في مكتبه, بينما هو في إجازة لكنه رآه في الحلم في مكتبه, أو مثل أن ترى نفسك أنك ذهبت إلى العمل فتظن أنك ذهبت فعلا بينما أنت في الفراش. لهذا عدم منطقية الأحلام واختلاط الصور فيها نعمة من الله, وإلا لفسدت ذاكرة الإنسان.

وعجبا لمن يفرط بالآخرة لأجل الدنيا وهي مجرد أحلام..

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

الإيمان بنظرية التطور يُنقص الإيمان بالله



الإيمان بالتطور يجعلك تنظر إلى دقة خلق الله وتنسبه للبيئة وكأن البيئة هي التي تخلق كل شيء, والبيئة ما هي؟ هي الجبال والهواء والماء وبقية الحيوانات الأخرى والشمس .. الخ, هل لهذه شروط على الكائن الحي لتغيره؟

التطوريون يجعلوننا نتخيل اجتماع لأعضاء هذه البيئة من جبل وهواء وماء, ليقنعوا أحد الطيور من أجل أن يجعلوا عينيه واسعتين أو ليخططوا جلد حمار الوحش حتى يموه نفسه عن الصيادين, من يفكر بهذه الطريقة يتحول بذلك إلى وثني, فبدلا من أن تقول: سبحان الله. تقول: سبحان الانتخاب الطبيعي. أي سبحان الجبال والهواء والماء والحجارة فهي التي خلقت وطوّرت الخلق حسب فكرة التطور, فهي التي لونت وشكلت وأبدعت وأعجبت, ماذا بقي لله؟

نظرية التطور نصف الإلحاد لأنها تنسُب كل ما نراه من آيات الله وعجائب المخلوقات إلى الصدف العمياء وليس لله, أليس هذا نصف الإلحاد؟ وبقي أن تؤمن بهذا الإله أو تسقطه لتكون ملحدا كامل الإلحاد.

الإيمان بفكرة التطور يجعلك تنسب الإبداع والتنظيم والغائية إلى جماد لا يفهم ولا يعقل بدلا أن تنسبه لإله عالم خبير, وهذا بحد ذاته احتقار للإبداع عندما تنسبه لمن هو أقل منه درجة, فإذا نسبت الإبداع لمن لا يملكه فأنت لم تعرف الإبداع ولا تميزه عن غير الإبداع, نستغرب كثيرا عندما نرى علماء أو من يسمون علماء يقولون مثلا: لقد طوّرت البومة نفسها أو طوّر الفهد نفسه. وتتكرر هذه العبارة عندهم مع أنها غير علمية, وإذا سألتهم هل طورت البومة نفسها؟ قالوا: لا. بل التطور حصل بسبب الانتخاب الطبيعي. مع أن البيئة مترابطة وتختلف من مناخ لمناخ وتضاريس بشكل تدريجي, إذن ما الهدف من نظرية التطور؟

الهدف هو محاولة إثبات عدم وجود إله تمهيدا للإلحاد.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015

رؤية حول الوسواس القهري


من أسباب الوسواس القهري عدم الثقة بالشعور، ويكون عادة بالأشياء التي يوجد بها تكرار مثل عدد الركعات والوضوء أو حتى اقفال المنزل واقفال السيارة ، وهو بناء على تحذيرات واحساس بخطورة الخطأ أو النسيان في هذا المجال بالذات .
ولكي يكون هناك فرصة لحدوث وسواس قهري لابد من وجود عدة عوامل تكون مهيئة للإصابة بحالة وسواس لكنها ليست حتمية طبعا 
- وجود تحذيرات عن نسيان او ترك هذا العمل 
- يكون العمل متكرر(يشبه العمل ما تفعله الآن بما تفعله سابقا) .


وأي أحد لدية وسواس تلاحظ وجود نقص في شمولية الاهتمامات ، لأنه ركز اهتمامه على جانب واحد .


وكل انسان لديه نسبة من هذا الوسواس في جانب من الجوانب ، لكنها لا تكون واضحة جدا ، وأي عمل تفعله حساس وخطير أو تعتقد ذلك عنه ، وعلى قدر عدم وضوح العمل لديك قد يكون هناك وسوسة فيه ، والشيطان يستغل ذلك (ليحزن الذين امنوا) وكل من يوسوس في ناحيه فهو حريص فيه وشدة حرصة هي ما تدفعه الى عدم الثقة بذاكرته ويسبب التكرار القهري .


لحظات الوسواس تأتي في اوقات متأخرة ، فتتذكر أنك نسيت شيء بعد ما تبعد عن المكان ويكون وسواس عرضي ، مثلما لو تتذكر هل أنت أطفأت الغاز بعد خروجك من المنزل أو لا؟

من أهم أسبابها التخويف أو التهويل لأشياء معينة ، وغالبا يصاب به من هم في سن المراهقة أو دون ذلك .

يحتوي الوسواس القهري على جانب صحيح، وهو طلب الاتقان وعلى جانب خطأ وهو عدم امكانيه الاتقان الكامل والاحتياط  مع وجود جوانب اخرى تستحق الاهتمام ايضا، ويشعل الوسواس فكرة الأخذ بالأحواط وقطع الشك باليقين ،وهذا يعني لابد من الايمان بالله والتوكل عليه والثقة بتلقائية الشعور.

 كل ما فكر الانسان بشيء ودقق سيدفعه تدقيقه للوسواس ،او أن لا يفكر وقد تقع في الخطر إن لم تفكر، اذا الحل هو اخذ الحيطة  دون تكلف والباقي يكون على الله،والطريقة العملية المناسبة للتخلص من الوساوس القهرية الثقة بما يقوله الإحساس والعمل بموجبه إلا في الأمور الخطيرة جدا فالتأكد لمرة واحدة يكون أحسن، إذا أحسست أنك أغلقت الباب قبل أن تخرج بالمفتاح فثق بهذا الشي رغما عن الشك الذي سوف يأتيك .


والأشخاص الألفيين (الذين يعتمدون على العقل والأدلة بنسبة كبيرة ولا يثقون بالإحساس وعكسهم من أسميهم البائيين ) معرضون للوسواس أكثر، لأنه قائم على حاجه ملحه وهو البعد المضمون على المخاطر، و لكن ليس في الدنيا شيء مضمون فما الحل؟ و يكون بالعادة بسببه خوف من حصول اشياء نكرهها مثل الجراثيم .


الوساوس اصله يأتي من حب الانسان الإتقان ،ولا يستطيع الإنسان أن يتقن كل شيء  وبداية الوساوس  تكون الى خطر نبه اليه او حدثت له حادثه فيه فيبدا بالاهتمام فيه فيتبن ان هذا الشي نفسه اوسع مما يتخيله فعيش في عالم الجزئية،و هي مشكله عقليه بحته وغالبا يبدأ في فتره تكون العقل وبناءه على حساب طاعة الاحساس عند أكثر المراهقين، وهذا اذا كبر عقل الانسان يكره هذه العادة فيتذمر منها وتتحكم به.

وكل الأمراض النفسية  والعقلية مبنيه على الخوف وأساسها كلها الخوف وليس الرغبة ويجدر بنا أن نسمي الانسان بالمخلوق الخائف أكثر من الراغب ،حتى الرغبة اساسها الخوف (ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) لهذا الايمان الصحيح بالله والتوكل عليه هو طريق النجاة للأمراض النفسية، وامراض الجسم متعلقة ايضا بالتعب النفسي ،ودائما الله هو الحل .

الدافع هو الخوف ،نشعر بالخوف تماما لكن اللذة لا نشعر بها الا اذا فقدناها ،والطالب الذي يبذل مجهوده ويحصل على شهادات الخوف دافعه ليس الرغبة وان كان ظاهره الرغبة ويخاف ان يشعر بالندم فيما بعد ،والاهم  من هذا الخوف من الله .
ودافع الانسان الدنيوي للحياة هو الخوف من الموت وتأثير الضرر أشد من تأثير النفع .


العلاج بالمواجهة ليس دائما مفيد ولا يحمي من وسواس اخر ولو افاد بعضهم المعالجة بالتفهيم والمنطق  أفضل ،لأن الوسواس جاء بوقت منطق ضعيف ، ووقت بناء العقل او ان شخصا صدق احدا وكان ليس منطقيا ووضوح الصورة بشكل عام تبين مخاطر اخرى للمريض و الحياه كلها  في مشكلة  وورطة ولا له نجاة الا عن طريق الله من وجد الله وجد الحل .

والمواجهة تفيد بعد الاقناع في الشمولية والتوكل على الله ، وتعداد الاشياء الاخرى التي لم تذكر للإنسان ،وازالة التهويل الاعلامي للمخاوف ،  ثم يأتي دور المواجهة وبالتدريج هذا والله اعلم .


السبت، 21 نوفمبر 2015

الله سريع الحساب

جواب على تعليق احد زوار المدونة :

السلام عليكم استاذنا الوراق

كثيرا ما يصف القرآن أو يصف الله سبحانه وتعالى نفسه بأنه سريع الحساب .. ما معنى هذه الصفة ؟
وبأي وجه أصبحت صفة يصف بها الله سبحانه وتعالى نفسه، وهو اهل كل وصف يليق به (له الاسماء الحسنى)
بارك الله فيك استاذنا


سريع الحساب أي انه عالم وقادر ، و هذا يتجلى في الآخرة بسرعة حساب الخلق، قال تعالى (فأما من اوتي كتابه بيمنه ) (وأما من اوتي كتابه بشماله) ، والله يعرف النيات ويكشفها ، وتشهد له الجوارح.

أيضا في الدنيا، من يتقرب الى الله يأخذ جزاءه في الدنيا، (اولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ، والمنحرف عن طريق الله الكاره لنوره يجعل حياته ضنكى، كأنما يصّعد في السماء. هذه سرعة حساب قبل الآخرة. أما الناس الظالمين الذين يكرهون الله فإنه يملي لهم، لذلك أيضا من صفاته الصبور، أي يملي لهم ويمدهم بالنعمة ولكن بدون الاطمئنان والسعادة الحقيقية.

قال احد الصالحين أنه يرى اثر المعصية على زوجته و دابته، والله يحاسب المؤمنين في الدنيا أكثر ، حتى يمحّصهم وينقيهم من الذنوب، وهذا منطقي، لأنهم يستفيدون، فإذا جاء المؤمن أي عسر أو عقوبة او مشكلة، يراجع نفسه، بينما الكفار والظالمين لا يستفيدون، فيمهلهم ويملي لهم (وأملي لهم إن كيدي متين) ، لماذا ؟ لكي يزدادوا كفرا وظلما وتفوح رائحتهم.

ايضا المؤمن تأتيه بركات في الدنيا كلما كان في حالة زكاة كاملة لنفسه، وسرعة الحساب تنفع مع المؤمن، لأن المؤمن يرتدع ، فيزيده الله زكاة، مثلما يزيد الكافر صلفا وقسوة. قال تعالى (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا). والله يزيد الاختيارين (مختارين الخير ومختارين الشر) حتى يتضحا عند اصحابهما. فقلب المؤمن يزداد لينا كلما اقترب من الله ، وقلب الكافر يزداد قسوة ومرضا.

وشكرا جزيلا لك ..

تفسير الاحلام

جواب على تعليق احد زوار المدونة : 

 هل من الممكن أن يحلم الشخص ويكون تفسير هذا الحلم أنه سيموت قريباً؟ أحتاج أن أفهم ماحقيقة تفسير الأحلام وشكراً لك

الرد :

هذه مشكلات تفسير الأحلام ، وما أكثرها. حسب وجهة نظري لا يصح أن الأحلام تفسّر بشكل آلي ، فإذا رأيت كذا فسوف يصيبك كذا، لأن الأحلام تنبع من الشعور أصلا، والشعور متجدد متغير، قد يجمع عدة متناقضات على المُفسّر، فإذا كانت البئر تعني المرأة مثلا ، او من يرى كأسا ينكسر يعبّر على أن زوجته سوف تموت، فقد يحلم بهذه الأحلام من هو غير متزوج . حتى فرويد في تفسير الأحلام لم يسلم من هذه الرموز، مع أنه في مقدمة كتابه ذكر انه سيتخلص منها.

تفسير الأحلام من وجهة نظري يأتي بصيغ مثل : أنت قلق من بعض الأمور في العمل ، أنت تشعر بحالة ضياع وعدم وضوح أهداف ، أنت تشعر انك أمام أمور لا تفهمها ، أي أن شعورك يحس بانحرافك عن طريق الله . والسمة الغالبة على الأحلام هي الخوف، وهذا يدل على أنها من الشعور. من أحلام الإنسان تستطيع أن تفهم ما يدور في داخله و بالأحرى يفهم هو ، وهذا الأدق، فالله لم يخلق شيئا عبثا، كأنه يقدّم تقريرا عن حالتك النفسية، وهو ليس عن الحالة النفسية بقدر ما هو عن الشعور و مدى قربك وبُعدك من طريق الله، وهذا هو أساس الأحلام.

كأن الأحلام مقياس لمدى حالة الرضا الداخلي من عدمها، إما عن الشخص أو خارج الشخص. والأحلام و إن كانت تخبّص في المنطق والصور والزمان، فهي لا تخبّص في المشاعر، وللاستزادة يمكن الرجوع للردود على كتاب تفسير الأحلام لفرويد في المدونة (في إحدى عشرة حلقة غير متتابعة) عبر هذا الرابط للحلقة الأولى :
  
http://alwarraq0.blogspot.com/2012/03/1.html

الأحلام تعبّر عن قضايا تهمّ الشعور، وهي تُفسّر من داخلها، لأن الشعور لا يملك لغة إلا من خلال الصور والأصوات التي يسبغ عليها المشاعر، ويستغل مشاهد اليوم السابق ليكوّن منها أشكال جديدة رمزية، لأنه يأخذ من الذاكرة، هذه الأحلام إما تحذّر الشخص من انحراف في طريق حياته، أو قلق من أمور غير واضحة، أو في بعض الأحيان الممتازة عن رضا الشعور ، والشعور مبرمج على أن يصل الى ربه، فالحلم يُعرف من دوافعه أكثر من الصور التي فيه، وقد حصلت مشاكل كثيرة بسبب محاولة تفسير الأحلام بمعرفة الغيب، أُسَر تفرقت وعداوات ومشاكل. قد ترى شخص عزيز انه ميت، وعلى الفهم السائد أنك تنبأت بموته، لكن على الفهم الحقيقي أنك تخاف عليه، وبينهما فرق كبير في التأثير. في بعض الأحيان يستغل الشعور الرمز المعين في الحلم لعدة أمور، فالماء يمكن ان تراه في جو سعيد ، أو يمكن أن تراه و أنت تغرق.

أما ادعاء الغيب عبر تفسير الأحلام  فهذا مخالف ، فالوحي توقف بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام. وهو وسيلة معرفة الغيب الوحيدة. كما أن بعض الأحلام قد تصل إلى درجة التحقق، وهذا يدل على براعة الشعور في الفهم، وليست المسألة قبس من الغيب. قال تعالى (عالم الغيب فلا يطلع على غيبه أحدا ، إلا من ارتضى من رسول) فقط .. حتى في اليقظة عند بعض الناس قدرة على تنبؤ المستقبل والأحداث، وهذا ليس غيبا ، بل فراسة شعورية دقيقة مبنية على معطيات صحيحة. حتى فهم الحلم يحتاج الى الاستعانة بالشعور، بعبارة أخرى : يستطيع الإنسان ان يأخذ طريقه إلى الصراط المستقيم من خلال فهمه لأحلامه، إذا شاء. لأن الأحلام السعيدة لا تكون إلا لمن عرف طريق الله واتبع رضاه.

وشكرا جزيلا لك ..

ردعلى شبهة أن الله ظالم (6)

العقل يرفض الايمان بشي لايوجد عليه ادله حسيه والعقل ايضا من خلاله اخطوا خطوات للالحاد لقد تطرقت في ردك لعدم وجود دلائل حسيه على وجود خالق لان ذالك يفقد الايمان رونقه وبريقه وزخاريفه ولمعاته !! وتضعنا امام تناقضات غريبه كيف اؤمن بخالق طالما انه لايوجد دلائل حسيه على وجوده وانا لم الحد لامور نفسيه وعاطفيه انا متطلع واعمل العقل في هكذا مواضيع هل يعقل هناك خالق يتحكم بمالي ورزقي وانا استيقض باكرا لاذهب للعمل ومراجعه املاكي وترتيب المال وتوزيعها للعاملين في شركاتي ثم تقولون هذا من الخالق ! هذه سرقة حقوق انا اتعب واعمل ثم تقولون هذا من فضل خالق السما والكون! الا ترا ذالك تهريج ومزح ه سخيفه ثم مالداعي لهذه الاختبارات لكي يرا نصبر او لا نصبر طالما انه يعلم النتيجه مسبقا فهذا يعتبر سيناريو معد مسبقا من قبل خالق ونحن ممثلين ملتزمين بالنص فقط ! لماذا هذا التعتيم على وجوده ليظهر لنا لكي نؤمن به فالحقيقه لاتقبل الشك والجدال فيها . فالحق الذي يجوبه الشك والريبه ولو واحد بالميه هذا ليس بحق هناك نسبه عاليه من الالحاد حول العالم ناهيك عن الاديان المختلفه التي تقول انها حق وكلها تضرب بعضها البعض بحروب شعوا قاسيه والخالق يتفرج ويلزم الصمت !وتطلب مني الايمان في ظل هذه المعمعه والضوضاء دون ادله حسيه حاسمه حقيقيه فان طلبت مني هذا فانت تطلب مستحيلا


انا لا أطلب منك أن تؤمن ابدا ، حتى تأتيك الادلة الحسية التي تقنعنك. لكن اسرع منها سيأتي الموت .. فحياتنا سريعة الانقضاء .. وحينها ينتهي الامتحان ويغلق ملفك على الكفر.

لكنك لم تجبني : ما هي الأدلة الحسية على الالحاد ؟ ام ان الالحاد لا يحتاج لادلة حسية ؟ فقط قضية أن تؤمن بإله خالق وخير وعادل تحتاج لأدلة ؟ هنا العقبة الكؤود ..

انت تعلن الكفر بنعمة الله ، وتقول انك تعمل، وأن كل ما عندك هو على علم عندك كما قال اخاك قارون من قبل ، فخسف الله به و بداره الارض، لأنه لم يكن لديه علم عن طبقات الأرض. من أين جاءت ثروتك ؟ هل سألت نفسك ؟ هل كلها من عملك؟ ام ان التوفيق والإرث هو صاحب النصيب الأكبر ؟ من أعطاك الصحة لكي تعمل ؟ هل انت اعطيت نفسك الصحة ؟ هل انت خلقت نفسك ؟ لو شاء الله لجعلك في بلد فقير مشتعل بالحروب فتدمّر كل ما تملك، كما قال العبد الفقير وهو يحاور صاحبه الغني الكافر(فعسى ربي ان يؤتين خيرا من جنتك).

ثم انت تعمل بماذا ؟ عمل الناس كلهم بماذا ؟ هو بفضل الله وخيره ، يعيشون على الزراعة التي تنبت الحبة بسبع مائة حبة، و في الصناعة التي تقوم على المعادن التي حفروا واستخرجوها و وجدوها مخبأة لهم ، ماذا أضافوا ؟ هل أضاف الانسان شيئا جديدا ؟ كل شيء تسخير من الله لنا . هل تدري كم فرصة موت نجوتَ منها ؟ هل علمك هو الذي نجَاك ؟ وأنت لا تعلم ولا حتى بهذه الفرص ؟ وتنام في كل ليلة ولا تدري ما حولك ، و تستيقظ في الغد لتأخذ فرصة حياة جديدة لمحاسبة نفسك، هل بقدرتك تستيقظ ؟

يا أخي تواضع قليلا ، لأجل نفسك وسعادتك التي يبدو أنها مفقودة، لأنك تتفاخر بأموالك ولكن تشتكي من الالم النفسي ، انا لا اتفاخر بالاموال لكني لا اشتكي من الالم النفسي ، وهذه أولى العلامات على صحة الطريق من خطئه.

وشكرا لحواري معك .