الله هو الحق وهو الاصل وهو الذي لا يتبدل، ونعرف الله من وصفه لنفسه، وهو
الذي خلق السموات والأرض بالحق، وبما أن الله لا يمكن أن يكون شيئا آخر، فكذلك
الشيء لا يمكن أن يكون شيء آخر، وهذا هو الحق. بالتالي لا يمكن ان يكون الله ثالث ثلاثة
وبنفس الوقت الله . فالله أحد وهو صمد، و كل الأشياء ترجع في الأخير إلى الحق
وبالحق، هو مرجعية كل شيء. وعلى هذا لا يمكن أن يكون الله ظالم، لأن الله حق، مع أن
الله على كل شيء قدير، هذا هو أساس الأساسات، التي خلقت عليه الأرض والسموات.
الحق معناه الحقيقة والثبات، وعكسه الباطل المتقلب . إن الله ملتزم بالحق
مثلما هو مُلزِم بالحقيقة لأنه سبحانه ملتزم بالحق، لهذا لا يصح أن يقال أن الله
يمكن أن يظلم، أو يجعل الظلم أفضل من العدل، أو يجعل الشر أفضل من الخير، قال
تعالى (ولا يظلم ربك أحدا) ، أو أن يكون هو نفسه اثنين و في مكانين، كأن يكون هو
المسيح في الأرض وهو الله في السماء ! هذا غير حق، والعلم نفسه يسعى إلى الحق،
والله خلق السموات والأرض بالحق أي بالعلم، وهدف العلم أن يهتدي إلى الحق الثابت،
وهكذا تُنفى صفات الباطل عن الله، وهذا لا يتنافى مع كونه على كل شيء قدير ويفعل ما
يريد، و على هذا ، فلا يمكن أن يكون الله شرير بحُكم أنه على كل شيء قدير. لأن الله
هو الحق ، ونفخ في الإنسان من روحه، وبهذا صارت روح الإنسان تميل إلى الحق و ترى
جماله على الباطل، لكن أهواء النفوس تصرفُها عن ذلك، وجعل الله في الأرض خليفة نفخَ
فيه من روحه لكي يُقيمه في الحق .
إن الظلم عكس الحق، والله حق، إذن الله لا يظلم. (ولا يظلم ربك أحدا) .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق