الشيطان خرج من الجنة بسبب قضية اجتماعية وعنصرية برفضه التبعية لآدم عليه السلام , تفكير الشيطان اجتماعي ويخرج عنه بصعوبة , فالقاسم المشترك عنده هو المجتمع حتى لو وسوس بانحراف عقدي فإنه يحاول ربط هذا الانحراف بالمجتمع , ولهذا كل صاحب انحراف وفساد يجد لذة في نشر فساده حتى لو لم يستفد شيء , الشيطان يريد أن يكسب أكبر قدر من الضالين فلا يكفيه واحد (لأغوينهم أجمعين) , فهو يريد للظاهرة أن تأخذ وجه اجتماعي ليفرضها على الآخرين , أما الإنسان الذي يريد ربه فلن تؤثر فيه هذه التيارات الاجتماعية (ان الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب ...) فالشيطان اكتفى بالتحريش بين المسلمين , لذلك هو يوسوس ويضغط بوساوسه من خلال المجتمع , حتى الرذيلة يدعو لها من خلال المجتمع ووسائل إعلامه , وهذا لا يعني أنه لا يوسوس في العلاقة بين العبد وربه ويحاول تشكيكه بالله , لكن الأساس الذي ينطلق منه غالبا ويعود إليه هو المجتمع , لاحظ ما فعل بين قابيل وهابيل من خلال تحويل المشكلة إلى مشكلة اجتماعية .
عند قبولك لأي فكرة من الشيطان فإن الشيطان يستغل قبولك لها ويوسوس من خلالها ونسميها (محور وساوس) , فالمسلمات التي يقولها الشيطان يجب أن تعكس فكرتها , فإن قال لك بأنك ضعيف فعليك أن تأخذ هذه المسلمة وتعكسها وتتعامل مع نفسك بمعاكسة المُسَلّمَة , ومعاكسة المُسَلّمَة هي خلع الوتد الذي وضعه الشيطان بداخلك , الشيطان يضع وتد أو أوتاد بداخلك يوسوس من خلالها , هذه الأوتاد يجب أن تعاكس وتخلع من جذورها , كل إنسان لديه وتد أو محور , الوتد دقه الشيطان وأنت قبلت وغالبا ما تكون فكرة سلبية عن نفسك أو غيرك ويبني عليها الشيطان وساوس ويكون لها تأثير أكبر على الشخص من الوساوس التي ليست على وتد أو محور , أما المحور فإنه من صنع الظروف وهو مشكلة عندك وقد تكون عارض كأن تكون لم تتوظف أو لم تتزوج بعد أو معاق فيوسوس لك حتى تنتهي هذه المشكلة.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق