منتدى العدميين العرب
التعريف بالعدم
Mumbuzia
اقتباس:ما هو العدم ؟
العدم هو فقدان القدرة علي التواجد سواء في مكان ما او صورة ما او هيئة ما او شكل ما او تكوين ما ..... العدم يكتسب قيمته من كونه باقيا وواحدا و ثابت لا يتغير و هدف و غاية كل الموجودات ..... بالنسبة لكل ما في الكون ..... "من مادة و طاقة" و غيرها ان وجدت .....
العدم هو اجابة اللماذا و لا يسال اللماذا .... فهو الغاية الوحيدة و الاجابة الوحيدة .... فتدرج الاسئلة لماذا بدون اجابات يقود حتميا للاجابة الوحيدة الا و هي العدم .... العدم ببساطة .... شديدة .... هو عدم القدرة علي التواجد مجددا في صورة او شكل او هيئة او مكان او تكوين ما اعتدت ان توجد عليه .....
العدم في تصور البعض لا شيء و ليس له قيمة ... هذا لا يلغي قيمته فهو واقع و الكل يذهب اليه ...... "فالتظاهر بالسعادة لا ينفي كونك حزينا .... و التظاهر بالموت لن ينفي كونك حي" هل كونك انسان الان يعني انك بعد موتك ستظل انسان !!! ... اذا انت اصبحت عدم في الصورة التي اعتدت ان تبدو عليها !
حتي فرضا لو فرضنا ان تحول المادة من صورة لصورة هو الموت ... فهذا ايضا عدم للصورة الاولي ووجود للصورة الثانية ...
انظر حولك كل ما حولك يذهب بلا رجعة !
حتي لو افترضنا مع المنهج العلمي الحديث ان المادة تتحول من شكل لاخر ... فالحركة هي عدم لصورة ما .. و ظهور لصورة اخري جديدة في انتظار العدم هي الاخري !
عبارة العدم يحتوي على كل شيء ..
عبارة منطقية جدا .. فنحن من العدم نشانا و سنذهب للعدم (ينطبق هذا علي كل ما في الكون) و لو لم تقتنع الاغلبية بهذا ...
العدم هو الاصل و هو الماهية ... التي هي الثابت من الشيء الذي لا يتغير ..... ببساطة ... لولا العدم ما كان الوجود ....
العدمية لا نقيض لها ... ليعاد اكتشافه .... فليست هي نقيض المادية كما يظن البعض ... العدمية هي الاول و الجوهر و الاول ليس بالعرض لكن بالجوهر .... هي اول بالتفضيل و التحقيق و التقديم ... و هي التي لا تقال علي شيء سواها ... و لا ينسب شيء سواها لها .... و هي الماهية و الاصل .... و هي الثابت الذي لا يتغير ....
فلا نقيض لها ... لنصل اليه ... بعد الوصول اليها .... لا في الوعي المباشر .... او حتي علي مستوي التنظير الغير مدرك واقعيا ...
كيف يفسر الفكر العدمي وجود الكون ؟
الكون ما هو الا محاولة من العدم لان يعي ذاته .. فاستخدم النقيض .. فنقيض العدم هو الوجود و افضل الطرق لمعرفة الشيء هي معرفة نقيضه ... فكان العدم اراد ادرك ذاته باداركه لنقيضه .. و ما وعينا الا جزء من الوعي الكلي الشامل الذي يصب في النهاية في العدم محاولا اداركه لذاته ..
العدم هو القيمة .. ما هي القيمة ؟
القيمة هي الماهية هي الجوهر و الاصل و هي الثابت من الشيء الذي لا يتغير .. القيمة لا يمكن ان تكون نسبية هي واقع لا يمكن رفضه ..... و تزوير الحقيقة لا يغير من صحتها شيئا و اوضحنا وجود العدم حتي في فكرة بقاء المادة و تحولها من صورة لاخري ..... القيمة لا يمكن ان تكون نسبية و الا ما كانت لتكون قيمة ... و النسبية لا يمكن ان تكون قيمة و الا ما كانت لتكون نسبية ..... و هل هناك ما هو مطلق اكثر من العدم ! و هل هناك ما يصلح ان يكون قيمة مشتركة للوجود ككل سوي العدم ! و هل هناك ما يصلح ان يكون المبدا و الاصل سوي العدم !
البعض ينادي دون فهم بتعدد القيم .. فيقول ان القيمة ذاتية .. هذا خلط في المسميات كل انسان ليس له قيمة ذاتية ... له رغبة ذاتية ... و الانسان لم يخترع القيمة القيمة هي هدف الانسان .... و كل الموجودات ....الاحكام و الرغبات الشخصية ليست قيم ... هذا خلط في المسميات ....
فالرغبة هي مقدار ما توليه للشيء من اهمية ..
فالعدم مدرك و محسوس و له اثر واضح و بين .....كما سبق و اوضحت .. قيمة اللاموجود هي صفر لانه قيمته كانت في اللماذا ..... و بعد ان وجد اجابة اللماذا في العدم فنيت قيمته التي هي اللماذا داخل قيمة العدم الذي هو اجابة اللماذا ......
يقول البعض من اتباع العلم ان صفة التغير هي الثابت الوحيد .. و نحن نقول ( كيف لنا ان نطلق علي المتغير انه ثابت ! اليس اذا ثبت انه متغير تنتفي عنه صفة الثبات ... و هذا ما لم يحدث للعدم بعد .... فهو مازال ثابت و الصفة لم نضيفها له ... بل اخذناها منه )
فالتغير لا يتم الا بوجود العدم ! لا تغير الا بعدم الصورة الاولي ... و ظهور الثانية ... اذا لازال العدم هو الاصل ...
فهدف المادة هو الفناء .. ظهور الجديد هذا مرحلة منفصلة تماما ... حتي مرحلة الفناء نحن نتحدث عن نفس الصورة ! و التركيب و الخواص و الشكل ! ظهور الصورة الجديدة هو مرحلة جديدة منفصلة الخواص و الشكل و التكوين !
البعض يقرن الوجود بالعدم ليطلق علي العدم صفة النسبية .. و هذا افتراض خاطيء فحالة الوجود ليست صورة اخري من العدم او وجه العدم الاخر .....
ففي حالة تحول مادة من صورة لاخري .. تكون ..
الحالة الاولي هي العدم للصورة الاولي ........... انتهي ......
الحالة الثانية هي الوجود للصورة الاخري ....... انتهي ......
لا يوجد اتصال بين الحالتين و لا توجد نسبية ...... فالحالة الاولي تتم منفصلة تماما عن الحالة الثانية ... لا يوجد ما يربط بينهم اطلاقا .....
الحدثين منفصلين تماما .... و لا يمكن الحكم بالنسبية علي ايا منهم .....
هل العدم موجود ؟
ماديا لا وجود للعدم و لكن له تاثير واضح و ملموس ..... الموت و الفناء و تحول صور المادة "الذي لا اثق به" هو عين العدم ......
فمثلا اذا اخذنا تحول الهيدروجين الي هيليوم كمثال .. فتحول الهيدروجين يعني عدم للصورة الاولي التي هي (الهيدروجين) و انبثاق لصورة اخري جديدة من العدم .. و التي هي (الهيليوم) ..
و كيف يعرف العدم انه عدم ! او انه موجود دون ان يعي ذاته ! و كيف يعي ذاته الا من خلال نقيضه و هو الوجود !
اليست الاشياء تعرف باضدادها !
هل الوعي يشكل الماهية (العدم) ؟
الوعي ليس هو ما يشكل الماهية .... الوعي الادراكي لطبيعة الوجود لا يقلل من ماهية الكائن ولا يزيد منها في شيء ... فكوني اعي اني انسان لا يزيد من ماهيتي شيء و لو لم اعي ذلك لن ينقص شيء من ماهيتي .....
فالوعي لا يعي الا ما يقدم له ... و لا يمكنه ان يعي خارج حدود ما يقدم له ....
و الماهية التي هي العدم ليست متضمنة في الوعي فبالتالي هي ليست من انتاجات الوعي ! بل العكس صحيح الوعي من انتاجات العدم ..
ما الفرق ان نقول في البدء كان العدم او كان الاله او كان الانفجار الكبير ؟
لا فرق ابدا ! فهذه هي العدمية في ذاتها ! كل الاضداد من النظرة العدمية تبدو واحدة بلا اختلافات فكلها صور مختلفة تعبر عن جوهر العدم ... و تنتظر الوصول اليه !
لماذا تتحول المواد من صورة لاخري اذا كان هدفها جميعا الوصول للعدم ؟
سبب التقلب هو محاولة العدم للحفاظ علي توازن الصورة التي رسمها محاولا ان يعي ذاته ! او ربما هي رغبة الصور للوصول للعدم ! فربما تكون صورة ما تصل اسرع من الاخري ! فتتسارع الصور للتحول لهذه الصورة للوصول لجوهر العدم من جديد !
هل يملك العدم الرغبة ؟
هو يملك الرغبة في ان يعي ذاته ... و يملكها ليدرك ان له كينونة ما !
هل يستطيع العدم ملامسة الوجود؟
بالطبع لا ! مع اول صدام يتحول الوجود لعدم !
هل فكرة العدم مقبولة علميا ؟
علميا ..
العدم هو عباره عن المحصور في احادي البعد unidimnsional! اما الوجود هو تحوّل احادي البعد الى ثلاثي الابعاد
اي احادي البعد هي النقطه متناهية الصغر اللتي انفجرت ( الانفجار العظيم)
والكون هو ثلاثي الابعاد اللذي يأتي من العدم احادي البعد...
هل المتصوفون و الزهاد و المتقشفون يعتبرون عدميين ؟ و ما الفرق بين التصوف و الزهد و بين العدمية ؟ و هل يجب على العدمي ان يزهد في الحياه ؟ و ما مصير العدمي اذا انقطعت عنه اسباب الحياة ؟
التصوف و الزهد ليس هو العدمية .... العدمية يجب ان تحمل في طياتها التقشف و الزهد ... و لكن ليس بالضرورة ان يحمل التقشف و الزهد العدمية ..
و لكن يجمعهم رفض صور الحياة العصرية و المتع و الملذات .... و الترف .... و كلاهما يملك نظرة مختلفة للامور ... و كلاهما يري من الاشياء بواطنها و اهدافها .... و ماهيتها ... لا الجزء الظاهر منها ... فكما قال ارسطو ... (ميز بين ما يظهر لك من الشيء و الاشد ظهورا في ذاته) فليس كل ما يظهر لك هو ذاته ... و ليس كل ما لا يظهر غير موجود !العدمي عزيزي ... لا يملك اسباب للحياة .... لانه ببساطة يري بواطن و حقائق الاشياء و الافعال ... فيبدا بالعزلة و الانطواء ... و اعادة تقييم الاشياء ... قد يبرر بقائه باسباب واهية ... هو اول من يعلم كم هي واهية .... و لكن هذا لا يمنع معرفته بالحقائق .... فدائما اقول ان النظرية مختلفة تماما عن التطبيق .... فالعدمي مكانه ليس في هذا العالم (المتجه للعدم ... سواء قبلنا او رفضنا ... اقتنعنا او لم نقتنع) .
هل للروح وجود في النظرة العدمية ؟
لناخذ ارسطو كمثال فهو قيمة خالدة ... افكاره و كلماته هي ذاته ...
فنحن لم نعرف ارسطو بجسده المادي ... عرفنا افكاره و كلماته ...
الوعي هو ما يقال عنه الروح .... و هو المسئول عن الادراك ...
و هذا الوعي او الروح ... يتجسد في الافكار و الكلمات ... و التخاطر و توارد الافكار ....
هذه الروح او هذا الوعي لا يموت و يخلد و ينتقل و يستمر و يتطور و يزيد وعيا و ادراكا .... من جسد الي جسد ...
هذا الوعي يطلب ... لا ياتي وحده ... و ربما ياتي وحده لرغبة منه في الظهور ... و لكن ان طلبته وجدته !
فربما اكون انا وعي ارسطو في ثوبه الجديد ... و ربما تكوني انت المتنبي في ثوب امراة !
هل هناك علاقة بين العدمية و الالحاد ؟
نعم .. العدمية الخالصة هي قمة الالحاد ... و الالحاد دون العدمية عبثية ... و تغييب اكثر من تغييب الاديان ....
ما الذي يبقي العدمي علي قيد الحياة ؟
في الغالب هو الفضول ..
الرد :
العزيز mumbuzia ..
إذا كان للعدم كل هذه القيمة , فلماذا لا نحرص عليه ؟ لماذا نهرب عنه ؟ لماذا لا تريد أنفسنا الموت ؟ طالما أنه ثابت وخالد ولا يتغير؟ إذاً لنَثْبُت ولا نتغيّر . لماذا تنفر منه النفوس ؟
لا شيء ينفّر النفوس مثل العدم , فالعدم يأخذ صوراً ؛ فـ"عدم" المسكن والمأكل يسمى : فقر, و"عدم" الصحة يسمى : مرض , و "عدم" الاهتمام يسمى : تهميش , و "عدم" الأمن يسمى : خوف و وحشة , و"عدم" الحياة يسمى : موت , و كلها سيئة. أنت الآن تدافع عن الأسوأ من كل شيء.
حتى الإنسان تتجدد خلاياه كل ستة أشهر، فالخلايا الأولى انعدمت , ولكن هل تغيّر إحساس الإنسان عندما تغيرت خلايا جسمه ؟ هل هو بعد 6 شهور صار تكويناً آخر؟ كلا ، بل يظلّ هو هو . وهل الإنسان وهو في وعيه مثلما هو عندما يكون نائماً ؟ من الناحية المادية لا , ولكن من الناحية الشعورية نعم . فالإنسان إنسان ، سواء كان نائماً أو مستيقظاً , طفلاً أو شيخاً , تتجدد خلاياه أو لم تتجدد , بُتر من جسمه عضو أو لم يُبتر, فإحساسه هو إحساسه . هذا هو الشيء الخالد : شعور الإنسان , هذا الشعورلا يقبل الفناء ولا يقبل العدم ولا يحبّه , ولو كان مصيره العدم لأحبّه , فلماذا ينفر منه كل هذا النفور؟ إذاً : "خُلق المرء للحياةِ وظل قوم يحسبونه للنفادِ".
عندما يشيخ الجسم ، فهذا الإحساس في داخلنا يرفض أن يشيخ , لماذا لا يشيخ مع الجسم؟
" في الجسم روح لا تشيب بشيبه ,,, وتبلغ أقصى العمر وهي كعاب".
كل شيء خاضع للعدم إلا هذا الشيء , فأجسامنا تخضع للعدم وتنتقل من حال إلى حال والمادة تخضع لذلك , إلا هذا الشيء الذي بداخلنا ، والذي لا يخضع للعدم. والدليل على ذلك : هو أننا نتعرّض في حياتنا للعدم وهو لا يتعرض له , وهذا دليل قوي .
فهذا الشيء الذي تنام أجسامنا بينما هو لا ينام , وينظّم حياة الجسم وهو نائم , ولا حول لنا ولا قوة فيه , وهذه الأحلام التي نراها مثل الواقع وهي ليست واقعاً , إذاً فهذا الشيء غير مرتبط بالمادة ؛ بدليل أنك ترى نفسك في المنام تفعل أشياء كثيرة وأنت في الحقيقة لا تفعلها , فهو إذاً ليس مرتبطاً بالمادة.
فهذا الشيء الذي تنام أجسامنا بينما هو لا ينام , وينظّم حياة الجسم وهو نائم , ولا حول لنا ولا قوة فيه , وهذه الأحلام التي نراها مثل الواقع وهي ليست واقعاً , إذاً فهذا الشيء غير مرتبط بالمادة ؛ بدليل أنك ترى نفسك في المنام تفعل أشياء كثيرة وأنت في الحقيقة لا تفعلها , فهو إذاً ليس مرتبطاً بالمادة.
وتلاحظ دائماً أن الإنسان لا يحس بداخله أنه يموت ( أي ينعدم ) ، بدليل أن الوعاظ والشعراء يذكّرون الناس بالموت ، وكأن الموت شيء عرضيّ وطارئ ، كما تلاحظ أيضاً إنكباب الناس على الدنيا ، وكأنهم سيعيشون فيها أبداً . وكذلك أنت تحاول أن تُقنع القراء بالعدم أي الموت ، مثل بقية الوعّاظ . وحتى المرضى لا يحبّذون أن يقال عنهم أنهم مرضى في دواخلهم ، وهذا يدل على ان هناك شيئاً داخل الإنسان لا يريد الفناء ولا التحول ولا النقص .
وما تقوله عن تحوّل الجسم بعد الموت إلى صورة ثانية , نعم فهذا عدم للصورة الأولى ، ولكنك لم تقل "انعدام الصورة المادية". وهذا إن دل على شيء ، فإنه يدل على أن المادة فانية ولا قيمة لها . والتشبث بالمادة هو تشبّث بالسراب, فهو يموت في كل لحظة ، وينتقل من حال إلى حال.
أتفق معك في أن العدم يعمل دائما , ولكن على المادة فقط وليس على الروح , فقدرة الشخص على الجري مثلا سوف تفنى عندما تبتر قدمه ، ولكن قدرته على تذكّر أصحابه لم تتأثر, وحتى على تخيّل الجري لم تتاثّر . كما أن أحلامه أيضاً لا يتصور نفسه فيها مبتور الساق . وقدرته على أن يحبّ من يحبهم لم تتأثر, إذاً فهناك شيء لا يتأثر بالعدم , وهو الشعور الإنساني . فالعدم ينطبق على كل شيء إلا على الروح.
وإذا تكلّمت عن العدم فتكلّم عن الوجود بنفس الدرجة . فأنت تقول : هذا موجود وسوف ينعدم , إذا فله صورتان : صورة وجود ، وصورة عدم . وعلى هذاً فكلامك على أن الأصل هو العدم خطأ , فالأصل هو الوجود , فهناك موجودات وهناك معدومات . والموجودات سوف تنعدم لتحل محلها موجودات جديدة , فهناك صراع بين الوجود والعدم , لا أن العدم سوف يبتلع كل شيء.
وقلت أن الأصل هو العدم , ولكن العكس هو الصحيح ، فالأصل هو الوجود . ولولا الوجود لما عُرف العدم , فالوجود اسبق من العدم , فهل تستطيع أن تعطينا مثالا على شيء معدوم دون أن تعرف المقابل من الموجود له ؟ لا تستطيع ذلك . وبذلك تكون الفكرة الفلسفية مبنية على أساس خاطئ أصلا , فالأصل في الأشياء هو الوجود , وأما انعدام الأشياء فهو انعدام "حالة" وليس انعدام "وجود" , أي تحول من حال إلى حال .
فهي إذا نظرية خاطئة من جذورها ، وليست عميقة كما تتصوّرون أو يُصَوَّر لكم , لأن الوجود يثبت نفسه ويثبت العدم معه , أما العدم فلا يثبت نفسه إلا من خلال الوجود , فهو تابع للوجود وليس أصلا له . إذاً فالموجودات تعطينا تسلسلاً رجوعياً إلى الوراء ، وسوف تحيلنا هذه السلسلة على موجِد واحد ، هو من أوجد الوجود وبالتالي العدم ، وهنا نفهم معنى أن الموجد واحد ولا يمكن أن يكون أكثر من واحد ، وأنه سبب كل الموجودات ، هذه الحتمية المنطقية يجب أن نكون متفقين عليها ، إلا إذا استطعت أن تنفي هذه الفكرة منطقياً وأنا أتحداك في ذلك . بعد ذلك يبقى أن نعرف من هو هذا الموجد الأول .
وحتى لفظة "شيء" تعني أن الشيء موجود ، مما يعني ان الوجود أسبق من العدم , والعدم دائما صفة ثانية للأشياء , بينما الوجود صفة أولى للأشياء.
المادة تتحول من حال إلى حال , والحالة الأولى تنعدم ، ولكنها توجد في حالة جديدة , فهناك إذا تنافس بين العدم والوجود , وهذا منطقي جدا.
والعدم هو بكثرة الموجودات , فعدد المعدومات على عدد الموجودات أي متساوي , فأنت إذا نقلت الكأس من طاولة إلى أخرى ، فهوعدم في الأولى ووجود في الثانية , فهذا العدم أسميه عدماً مكانياً ، ومثلما أن أرسطو موجود قبل الميلاد ، فهو عدم في ما بعد الميلاد ، وهذا العدم أسميه عدماً زمانياً . وكل عدم يقابله وجود . فهذه النظرة تشاؤمية , تنظر للنصف الفارغ من الكأس ولا ترى النصف الموجود .
ليس هناك ما يثبت أن المعدومات هي الأول , أنت رأيت موجودات انعدمت , إذاً فالموجودات أقدم من المعدومات منطقيا . وأنت قلت أن العدم ليس له نقيض ، ثم قلت بعدها : أن نقيض العدم هو الوجود . فالآن تناقض كلامك.
وهل للعدم وعي ؟ إذا كان له وعي فهو ليس "عدماً" ، بل هو "وجود" . وكيف يحاول العدم أن يعي ذاته ؟ وكونه "حاول" كما تقول ، فإذاً هو موجود وليس عدماً ! كما قال ديكارت : أنا أشك إذا أنا موجود , وعليها : أنا أحاول إذا أنا موجود , وعليها ايضاً : أنا أحاول أن أعي ذاتي إذاً أنا موجود . فديكارت حاول أن يثبت وجوده ، فقال : أنا أشك في وجودي ، ولكن من الذي يشك ؟ الذي يشك هو أنا ، إذاً فأنا موجود . ونفس المنطق ينطبق على ما قلته عن الكون . فديكارت حاول أن يثبت وجوده عن طريق الشك .
ومادام أن العدم يريد أن يعي ذاته كما تقول , فـ"وجود الإرادة" يعني "وجود" , فهو موجود وليس معدوم أصلا , ولو كان عدماً لانعدمت الإرادة معه.
وكيف يكون للشيء قيمة وهو معدوم؟
الوجود موجب والعدم سالب , والعدم أنواع بحسب تنوّع الموجودات , فعدم وجود نور يعني ظلام ، وعدم وجود ماء يعني جفاف . فقيمة العدم يأخذها من قيمة الموجود أصلا وليس له قيمة بذاته . ومن الممكن أن نقلب الصورة ويكون "العدم" هو "وجود" , فـ"عدم" وجود الماء يعني "وجود" جفاف, و"عدم" وجود النور يعني "وجود" الظلام . وقوة وقيمة الموجود والوجود هي في أنك تستطيع أن تقلب العدم إلى وجود . وإذا سمّيت عدم وجود الماء بوجود جفاف ، فأنت متفائل في هذه الحالة ، ومهتم بالوجود أكثر من العدم ، فعليك ألا تستخدم هذه الكلمات ، لأنها لا تدعم وجهة نظرك .
الفكر العدمي هذا ، كله فكر تشاؤمي . ينظر للجانب المظلم ولا ينظر للجانب المضيء , يبصر دائما الجزء المظلم من القمر ولا يبصر الجزء المضيء منه . وتقول أن الجزء المظلم هو الأصل ، مع أنه يضيء في الجانب الآخر ، فلماذا لا نقول في الأصل أنه يضيء ؟ ولنكن منصفين ونقول أنه يضيء ويظلم ، فالوجود والعدم كلاهما موجود. وهما الليل والنهار مثلاً .
وتحوّل الهيدروجين إلى هيليوم ، قلتَ عنه انه صورة جديدة للعدم ، على اعتبار أن الهيليوم سوف ينعدم , وهذه نظرة تشاؤمية . فتستطيع أن تقول أنه تحوّل تحوّلاً جديداً للوجود.
هذه الفلسفة تنفّر النفوس وغير منصفة , فهي تنظر إلى الجانب المظلم من القمر.
وما دام أن العدم يَعْرِف ويريد أن يعي ذاته عن طريق الوجود ، فهو إذاً موجود , فالذي يعرف الشيء بضده ، فهو بالتأكيد موجود! إضافة إلى انه عاقل أيضاً !
ولماذا يريد العدم أن يدرك نفسه ؟ هذا إذا تجاوزنا أنه "يريد" (من أجلك) , فما دام أنه يملك الرغبة بأن يعي ذاته ، فكيف تقول عنه أنه عدم ؟ كيف ؟ فهذا عدم حيّ ! وله رغبة ويفكر ! ويعرف الأشياء بضدها ! هذا كائن حي ! وهو ليس ولا بمادة حتى ! هذا هو العدم الذي تتكلم عنه : كائن حي عاقل وموجود ويريد أن يثبت نفسه .
والكلام الذي يبدو وكأنه خطاب تأبيني لمن يحمل هذا الفكر العدمي , وأن مكان العدميّ في غير هذا العالم , بل في العالم الآخر, ويجب أن يجمع أغراضه ويرحل عن هذا الوجود لأنه يؤمن بالعدم , فهو دعوة للانتحار والفناء وضد الحضارة والتقدم . فعليك أن تسأل نفسك : لماذا لا يريد الإنسان الموت ؟ حتى وهو بلا عقل , حتى الطفل الرضيع لا يريد الموت , لماذا؟
وكلامك عن الوعي أو الروح في أنه لا يموت ويخلّد, فهذا ينافي فكرة العدمية التي تكلمت عنها . أنت قلت أن كل شيء للزوال وكل شيء فاني, وتثبت الآن أن الروح تتناقل وتتناسخ وأنها خالدة ! وهذا تناقض . فأنت قلت أن كل شيء مآله إلى عدم , فلماذا لم يُعدم وعي أرسطو؟
ثم أنت قلت أن الوعي هو الإدراك وهو الروح الذي تتناقل به الأفكار .
حسنا, هل الحيوان عنده هذه الصفة ؟ أليس للحيوان روح ؟ هل الطفل لديه عقل تتوارد فيه الأفكار مع الآخرين و مع أرسطو وغيره ؟ كلا . إذاً فهذا التعريف ليس كافياً لتعريف الروح .
أنت اعترفت الآن أن الإلحاد يقود إلى العدمية , والعدمية تقود إلى الفناء , وهذه خطوات الشيطان . تبدأ من الشهوات ثم إلى الشبهات ثم إلى الإلحاد ثم إلى العدمية واللاشيء والفناء .
طبعا الكثيرون من الملاحدة لا يوافقونك على هذا الرأي الذي تنتقد به مذهبهم , وها نحن نرى جدالا وصراعا بين المذاهب الإلحادية ، كما هو موجود بين المذاهب الدينية , فلا فرق . فالملحد الشهواني لا يرضى عن هذه العدمية التي تزعجه و تنكّد عليه مُتَعُه بالتقشّف . والملحد الرأسمالي يقول : أن الحياة مصيرها للفناء ولا يوجد إله ، إذاً لأستمتع بها وأجمعها . وأنت تقول نفس الكلام ولكنك تقول : انعزل وتقشّف. وكلا المسارين خاطئ وطريق إلى الهاوية .
وتريد أن تقنعنا أن العدمي باقٍ على قيد الحياة بدافع الفضول , أي بدافع المعرفة , فهل هذه حقيقة أن العدمي يقضي وقته بين الكتب والمعرفة ؟ ولماذا يعرف وهو قد عرف بواطن الأمور وأن كل شيء للعدم ؟ ماذا يريد أن يعرف أكثر؟ ألم يصل إلى قلب الحقيقة ؟ فالباقي لا قيمة له , موجودات سوف تتحول إلى عدم ، فلماذا يعرفها بينما مصيرها إلى العدم الدائم؟
ونعرف العلاقة بين العدمية والشيطان بأنها تشبه أفكارعبدة الشيطان , فهم لا يؤمنون بالأديان ولا بالأخلاق ولا بالقانون ولا بالعدالة ويصرخون طلبا للموت , فما الفرق ؟ هنا تجاورٌ شديد بين الفكرين , وكل هذه الأفكار هي خطوات من الشيطان .
والنقد وإعادة التقييم أمر إيجابي و جيد ، مع أنه لا يتناسب مع فكرة العدمية , لكنه جيد على كل حال . حتى لو لم يتناسب مع فكرتكم ، لكن أعيدوا التقييم .
وانتقدت القطعان والفقراء في الهند , وهذا أمر أخلاقي . وتريد أن تكون القطعان للفقراء والمجاعة , بينما أنت تقول أن أفكاركم ترفض الأخلاق , فما هذه التناقضات ؟ هل نسميها العدمية ؟ أم التناقضية ؟ ونسميهم أيضا الدهريون , كما قالوا في القرآن : { وما يهلكنا إلا الدهر }
العدمية هي طريق الملحد , فهي الخطوة التالية بعد الإلحاد في هذا الطريق الأسود .
وإذا كانت العدمية تُفرز الإيموز (Emos) . فهذا دليل على أن هذا الفكر بائس ولا يتحمله شعور الإنسان . هناك سعة وهناك مجال أوسع وأجمل من هذا الفكر الضيق .
أنا مستعد ان أساعد من يعاني , أما من يستفيد من هذا الفكر العدمي فلا شأن لي به , ومن يعاني فأنا أستطيع أن أساعده ، على الأقل ليرى وجهة نظر تعطي إيجابية أكثر للحياة , فهذا ليس فكرا بل هو مرض .
ستقول في الأخير أننا ننفي الأخلاق و ننفي الدين وننغمس في الملذات ولكن بحدود القانون وما لا يضر الناس , وهذا التفكير لا يطبّق العدمية , ولا يطبّق الشهوانية . لكن الهدف منه هو نفي الدين ونفي الأخلاق والقيم الاجتماعية . إذا كان الإلحاد ينفي الدين , فالعدمية تريد أن تنفي كل شيء جميل في الحياة , فهي الخطوة المتطورة من الإلحاد.
سوف تكون المثالية والنهائية العدميّة هي أن يقتل المرء نفسه , هنا نهاية الخط العدمي , وهنا يكون عدميّا صادقا , هذا أكبر دليل على أن هذا الفكر وراءه عدو ، وهو الشيطان الذي يريد أن يُفني البشر على الكُفر, وإلا فكيف الإنسان يريد أن يفني نفسه بنفسه ؟
يبدو أن الذين ينتمون لفكر العدمية أناس يعانون من حالة متقدمة من الكآبة , فيريدون أن يفلسفوا نهايتهم وانتحارهم . فالكئيب واليائس هو الذي يختار العدم , والناجح في الحياة لا يختار العدم , وسوف يختارها كل ضائع ويائس وفاشل ؛ لأنها تبرر وضعه المتردّي . لكن الأمل موجود دائما و يجب ألا يموت الأمل.
إذا تحسنت حالة العدمي النفسية ، فهل سيظلّ عدميا أم أنّه سيغير رأيه ؟
تحياتي للجميع وقلبي معكم ..
لقد اعجبني جدا الطريقةا لتسلسلية في الطرح ونفي وجود العدم والعدمية وانا مقتنع بعدم وجود العدم
ردحذفالكون مادة اذا هوجود ولة ابعاد ولة شكل وهيئة اي بدء من نقطة معينة والنقطة هي البداية ولكن قبل ان يبدء الوجود والتكون والانشاء ماذا كان
هل كان هنا ك عدم ونحن متفقين انة لا يوجد شيء يسمى عدم اذا ماذا كان
لابد ان يكون هنالك شيء سابق للوجود ولا ينتمي للقواعد العقلية التي نحتكم لها ونفسر الامور من خلالها
اذا اللة موجود ولكن لا نعرف مايريد
اذاني وحسب رايي الخاص غير مقتنع بتفسير ان اللة خلقنا للعبادة
انا اعتقد انة يريد شي ما ونحن لا نستطيع ادراكة بسبب اننا نحن المخلوقات والموجودات مخلقوقة من ماهية مادية مفصولة عن ماهية من خلقنا اي لسنا جزء منة لذلك يصعب علينا استيعاب شيىء خارج تصورنا واكبرمن ارادتنا ووعينا
اذا لا يوجد عدم ولا يوجد فراغ
اذا الوجود سابق واصيل والعدم هو مجرد تحول من صورة مادية الى صورة اخرى وهذا التحول نفسة هو وجود جديد حتى نصل الى نقطة ما لا نعرفها ربما تحصل في اي وقت ما
اذا يجب ان يكون هنلك خالق
للتواصل وابداء الراي ارجو مراسلتي على الايميل التالي abuward2004@yahoo.com
مهند المومني
الاردن
عزيزي مهند المومني .. شكرا لك على اضافتك المميزة ، واعتذر جدا على التأخر بالرد ..
حذفالرد على مداخلتك تجده في موضوعي هذا في المدونة ..
http://alwarraq0.blogspot.com/2012/12/blog-post_24.html
تحياتي لك ..
انت نفسك من ابن اتيت ؟ هل اتيت من العدم او من شيئ اخر ؟
ردحذفنحن نعرف الوجود وعقولنا سجينة الوجود فلا نعرف غير الوجود لذا نتصور ان الوجود محاط بوجود وهكذا الى ما لانهية وهو شيئ محال فلا بد من نهاية وهي العدم اي انتهاء الوجود لكننا لاندرك كنهه طالما عقولنا لاتدرك الا الوجود
ردحذفوالوجود نفسه نحن لانعرف منه الا الوجود الذي نوجد فيه اما الوجود الاخر وهو الغيب فنحن لاندركه رغم انه ليس عدما
والفرق بين الوجود الاخر اي الغيب وبين العدم ان الغيب نستطيع التدليل على وجوده عقلا اما العدم فلا احد يستطيع التدليل على وجوده طالما هومن الاساس ليس جودا
هذه فكرة عدمية، ولماذا يستحيل ان يكون الوجود الى ما لا نهاية؟ الله هو الاول والاخر، وهو خالق وجودنا وخالق عدمنا. يؤيد هذا فكرة العلة الاولى في تعاقب المسببات، فلابد ان تقف عند مسبب واحد، وهو الله.
حذفثم هناك تناقض فيما يبدو ، ففي البداية قلت انه لا يمكن ان يستمر الوجود لمالانهاية، اذن هناك عدم، وهذا استدلال منطقي، ثم قلت ان العدم لا يمكن ان يستدل على وجوده. فكيف عرفت ان العدم هو النهاية بينما عقولنا لا تعرف العدم كما تقول؟ مع انها في الحقيقة تعرف العدم، فتعرف وجود منزل في مكان، وتعرف عدم وجوده، وتستطيع تخيل الصورتين، صورة الوجود، وصورة عدم الوجود. اذن العقل يدرك عدم وجود الشيء، فتدرك الفارغ وتدرك الممتلئ. بضدها تتميز الاشياء، فالوجود والعدم ضدان، وعرفنا احدهما من الاخر، ولولا العدم لما وجدت كلمة وجود، ولولا الوجود لما عرفت كلمة عدم. العقل البشري لا يعمل الا بطريقة الثنائية الضدية، لأن التمييز قائم عليها، والضدية زوجية، والله خلق الازواج كلها. مثل الليل والنهار، والابيض والاسود، وهكذا، ولو لم توجد الضديات لما عرف العقل اصلا، لان العقل عبارة عن تمييز، والتمييز يحتاج الى ضدية لاجراء المقارنة. وشكرا لتعليقك.
طرح ورد مقنع وجميل...
ردحذفحجة واهية وتبرير ركيك حين يقول العدمي ان الفضول هو سبب بقاءه على قيد الحياة على قيد الحياة
فعلا ، وحجة ضعيفة اخرى وهي ان النهاية لابد ان تكون عدمية، مع الاقرار بان العقل لا يمكن ان يعرف العدم. والمعرفة تتم بالعقل. هذه كلها حجج لاجل دعم الالحاد ولا يدرون انها تحفر ندوب الكآبة في داخل من يعتنقها.
حذفانا لا اتفق على عدم التمييز بين العدم والفناء
ردحذفالعدم اللاموجود ليس له اصل زمني والفناء موجود وفنى هنا له اصل زمني
فكثير من النتائج لا تصح اذا ميونا بين العدم والفناء
ابوهاشم العقيلي
hiba120@msn.com
شكرا جزيلا على الملاحظة .. اذا كنت تقصد عبارتي ان الالحاد يقود للعدمية والعدمية تقود للفناء، فكل كلمة استعملت في مكانها، لان الالحاد يدفع للايمان بالعدمية، اي ان لا يوجد اله وان كل شيء مصيره العدم، وهذا تقريبا معنى مصطلح العدمية، وبالتالي الايمان بهذه الفكرة يسبب الكآبة والتوتر والرغبة بالموت والانتحار، اي الفناء. وانا اتفق معك على هذا التفريق بين اللفظتين، لكن العدمية كمصطلح مشهور يُطلق على نفي وجود اله ووجود فضائل ووجود حياة بعد الموت، بالتالي يتداخل معنى الفناء مع العدمية في هذا المصطلح. وشكرا على هذه المعلومة المفيدة.. كثير من المصطلحات تحمل اخطاء لغوية ، لكنها تعتبر من الخطأ الشائع، ولعل هذا منها ..
حذف