الاثنين، 11 يناير 2021

حوار على البريد بعنوان "احب الله لكني اكره الحياة واكره الواقع واكره الناس"

المرسل : السلام عليكم استاذنا ومعلمنا الرئع الوراق واسعد الله مسائك بكل خير. اتمنى وارجوا منك ان توسع بالك  وتستمع لقصتي واسئلتي.

انا راح اخش في الموضوع مباشرة.

وموضوعي وبكل بساطة إني اكره هذي الحياة اللي الله عز وجل خلقنا فيها ( من دون طلبنا ) والسبب للعبادة والإصلاح وإعمار الأرض

طيب الله يقدر في اقل من ثانية يعمر الأرض ويصنع ما يشاء ( كن فيكون ) فلماذا يحتاجنا نحنا لنعمر الارض؟  وهو مايحتاج عبادتنا ولا تضحياتنا ونحنا نعبده لمصلحتنا في الدرجة الأولى

 

الرد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. في الحقيقة انا أشعر بك وأحس بمعاناتك وقد جربت مثلها أو قريبا منها, هناك فهم خاطئ للآلام والضجر من الحياة, أقول لك مع أنها قاسية الا انها نعمة من نعم الله, الكآبة نعمة مع أنها قاسية ومؤلمة تماما مثل آلام الجسم وأوجاعه, وجود الألم في الحياة هو مؤشر على وجود خلل أو خطأ, وهو دافع للاصلاح والحماية وليس للانتحار كما يشير الشيطان على المتعبين مستغلا ظروفهم, لأن الشيطان يصيد في الماء العكر, أنا كنت مريضا بالكآبة فأزالها الله بعد أن توكلت عليه، وصرت لا أبحث عن مصالحي بقدر ما ابحث عن الحق والصواب، وأفعل الفعل لأنه صواب ولا انتظر نتائج الا من الله.

 

الله هو المنجد وهو الموجود ولماذا لا نلجأ إليه بدلا من سماع كلام الشيطان, لو لم تحس بجسمك اذا تعرض لحرارة أو برودة أو ضربات, لتلف الجسم دون ان تدري, كذلك في الالم النفسي يحصل نفس الشيء, اذن الالم له غاية وليس فوضى, وهو مؤشر مثل مؤشر ارتفاع الحرارة، يخبرك عن وجود مشكلة, والمشكلة تحتاج الى تغيير في التصوّر أو الاساس, وبما أنك لم تستطع بنفسك, فعليك ان تبحث عن احد تثق به ليساعدك في تغيير ما بداخلك, لان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم أي ما بداخلهم من قناعات وتصورات,

 

أنا مستعد أن أساعدك, لكن هل انت مستعد أن تتقبل؟ هل تستطيع أن تتخلى عن عقلك ولو بشكل مؤقت, حتى نعدّل أساسات تفكيرك من خلال اقتناعك, لأنه اذا كنت انت معلم وأنا معلّم فماذا نستفيد من بعض؟ الا فوائد هامشية, بينما أنت تعاني, لو عندك ادارة ممتازة وفهم لنفسك, لما وقعت في مثل هذه المعاناة, هذا الكلام قله لنفسك كلما ثارت كبرياء عقلك، أخبر عقلك بأنه لم ينفعك في حل هذه المشكلة, وهي أهم مشكلة وهي مشكلة (المسار), فعقلك الذي لم يسعفك في معرفة لماذا انت موجود, لن يسعفك في أمور أخرى, أنا لا اقول بأنك مجنون. أنا أقول أنك ذكي. لكنه ذكاء موجه بطريقة خطأ, انت محتاج للطريق الاساس أي صراط الله المستقيم, وهو (لماذا انت موجود؟ وأين أنت موجود؟ ما هو حجمك؟ ماذا قطعت من الطريق؟) لابد أن تعرف مكانك من الإعراب, لا ينبغي أن تكون جملة معترضة لا محل لها من الاعراب, اذن نبحث عن صديق أو مساعد, وأنا الان شخّصت لك حالتك الايمانية بأنك تعاني من ضعف في الايمان بسبب كثرة الشكوك التي جاءت من أسئلة حول أمر ليس لك ولا لغيرك، قال تعالى:(ولا تقف ما ليس لك به علم) اذن الامر خاص بالله, والايمان بالله لا يقوم الا على اساس الثقة بان الله احكم الحاكمين, وأنه (لا يُسأل عما يفعل وهم يسئلون) وأنت تسأل الآن عما يفعل الله وكأنك تحاكم الله وتقول: عبث ههههههه.

 

انا لست غاضبا منك,لأن هذا متوقع، لكن الله له شؤونه ولا شك ان مثل هذا يغضب الله, الا اذا تبت وعرفت حدود عقلك ووجهته لمجالاته, أنا آسى لحالك وحال الكثير من الشباب الحيارى, وقلت لك بأني مررت بمثل هذه التجربة أو قريب منها, واذا كان عقلك وصل لهذا المستوى الذي اكتشف فيه عبث الله سبحانه عن ذلك, الذي يقول:(وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما لاعبين), لم لا يحل عقلك ومن باب أولى مشاكلك ولا تحتاج لمساعدة أحد؟ بدلا من هذا الحل الجبان الهارب عن مواجهة الحياة (الانتحار), العقل المستسلم هل نقول عنه أنه قوي؟ ومن العقل لا تثق بعقل يقدم لك الأسئلة ويعجز عن تقديم الحلول, اذن من هنا نفهم أن هذه من همزات الشياطين, لان الشياطين لا تريد أن تُحلَّ مشكلتك, بل تريد أن تزداد مشاكلك كي يفتحوا لك الباب على الفساد او الانتحار, وهذا مصداق لقوله تعالى عن الشيطان: (لأقعدن لهم كل مرصد), ولا حل الا بوجود رابط مع الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب),

 

الطمأنينة لا تشترى بالمال, بل بتغيير ما في النفس والاتجاه الى الله ثم تأتي الهداية والطمأنينة من الله وليست منك انتبه لهذا, ولا من عقلنا, بل هي هبة من الله لأصحاب القلوب السليمة الباحثة عن الحقيقة ولو على حساب نفسها وأنانيتها, لان الله لا يخيب ساعيا إليه أبدا, ثق بذلك, والله قال:(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا), لاحظ كلمة (سبلنا) مع أن الله له سبيل واحد, والمقصود هنا والله أعلم هو الطرق التي تؤدي الى سبيل الله كشخص مثلا او كتاب او غير ذلك والتي قد تكون سببا في هدايتك.

 

 اعلم ستقول أنك سعيت, لكن هل سعيت حقا, وهل صبرت حقا, وهل سلمت نفسك لله حقا؟ بعبارة أخرى: هل أحببت الحق؟ من يحب الحق لن يتخلى عنه الحق سبحانه, الذي أكثر لومه على نفسه وليس على غيره, هذا هو الذي يرجى له الخير والهداية والحكمة, أما من يجعل اللائمة كلها على غيره وهو في السليم دائما, هذا تتخطفه الشياطين, لان الشياطين تبحث عّمن يدور حول ذاته وأنانيته, حتى توصلهم الى لوم الله في الأخير, ثم الالحاد ثم الاحساس بالضياع ثم الانتحار أو الرغبة بالانتحار, وهذا ما لا أتمناه لك, الله يقول:(ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا) وأنت الان تشعر بالضنك مع أنك تعيش مع أهلك وفي شبابك وصحتك, الالم نعمة مع أنها تؤلم لكنها نعمة, ولو لم تكن موجودة لضعنا, إن سئلت عن النعمة المؤلمة, فقل هو الالم.

 

أنت تشتكي من كل شيء ـ من امك ومن أبيك ومن ربك ومن الناس ومن الحياة ـ وهذه خطوات الشيطان التي اتبعتها حتى زيّن لك الشيطان الانتحار, وهذا ما يريده الشيطان, بعبارة أخرى: الشيطان حرف تفكيرك مما يعنيك الى ما لا يعنيك, فأصبح عندك خواء, فجاء الشيطان ليقدم لك الحل الذهبي وهو (انتحر يا عزيزي), وأنت شباب في كامل صحتك وعقلك يريد الشيطان ان يدمرك بالكامل وينشر المأساة في كل من يعرفوك, لأنه عدو, والله قال:(ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا).

 

يجب ان يكون عقل المؤمن موجه وليس منفلت, ولا يصلح للعقل ان يستخدم في كل شيء, تحتاج أن تقرأ في هذه المدونة عن العقل والشعور والعلاقة بينهما, والفرق بين عقل الانسان وعقل الحيوان حتى تعرف حدود العقل, وهذه الشبهات التي تقدمها سبق الرد عليها بتفاصيل مطولة في هذه المدونة, انصحك بقراءتها ان كنت تعاني كما تقول, ابحث عن الحل لان كل مشكلة لها حل, بدلا من ان توزع اللوم على كل من حولك, امك وابوك هذه حدود علمهم واجتهادهم, اما ربك وهو المتهم الثالث فهو الذي خلقك وسخّر لك ورزقك وأمدك بالسمع والبصر (وقليلا ما تشكرون), أين حق ربك؟ من لا يشكر الناس لا يشكر الله, وأنت لم تشكر الله ولا الناس, مسار حياتك يحتاج إلى تعديل كبير, إن كنت جادا فأنا مستعد لمساعدتك, هذا بعد أن تقرأ المدونة وتتمعن فيها, أما إن كانت مجرد تسلية وأنت واثق بعقلك فإنها مجهودات شبه ضائعة, لكن لا يضيع الاجر ان شاء الله.

 

الله لا يريد منا شيئا وهو غني عنا, اعرف ان شكر الله هو دواء لنا لان الله غني عنا وعن شكرنا, لو تتأمل بنعم الله لاستبدلت اللوم بالشكر, تخيل انسان حياته شكر لله, ومحاولة تعداد لنعم الله وأفضاله, هذا سيصبح انسانا سعيدا بلا شك, هل يعاني من الكآبة وهو يعجز عن الشكر؟ طبعا لا. اذا الانسان يعدد النعم التي انعم الله عليه, سيكون انسانا متفائلا وهذه هي الطاقة الايجابية التي يبحثون عنها ولا يجدونها, أنت عبد لله, وأحسن أحوالك أن تقر أنك عبد لله, وبغير هذا فالبقية كلها أوهام وشرب ماء بحر, أسأل مجرب, أنا جربت كلأ طروحاتهم ولم تسقني شربة واحدة, طبعا اذا كنت تثق في هذا المجرب, واذا لم تثق فأجرنا على الله, اذن نحن نعبد الله والمستفيد هو أنفسنا, والله لا يستفيد شيئا منا لانه غني سبحانه وتعالى, لكن الله لا يرضى لعباده الكفر.

 

هل تأملت هذا الجمال الالهي؟ افعلها, وأرح شكوكك قليلا, تأمل في جمال الله وجلاله وعظمته, افسح المجال لوجدانك, ارح هذا العقل المتشكك قليلا, هذا الاله العظيم الذي ينفذ ما يريده من خلال الحب, فالله يريد من الام ان ترعى طفلها عن طريق انه اودع فيها الحب واودع في الناس محبة الصغار حتى لو لم يكونوا أبناءهم لان الطفولة محتاجة للرعاية, الله سخر حب الطفل ورحمة الطفل من اجل رعاية الطفولة لكي يبقى الجنس البشري لا لكي ينتحر في عز الشباب, كما يريد الشيطان, الله لطيف بالعباد سبحانه وهو اللطيف الخبير, الله قادر ان يجعل الالم هو من يضطر الام  لرعاية الطفل, لكنه استخدم الحب بدلا من الالم, واستخدم الالم منبها للخطر وللخلل حتى لا يتفاقم وهذه نعمة أخرى, كذلك الحب والجمال والرغبة هي من جمعت بين الرجل والمرأة, الحب والجمال والرغبة هي دوافع استودعها الله في الناس من اجل ان يتكاثروا ويكونوا الاسرة, حتى النوم الذي يفقد الانسان فيه وعيه يشعر بلذة للنوم مع انه لا يحس به (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلوم كفار). الانسان أصله ظلوم, الا اذا عرف الله واستعبد له, حينها يعرف الاخلاق, واذا عرف الاخلاق تخلص من الانانية وأحس بغيره, لان عبادة الله في الاساس هي اخلاق مع الخالق تنعكس على المخلوقين بعد أن عرفها, الذي اقصده شغّل طاقات ذكاءك في تأمل نعم الله وأخلاق الله كما هي في القرآن, سوف تمتلئ حبا لله, واذا احببت الله انتهت مشكلتك. 

 

من يتعرض للسعة كهرباء فهذا يعني ان عليه ان يأخذ الاحتياطات او يبتعد استجابة لهذا الالم وهو منبه, أما من يحس بألم نفسي فماذا يفعل؟ نفس الشيء عليه ان يحتاط ويبتعد عن الخطر, أنت الآن تخوض في الخطر وهو التدخل في شئون الله, لماذا خلق؟ ولماذا لم يخلق؟ لماذا لم يجعل للتمساح اجنحة مثل ما جعل للنعامة, مع أنها لا تطير؟ ولماذا يخلق كل هذه المجرات؟ ولماذا يخلق مئات الأنواع من الحشرات؟ وهكذا من الاسئلة التي لا تنتهي ولا تنم عن احترام لله.

 

انت تقول انك مؤمن وهذا جيد انك لا تقر بالالحاد, لكن ايمانك ناقص لدرجة كبيرة جدا, لان الايمان يزيد بالعلم وينقص بالشكوك, وانت لديك شكوك حادة جدا حتى انك تصف خلق الله للبشر بأنه عبث, فكأن الله الذي تعبده وتسلم له امرك تعتقد انه عابث, اليس هذا تناقض في صميم ايمانك؟ كيف تعبد الها عابثا حسب تصورك؟ قال تعالى: وما قدروا الله حق قدره.

 

المفروض ان تشغل عقلك فيما يتعلق بشئونك انت وبنجاتك انت, لانك عبد, ولست خالق, وليس من شأن المخلوق ان يمحص ويبحث في افعال الله, بل أن يبحث ويمحص في افعاله هو ومعتقداته واقواله, عليه ان يبحث عن سلامته ونجاته وهذا ما يفعله العاقل, لان هناك عقول تفيد صاحبها وغيره, وعقول تضر صاحبها وغيره, المهم هو هل هناك ظلم من الله ام لا؟ انت تقول ان الله اعطانا حرية الاختيار. ومن يعطيك حرية الاختيار بعد ان ينبهك، هل ظلمك؟ ام احترمك واكرمك؟ قال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم)، وحرية الاختيار من التكريم لا شك، والجبرية ليست من التكريم. لذلك قال تعالى (لا اكراه في الدين) وقال (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون)، الطاعة المغصوبة ليست طاعة طيبة، والله طيب لا يقبل الا طيبا. من يخيرك فقد اكرمك واحترم عقلك, والله خلقك, ومن بعد ان خلقك قلت بأنك لم تستشار, وكيف تستشار وأنت لم تخلق؟ واذا خلقت لكي تستشار فإنك لن تقبل أن تموت بعد ذلك!! والآن أنت حي وطريق الموت تعرفه، ومع ذلك تبتعد عنه!

 

المرسل : ولكن نحن لم نطلب منه أن يخلقنا ولم نطلب منه أن نعاني في هذه الحياة القاسية ولكنني أعلم أنك ستقول ان الله سيكافئنا بالجنة وان هذه الحياة قصيرة جدا 50 60 70 سنة ونموت

 

الرد : انا لم أقل ان من عانى في هذه الدنيا بأنه سيكافأ بالجنة!!, الجنة مربوطة برضى الله سواء أكان انسانا غنيا صحيحا او فقيرا ومريضا, الجنة ليست للفقراء والنار للأغنياء, هذا خطأ, الله لا يرضى الا عن من يحمل قلبا سليما وباحثا عن الحقيقة ومستعدا لتقديم ما يستطيع, بعض النظر عن كونه قد عانى او لم يعاني في الدنيا, والا لكان كل ضحايا الحروب والفقراء والمرضى الذين في المستشفيات كلهم في الجنة, لا .. هناك مقياس آخر, من قوله تعالى (آمن بالله وعمل صالحا), ولم يكن من الفاسقين ولا من المتكبرين ولا من الخائنين والظالمين الذي يكرههم الله.

 

المرسل : ثم لو كنا مسلمين ومؤمنين الله سيدخلنا الجنة برحمته و الكفار والأشرار سيدخلون النار وهذه الطامة الكبرى لماذا يخلق بشر ويضع فيهم ( إمكانية ان يعملوا الشر / ويعطيهم الإرادة الحرة ثم يعذبهم ؟ )

 

الرد : أنت لم تقل أن الله اعطاهم امكانية أن يعملوا الخير, لماذا جحدت هذه الكلمة؟ أم أنها سقطت سهوا؟ بينما هم الذين استحبوا الضلالة على الهدى, ونحن هنا نتكلم عن الكافرين الجاحدين, وليس عن غير المسلمين لان بينهم فرق, الله اعطاهم الارادة الحرة ولم يجبرهم على الشر بل حذرهم منه, ولم يجبرهم على الخير, ودعاهم اليه واعطاهم فسحة العمر بمراتبه ليعتبروا, واعطاهم الاحساس الفطري (الشعور) الموجه إلى الله والذي لا يخضع ولا حتى لصاحبه، وهو الذي يعذبك الآن (شعورك الفطري وليس نفسك) والله أرسل الانبياء والكتب, وان كان هناك شيطان ٌيؤثر, فالشعور ايضا يؤثر عكس تأثير الشيطان, اذا كان معك شيطان فمعك نبي بداخلك, أليست هذه عدالة؟ لكن هم الذين اختاروا, فهل هذا ظلم؟ هل الله ظلمهم أم ظلموا انفسهم؟ اذا عطاك المدرس الحرية في أن تذاكر أو لا تذاكر, على أن تتحمل النتيجة, هل تقول أن هذا مدرس ظالم؟ م انه محترم لحريتك؟ فأساس الحريات هي من صميم القرآن, 500 آية في القرآن تتكلم عن حرية الاختيار, فهل هذا إله ظالم؟ أما من هواه مع الطريق الآخر, فلا شك أنه سيضع اللوم على غيره, مثل هذا التلميذ الذي يحب الكسل ويحمّل مسئولية رسوبه على الاستاذ الذي خيّره ويقول لم لم يجبرني ولم يعاقبني؟ ولو اجبره وعاقبه لقال: إنه ظالم وقاسي! هذا التلميذ هو الظالم وليس الاستاذ, لان الظلم يقع من قوي ويقع من ضعيف (لا تنسى هذا), وليس حكرا على الاقوياء فقط, بينما المدرس الذي بيده العصا ليدفعك الى النجاح, هذا ظالم حتى لو كان يريد لك الخير, لانه لم يحترم حرية اختيارك, ولم يحترم وجودك, ألا يدلّك هذا على عظمة أخلاق الله رغم قدرته سبحانه؟ اله يحترم حرية الاختيار الى هذه الدرجة, من أكمل منه سبحانه؟ من مِن البشر يحترم حرية الاختيار مثل ما احترمها الله, حتى انه سبحانه يرزق من يشتمونه ويسخرون من دينه, من أعظم من الله واكرم وارحم؟ ألا يستحق الحب؟ بل كل الحب. أنت لم تستطع ان تشكر امك واباك الذين ولدوك وتباشروا بوجودك, وتحملوا أذاك وصراخك وانت طفل, أنت ضائع وسالك لطريق خطأ في تفكيرك, بدل التذمر كان يجب ان تشكر, وتعرف انك لست محور الكون, تريد كل شيء أن يدور حولك.

 

المرسل : فنحن لم نطلب أن نُخلق في هذه الحياة ولكن الطبيعة بشعة جدا. لأننا كرجال الطبيعة تعذبنا ( حرفيا ) بالرغبة الجنسية وتجبرنا أن نرتبط بجنس النساء ( الفوضوي ) ونمارس معها الجنس لتهدأ لدينا

هذه الرغبة الجنسية التي تعذبنا ثم يأتي للحياة اطفال ربما يعيشون برخاء وتكون حياتهم جميلة أو يعيشون في الفقر والمعاناة والظلم كملايين الأطفال حول العالم ويكبرون ويعيدون نفس الحكاية من جديد

وكل هذا عشان ايش ؟؟؟ ايش الفائدة؟  نعمل ننام نأكل نعبد الله وفي النهاية نموت.هههههه لتوي تذكرت مقولة تقول ( الحياة اكبر ورطة ممكن ان يقع فيها الإنسان ) وعندما كان آدم وحواء في الجنة وكان الشيطان يغويهم ليأكلوا من تلك الشجرة الملعونة لماذا الله عز وجل لم يوقفهم فهو ( يسمع ويرى ) ( ويعلم الغيب ) يعني ما الفائدة من خلق بشر في ( الجنة ) ثم طردهم من الجنة ثم ارجاعهم مرة اخرى إليها لكن بنصف عددهم( او الله اعلم العدد ) إلى الجنة مرة اخرى, تخيل اب يوقظ ولده في الساعة 3 ليلا ويخبره أن يركض 10 كيلو في ظلمة الليل والبرد القارس ثم يرجع إليه مرة أخرى وليس للولد أن يسأل لماذا ( لأنها من حكمة الأب ) وعندما يرجع يدخله في البيت ويخبره أن ينام بعد أن أيقظه وأرسله إلى هذه الرحلة أليس هذا من العبث ؟

 

الرد : نعم بالنسبة للأب عبث. لكن بالنسبة لخالق البشر وخالق المنطق وخالق السماوات والارض لا ينطبق مثالك, لانك تناقش الخالق بمنطق هو نفسه مخلوق (أي أن الله هو خالق المنطق الذي تُحاجُّه به), الله عنده علم ليس عندنا, نحن ليس عندنا علم الله كاملا, الله لم يظلمنا, اذن ما المشكلة؟ نريد أن نعرف كل ما يعرفه الله؟ هل نحن آلهة أم عبيد؟ وماذا سنستفيد؟ الله يختبرنا حتى في هذه, ويعرف من هو صاحب العقل المتكبر المتجرئ على الغيب, ومن يعرف حدوده مع الله ويحترمها ويحترم عالم الالوهية, فالإيمان بالغيب ميزة للمؤمنين, كأنك الآن لا تؤمن بالغيب, هذه الاسئلة اجابتها وغيرها (عن ماهية الله وهل هو يشبه البشر او لا يشبههم .. الخ) كلها أسئلة غيبية منهي عنها وهي موضع اختبار, هل سنتكبر ام سنتواضع, لان العقل يتكبر ايضا ويتواضع ايضا, مثله مثل النفس, اذا كان منطقنا نفسه يجري على عالم الغيب, فلم يبقى الغيب غيبا, ولم تتبقى خصائص للألوهية, اذن نحن يهمنا ما يعنينا, والله قدّم لنا كل ما يعنينا, وليس من الادب مع الله التجرؤ على عالم الغيب, ولماذا سماه الله غيبا؟ وليس تأدبا مع الله التجرؤ عليه, بل حقه الشكر, إن من الايمان ومن العبادة إلجام العقل عما لا شأن له به من عالم الالوهية, أنت تتكلم عن اله وليس عن بشر, الله فوق مستوانا ومستوى عقولنا, وليس كمثله شيء سبحانه, نحن بعض مخلوقاته ليس الا, نزور الحياة فترة قصيرة ثم نخرج منها, من نحن حتى نسقط منطقنا على خالقه وخالقنا ومحيينا ومميتنا؟ هذه القضية اعتقد انها انحسمت ولا ينفع تكرارها, هل أنت مظلوم أم لا؟ هذا هو المهم فقط, وهذا ما يعني العبد, أما بقية الاسئلة فلا قيمة لها, لأنها تدخُّل من الناقص في شئون الكامل سبحانه, وتدخُّل من المحدود في شئون اللامحدود, وتدخل من المنتهي في شئون اللامنتهي, هذا العقل بناه الانسان من الطبيعة التي بناها الله على الارض, ولو لم تكن الطبيعة بهذا الشكل لما كانت عقولنا بهذا الشكل, قلت لك يجب أن تعرف ما هو العقل وما هي حدوده, ان شئت هذا تجده في المدونة, العقل هو كل شيء وليس كل شيء, الله هو عالم الغيوب, قد يكون هناك منطق آخر غير منطقنا, والله يقول:(وما أوتيتم من العلم الا قليلا).

 

المرسل : اريد ان اوضح امرا أنا لست ملحدً بل أنا مؤمن بالله وحافظ بعض القرآن وقرأت كثيرا في كتب الدين, ولو كنت ملحدً فلن تجدني اكتب هذه الرسالة لك والله لكنت انتحرت من زمان

بالشنق أو بالقفز من سطوح عمارتنا وأرحت نفسي من هذي الحياة البشعة والمؤلمة والناس القاسية المجرمة المنافقة

 

انا لا انكر ان في الحياة أشياء جميلة ورائعة ونِعم كثيرة عظيمة كالحب والسعادة والفرح وان تحصل على زوجة تفرحك وتفرحها وان يكون لديك اطفال تسعدهم وتسمع ضحكاتهم والاصحاب والاهل

وان تتخرج من الجامعة وأن تحقق أحلامك وطموحاتك وتجمع مال وتساعد الناس و و و و و و ولكن في النهاية ستغرب الشمس وتصمت العصافير وتذبل الأزهار ويأتي الشتاء.

 

الرد : هذا يدل على انك متعلق بالدنيا ولا تريدها ان تزول، وبنفس الوقت تريد ان تنتحر! أليس هذا تناقض من عقلك؟ لماذا لا تفكر في الاخرة كامتداد في الحياة؟ لأن الموت مثل النوم، (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة). فكرة النهايات او معضلة النهايات يزداد تأثيرها وجلبها للكآبة كلما ازداد تعلقك بالدنيا، من نتائج التعلق بالدنيا مشاكل نفسية عويصة تسبب الكآبة مثل مشكلة النهايات، كلمة (وبعدين؟) ومثل مشكلة كره الحياة وفقدان طعمها، ومثل مشكلة الهوس الشديد، والجزع الشديد، والحقد، والآمال الوهمية، والطموح الوهمي، ومثل مشكلة الطمع الشديد، ومثل مشكلة البخل الشديد، والفرح الشديد، والإعجاب بالنفس في حالة ما يسمى بالنجاح (ثنائي القطب)، والخوف من التقلبات والفقد والمفاجآت والمصائب، كموت عزيز ، فيصبح ذلك صدمة قوية، لأنه يحسب ان الدنيا طويلة. ويتساءل كيف مات؟ أي كأنه غير مصدق بالموت، وغير هذا كثير. لكن اذا تعلق بالآخرة سيخف تأثير النهايات عليه، وتأثير المفرحات عليه أيضا، انا كنت اعاني من هذا الموضوع معاناة شديدة، وكنت أخاف على الشباب ان يزول وانا في شرخ الشباب، وكلمة "وبعدين؟" تطاردني وتسبب لي الاحباط عند اي مشروع كان، سواء تخرُّج او عمل او مشروع او اي شيء يجذبني ويشدني، لماذا؟ لأننا نفرح كثيرا، والنهايات تدمر هذا الفرح، لاحظ نهاية الفيلم دائما تثير أسى في داخلنا ولو قليلا، حتى لو كانت النهاية سعيدة، كلمة "النهاية" التي تأتي بعرض الشاشة تُذهِب كل ما استمتعت به. كأنك ترى مقبرة لمتعتك.

 

لهذا القرآن هو رحمة للعالمين، يخرجك من التعلق بالدنيا، لذلك الله اعطانا خط السير في الحياة، وهو (لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)، النفس المطمئنة هي التي لا تتعلق بالدنيا بالدرجة الأولى، بل بالدرجة الثانية، لكن متى يكون الفرح الحقيقي؟ يكون عند استلام الكتاب باليمين ودخول الجنة، فالدنيا حقيقتها لا تستحق الفرح الشديد بها ولا الأسى الشديد عليها، هذا لا يكون الا لمن يضع الآخرة نصب عينيه، اما المنغمس في الدنيا وكأنما هي دار الخلود فله سلوك واضح ومتكرر، من ضمنه شدة الجزع وشدة الطمع والأسى من النهايات والخوف من التحولات، لدرجة انه كلما ازداد الانسان فيها طمعا كلما افسدت عليه متعه الحاضرة، الخوف من فقدانها يفسدها، بما يسمى عقدة الموت الذي اصيب فيها الشاعر ابو العتاهية الذي قال:

 

لدوا للموت وابنوا للخراب .. فكلكم يصير الى تراب ..

 

ولذلك كان ابن الرومي لا يقبل الهدايا، لأنه يخشى ان تضيع ثم يحزن على فقدها اشد من فرحه باستلامها.

 

لذلك الدنيوي غير مرتاح، كما تقول، مع انه اختار الدنيا لأجل السعادة والمتعة، لكن ماذا يفعل بهذا الشوك والمنغصات التي لا تفارق اي متعة وتأتي في اسوأ الاوقات؟

 

المرسل : وما نضحك على بعض مثل ما الحياة جميلة ورائعة فهي بشعة وقذرة وقاسية تماما كالنساء فهن كما انهن جميلات والرجل يميل إليهن فهن لهن جانب قذر وقاسي ونرجسي.

انت ممكن تعتقد ان انا مررت بتجربة سيئة مع امرأة ولهذا السبب فأنا أحكم على جميع النساء فأنت مخطئ فأنا فقط اظهر حقيقتهن... وانا بالفعل لي تجارب سيئة واولى هذه التجارب مع امي القاسية عديمة المشاعر

اللي كانت تضربني كل يوم لمن كان عمري 10 - 16 لإن هيا كانت تعتقد إني شاذ او خلنا نقول ( سالب ) يفعل بي اللواط لأنني لمن كنت صغير كان عندي ألم مزمن في بطني وما اعرف السبب فهذا الألم يأتي يوميا في بطني

بشكل مغص وامي تعتقد أني اتعرض للإغتصاب واجبر على كتمان السر واني سالب فهيا تضربني ضرب عشان تخليني اعترف لها والامر المضحك المبكي انا لم افعل أي فعل من أفعال قوم لوط مع أي رجل في حياتي لكني لا ألوم أمي أنا ألوم أبي الضعيف

لأن هو ماعنده شخصية يقدر يفرضها في البيت ولهذا السبب امي قلبت رجل في البيت لأن أبي ليس برجل كامل فهو حياته عمل - اكل - صلاة - اجتماع في مجالس الرجال ,,, لا حب لا اهتمام لا رعاية,

ولهذا السبب اختي الكبيرة ( اعتقد ) انتحرت بعمر ال 30 قبل عدة سنوات بسبب قساوة وبشاعة هذي الحياة فأنا لا ألومها لو هيا فعلا ماتت بالإنتحار فأبي وامي ماقالولي حتى سبب وفاة اختي وانا على يقين انه انتحار فهي ماكانت

مريضة او اي شي وكمان صغيرة في السن 30 فالسبب المقنع الرئيسي هو الانتحار من سوء معاملة امي وابوي ومن قساوة الحياة.

 

نعم خلاصة الامر إني اكره الحياة و اكره الناس واكره عائلتي والله من أمنياتي الشخصية التي أتمنى أنني لم اولد قط في هذه الحياة.

 

حتى إني بديت اكره الدين ورجال الدين بسبب انا لمن كنت بالثانوي كنت مصدق كذبة المسلمين اخوان ومافي واسطات ولا ظلم وانشاء الله مستقبلكم مشرق و و و و ولمن تخرجت من الثانوي بنسبة تتعدى ال 95 وشهادات شكر وامتياز وتقدير بعدها

قدمت على ( عدة جامعات ) تم رفضي بشكل مطلق من كل الجامعات بسبب إني مولود على أرض تلك الدولة ولكن والدي ليس مواطن. وللأسف الشديد دول العلمانيين والملاحدة وعباد الصليب الكفار لو ولدت فيها على ارضها فأنت منهم وأنت لهم ولك حق الجنسية والعمل والدراسة وكل شي. انا ما ألوم الدين من هذه الناحية بل ألوم رجال الدين وعامة الناس في هذا الأمر وحسبنا الله ونعم الوكيل على من يستقوي على الضعفاء.

 

للأسف الانتحار ليس خيارا ممكنً لي ( على الرغم أني افكر كثيرا به )  فانا اجبن من اقدم على الانتحار حاليا ولأنني اؤمن بالله واليوم الآخر والحساب فأنا لا أريد أن ألقي بنفسي إلى التهلكة... والحياة اكرهها جدا والسبب الوحيد لبقائي حيا الآن هو أنني لا أريد أن يلقى بي في النار إذا انتحرت فيا أخي الوراق هل لك نصائح تساعدني؟

المشكلة انا اعرف الحلول المناسبة لحل جميع مشاكلي الشخصية ومشاكل الحياة واعرف كيف اقدر احسن حياتي واعيش حياة أجمل من التي أعيشها الآن وكل المطلوب مني اجتهاد وجد وتركيز لسنة واحدة وحياتي راح تصير جميلة ولكني عندما ابدأ يومي فأنا ما اقدر اني اسوي اي شي حتى لو لنصف ساعة لأن الافكار هذي تراودني دائما والإكتئاب يحوم حول رأسي واشوف المستقبل مظلم كفوهة مدفع ووجهي بائس كجيب فقير

والشي الوحيد اللي يساعدني انسى آلام الحياة هو ألعاب الكمبيوتر والأفلام واليوتيوب - حتى العادة السرية كرهتها ككرهي للحياة فهي لا تشبع ولا تروي ظمأك كأنك تشرب من ماء البحر كلما تشرب ازددت ظمأً.

 

وفي الأخير بعد كتابتي و فضفضتي لك بما يعادل تقريبا 1000 كلمة انا حتى ما اعرف لو انت ستقرأ هذه الرسالة او إن كنت ستهتم اصلا بشخص فاشل مثير للشفقة مثلي حتى والدي يعتقدان إني فاشل وفقدوا بيا الامل ههههه حتى انا فقدت بيا الأمل والحياة هذي القذرة أنا فقدت الأمل بها في سن ال 17 والآن أنا 22 وربما الانتحار ليس خيارا سيئا. لان على الاقل انا ماراح استهلك فلوس الأكل والشرب من ابوي وامي كل يوم وممكن الله يسامحني لأني ما آذيت أحد في حياتي وبالمقابل تعرضت للضرب والتنمر من كل مكان في البيت قي المدرسة في الحارة حتى في حلقة التحفيظ ماسلمت من الشتم والضرب والعنف. وياريت لو كنت انسان يستحق كل هذا فأنا يفعل بي كل هذا وانا لم افعل اي شي سيء في حياتي لأي احد كمثال ...

لمن كنت في المتوسط وكان عندنا اختبار نهائي الاستاذ أمر الطلاب انهم يقلبون الطاولة ويجعلونها معكوسة ( الدرج على الجهة الاخرى منك ) وانا وصلت الاختبار متأخر وقلت لنفسي ليه الطاولة مقلوبة ورجعتها طبيعيي ثم قعدت على الكرسي .الأستاذ ببساطة  جا ليا واعطاني كفين او 3 كفوف من قوتهم قلبت وجه الطلاب الجالسين بجواري وجعلت وجوههم كأنهم رأوا ملك الموت وانا بكيت بس بشكل صامت احل الاسئلة ودموعي تنزل على الورق وللاسف شخصيتي ضعيفة جدا بسبب ضرب امي في البيت وبسبب ضعف ابوي وقلة رجولته وبسبب التنمر حتى إني ماقدرت اقول للاستاذ لاتضربني. وهذي القصة شي بسيط من الضرب والتنمر والعنف.  

 

لو انت قرأت رسالتي فشكرا لك لاهتمامك واسف لإضاعة وقتك فأنا وجودي كعدمه بالنسبة لك وبالنسبة لكل البشر.

 

والسلام عليكم.

 

الرد : لا يا عزيزي، وجودك ليس كعدمك، وانا متأثر وأحس فيك لا شك، والكل عانى وليس فقط أنت، أنا مريت بمعاناة اشد من معاناتك واطول، أنا ضربني الأستاذ كف واحد وأنا في الابتدائي وارتطمت رأسي على الأرض الخرسانية الصلبة، لأني رسمت بشكل ممتاز وهو اعتقد اني نقلت الرسمة. ويا ما من الكفوف بالمئات والألوف، لكن النسيان والنوم يجددان الحياة من جديد.

 

كره الحياة هذا من صفات الانسان العلماني، كردة فعل، لأنه من شدة تعلقه بالحياة الواحدة يصبح يكره الحياة من شدة حبه لها، الدنيا بالنسبة له هي الشيء الذي يكرهه والشيء الذي يحبه، قال تعالى (إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا) بعبارة أخرى: لو انت متوظف الان بوظيفة تدر المال وناجح في علاقاتك وناجح مع المرأة لما كتبت هذا. أليس كذلك؟ الانسان في كبد ومعاناة من مشكلة الحياة، الحياة ليس لها حل إلا العبودية والنظر اليها كما هي، هي ليست دار خلود، هي ليست جنة، انها دار اختبار، انظر حيرة الفلاسفة الماديين والمفكرين الغربيين في ما هي الحياة وما هو سر الحياة، والسبب هو ان منطلقاتهم خاطئة. لأنهم يرون أن كل شيء صدف عمياء، وليس هناك الا هذه الدنيا، (نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر).

 

الخلود والمقر في الدار الاخرة هناك، أي انسان لا يعتقد هكذا فهو في معاناة او مصيره الى المعاناة، متى ما احس بالضعف والفشل. هذه هي نظريتي التي اكررها كحل وحيد لورطة الحياة. وهذا الحل ليس من عندي، هذا الحل في كتاب الله الذي قال (والعصر ان الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وهذا ما اوصيك به : معرفة الحق والبحث عنه والصبر عليه.

 

انت ترى هذا الناجح المليونير فتغبطه، لكن هو يغبطك على شبابك، أدوية السعال والضغط والسكر لا تعرفها انت، بينما هي ترافقه، نعم عنده المال لكنه لا يستطيع ان يأكل لأنه ملتزم بحمية طبية وممنوع ان يأكل سكر او كذا، من هنا تبدأ معاناته، مع أننا ننظر اليه كناجح، كلما أحس الانسان بطريق مسدود وضعف ثار كره الحياة والسخط لديه وكأنه لم ير خيرا قط، هلوعا جزوعا، إلا عباد الله الشاكرين، لأنه ينظر الى الدنيا أنها كل شيء وهي دار القرار. اما الانسان الذي يعيش للواجب، لأنه عبد لله، فهذا لا ينظر للدنيا انها دار قرار ولا ينتظر منها اكثر مما تطيق، ويفعل الصواب لأنه صواب، ولا ينتظر حتى النتائج، هذا الانسان يكون من أصحاب النفوس المطمئنة بإذن الله ويحييها الله حياة طيبة، لأن الله هو مولاه الان، وسلم نفسه لله، وعرف ان الدنيا دار اختبار ليس الا. ان استطعت ان تفكر بهذا الكلام فهو كلام مصيري وهو طريق الطمأنينة والسعادة في الدنيا والاخرة، وان شئت ان تكون شاتما للدنيا والدهر فغيرك كثير، والدنيا لا تبالي بأحد. اطلب الاخرة توهب لك الدنيا، اطلب التعب توهب لك الراحة، الدنيا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء.

 

ماذا تستفيد وأنت تلقي اللوم على اعز من عندك: ربك وامك وابوك؟ الا تقف قليلا وتلوم نفسك؟ أم انها مقدسة ولا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها؟ كمالٌ مطلق هو ذاتك؟! أمك التي سهرت الليالي لأجلك وتنظف اوساخك وانت تتلف اغراضها وتزعجها، أهذا حقها عليك لما كبرت أنت وكبرت هي؟ وكذلك أبوك. أنا أشعر بأمك وأبيك وهم يرون نتيجة تعبهم بعد أن صرت رجلا، أهذا جزاؤهم منك! طريق الأنانية دائما مسدود وإن لم ينسد فسوف ينسد، سامحني لو كنت قاسيا معك لكن الحقيقة انه ليس اقسى من كلامك عن ربك وعن امك وابيك. قال تعالى (أن إشكر لي ولوالديك) وأنت تشتم وتلقي اللوم عليهما! نتيجة فشلك تلقيها على غيرك! هذه السمة سمة أغلب أو كل الملاحدة، الذين تبنوا الالحاد دائما يضعون لومهم على غيرهم، ويصل لومهم الى لوم ربهم، ثم يكفرون بوجوده ويظلون يلومونه وهم يكفرون بوجوده! وغالبا يكونون ممن يدللون انفسهم جدا، في تلك السنة طلبت من ربي ان يرزقني الشيء الفلاني ولم يفعل، اذن هو غير موجود! نفسية الملحد هي التي تحدد ان كان الله موجود او لا، إن اعطى فهو موجود. وكأن الله خادم عنده! عليه ان ينفذ الأوامر! وإلا سيُلغى عقده! لا اريد أن تلقى نفس المصير فتكون من الملاحدة، العاقل من دان نفسه، بدلا من استجرار الأحقاد حاول ان تعذر من قسوا عليك، ستجد لهم عذرا.

 

بدل من ان تنتظر الدنيا ان تكون جميلة، وهي لن تكون، لنزرع الجمال في داخلنا، وهذا لا يمكن ان يكون الا بالعبودية لله.

 

ولماذا النساء وحدهن السيئات؟ المرأة تعاني وتكافح مثلما تعاني انت، وفيهن الكريمات الطيبات وفيهن اللئيمات، مثلهن مثل الرجال، هي أنفسٌ تُختبر لفترة ثم تموت، هل يسرك ان تكون شخصا ظالما متشائما ناكرا للجميل ومادي ودنيوي والآخرة آخر ما تفكر فيه؟ هل يعجبك هذا؟ (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

 

لا تكن أسيراً للمعاناة، انظر للنعم التي لديك، انت طالب متفوق وحققت درجة 95، هذه درجة كانت خارج امنياتي.

 

إذا سمحت لي أن أنشر رسالتك وجوابها في المدونة، أكون شاكرا لك، وإلا فالأمر راجع إليك.

 

والمعذرة على الاطالة، ومرحبا بك في أي وقت.

 

المرسل : نعم بالطبع تستطيع ان تنشر الرسالة والجواب في مدونتك فأنت تعبت وكتبت اكثر مني في الرد على رسالتي, وحتى لو استفاد شخص واحد فقط من هذه الرسالة فيكون لك الأجر.

آسف لتكبري على القدر والغيب, فأنا لم افعل هذا إلا لأنني أعاني في الحياة ( معاناة نفسية ليس إلى ) مثل باقي الناس, فالجنود في الحرب يكون تركيزهم على عائلاتهم وانهم يعملون كل هذا لأجل حماية عائلاتهم وإلا لماذا الذهاب إلى ارض المعركة والمخاطرة بالحياة من دون معنى؟ فالحياة هذي التي نعيشها تعتبر اكبر حرب واكبر معركة وانا وانت كجنود في الحرب نحتاج لمعنى ومغزى من مشاركتنا فيها.

انا قمت للتو بقراءة مقالتك عن العقل والاحساس والمقالة الأخرى عن معاناة الانسان الحقيقية, و عجبني طرحك جدا عن الموضوعين. وانا بالفعل بالنسبة لحالتي وضعت العقل مكان الاحساس ونسيت ان العقل فقط آلة او كما قلت انت ( العقل مثله مثل الجوارح تتحرك من اجل خدمة الاحاسيس, وتتخلص في رغبات او مخاوف ) فأنا مشكلتي الاساسية أنني لا أستخدم عقلي في حل مشاكلي, بل استخدمه في القلق والاكتئاب ولعن العالم والناس والحياة.

انت محق. أنا بالفعل ألقي اللوم الاكبر على امي وابي وعلى الله, وعلى الدولة وعلى الناس, والقي لوم قليل على نفسي وبالفعل لو انا كنت اهتميت بنفسي في آخر 3 سنين بدل التفكير الزائد والسخط والإكتئاب لكنت الآن إنساناً سعيداً ناجحا, اجعل والديٌ فخوران بي.

وانت محق أنا ما عملت كل اللي اقدر عليه, عشان احسن حياتي واخلي الحياة جميلة, ( لأنني للأسف اريدها ان تكون جميلة من تلقاء نفسها ) وانا فقط في الوقت الحالي  اعتقد إني استغل 5% من قدراتي وامكانياتي, لو استغليت قدراتي وعقلي لكم شهر ممكن الحياة تقلب 180 درجة للأفضل.

وانا اخالفك الرأي في ان الذكاء والتفكير نعمة, فأنا سبب اكتئابي هو التفكير الزائد في كل الأمور بداية من ادم وحواء ونهايةً بي ابي وامي. فالأشخاص البسطاء يعيشون حياتهم بهدوء ودون قلق زائد ( عن الحاجة )

 

قرأت رسالتك مرتين وفي كل مرة اتعلم شيئاً جديدا و سأقرأها مجدداً, أرجوك لاتتوقف عن الكتابة في مدونتك.

للأسف الشديد المحتوى التافه و المضيع للوقت منتشر وبكثرة ومحتواك الراقي والجميل لا يجده الشخص إلا بشق الأنفس فأنا باليت لقيت مدونتك قبل 3 سنين.

 

راح اكتب لك بعد 6 شهور من الآن واوعدك راح استخدم عقلي لحل مشاكلي وليس ل لعن العالم.

شكرا لك والسلام عليكم. وارجوك انشر هذه الرسالة في مدونتك ليستفيد غيري.

 

هناك 11 تعليقًا :

  1. دعني اخبرك بما انا مقتنع به ياوراق ، لماذا الله دائما لايفعل شيء اتجاه دعواتنا عكس مايخبرنا به الدين انه يستجيب وانه قريب وانه كريم لماذا نطلب الستر ولايستر نطلب الغنى ولانغتني بل ان من يعتمد على ذكاءه يكسب ومن يعتمد على الله يفشل دائما ارى الله خارج المعادله دوما نتكلم عن النجاح والغنى والصحه نجد انها تعتمد على الشخص نفسه بالاجتهاد والحرص وكذالك الفشل والفقر الله خارج المعادله لايتدخل ولايساعد ولايفعل شيء ابدا ولماذا نقول قبل الاكل بسم الله ؟ هل ستتحول معدتنا الى ذهب ؟ ماذا لو لم نسمي قبل الاكل ماذا يحدث ؟ لاشيء سواء قلنا بسم الله اولم نقل الله خارج المعادله دائما وماسيحدث اذا قلنا بسم الله قبل الاكل هو ماسيحدث لولم نقل ، اين الله الذي قال انه يستر وينصر ويعافي وان الرزق بيده ؟ الى ترى ان هناك مبالغات بالدين التجارب كشفت زيفها مالفرق بين الذي يتكل على الله او على الذي يتكل على حائط اخرس ؟ كلهم نفس الشيء لايفيدون ولايضرون طبعا الواقع يشهد على كلامي لماذا نرى الناس سبب نجاحاتهم هو الحظ او الاجتهاد وكذالك الفشله هم سبب فشلهم ليس لانهم ناس سيؤون وان الله يعاقبهم او جيدون والله يكافئهم ماهو الذي يميز المسلم الذي يعتمد على الله وبين الهندوسي الذي يذل نفسه عند صنم لايتكلم ولاينطق ولايتنفس ؟ الا ترى كلامي يحمل نوع من المنطق ؟ بصراحه انا اتمنى ان اكون مخطأ لكن للاسف هذه الحقيقه اتمنى الرد على تعليقي بشكل سريع لاني دخلت في متاهه سوداء وابتعدت عن الدين ولم اعد اعتمد على الله حتى لو رأيت الموت يحدق بي لاني اقتنعت انه لافائده ترجى من الدعوات

    ردحذف
    الردود
    1. جميل انك تثق بالحظ كآخر خيط بقي لك، والحظ ما هو؟ هو التوفيق. والتوفيق ممن؟ من المدبر سبحانه.

      الله ليس خارج المعادلة، بل الله هو المعادلة لو تتأمل اكثر، انظر الى موظف مثلا في اي دولة من العالم، تجد انه يحظى براتب اكبر في بعض الدول، وراتب اقل في دول اخرى، مع ان العمل واحد. ما الذي ميز هذا؟ هو الحظ. بينما تجد شخص ماديا اموره طيبة، لكنه يسكن في منطقة فيها زلازل، فيسقط المنزل على راسه، هذا تسميه اجتهاد او عمل ام حظ؟ ستقول حظ، لأن الاخر يسكن في منطقة صحراوية وبناء طيني ومع ذلك لا يتحرك ابدا.

      هذا شاب في صحة ممتازة، واخوه عليل منذ ولد، هذا تسميه انت حظ! اذن كل شيء حظ. الطبيب يقول عمليتك موفقة وحظها طيب، ويقول لمريض اخر يعزي اهله : فعلنا كل ما بايدينا ولكنه مات. اي حظه سيء.

      مر طفل مسرع فاصطدمتَ به، بينما السيارات الاخرى تتفرج على الحادث وتقول يا لطيف هذا سائق احمق ومقصر، هل هذا من حرصهم هم واهمالك؟ مع انه لم يجري طفل وراء كرته ليدخل في احضان سياراتهم. اذن تستطيع ان تقول كل شيء حظ. الحظ ما هو؟ هو تسمية غير مؤدبة للقدر. كل شيء ماشي بالحظ، اي كل شيء ماشي بالقدر، لونك جنسك جنسيتك اسمك اقاربك ظروفك،

      من حظك ان المدرس لم يحضر الاسئلة التي لم تفهمها جيدا فنجحت، لو جاء بها لربما رسبت، الاخر لم يجب جيدا ولكن جاء مدرس اخر اكثر رحمة فمشاه، ستقول حظ! مع ان الثاني لم يجتهد. اذن الحظ موجود في كل شيء، وسلامتك الى هذا العمر اليست حظ؟ لان غيرك اصابتهم امراض او اعاقات او ماتوا وانت تعرفهم. هل هذا باجتهادك انك بقيت الى هذا العمر؟ بينما صديقك الذي اصابه مرض غريب فأقعده او مات، هل قصر في الاجتهاد اونت زايد اجتهادك وحرصك اكثر هلى صحتك وتنظيف اسنانك؟ هل بتنظيفك اسنانك سلمت من مرض السرطان والحمى القلاعية والكوليرا وغيرها؟ انه الحظ. اذن كن منطقيا، هذا الواقع يتكلم. الله ليس بعيدا مثلما يتمنى الربوبيون لياخذوا راحتهم كما يبدو لهم بفعل ما يشاءون مع انهم يؤمنون بوجوده ولكن لا يؤمنون بحضوره. اما الملاحدة فهم مهوّين مرة، لأن احدهم يقول الله لم يرزقنا، بل نحن من يصنع طعامنا، فسألته أي العمال الذي يلقح زهور البرتقال ويعطيها الكلوروفيل لتنمو ويزن بين الحموضة والحلاوة والرطوبة فيها ويغلفها بهذ الغلاف الجميل المميز عن لون الشجر لكي تراه وتقطفه؟ فبهت الذي كفر. اذا اجبت عن هذا بصدق نستطيع ان نواصل. اثبت لي حالة لا يمكن ان يكون للحظ دخل فيها.

      لو لم يسخر الله من يرعاك وانت طفل لما بقيت الى ان تكتب هذا الكلام المؤدب جدا مع الخالق الرازق المدبر. وشكرا.

      حذف
  2. انا لم اسيء الادب مع الله انا اضعف من الاساءه لمن خلق الشمس الضخمه والكواكب البعيده انا اموت ان سقطت من حائط منزلي كيف اسيء الى الله انا لدي اسأله وطرحتها على سجيتي بحيث اني لااعرف التكلف بالنقاش او الكلام المنمق ، انا ارى بعيني اشياء تخالف الدين ليس كله طبعا اشكالي في تصرف الله بالخلق لماذا الذي يملك واسطه افضل ممن لايملك واسطه هل تنكر ان صاحب الواسطه حظه اوفر اكثر من الذي لايملك واسطه ؟ ومن رعاني وانا طفل امي هل تقول ان الله هو الذي جعل امك ترعاك ؟ طيب هناك امهات قتلوا اطفالهم وطردوهم من المنزل وتصعلكوا بالطرقات هل هذا ايضا من الله ؟ ام انها حظوظ وعند الغرب ثقافه طرد الابناء بعد سن ١٨ لكن لدينا لاتوجد هذه الثقافه اليس هذا منطقي وبرجح كفتي ؟ هل عندما اطلب من الله تدخل مباشر اكون تجنيت على ذاته

    ردحذف
    الردود
    1. طبعا تجنيت على ذاته، وقليت الادب معه بهذا الطرح المتعجرف الذي يريد ان يجعل الله يدور في فلكه الاناني، والذي لا يعرف اين مصلحته اصلا. (ويدعو الانسان بالشر دعاءه بالخير). الاصل ان الله هو من يحاسب عباده وانت قلبت الطاولة على الله وصرت تحاسبه. وتريده ان يعمل ما تريد وإلا فهو غائب وليس موجود. ليكن غائبا غير موجود، دبّر نفسك بدونه، وتصالح مع داخلك بدونه. ولماذا لا تكون انت اله حتى تفعل ما تريد وتستريح كما قال نيتشه؟ عندما تأتي بالحالات الشاذة تظن أنك تفحمني؟ اقول لك ان الله هو من خلقك ورعاك في بطن امك وادر حليبها وحبها تحت رعاية والدك ومجتمعك حتى تكبر لتقول اين الله؟ بدلا من ان تشكره. ستقول لي : هناك من مات وهو في رحم امه! اذن اين الله؟! وهناك من ماتت امه! اذن اين الله ليرعاه؟! وجود الحالات الشاذة لا يكسر القاعدة العامة، ووجودها لحكمة الهية ايضا، فنبي الله محمد ولد يتيم الاب ثم الام، فهل الله كان يكرهه؟ ام لحكمة يريده ان يذوق اليتم حتى يقول له (أما اليتيم فلا تقهر)؟ الله حكيم وموجود وهو المدبر لكل شيء.

      استطيع ان اذكر لك حالات تضرروا بسبب الواسطة، وحالات مرت امورهم بسلام وهم لا يعرفون احدا. هذا تقدير وتدبير يا رجل. لم تجب عن سؤالي : هل توجد حالة ليس فيها اي نسبة من الحظ؟ الذي هو القدر اصلا؟ والذي تسمونه انتم الصدفة؟ هو الشيطان يطمئنك انك لم تخطئ على الله، مع ان سؤالك هذا يشبه اسئلة الكفار، مثل الذين قالوا (من يحيي العظام وهي رميم) ستقول: إنه بريء ويسأل ولا عنده اسلوب منمق وعلى سجيته! والذي قال (إن هذا الا قول البشر)، ستقول: هو يعبر عن رأيه! لماذا يصليه الله سقر؟ هذا ربه وهو الذي خلقه ويفعل به ما يريد.

      نعم كل ما قلت من الله وبعلم الله، ولحكمة الله، ايضا هناك اولاد يولدون معاقين، هل ستقول مرة اخرى : اين الله؟ الله حكيم ومدبر، ويجعل بعض النماذج الناقصة لأجل العبرة والحث على الشكر، ولكي تزيد الكفار كفرا فتنة لهم. تلاحظ ان هذه النماذج الناقصة حول الانسان، لا تجدها في الاعشاب او النباتات البرية او الطيور والحيوانات البرية. الدنيا دار اختبار وليست دار نهاية كما يتصور الملاحدة فيبحثون عن عيوب الدنيا ليقولوا اين الله القادر لم يصلح العيوب؟ اذن هو غير موجود. اي جعلوا الدنيا آخرة، مع ان الله اخبرنا ان الدنيا دار اختبار ليس فيها كمال.

      هذا الطفل المعاق يجعل بقية الناس يقولون الحمد لله ان اطفالنا غير معاقين من غير حول منا ولا قوة، لو لم يوجد طفل معاق لما قالوا هذا، هذه محفزات لشكر النعم، وليس نقصا في الخلق، فالله على كل شيء قدير. قال تعالى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين) فهل الله عاجز وعجزت ميزانيته؟

      يتبع

      حذف
    2. ثم يأتي الله فيعوض هذا المعاق، ويحنن قلوب الناس عليه. ثم يختبره هو : هل يتجبر هذا المعاق على مقولتهم "كل ذي عاهة جبار" أم لا؟ اسأل عن نفسك قبل ان تسأل عن الله واعماله، وانظر إلى تصرفاتك قبل ان تنظر الى تصرفات الله، هذا ما يفعله العاقل وانت عاقل، الله يقول (اشكر لي ولوالديك) اشكر لله ولوالدك ووالدتك. اذا شكرت الوالدين شكرت الله، الله يعلمنا على شكر الناس وهو شكر لله، وشكر الله يؤدي الى شكر للناس. فأصبح عند الانسان طبع الشكر، وهذا الشكر غير موجود في الفكر الالحادي الناشف الذي لا ينظر الا للعيوب والنقص والانقراض. هل بهذه النفسية المتشائمة يستطيع ان يعيش الملحد سعيدا؟ لكن المؤمن يعرف ان الله يرزق من يشاء بغير بحساب.

      نفسية الملحد دائما تنظر الى ان الشيء ناقص ويتناقص وسينفد وسيكون صراع ومجاعات، والله عنده الخير الكثير، لم نر عصفورا مات من الجوع مع انه ليس لديه غرف تخزين. قال تعالى (وما من دابة في الارض الا على الله رزقها) وقال (ولقد مكناكم في الارض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون). اذن المشكلة هي مشكلة الشكر، وهي التي تداوي المشكلات الاخرى، والشكر يأتي بالرضا، والرضا يأتي باستغلال الموجود، واستغلال الموجود يأتي بالخير والوفرة، واحتقار الموجود يفتح باب الفقر.

      الشكر هو الطبيب النفسي الحقيقي، الشكر هو اساس الاخلاق كلها، الوفاء ليس الا شكر، وما التسامح الا شكر، فلو اساء لك أحد مرة وسامحته ستكون مسامحتك بناء على شكرك لمحاسنه، فشكر محاسنه هو ما جعلك متسامحا معه. احيانا تثور بين الزوجين مشاكل مثلا، ولكن عندما يتذكر كل واحد منهما محاسن الاخر وصبره وافضاله فسوف يسامحه. كل الاخلاق تظهر على شكل شكر. ومثلها الصبر والتسامح والكرم، كلها عبارة عن شكر. سواء شكر لله او للناس، من لا يعرف الشكر لا يعرف الاخلاق أبدا. وعلاج كل الامراض النفسية هي بكلمة واحدة وهي الشكر. الشكر أقصد الشكل العملي، كما قال تعالى (اعملوا ال داود شكرا)، وليس قول كلمة شكراً او thank you.

      الالحاد كفر بالنعم، ومن يكفر يجعل الله كفره بين عينيه، فيصير في خوف وقلق ان يزول عنه المال والصحة، مع انه لا يستمتع بهما، لأنه لم يعتد ان يشكر احدا، بل اعتاد ان الصدف هي التي تضرب خبط عشواء. لكن لم يقف ويسأل نفسه : هل تحتمل الصدف كل شيء؟ بينما هو لا يتعامل بالصدف بل يتعامل بالجد والذكاء والتخطيط، ويحمّل الصدف كل شيء خارج عن مصالح ذاته! فثراء غيره صدفة وثراؤه بالعقل والذكاء والالمعية! وكأن الصدف هي التي جعلت له لسانا وشفتين، مع انه لا يعتمد على الصدف ولا مرة في حياته. فالانانية لا تحتمل انتظار الصدف وهو يعرف ان الصدف لن تأتي بأي شيء. يؤمن ان الصدف هي التي وزعت الشعر على راسه وحواجبه وفتحت له منخرين يتنفس منهما، لكن لا يسمح للصدف ان تزيد في رصيده البنكي ولا ينتظرها، هنا يوجد عمل وعقل وتخطيط! هل هذه الازدواجية تنتج عقلا محترما؟ مع احترامي لشخصك.

      لا اقول انك ملحد ولا اعرفك اصلا لكن طرحك الحادي سواء تدري او لا تدري. ربما الصدف هي التي جعلتك تقول هذا الكلام او الحظ كما تسميه. حتى لو كنت ملحدا يظل الاحترام لشخصك، لكن افكارك ليست لك ولا لي، الافكار للجميع ولا توجد افكار تستحق الاحترام او لا تستحق، فكلها تستحق النقد، والنقد هو الذي يبينها. وحتى لو كنت ملحدا فلك حق الاحترام، لأنك انسان.

      الله كل يوم هو في شأن، ما لك ومال اعمال القادر العظيم المتمكن سبحانه؟ هل نحيط بعلم الله؟ ما وراء الجدار لا نستطيع ان نعرفه، لو جارك يُقتل في داره او شقته الملاصقة لك لم تعلم. نحن بشر وضعفاء، لا يغرك امنيات العلمويين. الانسان المفترض يفكر في نفسه هل انا شكرت نعم الله ام لا؟

      وعلى ذكر الواسطة، انا اكثر ما تضررت من اناس كانت لي بهم معرفة، سواء كان بائع او موظف، اذا كان بائع فسوف يغشك لانه يعرف طيبتك ويعرف انك لن تبلغ عنه الا من رحم الله، واذا كان موظف فقد يطبق عليك الانظمة لكي يثبت نزاهته من خلالك. هل تصدق اني اذا دخلت دائرة حكومية او غيرها ابحث عن شخص لا اعرفه ولا يعرفني، لأنه يخاف أن أكون صاحب قضايا ومطالبات.

      حذف
  3. أهلا. ممكن مشاركة روابط مقالات العقل التي تحدثت عنها؟ كثيرة المقالات في ذلك ولم أستطع تحديد أي واحدة تقصد. شكرا لك.

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا بك .. هذه مجموعة من الروابط التي تتحدث عن العقل والشعور والفرق بينهما، وكذلك الفرق بين عقل الإنسان وعقل الحيوان، وأهلا بك وبتعليقاتك وتساؤلاتك ..

      http://alwarraq0.blogspot.com/2014/02/blog-post_6323.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2013/03/blog-post_24.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2013/09/blog-post.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2013/09/2.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2015/04/3.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2015/06/4.html

      حذف
  4. استاذ وراق ماهو ردك على من يقول ان الرحمه والعفوا هي مفاهيم بشريه وان الله ليس انسان مثلنا يملك مشاعر واحاسيس والرحمه تعتبر اعلى مراتب المشاعر وبالتالي يقولون ان الرحمه ليست موجوده عند الله لانها مشاعر بشريه وكل من يملك مشاعر هو مخلوق انسان او حيوان

    ردحذف
    الردود
    1. لا، ليس صحيحا، بل لا نعرف الله الا من خلال المشاعر، انظر كثرة تكرار صفات الله الشعورية في القرآن : الرحمن الرحيم الودود الغفور الشكور، المنان الرزاق العفو الصبور المؤمن المتكبر. وكلمة يحب ولا يحب، الله يحب المتطهرين والصادقين والتوابين الخ، ولا يحب الفاسقين والمتكبرين والظالمين الخ.
      الله نفخ في ادم من روحه، فكانت على شكل هذا الشعور الإنساني الجميل، الذي به نعرف الله، وبه نحب الانسان الصبور والشكور والغفور والكريم والمتسامح، وهذه فطرة شعورية عند الكل. حتى عند غير الشكورين وغير المتسامحين يحبون الشكور والغفور والمتسامح.

      الحيوان لم ينفخ الله فيه من روحه، لذلك لا تجد حيوانا يعرف الاخلاق، ولا تجد حيوانا يعرف الرحمة، الا ما فطرت عليه اناثها نحو اطفالها، لمدة معينة، الصفات الشعورية التي تقول هي صفات عظيمة ونبيلة، وهي صفات الله، ولله الأسماء الحسنى، فكيف لا تنسب الى الله؟ وهي همزة الوصل - لعلمك - بين الانسان وربه، ولو لم تكن مشتركة لما استطاع الانسان ان يعرف ربه. وهذه الصفات يتصف ببعضها بعض البشر، فالله غفور وتجد من البشر غفورا متسامحا، ولكن هناك فرق، لان الله يعلم الغيب والبشر لا يعلمون الغيب، تجد انسانا يوصف بانه كريم، والله كريم، مع الفارق. لهذا ليس خطأ ان يسمى الإنسان باسم كريم او رحيم او غفور او متسامح، او شكور، لأنها صفات مشتركة، مع الفارق. وهنا لا يكون تشبيه للمخلوقين بالخالق، لأن الله أراد هذا التشابه أصلا، عندما نفخ فيه من روحه. لذلك الله قال عن الانسان أنه استخلفه في الأرض، وأنه خليفة الله، وخليفة الله عنده شيء من الله، حتى يقيم العدل والرحمة والسلام، ولكن قلّ من يسلم من الشيطان.

      لكن ليس كل الصفات التي يوصف بها الله تصلح للبشر، لان هناك صفات خاصة بالألوهية، مثل المتكبر، هي صفة جميلة في حق الله ولكنها قبيحة في حق البشر، لأن الله يستحقها. والمنّان، الله يستحقها ولكن الانسان المنّان صفة غير جيدة، لأن المنّة لله وحده. لكن مثل الرحيم صفة مشتركة، مع الفارق. فالله يمدح بأنه رحيم وبعض البشر أيضا يمدحون بأنهم رحماء.

      ليس كل من يملك مشاعر مخلوقا، بل إن الله بثها في الناس عندما نفخ في الانسان من روحه، المشكلة ان الناس انشغلوا في صفات الله المادية واهملوا المعنوية التي من خلالها يُعرف الله. الله اخفى عنا ما يتعلق بأي صفة مادية، قال تعالى (ليس كمثله شيء)، لكنه اعلمنا كثيرا بصفاته المعنوية، حتى يكون الطريق واضحا للقلوب أن تحب ربها، لان هناك مشتركا، وهي ما أسميها دوائر الشعور العليا من الشعور الإنساني، هي اجمل وانبل ما فينا، وهي التي يتجسد فيها جمال الانسان المأخوذ من جمال الله من خلال النفخة في روح الانسان الأول، اذا كان بوفائه وتسامحه وعفوه وكرمه وصبره وحكمته.
      الشعور له مستويان، الشعور في مستواه الأدنى متعلق بجسم الانسان، من ردود افعال، مثل ارتفاع الحرارة تجاه أي إصابة تصيب الجسم، او العطاس عند دخول جسم غريب في جهاز التنفس، أي انه مبرمج على ردود أفعال. وهو الذي ينظم نبضات القلب وبقية العمليات البيولوجية، من هضم وغيره، سواء كان مستيقظا او نائما، فالشعور لا ينام.

      تخيل لو كان الله بلا مشاعر، كيف نعبده ونتعامل معه؟ كيف نطمئن اليه؟ المؤمن يطمئن لأنه يعلم ان الله لطيف ورحيم ويقبل التوبة، لكنه لا يقبل ان نتكبر، الله يحب ان نكون عبيدا خاضعين له، لأنه هو الجبار المتكبر سبحانه. هكذا نستطيع ان نتعامل معه. الله في عالم الغيب، لكنه زرع فينا مشتركا من روحه، وهو المشاعر. حتى نستطيع ان نتواصل معه. الدين كله عبارة عن مشاعر، لأنه اخلاق مع الخالق والمخلوقين، فنحن نتعامل مع الله من حيث هذا الجانب فقط، اما البقية فلا نعرفها.

      حذف
  5. اشكرك على الرد واقدر جهودك من اجل الاجابه على تساؤلاتنا استاذ وراق ارى في كلامك وردودك منطق لااحد ينكره لماذا لاتدخل مجال اليوتوب للرد على فيديوهات الملاحده وماأكثرهم صحيح هناك من يتصدى لهم لكن انت تتفوق عليهم بالمنطق والافحام اعرف ان الملاحده مملين مراوغين ومهما رددت على اسالتهم بشكل مفحم فأنهم يعاودون لتكرار نفس الأسأله واحببت ان اخبرك انني اقتبس اسلوبك بالرد على الملاحده وانا متابع مقالاتك هنا ولاأرى هذا مجامله بل والله انني صادق فأنت لديك اسلوب خاص ومقنع بالردود , وتحياتي لك

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك .. وانا معك اذا لم تجد جوابا في المدونة ارسل لي تساؤلاتك ونتناقش بها .. اما بخصوص اليوتيوب فلم اعتد عليه وكذلك وقتي لا يسمح. والملاحدة يأتون هم الى المدونة .. انا لدي الان حوار طويل مع احدهم عبر البريد .. واتمنى ان نراك انت على اليوتيوب .. وندعو لك ونساعدك .. وشكرا لك من الاعماق ..

      حذف