الاثنين، 3 سبتمبر 2012

تعقيب على موضوع النفس والروح والوعي ..


بالنسبة للفصل الكامل بين الروح والنفس كما يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله ، فانا لا ارى هذا الفصل ، بل ارى ان الروح والنفس والعقل والشعور والجسد الحي عبارة عن شيء واحد ، هو الروح ، ولكن يختلف المستوى الذي توجد فيه الروح ، لان الروح هي الحياة ، وهذه كلها من صور الحياة ، و اختلفت المسميات تبعا لاختلاف المطلع ونقطة التلاقي ، فاذا التقت الروح مع العالم الخارجي وقوانين المادة ، سمي عقلا ، واذا التقت الروح مع الشعور سميت شعورا ، واذا جمعت بين الشعور والعقل سميت نفسا (او اسميها العقل الوسيط) ، وبالتالي لا تكون تعبيرات مثل : اشتاقت روحه ، تعبت روحه ، الخ تعبيرات خاطئة . وان كانت غير دقيقة . لان الله خلق ادم من صلصال من حمأ مسنون ، ولم يكن فيه حياة ، ونفخ الله فيه من روحه ، فصار انسانا حيا بكل ما تعني كلمة انسان ، من رغبات ومخاوف واخطاء واصابة ، اي كل هذا حصل بسبب نفخة الروح ، اذن كل صفات الحياة المادة والمعنوية اساسها من الروح ،

وبالتالي فالذي يخرج من الميت هو روحه ، و ان عبّر عنها القرآن بنفسه ، لان النفس برغباتها ومخاوفها اهم عند كل شخص من روحه ، فنحن لا نحب الحياة لمجرد ان اجسامنا حية ، بل بسبب ما نرغب فيه و نتمناه وما نستمتع به وما نخاف منه ، لهذا عبّر القرآن بكلمة (نفس) في ذكر الموت ، ولم يقل : كل روح ذائقة الموت ، لأن من هو في غيبوبة روحه موجودة ، ولكن لا احد يحب ان يعيش في غيبوبة ، فالله يذكرهم بموت اغلى ما عندهم وهو انفسهم ..

انا لا اعتقد ان النفس موجودة قبل الميلاد ، اذا عرّفنا النفس بانها العقل الوسيط ، وهو نقطة التقاء بين الداخل والخارج ، بين الشعور والعالم الخارجي ، وكيف يكون للانسان نفس بهذا المعنى قبل ان يعرف العالم الخارجي ؟ اما اذا كان القصد هو عالم الذرء كما يقولون ، معتمدين على آية (واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم .. ) الخ الاية .. فلاحظ ان الاية تتكلم عن بني ادم وعن ظهورهم ، اي بعد خلق آدم وذريته ، و كلمة "ظهورهم" جمع ، وقد يكون المقصود بهذا الفطرة والاحساس ، لانها تشهد بوجود الله ، بدليل انه لم يوجد اي تجمع بشري الا وفيه عبادة لله منذ التاريخ ، الا ما ظهر من انحراف المادية والالحاد في هذا الزمن معاكسة للفطرة في كل شيء ، وبدليل ان كل انسان يعرف في احساسه ان له خالق قدير يعرفه ويحس به ، وانه في السماء ، وانه لا يـُرى وليس كمثله شيء وفوق تحديد العقل . والله اعلم ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق