من
اسباب الميل للجزئية : صعوبة تصور المفاهيم المجردة من الحواس أو المركبة والمعقدة
، لهذا تجد شخص يعتبر الدين عبارة عن صلاة و طقوس فقط ، وشخص آخر يتصوره طلب علم فقط
، وآخر يتصوره شريعة فقط ، وآخر يتصوره روحانية فقط ..
وهذا
ما سبب الميل للجزئية عند الفلاسفة وعلم النفس و رجال الدين .. فمن الفلاسفة من
يرى ان الانسان ارادة حياة فقط كشوبنهور ، و منهم من يراها ارادة قوة مثل نيتشه ،
و منهم من يراه دوافع جنسية مثل فرويد ، وهكذا ..
كما
وقعوا في مثل هذه الجزئية في الحديث عن المجتمع ، فبعضهم رأوا ان المجتمع هو الحاكم
المسيطر المشرّع المعبود كدوركايم ، و منهم من رأى انه صراع طبقات كماركس ، وهكذا
..
وهنا
يظهر انهم يميلون للجزئي حتى يفهموا ، مثلما فهموا كلمة : اصبع ، أسهل من كلمة :
انسان . وهذا ما اسميه الفلسفات العاجزة ، أي عجزت عن فهم الكل فاتجهت الى احد
أجزاء هذا الكل وحمّلت الكل عليه ..
وهذا
ايضا يكشف عن بساطة الفلسفة المادية التي تفكر من خلال المادة فقط ، فمعرفة كلمة :
خشب ، أسهل بكثير من معرفة كلمة : واقع ، أو : نفس ، أو ذوق ، أو مزاج .. و كأن
الفلسفة المادية هربت من الصعب الى السهل ، وتجاهلت وجود ذلك الصعب ، مع أنه هو
الموجود وهو الأهم ..
كلمات جميلة. شكرا على المجهود ونأمل المزيد
ردحذفشكرا على تشجيعك وتعليقك الكريم ، والمزيد قادم بإذن الله
حذف