ملاحظة:
يتردد في هذا المقال وغيره من مقالات المدونة ذكر كلمة "الصناعي" وهي:
كلمة تشمل كل الأفكار الباطلة سواء مقصودة أو غير مقصودة, والباطل لا أساس له في
الطبيعة, لهذا نسمي الحق بالطبيعي, وعليه فالشخص الصناعي هو من يتبنى الأفكار
الصناعية سواء بقصد أو بغير قصد, وهي في أساسها أفكار من صنع الشيطان مقحمة على
الطبيعة.
نرى من الناس من يسببون أضرارا كبيرة لأنفسهم
ولغيرهم وهم لا يدرون, ولهذا يقول البعض أن الناس كلهم طيبين ويحتاجون فقط إلى من
يعلمهم, ولكن ماذا تفعل إذا الشخص نفسه رفض أن يتعلم؟ ثم تجد شخصا يبدو غبيا في ما
يتعلق بأمور الخير و من أذكى ما يكون في الشر والتلاعب والاحتيال, وهذه هي
الإشكالية التي مر بها سقراط, فهو يقول أن الناس بينهم وبين الخير معرفته و شرهم
آت من جهلهم, ولهذا ذهب يناقشهم , ولكن في الأخير تآمر عليه هؤلاء الطيبون و أسقوه
السم! صحيح أن الشرير ضعيف عقل, لكن هذا أتى من اختيار. والسوفسطائيين الذين
ناقشهم سقراط يقولون نفس ما يقوله الماديون الآن حيث أن الأخلاق من أجل المجتمع
فقط, وسقراط كان يحاول أن يثبت أن الفضيلة أصيلة في النفوس.
والسؤال هو لماذا مختار الصناعي يقع بالغباء ويضر
بمصالحه دون أن يدري؟ السبب هو أن العقل السليم يأتي من الاختيار السليم,
فالدكتاتور الذي يقتل الناس ويعذبهم سيجني كرها من شعبه والشعوب الأخرى ويجمع أعداء
أكثر يريدون قتله, فلن يهنأ بحياته والناس الذين قتل أهلهم يترصدون له لقتله, فهذا
غباء. وصاحب الاختيار الثاني دائما يتصور أن أمنيات صاحب الاخيار الأول خيال,
فأمنيات الصناعي يرى مختار الطبيعي أنه بناء على وهم و مصيره السقوط {كرماد اشتدت
به الريح في يوم عاصف}, وكذلك يرى مختار الصناعي أن أمنيات الطبيعي مصيرها الفشل
وأنها بعيدة عن الواقع.
لاحظ الأنبياء بلغوا الجميع, منهم من فهم ومنهم من
لا يستطيع أن يفهم, منهم من أحبوهم ومنهم من كرهوهم, قال تعالى: {لهم قلوب لا
يفقهون بها} وقال :{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}, ليس بسبب نقص معلومات.
القرآن يثبت نظرية الاختيار.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق