الفلسفة وليدة عصرها لكارل ماركس
اقتباس: سنة: 1842
في: جريدة كولونيا
تمهيد: يذهب كارل ماركس إلى أن الفلسفة يجب أن تُعبّر عن عصرها
الرد: المؤرخ هو الذي يجب أن يعبّر وبدقّة عن عصره ، والفيلسوف يجب أن يعبّر و بدقّة عن الحقيقة ، وأظنها بديهية بسيطة .
اقتباس: باعتبارها تتولد عن ذلك العصر. أما الضرب في الآفاق البعيدة التي ليس لها مساس بالعصر فلا يُعتبر ذلك فلسفة.
الرد: هل العصر هو المرجع أم الحقيقة ؟ فالعصور تتغيّر والحقيقة لا تتغيّر . وكيف يستجيب الإنسان الراشد لمفكّر لا يبحث عن الحقيقة وليست مرجعاً له ، ويعلن هذا الإنفصال عن الحقيقة من البداية ؟
اقتباس: إن الفلاسفة لا يخرجون من الأرض كالفطر(1) بل إنهم ثمرة عصرهم وبيئتهم إذ في الأفكار الفلسفية تتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنها وأخفاها.
الرد: الحقيقة أن الفلاسفة الحقيقيون يخرجون من الأرض كالفطر ، فلسفة ثمرة عقلية لحقيقة طبيعية ، تماماً كالفطر أو ثمرة أية شجرة تحمل الخير وتحمل البذور الخيّرة للمستقبل ، والأرض ترمز للطبيعة والطبيعة هي الحقيقة ، ولو سألت أي شخص عن الواقع لقال لك أنه مليء بالصراع والغش والخداع وكثير التغيّر وليس ثابتاً ، أي لا أحد معجب بالواقع ، فهو يريد أن يربط هذه الفلسفة بهذا الشيء الذي لا يُعجب أحداً ولا يثبت على قرار .
وهذه محاولة لربط فلسفة الإنسان بالواقع والعصر وصراعاته وأخطاؤه ، أي يريد أن يربط العقل بالخطأ ، بعد أن فصله عن الحق وعن ارتباط الفلسفة بالحقيقة الثابتة .
وهذا الأسلوب الفكري المادي عند دعاة المادية – ماركسيين أو راسماليين - يقود من يفكّر من الناس بالمقدمات الفكرية الخاطئة ، ويقود من لا يفكّر بالنتائج بعد تزيينها وإخفاء عيوبها ، و هم أكثر الأتباع .
اقتباس: إن الفكر (2) الذي يضع الخطوط الحديدية بأيدي العمال هو نفس الفكر الذي يخلق المذاهب الفلسفية في أدمغة الفلاسفة.
الرد: هذا تقييد بغير قيد ، هو يريد أن تكون الفلسفة بهذا الشكل ، والفيلسوف بهذا الشكل هو فيلسوف سلبي و ردة فعل ، وخاضع للظروف ، وتصرّفه التيارات الواقعية وليس هو من يصرّفها . فما فرقه عن اي شخص عاميّ في هذه الصورة ؟
اقتباس: فالفلسفة ليست خارجة عن الواقع... وبما أن كل فلسفة حقيقية هي زبدة زمانها فلا بد أن يحين الوقت الذي يكون فيه للفلسفة عقد مع واقع عصرها و علاقات متبادلة بينها وبين هذا الواقع
الرد: ما دام أن كل فلسفة هي زبدة زمانها ، فلماذا يطالب بأن ترتبط بعقد مع واقع عصرها ؟ أين المشكلة ؟ هو يتمنى شيئاً موجوداً ، وأثبته في الجملة السابقة .
اقتباس: لا من الداخل فقط من حيث محتواها بل وأيضا من الخارج من ناحية مظاهرها (3)
الرد: هذه هي الأدلجة ، فهي نظم عقلي له صورة في داخل الاتباع وخارجهم ،
اقتباس: وعندها لن تعود الفلسفة تضاربا بين المذاهب بل مجابهة للواقع أي فلسفة العالم الحاضر...
الرد: أليست المذاهب في الواقع ؟ وكيف ستسْلَم من التضارب مع المذاهب ؟ هل هي احتوتها لكي لا تتضارب معها ؟ أم أنه يريد أن تهزمها وتصرعها وحينها لن تتضارب معها ؟ الكلام السابق لا يعني احتواءً للمذاهب ..
اقتباس: وإذا لم يهضم الأفراد المنعزلون الفلسفة الحديثة ويهلكون لسوء هضم فلسفي فليس ذلك دليلا ضد الفلسفة كما أن الضرر الذي يلحق بعض المارّة من جراء انفجار آلة تسخين لا يُعدّ دليلا ضد علم الميكانيك.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق