لا يستطيع الناس أن يكونوا موضوعيين إلا بموضوع مادي فقط, كما تتكلم بالعلوم والفيزياء والخطابات التجارية فهنا يكون الشخص موضوعياً, أما في شيء يتعلق بالإنسان فمن الصعب أن يتكلم أحد بحيادية مطلقة كأستاذ الرياضيات , بهذا الشكل يحاول الماديون أن يلغوا أهم شيء في الإنسان وهو النية ، وتحويلها إلى مادة.
الموضوعية البحتة في الكلام عن الإنسان هي محاولة لحوسلة الإنسان (أي دراسته بالحواس فقط) ، والنظر إليه كمادة بلا روح , وهذه الموضوعية البحتة منطلقة من رؤية مادية للإنسان.
هل نستطيع أن نكون موضوعيين في تقييم الفن؟ و ما هي المعايير الموضوعية لنقد الشعر وتقييمه ؟ من يكون حساساً ويخاف من التقييم ، فعليه أن يبتعد عن الموضوعات الإنسانية إلى مواضيع علمية مادية بحتة , كالرياضيات أو الصيدلة, والعجيب أن هؤلاء الحسّاسين من الشخصنة لو أثنيت عليهم أثناء الحوار ومدحتهم ، لن يقولوا لك : كن موضوعياً ولا تشخصن الحوار!
الشخصنة هي مخرج , فكلما انحرج المادي وهو يناقش أموراً إنسانية ، اتخذ الشخصنة مخرجاً .
ثم ما هو تعريف الشخصنة؟ هل هي الإساءة والألفاظ البذيئة تجاه الشخص؟ ولكن هذا متفق على خطئه..
هل هو ربط الفكرة بالمقاصد وما تؤدي إليه ؟ إنه هذا هو ما يهربون منه ويصنّفونه من ضمن الشخصنة.
أنا بالنسبة لي ، لا أبالي ولا أعتبر ذلك شخصنة ، أن تربط ما أقوله بنواياي حسب ما يتضح لك ، وأن تملك عليه بعض الأدلة على الأقل ، ولكن لماذا يخشاها الملحد؟
أما الاستهزاء الشخصي أو الأوصاف الجارحة والمقذعة فهذا متفق عليه بأنه غير أخلاقي ، سواء مع من يتفق معك أو يخالفك.
الملحد لا يتحمل حتى كلمة "أنت" ويعتبرها شخصنة , فهو يخاف من النظرات ، كما يقول أحد زعمائهم "الجحيم هم الآخرون", هذه الرهافة والحساسية المفرطة تقتضي أن تبتعد عن النقاش في الأمور المتعلقة بالإنسان إلى أمور مادية صرفة ، حتى لا يُمس شخصُك ولا يقال لك "أنت" !
والشخصنة بمعنى ربط النيات وتحليل المقاصد ، هذا شيء أنا أقبله وهو داخل في فهم الفكرة وفهم الإنسان, ولا تستطيع أن تفهم فكرة حتى تفهم مقاصدها في كل شيء يتعلق بالإنسان, أي : ماذا يراد لهذه الفكرة أن تخدم ؟ مثلما لو أقول لك : اذكر لي أو أعطني رقما من ست خانات .. ثم أسكت, وإذا سألتني : لماذا ؟ أقول لك : لا تشخصن ! لأنك تسأل عن نيّاتي !
أو إذا اقترحت أنا أن هدفك من هذا الرقم هو كذا وكذا ، اعتُبِرتُ أنني مرتكب لجريمة لأنني أقوم بالشخصنة!
لكن لو قال شخص لآخر يحاوره أنت قذر وجبان وحقير وغبي ومتخلف .. فهذه إهانة, أو عندما يكشف من أسراره ما ليس له علاقة بالموضوع ، فهذه هي الشخصنة كما أراها .
إن الفكرة الإنسانية - أي الفكرة في عالم الإنسان - لا تُفهم إلا بربطها بالمقاصد, مثلاً : يقول قائل أن الأخلاق عبارة عن مصالح, وإذا قلت له أنك تريد أن تجعلها مصالح حتى تستمتع بالشهوات الحيوانية يقول أنت تشخصن !
كيف يمكن ان نفهم الفكرة من دون فهم مقصده منها ؟ كيف نفنّد الفكرة إلا من خلال الإنسان؟ فحتى تنفي الشيء لا بد أن تثبت عكسه, فإذا أردت نفيه فمن ضمن ما ستقوم به هو أن تكشف مقاصد من يقول هذا الكلام.
إذا لم نربط الفكرة بالمقاصد فلن نستفيد شيئاً ولا يستفيد القرّاء شيئا, فالقرّاء قد لا يستطيعون كلهم معرفة أن الفكرة لها مقاصد سيئة أو حسنة ، والإنسان لا يفعل شيئاً ولا يتبنى شيئاً إلا بهذين الدافعين ، ويتبنى الآراء ويبتعد عنها بناء على معرفة دوافع أصحابها ، لأنه هو من سيدفع الثمن إذا تبنى رأياً مغشوشاً لم تكن نية صاحبه طيبة .
لتكن الشخصنة مجالاً للحوار ، لماذا نُمْنَع منه ؟ لماذا تكميم الأفواه ؟ هذا حجرٌ لحرية التعبير. (يكاد المريب أن يقول خذوني). وهذه الفكرة جاءت مصاحبة لِبَاقة الأفكار المادية التي من ضمنها الإلحاد ، كي تحمي أصحابها من أن يقترب أحد نحو نيّاتهم ، وهي درع وقاية يتخذه المريب مغلّفاً بصبغة أخلاقية، أما الحق فأبلج .
إذا شخصنت المؤمن ماذا تستكشف ؟ ستكتشف نوايا سيئة لديه ، ولكنها خارج المنظومة الفكرية التي ينتسب لها , بينما الملحد ينطلق من سوء أخلاق ، ولهذا هو حساس في كشف النوايا.
والفزع من الشخصنة هو أمر عاطفي ، ويتعارض مع مادية الملحد الصلبة , إنها تتناسب مع رومانسيين أكثر من كونها تتناسب مع ماديين, فالمادي خشن بخشونة المادة , إذاً هناك سبب آخر ومهم غير رقّة المشاعر التي ينطلقون منها , وهي أن الإلحاد ينطلق من منطقة اللاأخلاق محاولاً تزيين هذه المنطقة وإخفاء قبحها .
ثم ماذا تُصنَّف الشخصنة؟ هل هي سوء أخلاق ؟ إنها حجر لحرية التعبير.
وأيضاً كلمة "موضوعية" على موضوع إنساني أو اجتماعي, إن الإنسان لم يثبت حتى الآن أنه مادة فقط ، ويُدرَس كعلم المعادن والصخور حتى نكون موضوعيين في دراسته , فكيف تُطلَب الموضوعية المادية العلمية في أمر ليس موضوعيا ومادياً كالإنسان ؟ كيف تكون موضوعياً في أمر ليس بموضوعي ؟ وأين الإساءة بربط الفكرة بالمقاصد أو طلب ذلك ؟ هل هذا فيه إهانة؟ أي : هل العمل بحد ذاته فيه إهانة ؟ إذا كانت النية سيئة فهذه حقيقة واتضحت ، فأين الإساءة هنا ؟ وإذا كانت حسنة فقد توضحت ايضاً .
فمن الصعب تصنيف الشخصنة على أنها سلوك أخلاقي سيء , بدليل أنه إذا كان الكلام فيه ثناء لشخصه لا يتضايق منه ، وبهذا هي تشبه معاداة السامية وهي بنت لها , فمعاداة السامية هي أن لحوم اليهود مسمومة, مع أن الكلام بالمديح هو شخصنة أيضا.
ومنع الكلام في المقاصد من الأفكار يعيق الحوار , وأنا لا أقصد الإساءة ، فهي تُنهي الحوار أصلاً. ورفض الشخصنة يذكرنا بالطفل الذي يريد ان يفعل ما يريد ويقول ما يريد ، وإذا سألته يقول : (على كيفي .. أنا حر)!.
معاداة الشخصنة هي معاداة لسؤال "لماذا" ، و "لماذا" هي أم المعرفة .
كيف سيفهم العقل ما دامت عقدة المؤامرة ممنوعة والشخصنة ممنوعة ؟ كيف سنربط الأفكار بالبشر ؟
حوار القرآن كله يفضح النوايا ، والمسيح عليه السلام مارس الشخصنة, والقرآن فضح النوايا ، حتى نوايا الرسول نفسه : {لم تحرّم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك} ، {تريد زينة الحياة الدنيا} ، {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} .
والأدب والرواية والشعر كلها تمارس الشخصنة ، ولو كانت موضوعية لما قرأها أحد . وتحريم الشخصنة هو من معطيات الفكر الليبرالي ، من باب أنه يفعل ما يشاء وبالتالي يقول ما يشاء دون أن يحاسب.
عن طريق معرفة الدوافع يُعرف الإنسان , أما بوضع الخطوط الحمراء فلا نستطيع أن نفهم شيئاً . الكلام بهذا الشكل الذي يريدونه يكون كلاماً وصفياً فقط ؛ مثل من يصف شيئاً من الخارج ويمنعك من تخيله وإبداء مشاعرك نحوه ؛ لأنك إن تخيّلت فسوف تشخصن!
تماماً كأن أتكلم عن هولاكو ومنجزاته وأعماله ، ولكن إياي أن أقول أنه سفّاح ، لأن هذه شخصنة ! فقط يحق لي أن أعدّد كم قَتَل , وإذا قلنا هكذا فلربما لن يعرف التلاميذ أن هولاكو شخصية مجرمة ومروا عليه مرور الكرام, وقد يعتبرونه بطلاً!
والشخصنة بهذا الشكل لا يسلم منها حتى من يرفضها ، فلابد أن يحكُموا على نيات أحد ، فلا فائدة من أي معرفة إلا من خلال تقييم علاقتها بالإنسان .
والمقصود برفض الشخصنة هي ألا ينتبه العوام, وهذا الخلق السيء بنظرهم الذي يسمّونه الشخصنة ليس معروفا في الاخلاق ، لا في أخلاق الأديان ولا في أخلاق الحضارات, إنه معطى حديث جداً ، ومن بنات اليبرالية و "الجيتو", وبما أنه تُحشر معه البذاءة والألفاظ الجارحة ، استطاع أن يمر هذا المعطى على الناس على أنه خلق سيء.
النيّة جزء أساسي في الإنسان ، وكل شخص ينطلق سلوكه اساساً من نوايا , ولكن الجغرافيا وسطح التربة ليس فيها نوايا ، لذلك لا توجد شخصنة في الجغرافيا , ولو أن القنوات الإخبارية اكتفت فقط بالحدث والخبر لما فهم الناس شيئاً ، ولن يفهمها إلا قلة من الناس , لذلك يستعينون بالمحللين والمعلقين ليشخصنوا الأخبار حتى تُفهم (على غير ذمة المذيع) ..
فالناس يعتمدون على المحللين في فهم ما يجري في العالم أكثر من اعتمادهم على الأخبار المجردة "الموضوعية" ، والمحللون يربطون الأفعال بالنيات, أي يمارسون الشخصنة , واسلوب الإعلام المحايد بتوضيح الأمور ، هو أن يأتي بالرأي والرأي الآخر كي يمارسوا الشخصنة دون تحمل مسؤولية من قبل الجهة الإعلامية . ويتدخل المذيع في حال الخروج للبذاءة وقلة الاحترام .
فالناس يعتمدون على المحللين في فهم ما يجري في العالم أكثر من اعتمادهم على الأخبار المجردة "الموضوعية" ، والمحللون يربطون الأفعال بالنيات, أي يمارسون الشخصنة , واسلوب الإعلام المحايد بتوضيح الأمور ، هو أن يأتي بالرأي والرأي الآخر كي يمارسوا الشخصنة دون تحمل مسؤولية من قبل الجهة الإعلامية . ويتدخل المذيع في حال الخروج للبذاءة وقلة الاحترام .
رفض الشخصنة يناسب اللصوص والفاسدين , أي أن أتصرف دون أن تحلّلني , فقل أني عملت كذا وكذا ولكن لا تقل أنه كان سيئاً ، حتى تمرّ على الذي لم ينتبه!
الشخص الواثق من صحة منطلقه وسموّه لن يهمه من يشخصنه ، وسيجعل الكلام الذي قيل عنه موضوعاً بحد ذاته .
كذلك دكتاتورية الشخصنة قد تستغل ايضاً لتعتيم الفكرة وتمويهها على الناس بحجة : "لا تفسّر كلامي إلا كما أفسّره أنا فقط" ، مع أن كلامه يحمل أفكاراً عامة ، وقد تكون مليئة بالشر ، وليست افكاراً خاصة به . وهذا هو الرأي الواحد ، لهذا أنا ضد توسيع معنى الشخصنة ليشمل شيئاً ليس داخلاً في الشخصنة ، وهو دكتاتورية الراي والتفسير الواحد . هذا ما قصدت إليه .
وعملية توسيع المصطلحات من مصائب الفكر والأخلاق والأديان ، خذ مثلاً : فكرة اللامعاداة للسامية في الغرب ، والتي اخذت تنتشر في العالم ، يشتكي الغربيون من استغلال المنظمات الصهيونية واليهودية الكثيرة بالآلاف لهذه الفكرة ، لدرجةٍ جعلتهم لا يستطيعون ان يقولوا كلمة "يهودي" في الصحف والإعلام إلا مقترنةً بمدح ، وإلا فهي معاداةٌ للسامية .
حتى في الصحف الامريكية إذا نُشِر عن جناة من اليهود المهاجرين ، فعليهم ألا يقولوا أنهم يهود ، بل يقولوا : بولنديين او روس أو المان ، لكن إذا كان الامر فيه ثناء ، فعليهم ان يقولوا : أنهم يهود ، وليسوا روساً ولا الماناً ولا بولنديين ، ومن فعلها ، فقد وقع في معاداة السامية ، لأنه حرم اليهود من فضل الثناء عليهم ، أي يعادي اليهود ، اي يؤيد المحرقة ! أي يريد أن يتخلص من الشعب اليهودي كله وإسرائيل ! اي أنه إرهابي وعنصري ! .. وهكذا ..
حتى في الصحف الامريكية إذا نُشِر عن جناة من اليهود المهاجرين ، فعليهم ألا يقولوا أنهم يهود ، بل يقولوا : بولنديين او روس أو المان ، لكن إذا كان الامر فيه ثناء ، فعليهم ان يقولوا : أنهم يهود ، وليسوا روساً ولا الماناً ولا بولنديين ، ومن فعلها ، فقد وقع في معاداة السامية ، لأنه حرم اليهود من فضل الثناء عليهم ، أي يعادي اليهود ، اي يؤيد المحرقة ! أي يريد أن يتخلص من الشعب اليهودي كله وإسرائيل ! اي أنه إرهابي وعنصري ! .. وهكذا ..
ما مصيبة المفاهيم الدينية والاخلاقية إلا بتوسيعها : (قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) .. (إياكم والغلو ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو )
وتوسيع المفاهيم الاخلاقية يقلبها إلى ضدها ، فتدخل في باب : "كلمة حق اُريدَ بها باطل" . وهذا هو الغلو والتنطّع ، كما فعل الخوارج وقال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هذه الكلمة عنهم ، وما التطرف الديني إلا توسيع لمفاهيم وعبادات وقيم دينية ، وهو الغلو . وأنا ناقشت الغلو في مصطلح الشخصنة ، وبقي على من يريد أن يناقش بقية المفاهيم الحسنة الموسّعَة والتي انقلبت إلى ضدها ، وليس الغلو خاصا في الدين فقط ، بل في كل فضيلة أو ما يُرَى انه فضيلة في مجتمع ما ..
فالتوسّع بالشجاعة يؤدي إلى رذيلة التهور ، والتوسع في الكرم يؤدي إلى رذيلة الإسراف ، والتوسّع في تطبيق العبادات يؤدي إلى الوسواس ، كما هو مشاهدٌ عند بعض المرضى المصابين بالوسواس القهري في الوضوء وغيره ، والتوسع في الحرية يؤدي إلى الإستعباد للشهوات .
فالتوسّع بالشجاعة يؤدي إلى رذيلة التهور ، والتوسع في الكرم يؤدي إلى رذيلة الإسراف ، والتوسّع في تطبيق العبادات يؤدي إلى الوسواس ، كما هو مشاهدٌ عند بعض المرضى المصابين بالوسواس القهري في الوضوء وغيره ، والتوسع في الحرية يؤدي إلى الإستعباد للشهوات .
والناس الذين يريدون تحويل الفضيلة إلى رذيلة ، ما عليهم إلا أن يتشددوا ويغالوا ويتشدقوا ، اي يوسّعوا المضمون عقلياً حتى يقلبوها إلى رذيلة ، عن طريق الاضافة والتوليد والاستنتاج والربط والقياس الخاطئ والمشاعر المبالغ فيها . وهذه هي الطريقة الوحيدة لتحويل الفضائل إلى رذائل ، والأخلاق الحسنة إلى أخلاق سيئة ، والدين إلى ضده . فطاعة المسيح كرسول كريم ومحبته ، لما زِيدت وتُوُسّع بها ، اصبح إلهاّ وأوقعهم في الشِّرْك الذي جاء المسيح اصلاً لمحاربته ! مع أن المسيح بشر ! ويقولون أنه بدافع الحب ! الحب للمسيح ! ومن الحب ما قتل .. وهذا المَثَل ايضاً دليلٌ على توسيع مفهوم الحب حتى تحوّل إلى شيء ضار .
وأقصد بالتوسيع : إدخال أشياء ليست في الشيء الاساسي . والحقيقة أن هذا التوسيع والإعمال العقلي السيء له ، هو آفة كل فضيلة ، وتستطيع ان تستنتج وتحذر من هؤلاء المتوسّعين ، فهم يعطون العقلاء الخيط الذي يدل على إدانتهم في أغلب الأحيان ، من خلال توسّعهم ومبالغاتهم .
أنا ارى أن الشخصنة المذمومة هي :
1- التصنيف المسبق ، والحكم على الناس من خلال افكار مسبقة وليس من خلال واقعهم القولي والعملي ، كأن يصنّف : مسلم = متشدد وإرهابي ولا يقبل الحوار ، أو : ملحد = شهواني لا أخلاقي .. أو : يهودي = جشع أناني حاقد .. إلخ التصنيفات التي تشمل الاديان والقوميات والبلدان والقبائل والعائلات .. إلخ من الأحكام العامة المسبقة التي لا تنطبق بالشرط على كل فرد ، فيكون استخدامها ظلماً للطرف الآخر . ويدخل فيه أيضاً مغالطة : حملُ من لا تعرِف على من تعرف ، كأن تقول : أنت مثل فلان الذي اعرفه ، لأنك من نفس البلد أو من نفس الدين ، وتكون ايضاً في الأفكار ، فأنت تتكلم عن العروبة ، إذاً أنت مثل الذين اعرفهم حين تكلموا عنها ، وهكذا .
2- ترك الموضوع أو الفكرة وصرف الحوار إلى القائل حتى يكون القائل هو الموضوع ، وليس الموضوع الاساسي . وهذا في الغالب لا يصاحبه حق .
ومن يفعل هذا هو لا يريد الموضوع والمعرفة من خلاله ، بل يريد الشخص ،
ويريد ان يخرِج ما في داخله من حقد أو بغضاء على ذلك الشخص .
ومن يفعل هذا هو لا يريد الموضوع والمعرفة من خلاله ، بل يريد الشخص ،
ويريد ان يخرِج ما في داخله من حقد أو بغضاء على ذلك الشخص .
3- إدخال امور شخصية لا علاقة لها بموضوع الحوار ، كإفشاء اسرار أو مشاكل عائلية لا يليق ذكرها ، بقصد الإساءة للآخر ولا تخدم الموضوع .
4- القفز إلى نيات الشخص السيئة بدون دليل مما قال أو فعل ، وهذا هو البهتان الشخصي ..
أو حمل ما يحتمل أكثر من وجه على الوجه السيء فقط على طول الخط ، وهذا ظلم ، ما دام الأمر يحتمل أكثر من وجه .
أو حمل ما يحتمل أكثر من وجه على الوجه السيء فقط على طول الخط ، وهذا ظلم ، ما دام الأمر يحتمل أكثر من وجه .
5- السب والشتم والالفاظ النابية والعبوس ، كلها تعني هجوماً على الشخص من خلال الفكرة .
هذا ما استطعت أن أعرفه عن مفهوم الشخصنة السيئة أو المذمومة . لكن إذا كنتَ متجاوزاً لكل هذه المساوئ ، وتستنتج من الافكار ، سواء كنت في حوار أو غيره ، ما يمكن أن تؤدي إليه هذه الافكار ، وما دوافع وجودها لدى اصحابها ، مصحوبا بالأدلة وليس الدليل الواحد ، وتكون على استعداد دائم لتقديم الادلة ، فأنت هنا لست داخلاً في الشخصنة ، لأنك في الموضوع .
وإن خرجتَ إلى الشخص ، فستخرج إليه بدون العيوب السابقة ، والموضوع هو الذي أخرجكَ إليه ، على مضض ، هنا أعتقد أن الأمر مختلف ، فالشخص غير مطلوب بذاته ، ولكن الفكرة هي التي قادت إليه ، دون الإساءة إليه . في هذه الحالة نحن نحترم الفكرة والحقيقة ، ولا نسيء للشخص ، وإن رأى هذا الشخص إساءة فعليه أن يحل مشكلته مع الحقيقة . وله حق الدفاع عن نفسه . وعليكَ واجب الإستماع والتوضيح .
وإن خرجتَ إلى الشخص ، فستخرج إليه بدون العيوب السابقة ، والموضوع هو الذي أخرجكَ إليه ، على مضض ، هنا أعتقد أن الأمر مختلف ، فالشخص غير مطلوب بذاته ، ولكن الفكرة هي التي قادت إليه ، دون الإساءة إليه . في هذه الحالة نحن نحترم الفكرة والحقيقة ، ولا نسيء للشخص ، وإن رأى هذا الشخص إساءة فعليه أن يحل مشكلته مع الحقيقة . وله حق الدفاع عن نفسه . وعليكَ واجب الإستماع والتوضيح .
أعتقد أن الحوار بهذا الشكل غير ضار ونافع ، وهذه هي النقطة المهمة ، أن يكون نافعاً ، ولا يكفي ان يكون غير ضار وهذا ما يهتم به أكثر الناس ، أن يكون الحوار غير ضار ، وليس كل ما لا يضر ينفع أو يستحق ما يُبذَل لأجله من مجهود ، فالحوار وسيلة وليس غاية .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق