الاثنين، 18 يونيو 2012

حوار شاكي (3-8)


شاكي:
فالعلم والمنطق والواقع يعارض الاديان ، الفلاسفة تقريباً اجمعوا علي ان لا يمكن للمنطق اثبات وجود الاله ، بم فيهم المؤمنين به ، كحال أوكام مثلاً ، و العلم كل شيئ يقدمه ينفي وجود الخلق المباشر المقصود ،

الرد:
كل هذا غير صحيح ، المنطق يحتم وجود ارادة عاقلة صنعت منظمة الكون ، واوجدت الحياة . العلم الحقيقي الغير الحادي هو ابن المنطق ، و لا يتعارض معه . بينما نجد المنطق والعقل متضادان بشده مع دين الإلحاد و ثوابته ، وقد بينت ذلك كثيرا دون أي رد ..

قدم تعارضا واحدا بين العلم الثابت والإسلام الثابت ، طبعا لا يوجد ، وان كانت توجد الرغبة لديك لكن تبقى رغبتك لك .. الناس تريد حقائق ، بل العكس هو الصحيح ، الإعجاز العلمي في القران يكشف ذلك ، والعلم يتعارض مع الإلحاد ،العلم يقدم المطلق ، العلم يتفق مع المنطق ، الإلحاد يفصل ما بين المنطق والعلم لأن المنطق يفضحهم ، الإلحاد لا يقر بوجود مطلق ،بينما علم الطب يحيل على أسباب غير مادية لكثير من الأمراض . الإلحاد لا يقر إلا بأسباب مادية و ينكر وجود الروح وأي شيء معنوي ، فالاسباب عندهم مادية فقط ، وهذا حصر غير علمي ، انما هو معتقد ديني ايماني ..

القران تحدى البشرية أن تحيي ذبابة بعد موتها ، والعلم اعترف بعجزه ، القران تحدى العرب أن يصنعوا كتابا مثله والعرب اعترفوا بعجزهم، وانت واحد منهم ، إذن من هو عدو العلم و العقل .
 

شاكي:
والواقع ينفي وجود الاله مطلق الرحمة ، فصرخات أطفال الصومال تخرج منهم لتصطدم بوجهه المقدس وتعود خاوية ، فلو كان هناك حقاً إله ماوجدت هذه المعاناة ، فلا يمكن لاختبار أو غيره أن يبرر هذا الشيئ !

الرد:
ما معنى كلمة اختبار إذن بدون معاناة ؟ الله لم يقل أن الدنيا جنة لا يبكي فيها أحد ولا يجوع .. انتم تسقطون الآخرة على الدنيا وتفصلون شطري الدين ، و هما الدنيا والآخرة ، وكأن الإسلام لم يتكلم عن آخرة بل عن دنيا ، أطفال الصومال يا سيدي وسادات سادات أفكارك في الغرب كلهم سيهرمون و يموتون  ، هل نسيت ؟

لماذا لا تغضب لأن الناس يموتون ، وتغضب لأن بعضهم يصرخون في ظرف معين وليس على طول الحياة ! فهذا الصراخ جزئي ومؤقت قد يلعبون بعده . أما الموت فهو مصيبة عامة على كل البشرية .. و منطقيا يجب ان تبكي عليها أكثر من اطفال الصومال . لماذا لا تغضب أننا سنموت ؟ لماذا قبلت بالكبرى و لم تقبل بالصغرى ؟  ارأيت كم هو الله رحيم ؟ جعلنا نتقبل المصيبة الكبرى ونعتبرها أمرا عاديا .

لا يوجد أحد حياته كلها شقاء ولا أحد حياته كلها نعيم ، لكن الجميع سيموت . سعادة طفل الصومال الجائع وهو يجد تمرة ، أكبر من سعادة رأسمالي بافتتاح بنك جديد للربا . الجميع يعاني والجميع لا بد ان يجد ما يستمتع به عاجلا ام اجلا ، و الجميع يموت في الأخير .. ثم ما هذه الرحمة التي نزلت فجأة على قلب النتشوي ؟  أليس الضعيف يستحق السحق كما يقول نيتشه ؟ من سبب المجاعات لأطفال الصومال وغيرهم ؟ أليس السادات في الغرب المادي و المؤمنين بالتفوق والصراع ؟ من سبب معاناة اطفال الصومال و فييتنام واليابان وفلسطين والعراق وغيرهم من الآثار السامة للاشعاعات و اليورانيوم المنضب والالغام التي تنفجر بهم ؟ هل هو الاسلام ؟ ام سياسات الماديين والنتشويين ؟

الله أعطاهم الأرض والهواء والماء ، و هم أعطوهم القنابل والنفايات النووية والحروب الطائفية ودعم الفصائل .

ومطلق الرحمة ، لا يحددها أنا ولا أنت ، لأن التحديد يحتاج إحاطة كما قلنا ، ونحن لا نملكها . ومنطقيا علينا أن لا نحكم بعدم وجود مطلق الرحمة ، لنقص المعرفة الكافية عندنا . إذن حكمك رجم بالغيب ، وهذا شأنك ، أما من يحترم المنطق فلا يُطلق أي حكم قبل الإحاطة . والطيش والجزاف هو إطلاق الأحكام من دون إحاطة ، المنطق ضدك ماذا نفعل ؟ لولا حاجتكم أحيانا للمنطق كمخرج لطالبتم بإلغاءه بالكامل .
شاكي:
الورّاق كتب:
نعم هذا اختيار شخصك الكريم ، بدليل أن كل كلامي المنطقي رفضته دون أن ترد عليه ، مع أن فيه حقائق ، وبدليل عدم ردك عليه وعدم تفنيده إلا بالتسخيف وارتياحك لذلك دون الخوف من ان يكون فيه حقيقة ، ثم تعود الى الشأن الالهي مرة أخرى ، ولا تريد أن يلامس هذا الخطاب الموضوع ، وتجريد الإنسان من اختياره للخير فيه ظلم للإنسانيه جميعا واحتقار لأصحاب المبادئ والأعمال البطولية والشهامة واصحاب المواقف الوطنية والذين تمجدهم البشرية وتتغنى بإنجازاتهم ليس لاختيارهم مع أن هذا حصل بسبب اختياراتهم وتضحياتهم وكانوا يستطيعون التخلص من الواجب بأي حجة فما أكثر حجج العاجز والجبان .

البشرية من منظور الإلحاد مغرر بها وتعظم أناسا لا يستحقون التعظيم مثل كرات البولينج تسيرها الظروف ليس إلا , إذا يجب أن تُسقط تماثيلهم وتنزع صورهم لأنهم لم يختاروا أن يفعلوا شيئا حسنا ولكنهم كانوا مجبرين وبلا إرادة فلا ميزة حقيقية لهم , بدافع الظروف المادية , هكذا يتعامل الإلحاد مع عظماء الإنسانية بلا إنسانية , وفي المقابل كل مجرم وظالم وشرير يجب أن لا يعاقب بل تعاقِب الظروف المادية وهذا تساهل مع الخطيئة عند وصفها بالجبرية وخلاف للواقع .

وبالتالي هذه الفكرة تحمل حربا على المشاعر وكأنها تقول : لا تحب أحدا ولا تكره أحدا . بعد أن نفينا الاختيار الحر, وكن مثل السيارة التي تركبها بلا مشاعر لأنك مادة . وهذا قتل لإنسانية الإنسان أن يكون بلا حب وبلا كره , وكل هذا التطرف نتيجة لإنكار وجود الله , فليس إنكار وجود الله وجهة نظر في قضية معينة كما يقول الملاحدة بل هي نقطة فارقة تسبغ آثارها على كل حياة الإنسان العقلية والأخلاقية والسلوكية والاجتماعية , مع أنها وجهة نظر في قضية معينة على طريقة التبسيط الساجاني .

وصدق نيتشه الملحد عندما قال : أردت أن أقتل الإله فقتلت معه الإنسان. لأن الواقع في تفكير الملاحدة يصدقه , وها أنت ذا ملحد وتلغي إنسانية الإنسان كما فعل نيتشه والبقية , ولا ميزة للإنسان إلا في حرية الاختيار وهي التي تفرقه عن الحيوانات وهي أساس إنسانيته , والملحد بهذا يضر نفسه ولو عامله الناس بموجب تفكيره لغضب , فيا للثمن الباهظ لإنكار وجود الله لأن في هذا خسران لكرامة الإنسان يقدمه لنفسه , والحمق هو أن يضر الإنسان نفسه ويخمش عينه بيده , ولا أظنك ترضى أن تجرَّد من أي ميزة أو عمل جيد قمت به وتعبت لأجله وكنت تستطيع التخلي عنه , ويقال لك أنت لا تستحق الشكر بل الظروف هي من يستحق الشكر وأنت لم تفعل الخير بدافع ذاتي فقد كنت مجبرا , إذا لماذا توضع السجون للناس ولا تسجن الظروف ؟

ومن يجبرك على الخير قد يجبرك على الشر لذا يجب الحذر منك بدلا من شكرك , فأنت لا تستحق أي تقدير فأنت دمية , ولا أظن بأن هذا التقييم يريحك , ولو كنت غير ملحدا لما كنت في هذا الموضع ويجب أن تلغى كلمة شكرا من القاموس لأن الكفر يريد ذلك ولأن الكفر من صفاته العموم فكل ما كفرت شيئا فستكفر بما في جواره , وكفار قريش لم يكفروا بالله فقط , بل كفروا بالإنسان والأخلاق ومنعوا الماعون ومارسوا الاضدهاد والتكبر والفخر ولاعتداد بالمال.

كل ما في الأمر هو أن يفهم الناس ما هو الإلحاد وحينها سيتجنبونه , حتى من لم يختاروا الخير سيبحثون عن شيء آخر غير الإلحاد كالإنسانية أو اللادينية أو التوفيقية , فهم ليسوا بحاجة لفكر يصمهم أمام الناس فكل يحب أن تكون مبادئه محترمه أمام الناس على الأقل .

هذه هي القضية وهي أن يعرفوا حجم الخسائر لذلك الاختيار , وهذا في الدنيا قبل الآخرة والعاقل لا يواصل المسيرة مع الخسائر , والطريق السليم تأتي بشائره مبكرة . أنت تعرف أنك حر في الرد علي أو عدم الرد , وتعرف أنك حر هل تقرأ رواية ما أو لا تقرأها , وتعبر عن ذلك بأنك اخترت كذا ولا تختار كذا وتعرف ماذا تختار , ومع ذلك تنفي وجود الاختيار ! مع أنك تردد هذه الكلمة كثيرا في حياتك وتنسبها إلى نفسك , ومع أنك وأنت تختار تعرف أنك تختار , إذن كيف لم تعرف أن اخترت أنك تكون كافرا بالله والناس ؟ مع أنك تستطيع أن لا تكون كذلك .

والظروف لا تقدم لنا ما يخدم اختيارا واحد فقط , فهذا وهم في العقلية الإلحادية , بل الظروف تقدم ما يخدم الاختيارين ولهذا نحتار قبل أن نختار , فهذا المحل مثلا أسعاره رخيصة لكن البائع متجهم , وذاك المحل أسعاره غاليه لكن البائع مبتسم , أحدهما قريب والآخر أبعد , أحدهم أكثر معروضات من الآخر وهكذا .. , الظروف تقدم ما يخدم الاختيارين فلا تتجمع الظروف على اختيار واحد , ولو كان كذلك لكانت فكرتكم سليمة , الحيرة هي أكثر ما يعاني منه الإنسان في اليوم واللحظة فأين هي الجبرية لتنقذه من هذه الحيرة .

إذن كلمة جبرية بدافع الظروف كلمة ليس لها أساس عقلي ولا واقعي , فالواقع ضدها والعقل ضدها والإحساس بالاختيار ضدها , إنها من ضمن أفكار الاسباجيتي الإلحادية فكل أفكار الإلحاد عبارة عن اسباجيتيات طائرة لا تلامس الواقع , حتى الاسباجيتي جعلوه طائرا لأنهم غير واقعيين بالأساس وإلا فما يمنعه أن يكون على طاولة الطعام , فكل شيء عندهم طائر فينصرف ذهنهم للطيران , هكذا الإلحاد يقتل الجمال ويبرر للقبح ليعيش , ويقلل من شأن الخير ويفسح المجال للشر , والخير هو صمام أمان الشر فإذا أضعفنا الخير قوي الشر أوتوماتيكيا .

لهذا لم يمدحوا الشر مباشرة بل ذموا الخير كتحصيل حاصل , والإلحاد يشن هجماته على الخير وليس على الشر فهو يحارب الدين الذي يأمر بالخير ويحارب الأخلاق ويقلل من شأنها وهي تأمر بالخير , ويحارب الإرادة الحرة وهي من دوافع الخير ويبرر للشر بالجبرية والحرية ويحارب المنطق لأن الخير جزءا منه ، الإلحاد يحتقر كل عظماء الإنسانية ويجعلهم عاديين ، فمن كان نتيجة ظروف فليس بعظيم ، شأنه شأن الكره في الملعب تتقاذفها أقدام الظروف ، فهي ليست عظيمة رغم أنها تسجل الأهداف .

تجريد الإنسان من إرادة الخير أو الشر ، هذا أكبر دليل على كرهكم لإنسانية الإنسان وفيه حرب للخير ونصر للشر , ويكفي الشر نصرة أن يقال : أننا مجبرون عليه بدافع الظروف وليس مني . أي كأن الشرير صار خيِّرا لكن الظروف أجبرته , إذا عند الماديين لا أحد يستحق الشكر وشعاركم لكل من فعل خيرا أن تقولوا له (مكره أخاك لا بطل ) مثل ذلك الفارس الجبان الذي قيل فيه هذا المثل عندما فرَّت به فرسه وأدخلته في قلب جيش العدو فهتف له الجميع .. بطل .. بطل , فصاح عليهم وهو يرتعد من الخوف (مكره أخاك لا بطل ) حتى أنه لحَنَ بسبب الخوف , والأصل أن يقول (مكره أخوك ) ، لأنه نائب فاعل يرفع بالواو لأنه من الاسماء الخمسة .

وكل أبطال الإنسانية يراهم الإلحاد بهذا الشكل ، أي أن كفر الله جرّكم الى كفر الناس ، فكل من أحسن اليك وانت مادي ملحد لا يستحق الشكر ؛ لأن الظروف هي التي دفعته كي يقف معك ويساعدك . و الظروف نفسها ستجعله ربما يقف ضدك ، و ربما يقتلك ويسلب مالك بعد أن أحسن اليك ! العجيب كيف أن كفر الله يقود الى كفر الإنسان ، و هذا دليل آخر على وجود الله و وجوب شكره حتى تستقيم الحياة . يقولون : لا يشكر الله من لا يشكر الناس ، والحقيقة هو عكسها ، لا يشكر الناس من لا يشكر الله ..

ارأيت كم هو سيء و كافر هذا الفكر ؟ حتى في حق من وقفوا معك وساعدوك ؟ أنت لا ترى لهم أي فضل ولا تستطيع أن تنكر هذا ، لأن فكرك هو من يقول لك أن الظروف دفعتهم للإحسان اليك ليس إلا ، و قد تدفعهم الظروف للإساءة اليك بلا اختيار ، لأنهم مجرد الآت تجمعها مصالح و تدفعها الظروف كالروبوتات . أي انهم غير موجودون . و الموجود فقط هو المادة ، انها فكرة لم تأتي إلا من رؤوس راسمالية تنظر الى النتيجة ولا تنظر الى الاسباب .

هل هذا فكر يـُقدّم للإنسانية في زمن يـًدّعى فيه بتحرر الإنسانية ؟ حقيقة الواقع غير هذا تماما . إن الواقع على سوءه أجمل من الطرح الإلحادي ، لأنه لو خليت لخربت ، و كلنا وجد من فعل لنا الخير يوما ما ، مع أنه كان يستطيع أن يفعل الشر ، و اشعرنا بثقل شكره و تقصيرنا في ذلك . و تبرير المصلحة قابل لمن يفعل معنا شرا و لمن يفعل معنا خيراً . كم رأيت كم هذا الفكر متعارض مع الإنسانية والعقلانية والواقعية والعلمية ؟ هل رأيت الثمن الباهظ لإنكار وجود الله ؟ و الساعة أدهى وأمر .

بموجب كلامك و كلام نيتشه والملحدين : كل كافر بوجود الله هو كافر بوجود الإنسان ، كنتيجة حتمية . و الكفر هو عدم الشكر و جحد الفضل والحق . لا تستطيع أن تكفر بالله و لا تكفر بالإنسان ، لأنك ستضطر بسبب الالحاد إلى نفي فكرة الاختيار لنفي الحرية في الاختيار ، و للمساواة بين الخير و الشر و فتح الحواجز بينهما بدافع من تكبير الذات و رغباتها ، لأنها حلت محل الاله ، ولا تريد ان يكون امامها حواجز . و بالتالي نفي أي ميزة للإنسان .

و الميزة ستكون للظروف . أي أن من لا يعبد الله هو يعبد المادة ، كأنها هي التي تستحق الشكر عند الملحد لأنها صنعت هذه الظروف ، إذن كل ملحد عبارة عن وثني مبطـّن ، لأنه يحوّل الشكر الى المادة و يحول كل شيء الى المادة ، حتى مشاعر الإنسان وافكاره واختياره و حتى ذوقه ، اي ان الانسان غير موجود والمادة هي الموجودة فقط . و الشكر نوع من العبادة .

و كل مادي يفضل المادة على الإنسان دائما ، إذن منطقيا لا يمكن أن يكون الملحد إنسانيا ، لأنه يكفر بالإنسان ويرجع فضله الى الظروف المادية العمياء . كل شيء أعمى عند الملحد ، كل شيء فوضى و متناقض ، وكل شيء مجنون ، فالكون مجنون والعالم مجنون، فيا له من ثمن باهظ ..

ماذا بقي في الحياة غير ملذات مادية لا تسمن ولا تغني من جوع ، يستطيع أن يجدها بطريق مشروع ، ولا تحتاج كل هذه اللفة الكبيرة والخسائر العظيمة ؟

نفي الإرادة الحرة هو بدافع نفي الخير والشر , حتى تكون الحياة فوضى ويتعامل معها الملحد كما يريد هواه .
يـُقضى على المرء في أيام محنته .. حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن ..

وقد يكون هو ضحية لهذه الفوضى التي يريدها ..

إن الرفض المسبق اختيار مسبق ، وها أنت تقدم خطابا مؤدلجا ساخنا تقفز فيه كما تشاء .. مره الى الإله ومرة الى الأطفال ، و مرة الى تعميم الاختيار على كل شيء ..


كلامك المنطقي رفضته انا دون ان ارد عليه ؟؟؟؟ هذا يعني اني قمت بالرد علي كلامك الغير منطقي في وجهة نظرك ؟

لا ياعزيز كلامك كله غير منطقي ، وقمت بالرد عليه ، وقلت لك لا علاقة بين وجود الكائن الخرافي الذي يعيش في السماء ، وبين أن اكون انسان طيب ، الواقع يثبت لك ذلك

الرد:
حللها منطقياً ، لا تكفي كلمة : قلت لك ، مادام أنه لا يوجد رابط بين طيبتك والإله الخيالي ، إذن أين مرجع طيبتك ؟ وهل طيبتك خير أم شر ؟ وفقهك يقول بأنه لا يوجد خير ولا شر ! بماذا تربطها حتى نفهم ؟

لا تنسى تصريحاتك بأصل الشر فيك ، يبدو لك انك ترد منطقيا ، لكنك لا ترد في الواقع ، أنت ناسي لنفسك ، و تحسب أن أي كتابة تساوي رداً منطقيا على اعتبار انك ملحد .  والملحد على حق دائما لأنه بريء من الإيمان ، والإيمان هو الجنون وهو غير مؤمن ، وكونه غير مؤمن يجعله اتوماتيكيا عقلانيا ومنطقيا وغير مجنون طبعا ، بل وعبقريا كما يتصور داوكينز عن نفسه ، فيما يبدو من استعراضيته مع أنه لم يقدم للعلم ولا إضافة حقيقية ، وهو عالة على العلم ،

 معيار الذكاء والصواب عندكم هو الابتعاد عن الدين و القرب من المادية ، لهذا يتوهم الكثير من الملاحدة بقدراتهم و يكون شكلهم أحيانا غير متناسب مع ما يتصورونه عن أنفسهم . ويظهر بعضهم بشكل التهريج ، لأن المغرور بنفسه يعيش وهم مخالف للواقع ، و الضحك يثيره التناقض مع الواقع ، و أنا لا أقصدك شخصيا لكن اتكلم عن خرافة (ابتعد عن الدين تكن عبقريا) السائدة عند الملاحدة ، مع أن العبقرية ليست بالأمر السهل ، لا على مؤمن بإله أو غير مؤمن ، وأكثر العباقرة هم من المؤمنين أصلاً مع الاسف ،

المؤمن إذا توهم أن ايمانه سيجعله عبقريا بمجرد أن يؤمن شكليا ، سيكون في وضع تهريجي كداوكينز وهاريس تماما ، وما أكثرهم في المؤمنين أيضا . إنه وهم التفوق الذي يعاني منه الرأسماليون الكبار . الملحد شخص يعيش بالخيال الغير جميل والغير رومانسي . نرى ذلك في سام هاريس وهو يتنقل بين الموضوعات ببراعة تنقل العصفور مزهوا بقدراته الفائقة ، لأنه ينكر الدين والإنسانية ، وهذا هو أكبر رصيده للعبقرية في نظره .

انت ترفض ، والرفض غير الرد ، الرد هو أن ترد الأمور الى نصابها ، أقول أنا يمينا هو الأفضل لأجل كذا وكذا ، بينما انت تقول يمينك مرفوض و خطأ ، دون أن تكلف نفسك ببيان خطأ اتجاهي و لا ببيان صواب اتجاهي .. وبالتالي انت لم ترد على أي فكرة من أفكار الموضوع و لا أفكار الردود ، فقط ترفض وتقفز الى الأمام لتشن غارة جديدة على الدين ، خصمك اللدود ، لانك تحمل دينا بديلا ، و من يطالب بازاحة شيء من نوع ما ، هذا يعني ان لديه بضاعة منافسة من نفس النوع ، اي دين بدلا عن دين . لاحظ انك ترى في الالحاد حلا شاملا (الإلحاد هو الحل) ، و ما عداه باطلا ، اي تقدم فكرة طوباوية كما يقدم رجال الاديان .

لاحظ ان فكر الملحد يـُقصي الآخر ، ويرى في نفسه الحل الوحيد للجميع ، ويرى في المختلف معوقات لمسيرته و يعد بجنة ارضية سوف يقيمها العلم اذا ازيلت عوائقه ، و اهمها الدين والانسانية ، وهذا يذكرنا بجنة الشيوعية الملحدة الموعودة و التي لم يتحقق منها شيء ، بل وانقلبت الى جحيم ، ها هم الملاحدة الجدد يعرضون جنتهم الارضية ذات العلم الخلاق القادر على كل شيء ، بعد ان سقط نموذج الجنة الشيوعية . هذه شوفينية الملاحدة الجدد كما قدمها كريس هيدجز .  اديان تتصارع على هدف واحد .. هذا كل ما في الامر . و ما عارضها فهو عدو له .

ومحصلة هذا أن كل كلامي مازال صحيحاً ومنطقيا لعدم وجود الرد الكافي وهو الذي سيبقى حتى في أعماقك ، و بانتظار أن يأتي ذلك الرد ،

أنت تتحرك بدافع الرغبة و ماتحب و ما لا تحب ، أنا أريد أن اتحرك بدافع المنطق والفهم ، لقد أثبّتَ لي خطأً في اجتهاد نحوي فشكرتك عليه ، و لو وجدت مثله لشكرتك ، إذن أنت لا ترد ، فقط تريد إطالة النقاش . و إن كنت مخطئاً في نقطة ما قم بالرد عليها على حدة وحللها منطقيا حتى تثبت زعمي بالرد ، و الشيطان في التفاصيل ، بينما ردودك تأخذ صفة التعميم والعاطفية و خلط القضايا مع بعضها والاختصار المخل ، وبانتظار ردك بطريقة موضوعية ، فقد عرفنا عواطفك وتشبعنا من معرفتها ، و القراء شهود على ذلك ،

يكفي أنني أخرجت لك العشرات من التناقضات ، و لم تقف ولا عند أي واحدة منها لكي تثبت خطأ توجيهي وكأنها لا تعنيك ، قل لي أني تناقضت مرة ، سوف أقف طويلا حينها لأني أكثر منك موضوعية ، هذا كل مافي الأمر ، وليس هذا بغريب ، فأنا أؤمن بالحقيقة المطلقة و أبحث عنها . وأما أنت فلا تقر بوجودها وتعترف بفوضى الكون وعبثيته ، لهذا يكفيك اللطش السريع ، والفلسفة تحتاج الى تعمق وبعد عن العواطف ، لن أمل من التعمق وهو ما أبحث عنه لأني أبحث عن الحقيقة  .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق