الأحد، 10 أغسطس 2014

رد على تعليقات موضوع اسبينوزا وابن رشد 2 (1 من 8)



·  الجزء .. 1
اسمح لي أولاً أن أُسجِّل تحفظي على مقدمتك إذ وجدتها اتهامية تهكمية دونما حُجَّة ولا مبرر ..
أنت يا أخي من تتعمد تجاهل المنطق والواقع، لا أنا ..
أنت من تتجاهل نقاط الخلاف وتقفز إلى مفاهيم هي ليست محل اختلاف وتتوسع فيها استعراضيًا دونما مبرر
..

الرد : هل افهم من هذا اننا متفقان على المفاهيم التي سقتها أنا استعراضياً كما تقول ؟ الاتفاق على المقدمات يقتضي الاتفاق على النتائج. بينما نحن في النتائج مختلفان ! 

أتمنى عليك أن تخوض في المنطق والحجج دونما تسفيه للطرف الآخر ..
أسلوب التسفيه سهل لكنه دليل ضعف حُجَّة ورغبة في دفع النقاش باتجاه العبثية وسطحية التعاطي مع الفكرة
..

الرد : أين التسفيه ؟ وهل تعلم معناه جيداً ؟ لو أنني أسفهك لما رددت عليك بالتفصيل . أنا أحترم عقلك، لهذا اشرح لك، فهل يفوتك التمييز بين من يحترم عقلك ومن يسفهه ؟ هل عندك مثال تسفيهي تسوقه حتى أعتذر عنه ؟ أما أن تحترق الفكرة الملحدة وتذوب امام عينيك مخلفة بسمة أو ضحكة حتى في داخلك، فهذا ليست مشكلتي، انها مشكلة الفكرة الذائبة والتي لا تحتمل حرارة الشمس .. أنت شخصيا لك الإحترام، لكن الافكار الزائفة والملفقة والمليئة بالعكازات المتناقضة التي يتعثر بعضها ببعض ليس حقها الا ان تسقط و تنهار، وسقوطها يحدث جلبة بلا شك. ليس كل من اثبت خطأ عندك فهو يسفّهك . وإلا فما فائدة الحوار اذن ؟ سيكون الحوار عبارة عن "تسفيه" ! أنا لم اشتك من أنك تسفه أفكاري، لأنها لم تحترق مثلما احترقت أفكارك، فلو أنها احترقت لربما اشتكيت .

اذا تكلمتُ عن حجج الملاحدة واساليبهم في الحوار، فأنا لا أقصد احدا بشخصه ، وانا انطلق من تجربة وفي المدونة الشواهد على ذلك ، انا اتكلم عن فكر ضعيف يحتاج لكي يبقى لعكازات، وأن يتحمل التناقضات ويتهرب من تصادمها. وما زلنا في الموضوعية، وكل كلامي أنا مستعد لاثباته ، ولو وجدتَ خطأ حقيقيا لوقفتَ عنده،  لكنك لم تجد ثغرة فسفهت الكلام بمجمله .. اسلوب العموميات اقرب الى التسفيه. مع أنك ناقشت بعض النقاط التي اخترتها انت ، واشكرك على انك ناقشت ، وسوف ارد على نقاشك .

انا اتكلم بتفاصيل ، ناقشني بتفاصيل، وانا طويل بال على التفاصيل اكثر مما تتصور, لان الشيطان في التفاصيل ، وكشفه في كشف التفاصيل. حدد لي اخطائي بالضبط، واستبدلها بالمنطق السليم. ان استطعت، ولن تستطيع، وليس لك طاقة بالصبر، أهذا تسفيه أيضا؟ هذا تحدي ! هل التحدي تسفيه؟

انا اعرف ما اقوله ومسؤول عنه، ومستعد لمواصلة البحث فيه، فهل انت مستعد ؟

انت مشكلتك اجتماعية، وانا مشكلتي فكرية فلسفية، انت مشكلتك المسلمين وليس الاسلام، انا مشكلتي الاسلام وفهمه دون اعتبار للمجتمع ومشاكله وطرق تفكيره. انت عندما يتعامل معك المسلمون جيدا تنحل مشكلتك .. هل هذا تسفيه ؟ انا اريد ان أصل الى فهم عميق لموضوع الدين وموضوع الالحاد، بغض النظر عن الناس والأتباع، ان كان هذا يهمك، نكون اتفقنا في الاهتمامات على الاقل .  

-
في ردك، أسميت الإلحاد بالدين الجديد ، وهذه مغالطة وأحسبها تلاعبًا بالألفاظ وتشتيتًا متعمدًا منك للأفكار وجلبًا للأنصار، فأنت تعلم بأن الإلحاد ليس دينًا ، بل الإلحاد نقض للدين، فهو ردة فعل وليس فعلاً بالأساس (وقد قلتُ لك هذا في مشاركتي السابقة وتجاهلته حضرتك)، فلا أحد يدعو إلى الإلحاد أو يتحدث عنه انطلاقًا من لاشيء – كما يفعل دعاة الأديان ..

الرد :

بل أعلم أنه دين، إذا كان لديك سلاحا تهاجم به سلاح آخر، فهل تسميه "نقض سلاح" ولا تسميه "سلاح" ؟ أنت من يتلاعب بالالفاظ. إذا كان على العبادات والطقوس، فالالحاد ليس فيه عبادات وطقوس، (وان كان لدى الملاحدة المتطرفون عبادات وطقوس واسالة دماء في المقابر تقربا للشيطان)، لكن كونه لا يحمل طقوسا مثل الاديان، فهل هذا يجعله ليس دين ؟ والعبادات تقل و تكثر بين الاديان. ومع ذلك تسمى أديان، فالمسيحية تسمى ديانة، مع أنها ليس فيها فروض وعبادات مثل الاسلام، اذن الدين هو الرؤيا الشاملة للحياة وما بعد الحياة، وهذا موجود على مستوى الفرد والمجتمع، فهل تُخرج الإلحاد عن هذا التعريف للدين؟ وحتى المحكمة العليا الامريكية تعتبر الإلحاد "ديانة" ولم تشترط وجود إله وهذا رابط يؤكد ذلك :


بل كثير من الملاحدة يعتبرون الالحاد ديانة، فيسمونه ديانة الانسانية وديانة المحبة وديانة السلام ، كما يشاؤون .

الاديان اجابة عن الاسئلة الكبرى، والالحاد كله اجوبة عليها، والشيء اذا حل محل الشيء، هل يكون "لا شيء" ؟ فكل شيء يحل محل شيء يأخذ حكمه، فالإلحاد جاء ليأخذ محل الدين ويجيب عن اسئلته، إذن هو دين ، إذا بدلت السائق بشخص آخر، هل لا يُسمى سائقاً ؟ هل أنا اسفه عقلك الآن ؟ أليس للإلحاد دعاة مثل الاديان ؟ أليس له أتباع يتشابهون في تفكيرهم أكثر من تشابه أتباع أي دين آخر؟ أليس فيهم متطرفون ومتعصبون ومتشددون ؟

اذا تنازع الرأسماليون والشيوعيون فهم في مجال الاقتصاد، واذا تنازع انصار التطور وانصار التصميم الذكي فهم في مجال العلم الأحيائي ، واذا تصارع الملاحدة مع أتباع الأديان الأخرى ، ألا يكون المجال هنا هو الدين؟ اذن الالحاد مجاله الدين، وبالتالي الإلحاد دين .. الالحاد جاء ليحل محل الدين، اذن هو دين ! ولم يختر مجالا آخر، اختار مجال الدين فقط .

الإلحاد ظهر كدفاع من الأفراد عن أنفسهم وأفكارهم وعن حرياتهم الشخصية ضد من ينتهكونها باسم الدين أو بسبب الدين، فكان لا بد من المساس بالدين طالما أنه هو الذريعة التي يستعملها المعتدون على حرية الناس ..

الرد :

انت الان وقعت في خطأ منطقي وأخلاقي ، هل كل شيء يُستعمل ذريعة علينا أن نحاربه ؟ حتى لو كان حقا أو يدعو للخير ؟ هل نحارب الذريعة أم نحارب المتذرع ؟ الملاحدة لا يريدون أن يحاربوا المتذرع، يريدون ان يحاربوا الذريعة. اذا وضع برلماني فاسد شعار الصدق والامانة في حملاته الانتخابية، هل نحارب الصدق والامانة لانه تذرع بها؟ كل الاديان تحث على الصدق والامانة ، اذن فلتحارب الصدق والامانة ولا تقف عند الاديان ! هل اتضح لك الخطأ المنطقي والاخلاقي ؟ ام يحتاج لتوضيح اكثر ؟  

أنا على المستوى الشخصي تأذيت ولا أزال من الدين في وقت أنا محسوب فيه على المؤمنين، ولم أتأذَ يومًا من الإلحاد، ولا أعرف شخصًا واحدًا ملحدًا ..

الرد :

كيف لم تتأذ من الإلحاد بينما لا تعرف شخصا ملحدا واحدا ؟ أكيد لن يؤذيك ولا شخص ملحد لأنك لم تعرف ولا شخص ملحد !

كل كلمة أو فكرة تقولها مخالفة لما يعتقدون، تجد من حولك جموعًا مجيشة تهددك بالتكفير والإخراج من الملة واستباحة دمك وعرضك ..
هجرتهم ولزمت بيتي حتى أني لم أعد أرَ جيراني ولا أهلي، فاتهموني بالجنون والاكتئاب وكراهية المسلمين ..
الإلحاد ردة فعل فردية طبيعية نتيجة لظلم البشر لبعضهم بسبب الدين ،

الرد :

بموجب منطقك هذا، إذا تأذيت من ملاحدة وعلمانيين عليك أن تترك الالحاد الى الدين حتى لو كنت مقتنعا به ! ألم اقل لك انه يعنيك رجل الشارع اكثر من الفكر ؟ محاولة الملاحدة إلصاق أي سلوك يتعرضون له بالدين فقط هي محاولة متعسفة وغير واقعية ولا منطقية ومغرضة ومستغلة للموقف استغلال سيء غير اخلاقي ، وبالتالي هي غير علمية، لان الناس لا يؤثر فيهم الدين فقط، وأنت تعلم ان الذين آذوك لا يطبقون كل الدين، بل ان بعضهم متساهل في اساسات الدين. وانت تعرف ان الدين اصلا ضد الظلم،

من اساسات الاسلام حرية الاختيار ، (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، وأساسه (لا إكراه في الدين) ، ومن يخالف ذلك يخالف نصوص القرآن الواضحة، والتي قالت (لا إكراه في الدين) . اذن أي اكراه هو مخالفة للنص. ابحث عن اسباب اخرى لهذا الاكراه، هذه الاسباب هي اسباب علمانية تقوم على سيطرة جماعة على جماعة بدوافع مصلحية .

اكثر الملاحدة يتعسف افكارا غير واقعية لكي يجعل المتهم هو الدين ويبرئ اتباع الدين، كي تكون النتيجة أنهم هم ضحايا الدين وليس الدين ضحيتهم، وهكذا نعرف مَن عدوه الحقيقي ونعرف ممَ تأذى أكثر : هل من اتباع الدين أم من الدين ، هذه لعبة استغلال مكشوف منذ قيام العلمانية في اوروبا وتهجمها وإلصاق أي مشكلة بالدين، لكن لا تُلصق أي مشكلة بالعلمانية ! وهذا تناقض عجيب .. فالاستعمار والحروب العالمية مثلا لا تـُلصق بالعلمانية مع انها من مفرزاتها، لأن العلمانية هي الجاهلية، والقومية بنت للتفاخر بالقبائل. ومثلها المصالح الاقتصادية. حروب العرب العلمانيين قبل الاسلام كانت تدور حول هذين الامرين : المرعى والكلأ (اقتصاد) أو التعصب القبلي (قومية) ، وهذا ما قامت عليه الحروب العالمية الحديثة : الاقتصاد والقومية ..  

الناس تؤثر فيهم التعصبات الفئوية والقبلية والعادات والتقاليد اكثر من الدين، وتؤثر فيهم الغيرة والمصالح والحسد، والتعصبات والتحزبات، وكل هذه ليست من الدين ، بل جاء ليحاربها .. و هذه الاخيرة تجعلهم يستغلون الدين اذا ناسب ، أو قد يستغلون غيره، كالوطنية او القومية او الحرية والعدالة او الامن الخ من الذرائع ، حتى العلمانية ..

اذن عليك ان تعالج اصل المشكلة وليس ذريعة وحجج المشكلة .. الملحد يقدم لنا تصور طوباوي أنه اذا زال الدين زالت الشرور ولن يؤذيه أحد حينها، وسوف يفكَّك السلاح ويباع حديدا لتسليح المباني اذا ألحدت البشرية .. وهذا ما يسمى بجنة الالحاد الموعودة الوهمية، لأنه دين ، فلازم أن يكون له جنة ونار. لو كان الامر كذلك لاتجه البشر كلهم الى الالحاد. لكن الحقيقة هي العكس تماما. اذا كان الدين يقدم موانع و مكابح عن الشرور او بعضها، فالالحاد يقدم الطريق مفتوحا (هاي واي) إلى الشر، فلا يوجد محرّم واحد في الالحاد ولا عيب ولا مبدأ ، إلا ما تختاره بنفسك تبعا لمصالحك. حتى وطء الام والبنت ، والنفاق والكذب، حتى قتل كل البشر وأخذ ما عندهم، تبعا لقانون البقاء للاقوى والمصالح الخاصة، (أفرايت من اتخذ الهه هواه) هذه الاية تنطبق على الملحد ..

كيف تتكلم عن الشرور وأنت تعرف ان الالحاد يفتح الباب ويجيز فعل كل الشرور بلا استثناء ؟ طبعا لا اقصدك، أنا اقصد الفكر الذي يحلل كل حرام، والفكر الذي يفعل ذلك هو الالحاد فقط دون كل اديان البشرية ، حتى اديان قبائل الغابات هو اسوأ منها. كيف تتكلم عن الشرور وانت تدافع عن هذا الدين الذي يحل كل الشرور؟ على الاقل الاديان تحرّم بعضها، فمنطقيا أيهما ابعد عن الشرور؟ وايهما اقرب ؟ انا الان اسأل عقلك ، لا اسأل تعصبك وإلحادك، أن يقول الحقيقة، في هذه النقطة على الاقل، منطقيا ايهما اقرب للخير والحق وابعد عن الشر : الذي يطالب بالخير وينهى عن الشر ، ام الذي يفتح الباب بمصراعيه لفعل ما تشاء من خير أو شر ، ولا يضع فوارق بين الخير والشر الا ما تحتمه المصلحة، دون الوقوف عند أي شر، سواء كنت فردا أم جماعة ؟ قل الحق حتى تفرض احترامك اكثر، الالحاد يقول : اصنع مبادئك بنفسك، أي حسب شهواتك ومصالحك، الدين يقول : المبادئ ثابتة ، والمبادئ تصنعك لا تصنعها . عندك شخص يقول الكذب حلال اذا احتجته، وشخص يقول الكذب عندي حرام، أيهما اقرب للثقة ؟ الاول ام الثاني؟ بالمنطق فقط والعقل ؟ ان كان للعقل قيمة؟ اذن الدين افضل من الالحاد في هذه النقطة الثانية بعد أن أقررت مشكورا بتفوق الدين على الالحاد في مجال الصحة النفسية للفرد والمجتمع .

فلو كان الدين شأناً شخصيًا اختياريًا (فرديًا أو جماعيًا) وليس مصدرًا للتسلط والعداء والكراهية والبغضاء والازدراء وتشريعًا للسبي والاستعباد باسم الإله – كما هو الحال لدى المسلمين ..، لما كانت هناك حاجة للحديث عن الإلحاد ..، ولكان البشر دينيين ولا دينيين أو مؤمنين ولا أدريين وحسب ..

الرد :

منطقيا يا عزيزي كل شيء يصلح ان يكون مصدرا للتسلط، وليس فقط الدين، قليل من الاستعراض يُوصلك لهذه النتيجة البديهية . الحرية تُستغل، مقاومة العنصرية تُستغل، الديموقراطية والعدالة شعارات يمكن استغلالها، تطوير و اصلاح الشعوب المتخلفة كان مستغل لأجل الاستعمار ونهب الثروات، وهكذا . ولم ينصب نصاب الا وقد استغل قيم ومبادئ نحبها .. هذه حجة واهية : حجة "رفض الدين لأنه يُستغل" إذا إرفض كل القيم والاخلاق والنظريات لأنه ممكن استغلالها! كيف تقول هذا وأنت تحترم المنطق كما يبدو من تكرارك للكلمة ؟ إذا أثبتَّ أن غير الدين لا يمكن أن يُستغلّ يكون كلامك منطقيا ..

ليس وحده الدين ما يُمكن أن يُستغل، وليس كل ما يُستغل يُرفض، اذا استغل اللصوص الدراجات النارية، فهل نحرّمها لأنها استغلت في الشر ؟ لا تُحاجّ بحجج واهية وضعيفة من السهل كسرها.

رفض الذرائع هو رفض للفضائل، لأنه لا أحد يتذرع إلا بفضيلة . واذا استـُغلّت العدالة فهل نرفض العدالة؟ وبالتالي اذا أخذ الدين ذريعة إذن هو فضيلة، وستتحول الرذيلة الى رافض الذريعة (كما تفعل أنت) أكثر من رذيلة مُستغل الذريعة، وأنت الان في مقام رافض الذريعة ، أي رافض للفضيلة، هكذا فعل بك الإلحاد .. ورفض الدين لأنه يُستغل للشر هو بحد ذاته ذريعة لتشويه الفضيلة التي ينادي بها الدين. أي لدافع الشر .. التذرّع بالدين ليس الا براغماتية بلباس الدين ، وهذا ما تنادي به العلمانية والالحاد والليبرالية والبراغماتية بصراحة ، وهذه الاربع درجاتُ طَيف لشيء واحد ..

لو نجح الدين في مجتمع بشري واحد، لاتخذه البشر مثالاً لهم ..

الرد : ولو نجح الالحاد في مجتمع بشري واحد لاتخذه البشر مثالا لهم .. حجج ضعيفة وواهية ..

القول بأن الخلل في البشر يعني أن الدين ليس صالحًا لهؤلاء البشر الموجودين على الأرض ..
لا أنا ولا سواي يقول بأن كل المؤمنين (المسلمين) أشرار وكل الملحدين أخيار
..

الرد : لا ، هذا تفكير خاطئ مرة اخرى .. القران لم يأت لكل البشر، ولا يمكن أن يوضع البشر كلهم في بوتقة واحدة. هذا من خلل التفكير الملحد. لا يمكن أن يكون كل البشر ملاحدة (ضعها في بالك ان كان لك طموح وأمنية في هذا المجال) .. دائما البشر على اختيارين ونوعين : هناك شيء اسمه اختيار حر للفرد بين عالم وعالم : عالم المادية والشهوانية وما يتبعها من دنيوية وعلمانية وليبرالية وحب للعاجلة وإلحاد وعيش لليوم الواحد الخ ، و بين عالم المعنويات وما يتبعها من ايمان و شكر واخلاق وقيم وصبر وتحمل الاسوأ لأجل الأفضل ولو بعد حين، كلٌ سيختار ما يناسبه، حتى لو أُلزم، سيكون قلبه ميالا لما اختاره من الاساس ..

ما نقوله هو أن كل البشر قابلون للانحراف والضلال والهدى، ولا أحد يمتلك الحقيقة الكاملة،

الرد : كيف هذه المعادلة ؟ انت تقول لا احد يمتلك حقيقة، ثم تقول كل احد قابل للانحراف والهدى ! أليس الهدى حقيقة؟ اذا كان لا يوجد حقيقة فلماذا تقر بوجود هدى وانحراف ؟ هذا الهدى سيكون لماذا دام أنه لا توجد حقيقة ؟

غيض من فيض من تناقضات الملاحدة غير المنطقية وبعدهم عن المنطقية في طرحهم، ولا يجدون أي غضاضة في ذلك. 

 لكن انحراف البشر من عدمه يُقاس من خلال النتائج على أرض الواقع وليس بالكلام،

الرد : هذه المرة مرجعك الواقع، اذا تكلمنا عن الصحة النفسية في الاسلام وانهيارها مع الالحاد سيكون مرجعك ليس الواقع بل المنطق والعقل ! وهكذا من يُناقش ملحداً كمن يلاحق دبّوراً، يطير من غصن الى اخر ثم يرجع للغصن الأول.

اثبت على منهج واحد لا يتغير، حتى تعرف مدى تهافت الالحاد فكريا ان كنت لا تعرف، قل : مرجعي هو الواقع دائما، حتى يُحترم منهجك الفكري وحينها سنقيس بالنتائج، او قل : مرجعي هو المنطق دائما وليس الواقع. اما لعبة القفز والتناقض وقبوله على النفس فهذا مما لا يتشرف به المحاور .. وعلامة خروج الشخص عن كونه فيلسوفا هو أن يقبل على نفسه التناقض. لأنه تحول الى شخص عامي. فعليك أن تحدد : هل أنت عامي ام فيلسوف؟ ان عدت عن تناقضاتك أو عدلتها او تراجعت عنها فستكون فيلسوفا، وان ابقيتها على حالها فستكون عاميا يُردد حسبما أُخبِر، والعهدة على الراوي الغربي.

يتبع ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق