الأربعاء، 6 أغسطس 2014

اعجاز حفظ الله للقرآن ودفاع القرآن عن نفسه ..

من عجائب القرآن أنه يدافع عن نفسه بنفسه ، ويكشف المتآمرين عليه، من أتوا ومن لم يأتوا. من مثل كشف مؤامرة التأويل وكشف مؤامرة التعضية وهي الإجتزاء (الذين جعلوا القرآن عضين) مثل من يأخذون جزءا من آية (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، بالبينات والزبر) ليكون معناها : اسألوا الفقهاء, مع أن السياق مختلف. وكشف القرآن عمن سيجعلون كلام البشر مقدم على كلام الله ، وكشف من يريدون أن يعقّبوا على كلام الله ، وكشف من سيعظّمون الرسول أو أحدا من اتباعه بإثبات بشرية الرسول ..


وكشف من يدّعون أنه كلام بشر ومن تأليف محمد من خلال التحدي على آية واحدة من مثله ، وكما كشف الضلالات التي دخلت على الديانات السابقة، احترز من الضلالات التي قد تطرأ على هذا الدين. وقطع الطريق على من سيشبّهون الله بالبشر كما فعلت الديانات السابقة بقوله : (ليس كمثله شيء) ، وقطع الطريق على من يريدون تكفير الناس لأجل عرض الدنيا وعلى من يريدون قتال أي احد غير مسلم، و قطع الطريق على من يريدون قتال أي أحد يرفض الإسلام، بقوله تعالى (ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا)، وبقوله (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين).



كما كشف اساليب المنافقين وحيلهم وعلاماتهم. القرآن كاشف ومُبين لكل أمراض النفوس والقلوب. وحري بالمؤمن أن يتدبره لا أن يتأوله، فالتأول وضع رغبة ومحاولة ايصال النص إليها، والتدبر هو تسليم و سير وراء النص حتى لو خالف الهوى .. أي دبر الآية وليس أمامها كما يفعل المأوّل ، فالإسلام استسلام وليس إستِلام، قال تعالى (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) ولم يستثن شيئا على أنه منسوخ أو أنه من باب النسخ، وقال (لا مبدل لكلماته) وقال : (لا يبدّل القول لدي) وقال (بلسان عربي مبين).. وهذا كله داخل في إعجاز الحفظ (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) .. وكل من حاول أن يأوّل تعترض عليه آيات أخرى لحفظ الآية ، فيا سبحان الله العظيم ..

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق