الثلاثاء، 25 يونيو 2013

إجابات على أسئلة الاستاذ عبدالله المحمود حول الالحاد ..



السلام عليكم ورحمة الله
عزيزي الوراق .... تحية طيبة وبعد ....
لدي بعض الاستفسارات والاسئلة آمل أن تجيب عليها في أسرع وقت ممكن إذا سمحتم وأن تكون اجاباتكم بالتفصيل الممل حتى استفيد في بحثي هذا.

ما هو رأيك فيمن يقول : أن الجدال مع الملاحدة في الفيزيقا واستخدام أدلة طبيعية مادية من صالحهم وأن لا سبيل إليهم إلا بالميتافيزيقا واستخدام منهج أحد الفلاسفة المتأخرين كديكارت مثلاً ؟

ما هو رأيك فيمن يقول : أن العلة الأولى لا يمكن ان تكون حرة الارادة لأن ذلك يعني تساوي النسبة إلى الفعل وعدمه وتساوي النسبة هو من صفات الممكنات لا من صفات الواجب والثابت في الفلسفة لا يجوز الترجيح بلا مرجح إلا اذا أردت أن تسفسط ؟

ماهي أقوى شبهه الملاحدة أرجوا تعدادها بمسمى نظرية أو برهان مع بيان وجهت نظرك في الرد عليها ؟ وعلى أي أساس منطقي أعتمدت في الرد عليها ؟

هذا وأشكر لكم جميل تفاعلكم معي ودمتم بألف خير.
اخوكم عبدالله المحمود





الإجابة :

السلام عليكم ورحمة الله ..

الاخ عبدالله المحمود ..

بالنسبة للسؤال الاول : لا اعتقد هذا اطلاقا ، اذا كانت الطبيعة في صالحهم فهذا يعني ان كلامهم صحيح ، وكلامهم كله خاطئ وضعيف ، ولله الحجة البالغة ، عليهم وعلى غيرهم . الطبيعة من خلق الله الذي أنزل القرآن (وفي كل شيء له اية تدل على انه الواحد) . بل ارى العكس تماما : ألا نرد عليهم بالدين في جوانبه الغيبية فهم لا يؤمنون بها ، لأنهم لا يؤمنون بالميتافيزيقا كلها ، فهم ماديون ، وكل ملحد مادي ، أي تلميذ للفلسفة المادية التي تفسر كل شيء من خلال المادة فقط بما في ذلك الانسان . ولا ينبغي ان يترك مجال الطبيعة و المادة والانسان والعلم لهم ليفذلكوه بما يخدم أهواءهم المنحرفة عن الطبيعة . و ما هذا التهيب الا ضعف وكسل من البعض ، حاورهم بما يعرفون و يعترفون به ! أما أن تحاور أحدا بما لا يعترف به ، فهذا حوار غير متناسب . قال تعالى (ولا تهنوا وأنتم الاعلون) ، يجب ان نناقشهم في المادة والتاريخ والانسان والبيولوجيا و أصل الحياة والوجود والعلم والغيبيات والفلسفة والتعريفات بكل ثقة ، ولا نصدّق ما يقولوه مباشرة حتى نتحقق ، حتى لو أحالونا الى ما هو شائع ومعترف به ، لأن هناك كذب ممنهج و تراكمي يجب الا نقبله ونحاول تفكيكه ، سواء في مجال العلم او الفلسفة او النظرة الى الاديان أو تعريف الانسان أو الطبيعة او التطور  أو نشأة الكون والحياة الخ .. وهذا هو منهجي في التحاور معهم ، لهذا ادعوك لقراءة حواراتي مع الملاحدة في مدونتي لعلك تجد التفصيل الممل الذي تطلبه ، ولعلك تستكشف ما هي اقوى حجج الملاحدة ، أما بالنسبة لي فلا ارى ان لهم اي حجة قوية اصلا ، لأن بنائهم هار من الاساس ، و نظرتهم سطحية بسبب إلتزامهم بالمادية التي لا ترى الا نصف الحقيقة الذي تدركه الحواس .. أما من ناحية المنطق فهم اضعف ما يكون ، ففكرتهم اساسا كلها غير منطقية ، لهذا هم يعادون المنطق . اذا استجبنا لهذا الطلب الذي ذكرته فإن هذا ما يفرحهم ويثلج صدورهم ، ان تترك الطبيعة والحياة لهم ، وتتكلم بالغيبيات فقط . أما فصل العقل عن العلم والطبيعة فهو فصل غير منهجي أصلا وقعت فيه الفلسفة الغربية حين قسمت الفلسفة الى مادية و مثالية ، ويقصدون بالمثالية العقلانية فقط . منهجي يختلف عن هذا ، لأن المثالية العقلية تكتفي بالدليل الواحد وتبني عليه ، وقد يكون في احدى اللبنات خطأ فيكون البناء كله خاطئ ، أنا أرى أن الحقيقة ليس لها دليل واحد فقط ، بل كل شيء يكون دليل عليها ، لهذا انا ارد عليهم ليس بدليل واحد ولا بمجال واحد ، اريد ان اجيّش كل شيء ضدهم : الميتافيزيقا والفيزيقا والعقل والفلسفة والمنطق والاحساس والعلم والتاريخ والواقع والذوق والفن والادب والجمال الخ ..

اما السؤال الثاني : فلاحظ انه من اخطاء المنهج العقلاني المجرد ، وهو سفسطة بحد ذاته ، نعم العلة الاولى لها حرية اختيار و ليست ملزَمَة ، والا فكيف تكون علة اولى ؟ سيكون ما ألزمها هو العلة الاولى ! العلة الاولى اختارت فكان ، و لما كان صار واجبا . والشيء اذا كان لم يعد ضده ممكنا لأنه كان . اذا اخترت ان تقطع الشجرة ، وقطعتها ، لم يعد ممكنا أن لا تقطع الشجرة ، فصار اقتلاعها واجبا ، لأنه كان ، ولا يمكن الجمع بين الشيء وضده في نفس الوقت . وهذه العبارة (العلة الاولى لا تكون حرة الارادة) تنطبق على وجهة نظر الملاحدة في نشوء الكون والتطور من خلال الانتخاب الطبيعي الذي لا يملك اختيار آخر. وجود الشيء لا علاقة له في ان تكون حر في اختيارك او غير حر ، ما دام انك اوجدته. فالمطر يلقي بالحجر من الجبل وانت تلقي بالحجر من الجبل ، انت باختيار حر والمطر باختيار غير حر والنتيجة واحدة. سواء ألقيته مكرها او باختيارك فالنتيجة واحدة .

اما الطلب الثالث فلا يجب ان نعتقد اصلا بوجود حجة اقوى لهم ، لأن الاعتراف بقوة حجة ما لهم سيعني وجود ثغرة مقابلة في الدين ضعيفة ، و دين الله متين ، و لا ترى في خلق الله من تفاوت ، ولكن قل ما هي اكثر حججهم ترديدا و التي يرون هم انها قوية ، وحججهم كثيرة جدا بل كل شيء يصلح ان يكون مجالا للشبهة والتشكيك . ومن الصعب ان احصرها لك ، لأن كل شيء يصلح ان يكون شبهة ، لكن امامك مدونتي فيها نقاشات طويلة معهم يبدو انهم اتوا بمُصَاصة الحادهم فيها ، بإمكانك ان تجمعها و الردود عليها موجودة في نفس الحوار ، سواء في وجود الخالق او في اخلاق الخالق أو في نفي الاخلاق او في شرع الدين وتشريعاته أو عن المرأة او عن الرق في الاسلام او عن الجنس او عن الكونيات و أصل الحياة و أصل الوجود أو عن القرآن أو عن شخصية الرسول أو عن الفقه الخ ..

ان اقوى مداخلهم على الاسلام هو من واقع المسلمين و فهم المسلمين الخاطئ احيانا كثيرة لنصوص الاسلام ، و هي اقوى اسلحتهم .انهم يستغلون تشرذم المسلمين وتكفير بعضهم لبعض وتمذهباتهم وابتعادهم كثيرا عن اصل الدين وهو القران الذي أمروا بالاعتصام به ، ولكنهم اعتصموا بمذاهبهم وآراؤهم ، وقدمت آراء الرجال على كلام الله ، مع الاحترام العلني للقرآن .هذا غير تاثر الكثير منهم بمفرزات الحضارة الغربية الفكرية ، وأصبحت الامة لا تملك ارضية ثابتة تقف عليها ، لانها تقف على متناقضات . اول مطعن عند الملحد هو واقع المسلمين البائس ومتضعضع الشخصية والمهزوم على كل صعيد. والذي يدس راسه في تراب الواقع او تراب الماضي او تراب الغرب ، ويضعون أصابعهم في آذانهم حذر الصواعق ، حتى ان فتح الحوار بحد ذاته اصبح مشكلة عند الاكثرية . وهذا بسبب الخوف وعدم الثقة بالاساسات.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق