الخير هو
ما بادرت إليه لا ما اضطررت إليه , قال تعالى : (يسارعون في الخيرات) وهذا يرمز
إلى الخير المُبادر , وقال تعالى : (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
وهذا يشير إلى الخير الاضطراري كالهدنة والصلح بسبب آلام الطرفين وليس حباً في
الخير بذاته , إذاً الشر هو سيد الساحة فطرقه ممهدة , والخير هو الغريب وطرقه
ضعيفة ومسددة ومغلقة ومليئة بالحواجز .
وكم من خير
في باطنه شر , وكم من خير يضطر إليه الشر , الخير الحقيقي هو الخير المتواصل
والمبادَر والذي لا يحتاج إلى طرق الشر ولا يحتاج إلى هوى النفس كدافع , وهذا لا
يكون إلا لمن عرف الله وصار عبداً له لا لهواه قال تعالى : (قل إن صلاتي ونسكي
ومحياي ومماتي لله رب العالمين) ليس فقط الصلاة والنسك لله بدون شرك , بل حتى
الحياة والممات يجب أن تكون لله بلا شرك.
فطريق الله هو الحق والخُلق وليس التعصب
والتبعية العمياء , والحق والخُلق تحتاج إلى بحث وتمحيص لأن الشر يحاول أن يدفن
طرق الخير ويضيَّع معالمه في كل مكان وزمان , لذلك إن الله والحق الخير ليست أمور
تبحث عنك لتقنعك بل عليك أنت أن تبحث عنها , فالحق والخير يؤديان إلى الله وعبادة
الله الحق تؤدي إليها , ولا معرفة حق بدون سماع للجميع قال تعالى : (الذين يستمعون
القول فيتبعون أحسنة) أما رفض الاستماع فهو من الكبر كما فعل قوم نوح المتكبرين .
الباحث عن
الحق يتأمل ويناقش حتى نفسه ولا يتكبر عن أي حقيقة يجدها ولا يهينها بعد أن عرفها
, فمن ضيَّع الحقيقة فقد ضيع نفسه ولن تضيع الحقيقة .
جيد جيد
ردحذفصح لسانك
ردحذف