هذا الحوار جرى باللغة
الإنجليزية بين الوراق و عضوين آخرين في قروب فلسفي في الفيسبوك, وتم ترجمته إلى العربية:
· Mateusz Barczyński :كتب
"الأفكار ليست
مادية, إنها صحيحة أو خاطئة, منطقية أو متناقضة لكنها ليست موجودة, عندما تقود
دراجة, الدراجة موجودة ولكن "فعل القيادة" غير موجود, إنه وظيفة, وليس
جرما.
عندما يكون لديك 3 تفاحات, التفاحات موجودة
ولكن الرقم 3 غير موجود, إنه مفهوم في عقلك. عندما تحب صديقتك, الأوكسيتوسين
والسيروتونين في دماغك موجودة, ولكن الشعور بالحب غير موجود, إنه فكرة, نتاج حساب
عقلي.
الحب والأرقام والمنطق حتى الوعي بالذات هي
أشياء غير موجودة, إنها لوغاريتمات وظيفية في العقل. أي أفعال ووظائف وليست
كينونات أو أجرام."
رد الوراق:
هناك عمليات كثيرة بالمخ وبالملايين, لماذا
لم نسمي لتفاعلهن شيئا ما؟ لماذا هذا التفاعلات لها اسم ونهتم بها؟ ولماذا تؤثر
بنا لدرجة أنها حددت حياتنا بينما تفاعلات غيرها بالآلاف ولم تحدد حياتنا؟ ولماذا
نحبها من بين التفاعلات لها؟ لماذا تفاعلات معينة هي التي تهز حياتنا؟ وبنفس
المواد أيضا؟ بل حياتنا هي من أجلها, فلو تسأل أي شخص ما هدفك لقال أن أكون محبوبا
وسعيدا ومسرورا, وهي كما ترى غير موجودة. أنت مثل من دخل الجامعة وقال أنها ليست
موجودة بل هناك مدخل ومباني ومواقف سيارات وغير ذلك, تستطيع أن تقول أن الجامعة
غير موجودة وتقول أنها موجودة. على كلامك إذن الحركة غير موجودة فالموجود هو تروس
وقطع وزيت! فالحركة ليس لها وجود مادي ولا ذرات فإذا كان المادي هو ماله ذرات
فالحركة ليس لها ذرات, إذن مات المنطق والعقل والعلم والفيزياء الذي يعتمد على
الحركة كله بهذه الجهالة, أي يراد قُتل العلم والعقل لأجل قتل الدين, ولن يقتل أحد
من الإثنين بل مات الثالث.
هل هذا نتاج ما تسمونه بالذكاء أن
تنفون الحركة؟ لماذا لها قوانين مادامت غير موجودة؟ هل هذه القوانين وضعت لأشياء
غير موجودة؟ هذا هو اختراق العلم ومعاكسته وليس الدين, وحتى الرياضيات غير موجودة!
و ساحة الحوار هذه غير موجودة فالموجود هو أشخاص وأجهزة, وأنت غير موجود لأنك
عبارة عن كلية وكتف وقلب..., والكلية غير موجودة فهي عبارة عن ...إلخ! فأي اسم
جمعي غير موجود حسب كلامك, هذه هي النظرة المادية التفلكيكية, بحيث أنهم ألغوا حتى
ظواهر المادة, فلا توجد مدن ولا جامعات بل بيوت ووحدات سكنية, حتى البيوت نفسها
غير موجودة بل أبواب وأجهزة تكييف, حتى التكييف هو أسلاك وفريون وكهرباء! والفكرة
غير موجودة بل فقط حروف وكلمات بموجب كلامك, إذا نحن غير موجودين!
وعلى هذا الأساس أنتم تنفون الروح
لأنكم تثبتون رأس ورجل لكن أين الروح؟ مثلما تنفون روح الجامعة وتقرون الكافتيريا
والمدخل وقاعة الطلاب والعمادة, إذا كان صحيحا أن الجامعة والقروب وقيادة الدراجة
غير موجودة فالروح غير موجودة, هذا هو الغباء, هذا هو التحلل العقلي بسبب المادية,
يرجع به الشخص للطفولة العقلية, فالطفل لا يعرف الأسماء العمومية فلو يذهب مع
والده للجامعة سيقول ذهبنا إلى مكان فيه مباني وسيارات واشخاص وكفتيريا ولا يعرف
أنها جامعة, تماما مثل هذا الفيلسوف المادي الذي بعد أن داروا به على مواقف
الجامعة قال أين هي الجامعة!
في موضوع الروح تختلف الصورة, فيمكن
ان يفقد الجسم كثير من أجزائه وتبقى الروح هي الروح لكن الجامعة إذا أزلت منها كثير
من أجزائها المهمة فلا تبقى جامعة أما الروح فلا تتغير مادامت الحياة موجودة,
وربما تذهب الحياة مع وجود أجزاء الجسم كاملة, فقد يتكلم معك الإنسان وقد فقد كل
أطرافه نفس كلامه وهو معه كل أطرافه, إذن الروح ليست تجميعية, فيمكن أن تكون
أعضاؤه صناعية أيضا كالقلب الصناعي مع فقد الأطراف وذو دم منقول وأعمى وأصم, حتى
يمكن ان تزول أجزاء من دماغه ومزروع الكلية والكبد, ويبق الشخص هو هو بتفكيره وذوقه
حتى نوع الجبن الذي يفضله, إذن الفكرة من الاساس غير منطقية في العالم الخارجي
أولا, وثانيا هي لا تنطبق أصلا و بتاتا على الإنسان.
بهذا الشكل صار للوجود صور متعددة يجب
أن تعترفوا بها, فنواتج العلاقات المادية يجب أن تسمى, إذا كانت المادة هي ما تدخل
المخبر فالحركة لا تدخل المختبر والجامعة والفكرة كذلك.
الحركة من نواتج علاقات المادة, هذه
العلاقات موجودة كلها في جسم الإنسان
كالحرارة والحركة, إذن الروح والمشاعر من اين أتت؟ إذا كان تجمع المادة تسميه
جامعة و تجمع أعضاء الجسم سمي إنسان, العلاقات التي بين الأجزاء أنتجت حركة وطاقة
, لكن الإنسان فيه أشياء أخرى ليست هذه فقط, ماهي؟ ماهي المشاعر والأفكار والوعي؟
ففي الجامعة تجمع القطع أنتج جامعة ولم بينتج وعيا, الآلة تجمع قطعها مع الطاقة
أنتجت حركة لكنها لم تنتج وعي, لماذا الوعي فقط في الكائنات الحية؟
إذن كل علاقات المادة مع بعضها تنتج
غير الأجزاء, فالطوب والابواب والشبابيك تنتج غرفة أي تكوين مادي جديد, لكن لا
تنتج وعي, كل تجميع مادي سوف ينتج كيانات جديدة وحركة جديدة وطاقة جديدة (قانون),
لكن لا ينتج نمو ولا صيانة ذاتية ولا وعي ولا مشاعر ولا أفكار, وهذه المادة امامكم
جمعوا وركبوا كما تشاءون هل تستطيعون ان تحصلوا على الوعي؟ إذن لماذا لا تعترف أن
هذا الشيء متفرد والحياة لا يمكن إنتاجها وأن الحياة لا تأتي إلا من حياة؟
كل عمليات المخ تاتي نتيجة أوامر من
شيء مجهول, فشخص فكر وتذكر فراق حبيبته فبكى , لو لم يفكر لما تحركت هذه المواد في
المخ, فهذا التفاعل هو نتيجة وليس سبب, فمشاعر الحب والفرح والسرور كلها اسبابها
مؤثرات من الخارج , أي ليست تنتج من نفسها, فتاتي أسباب من الخارج فتؤثر في شيء
داخلنا فيؤثر عليها, كان ترى منظر شخص يضايقك تجد انك انفعلت ثم فينزل هرمون
الأدرينالين كانك مستعد للهجوم وردة الفعل, وليس العكس بأن ينزل الأدرينالين من
نفسه ثم نهيج ونبحث عمن نصارعه!
مثل الإرادة فأولا تريد أن تحرك يدك
ثم تجري العمليات الذهنية فتتحرك, وتستطيع أن تريد ولا تحرك يدك, وكل العمليات
العقلية هكذا أوامر ثم يعمل المخ , وأحيانا تستطيع وأحيانا لا تستطيع مثل أن تريد
أن تحك ظهرك لكن يدك لا تصل, مثل من فقد يده وهو يشعر أنه يستطيع أن يحركها, هذا
يشير إلى أن الإرادة شيء والمخ شيء آخر فالمخ هو وسيلة, من عنده شلل نصفي تجد أنه
يحاول أن يتكلم لكن الكلام لا يخرج بشكل سليم فالجهاز المسؤول عن الكلام متعطل
لكنه مع ذلك يحاول مثل المشلول الذي يحاول الوقوف.
أي تصرف تفعله هناك أمر قد اتى قبله,
وهذا يتضح في الأوامر الكبيرة كأن تخرج من الغرفة لكن حتى الحكة البسيطة هناك أمر
سابق لها للمخ, وليس المخ هو ما يأمر, لهذا من يجرى لهم عمليات جراحية يضطرون
لتربيطهم فمن رجله مكسورة سينسى ويحاول أن يقف.
الإرادة شيء والمخ شيء آخر والدليل أن
الإرادة تأمر المخ ولا يستطيع , وكلك المخ يتعب والإرادة لا تتعب, والأحلام متحررة
عن قدرات الشخص وتستجيب للإرادة, والخيال أيضا متحرر من القدرات, والعبقرية منطلقة
ومتحررة من التفكير نفسه وأرفع منه, فالعبقرية ليست مرتبطة بالذكاء, وكل عبقري
عبقريته شيء وذكاؤه شيء آخر, لا يوجد عبقري يقول شيء إلا وهو يقول لا أردي كيف
خرجت معي بهذا الشكل ولو كان من تفكيره لعرف, لماذا العبقرية تأتي بلمحة؟ والتفكير
عمل طويل؟ لذلك لا يوجد عبقري يصدق أنه ذكي. ولماذا لا يوجد عبقري لا يثق بعبقريته
إلا من تشجيع الآخرين؟ لو كان من عقله لعرف هل هو ذكي أولا. بدليل أنه تأتي أفكار
عبقرية وألحان عظيمة في الأحلام والعقل أداؤه بالأحلام أقل! وهذا إثبات أن العقل
هو ما وقف في طريق العبقرية, كلما حضر العقل كلما غاب الإبداع (قانون), بدليل شخص
يؤلف أبيات ثم تأتي إليه وتقول له هذه ورقة وهذا قلم هيا اكتب! هنا سيتوقف الإبداع
لأنه أصبح عمل عقلي.
الماديون يظنون أن كل ما يجري في
موضوع الحب هو السيروتونين أما الحب فلا يعرفون عنه شيئا ولا يعترفون به.
· Mateusz Barczyński :كتب
لكل ما كتبته في
ردك جواب بسيط وقد ذكرته أنت حين قلت"هذه النظرة المادية التفكيكية تنفي حتى
الظواهر المادية"
هناك فرق بين
"الفعل" و"الوجود", أي بين ما "يحدث" وما
"يوجد", "العمليات" ليست موجودة, وهذا لا يعني أنها ليست مهمة
أو أننا نلغي تأثير العمليات على الموجودات, كلاهما مهمان بشكل متساوي, ولكنهما
مختلفان.
ونعم أستطيع أن
أقول أنني غير موجود, نفسي وعقلي ليست توجد, بل تحدث.
فقط لأن الأفكار
والمدركات والعمليات ليس موجودة لا يعني أن العالم أصبح أسوأ من العالم المثالي,
فأنا متأكد بأن ليس لدي روح ميتافيزيقية, وان عقلي هو عملية مؤقتة من دماغي
المادي, وهذا يجعل الحياة ويجعل عقلي كذلك, ثمينا ورائعا ومتفردا.
رد الوراق:
لماذا
تقول بأنه غير موجود مادام أن لها أهمية ؟ لا يمكن لشيء أن يكون مهما وفي نفس
الوقت غير موجود. غير الموجود هو عدم وأهميته = صفر .
وهل
الحادث موجود أو غير موجود؟ أليس الحدوث دليل على الوجود؟ هكذا المادية تحرق العقل
والذكاء البشري وتعيده إلى سنوات الطفولة الأولى, فلا موجودات إلا القطع المادية,
ونحن لا نريد أن نرجع أطفالا رضع غير موجودين ..لا أستطيع
فهم هذا الإصرار على عدم الوجود بالرغم وجود التأثير! إثبات التأثير ونفي الوجود
لا يحتمل العقل أن يتخيله. كيف أفهمك إذا كان العقل لا يفهم هذا الكلام ؟! بل كيف
فهمت أنت هذا الكلام؟! ما هي الوسيلة التي استخدمتها لتفهم هذا الكلام؟! لماذا على
الأقل لم تسميه وجود من نوع آخر؟! أما أن تنفي الوجود نهائيا فأنت تتصرف بلا منطق
.
ماذا
بقي من عقلك حتى يصبح ثمينا ؟! هذا عقل ينفي وجود الشيء ويثبت تأثيره!
David Kappelt :كتب
لا أستطيع أن أنتظر حتى نتمكن في يوم ما من
أن نبني عقلا إلكترونيا مثل عقلك تماما, ويتطابق مع مشاعرك أيضا, وحينها سأراك لا
تزال تحاول أن تقول أن الحب والكره والخوف هي
حالات روحية ومشاعر متعالية. اقرأ
كتابا لعينا يا صاح..
رد الوراق:
أين
ما اكتشفتم في هذا المجال ولو خطوة صغيرة حتى يكون لك هذا الأمل العريض الذي لا
قاعدة له ولا أساس
ولا
خيط بأن تصنع مشاعر في المختبر ..هذا من نوع الخيال المستحيل وليس الممكن فالخيال
الممكن ماتحقق شيء منه والخيال اللاممكن هو مالم يتحقق ولا نزر يسير
يشبهه .. أرجو ملاحظة الفرق بين الخيالين .فغزو الفضاء كان مستحيلا ولكنه من
المستحيل الممكن بدليل وجود الطيور التي تعلو في الهواء ..لكن ولا مرة أحد أثبت
مادية فكرة أو شعور بأي شكل من الأشكال ولا نجد لها صورا في الطبيعة أما الغوص في
أعماق البحارفنجد الحيتان والأسماك تفعل ذلك إذا من الممكن أن نفعل ذلك .
لا
يوجد ماهو ألعن من هذا العقل المفكك الذي يوشك أن يلتقي بالدينصورات المنقرضة..
شكرا على هذه التدوينه
ردحذفولا تنسى تشرفنا بيارتك لمدونتنا
http://5rbaa.blogspot.com
جميل جدا وردك صاعق
ردحذفاهنئك !
جميل . هل حضرتك مشارك في منتدى التوحيد و جروب ورينا نفسك ؟ ستضيف اشياء كثيرة باشتراكك في الجروب
ردحذف