الأربعاء، 11 مارس 2020

التأمل بالطبيعة من الدين ..

التأمل بالطبيعة هو تأمل في قدرات الله، قال تعالى (الذين يتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) هذا هو العلم المفيد ، قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) الذين يتأملون في الايات الكونية والايات القرآنية ويمزجون بينها ويخرجون بنتيجة ان هذا الكون لم يخلق عبثا ولم يخلق نفسه ولم تتحكم به الصدف العمياء، اذن الله موجود، اذن ربنا قنا عذاب النار. معرفة الدين لوحده لا تنتج هذه النتيجة، لا بد من ربط الآيات الكونية مع الآيات القرآنية. بهكذا تأمُّل يخرج دين الانسان عن العادة والتقليد ويصبح دينا حقيقيا فاعلا ، لهذا القرآن يحيلنا على الطبيعة في ايات كثيرة لكي نزداد ايمانا وليس إلحادا. وهذا هو الطريق الوحيد للحصول على العلم الايماني الذي ينتج خوفا حقيقيا من الله يردع عن فعل الموبقات أو قولها. الخوف من الله هو نتيجة العلم الحقيقي الايماني. لاحظ أنهم لم يقولوا (ربنا ارزقنا الجنة) بل قالوا (قنا عذاب النار) هذا اول مطلب.  

هذه هي فائدة التأمل التي يدفع اليها حب الطبيعة الغريزي في الانسان، وهذا ما يجعل كثيرا من العلماء ينفقون أوقاتا طويلة في متابعة الطبيعة والأحياء مع الاستمتاع، لأن هذا استمتاع بعظمة خلق الله وإن كان لا يعترف بهذا الا المؤمن.

أما الذين يتبعون العلوم المادية فقط، مع ابتلاعهم لتفسيراتها الايديولوجية، فلن يهتدوا الى الله مهما أغرقوا في العلم، بسبب الخلفية الأيديولوجية التي تتسلل متلبسة بالعلم، وبسبب عدم ربط هذه المعلومات بالايمان وآيات التنزيل، فلا تفيد، ونرى كثيرين في العالم هكذا، لأنها تقدم على أساس انها تطور وصدف عبر ملايين السنين ليس إلا. آيات الطبيعة مثل الحروف وآيات القرآن كالنقاط على الحروف، أو ربما العكس، جلال الآيات القرآنية والآيات الطبيعية ينتج خوفا ورهبة من الله، لذلك قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) أي أن من ليسوا من هذه الفئة لا يعرفون الخوف من الله كما يجب. وتدينهم بالعادات والوراثة. وهذا يعني ان الإسلام يحث على العلم ويربطه بخشية الله، ولكن العلم المقصود هو العلم الربطين الذي يربط ما قرأ بما شاهد. ولهذا لا نستغرب ان يسمي الله مقاطع القرآن بالآيات، ويسمي مظاهر الطبيعة بالآيات أيضا. (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار)

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق