موين :
الورّاق كتب:
يعتبر الملحدون الماديون أن الطبيعة همجية وفيها الصراع والفوضى وأن الإنسان هو من ينظمها ويضبطها ويعالج مشاكلها ثم يقولون: "ما أعظم الإنسان!" بدلاً من "ما أعظم الله!" . وعلى أرض الواقع نجد أن الغابات والصحاري نظيفة الأرض ونقية الهواء وهادئة رغم كثرة الحيوانات والحشرات التي فيها، بينما نجد المدن تعج بالتلوث بكافة أنواعه، فما أعظم الإنسان! .
أولا: متى قال لك الملحدون والماديون أن الطبيعة همجيّة؟
على كل، الطبيعة ليست جامدة، هي كائن حي، والحياة هي صراع، صراع بين عناصر تندثر وهي تقاوم من أجل البقاء لفترة أطول وعناصر تمزّق المعوّقات لتفرض وجودها..
لذلك، فالصراع ليس همجيّة وفوضى، بل هو قانون طبيعي يلازم كلّ الكائنات.
الرد :
اذا لم يكن الصراع همجية فما هي الهمجية في تعريفك الالحادي ؟
ثانيا: إن كنت تعتقد بأن الله هو الذي جعل الغابات والصحاري نظيفة، فعليك أن تقبل أيضا أن نفس هذا الإله هو الذي جعل المدن تعجّ بالتلوّث، لأنه ولحد علمي أن الله كإله خالق للكون لم يفقد سيطرته على المدن بعد.
الرد :
هل نسيت ان الانسان مخير بين الخير والشر ؟ والله هو الذي خلقه وهو
الذي خيّره ؟ وبالتالي شر الانسان يأتي من الانسان وليس من الله ؟
إن الأسود والسباع عندما تفترس فهي لا تأكل أكثر من حاجتها ولا تعدد الفرائس لتتذوق من أصناف مختلفة كما يفعل الإنسان العظيم رغم ما لديها من قوة تستطيع أن تفترس بها قطعاناً كاملة، ولا تقوم بافتراس إلا الحيوان الأضعف من القطيع والذي يكون مريضاً غالباً ، وبافتراسه يكون تخليصاً لباقي القطيع من انتشار المرض ، وبعد أن تنتهي السباع تليها الضباع في تناول ما تحتاج من الفريسة ثم تعقبها الطيور الجارحة والبكتيريا حيث تحولها إلى تربة نظيفة وكأن المكان لم يمر به كائن حي!
من البديهي أن الحيوانات وكذلك الإنسان لا يأكلون أكثر من حاجتهم، والذي يأكل أكثر من حاجته ينقرض ولا يترك لك أي فرصة لتتحدث عنه، فقانون البقاء للأصلح وفّر لنا فرصة ذهبيّة لنتخلّص من كائنات هلامية ميزتها الوحيدة أنها تأكل أكثر من حاجتها.. وبذلك نكون في حلّ من الحديث عنها.
الرد :
اذن لا يوجد طمع ولا جشع ولا راسمالية و، كلٌ يأكل قدر حاجته مع
الانسان العظيم ! تتكلم لنا عن افتراضات ام عن واقع ؟! ليس الكلام عن الاكل فقط ،
بل عن الامتلاك واخذ ما بيد الاخر ..
ثمّ أن أصدقاؤك الأسود والسباع وجدوا أنفسهم أمام خيار واحد: أكل اللحم النيئ، أي الغير مطبوخ. فلا تحدثنا عن إمكانية تذوّق أصناف مختلفة من الأطعمة والحال أنها صنف واحد (لحم نيئ).
الرد :
واللحم النيء أليس أنواعا ؟ إسأل أهل المطاعم لماذا تختلف الاسعار
مع انها كلها لحوم ؟ يا أخي أنت برّدت الموضوع بشكل بارد ثلجي ، بعد أن عجزت عن
نقضه ، فأفقدته طعمه ، فجعلته مثل اللحم المطبوخ و لكنه موضوع في ثلاجة ! وهذا من
اساليب حوار الملحدين ، و كل من عجز عن التسخين يلجأ إلى التبريد ..
أما حكاية أن الحيوانات تفترس أضعف ما يوجد في القطيع، فهذه من البديهيات، لسبب بسيط أن عملية الافتراس تسبقها عملية عدو مضنية وراء لفريسة، وأكيد أن من به علّة أو مرض سيكون عرضة أكثر من غيره للوقوع بين مخالب أسودك وسباعك.
الرد :
هل صارت أسودي بعد التبريد ؟ الأسود لا تعيش في المناطق الثلجية
التي أسكنتنا فيها ...
وأخيرا،
فأعوان النظافة من ضباع وطيور جارحة وبكتيريا.. فبودّي أن أوجّه لهم تحية إكبار لهذا الدور العظيم الذي يقومون به لأجلنا نحن بني البشر، علما أنهم لا يعرفون شيئا عن هذه الخدمات الجليلة التي يقدمونها لنا، فقط هم استجابوا لنداء الواجب الذي أطلقته لهم بطونهم الخاوية.
الرد :
لا تتكلم عن الخواء والبرودة واللاشيء .. فهي عبارات تسبب الكسل
وبرودة التفكير ، وأنتهى الموضوع في جو هادئ بارد دون ان نجد شيء مفيد ..
ونجد أيضاً أن الأسود لا تأكل الضباع ولا العكس، مع أنه من الممكن أن يجتمع ضباع على أسد ويأكلونه مع فريسته لأنهم أكثر، ولكن هناك نظام فطري من الله يمنع أن يحصل هذا، فالحيوانات المفترسة لا تأكل بعضها إلا للضرورة..
هذا الكلام هو نوع من الألعاب البهلوانية التي يتحفنا بها الإسلاميون في كلّ لحظة يجدون فيها أنفسهم في حرج أمام واقع لا يستقيم فيها مع أفكارهم الغريبة عن طبيعة الأشياء.
فمن ناحية، هناك نظام فطري من الله يمنع حصول كارثة بين الأسود والضباع. ومن ناحية أخرى، الكارثة يمكن أن تقع عند الضرورة.
يظهر أنك تضع القوانين الإلهية في نفس مرتبة قوانين الطرقات،
الرد :
انت لم تستطع التفريق بين وقوع كارثة وعدم وقوع
كارثة ، فوجود حالة نادرة جعلته مثل انقراض النوع ، بطريقة انبساطية باردة ..
فحرق الضوء الأحمر مثلا أو السير في إتجاج معاكس يمكن أن يقع
في كل لحظة وعند كل ضرورة.. لكن خرق قانون إلهي فهذا يعني أن هذا الإله يضع قوانين
اعتباطية، وهذا يعني أيضا أن قانون نيوتن في الجاذبية مثلا له قوّة تفوق القانون
الإلهي..
تحياتي.
تحياتي.
الرد :
حتى ما يقع بالضرورة يخدم التوازن الذي تنسبونه
الى الصدف العمياء بطريقة لا تقنع أصغر العقول .. مشكلتكم مع العقل مشكلة مزمنة ،
ولهذا يزداد ادعاؤكم للعقلانية حتى تسدوا الفراغ . لا يوجد عاقل ينسب امرا عاديا
الى الصدفة ، بينما انتم نسبون كل شيء اليها ! انه تغريد خارج اطار العقل ،
تلبسونه لباس العلم والحكمة والعقل والإرب ! لكن على مين ؟ ليس على كل الناس تنطلي
الحيلة ، ولو خليت لخربت .. حدث العاقل
بما لا يعقل ، فإن صدقك فلا عقل له ، وانتم تقدمون طرحا لا يعقل ابدا ،
وتريدوننا ان نصدق لأنكم قلتم انها علمية ومنطقية ، بناء على الثقة وليس على
الاقتناع ، وثقتنا ليست رخيصة حتى نوزعها على كل من ادعى العقلانية ، وكيف نثق بمن
لا يجد فاصلا بين الخير والشر والحق والباطل ؟ الملحد لا يجد فاصلا بين الخير
والشر ، اي يستعمل ما يحتاج منهما حسب المصلحة ، كيف نثق بمن هذا مبدؤه ؟ و الكذب
والتزوير من الشر ، وهو لا يجد فاصلا بين الخير والشر .. ويستعمل كلاهما حسب
الحاجة ، وكيف ندري ان مصلحته في هذه اللحظةلم تدفعه الى اختيار الشر ؟
الملحد جعل نفسه في محل غير الثقة عندما سخر من
الخير والشر ..
تقدمون لنا خرافات وتريدونا ان نبتلعها لأنكم
قلتم انها علمية ! والعلم مظلوم لكثرة ما يفترى عليه ..حتى السحرة والدجالين والمنجمين
يسمون عملهم علما ! فهل نصدقهم ايضا كما نصدقكم في خرافاتكم المسماة علمية ؟
كل ما هو غير منطقي فهو خرافة ، وما اكثرها في
الطرح الملحد ..
=========== تحديث 1 ===============
=========== تحديث 1 ===============
حسن منير :
الطبيعة الأسود و الأفتراس . .. .
المادة و العالم المادي و الصدفة . . .
و الكثير من الأوصاف و التعريف , في الطبيعة القائمة بذاتها ,
فأن فوضوية الطبيعة تصنع الحدث و النتائج , ربما تكون النتائج
إيجابية او سلبية , مثل الأمراض الخطيرة , منها الفيروسات مثل
انفلونزة الطيور او الخنازير , او العديد من البكتيريا المجهرية ,
منها المفيد للأنسان و بعضها خطير على الأنسان ,
و لكن بالعقل استطاع الأنسان , التعرف على كل هذه المخلوقات ,
او الفيروسات , و لذلك فأن وصف الصدفة هو في مكانة ,
لأنها تفاعلات مادية في الطبيعة , و بصفة مستقلة ,
فأن كان البعض يريد ان يثبت , بأن كل ذلك بفعل تدبير رباني ,
لة ان يبرهن بأدلة عقلية حول كل ذلك ,
و نستطيع ان نطرح سؤال بسيط جداً , ربما نستطيع ان نتأمل في
مرئيات عقلية عميقة , في كيفية وصول كل الصدف , او وصول المواد
و تفاعلها مع بعضها , و تعطي نتيجة سلبية او ايجابية ,
مثل المطر او الزلا زل و العواصف , و كلها بفعل المادة و الطبيعة ,
فأن كان يوجد من يضع كل ذلك في الطبيعة , و ينظمها و يتحكم بها ,
بما فيها الصدفة , التي هي ناتج عن اسباب مادية . . ..
فأن الصانع هو لغز الوجود الذاتي , و ليس النتائج المادية ,
او الصدف التي هو ربما وضع اسبابها , او صانع تلك الصدف ,
فأن الصدفة لا تعني في المفهو م المادي , هي الحاد او دون تدخل قوى ,
من خارج المادة او الكون ,
و قبل ان نختلف او نتفق في الصدفة او الفوضى في الطبيعة ,
يفترض ان نتأمل في لغز وجود المسبب للصدفة و الفوضى في الطبيعة ,
كما يسميها البعض ,
فأن الذات الألهية , هي ليست مادة في الوصف الرباني , و ليس جسم
و ليس من الغازات , و هو خارج الكون و صانعه ,
فلماذا البحث عن النظام في الطبيعة , او الفوضى او النظام الرباني ,
فأين هو من كل ذلك في مكانة المادي , الذي لا يمكن ان يكون اكبر
من مكانة المادي , و ان كان كذلك فما هو الشئ الذي يكون اكبر
من مكانة المادي , و ما هو الشئ الذي يكون اكير من هذا الكون ,
او هذه المادة , او ربما في الوصف الواقعي , الكون او الأكوان ,
فهل يكون صاحب المادة و صانع الصدفة , قد سبق كل ذلك دون ان
يسبقة شئ , و ما هي مكوناتة و مصدر طاقتة , التي تكون اكثر من
الشموس كلها و ربما حجمة يكون اكبر من الكون نفسة ,
فأين هو من كل ذلك , فهل هو خارج الكون , او داخل الكون ,
و أن كان خارج الكون , فما هو الشئ الذي يكون خارج الكون ,
او بشكل آخر كم كون في الوجود ,
و لكنة في طبيعتة المادية , يصفة المؤمن بأنة غير مادي ,
و ليس مرئي , اي لا تشاهدة العيون , و ليس هو متكلم و أنه ليس
جسم يتحرك , و على الجميع ان يتخيل في كيفية وجود شئ غير مادي ,
و هو غير مرئي , و لكنة موجود و بدون ادلة عقلية مادية او عقلية ,
أن من يريد البرهنة على اثبات وجود الشئ , فأن علية ان يثبت ما
يسبق الشئ , او أسباب وجودة ,
لا يوجد خالق للصدفة , او مصمم الطبيعة و المادة , بدون ادلة
عقلية , تستنبط من الواقع المادي , و من خلال الحدث التاريخي ,
على مدى الزمن البشري ,
أن هرطقات المرئيات الدينية , في وصف الصدفة للأخرين في تضعيف ,
مرئياتهم الواقعية , لا يوجد ما يثبت عكس ذلك المفهوم ,
فأن الصدفة قد تكون ذات ذلالة دينية , كونها من إرادة إليهة ,
و لا يمكن ان تلغي مضامينها , أنما اللغز ليس في الصدفة , بقدر
ما يسبق الصدفة او المادة و الطبيعة ,
تحياتي عزيزي . .
المادة و العالم المادي و الصدفة . . .
و الكثير من الأوصاف و التعريف , في الطبيعة القائمة بذاتها ,
فأن فوضوية الطبيعة تصنع الحدث و النتائج , ربما تكون النتائج
إيجابية او سلبية , مثل الأمراض الخطيرة , منها الفيروسات مثل
انفلونزة الطيور او الخنازير , او العديد من البكتيريا المجهرية ,
منها المفيد للأنسان و بعضها خطير على الأنسان ,
و لكن بالعقل استطاع الأنسان , التعرف على كل هذه المخلوقات ,
او الفيروسات , و لذلك فأن وصف الصدفة هو في مكانة ,
لأنها تفاعلات مادية في الطبيعة , و بصفة مستقلة ,
فأن كان البعض يريد ان يثبت , بأن كل ذلك بفعل تدبير رباني ,
لة ان يبرهن بأدلة عقلية حول كل ذلك ,
و نستطيع ان نطرح سؤال بسيط جداً , ربما نستطيع ان نتأمل في
مرئيات عقلية عميقة , في كيفية وصول كل الصدف , او وصول المواد
و تفاعلها مع بعضها , و تعطي نتيجة سلبية او ايجابية ,
مثل المطر او الزلا زل و العواصف , و كلها بفعل المادة و الطبيعة ,
فأن كان يوجد من يضع كل ذلك في الطبيعة , و ينظمها و يتحكم بها ,
بما فيها الصدفة , التي هي ناتج عن اسباب مادية . . ..
فأن الصانع هو لغز الوجود الذاتي , و ليس النتائج المادية ,
او الصدف التي هو ربما وضع اسبابها , او صانع تلك الصدف ,
فأن الصدفة لا تعني في المفهو م المادي , هي الحاد او دون تدخل قوى ,
من خارج المادة او الكون ,
و قبل ان نختلف او نتفق في الصدفة او الفوضى في الطبيعة ,
يفترض ان نتأمل في لغز وجود المسبب للصدفة و الفوضى في الطبيعة ,
كما يسميها البعض ,
فأن الذات الألهية , هي ليست مادة في الوصف الرباني , و ليس جسم
و ليس من الغازات , و هو خارج الكون و صانعه ,
فلماذا البحث عن النظام في الطبيعة , او الفوضى او النظام الرباني ,
فأين هو من كل ذلك في مكانة المادي , الذي لا يمكن ان يكون اكبر
من مكانة المادي , و ان كان كذلك فما هو الشئ الذي يكون اكبر
من مكانة المادي , و ما هو الشئ الذي يكون اكير من هذا الكون ,
او هذه المادة , او ربما في الوصف الواقعي , الكون او الأكوان ,
فهل يكون صاحب المادة و صانع الصدفة , قد سبق كل ذلك دون ان
يسبقة شئ , و ما هي مكوناتة و مصدر طاقتة , التي تكون اكثر من
الشموس كلها و ربما حجمة يكون اكبر من الكون نفسة ,
فأين هو من كل ذلك , فهل هو خارج الكون , او داخل الكون ,
و أن كان خارج الكون , فما هو الشئ الذي يكون خارج الكون ,
او بشكل آخر كم كون في الوجود ,
و لكنة في طبيعتة المادية , يصفة المؤمن بأنة غير مادي ,
و ليس مرئي , اي لا تشاهدة العيون , و ليس هو متكلم و أنه ليس
جسم يتحرك , و على الجميع ان يتخيل في كيفية وجود شئ غير مادي ,
و هو غير مرئي , و لكنة موجود و بدون ادلة عقلية مادية او عقلية ,
أن من يريد البرهنة على اثبات وجود الشئ , فأن علية ان يثبت ما
يسبق الشئ , او أسباب وجودة ,
لا يوجد خالق للصدفة , او مصمم الطبيعة و المادة , بدون ادلة
عقلية , تستنبط من الواقع المادي , و من خلال الحدث التاريخي ,
على مدى الزمن البشري ,
أن هرطقات المرئيات الدينية , في وصف الصدفة للأخرين في تضعيف ,
مرئياتهم الواقعية , لا يوجد ما يثبت عكس ذلك المفهوم ,
فأن الصدفة قد تكون ذات ذلالة دينية , كونها من إرادة إليهة ,
و لا يمكن ان تلغي مضامينها , أنما اللغز ليس في الصدفة , بقدر
ما يسبق الصدفة او المادة و الطبيعة ,
تحياتي عزيزي . .
الرد :
أنت تصر على الصدفة على انها قضية مخلوص منها ،
وتقدم هذا التصرف بأنه عقلاني بحت ، والصدفة ليست شيئا عقلانيا ، لأنها صدفة ، ليس
لها نظام يدرسه العقل . ثم أنت تحمّل الصدفة ما لا تحتمل ، وتعتبر هذا الاجراء
عقلاني جدا ! وهو ليس كذلك . الصدفة عمياء والعمى لا يبني غائية و تعقيد هادف ولا
يدرسها العقل ، بل ان الصدف بعضها يفسد بعض ، بل ان اكثرها يفسد الغائية ، لان
الغائية نقطة محددة ، فأكثرالصدف لن تصيبها ، مثل القصف العشوائي .. ولو نجحت احدى
الصدف لافسدتها الصدف الكثيرة الباقية.. هذا هو العقل إن كنت عقلانيا أو اساتذتك
عقلانيون ، وان كان هناك عقل آخر غير الذي نعرفه فأخبرنا به . لا تقل العلم !
فالاحصاء والاحتمال علم اسقط الطرح الصدفي الذي عشش عليه الملاحدة منذ القرن التاسع
عشر ..
العقل يعرف ان الصدف مدمرة ، بدليل تدميرها
للمنزل اذا هجرناه وليس اصلاحه ، لماذا لا نحتكم الى العقل ما دمنا عقلانيين كما
تقول ؟ علم الاحتمالات اثبت سقوط هذا الطرح في بناء جزء من البروتين مقسوما على
عمر الارض ، فما بالك ببقية الخلية حتى يكتمل الانسان ؟ متى سنخلص من هذا الطرح
الغير عقلاني ونحن امام كوكب منظم متعاضد الغائية بين احيائه و جماداته ؟
لهذا انت تركز على الجراثيم والزلازل حتى تثبت
وجود الفوضى بسبب الصدفة ، وبالتالي تريد ان تثبت لنا ان الصدف الايجابية غلبت
الصدف السلبية وبالصدفة ايضا !! وهذا شيء يضحك أكثر من أن يقنع ..
لنصغّر فكرتك حتى نفهمها : بحيث نرمي الالاف من
الكرات الملونة ونحركها الاف المرات لتخرج لنا في الاخير لوحة تمثل طفلة تحمل زهرة
، لكن بعض الكرات نشزت عن هذا السياق ، لكنها لم تغيّر المنظر ! فصارت الصورة
غائية بالصدفة ! مع بعض الرتوش والنقص . هذه فكرتك طبقتها امامك ، فهل تعتقد ان
هذه التجربة واقعية و يقبلها العقل والتجريب ؟
أنتم بعقليتكم الملحدة تحمّلون الصدفة ما ليست
تحتمله عقليا و واقعيا وعلميا ، وبالتالي قضيتكم خاسرة فلسفيا لولا الدعم الاعلامي
من المستفيدين من سقوط الاديان ، والتي هي اكثر عقلانية من الالحاد . لا زلت احتكم
الى العقل ، فاحتكموا اليه حتى نفهم ! لأنه لا فهم بدون عقل ..
هل الصدفة تجعل الاشجار تخرج الثمار للحيوانات
والانسان ؟ وتضع شوكا حتى لا يعتدى على ثمارها قبل ان تنضج ؟ وتلّون تلك الثمار بألوان
زاهية حتى تعرفها الحيوانات والانسان فتأكلها ؟ إذا كانت الصدفة تعمل كل هذا فما
فائدة العقل والتخطيط ؟ لماذا لا تكلون اعمالكم الى الصدف ؟ الطبيعة تقدم لنا اكبر
طاقة تخطيطية في الوجود ! بل ان العلم يستفيد من تخطيط الطبيعة ! وماذا افعل لعقل
يرى في التخطيط خرابيط ؟ وفي الابداع المنظم صدفا عمياء ؟ مثل هذا نكله الى نفسه
ونأسف على عدم عقلانيته وعدم قدرته على التمييز بين ما هو مخطط وما هو فوضوي ! انتم
واقعون في مغالطة عقلية كبيرة . وتريدون تقديمها كمسلمة بالتكرار ..
اذا كانت اقنعتكم فهي لا تقنع كل الناس ، ثم انك
تعارض وجود اله لأنك تعتمد مبدأ أنه لا يثبت شيء حتى يثبت سببه ، وهذا خرق لكل
قوانين العقل والمنهج العلمي ، فالعلم ينظر الى الظاهرة حتى لو لم يعرف اسبابها
ويقر بوجودها مع عدم علمه بأسبابها ، الا من خلال نظريات افتراضية .. العلم يتعامل
بالجاذبية وهو لا يعلم ما هي الجاذبية . نحن نتعامل مع الله ولا نعرف من اين جاء
الله ، مثل ما تتعاملون مع الجاذبية وبقية القوانين والظواهر ولا تعرفون من اين
جاءت ولا تنكرون وجودها ..
انت تقع في مغالطات عقلية لم تنتبه لها ، فقط
عمم افكارك لتعرف صحتها من خطئها .. اذا عممنا فكرتك اننا يجب ان نعرف سبب وجود
الله حتى نقر بوجوده ، عليك ان تطبق ذلك على الجاذبية وغيرها . و هذا مستحيل ، اذن
انت لست على منهج عقلاني واحد .. بل تمارس الانتقائية .. وانا اخبرك : كل ملحد
مجبر على الانتقائية ، والانتقائية لا تعني وجود منهج ، لهذا الالحاد لا يحمل
فلسفة حقيقية لانه مضطر للانتقائية ، ولا يصنف مع الفلسفات المحترمة لهذا العيب
المتكرر في طرحه ، فالمشكلة ليست خاصة بك وحدك بين الملاحدة او اللادينيين ..
الانتقائية هي منهج اللامنهج .. ولا احد يعتمد على طرح انتقائي .. نريد طرحا
مستمرا على كل شيء ، و هذا ما لا يستطيعه التناول الالحادي ، لهذا هو حكم على نفسه
بأن يكون خارج الفلسفة المحترمة التي تعمم افكارها .
اذا كانت الصدفة فعلت كل هذا في الطبيعة ،
منطقيا يجب ان تستمر في فعلها ، وعلى كل صعيد وفي كل مكان وكوكب .. ولاعتـُرِف بها
جزءا من المنطق والعلم يجب الاخذ به . لاحظ العلم والعقل لا يعترفان بشيء اسمه
صدفة كفاعل مهم في الحياة فضلا عن ان يكون هو كل شيء كما هو في عقولكم .. و كل من
أحال شيئا على الصدفة ، هذا يعني انه لا يعلم ماذا حدث ، اذن كيف تقدمون طرحكم على
انه علم وهو يحيل على الصدفة ؟
شخص يقابل شخصا في مكان غير متوقع ، تقول له كيف
تم اللقاء ، يقول لك صدفة ! لا اعلم كيف تم ! ولاحظ كلمة (لا اعلم) . حدث التماس
كهربائي في منزل و صار حريق في غرفة ، تسأل صاحب المنزل يقول لك : بالصدفة ! لا
أعلم ! اذن لماذا انتم تعتمدون على الصدفة وتعلمون بنفس الوقت ؟ ما قيمة العلم اذا
جاء ؟ هل ستظلون مصرّين على التبرير الصدفي ؟ الصدفة والعلم لا يجتمعان في راس
واحد ، الصدفة تعني الجهل ، و أنتم تسمونه علما ! هل للصدفة علم ؟ و في اي الاقسام
يدرّس علم الصدف ؟ كل صدفة تساوي جهل .. أنتم تخرمون المنطق وتكررون تمسككم
بالعقلانية !
ان برهاني هو عدم عقلانية طرحك المضاد للدين ،
وهذا يخلي الساحة للطرح الديني بأنه اكثر عقلانية .. وجود الفيروسات ضمن التوازن
البيئي ، بدليل استمرار الحياة و بدليل فائدة الفيروسات لاستمرار الحياة . وإلا
لعجزت الارض عن حمل ما فوقها واطعامهم . الامراض الخطيرة والاوبئة التي ذكرتها
خطيرة على الانسان وليست على الطبيعة ، يجب ان يكون طرحك موحدا ما دمت تتكلم عن
الطبيعة تكلم عنها ككل و باستمرار ، هل يضر الطبيعة وجود الفيروسات ؟ ام تقتل
الانسان فقط ! أنت تتكلم عن طبيعة ! الطبيعة بخير ! مع وجود الفيروسات ، لانها ضمن
الطبيعة ! فطريقة التلاعب بالزوم والتركيز أصبحنا نعرفها في طرح الملاحدة .
لماذا قلت انها خطيرة على الانسان ولم تقل على
الطبيعة ؟ نحن امام طبيعة متوازنة وغائية كل اجزاءها تخدم غائيتها ، بعبارة أخرى :
الطبيعة هي الكل ، و الاجزاء غائية لخدمة الطبيعة ، فالرياح تتحرك لخدمة الطبيعة ،
والزلازل تحدث لتخدم الطبيعة ، وتثور البراكين لاجل الطبيعة ، والفيروسات تفتك
لتخدم الطبيعة ، والاشجار تثمر وتظلل وتقدم الطاقة لتخدم الطبيعة ، والطبيعة لا
تعني الحياة فقط او حياة الانسان فقط ، نحن امام كوكب وحيد تقوم عليه الحياة
بتوازن عجيب ، و انتم ترجعون السبب لصدف عمياء ! يا اخي لماذا الكواكب الاخرى ليس
فيها شيء واحد مثل الارض ؟ اين الصدف بتاعتها ؟ ماذا فعلت ؟ لا شيء ! كيف تقنعنا
وهذا طرحك ؟ اذا طرحت فكرة فعممها ، بموجب طرحكم الصدفي يجب ان نرى العجائب على
زحل والمريخ والقمر وغيرها ، ألم تخرج كلها من انفجار كبير واحد ؟ الم تمر عليها
ملايين السنين مثل الارض ؟ اين التعقيد والحياة والتوازن على ظهورها ؟ بل اين
اغلفتها التي تحميها حتى من الاشعة الضارة بالحياة ؟ سوف نصل الى الجنون اذا
استمررنا بالتصديق على ان كل هذا صدف عمياء !
و سؤالي لك : ما فائدة العقل والتمييز اذن ؟
عقلك يميز هل الحادثة وقعت بالعمد ام بالصدفة ، في اي قضية جنائية ، وتقبل ذلك لأن
العقل يميز بين ما هو صدف وما هو ليس بصدف ، و تريدونا ان نبتلع ان الكون كله
والحياة كلها جاءت بالصدف ؟ وليس مجرد حادثة ؟ اذا كنا كذلك علينا ان نتخلص من شيء
يدعى عقل يميز بين ما هو صدفة وما هو بإرادة واعية ونستريح .. ماذا تقول عن شخص لا
يستطيع ان يميز في حادثة وقعت في بيته هل هي بالصدفة ام بارادة واعية ! ستصفه
بالجنون وضعف العقل والتمييز . هل تريدونا ان نكون مثل هذا ؟ ونفقد تمييزنا بين ما
هو صدفة وما هو بارادة واعية ؟ حتى تتخلصون من ضغوط رجال الدين ؟ هل ثمن الحرية
الليبرالية هو بيع عقولنا ؟
العقل البشري يعرف الصدفة أنها تقع في نطاق ضيق
وغير معقد ولا تنتج غائية ، أنتم وسعتم هذا المفهوم ليسع الكون بأسره ! أي انكم
قمتم بعملية تمزيق للعقل البشري ، وتدعون العقلانية بعد هذا !! فإما أنكم لا
تعرفون ما هي العقلانية أو انكم تعرفون ولكن تريدون ان تمرروها على الناس لمقاصد
ايديولوجية واجتماعية .. انت تقدم كلاما ضبابيا و انا اقدم كلاما دقيقا ، رد عليه
بدقة ومنطقية .
لولا البراكين لم تظهر الجبال ، ولو لم تظهر
الجبال لم تنزل الوديان والانهار الخ .. كل ظواهر الطبيعة ايجابية مع احترامي
لوجهة نظرك ، وما لم يفهمه العلم قد يصل اليه يوما من الايام في نطاقه المادي فقط
وليس العلم مؤهلا ليعرف كل شيء كما تطرحون ايضا وبعدم عقلانية ،، الطبيعة ليس فيها
شيء لا داعي له أو مضر .. الالحاد عدو العلم مع احترامي لك وللملاحدة .. الستم
انتم من تلاحقون كل ظاهرة لا تعرفونها وتصفونها بالفوضى و عدم الفائدة ؟ هل هذا
تناول علمي ؟ التناول العلمي هو ما يبحث عن فائدتها و جدواها . صنفتم 100 جزء في جسم
الانسان انها عبثية قبل 100 سنة ، و اثبت العلم جدواها ، و اخرها الزائدة الدودية
. اذا كان خط العلم هو اثبات الجدوى ، فخطكم معاكس له وهو اثبت عدم الجدوى والفوضى
.. اذن الملحد يعاكس العلم ويتمسح به في نفس الوقت كلما مر من امامه ! هدفه من
العلم اثبات الفوضى !! والفوضى منطقيا لا تـُثبت ! لأنها لا تـُعلم ، فهل أحد
علميّ يصف الكون بالفوضى ؟ رسالة العلم هي اثبات النظام وليس اثبات الفوضى . لهذا
الالحاد غير علمي . الالحاد هو حامل لواء الجهل ، ويلبّس الجهل بالعلم ، ويحيل الى مجهول ويقول : علمت ! و صفـّقوا
لعلمي ! العلم نور وليس ظلام ..
يا عزيزي انت تتكلم عن الهرطقات الدينية ونسيت
انك واقع في قلب الهرطقة بعدم العقلانية ! انت تجزم على شيء غير منطقي ! تقول : لا
يمكن ان يكون للكون خالق ! أي نسفت العقل كله ؟ يعني موجودات ليس لها موجد ! هكذا تريدنا
ان نفهم ! هل هذا يـُفهم ؟ هل تريدنا ان نفهم ما لا يـُفهم ؟ ونعقل ما لا يـُعقل ؟
اذن ما فائدة العقل ؟ تريد ان تقنعنا بكون عظيم ومنظم ليس له موجد ! و خرج من
تلقاء نفسه ! ما هي نفسه ؟ العقل يعرف ان لكل شيء سبب . لاحظ انك اهملت السبب لما
تكلمت عن موجد للكون ، و لم تهمل السبب لما تكلمت عن موجد موجد الكون !! هل لاحظت
تلاعبك بالالفاظ وانك لست على خط منطقي واحد ؟ لماذا عدت للسببية مرة اخرى بعد ان
نفيتها ؟ كل هذا لكي تثبت انه لا يوجد اله ! يعني انت تمزق العقل لتصل الى ما تريد
بطريقة غائية و ليست منطقية ، لكن لن نسمح لك بتمزيق العقل امامنا ، حتى لو كان
اسلوبك منمقا ! بل اصبحنا نشك في الاسلوب المنمق .. أنت تحتاج الى خط واحد ومنهج
واحد حتى تكون فيلسوفا ، تعمّم هذا الخط على كل شيء .
و ما دمت قللت من قيمة السببية في وجود الكون ،
لماذا عدت تتشدد بها في وجود موجد الكون ؟ العقل ليس لعبة مونوبولي !
وإلزامك بمعرفة سبب الشيء حتى تعترف بوجوده ، هذا
ليس منهج عقلي ولا علمي ، تستعمله وقت الحاجة فقط . لا توجد علمية بدون منطقية .
وأنا اعرف ان المنطق عدو الملحد اللدود . لكن ماذا نصنع يا سيدي المهذب ؟
معرفة سبب موجد الكون ليست حتمية منطقية ، لسبب
بسيط ، لاننا نتكلم عن موجد المنطق ، ثم : نحن لا نقول ان خالق الكون لا يتكلم ،
وليس له وجود مادي ، اذا قلنا هكذا يعني اننا عرفناه .. نحن نعرف انه ليس كمثله
شيء فقط . لكن لا نحدد أنه لا يكون ماديا او لا يكون معنويا . لأن تحديد الشيء يعني
العلم به . ولا نحدد هل له حيز او ليس له حيز او داخل الوجود او خارج الوجود ،
وهذا كله لا يعنينا . نحن نريد ان نفهم انفسنا وسبب وجودنا وماذا يجب علينا ، لا
ان نفهم الخالق ، لأن فهم الخالق لن يفيدنا بشيء ، مجرد ترف لا فائدة منه .. مع ان
المنطق لا يجوّز أن نفهم الخالق ، وإلا لا يكون خالقا ، بل إن فهمناه صرنا خالقين
مثله ومخلوقا مثلنا .. كيف نفهمه بدقة ونصفه بالخالق والقادر على كل شيء ؟ لأن من
عـَلـِم بدقة قـَدِر ، و سيكون واحدا منـّا . اذا علمناه بدقة عرفنا كيف يخلق
وخلقنا مثله ، وصرنا آلهة كما يحب الملحد ان يكون ..
ما قمت به هو قفزة في الهواء لا قيمة لها عندما تريد
ان تحدد الخالق ، ماذا تستفيد من هذا ؟ وأنت مخلوق من قبل هذا الخالق ؟ هو الذي
جعلنا هكذا ، وأعطانا هذا المنطق لنعرف وجوده وأنه هو الخالق ، لا لنعرف به من اين
جاء ، و هو الذي خلق قانون السببية ، والعقل يقول : احكام المصنوع لا تنطبق على
الصانع ، لنلتزم بالمنطق وبدون شطحات إلحادية . لندع الخيال جانبا ونحتكم لدقة
المنطق . فإن كان لديك منطق ادق فقدمه لنا ، نحن بحاجة دائمة للدقة . اما الكلام
العام والتهويم وخروقات العقل امامنا فهي لعبة يبدو ان الزمن تجاوزها . لا يقنعنا
من يخرق العقل امامنا مهما كان بارعا في اخفاء اثار عملية الفصد العقلي ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق