الأحد، 28 أبريل 2013

الحب ، كيف تحب المرأة الرجل؟ متى يسقط الحب؟ من يبدأ الحب؟ علامة القلب الكبير.

هذا الموضوع كان إجابة على تعليق الأخت м α я ṯ н ч н في منتديات الطنايا, على موضوع متفرقات حول المرأة 1


м α я ṯ н ч н :

أتّفق معكَ أخي الورّاق فيما أسلفتَ عن المرأة , وأجدتَ فيما نسجت , ولكن استوقفتني هذه العبارة وآثرت إبداء رأيي , إذا سمحت:
اقتباس:
"المرأة تُحَب ولا تحِب , فإذا رأيت امرأة تحِب فإن الرجل قد أحبها من قبل ، فالمرأة تبحث عن من يحبها كي تحبه ."

قد تنطبقُ هذه العبارة على بعض النساء, ولكن حينَ نقول أنّ الحُب من الله , وليسَ مُبتدءاً من امرأة أو رجل , هُنا نقف بينَ قلبين , بغض النظر عن كونهما رجلاً أم أمرأة , المرأة قد تُحِب , وقبل أن تتلقّى حُباً من أحدهم , ولكِن في واقعنا يُعتبر إفصاحُها مشكلةً وخيمة , فخجلاً منها , ودرءاً لـ النظرة السوداويّة التي قد تتلقّاها , تُخفي ذلك الحُب اليتيم في الأعماق , لعلّه يكونُ مُتبادلاً :)
مجرّد وجهة نظر , عن نقطة بين درر تلك المتفرقات ,
سلمتَ على الطرح الأنيق ,
الله يعطيك العآفية ,
لآهنت :)


الورّاق:


الأصل أن كل شيء من الله وليس الحب فقط، لكن الله جعل لكل شيء أسباباً وكيفيات وقوانين ، والشعور الإنساني له قوانين ، لاحظ أنك لن تستمر في حب أحد أناني ، إذاً للحب قوانين تعتمد على الفضيلة ، وبما أن دور الأنوثة هو دور تابع ، فالتابع يحتاج إلى إذن المتبوع ، ليس شرطاً أن يحب هذه المرأة بذاتها حتى تحبه ، لكنه يحب أن يحب المرأة على أعلى مستوياتها الخلقية والنفسية وهي تعلم ذلك أو تتوقع ذلك منه ، ويقدِّر عطاءها وميزاتها ، لهذا المرأة لا تحب الرجل الفظ الخالي من المشاعر ومتبلد الإحساس مهما بدا وسيماً وجذاباً في شكله أو ثرياً مليونيراً أو أي سبب مادي آخر. نفهم الموضوع من حيث موقع الأنوثة من الذكورة ، والتابع والمتبوع ، قال تعالى {الرجال قوامون على النساء} .

شخص عادي يمكن أن يحب شخصاً مشهوراً وعظيماً في المجتمع يراه بصورة نموذجية متكاملة على مظنة وتصور أنه سوف يقدر مشاعره النبيلة نحوه لو عرفها ، لكن إذا ذهبت هذه المظنة فلن يحبه ، بل حتى لو عرف عنه فظاظة وإساءة أخلاق مع غيره لما أستطاع أن يحبه ، لأن المظنة سقطت، إذن الإذن من المتبوع ليتبعه التابع ، وكل هذا يجري بالإحساس وليس في الواقع الظاهر ، قال تعالى  {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} لأن التابع يعتمد على المتبوع في كل شيء حتى في الحب ، والرسول متبوع والصحابه أتباع، ولهذا قالوا أن المرأة تحب الرجل الذي أحبها ، والتابع ليس عنده استعداد ليضحي لمن ليس عنده استعداد لتقدير ما يقدمه ، وليس عنده استعداد لمحبته والعطف عليه .

من لا يحترم حبك لا تستطيع أن تحبه ، وهذا مايفسر كره التابع للمتبوع الشديد إذا كان فظاً وقاسياً كما يحصل من الموظفين مع مدرائهم ، ولهذا قالوا: لا يسود الحسود ،وقالوا: ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي، أي: المتغاضي عن الهنات ، لأن التدقيق الزائد يؤدي إلى الفظاظة ، ويسودهم ويتملكهم صاحب القلب الكبير..

المرأة ينطبق عليها نفس الشيء فهي تبحث عن صاحب القلب الكبير ، وصاحب القلب الكبير هو يحب الناس وإلا لم يكن قلبه كبيراً ، لذلك هو الذي بدأ بالحب. الهنود مثلاً أحبوا غاندي وهم أتباعه وأسموه روح الهند ( مهاتما ) ، لماذا ؟ ، لأنه أحبهم قبل أن يحبوه ، ودافع عن قضاياهم دون أن يطلبوا منه ، وقد صام عن الطعام لأسبوعين لأجل تعرض المسلمين للخطر من الهندوس وهو هندوسي ، ولو كان مشغولاً بنفسه فقط لم يحبوه ، ونفس الحالة تنطبق على كل تابع ومتبوع وليس المرأة فقط .

والحب شيء والانجذاب السطحي والجنسي شيء آخر، إذ الحب يبدأه الكبير ، ومن لا يعرف كيف يحب لن يحبه أحد ، وعلامة القلب الكبير هي سعة دائرة المحبة لديه ، ومن يحب أكثر وأكبر فقلبه أكبر ، لهذا قال المسيح عليه السلام ( أحبوا حتى أعدائكم ) ، وقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم} ، وهو نفس المعنى تقريباً ، يعني هو من أحبك كشخص ، في حين أنك أحببت الخير ، فمن يحب الخير يُحَب كشخص ، والآية أدق من عبارة الأنجيل .

هناك 10 تعليقات :

  1. ما شاء الله كلام جميل جداً واسلوب جميل في الكتابة وفكر راقي وناضج جداً .
    أتمنى لك التوفيق وانتظر المزيد منك .

    ردحذف
  2. موضوع رائع وايضاح اروع بالتوفيق دائما

    ردحذف
  3. رواسي الأمل20 يونيو 2013 في 8:45 ص

    كلمات تكتب بمداد من ذهب
    سلمت يمينك لقد أجدت وأبدعت
    بارك الله فيك ورعاك

    ردحذف
    الردود
    1. أهلاً بك..
      وشكراً على هذه الزيارة الجميلة ..
      وأتمنى أن تعود باستمرار ..

      حذف
  4. والله مادونه هدا الشخص هو صحيح ادا كان متبادلا من الطرفين اما ادا مال احدهما فهو فاشل

    ردحذف
  5. اضيع احيانا في فلسفة المقاﻻت مع انها تﻻمس افكاري .

    ردحذف