دائما الملحد يغرد خارج سرب البشرية ساخرا من اهتماماتها, ولا بأس عنده في التناقض وتكبير ما يشاء وتصغير ما يشاء لأنه لا يرى المنطق أمرا مقيِّدا ، لأن اساسه الانتقائية التي تخولها الحرية الليبرالية شعاره الأوحد ومعبوده الدائم . لذلك هو يرددها أكثر من ذكره لغيرها, فحريته أكبر من المنطق وأكبر من الأخلاق واكبر حتى من العلم ومن كل شيء .. وماذا ننتظر بعد هذا ؟ سيكون هو أكبر من كل شيء لأن حريته تعني هو, و تأليه الذات فوق كل شيء, والانتقائية ليست إلا تعبير عن الحرية, أي حرية التنقل والاختيار والرفض, أي لا ثوابت, واللا ثوابت يعني اللا عقل واللا منطق واللا أخلاق واللا دين إلا انتقاء تابعا لحاجة الذات, وكيف ننتظر قيدا ممن شعاره الحرية بدون أي تقييد ولا إضافة كلمة أخرى عليها؟
فاقد الشيء لا يعطيه . والمنطق قيود , ونتيجة ذلك بديهية ألا يقيده ولا حتى العقل ولا العلم ولا الأخلاق, لأنه ينطلق من الليبرالية الذاتية وليس من الحقيقة ( قل لي ما شعارك أقل لك من أنت). وهذا ما جناه تمجيد الحرية وحدها, لو كان التمجيد للحقيقة وهي الشعار بدل الحرية لكانت حياة الإنسان على هذا الكوكب افضل بكثير.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق