الاية من وجهة نظري تبين هدف المخلوقين و ليس هدف الخالق .. فهدف المخلوقين هو ان يعبدوا .. و هذا هو الواقع (لاحظ ان كلمة "يعبدون" بدون ياء النسب ! ) ، و لاحظ ان الجميع يعبد .. فمن يعبد الشيطان و من يعبد الله ومن يعبد الغرب ومن يعبد السلطة أو المال ..
و الايات التي تسند هذا المعنى من القرآن كثيرة ، منها : ( ألم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان) ، ( وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) .. (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ) .. (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) .. وقال عن المطر (رِزْقاً لِّلْعِبَادِ) .. لو كان معنى الاية أنه خلقهم ليعبدوه و جبرهم على ذلك ، فلم يعبدون الشيطان وغيره بإقرار القرآن نفسه ؟
القرآن حصر مسعى البشر بأنه إلى العبادة ، ثم وضـّح مسالك تلك العبادة ، و هي تدور حول قطبين في الأخير ، هما : الله او الذات ثم الشيطان ، و ما يتعلق بهما ، من مثل الطواغيت او المصلحة او الهوى الخ .. ففي الاخير الانسان يعبد الله او الشيطان ، لأن الشيطان يستغل عبادة الذات ليحولها الى عبادته في الاخير ، فتكون الذات خادمة للشيطان ..
والنظر للآية بهذا المعنى يخرجها من هذا الإشكال ويكرّس فهم هذا القانون الإلهي الجبري ، فتكون 3 قوانين تعمل مع بعضها : الثنائية والاختيار و العبادة .. لهذا القرآن سمى البشر كلهم بالعباد ، و لم يتطرق ابدا لأحد لا يعبد شيئا كالملحدين مثلا .. لذلك عقيدتنا كمسلمين لا نسميهم بلا دين ، ولا نصدق زعمهم انهم لا يعبدون شيئا ، بل هم ممن عبد الذات و المؤدي الى عبادة الشيطان ، اي من نوع : اتخذ إلهه هواه ، و صورة تأليه الذات عند الملحد كثيرة ويجسدها بوضوح الطرح النتشوي و مناقشتهم للاله كشخص مثلهم .. فالشيطان يجعلهم متكبرين مثله فيناقشون الله مثلما ناقشه هو عندما خلق الإنسان ، و أسبغهم بشخصيته المعتمدة على تكبير الذات ، و هذا أمر واضح و مستفيض عند الملحدين واللادينيين .. حيث ان نقاشهم ينصب على الذات الالهية قبل الدين ..
انه حتى جامعي الثروات يظهرون و كأنهم يعبدون المال ، لاجل المصلحة ، ولكن اعمارهم تنقضي و هم يخدمون المال ويضيعون اوقاتهم بالعمل و التي كانت اولى بالاستمتاع لأن مالهم كافي لذلك كما كانوا يتصورون انه هدفهم ، اقصد الاستمتاع بالمال .. و في الاخير يصرفونها لخدمة ايديولوجياتهم و افكارهم .. مما يعني انه كان خادما لتلك الافكار منذ البداية ، لكنه يمر بفترة وهم عبادة الذات ، وهي وسيلة الشيطان لجذب الانسان لعبادته ، حيث يوهمه بأنه يحرره لكي يستمتع و يعيش لذاته فقط .. الملحد يهرب من كلمة عبودية ليقع فيها في عبادة اخرى ..
أما قول عيسى لله : (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، فهذا باعتبار الاصل ، انهم مملوكون لله ، و ليس القصد انهم يعبدون الله ، وإلا لما عذبهم ، ففطرتهم الشعورية مفطورة على البحث عن الله في الاصل .. فمنهم من زكاها و منهم من دساها .. فكلمة "عباد" تأتي بمعنى التملك ، و هي عامة على كل الخلق ، وهي المقصودة هنا ، و لاحظ انها لم تأتي على شكل فعل كـ:يعبدون ، و تاتي ايضا بمعنى اختيار عبادة الله ..
لا تسأل الملحد عن شخصية الشيطان ، حتى لو كان لا يؤمن بها ، فهي مصدر اعجاب و يرى فيها تشابها مع شخصيته في العناد واحترام اللذة العاجلة ، ويسميها الاستقلالية والصلابة .. إن حربه على فكرة وجود اله تنصب في خدمة وجود الشيطان .. فلن تجد ملحد ألحد و توقف ، بل يتحول الى داعية ، و هذا من صور العبادة .. فمن ليس له اله لا يدخل في نقاشات و سجالات مع اتباع الالهة الاخرى .. اذن العبادة جبرية على الانسان ، و الاختيار بين المعبودات حر ..
و قوله تعالى : (ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون) ، هذا يبعد فكرة الإنسانيين بأن تجعل لك هدفا ساميا في تمريض الجرحى او مساعدة الفقراء في المجاعات ، كهدف سامي يكفي عن اتخاذ دين و عبادة اله .. لأن الله هو الرزاق ، و ما سوف يقدم للفقراء فهو من رزق الله اصلا .. والجميع سوف يفنون اصلا ، اذن لا يصلح هذا ان يكون هدفا الحياة ، لانه غير ممتد ، بل يصلح لان يكون جزءا من هدف .. اذن هدف الحياة هو العبادة ..
لاحظ ان كلاً له افكار يجالد و يكافح لاجلها ، وهي ليست بالضرورة تخدم مصالحه المادية مباشرة .. اذن لماذا هذا يكون ؟ انه بدافع قانون العبادة الجبري .. قال تعالى : (ولكل وجهة هو موليها) ، يكفي من عظمة القرآن أنه لم يقر بوجود احد بلا عبادة .. و ان ادعى الملحد انه لا يعبد شيئا ، لان كلمة عبادة ليست بالشرط ان تكون بمظهر العبادة في الاديان حتى يقول الملحد اني لا اقوم بطقوس وليس لي معابد .. العبادة هي الولاء والانتماء والتضحية ، و هذا الملحد يضحي بوقته و راحة باله ومتعه احيانا لاجل ان يخدم افكارا ضد وجود الله .. اي في خدمة الشيطان ..
لا احد سالم من معركة الافكار الثنائية العالمية .. فالإنسان في حقيقته ليست المصالح هي التي تنتج الافكار عنده .. بل الافكار تتسمى باسم المصالح و تـُلصق نفسها بها حتى تسوّغها .. و يتصور الملحد انه يخدم مصالحه بأفكاره ، بينما هو يخدم افكاره بمصالحه ، أي انه يضحي ، و التضحية من صور العبادة ..
إن الإنسان مهما كان ، يعمل و مفطور على العمل ، والعمل له غاية .. (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ، (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ) .. و اي عمل يدل على وجود دوافع له ، وما هذا الدافع الا العبادة .. فالايديولوجية توضح ذلك .. لانها خدمة لافكار تكون دائما على حساب المصالح ..
و الايات التي تسند هذا المعنى من القرآن كثيرة ، منها : ( ألم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان) ، ( وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ) .. (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ) .. (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) .. وقال عن المطر (رِزْقاً لِّلْعِبَادِ) .. لو كان معنى الاية أنه خلقهم ليعبدوه و جبرهم على ذلك ، فلم يعبدون الشيطان وغيره بإقرار القرآن نفسه ؟
القرآن حصر مسعى البشر بأنه إلى العبادة ، ثم وضـّح مسالك تلك العبادة ، و هي تدور حول قطبين في الأخير ، هما : الله او الذات ثم الشيطان ، و ما يتعلق بهما ، من مثل الطواغيت او المصلحة او الهوى الخ .. ففي الاخير الانسان يعبد الله او الشيطان ، لأن الشيطان يستغل عبادة الذات ليحولها الى عبادته في الاخير ، فتكون الذات خادمة للشيطان ..
والنظر للآية بهذا المعنى يخرجها من هذا الإشكال ويكرّس فهم هذا القانون الإلهي الجبري ، فتكون 3 قوانين تعمل مع بعضها : الثنائية والاختيار و العبادة .. لهذا القرآن سمى البشر كلهم بالعباد ، و لم يتطرق ابدا لأحد لا يعبد شيئا كالملحدين مثلا .. لذلك عقيدتنا كمسلمين لا نسميهم بلا دين ، ولا نصدق زعمهم انهم لا يعبدون شيئا ، بل هم ممن عبد الذات و المؤدي الى عبادة الشيطان ، اي من نوع : اتخذ إلهه هواه ، و صورة تأليه الذات عند الملحد كثيرة ويجسدها بوضوح الطرح النتشوي و مناقشتهم للاله كشخص مثلهم .. فالشيطان يجعلهم متكبرين مثله فيناقشون الله مثلما ناقشه هو عندما خلق الإنسان ، و أسبغهم بشخصيته المعتمدة على تكبير الذات ، و هذا أمر واضح و مستفيض عند الملحدين واللادينيين .. حيث ان نقاشهم ينصب على الذات الالهية قبل الدين ..
انه حتى جامعي الثروات يظهرون و كأنهم يعبدون المال ، لاجل المصلحة ، ولكن اعمارهم تنقضي و هم يخدمون المال ويضيعون اوقاتهم بالعمل و التي كانت اولى بالاستمتاع لأن مالهم كافي لذلك كما كانوا يتصورون انه هدفهم ، اقصد الاستمتاع بالمال .. و في الاخير يصرفونها لخدمة ايديولوجياتهم و افكارهم .. مما يعني انه كان خادما لتلك الافكار منذ البداية ، لكنه يمر بفترة وهم عبادة الذات ، وهي وسيلة الشيطان لجذب الانسان لعبادته ، حيث يوهمه بأنه يحرره لكي يستمتع و يعيش لذاته فقط .. الملحد يهرب من كلمة عبودية ليقع فيها في عبادة اخرى ..
أما قول عيسى لله : (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، فهذا باعتبار الاصل ، انهم مملوكون لله ، و ليس القصد انهم يعبدون الله ، وإلا لما عذبهم ، ففطرتهم الشعورية مفطورة على البحث عن الله في الاصل .. فمنهم من زكاها و منهم من دساها .. فكلمة "عباد" تأتي بمعنى التملك ، و هي عامة على كل الخلق ، وهي المقصودة هنا ، و لاحظ انها لم تأتي على شكل فعل كـ:يعبدون ، و تاتي ايضا بمعنى اختيار عبادة الله ..
لا تسأل الملحد عن شخصية الشيطان ، حتى لو كان لا يؤمن بها ، فهي مصدر اعجاب و يرى فيها تشابها مع شخصيته في العناد واحترام اللذة العاجلة ، ويسميها الاستقلالية والصلابة .. إن حربه على فكرة وجود اله تنصب في خدمة وجود الشيطان .. فلن تجد ملحد ألحد و توقف ، بل يتحول الى داعية ، و هذا من صور العبادة .. فمن ليس له اله لا يدخل في نقاشات و سجالات مع اتباع الالهة الاخرى .. اذن العبادة جبرية على الانسان ، و الاختيار بين المعبودات حر ..
و قوله تعالى : (ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون) ، هذا يبعد فكرة الإنسانيين بأن تجعل لك هدفا ساميا في تمريض الجرحى او مساعدة الفقراء في المجاعات ، كهدف سامي يكفي عن اتخاذ دين و عبادة اله .. لأن الله هو الرزاق ، و ما سوف يقدم للفقراء فهو من رزق الله اصلا .. والجميع سوف يفنون اصلا ، اذن لا يصلح هذا ان يكون هدفا الحياة ، لانه غير ممتد ، بل يصلح لان يكون جزءا من هدف .. اذن هدف الحياة هو العبادة ..
لاحظ ان كلاً له افكار يجالد و يكافح لاجلها ، وهي ليست بالضرورة تخدم مصالحه المادية مباشرة .. اذن لماذا هذا يكون ؟ انه بدافع قانون العبادة الجبري .. قال تعالى : (ولكل وجهة هو موليها) ، يكفي من عظمة القرآن أنه لم يقر بوجود احد بلا عبادة .. و ان ادعى الملحد انه لا يعبد شيئا ، لان كلمة عبادة ليست بالشرط ان تكون بمظهر العبادة في الاديان حتى يقول الملحد اني لا اقوم بطقوس وليس لي معابد .. العبادة هي الولاء والانتماء والتضحية ، و هذا الملحد يضحي بوقته و راحة باله ومتعه احيانا لاجل ان يخدم افكارا ضد وجود الله .. اي في خدمة الشيطان ..
لا احد سالم من معركة الافكار الثنائية العالمية .. فالإنسان في حقيقته ليست المصالح هي التي تنتج الافكار عنده .. بل الافكار تتسمى باسم المصالح و تـُلصق نفسها بها حتى تسوّغها .. و يتصور الملحد انه يخدم مصالحه بأفكاره ، بينما هو يخدم افكاره بمصالحه ، أي انه يضحي ، و التضحية من صور العبادة ..
إن الإنسان مهما كان ، يعمل و مفطور على العمل ، والعمل له غاية .. (وَيَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ) ، (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ) .. و اي عمل يدل على وجود دوافع له ، وما هذا الدافع الا العبادة .. فالايديولوجية توضح ذلك .. لانها خدمة لافكار تكون دائما على حساب المصالح ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق