عزيزي القارء نقترح
عليك هذا المقال المعنون بالثقافة البيئية بالعالم العربي, المقال يهدف الى نقد التعاطي العربي
بالمجتمع و غرف القرار التعاطي السلبي, و الحالة المتدهورة للبيئة عالميا و
العالم العربي غير بعيد عن المشكل, ندعوك عزيزي القارء التفاعل مع المقال, و
قرائته , و لما لا المساهمة في نفس الموضوع, لتنوير العقل
العربي.
الثقافة البيئية بالعالم العربي
في الفترة المعاصرة تعتبر البيئة من
بين أهم
القضايا المناقشة على كل المستويات, الدبلوماسية و الاجتماعية و الثقافية,
و العالم العربي ليس ببعيد عن أخر تطورات البيئة و خصوصا الشق المتعلق
بالمناخ فيها , نظرا لخطورة المشكل البيئي ألذي بات يهدد العالم و انعكاساته
المستقبلية, و رغم خطورة ما يتجه اليه العالم الا ان هذا الاخير لم يقدم
بعد ردة الفعل المناسب امام الخطر المحدق, تكتفي بعض الحكومات على رأسها
الحكومات الاقوى عالميا , بتقديم ما تسميه توصيات في مؤتمرات البيئة و المناخ و
التلوث و غيرها , توصيات لا قيمة لها امام ما يحدث و حتى عندما تتدخل
الحكومات في اطار مشاريع جادة لانقاد الوضع البيئي فان ما تقدمه من مشاريع غير
كافي بل بدون تأثير في اغلب الاحوال, لكن تبقى التفاتات كهذه امورا نبيلة ينبغي الاشادة بها و
الاعتراف لها , خصوصا انها في اغلب الاحيان تكون مساهمات لبلدان تأثيرها
على البيئة ضعيف جدا و بلدان صغيرة و باقتصادات تعاملاتها ضعيفة, و من
بينها الدول العربية , لكن هذه الاخيرة بدورها تعيش الازمة بشكل يستدعي
التدخل الحكومي و قبله لابد للشعوب العربية الشديدة الوسخ ان تنقد جنباتها من
اطنان الازبال و البقايا التي تلقي بها يوميا حولها, و ان تنظف الواقع الذي
تعيشه شوارعنا , فأول خطوة للتقدم تكمن في داخل كل مواطن قبل الجماعة , و لاشك ان النظافة من
ابرز تجليات التقدم
ايها المواطن العربي فلنسرح بالذهن
قليلا باتجاه
العالم المتقدم , لا اتحدث عن التقدم الفكري بل التقدم المادي, الذي لابد
للنظافة أن يكون لها المكان السامي و الراقي بهذا التقدم المنشود, عزيزي العربي الوسخ هلا استحضرت مشاهد
الشوارع بالنورمندي الفرنسية واحدة من أجمل بقاع العالم من حيث المظاهر
الطبيعية , و قارنها بجنبات نهر دجلة و النيل النهران اللذان يفتخر التاريخ
العربي بهما لما حملاه من سفن بنت حضارات التارخ بالمنطقة, الذانن يعدان
من مشاهد الطبيعة الحصرية بالعالم العربي , المنطقة الصحراوية و الشبه
صحراوية , المنطقة القاحلة , اكيد هناك فرق بين المشهدين الطبيعيين, نظافة
المنطقة الاوروبية اكيد امر سيحزنك ان تقارنه بواقع المناظر الجميلة بكثرة
اوساخها بالعالم العربي,
عزيزي المواطن العربي ان بصق احد المواطنين بالمناطق
العامة و الحدائق بسويسرا , فانه يغرم على فعلته الشنيعة تلك و جريمته
النكراء بحق شارع عمومي, ملكيته مشتركة بين كل مواطني سويسرا, هذا قام
بالبصق , و ربما العقوبات اشد في حلت ما قام برمي قمامة , او غلاف حلوى, و
كوني اعيش باحدى دول العالم العربي الوسخ, اسمحولي ان اصف لكم المكان,
قمامة في كل شارع, و ما يميز مواطنينا الأذكياء انهم لا يضعونها في أي مكان
إنما يكدسونها, في مؤخرة الشارع, او في حوافه, لتبقى هناك لأكثر من اسابيع
عدة في انتضار من يحملها, و خلال الانتظار تتراكم المزيد من القمامة, و
اخيرا تأتي شركة كلفتها البلدية بجمع و تدوير النفايات, بإمكانات جد محدودة
و إضرابات متكررة لعمال النظافة,لتأخذ النفايات إلى مطرح يبعد عن المدينة بمسافة لكنه
مجاور لقرية صغيرة, يعيش بها الكثير من الفقراء الذين لم تبالي الدولة
بصحتهم, و لما قد تفعل, فليسو الا فقراء , حالهم جعلهم يضعفون امام الصراخ و
المناداة بحقوقهم
المبتلعة, هنا الدولة لا تملك أي توجه بيئي, و تقوم بادارة الوضع دون أي
دراسات علمية و دون أي احتياطات, معرضتا بعملها العشوائي و الغير منتظم حياة
الآلاف من المواطنين للخطر, و مراكمة بالمستشفيات أمراض غريبة مصدرها
التلوث, و لأن وضع الصحة مزر سأنصحك ايها المواطن العربي, اياك ان تمرض الان
امرض لاحقا
بالإضافة إلى مشكل العقلية الإدارية
الغير بيئية و
هذا مشكل مصدره غرف القرار بالحكومات و أصحاب القرار, الغير واعين بخطورة
جهلهم البيئي , هناك المجتمع الذي لا يمكن ا ناصفه إلا انه امتداد للجهل
الإداري , و حب الوسخ, و معروف عن المواطنين العرب أنهم ينظفون بيوتهم و
يلقون بالقمامة بالخارج , لا يساهمون في تنظيف شوارعهم و لا يضغطون على البلديات لتقون بذالك, بل
يساهمون في كل أشكال التلوث, و عادي في ثقافة العربي , ان يتناول الحلوى
أو أي منتج , ثم يلقي بالخلاف و المخلفات في الشارع, دون أي ضمير بيئي
أو إعمال , للجانب الإنساني في التعامل مع الوسط الذي نعيش فيه, دون
يتبادر في ذهن المواطن العربي انه يعيش مع محيطه, و ليس في صراع معه,
للأسف هذه هي عقلية سكان دول الجنوب المتخلف,أنانيون للغاية لا يبالون
بالمجتمع و لا يوجد أي إعمال للفضيلة و المنطق في تعاملهم مع البيئة, و يزيد
الموضع حدة الفقر الذي أكيد له دور رئيسي في كل مشاكل البيئة, و أكيد ضعف الإمكانات تعني تدويرا
محدود و سيئ للنفايات , و اعتناء محدود بفظاءات المدن, و هو الأصل في تنامي
عقلية الجهل , سواء كان
جهلا اجتماعيا او بيئيا او أي شيء اخر فالفقر و الثقافة الانانية ستفاقم من حجم الوضع ,لكن في صيف 2015 كان من لبنان المثال
المخجل و المبهج في نفس الوقت عن مشكل الازبال و تلوث الشوارع بالعاصمة
البنانية بيروت, الامر الذي ادى الى نشوب انتفاضة تاريخية في ذاكرة الفكر
البيئي العربي , حركة طلعة ريحتكم التي طالبة باخراج الازبال من الشوارع , و
اتسع سقف مطالبها الى ان تهاجم الحكومة, و تهاجم المسؤولين, و كادت
بذالك الازبال و سوء ادراة الدولة لها , أن تتسبب في نشوب ثورة في بلد لا اعتقد انه سيتحمل تبعات ثورة
علما انه غارق فيما
يكفيه من المشاكل , لتضاف مشاكل الأزبال إلى قائمة الصراعات العربية
شكرا لدعوتك ، وأعجبني
المقال حقيقة، وإن كان موضوع البيئة والتلوث أوسع من نقطة وساخة المكان العام في
المدن، لكني أشفق على التعميم و تحميل المواطن العربي مسؤولية كل شيء، حتى لو لم
يكن له في الأمر أي يد، بدليل أنك قلت أن بيوتهم نظيفة و يجمعون الزبائل في أماكن
محددة ، يبدو لي أنه انتهى دورهم هنا، وهذا إثبات لحبهم للنظافة، فلماذا إلقاء
اللوم عليهم ؟ وما أكثر ما يُلامُون. القرار في بيوتهم لهم، لهذا بيوتهم نظيفة كما
تقول ، أما الشوارع فليس القرار فيها لهم، ولا توجد أنظمة تتعلق بالبيئة، بل بعض
الدول العربية لا توجد فيها إطلاقا أي نظام أو قوانين متعلقة بنظافة الأماكن
العامة، وصعب أن نحمّل الناس مسؤولية غيرهم، هذا غير الاعتراضات التي قد يُواجَهُون
بها.
كما أعترض على وصف
العرب بـ"الوسخين" ككلمة عامة ، أعتقد أن في هذا قسوة تصل إلى حد الظلم،
فلو أحضرت أوروبيين يعيشون في بيئتك وشارعك، شيئا فشيئا سيتحولون الى مثل بيئتك.
وأنت تكملت عن القوانين حتى أن من يبصق في الشارع له عقوبة قانونية في سويسرا ،
اين هذه العقوبات عندنا ؟ لا توجد ، ولو وُجدت لما وُجد . من يضع العقوبات ؟ هل هم
الناس أم المسؤولين؟ هذا غير ظروف الفقر و تردي الأوضاع بشكل عام، أقصد أن اللوم
ينفع إذا وُجّه إلى أصحابه مباشرة، بدون التعميم . هكذا يكون توجيه اللوم مفيد
ونافع.
لكن هذا لا يعني أيضا
تبرئة كاملة للناس، فهم دائما عليهم جزء من اللوم ، ولكن الجزء الأصغر ، مع أنهم
الأكثرية، لكنهم بلا قرار ولا توجيه للقرار. فإتلاف البيئة والصيد الجائر، حتى رمي
الأغلفة والعبوات يلحقهم فيه لوم ، وإن كانت لا توجد قوانين، و إن وجدت فهي صُورية.
لهذا نحن نحث الجميع على القيام بواجباته وتحمّل مسؤولياته، وإن كانت مسؤوليات
الأكثرية هي الأقل.
العرب هم من علم
الأوروبيين النظافة، فكيف نقول عنهم أنهم شعوب وسخة؟
وشكراً لك ولصاحب
المقال الجيد ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق