حوار مع أحد زوار المدونة :
غير
معرف :
"مرحبا
انا صاحاب السؤال وقد قرات كلامك وشكرك على مجهودك . بالحقيقه لم تعطيني مبرر
منطقي على الظلم الواقع بالحياه كل مااوردته هي مبررات لاتليق بشخص عادل فكيف تنسب
لخالق لكي اعرف السعاده يجب ان اذوق الشقاء وان اردت معرفة الصحه يجب ان اذوق
الالم هذه عبارات يتفوهون بها فلاسفه لايعرف لهم دين وهي اقوال لأشخاص عرفوا انهم
ذو حكمه بين الناس . هل تعلم ياصديقي اشعر ان مشاكل الحياه وهمومها ليس لها حل
ولاسبب معين موضوع الرحمه والعدل والكرم الالهيي يتعارض قطعيا مع مجريات الحياة
واحداثها . ذات
مره كنت اسير بسيارتي الخاصه فخرجت امامي قطه فدهستها دون قصد فنزلت لإزيلها من
الطريق واذ بها ميته وعينها خرجت من راسها خارجا فتسائلت هل هذا من صدف الحياة
لماذا لايتدخل الخالق لينقذها وينقذني من تأنيب الضمير . ان
كان يملك الرحمه والقدره والعدل. يبدوا لي ان لاحل الا الموت ساقتل نفسي واستريح
من هذه التسائلات لااستطيع العيش بدون خالق اركن اليه انزوي نحوه انا ضعيف امام
هذه الحياه اشعر ان وجودي ذنب لم اقترفه وخطأ لم ارتكبه . للمعلوميه انا اقطن في
بريطانيا من اصل عربي ومن اصول مارونيه مسيحيه وعندي تجاره واملاك عظيمه داخل
بريطانيا لكن المال ليس كل شي اريد طريق يوصلني لخالقي كيف السبيل اريد امور حسيه
ستشعر بهاالخالق لاتقبل الشك ولو واحد بالميه"
المشكلة ان طريقك
الذي تطلبه الى ربك خاطئ ، لأنك تريد أموراً حسية وقطعية، حتى تؤمن بإله لا تراه !
لن تستطيع ان تفهم الاله حتى تقر بأنه يختبر الناس ، وان الحياة اختبار ، وان هناك
حياة آخرة هي الصافية، وهي دار العدالة وليست هذه. بدون هذا لن تصل الى ربك .
ثنائيات الحياة تقول
ان هناك اختبار، قال تعالى (إنا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوكم أيكم أحسن
عملا، وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا). كل موقف يحصل ، تجد أن لديك صورتين
لسلوكك تجاهه، تختار انت واحدا منهما ، إما أن ترحم او تعذب ، إما ان تقسو او تلطف
. انت تألمت لأنك قتلت القطة بالخطأ، لكن ربما غيرك يقتلها عمدا وهو يضحك على
تعذيبها ، مثل الذين يقيمون مصارعات بين الحيوانات ويتفرجون عليها. بينكما فرق،
وهذا الفرق مرصود عند الله، وهكذا الحياة. الحياة ثنائية المرور، بين طريقين تختار
لا ثالث لهما ، في كل شيء. (إما شاكرا او كفورا)..
كل من يناقشون بهذا
الشكل لا يقيمون للمنطق وزنا ، وواقعون تحت تأثير عاطفي أكثر من المنطق والعقل ،
فمن الصعب بالمنطق أن تقنع شخصا عاطفيا. ذكرت لك بعض الحجج وقلت أنه كلام مما يقال
عنهم فلاسفة ويقال انهم ذو حكمة ولا يعرف لهم دين، وتريد حلا ملموسا !
الدليل على ان طرحك
عاطفي هو انك تقول لم يقنعني ، دون ان تحدد اين الخلل ، كأنك تقول : أنت اقنعني من
دون ان ارغب بالاقتناع وإلا فأنت فاشل ! كأنك تطلب معجزة إقناعية . أنا احترم
تساؤلاتك حقيقة، وقد ذقتها وتألمت منها كثيرا، لكني استطعت أن اتخلص منها ، من
خلال العقل والمنطق الذي يبدو أنك لا تعيره بالا ،
العجيب أنكم لا
تقولون أبدا : لماذا الموت موجود ؟ مع أنه عام على الكل ، لكن اذا مات احدهم او
احداهن بطريقة فاجعة، جاء هذا الصراخ على الله، الذي تعهد بإماتة الجميع أصلا ! هل
تتفق معي ان الموت حل ، وأنه بسببه ازدهرت الحياة ؟ أم تريد ان تتراكم المخلوقات
على بعضها ؟ إذا اتفقنا انه حل سليم، لماذا نتألم إذا مات شيء أو أحد و نسخط على
الله ؟ نعم نتألم من الفاجعة، لكن لماذا نسخط من الله ونزيد الطين بلة ؟ قال تعالى
عن المؤمنين (الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وإنا إليه راجعون) أي يعرفون
أنهم راجعون كلهم الى الله أصلا، وليس فقط من مات، والمسألة مسألة وقت ليس الا .
اذا اردت ان تسخط إسخط من وجود الموت اصلا ، لا ان تسخط من موت قطة أو شخص ..
الحياة تسير
بالفناء، لو لم تفن اللحظات لما اشرقت الشمس ولا تغيرت الفصول، ولو لم تموت وتتحلل
الكائنات لما اورقت الاشجار واينعت الثمار . الحياة تجدد نفسها من خلال الموت، فهو
سنة الحياة. وهذا السخط كله يأتي من نظرة علمانية لا تؤمن ولا تنظر الا لحياة
واحدة، اذا نظرت لحياة واحدة فقط ، فمباشرة ستأتيك مثل هذه الافكار .
وجود الموت حل ، و
له وجه آخر مشرق وليس مظلما دائما . تخيل احدا يعيش في قهر وتعذيب ولا يموت ابدا ،
هذه القطة هل تريدها أن تخلّد ؟ إلى متى ؟ وما دام انها سوف تموت حتما ، شاءت
الاقدار ان تكون تحت سيارتك . أنت لم تخطئ في دهسها لأنك ربما لم تسرع، والقطة لم
تخطئ ايضا، ، فلماذا يتعذب ضميرك ؟ القطة نفسها تدخل تحت السيارة بسرعة فائقة.
والقطة كائن حي أليس كذلك ؟ تخيل كم عدد الكائنات الحية التي تدوسها سيارتك ، بل
ربما يديك وقدميك ، وأنت لا تدري ، هذا غير البيئة التي تساهم أنت بإتلافها كغيرك،
خصوصا وانك رجل اعمال .. كم نملة دهست ؟ كم صرصارا ؟ كم من الاحياء الدقيقة التي
يقتلها عادم سيارتك ؟ لماذا القطة فقط ؟ هل رأيت انك عاطفي ؟ لماذا نرحم الكائنات
الكبيرة ولا نرحم الصغيرة ؟ لأن الكائنات الكبيرة تشبهنا او تعيش معنا ونرى
عواطفها، وهذه انانية بحد ذاتها، لأننا جعلنا انفسنا مقياس، فالخنفس لا نرحمه،
بينما القطة او الكلب نرحمهما ، بدافع الانانية قبل ان يكون الرحمة .
جمعية حقوق ورحمة
الحيوان هي فقط للحيوانات الكبار ، ولم يشملوا الصغار حتى يكونوا دقيقين ، مثل
الحشرات التي يتعاملون معها باقسى درجات العنف والاسلحة الكيماوية. صائدة الذباب
الكهربائية التي تصعق كائنات حية لا ذنب لها ولا يهتم أحد لذلك ، ولكن لو نأتي بقط
وكلب ونصعقه لقيل هذا توحش. إن هذه تخاف وتلك تخاف ايضا .
الأساس والمهم هو
الا تخطئ .. إن الكثرة عموما في الحيوانات الصغيرة أو الكبيرة ، الهدف منها التخلص
، لذلك هي تهاجر بشكل جماعي كي تقدم فرصة حياة اسهل لمفترسات وأحياء تنتظرها هناك،
لكي يقل عددها وتتخلص من الحيوانات الضعيفة، وتمرن عضلاتها اثناء هذه الرحلات
الطويلة، وتجد طعاما اوفر او دفئا.
التعامل يجب ان يكون
على حسب الشعور، وهذا قانون ، ممكن أن تضرب طفلا ما، لكن طفلا اخر
لا تستطيع ضربه ، لأن الآخر حساس جدا، بينما الأول لا يحس بالكلام لكنه يشعر
بالألم. يوجد احد يؤدبه الضرب ، وآخر يهلكه وربما يؤذيه جدا ، لا عاقل يعطر المكان
للكلب بينما هو يحب الدود والجيف . لكن هذا لا يعني أن تؤذيه فيما يحس فيه شعوره ،
لا يعني هذا ان تضرب الكلب او تمنعه من الاكل او الحرية ، مثلما ان لا داعي لتعطير
المنزل له لأنه لا يحس بهذا الشيء المقدّم له.
موضوع الرحمة
الخاطئة منتشر في اوروبا والحضارة الغربية، جنبا إلى جنب مع قسوة لا ترحم، مسببا
ازدواجية في الثقافة الغربية، مثل النباتيين الذي يحرمون اكل لحوم وحتى بيض
الحيوان ، والمتشددون منهم لا يأكلون دهون الحيوان ، مع أنهم يستعملون البترول
ومنتجاته بكل سهولة وهو دهون حيوان كما تقول النظرية.
ومن قال لك أن
النبات يسمح لك أن تجتث جذوره وتعبث بأوراقه ؟ أليس كائنا حيا ؟ هذا يُدعى تميُّع
في العواطف ، مثل سجن القاتل 20 سنة حتى لو قتل 70 طفلا بريئا كما حصل بالنرويج ،
مع فرصة التقليل من المدة ـ بينما هم يدفعون الاموال ليشاهدوا افلام الرعب
والتعذيب في السينما ! هذا غير دفع الضرائب لبناء اسلحة فتاكة لقتل الانسان. يبدو
ان الكلاب مقدسة في الغرب اكثر من المسلمين والسود، قياسا بنسبة الاجماع .. هذه
المشكلات جاءت بسبب العواطف وعدم تحكيم العقل في العلمانية ، وإلا فالدين ، خصوصا
الاسلام ، يحدد أن الحيوانات والنباتات مسخرة للإنسان ، لكن لا يؤذيها ، ويستخدمها
بأحسن الطرق، ولا يقتلها بدون حاجة، فيكون من المفسدين في الأرض. لا يسمحون
للقاتلين ان يقتلوا وهو مجرم ، بينما يسمحون للزناة ان يجهضوا (أي يقتلوا) اطفال
ابرياء ، إنه الهوى والعواطف وليس العقل.
هذا الطرح العاطفي
تريد به أن تضع اللوم على الله وليس على نفسك. أصدقك لو كنت مهتما بتصفية نفسك من
الظلم ، لا أن تأتي لتحاكم الخالق . الأَولَى أن نُحاكم انفسنا. هل أنت نصرت الحق
في كل شيء في حياتك ؟ هل ساهمت بأموالك في سبيل الرحمة التي يبدو انها ضاغطة عليك
الى هذه الحد ؟ أم أن رحمة الله هي التي تزعجك وتريد صياغتها، وهي التي تشغلك دون
رحمتك الخاصة ؟ لنكن واقعيين ، هذا أسلوب شماعات. مثل ما قال الكفار (أنطعم من لو
يشاء الله أطعمه). انت رجل غني، كم تكفل من يتيم ؟ ما مساهماتك في جمعية الرفق
بالحيوان ؟ ما مدى نصرتك للقضايا العادلة لأمتك وأنت تقيم في الغرب ؟ و و إلخ ..
هل رايت أننا في اختبار ؟ وان النعمة والرزق اختبار ؟
الطرح الاسلامي اكثر
ايجابية من الطرح المسيحي ، الاسلام يقول انت تُختبر ، في النعمة وفي الضررـ وهذا
يدفع للإيجابية. في الطرح المسيحي يكفيك ايمانك بيسوع ليكفل عنك ذنوبك ! مطلب سهل
. هذه المصائب هي اختبار لنا ، هل نفعل اولا نفعل ، هل نواسي ام لا نواسي ، ام
نرمي الكرة على الله ونتخاذل ، ونقول كما قال الكفار (لو شاء الله اطعمه) ونتخلص
من المسؤولية ..
هذا الكلام قد لا
تأبه له لأنه لم يقدم حلا حاسما ملموسا واضحا لا يعتَوِره أي شك ، لكن هناك من
يستفيد منه إن شاء الله . وشكرا لك .
مرحبا عزيزي هل تقبل ان تحرم ابنك شي ما بهذه الحياه وهو يرغبه مثل منعه من الخروج من المنزل لترى ماذا سيصنع وهل يصبر او لا هل رأيت ان اما تحرق ابنها فقط لتختبره هل يصبر عليها ام لا . كذالك موضوع الشر بالحياه لايمكن ان تجتمع الرحمه مع الشر ايا كانت المبررات ياعزيزي امي تعلم مالذي سبب لي ازعاج من نظرات عيوني دون ان ابث حزني لها فلها احساس عميق وقلب حنون واضح لاينكره احد فكيف تقولون ان الخالق ارحم من هذه الام ؟ دون ان نستشعر هذه الرحمه حسيا هل عندما نطلب دليل حسي على وجود خالق قد طلبنا مستحيلا وامر لايمكن ان يتحقق الا من خلال كلام مايسمى بالانبياء او كتبهم هل عندما اطالب دليل على خالق دون مراجعه كلام انبياء او كتب اكون شاذا او عاطفي او غير منطقي . المنطق هو ان اخذ معطيات تثبت وجود خالق لان ايماني بخالق يعتبر تغيير جذري في حياتي لاسيما انني قضيت تقريبا عمري دون ايمان بقوه تتحكم بالكون. فيجب ان التمس منك برهان قوي حسي على وجوده وان تعطيني تفسير منطقي للشر الموجود بالعالم دون تدخل منه لابادة هذا الشر مصداقا لقولكم انه ارحم الراحمين . واعتذر على الاطاله وشكرا لما تقدمه لي من نقاش محترم
ردحذفتفضل الجواب عبر هذا الرابط :
حذفhttp://alwarraq0.blogspot.com/2015/11/4.html
nice articl
ردحذف