العقلية الغربية تنطلق من جزئية واحدة تريد أن تعممها على كل شيء : ألم ينطلق (نيتشه) من جزئية واحدة و هي إرادة القوة ؟ و بنى عليها كل تفسيره للإنسان والمجتمع ؟ ألم ينطلق قبله (شوبنهاور) من جزئية واحدة و هي إرادة الحياة ؟ ألم ينطلق (فرويد) من جزئية واحدة و يعممها على الإنسان والمجتمع والأحلام بشكل سخيف ومثير للتقزز و هي اللذة الجنسية فقط ؟ ألم ينطلق (دوركايم) من جزئية واحدة وهي عبادة المجتمع ويعممها على كل السلوك الإنساني ؟ ألم ينطلق (سارتر) من جزئية واحدة و هي إثبات الوجود الخاص؟ ألم ينطلق (إدلر) من جزئية واحدة و هي تحقيق الذات ؟ ألم ينطلق (ماركس) من جزئية واحدة وهي الاقتصاد و وسائل الإنتاج ليعممها على سلوك كل الأفراد والجماعات بما فيهم الأنبياء الذين يريدون السيطرة على وسائل الإنتاج ؟!
هذا هو الفكر الغربي : فكر
يثير الضحك في جزئيته ..
العقلية الغربية لا تبدأ من
الكل إلى الجزء ، بل على العكس : من الجزء إلى الكل ، و هذه هي نقطة ضعفها .. و
المعرفة الحقيقية هي التي تبدأ من العام إلى الخاص .. و ما زال الفكر الغربي
يكرر نفس الخطأ إلا ما قل ؛ فها هو (سام هاريس) يربط كل سلوك الإنسان بالمجتمع ، و كل الأخلاق
لأجل إرضاء ذلك المجتمع ، كما فعل (دوركايم) .. وها هو (داوكينز) من خلال تخصصه يربط
سلوك الإنسان بالحيوان ، و يطالب الناس أن يعترفوا بحيوانيتهم قبل أن يناقشوه ، أو
حتى أن يسجلوا في موقعه الإليكتروني ..
أين هي الجزئيات ؟ إنها
جزئية واحدة .. الثقافة الغربية غير صالحة لدراسة الإنسان أو المجتمع .. المادية و
الجزئية لا تستطيع أن تعرف الإنسان ذلك الشامل المطلق المختلف عن قوانين المادة ..
العلماء الملاحدة
خانوا الإنسان و خانوا العلم .. لأنهم أصلاً دعاة و مبشرين وليسوا علماء حقيقيين ..
و اتجهوا الآن بدلاً من العلم إلى وضع نظريات سخيفة تخدم الإلحاد و المادية و
يطالبون الناس بتصديقها بموجب الثقة بأسمائهم العلمية و جامعاتهم العريقة التي
يدرّسون بها .. و التي أخذت الثقة بها من الجيل السابق من العلماء الأفذاذ الذين
لم تكن تـُعرف و لا توجهاتهم العقدية .. أما هؤلاء فيُعرف إلحادهم أكثر من إضافاتهم العلمية إن وجدت ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق