ليس من الأدب مع الله في الدعاء أن تطلب
منه كل شيء وتخرِج نفسك من الواجب. أيهما أفضل : أن تطلب منه العون على أداء واجباتك
أم أن يؤديها هو عنك ؟ الثاني لا يكون منطقيا .. إذا قلت: اللهم أصلح أبنائي,
فكأنك أخرجت نفسك من مسؤولية التربية’ مثل ان تقول: اللهم أعطني خبزا وأنا جالس في
مكاني! فإذا عممنا هذا يتبين الخطأ لأنه سيقتضي أن تطلب أن يصلي الله بدلا عنك !
وهذا غير منطقي لأن الصلاة من واجباتك. لكن ذا طلبت من الله العون على أداء
واجباتك ومنها الصلاة حينها يكون الطلب إيجابي وأخلاقي ومقبول عقليا, لأنه يشير إلى
انك سوف تقوم بواجبك, فالعبد يعمل والله يوفق . وليس من الأدب اأن نطلب من الله
الإثنين معا حتى لا نقع فيما وقع فيه بنو إسرائيل من سوء خلق مع الله اقتضى
عقوبتهم بالتيه, عندما أمرهم ربهم بقتال الجبارين فقالوا لموسى: {فاذهب أنت و ربك
فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}, لان في هذا تخلي عن الواجب . الصحيح أن يقولوا : سوف
نحاول ولكن ادع ربك لنا أن يوفقنا وينصرنا ويعيننا. بل حتى ادع لنا ربك ليس فيها
أدب, لان الله يسمع الجميع, وليس ربا فقط للأنبياء والصالحين, وتوسيط آخرين للوصول
إلى الله ليس فيه أدب مع الله, لأنها معاملة بشرية بالواسطة, وتكذيبٌ لله الذي قال
انه قريب من الجميع, ولم يقل لا تخاطبوني مباشرة واذهبوا للصالحين كي يتوسطوا لكم
عندي.
يجب أن يكون التعامل مع الله تعامل أخلاقي
حتى في الدعاء .. حتى يستجيب الله لنا . والله يحب من أحبه ويحترم من يحترمه ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق