أي عقد اجتماعي بدون وجود قيم تسهل
حياته سوف يتصادم مع بعضه ويتآكل ، أما القوانين القضائية المادية فلا تكفي ،
لنفرض أن الجميع لا يعرف التسامح ولا الرحمة ولا التعاون ، يعيشون في مجتمع حقوقي
يحكمه القضاء ، هل يستطيعون العيش بسلام وسعادة ؟ طبعا لا . لأن أكثر وقت الفرد
سيكون في المحاكم ، إما لانه رفع صوت المذياع ، او لأن اطفاله أسقطوا كرة في بيت
جاره وكسرت احدى المصابيح ، او أوقف سيارته قريبة لبضعة سنتيمترات لبيت جاره ،
وهكذا ..
لا يمكن تطبيق الحقوق بدقة ،
وتطبيق الحقوق بدقة أيضا يجعل الحياة جحيما ، ويؤدي الى انفجار المجتمع ، مثلما
تغضب لأن زميلك في العمل قدم شكوى الى المدير لأنك جلست على كرسيه بضع دقائق ! إذن
مجتمع الحقوق الكامل هو مجتمع الكراهية والعداوة ، إذن فكرة القضاء يكفي عن
الاخلاق فكرة خاطئة, ونتيجتها عكسية ستؤدي لتدمير الحقوق ، لأن الحقوق احدى
الاخلاق ، والاخلاق لا يصلح ان تأخذ واحدة منها فقط وتلغي البقية ، هذا العمل
نتيجته لا اخلاقية .
فالعدالة لا تنفع وحدها إلا
وبجانبها فضيلة التسامح ، والكسب لا يصلح إلا ومعه فضيلة الكرم ، لاحظ كراهية
الناس للشخص المتشدد في حقوقه ، عممها ، النتيجة : لن يكون هناك مجتمع و سيفضّل ان
يعيش كل شخص لوحده ، وهذا لا يمكن ، اذن ينقرض الانسان . معنى هذا : لا بد من
الأخلاق حتى يعيش الانسان ..
وأن ياتي كاتب مستعجل كديورانت و
يقول ان أمة عظيمة كالآشوريين لم يكن عندها قيم اخلاقية ولم تكن تعرف وخز الضمير ،
فهذا يتناقض مع أبسط الحقائق ، وما كان ليقع بمثل هذه السقطة المنطقية الا ليثبت
نظرية التطور في مجال القيم والاخلاق .
الاكتفاء بفضيلة واحدة يقلب الأمر
الى رذيلة ، الفضيلة تحتاج الى فضائل . ولا فضيلة بدون دين ، في كل مكان وجدنا
الفضائل فيه وجدنا معها الدين على مر التاريخ ، وهما صنوان لا ينفكان . مما يعني
عدم امكانية وجود اخلاق - بمعنى كلمة اخلاق - بدون دين يسندها وتستمد القوة منه .
والقيم الباقية هي من بقايا الاديان الباقية . والدين لا يأمر بفضيلة واحدة ، و
فكرة مجتمع الحقوق -التي ينادي بها الكثير من أتباع الفلسفة المادية التي لا تعترف
بالخير والشر- تعترف بقيمة واحدة فقط هي الحقوق ، ولو طُبقت هذه الفكرة وحدها
لتسلّخ المجتمع و آذى بعضه بعضا من خلال الحقوق ، و هذا يذكرنا بشرط شايلوك في
مسرحية شكسبير ، كيف استغل ذلك الشرط ليقتل به شخصا كريما ، و من خلال المحكمة
الحقوقية ، لولا أن انقذته المحامية من خلال الدقة في الحقوق ايضا ، بحيث لو زاد
الكمية عن رطل لحم ، فسوف يؤخذ منه ومن اي مكان في جسمه .
ولهذا تنفر النفس ممن يتشدد ويدقق
في حقوقه ، لأنه لا يملك قيم اخرى مخفِّفة كالتسامح, والتي كما قلنا لا تنفع العدالة
الا بوجود تسامح بجانبها ..
موضوع ممتع و مدونة ممتازه تسلم
ردحذفصحيح
حذفالتسامح والكرم والدين
تسامح الغني مع الفقير وتسامح الكبير مع الصغير وتسامح الرجل مع المرأه وتسامح الشريف مع الضعيف تسامح الابيض مع الاسود تسامح الجميل مع القبيح
لكن للأسف مع وجود القانون مازال الظلم مستفشي بين البشر
لان التسامح لا يطلب الا من الضعفاء والفقراء والفئه المستضعفه عموما
انالا اؤمن بنظرية التطور ولكن قبل ان تصف ديورانت بالاستعجال لانه قال أمة عظيمة كالآشوريين لم يكن عندها قيم اخلاقية ولم تكن تعرف وخز الضمير
اعطيك مثالا بسيطا هو امريكا اليوم ربما يأتي كاتب بعدنا بعدة قرون ليقول ان امريكا امه عظيمه
امريكا احتلت افغانستان والعراق قتلت مئات الالاف في هيروشيما وناجازاكي وفييتنام وتدخلت عسكريا في مئات الدول لتثبيت الانظمه القمعيه الفاسده وهي اكبر مصدر للفساد الاخلاقي والعنصريه عن طريق الاعلام وهوليوود الامريكيون جميعا ما عدا القليل منهم لايرون اي حرج في هجمات التي يقتل فيها ضحايا ابرياء ولا يحسون بوخز الضمير من قنبلتي هيروشيما وناجازاكي يقولون كان يجب ان نري اليابانيين من هو الاقوى اسأل اي طفل امريكي اي شخص اسيوي او عربي او افريقي هو اقل قيمه من الامريكي الابيض في نظرهم وعندما يسمعون بموت هؤلاء القرويون الذين لا يملكون ما يردون به طائرات الامريكيه الحربيه تعال واتفل في وجهي اذا حس اي منهم بوخز الضمير هؤلاء الناس ينظمون للجيش لقتال امم هي بالنسبه لهم عسكريا مثل القطط بالنسبه للأوادم ومع ذلك لا يشعر بأي وخز للضمير وهو يقتل الابرياء العزل يقول علي ان ادفع الفواتير ويعود لوطنه ليحكي عن بطولاته ويستقبله الشعب بالتصفيق والهتاف
يموت المئات من المشردون سنويا من البرد والجوع بسبب فقدان وظائفهم في مدن متطوره مثل نيويورك ولوس انجلس وغيرها
اذا كنت انسان اسود البشره او كنت ابيض ولكن لست جميل الشكل فأن تجد وظيفه في مكان محترم هي مسأله شبه مستحيله في امريكا والمسأله ليست فقط الوظيفه ولكن ان تجد اصدقاء او شريك حياة ايضا
ومع انه مكتوب في الدولار ثقتنا هي في الله
الا انهم امه ميته اخلاقيا ولم ولن يعرفوا وخز الضمير انا لا اقول ان العلمانيه هي الحل ولكن
اكبر سبب لوجود العلمانيه هو النفاق الديني وازدواجية المعايير في المجتمعات المتدينه ايا كانت هذه الديانه
(ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
انا معك في اكثر ما قلت ، لكن علينا الا نظلم الشعب الغربي او الامريكي ، نحن نعلم انهم ليسوا احرارا كما يوهمونهم ، ارجع الى الدولار مرة اخرى وانظر شعار النورانية الذي يتحكم بامريكا ، وارجع الى مواقع حركات احتلوا وول ستريت لترى ان الشعب الغربي ليس راضيا تمام الرضى كما قد نتصور عنهم ، وتلك الحروب لم تكن قرارا من الشعب ، امريكا تتحكم بها القوى الراسمالية التي تسيطر عليها الراملية والصهيونية لهذا تقودها كالثور من قرونه لتحقيق مآرب لاصحاب المؤامرة الكبرى ، والضحية دائما هم الشعب ،
حذفبعبارة اخرى : الشعوب العربية والاسلامية تعاني ، وكذلك الشعب الامريكي والغربي يعاني ، فمن المستفيد ؟ ومن هو مثير الحروب ؟
اما كلمة ديورانت ان الاشوريين في انحطاط اخلاقي ، ل يقل ذلك الا ليثبت نظرية التطور في الاخلاق ، وهي نظرية لا تعترف بها مثلي ، لانها نظرية سخيفة وغير عقلانية ولا واقعية ولا مثبتة .