"من الطبيعي ان الانانية خصلة مذمومة اذا وجدت في شخص لكننا قد ننغرم في انسان أناني فتجد شعورك اتجاهه لايقاومه فتخالف طبيعتك, وتستمر في عشقك له ، لذلك قد ذكرت سابقا انه احساس صادم لانه احيانا قد لا تتعرف إلى نفسك وأفعالك كأن تستمر في الخطأ والواقع يخالفه."
الرد:
عفوا على المخالفة.. لكن لا أظن أبدا أن الحب يقوم على رذائل أخلاقية في الطرف الآخر , والأنانية الواضحة رذيلة بل أم الرذائل.
عفوا على المخالفة.. لكن لا أظن أبدا أن الحب يقوم على رذائل أخلاقية في الطرف الآخر , والأنانية الواضحة رذيلة بل أم الرذائل.
وسؤال
لك أنتي: أيهما أفضل الشخص الأناني أم الشخص المعطاء الذي يتحمل لأجلك ويحس بآلام
الآخرين؟ لا أظنك ستقولين الأناني أفضل, أنا أعتقد أننا قد نميل إلى شخص ونحن نعلم
أن فيه عيوب, لكن نظل نهتم به على أمل أنها ستتغير عندما يرى منا الحب والعطاء على
مبدأ {ادفع بالتي هي أحسن}, لكنها إذا لم تتغير وازدادت سيكون هناك تراجع بلا شك
طال زمان الاختبار أو قصر, لسبب بسيط وهو أن الشعور موحد عند الجميع, فتكوينك
الشعوري هو نفس تكويني الشعوري وهو نفس تكوين الآخرين والأخريات, فالجميع خُلِقوا من
نفس واحدة, والشعور فطرة والفطرة لازمة.
هل
تصدقين شخصا يقول لك : أنا أحب الشرير الذي يؤذيني أكثر من الطيب الودود اللطيف؟
طبعا لا, هل تصدقين أحدا يقول: أنا أحب أن أعيش في خوف وقلق ولا أحب الوئام
والسلام؟ طبعا لن تقولي نعم, ولولا هذا المشترك بين البشر لما تفاهموا ولكان من
المستحيل أن يوجد تفاهم أو تطور في العلاقة.
أحيانا
نفضل طفلا شقيا على طفل سلبي, المثال يصلح لك, هل يعني هذا أننا نحب الشر ونفضله
على الخير؟ طبعا لا, لكننا نظرنا إلى الإيجابية والحيوية في هذا الطفل وكرهنا
السلبية وحاولنا توجيهه لاستغلال إيجابيته بالشكل الأفضل, ولم ننظر إلى الأخطاء
التي يفعلها إذا آذانا أو آذى الأطفال الآخرين, فهي لا شك ستضايقنا, إذن لم نحب
الشر فيه لكن أحببنا الحيوية والانطلاق وهي ميزة حسنة, وهذا الشخص الأناني الذي
تكلمتي عنه شعورك لم يحب أنانيته بل لابد هناك أشياء أخرى من نوع الفضائل موجودة
فيه, كأن يكون واثقا من نفسه أو وسيما وأنيقا أو ذكيا وناجحا في عمله أو منطلقا في
حياته وخال من الضعف, لكن الأنانية ذاتها لن تحب وإن استمرت فسوف تهدم الميزات
الأخرى لأنها عيب أساسي, و الأنانية ماهي إلا اتباع هوى النفس المذموم, والأنانية
في حقيقتها ضعف وليست قوة, والأناني يضحي بكل شيء لأجل نفسه ,حتى أنتي! إن كان
يتصف فعلا بهذه الصفة, والأنانية تجر معها سوء الأخلاق فالأناني عادة يكون بخيلا,
وإن أعطى فهو منان وينتظر المقابل الأكثر, ويكون طماعا وجشعا ويريد كل شيء له,
يكون جبانا لأنه يحب نفسه أكثر من أي شيء آخر, ومستعد بالتضحية بأي شيء مقابل
نفسه, والأناني مستسلم لرغباته ولا يمكن أن يكون مستسلما لربه, وأنا أتكلم بشكل
عام لا أقصد الشخص الذي تعنينه ولا أعرفه ولا أعرفك.
انظري إلى شخصية البطل المحبوب عند كل الشعوب تجديه أبعد ما يكون عن الأنانية ومستعد للتضحية شجاع وإنساني وينظر ما عليه أكثر مما له, فالأنانية مقبرة الحب, والغرور عطر الأنانية الذي يزكم الأنوف, وكل هذه صفات لا تعجب الرحمن مصدرها الأساسي عبادة الذات (الأنانية) وهي المصيدة الأولى للشيطان .
عفوا على الإطالة, ولا أقصد أحدا فقط اقصد فكرة الأنانية والتي أكرهها من أعماقي, ولو كان كل الناس أنانيون لانقطع الإحسان بين الناس ولتبخرت الأخلاق نهائيا وحل محلها الصراع, والدنيا بخير ما دام ليس كل الناس أنانيون ومحتالون لأجل مصلحتهم الخاصة.
انظري إلى شخصية البطل المحبوب عند كل الشعوب تجديه أبعد ما يكون عن الأنانية ومستعد للتضحية شجاع وإنساني وينظر ما عليه أكثر مما له, فالأنانية مقبرة الحب, والغرور عطر الأنانية الذي يزكم الأنوف, وكل هذه صفات لا تعجب الرحمن مصدرها الأساسي عبادة الذات (الأنانية) وهي المصيدة الأولى للشيطان .
عفوا على الإطالة, ولا أقصد أحدا فقط اقصد فكرة الأنانية والتي أكرهها من أعماقي, ولو كان كل الناس أنانيون لانقطع الإحسان بين الناس ولتبخرت الأخلاق نهائيا وحل محلها الصراع, والدنيا بخير ما دام ليس كل الناس أنانيون ومحتالون لأجل مصلحتهم الخاصة.
وقد
يقال كل إنسان تهمه نفسه ويحب نفسه وهذا شيء طبيعي, نعم لكن ليس كل الناس أنانيون,
لأن الإنسان مادة وشعور وليس مادة فقط, وبينهما حوار دائم, هل يؤثر القيم العليا
أم يؤثر الجسد وحاجاته؟ وكثيرة هي المواقف التي تساوم على اختيار أحدهما وهي اختبارات
من الله, فهل نستجيب للغرائز العليا الإنسانية التي ترضي الله وترضي شعورنا عن
أنفسنا, أم نستجيب للغرائز الدنيا الحيوانية الآنية التي تزول بسرعة ويعقبها شعور
الوحشة وكره الذات؟ لاحظ لحظة التردد في أي موقف يحتاج النخوة والمساعدة, هل أقف
وأساعد على حساب وقتي ومصالحي, أو أنطلق وأترك الأمور لشأنها وأنقذ مصالحي الخاصة
ولا أفكر في معاناة غيري على مبدأ (أنا والطوفان من بعدي)؟ هنا تتبين الأنانية من
عدمها, مع أن الشخص الذي ضحى تهمه نفسه والشخص الذي لم يضحي تهمه نفسه, لكن أي جانب من
نفسه أهمه أكثر؟ {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها} لأن نفسه نفسان وطبيعته
طبيعتان, إنسانية وحيوانية.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق