هناك فرق بين التفكير بالمؤامرة و بين سيطرة فكرة
مؤامرة معينة وينسب لها كل شيء .. فالنوع الاول منطقي ، والنوع الثاني غير منطقي ،
لأنه خرج من نطاق المؤامرة الى نطاق القدر ، فكأنه يتصور الجهة المتآمرة وكأنها
قدر الهي ، لا يوجد مضاد له ولا يخرج شيء عن علمها ، وكل ما يحدث في العالم هو
بتدبيرها و إرادتها ، وهذا خطأ منطقي وخطأ إيماني ايضا ، لان الله موجود وهو من
يستطيع ان يفعل هذا ، اما تصور عدم وجود اي مؤامرة في العالم فهذا تصور سطحي وساذج
، لان التجارة والاقتصاد والاعلام والسياسة مليئة بالمؤامرات ، بل لا تسير الا بهذا
الشكل . و ان كانت على مجالات معينة ، و بما ان هذا حاصل في المجالات الجزئية ،
اذن هناك مؤامرات على المجال الكلي , اي توجد مؤامرات على العالم ، لكن هل كل ما
يحدث كان بأمرها ؟ لو كان الامر كذلك فلماذا تتآمر ؟ اذ انها مسيطرة بالكامل .. !
نعم توجد مؤامرات وتوجد اعمال ضد ما تريده
المؤامرات ايضا ، هذا هو وضع العالم . و منطقيا لا يمكن نسبة كل شيء الى شيء واحد
. و هذا لا ينطبق الا مع الاله ..
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق