الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

كرامة الزوج



المرأة بحاجة لأن تفهم كرامة الرجل وما الذي يجرحها, و كثيرا ما تجرح المرأة الرجل دون أن تدري, والسبب أنها لم تحترم دوره الطبيعي وهو دور الرجولة, فالرجولة دور طبيعي مثلما الأنوثة دور طبيعي.

الرجل تنجرح كرامته ويزعل إذا رأى زوجته لها اهتمامات كثيرة خاصة بها وغير متعلقة به, فإذا رأى نزعة للاستقلال في حياتها تتعبه, كأن تكون مهتمة بتطوير مستقبلها الوظيفي ومركزة على عملها أكثر منه, حتى لو كانت تهتم بأخواتها أو صديقاتها أكثر منه و كانت لا تهتم بشكله ولا ملابسه ولا عمله, فالرجل تنجرح كرامته إذا شعر أنه ليس محور اهتمامات امرأته, فحين تكون زوجته تخرج كثيرا من المنزل مع صديقاتها ولا تدري عن وضع زوجها هذا يتعبه, وإذا جلست معه تعرض عليه قائمة الطلبات للمنزل ولها وللأطفال, هذا يضايق الرجل, وليس ما يضايقه الطلبات نفسها لكن ما يتعبه شعوره أنها ليست معه واهتمامها ليس له وأنه يُستغفَل وأنه فقط يُحمَّل مسؤوليات, هذا يعني للرجل أن هذه المرأة مستغنية عنه وأن رأيه وتقييمه لا اعتبار له, وقيمته فقط في إحضار طلباتها وخدمتها, هذا شيء يؤلم الرجل كثيرا ويجرح كرامته.

هذه يمكن أن أسميها معاناة "المرأة المسترجلة", فالزوج هنا لا يشعر أنه متزوج امرأة بل رجل مثله, وهذا بالضبط ما تدعو له الأفكار الليبرالية, لهذا يفشل الزواج على الطريقة الليبرالية لأنه يقلب البيت إلى محكمة حقوق لأشخاص مستقلين, ولا يستطيع الإنسان أن يقضي بقية حياته في محكمة.. تغرق السفينة إذا كان فيها أكثر من قبطان, وصدق الله : {الرجال قوامون على النساء}..

إذا شعر الرجل أن زوجته تحترم رأيه وتقييمه وتقدمه على رأي غيره هذا أهم بالنسبة له من أنها تطبخ له أو تنظف المنزل, لهذا كثيرا تجد من النساء من تطبخ لزوجها وتهتم بأطفالها لكنها ترى زوجها لا يرتاح معها ويتهرب من المنزل, والسبب أنها تعيش مستقلة عنه معنويا ولا تحترم رأيه ولا تحس به ولا تهتم لاهتمامته, بالرغم من أنها تقوم بكثير من حاجاته المادية, لكن أساس التفاهم بين الزوجين ليس المادي بل المعنوي, فإذا صارت الزوجة تطبخ وتنظف المنزل وتهتم بالأطفال لكنها تشك في زوجها وتسيء به الظن وتهتم بأخواتها وإخوانها أكثر منه وتتخذ قراراتها بمعزل عنه ولا قيمة له إلا بإحضاره لطلباتها فلن يرتاح الرجل معها, لأن أساس الزواج معنوي وليس مادي, وروحي قبل أن يكون جسدي..   


عند المرأة الموضوع مختلف, فلو يهتم بها هي فقط ويركز عليها ولا يكون له اهتمامات واسعة ستحتقره, فالمرأة دورها الطبيعي أن تلاحق الرجل وليس هو يلاحقها ولا يهتم إلا بها, فالوضع الطبيعي أن تعيش المرأة في عالم الرجل واهتماماته المتنوعة وليس هو يعيش في عالمها.. وطاعة المرأة للرجل ليس إهانة لكرامتها بل هو من كرامتها, إلا إن أمرها بباطل..

السبت، 20 ديسمبر 2014

صراع الأديان والمذاهب يُفتعل وليس أصيل..



صراع الأديان والمذاهب يُفتعل وليس أصيلا, لأن الإيمان بإله للكون الذي يأمر بالخير يجمعهم, لهذا كان وما يزال أتباع الديانات والمذاهب المختلفة في مكان واحد يتعايشون بسلام وبينهم علاقات وتجارة وصداقة, هذا في الأصل والعادة إلا إن دخل بينهم من يفتنهم لكي يستفيد من الخلاف. فليس كل اختلاف يسبب صراعا وإلا لتقاتل الأخَوان فيما بينهما, لكن يمكن أن يُستغل الاختلاف للصراع والبشر مختلفون دائما. الطمع بالمصالح أقوى محرك للصراع وليس الخلاف الديني, لكن لشدة تأثير الدين تنجح إثارة الصراع من خلاله, مع أن القومية والوطنية والعرقية والقبلية استُغِلت أيضا للصراع وبنجاح.

في الحقيقة لا يوجد صراع بين المتبعين لأديان مختلفة بل بينهم احترام وتعايش ومنذ آلاف السنين, وليس بينهم إكراه على الدخول لدينهم, لأن أصل الدخول بالديانات هو التبشير والدعوة بالتي هي أحسن وليس الغصب, بل إن بينهم احترام ربما أكثر من أتباع الدين الواحد, كل أتباع دين أو مذهب في العادة يحترمون مناسبات ومظاهر الدين الآخر, بل إن بعضهم يحضرون مناسبات واحتفالات الأديان الأخرى. لكن الخلافات والصراعات التي تنشأ بينهم أحيانا دائما تجد وارءها الماديون الدنيويون سواء من داخل تلك الأديان أو من ملاحدة, يعزفون على نغمة الاختلاف لضرب الخصم بالخصم. ولاحظ أنه دائما يشتد الخلاف بين الخواص ويقل الخلاف بين العوام في كل المذاهب و الأديان, فنلاحظ بين الناس العاديين مدح لتعامل أتباع مذهب أو دين آخر, بينما نجد عند كثير من الخواص سب وتشنيع لأتباع الدين أو المذهب الآخر وسوء تعامل, مع أن العوام تعاملوا معهم فعليا وعاشروهم بينما الخواص لم يتعاملوا معهم واقعيا.


كل الصراعات الدينية تجد خلفها مطامع سياسيين و دنيويين وليست نابعة من المتدينين أنفسهم, و ترى هذا في الشعوب التي تتعدد فيها الأديان كالهند والصين, حيث تجد البوذيين مثلا يعاملون المسلمين بحفاوة واحترام ويرحبون بهم في مناسباتهم الدينية, و كان غاندي الهندوسي يصوم الأسابيع لأجل اعتداءات على المسلمين. وهكذا كانت الحال في صدر الإسلام و في الحضارات الإسلامية من التعايش والاحترام في ظل البلد الواحد على مبدأ : {لكم دينكم ولي دين} والدعوة بالحسنى.

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

افضح الشيطان 7


الشيطان خرج من الجنة بسبب قضية اجتماعية وعنصرية برفضه التبعية لآدم عليه السلام , تفكير الشيطان اجتماعي ويخرج عنه بصعوبة , فالقاسم المشترك عنده هو المجتمع حتى لو وسوس بانحراف عقدي فإنه يحاول ربط هذا الانحراف بالمجتمع , ولهذا كل صاحب انحراف وفساد يجد لذة في نشر فساده حتى لو لم يستفد شيء , الشيطان يريد أن يكسب أكبر قدر من الضالين فلا يكفيه واحد (لأغوينهم أجمعين) , فهو يريد للظاهرة أن تأخذ وجه اجتماعي ليفرضها على الآخرين , أما الإنسان الذي يريد ربه فلن تؤثر فيه هذه التيارات الاجتماعية (ان الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب ...) فالشيطان اكتفى بالتحريش بين المسلمين , لذلك هو يوسوس ويضغط بوساوسه من خلال المجتمع , حتى الرذيلة يدعو لها من خلال المجتمع ووسائل إعلامه , وهذا لا يعني أنه لا يوسوس في العلاقة بين العبد وربه ويحاول تشكيكه بالله , لكن الأساس الذي ينطلق منه غالبا ويعود إليه هو المجتمع , لاحظ ما فعل بين قابيل وهابيل من خلال تحويل المشكلة إلى مشكلة اجتماعية .

عند قبولك لأي فكرة من الشيطان فإن الشيطان يستغل قبولك لها ويوسوس من خلالها ونسميها (محور وساوس) , فالمسلمات التي يقولها الشيطان يجب أن تعكس فكرتها , فإن قال لك بأنك ضعيف فعليك أن تأخذ هذه المسلمة وتعكسها وتتعامل مع نفسك بمعاكسة المُسَلّمَة , ومعاكسة المُسَلّمَة هي خلع الوتد الذي وضعه الشيطان بداخلك , الشيطان يضع وتد أو أوتاد بداخلك يوسوس من  خلالها , هذه الأوتاد يجب أن تعاكس وتخلع من جذورها , كل إنسان لديه وتد أو محور , الوتد دقه الشيطان وأنت قبلت وغالبا ما تكون فكرة سلبية عن نفسك أو غيرك ويبني عليها الشيطان وساوس ويكون لها تأثير أكبر على الشخص من الوساوس التي ليست على  وتد أو محور , أما المحور فإنه من صنع الظروف وهو مشكلة عندك وقد تكون عارض كأن تكون لم تتوظف أو لم تتزوج بعد أو معاق فيوسوس لك حتى تنتهي هذه المشكلة.

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

العلم التفسيري والعلم التسخيري 2, (وجوب التفريق بين العالِم والمنظِّر) ..



المجالات العلمية التفسيرية يجب أن تدخل في مجالات الفلسفة وليس العلم, يجب أن يتم التفريق بين العلم وبين التنظير, وجهات النظر في  تفسير الظواهر المتعلقة بالأجسام الكبيرة بالكون أو بالأجسام دون الذرية يجب ألا تسمى علما بل في نطاق فلسفة العلم, وصاحب تلك النظريات يجب أن يسمى منظر وليس عالما, ودارسها يسمى دارس تنظيري. لابد أن يُحترم العلم حتى لا يُخلط فيه ما ليس منه. المشكلة أن هذه النظريات الفلسفية حول الظواهر المادية تُقدم كعلم وليس كتنظير و بالتالي يصدقها المتلقي غير المتخصص تبعا للصيغة التي قدمت بها وهذه جناية على العلم. من حق المتلقي أن يميَّز له بين المفتّرض وبين المتأكَّد منه, بين المنظَّر وبين المعلوم, وقد يكون الشخص عالما في مجالا ومنظرا في مجال آخر, هذا أمر تقتضيه الأمانة العلمية, فأغلب الجماهير ابتلعت نظريات على أنها حقائق, وهذا بحد ذاته تجهيل وتظليل, الحقيقة حقيقة والنظرية نظرية.


يجب أن يُحدَّد العالِم هل هو عالم تفسيري أم تسخيري؟ هل يدرس الظاهرة أم ما وراء الظاهرة و أسبابها؟ من يدرس الظاهرة عالم أما من يدرس ماوراء الظاهرة ففيلسوف, إلا ان استطاع تحويل نظريته إلى علم. من يدرس الخلجان مثلا في منطقة معينة ويقيس أعماقها وقابليتها لصنع موانئ هذا يسمى بحث علمي, أما شخص يحاول تفسير كيف تكونت الخلجان عبر ملايين السنين هذا منظر تفسيري أو فيلسوف علمي. من يدرس وسائل التكاثر عند النبات هذا عالم, ومن يحاول تفسير كيف نشأ التكاثر عند النبات هذا منظِّر و فيلسوف تفسيري وليس عالما. من يتكلم عن نشوء الحياة وارتقائها وتطورها هذا ليس عالما بل منظّر, العالِم هو من يدرس الحياة نفسها كظاهرة بيولوجية ويقدم علما ممكن تجريبه وتكراره, دون أن يشغل نفسه بالبواطن و كيفية الوجود ولا من أين جاءت ولا كيف جاءت, وهو المفيد دائما. مكتشف الدورة الدموية عالم, ومفسر كيف تكونت الدورة الدموية عند الثدييات فيلسوف تطوري.

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

المذهب القرآني والكابالا




المذهب القرآني هو طريق للكابالا سواءً عرف القرآني ذلك أو لم يعرف، قصده أو لم يقصده..
 (الكابالا هي التي وجدت عند اليهود وطبقوها على التوراة وجعلوا ألفاظها غير معانيها الواضحة، كما قال تعالى {يحرفون الكلم عن مواضعه} ومواضعه هي دلالته اللغوية)..
 فالمذهب القرآني يتجه إلى تفسير القرآن بالقرآن فقط ويجعل القرآن مغلقاً، فإغلاق أي نص على نفسه هو عملية تمحور كابالية، ويستغنون حتى عن اللغة والتواتر في فهم مفردات القرآن ومعانيه، فيحولون معانٍ واضحة في اللسان العربي إلى معان غامضة ومختلفة وبعيدة عن النص الواضح الذي قال الله عنه أنه {بلسان عربي مبين}..

البداية تبدأ بريئة كأن تكون كلمة "مصر" المذكورة في القرآن غير مصر التي نعرفها الآن، وفرعون غير فرعون، والكتاب غير القرآن، واليهود غير الذي هادوا، وموقع مكة غير موقعها الآن، وأن المنسأة غير العصا بل هي البطن كما قال أحدهم- أنها بطن سيدنا سليمان أكلتها دابة الأرض، وأن الرسول هو القرآن وليس محمداً (فهل نسمي الرسول محمد بالرسالة؟ والله يقول {فإن لم تفعل فما بلغت رسالته}...الخ؛ ليأخذ تغيير الكلم عن مواضعه إلى الأمور الأكثر سخونة في الحياة كالحدود والفروض...الخ.

 وبداية الكابالا من التشدد بفكرة عدم وجود ترادف في النص المقدس، بحجة أن الترادف عبث لا يليق بالله، لكي تأخذ إحدى الكلمتين معنى آخر لا تحتمله اللغة، مادام أن اللغة جعلتهما بمعنى واحد، فإذا قبلت بمعنى من خارج القاموس فذلك يمهد الطريق لتقبل تغيير باقي الكلمات وتحريفها عن مواضعها اللغوية والعقلية، وبالتالي يتحول القرآن لنص جامد معزول عن اللغة وعن التراث وعن العقل، ويتحول التفسير من قاموسي إلى تأويلي حسب الأمزجة والظنون وروح العصر، مع أن الله لم يغلق القرآن ولم يقل فسروه بنفسه، بل ربطه باللغة وهي اللسان العربي المبين وربطه بالعقل {لقوم يعقلون} {لأولي الأباب}، فالقرآن ليس كياناً منفصلاً لوحده، ألا ترى أنه يزيد المؤمن إيماناً ويزيد الكافر نفوراً؟ إذن القرآن ليس منطو على نفسه، القرآنيون يجعلون القرآن منطو على نفسه، ويكلفونه أن يفسر نفسه بنفسه، ومن هنا ينفتح باب التأويل البعيد بسبب الضيق والحرج الناتج من الإغلاق، والتأويلات البعيدة هي الكابالا التي تفرغ النص من محتواه الإجرائي وتكسر الارتباط بين الدال والمدلول لغوياً، وتقدم معانياً بعيدة وخيالية..

وغلق القرآن على نفسه يفضي إلى إجراء معادلات وأرقام ورموز وجداول، (وبالمناسبة فالسحرة يعتمدون على الكابالا اليهودية على التوراة والأبجدية العبرية وحساب الجُمَّل في شعوذاتهم من خلال القيمة الرمزية للأسماء والحروف)، فيكون في الأخير لكل كلمة معنى حرفي ومعني كابالي عميق لا يفهمه إلا البارعون.

 وعملية الإغلاق تقتضي أيضاً إظهار تعظيم للقرآن (وهو عظيم) لكن بطريقة أن كل شيء موجود في القرآن من باب {تفصيلاً لكل شيء} وبالتالي يستطيع الكابالاي تأويل كل أحداث الحياة والمستقبل من خلال الضرب والتخبيص في مفردات القرآن، بينما (تفصيل كل شيء) القصد منها الفصل بين الحق والباطل وهما داخلان في كل شيء، وليس كتاباً يشتمل على كروموزومات الكون! بل هو تذكرة لمن شاء أن يستقيم.

إذن عملية الكابالا تبدأ بإغلاق النص، كأنها تقوم بتكبيله، ثم تبدأ تفجير اللفظ من الداخل من خلال لازمة عدم الترادف في القرآن، مع أن حلها سهل، فالقرآن من اللغة العربية، واللغة فيها ترادف وعدم ترادف بنفس الوقت، فنجد مثلاً للسيف عشرات الأسماء بينها ترادف عام، لكن فيها اختلاف خاص من حيث الصفات، فكل اسم يركز على صفة معينة، وفي المجموع هي للسيف. والتشدد في هذه النقطة يفضي إلى أسماء الله وصفاته فهل هي مترادفات أو لا، وهذا خطير.
لكنهم يصرون على عدم وجود ترادف إطلاقاً، وهذا خطأ، لأن الإصرار على عدم الترادف ينتج التأويل كأول ثمرة كابالية، يمهد قبولها لقبول بقية الثمار اللاحقة، وهكذا يبتعد القرآن عن اللغة وعن المنطق وعن العقل وعن التراث، ويتحول إلى نص مقدس بذاته لا يقصد ما يقول، بل يقصد معان وفضائل محلقة لا ترتبط بالواقع وتنعزل عنه إلى عالم الروحانيات ليخلو المجال للأفكار البشرية التي تدير الحياة كالعلمانية والليبرالية والقوانين البشرية...الخ. وهكذا يتقلص الإسلام إلى أصغر حيز بالحياة.

هدف القرآن أن تتدبر آياته وتمشى وراءها، أي دبرها بموجب اللغة والعقل، لا أن تبعد عن مضامينها. فالقرآن ليس أحاجياً وألغازاً تُحل بل هو نور يتبع.


المذهب القرآني لا يجعل القرآن مبيناً وميسراً للذكر بل يحتاج إلى شراح ومفسرين جدد.
 

الأحد، 30 نوفمبر 2014

تعليقات حول أسباب الشذوذ الجنسي

رداُ على تعليق ورد في سجل الزوار حول موضوع الشذوذ الجنسي:



احب اسألك عن المثلية الجنسيه لأني مهتمه فيها هالأيام واحاول ابحث عن جواب بخصوص المثليه والدين
لكن اولا احب اوضح اني غير مثليه
قرأت هجومك على المثليين وهو هجوم اظن والله اعلم يصدر من شخص لا يعيش على الواقع بل يستند على منطق العقل اللذي يقول اما ابيض او اسود بينما الانسان ونفسيته وشعوره وروحه معقده جدا ولا نستطيع تفكيكها وفهمها بالعقل
الرد:
أي هجوم؟ كان علي أن أقبل الشذوذ وإلا فأصنف مهاجماً للشواذ؟ أنت تفكرين الآن بعقلية أبيض أو أسود، وعقلية إن لم تكن مع فأنت ضد، أنا أحلل وأفكك فكرة الشذوذ كما يحللها غيري، وأحاول إثبات خطأ وجود شواذ بالفطرة والجينات لأنه لا يوجد ، من يقول هكذا يعتبر مهاجماً؟! أنت تصفينني بأني خارج الواقع إذن أين أعيش أنا؟ هل في الخيال أو بلوتو أو عطارد؟! من يخالف وجهة نظرك سيكون في بلوتو وليس على الأرض، فالأرض للشواذ ولمن يحترم الشذوذ، ولا يكون قاسياً ويتجنب العقل والمنطق الذي ينتج أبيض وأسود! وأبيض وأسود تعني البصيرة لأن أساس النور الأبيض وأساس الظلام الأسود، والله يخرجنا من الظلمات إلى النور، فيجعلنا نميز الأبيض من الأسود، إذا كنت تحبين العيش في الغبش والغموض فأنا لا أحب، وليس هذا شذوذاً فكل البشر يحبون أن تتميز الأمور لا أن تشتبك وتختلط وتلتبس، عجيب أن أنتقَد باحترام المنطق وتمييز الأمور بين أبيض وأسود ونور وظلام! يا له من ذنب جميل وعيب مشرف! وإذا قلت أن الشاذ إنسان فقولي أن اللص إنسان أيضاً، فلماذا تسمين أحدهم إنساناً والآخر مجرماً؟ وإذا احتج اللص بجيناته وأنه سليل عائلة كلها لصوص كابراً عن كابر، فما موقفك؟ حتى إنهم يُسجنون ولا يتوبون.. ألا يدفعك هذا لتصديقهم أن الجينات هي السبب؟!
فلماذا نجعل النشالين منبوذين من المجتمع ونعين الشيطان عليهم؟ ونصفهم بأبشع الأوصاف؟
بغض النظر عن علاقتهم بإيذاء الآخرين من عدمها (كما ستقولين) فالمسألة جينات وعليك أن تقبليها سواء في لص أو شاذ، على طريقة: اشتر واحد تحصل على الآخر مجاناً! فاحترم شاذاً تحترم لصاً معه!
ستقولين: لماذا تربط بين الشاذ واللص؟
أقول: برابط الجينات الجبرية في كليهما مع اختلاف تأثيرهما على المجتمع.

 إذن أنت لا تريدين البصيرة وتريدين الأمور مختلطة.. ثم لما لا نرضي جميع الفئات؟ لماذا لا نحترم اللصوص والمختلسين والغشاشين والمزورين والمستغلين وهم أكثر، وذلك لأن عندهم رغبة أكبر وظاهرتهم أكبر من ظاهرة الشذوذ وعددهم أكثر في كل المجتمعات..؟؟

والعلماء افنوا اعمارهم في محاولة فهم النفس الانسانيه ولم يصلوا اليوم الا لشيء يسير
وبغض النظر عن اني لست مثليه ولا اميل ابدا لنفس جنسي وقد تنفر نفسي من هذه المناظر الا اني لا اضع نفسي قاضي وحاكم فما بالك بأن اتهمهم انهم مرضى ويحتاجون لعلاج او انهم اختاروا المثليه بنفسهم !

الرد:
أنت لم تجعلي نفسك قاضياً بل جعلت نفسك محامياً عنهم! وكل محام هو قاضي لأنه حكم بالبراءة مسبقاً قبل انتهاء القضية..
إذا تخليت عن واجبك وتخليت عن عقلك وضعفت ثقتك بنفسك فهذا شأنك، وعليك ألا تقضي في أي أمر إذن، وتتركي كل الأمور لغيرك، أما الإسلام والعقل والأخلاق والمعرفة فهي تدفع الإنسان ليقول رأيه إذا أحس أنه حقيقي، أنا أثق بعقلي ونفسي إذن أنا مطالب بقول رأيي دون أن أتهجم على أحد..

أنت قضيت في مسألة معقدة جداً وبكل راحة، فقلت أنهم "ولدوا هكذا" ، فمرة تقضين ومرة لا تقضين! أو أن القضاء لك وليس لي حق فيه؟! أين إثباتاتك أنهم ولدوا بهذا الانحراف الفطري العجيب ولماذا لم يصنفوا أنهم معاقون؟ هل تقولين أنهم معاقون وأن عندهم نقص في عدم ميولهم للجنس الآخر وهو الميول المثمر طبيعياً؟ إذن هم معاقون بناء على وجهة نظرك، لأن وضعهم ليس الأفضل وحتى أنت تتقززين من فعلهم وتنفرين، فبماذا تصفين هذه الحالة؟ فحتى كلمة "شذوذ عن الطبيعة" لا تريدينها لهم، أنت تعاكسين نفسك وتدافعين عن فعل تنفر نفسك منه.
 وأنا أتكلم عن الفعل وليس عن الأشخاص، فقد يكون فيهم صفات أخرى أفضل من غيرهم وربما تحسن سلوكهم لاحقاً، أنا أتكلم عن الفعل وأنت تتكلمين عن الأشخاص، وتبررين الفعل بأن الله خلقهم هكذا، إذن المجرم من خلقه؟ الله هو من خلقه هكذا! قولي هذا أيضاً حتى لا تقعي في ازدواجية المعايير..

 انا اتعاطف مع المثليين اللذين ولدوا بهذا الشكل لأن الله خلقهم بهذا الميول!

الرد:
لا يوجد من ولد بهذا الشكل، وإلا عممي على كل شذوذ في الحياة، ولا تنسي صديقنا اللص والقاتل ومغتصب الأطفال والنساء من حنانك ومحاماتك فقد ولد بهذه الدوافع ولا يحق لك إهانته والقسوة عليه ونبذه والممارسة العنصرية ضده..!

وكثير من هؤلاء عرفوا ميولهم اصلا من الطفوله او المراهقه! وفي مجتمع العلاقه مع الجنس الآخر متوفره!
تعليقي وسؤالي عن المثليين ليس هجوم ابدا انما هو محاولة للفهم وسألخص لماذا اراك مخطئا في عدة نقاط
1-بعد بحوث على مستوى العالم اصدر مجلس الامناء الامريكية للطب النفسي بيان لا يعتبر ان المثليه لها علاقه بالمرض العقلي ( في عام 1973 ), ومنظمة الصحة العالمية ازالت المثلية الجنسيه من لائحة الامراض او الاضطرابات الجنسيه اللتي تتطلب علاجا (في عام 1990) !
الرد:
أنت تستشهدين لكلامي، فشكراً ، فهو ليس مرضاً عقلياً ولا بيولوجياً، وكلمة بيولوجي تشمل الجينات، إذن منظمة الصحة العالمية تنفي أن الجينات هي سبب الشذوذ الجنسي بموجب هذا النص، ولنفرض أنهم قالوا العكس، وليكن أنهم أجمعوا أن الجينات هي المتسبب في الشذوذ، فأنا لن أصدق.
إذن هم اختاروا ذلك بمحض فكرتهم وإرادتهم، ولو كان انحرافاً في الخلقة لما أمكن تغييره، وبعضهم يقول أن ليس له ميول للجنس الآخر ثم بعد سنوات يعلن عن زواجه!
هل سمعت عن رجل تزوج شجرة؟! الجنون فنون، لا بل أخذ عليها ضرة، وقولي أنها جيناته وأن الله خلقه هكذا وأنك لا تحبين أن تقضي في الأمور.. ولا يحق لك أن تسخري منهم، ولا تنشري رابطه لأجل الفكاهة..  آآه لقد قسوت عليه فأرجو المعذرة منه ومن السيدة شجرة!

طبعا انا قرأت لك الكثير من المقالات وواضح انك تؤمن بنظرية المؤامره بهوس وانا اؤمن بها ايضا لحد ما
الرد:
أنا بهوس وأنت بدون هوس وبتعقل، والعقل غير واقعي كما قلت سابقاً! حسناً ماشي.. لماذا تؤمنين إذن بوجود مؤامرة حتى لو كان بتعقل وتوازن؟ من لا يصدق وجود مؤامرة هل يستحق أن يقال أنه عاقل؟ هل كل هذه الأحداث في العالم جاءت ببراءة وصدفة وتذهب كما جاءت وكأننا في مستنقع؟! أليس الاقتصاد يتحكم في العالم؟ إذا قلت هكذا ستقرين بالمؤامرة لو لم تقري، أليس الاقتصاد متفاوتا في العالم، وبنفس الوقت يتحكم في العالم؟ إذن من عنده أكثر سيتحكم أكثر، أليس الإعلام والمحطات من العالم، والعالم يتحكم فيه الاقتصاد، والاقتصاد يتحكم فيه الأقوى اقتصادياً؟
حتى مؤامراتك أفضل من مؤامراتي ونفورك من المثلية أفضل من نفوري..

 لكن لا اعتقد ان العالم كله سيتآمر ليعتبر المثلية الجنسية
الرد:
العالم ليس كل أفراده بنفس القوة، العالم لا يتآمر على شيء، العالم مفعول به (أي بلغة المثليين: gay سالب)  وليس فاعلاً..

 حاله طبيعيه قد تحدث وقد يولد بها الانسان!
الرد:
العلم ليس فيه "قد" ، معليش العلم أبيض وأسود من النوع الذي لا تحبين..

واذا كانوا فعلا جميع المنظمات الصحيه العالميه وجميع من عملوا البحوث بخصوصهم متآمرين يبقى السؤال الحقيقي:اذا كانت المثلية مرض نفسي او شذوذ او حاله يختارها الانسان طواعيه اذن ماهو العلاج؟ سواء نفسي او سلوكي؟

الرد:
كيف تريدين علاجاً لما يختاره الإنسان طواعية؟ فالله يقول {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} وهي أكبر من هذا الموضوع، لكن بيان الحق من الباطل هو الواجب، والله بعث أنبياءه مذكرين لا مسيطرين، والتذكير بالحق، والإنسان يختار بنفسه، وأنا أتكلم بشكل عام وليس بشكل اجتماعي أو جنائي فهذا ليس موضوعي.
مثل دفاعك هذا لا يساعدهم في العلاج، بل يكرس الشيء الذي تتقززين منه ويقع فيه أبرياء قد يتأثرون بدفاعك أو دفاع غيرك ثم تكسبين ذنبهم لأنك لم تبيني لهم الحق، بل حسسيتهم أن الحق لا يمكن أن يُعرف، وهذه أطم، وأن الإنسان لا يمكن أن يُفهم، إذن مالمطلوب؟ الواقع فقط وعش يومك كما ترى واقبل كل شيء متى ما وجد لأنه صار واقعاً وقل أني لا أفهم شيئاً وعقلي قاصر حتى لا أكون قاسياً على أي شيء، هذا ليس مبدأ سليماً وإن كانت الثقافة الغربية تنادي به –مع الأسف-.
بالنسبة للعالم ليس هناك تآمر بل هناك أوامر من أعلى إلى أسفل، ومن لا يستجيب يكون تحت عين الرقيب، للأسف هذي الحقيقة.. فالتآمر يكون بين الأقوياء القلة على الضعفاء الكثرة..
يتكلمون عن علاج نفسي أو عضوي، ولا يتكلمون عن علاج فكري أو أخلاقي، هل لاحظت هذا؟ أتمنى أن تكون لاحظت هذا في طرحهم، هل هناك معالجون بالأفكار والمبادئ؟ لا يوجد.

2- اذا كنا سنعتبر ان المثلية جريمه استنادا على قوم لوط, قوم لوط ..اختاروا.. ممارسة الفواحش مع الذكور (على الرغم من ميولهم الجنسي للنساء) و بطريقة حيوانية/ بشعة/ عنيفة (غير شرعية) لكن المثليين ما عندهم ميول جنسي للنساء آساسا!
الرد:
كذبوا عليك، هذا كل ما في الأمر، هل أجريت تجارب؟ فإما أن يكون عندهم دافع جنسي أو لا يكون بسبب مرض أو شيخوخة، إن كان عندهم دافع جنسي فأساسه إلى الجنس الآخر، قد يكون هناك إدمان أو خوف أو أي سبب لهذا الانحراف، لكن العين على الجنس الآخر من خلال الجنس المماثل، وكلمة مثلي تشير إلى التمثيل، فهم يمثلون الجنس الآخر بالجنس المماثل، واختاروها بدل الشذوذ لكنها كشفت الحكاية، كلمة "مثلي" تعني ممثل، فليغيروا مصطلحهم.

وإذا كان المثلي ليس عنده شهوة للنساء فما تقولين عن ثنائيي الجنس؟ فهل جيناتهم تقبل الجنسين معاً وهم الأكثر في الشواذ؟! ونسبة الشواذ في أمريكا عام 94م هي 2.8% من الرجال منهم 0.9% قالوا بأنهم لا يميلون للجنس الآخر، ورغم هذه القلة لا تسمينهم شواذ، مخالفة بذلك حقيقة واقعهم وأنهم شذوا عن القاعدة الموجودة في كل الأحياء وليس عند الإنسان فقط، ومع ذلك لا تسمينهم شواذ، فأين الروح العلمية على الأقل؟

وقضية ارتباط الشذوذ بالجينات قضية خلافية ومحتدمة في الغرب بينما أنت حسمتيها بكل سهولة، مع أنك تكرهين المحاكم المستعجلة..!
3-الغرب جرب قبلنا بسنين طويله,تعذيب , اعدام ,سجن , علاج نفسي بالقوه او بالتراضي, علاج بالصدمات الكهربائيه حتى ومع ذلك لم يستطيعوا ايجاد العلاج ولم يمنعوا وجود المثليين ,
الرد:
ولم يمنعوا وجود القتلة والمغتصبين أيضاً! إنها الفطرة من وجهة نظرك طبعاً، فعمميها على الحالات المشابهة. كأنك تقولين أن أي انحراف لا يمكن علاجه فهو جيني عند الغرب وجني عند الشرق!
لعلمك إلى الآن لم يكتشف جين خاص بالشذوذ، فكلها عبارة عن نظريات متضاربة،
وإلا ما دامت الجينات تعرف فلماذا لا تعالج وينتهي الأمر على الأقل في الأجيال التالية؟!

اذا لم يوجد تشخيص حقيقي مبني ع دراسات عديده (وهي موجوده ولكن لا توافقها ) ولم يوجد علاج يوقف هذه الحاله فإذن مالحل ان ننبذهم ونكرههم ام نتعايش معهم ونتقبلهم ؟ خصوصا انه بالعامي (ماكو فكه) هم رح يضلون موجودين موجودين في كل زمن وفي كل بلد وليس فقط عند الغرب,وتاريخيا في جميع العصور كانوا متواجدين
الرد:
لو كان الخلل جينياً لما تواجدوا بكثرة في مكان وقلوا في مكان آخر، الخلل الجيني مرض مثل المنغولية وبقية المتلازمات الجينية.
 مثلاً العرب قديماً لم يكن الشذوذ منتشراً بينهم ويستغربونه، ودخل عليهم من الأمم الأخرى المتحضرة مثل فارس والروم والترك، وبدأ كظاهرة في العصر العباسي لكنه لم يذكر في العصر الجاهلي والإسلامي، فالبدو لا يعرفون الشذوذ لأنهم أقرب للفطرة، والبيئات الحضرية هي أكثر في كل الانحرافات وليس هذا الانحراف فقط، فالغش والنصب أكثر تفنناً في البيئات المتحضرة، وكذلك الجريمة المنظمة في البيئات المتحضرة، ومثلها دور الدعارة والإغراء، وكذلك الدجل والتضليل الإعلامي والممارسات السياسية المعقدة لا تعرفها البيئات البدوية البسيطة، ولا حتى المسكرات ولا المخدرات، وهناك تناسب بين كثرة دور الدعارة والشذوذ..
هناك بعض دعاة الشذوذ يربطون بين مستوى التحضر ووجود الشذوذ، فالمجتمع الأكثر شذوذاً عندهم هو الأكثر تحضراً، ناسين أن يربطوا أيضاً الفساد والجرائم المنظمة والمخدرات والدعارة بالتحضر أيضاً..

وإذا كنت تطلبين حلاً لهذه القضية أو اتركوها واقبلوها، فهذا أيضاً ليس حلاً، الحل أن يقال للخطأ خطأ وللصواب صواب، لا أن يُدافع عنه.

ومسألة إصلاح كل العالم هي فكرة غير منطقية ولا واقعية، فإما أصلح كل شيء أو أترك كل شيء، وفكرة أن أحداً يصلح أحداً رغماً عنه فكرة غير واقعية ولا عقلانية ولا أخلاقية، المهم هو قول الحقيقة بلا مداهنة ولا مداراة ولا تزوير فذلك ما يصلح من أراد أن يصلح، أما من لا يريد الهداية فلو اجتمعت الإنس والجن على إصلاحه ما صلح..

انا لم اسأل هذا السؤال لأني احمل هم القضية المثليه, انما اريد ان افهم الدين اكثر , والمثليه ليس واضح حكم الدين فيها (قرآنيا) رغم انها حالة منتشرة في كل وقت ولا اعلم كيف يمكن لمثلي لم يستطع ان يستجيب للعلاج او يغير نفسه ان يعيش ويتزوج و و و ,

الرد:
كيف يتزوج كما تقولين وهو شاذ؟ إلا إن كنت تقصدين أن يتزوج شاذاً مثله..

هم فئه من المجتمع ومعرضه للإكتئاب والامراض النفسيه بسبب نبذ المجتمع والدين لهم رغم ان سلمنا بمرضهم فأين العلاج؟ لا يوجد تشخيص لمرضهم اصلا كي يوجد علاج!
وشكرا

الرد:
أنا لا أسميهم مرضى، وأنت قلت أنك تتقززين من عملهم، إذا شعروا أنك تتقززين ألا يشعرون بنبذك؟! عممي على البقية ولا تنبذي أحداً من المجتمع، حتى المجرمين هم عرضة للاكتئاب والأمراض النفسية وكيف يتزوجون ويربون أطفالهم، فهم يسجنون ويحرمون من أولادهم، ما هذه الرحمة الانتقائية؟
وأنا ضد أن ينبذوا أو يعيشوا بقيتو، فالمعاملة الحسنة وتوضيح الأمور والقدوة الحسنة تساعد على تضاؤل هذه الظاهرة، لكن مسألة كيف يتزوجون، هذه مشكلتهم، فهم لا يريدون الجنس الآخر، ومن يزوج بنته لمن لا يريدها بل يريد رجلاً مثله؟؟! الشواذ هم من نبذوا الجنس الآخر، أليس هذا تطرفاً وعنصرية منهم؟! هم العنصريون لأنهم لا يحبون المرأة، والنساء الشاذات عنصريات لأنهن لا يحببن الرجال، والبادئ بالنبذ أظلم، لا شيء يجبرهم على العنصرية الجنسية المتحيزة لنفس الجنس، وإذا كان المجتمع معهم أو ضدهم فالطبيعة كلها ضدهم وكذلك الذوق والأخلاق، مثلما الأخلاق والأديان والعقل ضد اللصوص، هذه مشكلتهم فعلينا أن نساعدهم ليعرفوها لا أن نميعها لهم ثم نعود لنتقزز منهم، هذا معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى لو كان صادماً.

كل من يفعل شيئاً يقزز مشاعر الناس سينفرون منه تلقائياً، افرضي أن جماعة يحبون أكل الجيف المنتنة وملابسهم متسخة بدماء الحيوانات، فطبيعي أن ينفر الناس منهم كردة فعل تلقائية؛ لأن الذوق العام له رأي أيضاً، ولن يقبل أي مجتمع وجود هذه الفئة بينهم مع أنها لا تؤذيهم لكنها تخدش الذوق العام..



وهنا ألخص بعض أسباب الشذوذ الجنسي كما بدا لي:
1- ﻹثبات التفوق، كما يحصل عند المثلي الموجب الذي يريد إثبات تفوقه، كما هو عند ذكور الحيوان الصغار وكذلك يوجد عند بعض الأطفال والمراهقين لإثبات رجولتهم وأنهم صاروا كبار، لهذا يحذرون من مشاهدة الأطفال للمشاهد الجنسية.
2- التعود من الصغر، فمثلاً المثلي السالب يكون متأنثاً وناعماً وتعود على المعاملة الدافئة والرقيقة والهدايا، فيريد الاستمرار على نمط هذه الحياة مع أنه كبر، لهذا يحارب مظاهر الرجولة في جسمه ويتشبه بالمرأة.
3- الخوف من المرأة بشكل عام عند المثليين الذكور، فبعضهم قد تكون لديه عقدة الخوف من النساء لموقف أو مواقف فيميل إلى التعامل مع الرجال بكل شيء، ويرى أن الذكر يفهمه أكثر من اﻷنثى، وقد يكون هذا التفاهم من أسباب زواج المثليين في الغرب، وكذلك عند المثليات اﻹناث ربما كان عندهن عقدة خوف من الرجال، مما سبب حدوث عنصرية جنسية أدت إلى الشذوذ الجنسي. والعنصرية الجنسية ينبغي أن تعد من ضمن العنصريات، ما دام الغرب يكره كل صور العنصرية، وبالتالي يُدان المثليون بتهمة العنصرية الجنسية ضد الجنس الآخر لأنها تعمم الكراهية على الجنس الآخر، فيدخل في هذه الكراهية من لا ذنب له في إيجاد العقدة، وهذا من الظلم.
4- اﻹحساس بالضعف والقهر، فالمرأة المثلية الموجبة تريد أن تكون كأنها رجل لتعوض إحساس الضعف.
5- المجتمعات المحافظة يكثر فيها الشذوذ التعويضي وهو الأكثر في العالم، بسبب حرمانهم من الجنس اﻵخر، وفي بعض مراحل السفه يكون كل ممنوع مرغوب أو رغبة في التجريب .
6- الحب التعويضي، والذي ربما يجتمع معه رغبة جنسية من نفس النوع. فالتعويض ليس بالجنس فقط بل هناك تعويض بالحب، وقد يجتمع الاثنان، مع أن الحب لا علاقة له بالجنس، وكلما ازداد الحب صار الابتعاد عن موضوع الجنس أكبر. وهناك تعويض مع الحيوان أيضاً إذا تعذر إمكان الجنسين معاً.
7- الإحساس بالإهانة عند المثلي السالب المُغتصَب بعد مرور وقت طويل من هذه الممارسات فقد يتحول بعدها إلى مثلي موجب ليرى نفسه متفوِّقاً وليس متفوَّقاً عليه.
8- الخوف من الممارسة الجنسية مع الجنس اﻵخر ﻷنه قد يسبب الحمل والاضطرار للإجهاض أو ولادة اللقطاء، فلها نتائج وأبعاد مخيفة ليست موجودة في الممارسة المثلية، رغم خطر الأمراض الناتجة من الممارسة المثلية كفيروس الكبد الوبائي وغيره من قائمة الكثيرة التي تنتقل عبر الممارسات الجنسية المتعددة خارج الزواج (قائمة STD ) .
9- صعوبة الزواج وتكاليفه ومسؤولياته.
10- ادعاء كراهية الجنس اﻵخر من باب التميز أو لتبرير أفعاله، لكن هذا المدعي لو عزل عن الشواذ وتعرض ﻹغراء من الجنس اﻵخر، فهل ستستمر كراهيته الجينية تلك؟!
11- اﻹصابة باﻹدمان الجنسي الشاذ لكثرة ما تعود عليه، فالإدمان يأخذ صوراً كثيراً كالإدمان في الأكل أو التدخين...الخ، فهؤلاء عندهم إدمان جنسي شاذ، وبعضهم منذ الطفولة يتعرض للاغتصاب واستمر على ذلك، فمن أول ما تبدأ بوادرها من الطفولة وعبثها لأن الأطفال ليسوا في سن واحدة، ففارق السن يكون واضحاً في الصغر، تماماً عند ذكور الماعز الصغار حتى إذا كبروا يتركون هذه الممارسات فالتيس الكبير لا يقفز على تيس كبير مثله بل ينطحه.

لو كان الشذوذ في الطبيعة لوجد حتى في اﻷشجار، أما ما ينشر على أنه شذوذ بين الحيوانات أو الحشرات فهو ليس كذلك وإنما من باب إثبات التفوق..

أما الاستشهاد بقول نبي الله لوط لقومه {إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء} وأنه لم ينكر عليهم إلا ﻷنهم يفعلون ذلك شهوة فقط، وإلا لو كان فعلهم من باب الغريزة وأن جيناتهم أجبرتهم على ذلك لما أنكر عليهم فعلهم.. فهذا الفهم للآية غير سليم، ﻷن في اﻵية لم يقل النبي (إنكم لتأتون الرجال "الشهوة" من النساء) فلم ترد بـ(ال) التعريف التي تفيد الاستغراق والعموم، بل وردت "شهوة" بالتنكير، إذن هي شهوة خاصة. أيضاً في آية أخرى قال لهم {إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} فلو كان في اﻷمر غريزة مثلية لسبقتهم أمم إنسانية قبلهم إلى ذلك ولما صار فعلهم منكراً.

إذن هذا حكم القرآن واضح وسماه فاحشة، إذن هو فاحشة جنسية، كما أن الزنا فاحشة جنسية، فبما أنهما من نفس النوع ويؤدي أحدهما للآخر فلهما نفس الحكم عند الفقهاء كما في زاد المستقنع: (حد لوطي كزانٍ).. والله أعلم، لكن الشذوذ فاحشة بموجب القرآن، قال تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} وهذا يكفي المسلم والمسلمة أن يعرف أن هذا محرم، فالفاحشة هي تجاوز الحد والطبيعة، والشذوذ تجاوز حد الفطرة والذوق والأخلاق والقرآن والعقل فصار فاحشة. والإسلام يحرم كل فاحشة، والفاحشة ليست مقصورة على الزنا والشذوذ كما يظن البعض، بل تشمل كل تجاوز للحد، كما يقال: فلان فاحش الثراء أو فاحش اللسان أو فاحش الكذب أو فاحش الغرور والادعاء.
وبما أنه ليس هناك شذوذ فطري أو مرضي أو عضوي، إذن فعلهم هو مثل ما يفعل قوم لوط،

الغريزة تحكم الجميع، فالنوم غريزة ولا يوجد أحد غريزته ضد النوم، وكذلك اﻷكل والشرب والتنفس، وكذلك الميل إلى الجنس اﻵخر هو غريزة، فالغريزة لا توجد عند شخص وتتخلف عند شخص آخر.. هذا من بديهيات العلم.

الشذوذ الجنسي ليس فطرياً وإنما يبدأ من فكرة أو ميول ﻷسباب ذكرت بعضها، وقل من يسلم من التفكير فيه في فترة من الفترات، وحتى من وقع في ممارسة الشذوذ ربما يسلم منه لاحقاً فيتزوج ويستقيم.. فهل أكثر الناس جيناتهم شاذة؟!
إذا كان الشذوذ موجوداً فطرياً فيجب ألا يميل إلى الجنس اﻵخر ولا يتزوج طول حياته ولا ينجب ولا يرغب بالإنجاب ولا يحب الأطفال لأنهم قادمون من الجنس الآخر؛ بسبب جيناته أو جيناتها المثلية، وبالتالي فلا توجد عندهم غريزة الأبوة ولا الأمومة لأن جيناتهم غير الناس، والمفترض ألا يبدوا حناناً وتعاطفاً مع الأطفال، وعلى المثليين أن يختاروا الأبعد شكلاً عن الجنس الآخر، حتى لو غلقت اﻷبواب وقالت هيت لك! فسيكسر الباب ويبحث عن رجل كامل الذكورة والفحولة بل الأكثر شعراً هو الأفضل عنده.

لو كان اﻷمر هكذا لسمحوا للشواذ بالدخول على النساء مثل المخصيين! ولوجدوا فرصاً للعمل، وعلى الشاذ أن ينفر من المردان ويقبل على ذوي الرجولة الكاملة والشنبات المرتفعة، وهذا كله غير واقعي ، ولاحظ الجنس الثالث كيف يشبهون أجسام النساء وربما يأخذون هرمونات أنثوية حتى يشبهوا النساء، أي أنهم لم يأتوا بجديد، هذا يدل على أن الشذوذ غير موجود أصلاً بحد ذاته كميل لنفس الجنس حتى عند من يسمون أنفسهم مثليين، والبنات الشاذات يحاولن تقمص دور الرجل ويخشن أجسامهن ويبتعدن عن المكياج ويلبسن ملابس رجالية ولهن شعر قصير،  إنها تمثيلية وليست مثلية، وهكذا الفطرة غلابة ولن تجد لسنة الله تبديلاً، فقط الشيطان يريد أن يغير خلقة الله. أي أنهم لم يأتوا بجديد فما زال كل جنس ينجذب للجنس الآخر فيؤتى بذكر يجعل كأنه أنثى ويؤتى بأنثى وتجعل كأنها ذكر ليس إلا.

ثم هل كل انحراف جنسي يسمى انحرافاً غريزياً وجبرياً وجينياً؟ هناك من يمارسون العادة السرية أو يمارس الجنس مع حيوان بل في أمريكا دمى بلاستيكية للجنس، فهل من يشتريها في غريزتهم الجينية مادة البولي إيثيلين؟!

وهناك من يميلون للجنس بالاغتصاب والعنف المازوكي، فهل جيناتهم حملتهم على ذلك؟ مع أنهم غير شاذين ولكنهم يريدون ممارسة الجنس مع امرأة ترفض، وبعضهم يريد الممارسة مع امرأة تضربه بالسوط أو العكس، فهل كل هذا جينات؟! إذن عليك أن تتعاطفي مع السارقين المدمنين على السرقة، لأن تكرر حبسهم يدل على جيناتهم ولا تهاجميهم لأنك رقيقة مع الجميع حتى لو هاجموا منزلك، وتعاطفي أيضاً مع مغتصبي الأطفال..

كيف يكون الشذوذ غريزة وليس عند الإنسان حاجة لفعل ذلك؟ فلا غريزة بلا حاجة أو وظيفة، فهذا الفعل لا يؤدي للتكاثر، والإنسان عنده غريزة تكاثر فقط، لأنه لا فائدة بيولوجية ولا حياتية من ممارسة الجنس مع نفس النوع، وإلا لماذا يكون هناك نوعان؟ فالغريزة جبرية وليس بالمزاج أن نتخلى عنها، وثنائيوا الجنس هل نسميهم ثنائيوا الجينات؟ يعني أنهم يحملون الجين وعكسه؟ طريقة تنفيذ الممارسة الجنسية هي ما يتعرض للانحرافات، أما الغريزة نفسها فلا تُحرف أو تُبدل لأنها من سنن الله. وبينت لك أن الشاذين والشاذات لم يخرجوا عن الغريزة وإنما فقط انحرفوا عن طريقها السليم ومثلوها تمثيلاً، والدوافع والميول لم تتغير.
 فكل غريزة غائية، وغايتها كلها بقاء النوع والحياة، بل إن الغرائز تسمى باسم غاياتها، كغريزة التكاثر وغريزة البقاء.

 إذن القفز إلى الجينات هي محاولة تبرير بالجبرية وإعفاء من الذنب، كوني منطقية وعمميها على جميع الحالات واعذري قتلة الأطفال والنساء وأحسي بجيناتهم، فهناك حالات غريبة يقتل فيها من يمارس معها الجنس، فهذا شذوذ عن الطبيعة، فدافعي عنه ودافعي عن كل الشذوذات، ولا تكوني انتقائية غير عادلة ومنحازة، وتجعلين هناك شذوذاً مقبولاً وشذوذاً غير مقبول -إلا إذا كان عقلي من عقول ما قبل التلفزيون الملون!- فكل غريزة يركب الشيطان عليها انحرافات ، فحاجة التملك يركب عليها السرقة والظلم والرشوة، إذن دافعي عنهم فربما جيناتهم جعلتهم كذلك! فهم نصابون بالفطرة، فجين النصب يسري في عروقهم، الجينات تذكر في الإعلام المادي وليس في المحاكم التي ينعدم فيها ذكرها إلا في إثبات الـ DNA ، وهي شذوذات مثلما أن المثلية شذوذ عن القاعدة إلا إن كنت ترين المثلية قاعدة والزواج هو الشاذ فهذا شأنك.

وشكراً..