الأحد، 22 يونيو 2014

حوارات في موضوع (أي عمل لله يجب أن يخلو من المصلحة)



 منتدى شباب البحرين :

شاب غير :

أولاً: جزاك الله خيرًا على الطرح المميز

ثانيًا: صحيح أن عبادة الله سبحانه وتعالى لمجرد الحب هي منزلة متقدمة ومكانة رفيعة جدًّا في العبادة..
ولكن لا تنسى أيها الحبيب أننا أمرنا أن نعبد الله، حبًّا، ورغبًا، ورهبًا
!!

الرد :

هذا ما أقوله ، الحب ثم العمل ، هذا أساس أي علاقة سليمة بين الناس ، هل يصلح أن تبر بوالديك دون أن تحبهما ، هل يرضيهما هذا ؟، وهل يرضيك أن يخدمك أحد أو يطيعك ، بل يريد مصالح منك دون أن يحبك ؟؟ ، أما مغالطة الإكتفاء بحب الله عن العباده فهي من تلبيس الشيطان ، لأن الله أمرنا أن نحبه أكثر من أي شي وأمرنا أن نعبده ، علينا أن نطيع كل أوامره .

شاب غير :

والرغبة فيما عند الله من الأجر والثواب والنعيم في الدارين والتوفيق في أمور الحياة والتيسير وتفريج الكربات وغيرها، هي في حد ذاتها مصلحة..
والرهبة والخوف من عذاب الله وشؤم المعصية والابتلاءات والمصائب والعذاب في الآخرة وغيرها، هي أيضًا تعتبر من ضمن المصالح..

ألا توافقني الرأي؟

الرد :

نعم أوافقك ، لكن العلاقة مع الله تقوم على أساسين ، الأول معنوي ، والثاني عقلي ، المعنوي هو الحب والشكر والتعظيم والتقديس ، بل والحب في الله والبغض منه لأنه أحب شيء وهو مقياس المحبة ، والثاني رغبة فيما عند الله وخوفا من عذابه ، والأول هو الأساس .

شاب غير : 

وجزاك الله خيرًا على أطروحاتك الجميلة

شكرا لك أخي

==================================================

منتدى ملتقى السنة :

لبنانية سنية :

جزاك الله خيرا اخي الوراق لكن لو اتيت بمثال على المصلحه في العمل الديني حتى يفهم القارء المعنى

الرد :

الأصل في الدعوة والإصلاح وتنوير الناس أن لا يستفيد منها صاحبها مادياً ، قدوةً بالأنبياء ( قل ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على الله) . وشكرا لمشاركتك.
================================================

منتديات الأستاذ التعليمية :

Abidof :
ألا نعبد الله طمعا في جنته؟      

الرد :

لا ، ليس هذا هو الأليق ، بل نعبد الله لأنه الله و طمعا في محبته ورضاه بالدرجة الأولى ، والجنة جائزة ، فهل تحب الجنة أكثر ممن قدمها!!! ، أين شكرنا على ماأخذنا ؟؟!! ، أنت بنفسك لا ترضى أن يحبك أحد لأجل مافي يدك فقط،، ولو زال لزال الحب ، فكيف ترضاها على الله ؟؟ ، نعبد الله اعترافا بحقه وحباً فيه ، ونطلب منه أن يزحزنا عن جهنم ثم نطلب الجنة ، - أولويات-

تخيل أن تهتم بالوجبة التي يقدمها مضيفك أكثر منه !!! ،وتقول أنك تهتم به لأجل الوجبة ، لن تعتبر هذا من الأدب ، إذا كيف نعبد الله لأجل جنته فقط ؟؟

------------------

صانعة النهضة :
                  
          أخي الكريم الوراق...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما وحتى لا نتيه في حواراتنا ونقاشات لا بد من تحديد المفاهيم والمصطلحات التي نحن بشأن تداولها، فكلمة مصلحة عادة ما نربطها بالعالم المادي وبالتالي سنحكم على الإنسان المصلحي بأنه شخص لا يروم من علاقاته بالآخرين إلا تحقيق مصلحة مادية معينة...
المصلحي يتقرب إليك من أجل قضاء مصلحته ثم عندما يقضيها يتخلى عنك ويبتعد ...
هذا هو التحليل لمفهوم المصلحة المادية في مفهومها البشري الإنساني التي تنتهي العلاقة مباشرة بانتهاء المصلحة ...

ولكننا عندما نربط علاقاتنا مع الله سبحانه وتعالى عادة ما نتجنب استعمال مصطلح المصلحة لماذا ؟ لأن علاقتنا مع الله تعالى لا تنتهي إذ يبقى هدفنا ورجاؤنا أن يغفر لنا ربنا سبحانه ويدخلنا الجنة ويجنبنا عذاب النار ...فهل نسمي هذا الرجاء وهذا الهدف الذي يتمنى كل مسلم أن يحققه هل نسميه مصلحة؟؟؟
طبعا لا وجه لتشابه المصلحة الدنيوية المادية التي تنقضي وتموت بمجرد تحقيق المصلح ...إذ مصلحة الإنسان مع ربه لا تنقضي ولا تموت فيبقى طامعا في رحمة الله ومغفرته حتى يموت...بل وهو على فراش الموت ما يزال يرجو رحمته ويطمع في عفوه ومغفرته الواسعة...

فلا وجه للشبه إطلاقا بين مصلحة الإنسان من أخيه الإنسان مقابل ما قد يحققه في الدنيا ...وبين طمع الإنسان في عفو الله ورحمته ومغفرته التي لن يحصل عليها في الدنيا بل يرجوها لتتحقق في الآخرة ...

أرى أن مصطلح المصلحة مرتبط بمادية الإنسان ونفسه المنجذبة للأرض ...بينما الطمع في عفو الله ورحمته مرتبط بروح الإنسان بمعنى أن الأولى مطلب مادي صرف والثاني مطلب روحي صرف والمسلم الحق مطالبق باجتناب الأولى وعدم المبالغة فيها بينما مطالب بالثانية لأن فيها خلاصه وسعادته

والله أعلم        

الرد :

لم تبيني كيف أن طلب الجنة ليست ضمن المصلحة ، وعبادة الله لأجل الجنة فقط هذا مستوى أدنى ، إذا زاد الإيمان أدرك المؤمن أن حبه وتعظيمه لله طغى على تفكيره حتى في الجنة ، لأن الله أجمل من الجنة وأعظم، العلاقة مع الله هي علاقة حب قبل أن تكون علاقة مكاسب ، إذا كنا نعبد الله لأجل الجنة فأين حق الله نفسه ؟؟!! لأننا نكون قدمنا حق الجنة ومهرها وهو العبادة لكن لم نقدم حق الله ، والأنبياء قالوا لقومهم أن أعبدوا الله مالكم من إله غيره ، ولم يقولوا أعبدوه لأجل جنته فقط ، من يعبد الله لأجل جنته فقط هو حقيقة يعبد الجنة ، ويستخدم الله كوسيلة للجنة ، فهل إذا دخل الجنة سينسى حق الله لأنه وصل الى مبتغاه !! ، وهل لو لم يكن هناك جنة هل لا يستحق الله العبادة !! ؟؟

هل رأيتي أن الفكرة غير دقيقة ، من يعبد شيء لأجل شيء فهو يعبد ذلك الشيء لأنه هو المقصود فعلا ، والله الصمد ولا يصلح أن يكون وسيلة لشيء ، هذا أرقى مستوى في التعامل مع الله وليس بمستوى التجارة المبني على المصالح ، وليس أدباً مع الله أن نتعامل معه بالشرط - قدم لي وأقدم لك - وهذا يكون بين الأكفاء - والله ليس كفوه أحد (قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ) فهذا من ضمن عقيدة المسلم ، أن يعبد الله لذاته قبل كل شيء ولا يعامله معاملة الأكفاء - أعطني وأعطيك -
---------------

الشيخ سند البيضاني :

شكر أخي الكريم الوراق على اعتنائك بفقه أعمال القلوب ، كما هو مشاهد من مقالاتك ، وحتى تعم الفائدة ونستفيد من بعض ، هناك سؤالان :

السؤال الأول :
كيف التوفيق بين ما تفضلت به من تأصيل –:
(( العلاقة مع الله هي علاقة حب قبل أن تكون علاقة مكاسب ، )) ، وبين قوله سبحانه :
(( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ )) (( الأنبياء :90))
قال الإمام الطبري في تفسيره لهذه الآية : (( جامع البيان في تأويل القرآن : 18/521))
(( وقوله :
(وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا) يقول تعالى ذكره: وكانوا يعبدوننا رغبا ورهبا، وعنى بالدعاء في هذا الموضع: العبادة، كما قال (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى أن لا أكون بدعاء ربي شقيا) ويعنى بقوله (رَغَبا) أنهم كانوا يعبدونه رغبة منهم فيما يرجون منه من رحمته وفضله (وَرَهَبا) يعني رهبة منهم من عذابه وعقابه، بتركهم عبادته وركوبهم معصيته.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.)) أهـ .

فالشاهد :
أن عبادة المولى مبنية على أصلين :
رغبة : فيما عنده .
رهبة : من عذابه .

الخلاصة :
كيف التوفيق بين ذلك التأصيل ، - والتأصيل كما هو معلوم بمثابة قاعدة أصولية ، والقاعدة ينبغي أن يستدل لها بنصوص صريحة صحيحة ؛ قبل أن يستدل بها ... ؟؟ الذي تفضلتم به ؛ وبين ما تقدم وغيرها النصوص الأخرى التي تبين إن عبادة المولى مبنية على الأصلين المتقدمين . وشكر الله لك .

السؤال الثاني :
تفضلتم بالقول :
(( والأنبياء قالوا لقومهم أن أعبدوا الله مالكم من إله غيره ولم يقولوا أعبدوه لأجل جنته فقط

فالسؤال :لماذا قال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لأقوامهم :
((أن أعبدوا الله مالكم من إله غيره )) .
هل لأنهم كانوا مشركين ؟؟ أم لأنهم كانوا يعبدون الله من أجل جنته ؟؟

فإن كان الجواب : هو الأول (( أي لشركهم )) ، فكيف نوفق بين استدلالك بالآية بأنهم لم (( لم يقولوا أعبدوه لأجل جنته فقط ، من يعبد الله لأجل جنته فقط هو حقيقة يعبد الجنة ، ويستخدم الله كوسيلة للجنة )) .

ثم كيف يكون من يعبد الله لأجل الجنة ، هو حقيقة يعبد الجنة ثم لا يكون مشركا ؟؟ فحينها يلزم أحد أمرين :

الإلزام الأول :
شرك من يعبد الله لأجل جنته .

الإلزام الثاني :
أن الأصل عبادة المولى رغبة ورهبة .
فكيف التوفيق ؟؟؟؟

. وبانتظار ردكم الكريم ..
وليت نستخدم مصطلحات شرعية ليكون المعنى أدق وأوضح ، ولتجنب ما قد يقع من لبس وخلط أثناء الحوارات بسبب عدم دقة المصطلحات المستخدمة .. بارك الله فيه .. اللهم آمين .

الرد :

الرغب والرهب هو الدرجة الثانية في العلاقة مع الله وليس الدرجة الأولى ، لهذا قال تعالى للعرب ( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم ) فهو يخاطبهم بعقلية المصلحة التي يعرفونها كتجار، لكن العلاقة إذا اكتملت ونضجت تصبح المصلحة ودفع المضرة شيئاً ثانوياً بعد المحبة والخوف من عدم الرضا ، لأنه لا يوجد شيء أكبر من الله ولا أهم من الله ، لأن الله يقول ( ورضوان من الله أكبر ) أي أكبر من الجنة ، ويقول عن المؤمنين ( إنما نطعمكم لوجه الله ) ولم يقولوا: لأجل الجنة التي عند الله.

وإذا كان الهدف هو دخول الجنة والبعد عن النار فقط، إذن ماذا يبقى لله بعد دخول المؤمنين الجنة؟ هل سينشغلون في الجنة ويتركون شكر الله وذكره لأنهم وصلوا إلى غايتهم؟!

أنت لا تحب أن يحب ابناؤك جائزتك وعطاءك أكثر منك ، فكيف نرضى لله مالا نرضاه لأنفسنا؟ّ ، نعم ندعوه رغباً ورهبا، وندعوه لوجهه أيضاً ، والله أكبر من رغبنا ورهبنا، والله قال عن عباده" (يحبهم ويحبونه) ولم يذكر فيها جنة ، ولم يقل يحبون جنتي ، وإذا كانت غاية العبادة هي البعد عن الأضرار وطلب المصالح ، والنار شيء مادي والجنة كذلك ، هذا يثير سؤال ، هل هذا قريب من الوثنية أم لا ؟ ،وهل يمكن أن نسميه عبادة الجنة ذات النعيم المادي؟؟ وإذا كانت هذه علاقتنا بالله ، أليست هذه علاقة مصلحيه؟ ، والمصلحة مرتبطة بالمادة ، وهل يليق أن تكون علاقتنا بالله مصلحيه فقط ؟؟ ، وإذا كان العلماني يعبد ملذات الدنيا فسيقول عن المؤمن أنه يعبد ملذات الآخرة ، ويكون الفرق بينهما زمني ، لكن سورة الإخلاص تفهمنا عبادة الله وأن لا تنحرف إلى ما عنده ، بل له وحده ( الله الصمد ) .

وكل شيء لله أصلاً، فالمطلوب عبادة الله وليس مخلوقاته، فالجنة والنار من مخلوقاته، مثلما الأوثان من مخلوقاته، وهذا داخل في التوحيد أن لا نعبد غير الله مما يدعى أنهم آلهة، وكذلك لا نعبد مخلوقات الله كالجنة والنار أو الدنيا بحيث أن تكون هي مقصودنا الأول لأن الله يجب أن يكون هو المقصود الأول والآخر كما سمى نفسه الأول والآخر سبحانه، لأن معنى "الصمد" أي المقصود، والله هو الصمد وليست الرغبة أو الرهبة ، ولا الجنة الصمد ، بل الله أكبر حتى من الجنة ورغبتنا فيها، والله يقول (اعبدوا الله) وكونك تعبد الله لماذا؟ لله، لأنه الله، وليس أعبده فقط لأن عنده جنة ونار، هذه نظرة مادية لا تليق بحق الله، أفرض أنه لم يوعد بجنة ولا بنار ، فهل لا نشكره ونعبده؟؟ لا يكون تعظيم الله كتعظيم حاكم دنيوي عنده قصر وعنده سجن..

لكننا محتاجون فعلاً للنجاة من جهنم ودخول الجنة، لأننا بشر ولا نستغني أبداً عن عطاء الله ودفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة، لكنها ليست هي هذه صمدنا فصمدنا هو الله وحبنا هو الله، لو سألك أحد: هل البساتين الجميلة والأنهار والنعيم أفضل عندك من الله؟؟ لقلت: لا، إذن علينا أن نحقق هذا، نعم نحن نحبها لكنها ليست أحب عندنا من الله ، ونخاف النار ولكن ليس كخوفنا من مقت الله، هذا ما يجب أن يكون ونعتقد.

وأنا قلت أن الترغيب والترهيب في الدرجة الثانية من أهداف العبادة ، لأنه لو أنكر شخص أدعى أنه لا يهتم لا بالرهبة ولا بالرغبة لكنه يحب الله ومشغول بذلك ، سيكون هذا سوء أدب مع الله وعدم اهتمام بما عنده أيضاً وكأنه مستغني عنه ، وهذا هو التوازن ، نحن نريد ما عند الله لكننا نحب الله أكثر من الحور العين والبساتين وأكثر من أنهار العسل واللبن ، أم أننا نحبها أكثر من الله ؟؟ هل يليق في التعامل مع الله أن نفضل عليه زرابي مبثوثة وأكواب وأباريق وثياب من استبرق؟ ، وتكون أهم من الله ؟!! هذا لا يليق!! ، فالمسافر الجائع يفرح إذا نزل بكريم قدم له الطعام والشراب ، لكنه هل ذهب ليمدح الطعام والشراب أم يمدح الكريم ويحبه؟ فكيف نحب طعام الله وشرابه وجنته أكثر منه؟ وكيف نخاف من ناره لأنها تحرق جلودنا أكثر من خوفنا من بغضه لنا؟

نحن أرواح ومادة ، والأرواح مقدمة على المادة ، لهذا قلت أن حب الله في الدرجة الأولى لأنه من الروح ، والرغبة بالجنة والخوف من حرارة النار درجة ثانية لأنه تابع للجسد ، وكل إنسان روحه أهم من جسده ، ولهذا قال تعالى: ( ورضوان من الله أكبر ) أي أكبر من دخولهم الجنة، والقرآن ذكر الأمرين ، محبة الله ، والتحفيز بذكر الجنة والتخويف من النار لكي يكون الجانب المادي والمعنوي يحفز بعضه البعض وهذا من رحمة الله وتوسيعه عليهم ، لأن هناك أناس ماديون لا يفهمون إلا بحسبة المصالح والضرر فقط ، حتى هؤلاء لم يحرمهم الله من الدخول في دينه على رجاء أن يدركوا بعد أن يعتنقوا الإسلام معنى أن الله أكبر، أي أكبر من الجنة والنار والمصالح الدنيوية والأخروية وهو الأول والآخر.

أصل اختيار الدين هو قائم على المحبة والإعجاب قبل النظر في المصالح ، وأي شخص جديد الدخول في الإسلام لن يقول أنه دخل الدين لأنه خائف من النار أو راغب في المصلحة ، فالتصديق لم يأت بدافع مصلحي ، فالتصديق أخلاق ، والمصلحة مرتبطة بالجسم ، سيقول لك لقد أعجبني هذا الدين وأحسست بصدقه وتلقائيته وأن العلاقة فيه مباشرة مع الله وغير ذلك من الصفات الحسنة ، ثم بعد أن يتعلم على الإسلام أكثر ويعرف المحرمات يبدأ بالخوف كلما فعل معصية ويطمع بالثواب كلما عمل حسنة .

أما سؤالك عن التقيد بالعبارات المدرسية الشرعية فهذا من لزوم ما لا يلزم، فالمهم هو الفائدة والفهم وليس الصيغ والعبارات، وليس كل المسلمين دارسين في كل تلك المدارس ويحفظون مصطلحاتها تماماً ، وأنا أخاطب العموم، وقد يوجد أفضل من تلك المصطلحات ولا قدسية في الإسلام لأحد ، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها.

ثم هذه الكلمات التي أستعملها أليست دينية: التوحيد والعبادة وطاعة الله ومحبته..ألخ؟؟

وشكرا لك
----------------

نزيه لحسن :

باسم الله الرحمن الرحيم .

في صحيح مسلم: عَنْ صُهَيْبٍ, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ, يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ, فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ, فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ تبارك وتعالى, ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ))


انطلاقا من الحديث الشريف للنبي الكريم صلى الله عليه و سلم ، يتبين بالملموس مدى " إغفال " أصحاب الجنة للمهم الأهم ، وهو التعرف " المادي " على الخالق الجبار ، والذي ظلوا يعبدونه طيلة العمر الدنيوي ...
فقد عبدوه تعالى بكل محبة لوجهه الكريم ، ولقوته و قدراته على تدبير الكون بجميع مكوناته ..كما عبدوه طمعا في جنته ، وما المنافسة التعبدية التي مارسوها ،إلا لهذا الغرض أساسا ..كما عبدوه خوفا من عذابه و سعيره .
فالمصلحة حاضرة شئنا أم أبينا في علاقتنا بالواحد القهار : أطمعُ في تيسير مهامي و نجاحي ، أطمع في استجابة دعائي ، أطمع في نجاح أسرتي ، أطمع في دوام عافيتي ...وأخاف دخول النار .
وهذا كله لا يمنعني من البحث في الإعجاز الرباني لأزداد حبا لله الحميد الجليل ..والجميل بنظامه و علمه .
إذن فالأمر مُركب بصورة دقيقة ، دون محاولة النظر إليها بجانب واحد و وحيد من البصر و البصيرة .
شكرا على الإدراج القيّم .        

الرد :

وهذا ماقصدته ، لكن أيهما الأولى ؟

وشكرا لك
---------------

اقتباس 
أخي الكريم الوراق...

حقيقة لست متخصصة في الفلسفة ولا في علم الكلام ولا عالمة في علم إصلاح القلوب والسلوك...
ولكنني مسلمة لله تعالى بروحي وعقلي وقلبي وكل جوارحي ...

يصعب علي كإنسانة محدودة الإدراك والمعارف (والكمال لله تعالى) أن أحدد سبب طاعتي لربي هل محبة فيه أم خوفا من عذابه أم طمعا في رحمته - صحيح هي من مراتب الإيمان الدقيقة - ...ولكنني متأكدة أن هذه الأسباب جميعها تدفعني للإرتقاء بقلبي ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء ومحاولة ردها للطريق القويم وجعلها نفس لوامة تحيي ضميري وتجعلني أستعيذ بالله من همسات الشيطان الرجيم          

الرد :

أنتي اعترفتي أنها من مراتب الإيمان الدقيقة ، ومع ذلك تقولين أن الموضوع يعتبر من الرفاهية الفكرية ، هل مراتب الإيمان رفاهية فكرية ؟؟، ثم ألا يحق لنا أن نعرف ؟ ، والأجيال الجديدة ألا يحق لها تعرف محبة الله،هذا ماتحتاجه الأجيال الجديدة والقديمة لأن محبة الله تعني محبة الخير والعطاء والسلام والعدل وكل صفات الله ، وهذا مايجب أن تتربى عليه الأجيال المؤمنه الجديدة لا على الكراهية والتعصب ،يجب أن تكون محبة الله فوق كل شيء وأن الله هو المقصود في العبادة وليس مانستفيد منه ، ثم نحن بحاجة الى هذه المعرفة لكي نرد على العلمانيين والملاحدة الذين يعترفون بأن المصلحة هي كل شيء ، ويصفون عبادتنا بالله بأنها بدافع المصالح المادية في الجنة ، هذا الموضوع لا نستطيع الرد عليه ويقولون مالفرق بيننا وبينكم ، أنتم نفعيون ونحن كذلك ، نحن نريد مصالح الدنيا المضمونة ، وأنتم تريدون مصالح الآخرة ، مع أن الحقيقة غير ذلك، يجب أن تكون علاقتنا مع الله علاقة شكر أولاً وقبل كل شيء ، وعلاقة محبة قبل أن تكون علاقة طلبات، وهذا حق لله، بل حتى الإنسان العادي يريد هذا النوع من العلاقة ، هل تريدين أن تكون علاقة الآخرين معك فقط علاقة مصالح ، خصوصا من لك فضل كبير عليهم؟؟ ، أم تريدين أن يقدروك ويشكروك ثم يطلبوا منك ، بموجب كلامك لا يهمك هل يحترموك أم لا ، أحبوك أو لا !! المهم أن يخضعوا لك ويطلبوا منك ، فكيف ترضاه لله مالا نرضاه لأنفسنا ، العلاقة مع الله علاقة أخلاقية ، وان وُجِهَ اليك هذا الكلام من ملحد كيف ستردين ؟؟، هل تقولين لا أدري أو لا يهم ، هل أنا أعبد الله لذاته أو لأجل جنته ، وهل الله أهم أن جنته أهم؟؟! ، هذا الكلام في أصل العبادة وليس ترفا فكريا ، هذا وجهة نظري ، ولك أن تتأملي في الموضوع أكثر .

----------------------

اقتباس 

لا يهم هل حبا في الله أم خوفا منه أم طمعا فيه سبحانه...لا يهم بقدر ما يهم أنني أطيع الله تعالى ولا مصلحة مادية بيني وبينه سبحانه...       

الرد :

كيف لا يهم أن تعبدي الله حبا فيه وتعظيما له ، وليس بينك وبين الله مصلحة مادية كما تقولين ، ماذا سيبقى إذا؟؟ ، ألستي تلحين بالدعاء ليرزقك ويعافيك كما تقولين ، أليست هذه مصالح ؟؟

-------------------------

اقتباس 
أدعوه نعم وأرجو أن يحقق دعواتي في أن يرزقني المال الحلال لأعيش به حياة كريمة تغنيني عن الناس .وأدعوه أن يرزقني الصحة والعافية لأتمكن من حسن عبادته ...ولكنني رغم دعائي ورجائي لست مصلحية ولا انتهازية ...   

الرد :

اقتباس 
( ولكنني رغم دعائي ورجائي لست مصلحية ولا انتهازية ...))  

هل تشرحي لنا بوضوح دون أن تستعيني بمثل هذا الموضوع ؟

كيف تثبتي انك غير مصلحية مع أن طلباتك كلها مصلحية!!، أظنك سوف تحتاجين لمثل كلام الرفاهية الذي قرأتي.

=================================================

منتدى الموصل :

ياســـــر :

السلام عليكم

أخي الوراق

وهل العبادات التي تصرف لله تعالى إلا على اساس المصلحة مع الله تعالى ؟؟

أليس المسلم يجب أن يكون طامع بما عند الله تعالى ؟؟

أَوَليس المسلم يجب أن لايكون طماعاً بمافي أيدي الناس ؟؟

الرد على موضوعك أخي الكريم هو آيات من كتاب الله تعالى

قالَ الله تعالى

{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون}

أي خوفاً من وبال عقابه، وطمعاً في جزيل ثوابه ‏

وقوله تعالى

" ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين "

أرشد سبحانه وتعالى عباده إلى دعائه ، الذي هو صلاحهم في دنياهم وأخراهم

وكذلك قوله تعالى

( هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا )

جاء في تفسير البغوي :

خوفا من الصاعقة ، طمعا في نفع المطر .

وقيل : الخوف للمسافر ، يخاف منه الأذى والمشقة ،

والطمع للمقيم يرجو منه البركة والمنفعة .

انتهى من تفسيره

والطمع بما عند الله تعالى قائم على مصلحة العباد

فالأصل في المصالح المشروعة أولاً مع الله تعالى ثم مع الناس مالم يكن فيها إثماً

والله أعلم وأحكم

وعذراً على مخالفتي لجنابكم الكريم

وشكرا لك

الرد :

وما يدريك أن يكون المقصود - طمعاً في رضاه ومحبته ، وخوفا من مقته- أيضا ، لماذا تبادرت المصالح المادية الى الذهن أولا؟؟ ، أنت سوف تغضب لو أن أحدا يحبك ويقدرك لأجل ماعندك فقط دون محبة لذاتك ، فكيف ترضاها على رب السماوات والأرض الذي له الفضل أولا وآخرا !! ، ألا يستحق أن نحبه لذاته قبل أن نحب ماعنده ؟؟!! ، ألسنا نحب فيه ونكره فيه؟ ، لماذا لا نحبه ؟؟ ، وأن نخاف من نفوره وبغضه لنا قبل أن نخاف من عذابه؟؟ ، قال تعالى ( يحبهم ويحبونه) ، وقال تعالى ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) ولم يقولوا لأجل الجنة ، الحاصل حب الله هو الأساس ، الفرع هو مانريده من الله من رزق ومصالح في الدنيا والآخره ، لكن الله هو الأول ، ولا عاقل يستغني عن عطاء الله أو يتحمل عذاب الله ، لكن لا نجعل المصالح هي الأولى ، بل الله هو المقصود والمعبود لذاته .

المسلم هو عبد لله وليس عبد لهذه المصالح ، لا تجد مسلم يسمي نفسه عبد الجنة أو عبد الرزق أو عبد الولد ، بل تجد أسماء مثل عبدالله وعبدالرحمن وعبد الغفور ..الخ ، وهل إذا دخل المؤمنون الجنة نسوا الله !!، قال تعالى ( ورضوان من الله أكبر ) أي أكبر من الجنة ، والجنة أكبر نعيم ، لأنهم كانوا يرون أن الله أكبر من المصالح ، وضحوا بها لأجله ، لهذا عطاهم أكبر المصالح وهي الجنة ، وعطاهم ماهو أكبر منه ، وهو رضوان من الله ورؤيته ، لماذا الرضوان والرؤيا ، هذه لتقابل حبهم لله ، أما مصالحهم فقد أخذوها من خلال الجنة ، بعبارة أخرى ، لو كانت العبادة للحصول على الجنة والنجاة من النار ، لماذا الرضوان بعد الجنة ؟؟ ، أو لقال أن الجنة أكبر ، هؤلاء عباد الله أحبوا الله أولا ، ثم طمعوا في عطاء الله ورحمته فنالوا في الآخرة الأثنتين ، الجنة مقابل رغبتهم فيما عند الله ، والرضوان وهو الأكبر مقابل محبتهم لله وهي الأكبر من محبتهم لمصالحهم ، أنظر الى عدل الله الذي أجر من أحسن عملا، قال تعالى ( والذين امنوا أشد حبا لله ) إذا شدة حب الله ليس عيبا وصوفية متطرفة ، بل فضيلة ، وقول الله - أكبر - دليل على أن محبة الله أكبر من علاقة المصلحة التي هي بالدرجة الثانية .

كلمة خوفا وطعما تفيد العموم ، لماذا تحصرها بالمصالح المادية فقط ؟؟ ، أيضا محبة الله طمع .

وشكرا لمشاركتك ومداخلتك
----------------------------------------

ياســـــر :
 
السلام عليكم

حياك الله أخي الوراق واشكرك على التوضيح

كل ماتفضلتَ بهِ ندين لله تعالى به وهذا ماكنتُ أقصدهُ

أن المنفعة والطمع بما عند الله يؤدي إلى مرضاة الله

وأما أني حصرتها بالمصالح المادية فقط فأنا لم أقل ذلك مطلقاً

وقد يُفهم من كلامي ذلك ولكني لا أقصدهُ

وإنما قصدي المصالح مع الله تعالى جائزة بل الله تعالى دلنا عليها

مع أنك أقررتني على هذا ولكنك اضفتَ نقطة جميلة وفائدة عظيمة

وهي محبة الله تعالى لذاته

مع أني لم أُقدم ماقلتهُ في الطمع بما عند الله تعالى على محبة الله تعالى

وكنتُ أُريد فقط إثبات أن المصلحة مع الله تعالى جائزة ومدعمة بالآيات الكريمات

ولكن لايُفهم من كلامي أني أُقدمها على محبة الله تعالى لذاته جل جلاله

وأسأل الله تعالى أن يوفقك ويزيدك من فضلهِ

وأشكرك على وسع صدرك وأخلاقك العالية والطيبة لمن يخالفكَ

ومع هذا فأنا لا أُخالفك فيما تفضلتَ بهِ في ردك الأخير

وفقك الله وبارك لنا فيك وبوجودك معنا


الرد :

أشكرك ، ولا أخالفك على فكرة تقديم المحبة على المصلحة ، قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) وهذا يدل على أن الله لا يُعبد على شرط لا بمصلحة ولا بغيره ، بل يُعبد شكراً وحباً في ذاته ، قال تعالى عن نبيه ( أني عبد الله ) .

وطلب المنفعه ودفع المضرة من الله هذا واجب وليس جائز، ولا يجوز طلب مالا يستطيعه الا الله من غير الله ، لكن ليس هو هدف العبادة ، وهدف العبادة هو الصمد ، والدافع الأول هو الشكر لأن الله أعطى قبل أن نسأله ، وحقه أن يُشكر على فضله قبل أن يُطلب منه المزيد ، والحب هو الذي ينتج الشكر

وشكرا لك وجزاك الله خيرا على اعترافك بالحق ، وهذه فضيلة بحد ذاتها ، ونحن متفقان ان شاء الله

=================================================

منتدى طلال مداح :

مزاج طربي :

موضوع جميل

و الإجابة لن يستطيع إلا عابد متعبد في صومعته اربعين سنه

الكلام سهل ...

الرد :

لا أظن ذلك ، فالله ييسرنا لليسرى وليس للعسرى ، وإخلاص النية ليس أمر صعب ، والتطبيق قدر الإمكان بلا حرج ولا تكلف

----------------------------------

مالك الحزين :
 
كلامك غير دقيق

فالانسان يعبد الله طمعا في الثواب أو خوفا من العقاب
وهاتان من أكبر المصالح .

الرد :

أولا ، الخوف والرجاء درجة ثانية من معرفة الله ومحبته ، قال تعالى ( إنما نطعمكم لوجه الله ) ، وقال أيضا ( يدعوننا رغباً ورهباً ) والمصلحة التي أقصدها هي المصلحة الدنيوية ، قال تعالى ( ولا تشتروا بايات الله ثمنا قليلا )

وشكراً
------------------------------

مالك الحزين :

وبعض الآيات تدل على على عكس ما قلت :
"تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفا وطمعا"

لذلك عاب كثير من العلماء قول رابعة :
اللهم ان كنت اعبدك طمعا في جنتك فلا تدخلني جنتك
وان كنت اعبدك خوفا من نارك فاحرقني بنارك .

فمن غير المعقول ان يدعو العابد بمثل هذا وهو
يعلم ان اعظم ثواب في الجنة هو رؤية الله .

الرد :

أنت أجبت عن نفسك ، أعظم ثواب هو رؤية الله ، أي رؤية الله غير رؤية الجنة والنجاة من النار ، ولا يفرح برؤية من يحب الا المحب ، ومادمت ترى أن رؤيتك لله أكبر من دخول الجنة ، هذا ماأقوله أيضا ، أما كلام رابعة العدوية ففية مبالغة شعراء ، لأنها شاعرة .

الجميع يحتاج الى ماعند الله ولا أحد يستغني ، لكن حبنا لله أكبر من حبنا لجنته وإن كنا نحبها ولا نستغني عن فضل الله ولا نزهد به ، لكن المقصود في العبادة هو الله وهو الصمد ، وليس بعض مخلوقاته كالرغبة في الجنة والخوف من النار ، والجنة والنار من مخلوقات الله ، وعبادة مخلوقات الله وثنية .
---------------------

فتى مكة :

هذا الكلام قريب من أقوال الصوفية التي تجعل أساس العلاقة بالله هي عاطفة (الحب الإلهي) الذي لا يستند إلى المصالح والأغراض ، والحبّ أسمى من الخوف والطمع وأرقى من عبادة الله طمعا في الجنة أو خوفا من النار .. ورابعة العدوية مقامها فوق مقام الحسن البصري !

ربّما يُخدَع الإنسان في هذا الكلام ويرى فيه غاية الدين والفهم الذي يعلو عن فهم العوّام ، والوصول لرتبة "العارفين" وتحقيق مقام الإحسان ، ولكن في الحقيقة أن الصوفية يرفعون نفسهم حتى فوق مقدار الأنبياء أنفسهم الذي يعبدون ربهم خوفا وطمعا ، بل يجعلون من أنفسهم أندادا لله لايقبلون أقلّ من مجالسته ولقائه والتباسط معه ، ومشاهدته بالعين المجرّدة كالأجسام ، كما هو الحال بين الأصدقاء والأنداد !

إنّ التصوّف في حقيقة الأمر أحوال نفسانيّة بكل ما يحتوي من مواجيد وأذواق ومقامات وأحوال وغير ذلك من مصطلحات القوم ..

وغاية الصوفي هي الوصول لمرتبة الألوهية عبر التوحيد والامتزاج بين (الإنساني) و(الإلهي) ، إما بواسطة (الإتحاد) بين الصوفي و"الله" ، أو بواسطة (الحلول) الإلهي في الناسوت ، أو بواسطة "وحدة الوجود" التي تجعل الخالق والمخلوقات جميعا شيئا واحدا ، وكل تلك التصوّرات لايمكن قبولها إلا بكونها حالات نفسيّة أو تهيّؤات فحسب ..

وقد كان الفقيه الحنبلي ابن الجوزي في كتاب " تلبيس إبليس" انتقد تلك التصوّرات ، وبالذات تعبير " العشق الإلهي " ، لأن مصطلح "العشق" حسب كلامه لايكون إلا لما يُنكَح فلا يليق استعماله بجانب الله سبحانه ، كما أن الإنسان لايحب أو يعشق إلا ما كان مشاكلا له أو من نفس جنسه ، وليس الله تعالى كذلك ..

وقد أبان الله في القرآن الكريم المعنى الصحيح بقوله :" قل إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله " ، ولكن هذا لايلزم من يعتقد أنه قد اتحد بالله أو أن الله حلّ فيه فأصبح إلها ، فليس بين الأصحاب أو الآلهة تكليف !

الرد :

هل أفهم من هذا أن حب الله صار إثما؟؟! ، لأن الصوفية الذين تنتقدهم عندهم حب الله ؟؟!! ، هذا تعميم غير منطقي ، كل فئة تلاحظ عليها أخطاء فهل تجعل كل ماعندها أخطاء ، هذا غير منطقي ولا عادل !! ، وإلا لانطبق الكلام على كل فئة ، الله قال عن عباده ( يحبهم ويحبونه ) فكيف أصبح حب الله إثماً!!، وإذا لم تحب الله كيف تعبد من لا تحب ؟!!، أما مبالغات بعض الصوفية الحمقاء فهي خارجة عن الفهم الإسلامي وخارجة عن العقل ، حتى أن بعضهم يؤمن بالحلول وأن الله حالٌ فيه لأنه أحبه ، فهل كل من أحب شيء صار هو ؟؟!! ، هذا كلام غير منطقي ، الصواب والخطأ للقول وليس للقائل ، الصوفي يقول لا اله الا الله فهل صارت خطأ لأن الصوفي قالها ؟؟!!


يجب أن نتخلص من عقلية التصنيف وأن نناقش الأفكار كما هي وأن نجردها عن قائلها لأن هذه الطريقة تؤدي للإلتفاف عن الحقيقه ، وهذه الطريقة نسميها طريقة التصنيف الملتف على الحقيقة ، شخص يقول فكرة تجدها عند مذهب ، تأتي بعيوب كل ذلك المذهب وتسقطها على الفكرة وتفسدها حتى لو كانت حقيقية ، وهذه احدى المغالطات التي يقع فيها الإنسان بقصد أو غير قصد أحيانا ، فأرجو أن ننتبه حتى لا نقع في مغالطة التصنيف الملتف على الحقيقة، لأنه حب الله حقيقة لا تقبل التشكيك سواء آمن بها صوفي أو لم يؤمن ، والتشكيك في محبة لعبد لربه تطعن في العقيدة وتخالف القران ، لأن من ثوابت العقيدة أن لا نحب إلا في الله ، ألست تقول هكذا؟ ، هل يعني إذا أن لا نحب الله، كيف نحب فيه ولا نحبه هو ؟؟!! ، بل نحب جنته ، هل هذا أخلاق مع الله ؟؟!! ، هل ندع حب الله لأن الصوفية تتكلم عنه !! ، قال تعالى (﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(54) ﴾ . ، أنظر الى شروط الردة عن دين الله ، فهم لا يحبون الله أعزة على المؤمنين وأذلة على الكافرين ولا يجاهدون في سبيل الله ، وهذا التوضيح من الله حتى نحذر منها ،
وقصدي الفائدة وليس التشكيك في أحد فالله أعلم بعباده .
----------------------------------------------------
مالك الحزين :

لقد قلتُ أن رؤية الله من الثواب ، أي أنها مصلحة بحسب تعريفك .
لا يجب أن نغلو في هذه المسألة ، اعبد الله لأنه أمرك بالعبادة ولأنك تحبه ولأنه ترجو رحمته ، ولا تخصص العبادة لأمر محدد ، فهنالك حالات يدعو المرء ربه
من الخوف وحالات يدعوه من أجل الرزق ، وأخرى من أجل الولد وهكذا .

الأمر بسيط ، لكن مثل هذه الفلسفة والأفكار الصوفية كما ذكر فتى مكة بالغت وجعل القارئ في حيرة ، ولربما شك في عبادته لله ، هل هو محب أم صاحب مصلحة وطالب حاجة أم مقلد !

الرد :

وضح لي كيف أن رؤية الله مصلحة ؟؟!! ، ليس كل شيء يريده الإنسان هو مصلحة ، المصلحة هي كل مايتعلق بالجسم سواء بوقايته أو بخدمته ، هذه مصلحه ، رؤية الله في أي الحالتين تقصد ؟؟

ومادام الموضوع هين عندك ، لماذا تناقش فيه ؟؟، دعه لمن يرى الموضوع ليس بهيّن ولمن يريد أن يكون عمله خالص لوجهه ، كما نردد دائماً ، لا أظنك تقول أريد أن يكون عملي خالصا لأجل مايأتي به الله من صحة ومن رزق أو ولد ، مادام أن هذا هو سبب العباده لماذا لا تقوله مباشرة ، جعل الله عملنا واياك خالصا لوجهه ، ولاحظ كلمة ( خالصه ) ، فالله هو المقصود في العبادة ، والله قال أعبدوني واشكروني ولا تكفرون ، ولم يقول أعبدوني لأن عندي جنة ونار ، ولا يضرك شيئا أن تقول أنني أعبد الله لذاته ، وأرجو رحمته وعطاؤه بالدرجة الثانية، ولا أن تقول أني أحب الله ثم أحب جنته وأخاف من ناره ، لن يضرك شيئا ، ألا ترى أن المسلم الحق يضحي بمصالحه أحيانا لأجل الله ، إذا الله أكبر من المصالح ، وهذا هو الأصل ، فالله أهم من مانستفيده منه ، إلا إذا كان مانستفيده أهم منه فقلها بصراحه ، وقل لولا أن الله يرزقني ويعطيني الولد ويعطيني الجنة لما عبدته، أتستطيع أن تقول هذا لله ؟؟، الله غاية وليس وسيلة ، فلا تجعل الله وسيلة لما تحب ، بل اجعل ماتحب وسيلة اليه حتى تكون مخلصا ومحباً له ولا تخف على مصالحك ، أنت لا ترضى أن يحبك أحد لأجل أن يستفيد منك ، وتسميه مصلحجي ، فكيف ترضاها لله !! ، فالله يقول ( ألا أن اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وأن يتولى الله مصالحك أفضل من حرصك عليها، فالله يعلم وأنتم لا تعلمون ، ولهذا أمرنا بالتوكل على الله ، وأن نجعله حسبنا ، أي يحسب عنا مصالحنا.

تصور لو انك حصلت على هذه الأشياء التي تحبها من رزق وامنيات وجنة ...الخ ، بموجب كلامك لا فائدة من عبادة الله لأنك حصلت على ماتحب والذي كنت تعبد لأجله.

ألسنا نعبد الله شكرا له أو طلباً له ؟؟ ، من عرف حق الله منشغل بالشكر قبل الطلب ، ومن عرف الطلبات منشغل بها قبل الشكر ، لهذا لا يصح أن نقول أن تعاملنا مع الله مصلحي ومادي فقط ، ليس في هذا تكريم لله ، قال تعالى ( وماقدروا الله حق قدره ) ، أما تخلصك بكلمة صوفي أو صوفية لا تحل المشكله ، فليس الصوفي وحده من يحب الله وغيره لا يحبه ، ومتى صار المسلم يعاب إذا أحب ربه ويوصف بأنه صوفي !!! ، إذا كان كل من أحب الله ستسميه بالصوفي ، إذا الأبعد عن الصوفيه هو الأبعد عن حب الله ، وبالتالي يكون الملحد من وجهة نظرك هو الأبعد عن هذه الرذيلة - رذيلة حب الله - من وجهة نظرك- ، وتقديمه على ماسواه من عرَض أو مصالح .

وشكرا لمشاركتك وردِّك