يقول
القران الكريم عن عرب الجاهلية : (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ
وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ) ، والعلمانية مأخوذة من العالَم، أي
العالم المُعاش ، أي الدنيا ، ولا شأن لها بغير الدنيا.
أكثر العرب الجاهليين كانوا بدوا رُحَّلاً ، وبالتالي ليست معهم أصنام
يحملونها، و كانت مصلحة القبيلة هي فوق كل اعتبار، بل فوق أخلاق العدل والمساواة، و
يفتخرون بأنهم يظلمون غيرهم، وصراعاتهم كانت تدور حول الكسب والتعصب، و هُما مُحرِّكَي
العلمانية : المصلحة والقومية (او الوطنية) ، ولا يحكمهم قانون إلهي خارج عنهم، بل
حتى أصنامهم سخَّروها لما يريدون كرموز للتعصب.
بمعنى ان الدين لم يكن يفرض عليهم أو يتدخل بحياتهم، فلما جاء الإسلام
الذي يتدخل بالحياة، رفضه علمانيو الجاهلية مثلما رفضه علمانيو الآن، من هنا
فالعلمانيون القدماء والمتأخرين يتفقون في عدم الإيمان بالآخرة، وأن الاهتمام منصبٌّ
على الدنيا فقط، وعلى عدم تدخل الدين في الحياة، وأن القوة والعزة والثروة هي شي
صالح، بغض النظر عن طريق الوصول إليه، فالوصول يبرر الطريق، وهذا لأن الثوابت
محكومة وليست مُتحَكِّمة. وكان عرب الجاهلية مع القوي بدون السؤال من أين جاءته
هذه القوة، مثلما تفعل العلمانية اليوم، مع فارق لصالح الجاهليين؛ وهو وجود بعض
القيم الأخلاقية التي تكبح من جماح علمانيتهم بعض الشيء، كأخلاق الحرب وقوانين الكرم
والجوار والمروءة. والتي لا تعترف بها علمانية اليوم إلا اذا كان بها مصلحة. أما
عرب الجاهلية فكانوا يعترفون بها ولو كانت ضد مصلحتهم.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق