الجمعة، 27 ديسمبر 2013

تعليق على حلقة "العبادات الفارسية والإسلام" ..


مقتبسات من حلقة : "العبادات الفارسية والإسلام" ، من برنامج : "انا مش كافر" على قناة الكرمة ، والتعليق عليها ..

رابط الحلقة : http://www.youtube.com/watch?v=eTnsSlAIKUY


-الامبراطورية الفارسية عندما احتلت جزيرة العرب (؟) تركت بصمة قوية فيها تجلت في العبادات .

الرد :

متى كان هذا الاحتلال ؟ جزيرة العرب لم يحتلها احد لانها صحراء مقفرة الا ما كان على الاطراف ، التأثر العربي بالفرس قليل ، بدليل ان اكثر تجارتهم كانت مع الشام واليمن ، واصنام العرب استقدموها من الشام وليس من ايران ، بل ان تأثير الانباط في العرب و هم عرب سابقون واضح عليهم و هم امتدادهم ، والانباط متاثرون بحضارة الفراعنة ، خصوصا في المعمار ، وكذلك اليونان ، لأنك تجد مناة والعزة و اللات و ذو الشرى هي اصنام الانباط في الاساس ، وصارت اصنام العرب فيما بعد ، و موجودة تماثيلها في مدائن صالح والبتراء .. كما ان الانباط ورثوا العديد من الحضارات ، و هم امتداد لحضارات البابليين والسومريين ، و هم ساميون ، اما الفرس فهم من الجنس الآري غريب على عنصر العرب . و اكثر العلاقة كانت علاقة صراع ، ومع ذلك يوجد بعض التاثير لكنه الأضعف و ليس الاقوى . لا في الناحية الدينية ولا التجارية ولا اللغوية ولا الهجرات و بالتالي التأثير الثقافي الفارسي هو الاقل خصوصا على منطقة الحجاز النائية ذات العلاقة القوية بالشام و اليمن و مصر الى يومنا .    

ثم ان الحجاز الذي ظهر فيه الاسلام منطقة نائية عن ايران ، حتى ان الخط العربي مستاقٌ من الآرامي و اللغة النبطية ، و الخط الارامي موجود في الشام ، اللغة العربية اقدم مما نتصور ، فاسماء عربية مثل أفتح وعبد عبادة ، هذه اسماء نبطية عربية . كذلك النقوش المكتشفة اثبتت قدم اللغة العربية في نقش حوران و نقش زبد ، حتى ان الواو في (عمرو) موجودة في النبطية . 

تأثير الشام و مصر اكثر من تاثير ايران ، و نظرة الى مدائن صالح نجد التأثر بالاسلوب الفرعوني . اللهم الا قبائل في شمال شرق الجزيرة العربية و جنوب العراق هي التي كانت تدين للفرس ، و هم اللخميون وبنو بكر ، ومع ذلك لم يتأثروا بالفرس ، بل تقاتلوا معهم وهزمهم بنو بكر في ذي قار بقيادة هاني بن مسعود الشيباني لأن النعمان رفض ان يزوّج بنته لكسرى قباذ ، مما أغضب العلج و جعله يستقدمه و يرميه تحت الافيال لانه لم يسمح بأن يزوجه بنته ..

وامرؤ القيس عندما اراد ان يستعيد ملك ابيه ، سافر الى القسطنطينية ليستنجد بقيصر ، و لم يسافر الى ايران . دليل على ان علاقتهم بالشمال اكبر ، اكثر من علاقتهم بالشرق .  

ثم بقايا الديانات قبل بعثة الرسول لم تكن فارسية بل كانت مسيحية ويهودية ومتحنفين على ملة ابراهيم ، الا القليل في شرق الجزيرة على الساحل والعراق كانوا متاثرون بالزرادشتية ، و هكذا نجد ان التأثير الحضاري الساقط على الجزيرة العربية اكثره من جهة الشام ومصر واليمن ، اكثر من التاثير الفارسي ، الذي يظهر في لهجة الكشكشة عند قبيلة قضاعة الشرقية . لم تكن فارس امتدادا للعرب ، قدر ما كان الشام وتركيا وشمال افريقيا ، حتى الهجرات العربية تدل على ذلك ، لم يكونوا يهاجرون الى فارس بل الى مصر والشام وشمال افريقيا ، و كذلك التجارة والعلاقات الثقافية . و بالتالي تأثرت الجزيرة العربية بالشمال ، و يقال ان اول من استقدم الاصنام الى مكة هو عمرو بن لحي ، استقدمها من بُصرى الشام . وعرب الجاهلية تمتد جذورهم الى حضارة الانباط العظيمة التي كانت تسيطر على طريق الحرير . حتى اسماء الانباط اسماء عربية كالملك الحارث بن عبادة وغيره . فالعرب لم يأتوا من فراغ ولغتهم لم يصنعوها في الجاهلية ، بل ان الاقوام البائدة كقوم صالح وعاد ومدين و لحيان أقوام عربية ، لاحظ اسم "صالح" و"شعيب" ، أسماء عربية ..    

وانتشار المسيحية واليهودية اكثر من انتشار الصابئة و الزرادشتية ، وهي من خط التأثير من الشمال والغرب . الامتداد الثقافي يصبغ على اللغة ويدل على ذلك التأثير الثقافي ، ولا نجد صبغة فارسية على اللغة العربية .

-الشمس والقمر والليل والنهار والنجوم والاقاصيص والاساطير في صحراء الجزيرة العربية اثـّرت كثيرا في سكانها ، بحيث يأخذون من كل هذه العناصر مادة لملء حياتهم في تلك الصحراء الخاوية ، وقد تجلت في اشعارهم وفنونهم وآدابهم وبالتالي دياناتهم ومنها الاسلام ..

الرد :

الشمس والقمر والليل والنهار موجودة في كل العالم وتطفح بها اداب العالم ! والعرب لم يعبدوا لا الشمس ولا القمر ، المصريون عبدوا الشمس الاله "رع" ! مع ان الانهار تجري من تحتهم !

-حل الاسلام محل الديانة الفارسية الزرادشتية ، فانتقلت العبادات الفارسية بكل سهولة الى الاسلام.

الرد : النبي محمد لم يتكلم عن الزرادشتية ، بل تكلم عن اليهودية والمسيحية ، ثم ان الزرادشتية تؤمن بالهين ، اله النور واله الظلام ، و تتفائل بالنور وتشمئز من الظلام ،  فاين هذا في الاسلام الذي يؤمن بإله واحد احد ؟ و الزرادشتية تعظّم النار ، اين يوجد تعظيم النار في الإسلام ؟ اذن هذا ربط ملفّق ..

-طبيعة البيئة العربية هي التي رسخت العبادات الفارسية في الجزيرة العربية بقوة .

الرد : اذا كانت طبيعة الجزيرة العربية مختلفة عن بلاد فارس ، فكيف تكون طبيعة الجزيرة رسخت الزرادشتية ؟ يجب ان تتشابه الطبيعتان حتى يتشابه الدينان ، ما دمت تربط الدين بالطبيعة ، و هو ربط واه لا قيمة له في الواقع ، لأن المسيحية مثلا تغطي اصقاع العالم و كذلك الاسلام ، رغم اختلاف البيئات .

-الاساطير والاقاصيص والخرافات كانت تمتلئ بها الجزيرة العربية ، وكذلك الديانة الفارسية ، وبالتالي لاقت اساطير وخرافات الديانة الفارسية استحسان اهل الجزيرة العربية .

الرد :

و اهل الديانات الاخرى خالية من الاساطير ؟ وهل لا يقص ولا يتكلم بالاساطير الا العرب ؟ كل العالم مليء بالخرافات ، بل ان المستشرقين ينتقدون العقلية العربية قياسا على البيئات المتحضرة مثل الفرس واليونان بقلة الخرافة والخيال كما يقول رينان أن العربي ضيق الخيال والعاطفة بحجة انبساط الارض وقلة الامطار والشلالات والانهار التي تفتح الخيال وتولد الخرافات ، وبالتالي قلت الاساطير في الادب العربي كما هي موجودة في اليونان والهند وغيرهم . و يعول على هذا خلو الشعر العربي من  الملاحم والشعر المسرحي والتمثيلي مقارنة بالاداب الاخرى ذات الخصوبة والبيئة المتنوعة .

انت ترى عكس ما رأى المستشرقون ، و هم مستشرقون مسيحيون مثلك ..

الخرافات اكثر ما تنتشر في البيئات الحضارية ، فخرافات الهند واليونان اكثر من خرافات العرب .

العرب امة بدوية فكيف تقارن بالأمم الاخرى المتحضرة ؟

-العبادات الفارسية تمثل 70 بالمئة من خلفية العبادات القرآنية ..

-يعتقد سكان ما بين النهرين (سكان حاران بالذات) أن القمر إله وأنه قاهر الظلام ، فإذا غاب عنهم في شهر آذار فهذا يعني انه غاضب عليهم ، فكانوا يتقربون إليه بصيام شهر كامل ، من شروق الشمس حتى غروبها ، وكانوا ينتظرون ظهور الهلال ، فإذا ظهر الهلال يبدأون الصيام (!) . وكان الصيام عبارة عن امتناع عن الطعام والشراب وممارسة الجنس وحتى عن الكلام . وكانوا يصومون 30 يوما ، و اذا نقص الشهر القمري يصوموا 29 يوما فقط . أي يبدأون الصوم بظهور الهلال وينهونه بظهور الهلال . ويختمون صيامهم للثلاثين يوما بالذبائح والصدقة . مثل زكاة الفطر بعد رمضان ، ويعيدون عيدا يسمونه عيد الفطر ، بنفس الإسم . و يحقق ابن حزم الاندلسي في كتابه الفصل بين الملل والاهواء والنحل بأن صيام الحارانيين بصيام رمضان ، وأنه يدعى رمضان قبل الاسلام في الجاهلية . ويحقق ابن النديم في الفهرست أن الحارانيين يصومون شهرا كاملا تكريما للقمر الذي يدعونه سين كما اطلقه عليه البابليون والاشوريون والكلدانيون. و يقول جواد علي في (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام) ان رمضان اسم اعجمي وانه شهر متنقل يقع احيانا في ايام الحر واحيانا في ايام البرد . وكان اسم الشهر قديما ناطق ، أي صام ، ثم تحول الى رمضان . و يؤكد ذلك كله في القرآن آية (إني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا) أي صيام عن الحديث والكلام ، مما يدل على صيام الحارانيين .

الرد :

اولا : هل الحارانيين فرس ؟ ثم ان الصيام موجود في المسيحية ايضا ، فهل هم متأثرون بالفرس ؟ قال تعالى (يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) ، أي كل الديانات السماوية قبل تحريفها كان فيها الصيام ، الإسلام لم يقل انه دين جديد حتى تبحث عن شواهد لبعض فروضه في الديانات السابقة ، بل قال (مصدقا لما بين يديه) ، (ما كنت بدعا من الرسل) ، (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والنبيين) أي شرع لكم نفس ما شرع لنوح ابو البشر الثاني ..

هذا البحث يؤيد كلام القرآن ولا ينقضه ، فشكرا على هذا المجهود الطيب الذي اكد لنا ان الاسلام اصيل و لم يأتي بدعا من الاديان ، و تجد حقائقه متوزعة بين الاديان ، فهذا دين يهتم بالصيام ، ودين آخر يهتم بالصلاة ، وهكذا نفهم أن الإسلام هو الذي يجمع شتات الدين الضائع بين الملل والنحل .. كل الديانات حتى الوثني منها أساسه دين توحيدي سماوي اخذت تتشقق وتتفرق وتدخلها افكار البشر حتى لوثتها وحولتها الى وثنية او ما يشبه الوثنية او الهة متعددة .. و جاء الاسلام ليجدد الدين الاساسي بعد فساده وتفرقه . 

اذا اردت ان تثبت ان الاسلام خطأ ، اثبت انه بدعة ولم يأتي بما اتت به الديانات السابقة .

و حتى الصابئة كانت محرّفة عن الديانة السماوية الاصيلة ، و الصيام في الاسلام ليس للقمر بل لله ، فيجدر التفريق ، وليس للقمر اية قدسية في الاسلام حتى تقول انه تأثر بالحارانية ، قال تعالى ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر) . وهل تقول ان الصابئة يعبدون القمر ؟ اي وثنيون ؟ هذا غير صحيح ، الصابئة تعبد الله ، و لها عقيدة توحيدية .

الصابئة ليسوا فرسا ، و لهم ديانة معروفة ، و الفرس لهم ديانة معروفة . و ما تزال بقايا الصابئة موجودة في العراق . و هم الآن من العرب وليسوا من الفرس . المانوية والزرادشتية هي ديانة الفرس و ليست الصابئة المندائية . الكاتب خلط بين الفرس والصابئة ، وجعلهم كلهم فرسا ، والحارانيون فرقة من الصابئة . حتى يقول ان الاسلام أُخذ من الفـُرس ، دون أن يفرق بين الصابئة والزرادشتية .

كل الديانات لا تخلو من بقايا الدين الاساسي ، وهو كما قال تعالى ( ان الدين عند الله الاسلام) ، اي اسلام الوجه لله كما قال تعالى (بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن) ، و كل الانبياء مسلمون ، و معهم اتباعهم الذين لم يحرفوا دينهم ، وليس المسلمون فقط اتباع محمد . و اغلب الديانات لا تخلو من حج ولا صدقة ولا صيام ولا صلاة ، على اختلاف في الطريقة ، طبعا بسبب تحريف البشر .

اذن عندما تجد شيئا مذكورا في الاسلام وله ما يشابهه في ديانات سابقة لا تقل انه سرقه من ديانة سابقة ، بل قل انه امتداد لدين الله الاساسي . والتقى معه في بعض النقاط التي لم تـُحرّف ،

المسيحية ايضا فيها ركوع وسجود وصيام . فلماذا لا تقول كما قال غيره أن محمد لفق الاسلام من اليهودية والمسيحية ؟ بل ان مثل هذه البحوث لتؤكد ان الاسلام هو دين الله الاساسي ، لاننا نجد صوراً منه في الديانات القديمة ، حتى في تماثيل قديمة فرعونية و ما قبل الفرعونية ، نجد تماثيل ورسومات على هيئة ركوع و سجود ، أو رفع يدين بالدعاء ، وهذا تجده في احافير ما قبل التاريخ ، وبعضها يعود الى ما يسمى بالعصر الحجري . اذن دين الله قديم ، و هو دين التوحيد والاسلام . جاء محمد ليجدد هذا الدين ويخرج عنه الشركيات التي لحقت به .

هذا فخر للاسلام ان تجد له سوابق في الديانات السابقة ، لكن ان يُصلب الإله لا نجد له في الديانات السابقة ولا حتى الطوطمية .. لأنه بدعة بشرية أقحمت في الدين .. و يبقى الإسلام هو منارة لمن أراد دين الله الاساسي منذ وجدت الخليقة ، وأقصد به الإسلام من منابعه الاكيدة : كتاب الله وسنة كتاب الله .

-الفرس يقدسون القمر لثلاثة اسباب : انه اقوى الالهة بعد الشمس ، وثانيا أنه رمز للخصوبة ، وكان العرب قديما في وقت البلح يرتفعون الى جبل عرفات ويمارسون طقسا جنسيا جماعيا على ضوء القمر ، ويعتبرونه نوعا من انواع الحج ، ويسمونه عيد الخصب .

الرد :

ما هذا الكلام الملفّق ؟ اين مرجعه ؟ لم يقله احد غير هذا الكاتب ! العرب يمارسون جنس جماعي على جبل عرفات ؟! عرب الجاهلية الذين بعضهم يقتلون البنات خوف العار وهي لم تفعل شيئا (واذا الموءودة سئلت باي ذنب قتلت) ، يمارسون الجنس في مكان مقدس كعرفات لطلب الخصب ؟! هذا تخريف سخيف ..

موضوع الشرف و العرض لم يزد فيه الاسلام شيئا على ما كان عند العرب اصلا ، يقول عنترة الشاعر الجاهلي :

و اغض طرفي ان بدت لي جارتي .. حتى يواري جارتي مأواها ..

هذا كاتب لا يعرف اي شيء عن العرب ولا عن اخلاقهم ولا عاداتهم ، واقصد بالعرب قبل محمد .

كان العرب يحجون قبل الاسلام ، عبادة لله ، على بقايا دين ابراهيم الذي بنى البيت في مكة ، لم يبنه الفرس ولم يبنه النصارى ولا اليهود ، بل حاول الفرس هدمه وفشلوا ، حقدا على تمسك العرب بحجهم . اساس العرب الديني هو دين اسماعيل بن ابرهيم الخليل ، الذي بنى مع والده المسجد الحرام ، و تاثروا بعبادة الاصنام من الشمال و الشام الذين بدورهم تأثروا بالرومان و الذين بدورهم تأثروا باليونان ، والذين بدورهم تأثروا بالفراعنة والبابليين .

و ربما أن الكاتب اخذ موضوع الحمس وضخـّمه ، و هم قلة كانت تـُفرض عليهم قريش ان يطوفوا عُريانا ، وهذا تنكيل بهم ، لان عليهم مخالفات او لم يدفعوا شيئا ، اي انها عقوبة وليست عبادة .

العرب قبل الاسلام لا يعرفون الشذوذ الجنسي ولا الزنى حتى ، فضلا عن الزنى الجماعي ، فما بالك ان يكون عبادة و في اقدس مكان عندهم ؟ وربما قتلوا البنت لشبهة لكي لا يلحق القبيلة عارها ، ولا زال عند كثير من البادية غسل العار بالدم ، كما كانوا في الجاهلية ، و ليس تأثرا بالإسلام على الاقل في هذا الجانب ، لأن الإسلام يحرّم قتل المرأة الزانية ، هذا اذا ثبت .

والثالث أن القمر استطاع ان يسترد لوح القدر من طير شرير سرقه في المعتقد الزرفاني الفارسي وهم طائفة من الزرادشت ، ويعتقدون ان الزرفان (الدهري في الفارسية) هو المهيمن على اقدار و مصائر البشر ، وأن الله (الدهر) أوكل إلى الإله نابو (الملقب بالقلم عند الفرس) بسطر جميع مصائر البشر وبمساعدة حوت يدعى نون ، في لوح يحفظ الى الابد . والقلم والحوت (نون) هما اللذان يقسم بهما الله في القرآن (نون والقلم وما يسطرون) ،

الرد :

ان صحت هذه الرواية ، فهذا يعني انها من بقايا الاسلام القديم في الزرادشتية . وهذا يشبه ما في ملحمة كلكامش البابلي الاقدم بكثير من الفرس ، فقد ذكرت فيه قصة نوح وبناء السفينة و الطوفان ، وغير هذا الكاتب قال ان محمد سرقها من كلكامش ، شكرا لكلكامش فقد نبهنا الى قدم هذه القصة و اثبت صحة القرآن .

و نون حرف من الحروف المقطعة في اوائل السور ولم يقسم به القرآن ، مثل ص و طه و ألم . اذ لم يسبقها واو القسم . اما النون بمعنى الحوت فلم يقسم بها القرآن ، بل نسب اليها يونس ، فسماه ذا النون ، اي صاحب الحوت .

ومن هنا جاء الاعتقاد باللوح المحفوظ عند المسلمين (في لوح محفوظ) ، ولاجل ذلك قال الرسول في حديث (لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر) وحديث قدسي يقول (انا الدهر بيدي الامر) وفي القرآن (وقالوا انما هي حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر) . والاية (كان ذلك في الكتاب مسطورا) و (قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا) وحديث (رفعت الاقلام وجفت الصحف) .

الرد :

الاية في سياق الذم والنقد وليس الاقرار ، لانها ترد على كفار العرب ، لو قالوا : يهلكنا الزرفان لكان الكلام صحيح ، و لكنهم قالوا الدهر ، يقصدون به الزمن الذي يحدث الشيخوخة والضعف و الذي يسبب الموت ، دون ان يرجعوها الى الله ، اي عكس ما تصور الكاتب . و هذا يقوله الشخص العادي بأن السنين اهلكت اهلنا ، فهل نقول عن من كل من نسب شيئا الى الزمن انه دهري ؟

و هذا لا يدل على انهم من عبدة الدهر ، لانهم يقولون عن اصنامهم : (ما نعبدهم الا ليقربونا من الله زلفى) ، كانوا يؤمنون بالله لكن معه شركاء من اصنامهم يقدمونها عليه ، ولا يقرون بالبعث بعد الموت ولا بجنة ولا بنار . اي يشبهون حالة اللادينيين الذين يؤمنون بوجود اله لا يضر ولا ينفع . وتركيزهم منصب على الدنيا . هذه عقيدة عرب الجاهلية ، جمعوا بين الديانة الابراهيمية التوحيدية وعبادة الاصنام و تعدد الالهة التي كانت منتشرة عند الانباط والرومان واليونان وحتى البابليين والفراعنة ، أي تأثرا بمن حولهم ، لا تأثرا بالزرادشتية التي تؤمن بإلهين احدهما ابيض والاخر اسود . بل يؤمنون بتعدد الالهة ، وهذا فرق واضح يدل على انهم لم يتأثروا بالفرس حتى قبل الإسلام .. فما بالك بالإسلام ..

و هكذا صارت النتيجة شركاً ، اي دمج بين ديانتين مختلفتين .

و اما حديث (لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر) ، فالله اقسم بالدهر وقال والعصر اي الزمن ، و قال عن اهل النار انهم لابثين فيها احقابا ، والزمن ظرف يفعل فيه الخير والشر ، والله خير . كل شيء يحدث مرتبط بالزمن ، هذا يؤدي الى فكرة الحلولية التي لا يقصدها الحديث بلا شك ، انما يقصد الا تسبّوا الاحداث التي تصير في الزمن ، لانها من مقادير الله . وبما ان الدهر ظرف ، فهناك ازمان تمدح وازمان تذم ، وعصور تفضل على عصور . قصد الحديث الا نتشائم ، اكثر الشعراء يذمون الزمن والدهر ، بل هناك شاعر سمي بشاتم الدهر ، و الذم ليس لورقة التقويم ، بل لما يحدث فيه من شيخوخة وتبدل احوال وجدب و مصائب و فراق وغير ذلك . بل حتى سموا السنوات الممحلة بالدهر ، وهذه الامور هي من اقدار الله ، والمؤمن يتقبل اقدار الله ويصبر ولا يذمها . كأن يقدر الله عليه و يفقد عزيزا أو تاتيه مصيبة لا يد له ولا لاحد فيها .

يبدو ان هذا هو المقصود . اما ن يكون الله هو السنين ، فهذا تجسيد وحلولية ، لأن الزمن من مخلوقات الله وليس هو الله . وقال تعالى عن عقاب ال فرعون (ولقد اخذنا ال فرعون بالسنين) فهل الله هو السنين ؟ وعبارة : انا الدهر اي انا المقدّر لما يحدث في الدهر . اذن الله خالق كل شيء والزمن شيء . ولا شيء يكون بدونه .

هذا البحث الذي يقدمه الكاتب كله تمحل وابتسار مخالف للحقيقة و بعيد عنها كل البعد . فلا الاسلام يقر بهذه العقائد ولا حتى عرب الجاهلية . والبحث فاسد من اوله الى اخره .  

-بعد ان كتب الاله نابو (القلم) والحوت (نون) في اللوح ، سرق اللوح طائر شرير وارتفع به الى اعالي الجبال وأخذ يتلاعب به ، فاختل نظام الكون ، فجاء الاله القمر واسترده منه واحتفظ به ، فاستتب الامن .

الرد : لو كان العرب قبل وبعد اسلامهم متاثرين بهذه الخرافة لوجدتها في كلامهم او شعرهم ، كلهم لم يعرفوا هذه القصة الا منك ، وانا واحد منهم ، فلا احد يعرف ان القمر خطف او خـُطِف منه شيء .

-القمر كان يدعى في شمال الجزيرة العربية بـ لاه ، وبإضافة الالف واللام يصبح اللاه ، اذن فاللاه الذي بحوزته اللوح المحفوظ هو الاله القمر ، وليس الله كما عند المسلمين ، ولكن المفاهيم اختلطت.

الرد :

لاحظ انك اتجهت الى شمال الجزيرة هذه المرة وليس الفرس في الشرق ، ثم من كان يدعو القمر بلاه ؟ المعروف هو ايل ، و هذا الاسم قديم في شمال الجزيرة العربية . وهو يرمز لخالق الكون الذي لا يرى ، والله يقول (هل تعلم له سميا) . اذن لا يوجد شيء غير الله يُسمى بهذا الاسم ، منذ وجدت البشرية ، مع بعض التغير في اللفظة ، كإيل او لات أو الله . حتى الوثنية الخالصة لا توجد اصلا في العالم ولم توجد ، كل الاوثان عبارة عن رموز او الهة مساندة مع خالق الكون الاعظم . لا يمكن عقلا ان تعبد امةٌ القمر لوحده ! أو صخرة او شجرة ، لان الاوثان داخلة في منظومة عبادة ، مثلها مثل تقديس بعض القبور او الاماكن او القديسين ونحو ذلك ، الاوثان عبارة عن مقدسات وليست معبودات وحدها . لكنها تأخذ قيمة قومية ، فتـُقدّم على حق الاله الخالق . وهذا ما يفسر لنا ان كل قبيلة من العرب لها صنم خاص يرمز لوحدتها ويدفع عن امجادها ، مثلما اتخذ اليهود يهوه إلها خاصا بالشعب ، و يقول العرب اننا نعبدهم ليقربونا الى الله خالق الكون ، ولكنهم يعبدونه اكثر من خالق الكون الذي ينظرون اليه نظرة اللادينيين ، اله بعيد عن العالم ومدير ظهره له .

لا تتم فكرة العبادة اصلا من دون اله عام لكل الكون وخالق حتى للقمر والشمس . حتى العبادة الطوطمية ليست لذلك الحيوان على انه خالق الكون ، هم ليسوا مجانين الى هذه الدرجة حتى يتصوروا ان الثور خالق الكون و هم ياكلونه ويفهمونه اكثر منه و يربطونه بالحبال ! لكنه رمز يتضخم بدافع القومية، حتى يُقدّم على خالق الكون . هذه هي قصة العبادة منذ البداية والاديان : الهٌ اساس والهة فرعية ، تـُقدّم على الاله الاساس بدافع التعصب والرمزية ، فياتي الانبياء ليبعدوا ما انتجه التعصب العاطفي ويعيدوا الامر لنصابه لله خالق الكون ، ولكن طبيعة النفوس تنحرف الى ما كانت عليه الا ما رحم الله . مثلما عبد بنو اسرائيل العجل بعد ان انقذهم اله موسى من الغرق ، مسايرة لشعوب المنطقة التي لها اوثان ترمز لوحدتها . وهكذا نستطيع ان نفهم كيف يعبد البشر اصناما او اوثانا . فالانسان عاقل ليس مجنونا لكي يعبد صخرة و يقول انها خلقت الكون ! وهو يعلم انها لم تفعل ذلك . وهذا امر ديناميكي في الاديان ، وهو التحول من المجرد الى الملموس تبعا لميول البشر نحو الملموس .

لو اهنت الله في دولة ديمقراطية مثلا لما مسّك اذى حتى ممن يؤمنون به ، لكن لو مزقت علم تلك الدولة ، لثار عليك الجميع ! من هنا نفهم قصة عبادة الاصنام و الاوثان : انها رموز وثنية قومية . و طبعا لا نقول ان الأعلام او التماثيل الوطنية اصنام او اثان معبودة ، ولكنها معظمة ، وتشير الى قصة الاوثان والاصنام القديمة ومدى ارتباطها بالقومية والوطنية ، لانه ببساطة : المجتمعات تبحث عما يميزها في صراعها مع المجتمعات الاخرى ، ووجود إله مشترك للجميع لك ولاعدائك لا يشبع هذه الرغبة التعصبية عند من لم يعرف الله حق معرفته ويقدره حق قدره . فكرة الصراع والتميز بين المجتمعات المتجاورة هي السبب . وهي التي جعلت نبي الله عيسى يرفع الى مستوى اله . كي يقولوا لغيرهم : ارسل الينا ابن الله وارسل لكم بشر ، وتوضع تماثيله وصوره و صليبه كاصنام . وهي التي سمت الاله يهوه إلها خاصا بالشعب اليهودي لا ينظر لغيرهم ويسخر الجوييم (الاميين) لهم ، و هي التي جعلت الكثير من المسلمين يفضلون نبيهم على بقية الانبياء ، من عُرف منهم ومن لم يُعرف ، مع أن الله ساوى بينهم وقال (لا نفرق بين احد من رسله) . وقال لنبيه (فبهداهم اقتده) ، فكيف يكون افضل منهم ويقتدي بهم ؟ وهو الذي دفعهم الى فكرة المولد النبوي مجاراة للمسيحيين في احتفالات الميلاد . 

انظر الى الشرك في المسيحية مثلا ، إنها تؤمن بإله اساس ، و لكن جعلت له فروع هم الام والابن والروح القدس ، تارة تتصل به و تارة تنفصل . وهذه درجة من الوثنية و تعدد الالهة ، وهروب من المجرد الى المحسوس البشري . لان عيسى وامه محسوسان . و العقلية المادية تبتعد عن التجريد وتقترب مما هو في الواقع ، فأُصبغت الالوهية المجردة على شخص بشري يحيى ويموت هو عيسى عليه السلام وامه .

-مراجع يرجع اليها في الجذور التاريخية للشريعة الاسلامية : خليل عبدالكريم . دائرة المعارف الاسلامية / باب منافع الحج في الجاهلية. المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام : جواد علي / الاسطورة في التراث : سيد القمني .

-اللات هي الشمس ، وهي زوجة اللاه (القمر) ، ونتج عن هذا الارتباط مناة ، وهي منى التي يحج لها المسلمون ، وهي كانت الهة الاستمطار في الجاهلية ، والابن (عشتر) الذي هو النجم الثاقب ، والابنة الصغرى العزى ، والقرآن يقسم بهذه الالهة (والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها) . (والقمر والليل اذ ادبر) (ويسألونك عن الاهلة) (؟؟) ويقسم بالنجم الثاقب . (والنجم اذا هوى) وهو بالمناسبة قسم فارسي وثني ، ويعتقد الفرس ان النجم يهوي في الثلث الاخير من الليل حتى يوحي الى المختارين والانبياء.

الرد :

هذا كلام متكلف و سيناريو سخيف ، أن تسمي منى بمناة لتشابه الحروف ، اذن عرفات ما هي ؟ و الكعبة ما هي ؟ هل هي بيت النار عند العجم ؟ و تعقد زواجا بين اللات والعزى والشمس والقمر الذي لم يقل به احد من العرب لينجبا منى !

ثم العرب كانوا يعرفون الله كخالق للكون ويعرفون اللات كصنم بنفس الوقت .

الاصنام مستقدمة على العرب لا يعرفون قصتها ولا حقيقة اسماءها وليس لهم اساطير حولها كما نجدها عند اليونان وغيرهم .. و هذا ادبهم الجاهلي لا يتحدث كثيرا عن الاصنام ، ذكرا ، فضلا عن ان يتكلم بالخرافات حولها . العرب في عبادة الاصنام مقلدون وليسوا مخترعين ، كعادتهم في تقليد الامم المتحضرة . هذه حقيقة لا بد ان توضع في البال ، مثلما نقلد نحن الان الامم المتحضرة عنا دون ان ندرك مضامين ما نقلده . مع انها تعني عند تلك الامم اشياء كثيرة ، و بعضها ترمز لاديانهم وثقافتهم ونحن لا ندري ، حتى اسماء الماركات لا ندري ما سبب تسميتها ، كثير منها ترمز الى ثقافة تلك الامم ، فالبدوي يقلد الحضري و هذا شيء معروف ، والعرب امة بدوية . 

كان عرب مكة ينطقون بالكلمتين : منى و مناة ، و كلاهما عندهم .. والصنم مناة مستقدم ومستورد ، اي ان منى اقدم من مناة ، ولم يضعوا صنمهم مناة في منى حتى يسوغ القول ، بل وضعوه عند الكعبة ، إن عمرو بن لحي القرشي هو اول من استقدم الاصنام من الشام لغرض التجارة ، بينما منى كموقع معروفة من قبله .  

من يتحدث عن التاريخ فليتحدث عن التاريخ ، لا كما يريده ان يكونه التاريخ .. كل ما سبق عبارة عن تمثيلية على التاريخ ، بقصد النيل من الاسلام . لم تكن الشمس ولا القمر معظمان عند العرب ، بل ان القمر بالذات كانوا ينسبون له الشر . وهو اعتقاد موجود حتى عند المسيحيين . يرجعون تغير المزاج الى اكتمال القمر . كما في مسرحية شكبير "حلم ليلة صيف" ..

مناة كانت صنما عندهم ، بينما منى عبارة عن ارض واسعة بين جبال ، ولا يمكن ان يكون اسم واحد لشيئين ، أن تكون منى ارض وبنفس الوقت صنم !

والله اقسم بالشمس والقمر كمخلوقات عظيمة يراها الناس ، مثلما اقسم بغيرها ، فقد اقسم بالعاديات وهي الخيل ، واقسم بالذاريات وهي الرياح ، واقسم بالليل و الصبح والفجر وليال عشر والشفع والوتر واقسم بمكة واقسم بالسماء والارض .. فهيا ابحثي عن اصول هذه عند الفرس ، و كونه اقسم بالسموات والارض فهو اقسم بكل شيء ، لانه خالق كل شيء .

اما النجم الثاقب و تفسيره بانه نجم الفرس الذي يهوي اخر الليل ، فهذا بعيد ، لان القران تكلم عن النجوم ، وانها رجوم للشياطين ، قال (فاتبعه شهاب ثاقب) فكلمة ثاقب توضح الصورة ، ولم يذكر انه ينزل اخر الليل . اذن النجم الثاقب هو الشهاب المتساقط .    

-(فكان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى) يقول المفسرون محاولين ان يوضحوا الاية وما قبلها بأن النازل جبريل ، بينما محمد لم يدع جبريل ابدا بأنه عبده ! والقوس يبلغ 100 متر ، ولا يعقل ان يكون البعد بين جبريل ومحمد 200 متر كي يوحي اليه !

الرد : متى كان القوس 100 متر ؟ عند من ؟ هل قوس الفرس طوله 100 متر ؟ كيف يمكن الامساك به ؟ اذن كم طول السهم سيكون ؟ القوس معروف وهو الذي تطلق منه النبال في الصيد والحرب ، وكانوا يقيسون به من ضمن وسائل قياسهم ، مع الذراع والباع والفرسخ والمرحلة وغيرها من الاطوال .

وأوحى الى عبده ، المقصود محمد ، أوحى اليه جبريل ، أين المشكلة هنا ؟ الضمير في عبده يعود على الله ، لان محمد عبد لله كما تؤكد

-لماذا الله خالق كل شيء يقسم بمخلوقاته في القرآن ؟ بينما في الكتاب المقدس يقول الرب (بذاتي اقسمت) ؟

الرد :

وايضا اقسم بذاته في القرآن ، قال ( بلى وربك لا يؤمنون ..) . اين المشكلة ؟ تريدين ان يكون القرآن مثل الكتاب المقدس في كل شيء ؟ تسميته بالكتاب المقدس غير دقيقة بهذا التعميم ، لان ليس الجميع يقدسه ، هو مقدس عند اتباعه فقط ، هذا بالنسبة للديانات الاخرى والملاحدة ، اما المسلم فهو يحترم اساسه قبل التزوير والتحريف . ويحترم ما سلم من التحريف في بعض المقاطع. اي نحترم ونقدس ما وافق القرآن ، ولا نقدس كل ما جاء فيه ، والا لخالفنا القرآن والمنطق . المفترض ان يسمى : الكتاب المقدس عند المسيحيين واليهود . مع ان اليهود لا يقدسون الانجيل ، بينما المسيحيون يقدسون التوراة بطيبة لا نراها تشمل المسلمين ولا كتابهم . 

-يوحي الشيطان للرسول محمد بآيات (تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى) ، ثم ينسخها الله (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) ..

الرد : هذا الكلام لا يوجد في القرآن ، وانما ذكر في رواية ، لااظن انها تصح . لان الله تكفل بحفظ القرآن ، ولو كان الشيطان يستطيع ان يزيد وينقص لفعل في مواقع اخرى . والحفظ يكون ابتداءً لا استرجاعاً .فالله لم يقل اننا نسترد ما ضاع منه ، بل قال (وإنا له لحافظون) وهذا تأكيد على الحفظ . فلا زيادة ولا نقصان في القران لا بنسخ ولا بغيره .

-في الحديث أن محمدا عندما كان طفلا ، كان القمر ينظر اليه ويناغيه ، (السيرة النبوية للحافظ بن كثير) + لسان العرب لابن منظور .

الرد : ان صح هذا ولم يكن مجازا ، لا يدل على هذه الفكرة المبتسرة ، بالعربي : لو كان يريد عبادة القمر لماذا لم يتجه اليها مباشرة ولا يتركها لكي كي تكتشفيها ؟ ما الذي يمنعه ؟ في الاسلام لا يوجد اي قيمة خاصة للقمر لا في شرائعه ولا معتقداته ولا عباداته .

الكاتب يطالب بقضية خاسرة جدا ، شيء مثل القمر لا بد ان يكثر ذكره ، و عند كل الامم والديانات ، فهل كل من ذكر القمر عبد القمر ؟ اذن فالشعراء كلهم وثنيون فارسيون لان ليس منهم من لم يتغن بالقمر ويتعشق جماله ، هذا تكلف لا يستطيع ان يقف على قدميه .

-في الشعر يقول امرؤ القيس :
دنت الساعة وانشق القمر .. عن غزال صاد قلبي ونفر  ..
احور قد حرت في اوصافه .. ناعس الطرف بعينيه حور ..

الذي يماثل الآية (اقتربت الساعة وانشق القمر) .. وفي آخر القصيدة يقول :

قلت وقد شق العذار خده .. دنت الساعة وانشق القمر ..

الرد : ما المستنتج من هذا ؟

اولا : امرؤ القيس فارسي او متأثر بالفرس !
ثانيا : محمد هذه المرة لم يأخذ من الفرس مباشرة بل اخذ من شعراء الجاهلية ! مخالفا لوجهة نظر الكاتب . وهكذا .. مع ان مثل هذه الابيات منحولة على امرئ القيس ، قضية الانتحال معروفة في الشعر الجاهلي ، فليس كل ما نسب للجاهليين هو من شعرهم .. حتى لو كان حقيقة لامرئ القيس ، ما المشكلة ؟ اللغة العربية واسعة . مع ان الانتحال واضح فيها ، فاسلوب الابيات سلس وحضري لا يتناسب مع بقية شعر امرئ القيس ، و عبارة (انشق القمر) عبارة جاءت بعد الاسلام ،

ثالثا : تظهر عبادة القمر من هذه الابيات عند الجاهليين متأثرين بها من الفرس !

هذه الاستنتاجات السخيفة التي اقوم بها تمشي على نمط ما قدمه الكاتب مع الاسف . عبارات القرآن وتراكيبه كلها جديدة ، وان كانت باللغة العربية المعروفة . ولهذا انبثت في اللغة العربية بعد نزول الوحي.

-الاله القمر وابنه النجم عشتار نجدهما مرفوعين على قباب المساجد والشعارات الاسلامية حتى اليوم ..

الرد : هنا تبين السخف بشكل واضح وعدم التعمق ، هذا كله اصلا جديد ومن مبتكرات الدولة العثمانية ، ومجاراة للصليب الذي يرفعه المسيحيون على الكنائس ، فقالوا ان الهلال مرتبط باوقات عبادات اسلامية كالصيام والحج ، فلنجعله رمزا على المساجد ، و هي بدعة لا اصل لها لا في القران ولا الاحاديث ولا عند السابقين من المسلمين . فهل لم ينتبهوا الى قيمة القمر الا بعد الف سنة ؟ والعثمانيون جعلوا الهلال والنجمة في علمهم ذو الارضية الحمراء ، وهي المشتري في اوقات اقترابه من القمر ، يقال ان احد السلاطين رأى في احد المعارك الهلال والمشتري قريب منه وهما يلمعان على الدم ، فصنع منه العلم .

-التركيز على الهلال عند المسلمين جاء من الفرس حيث اهل حاران يتحرون ظهور القمر بلهفة ، والذي يظهر كما هو معروف على شكل هلال .. وهو نفس شعار الحارانيين . ووجدت معابد للقمر في الشرق الاوسط منتشرة من تركيا الى نهر النيل .

الرد : ليس الحارانيون فقط من ينتظر القمر ، بل كل الشعوب ، لانه يخبرهم عن الاشهر والايام ، وبما ان رمضان شهر الصيام ، وذو الحجة يحج فيه المسلمون ، احتاجوا للمواقيت ، ولم يكن لهم مواقيت الا القمر ، خصوصا عند أمة أمية كما قال القرآن (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) أي مواقيت لكل الناس ، فاين هذا التقديس المزعوم ؟ ها هو القرآن يجاوبك عن الاهلة بكل بساطة . ولا عشتار ولا يحزنون ، بل لم يعرف العرب عشتار وليست من اصنامهم .

-قيصر فرح : باحث عن مكانة القمر عند العرب .

-الماء عند الفرس هو اله التطهير ، وهو نفس المفهوم والمعتقد عند الاسلام اذ يعتقد المسلمون بطهارة الماء وطهوريته ..

الرد : فقط المسلمين ؟ وماذا عن ماء التعميد المقدس عند النصارى من نهر الاردن ؟ الاسلام ليس فيه تعميد بماء ، لماذا لا تكوني منصفة ؟ اليهودية ايضا تعتمد التطهير بالماء و الوضوء ، والهندوس يتطهرون بماء نهر الجانج ، والملاحدة ايضا يتطهرون بالماء ، والحيوانات تنظف اجسامها بالماء ، ومغاسل الملابس تتطهر بالماء ، وليس فقط الفرس ! وجميع البشر يعتقدون بطهورية الماء والا لما اغتسلوا كلهم به ، فاذا لم يكن التطهر بالماء ، فماذا سيكون ؟

وهل قلتي ان اليهود والنصارى اخذوا التطهير من الفرس ؟ ام فقط المسلمين ؟ ما هذا الانصاف العجيب ؟!

-الوضوء طقس فارسي وثني قديم ، وكلمة "وضوء" كلمة هيروغليفية قديمة تعني بيت الطهارة . (مصر تتحدث عن نفسها ، وسيم السيسي) ، الماء عند الفرس ينتج من النجوم الطاهرة وليس من الارض ، اعتقد الفرس بالاله النجم تستريا الذي ينزل الماء الى البحر السماوي ، وهو بحر عظيم مياهه تغلي ، وهو سبب زرقة السماء ، وهو الذي تحدث عنه القرآن في آية (والبحر المسجور)

الرد : لا لم يتحدث عنه الا من وجهة نظرك ، المسجور يعني المملوء كما في التفسير ، لو كان يقصد هذا البحر الفارسي لذكر ما يدل عليه ، اما اختطاف الكلمة وتحويلها الى معنى بعيد ، فهذا تلاعب بالالفاظ . في لسان العرب لابن منظور : سجر سجره يسجره سجرا وسجورا وسجره : ملئه ، وسجرتُ النهر : ملئته ، وفي الصحاح : سجرت النهر اي ملئته . 

 وهو الفلك كما يسمونه الفرس في علوم الكون لديهم ، وهو البحر الذي يسبح فيه الشمس والقمر والليل والنهار ، وهو الذي قال عنه القرآن (وكل في فلك يسبحون) .

الرد : هذا تأول سخيف ، ففي لسان العرب : الفلك مدار النجوم ، والجمع افلاك ، و الفلَك في اللغة هو المستدار ، و فلك البحر : موجه المستدير ، وهي كلمة عربية ، وفي القاموس المحيط : افلك و فلك و تفلك : اي استدار . وفي مقاييس اللغة : الفاء واللام والكاف اصل صحيح يدل على استدارة في شيء ، اذن المقصود هو الاستدارة وليس بحر الفرس هذا المزعوم . وهذا من الاعجاز العلمي في القران ، لان القدماء ومنهم فرسُك لا يعرفون ان الشمس والقمر والكواكب تدور في افلاك و مدارات ثابتة ومستديرة .

والقران يخبرنا ان الرياح تثير سحابا وتركمه لينتج منه المطر ، بينما الفرس كما تقولين يعتقدون ان المطر جاء من بحر يغلي في السماء ، فلو كان القران يعتمد على خرافات الفرس لقال مثل قولهم في نشوء المطر ، والعلم اثبت كلام القران ولم يثبت خرافات الفرس ولا المسيحيين الذين يعتقدون ان الارض مسطحة ولها حافة ، فالقرآن اخبرنا عن دحي الارض ، والشيء اذا دُحي تكور ، واخبرنا ان الليل يتكور على النهار والنهار يتكور على الليل ، مما يعني انهما يحيطان بكرة يتكوران عليها وهي الكرة الارضية ، بينما المسيحيون يعتقدون ان الارض قطعة مستوية لها حواف هاوية و أنها مركز الكون .  

والفلك بالمفهوم الاسلامي متأثر بشكل كبير جدا بالمفهوم الفارسي . ولا يوجد في المعاجم القديمة تفسير الفلك بمعنى مدار . ففي لسان العرب والقاموس المحيط نجد الفلك بمعنى (امواج عالية تغلي) ..

الرد :

هذا كذب صريح على لسان العرب ، الفلك امواج عالية تغلي ؟! يحق للقارئ ان يرجع الى لسان العرب ليكشف هذه الكذبة والفرية . قال اللسان : فلك البحر : موجه المستدير المتردد ، فأين النار واين الغليان ؟ النار في قلبك من جمال الاسلام وعظمة القرآن ، وهو سبب الكذب ..

اين نهي المسيحية على الكذب والبهتان ؟ والاشد من هذا : ما الذي اضطرك الى الكذب ؟ لا يضطر الى الكذب الا من ضاقت حيلته .. وما دام الكذب على لسان العرب الذي نعرفه بهذه السهولة ، فما الذي يمنع ان يكون الكلام عن ديانة الفرس كله كذب عليهم ؟ وقليل من الناس من يطلعون على مثل هذه الديانات القديمة . انا اشك في كل ما ساقته الكاتبة من كلام على الفرس او غيره .

 ويرجع الى تفسير ابن كثير والطبري في تفسير سورة الطور (هو بحر تغلي مياهه في السماء ينزل الله منه المطر الى الارض) . وهذا الماء ينزل من السماء الى الارض ليتوضأ به الزرادشتيون.

الرد :

ابن كثير والطبري ساقوه كقول من الاقوال ، بينما الارجح عندهم و رأي الجمهور ان تسجير البحار ان تشتعل نارا يوم القيامة ، وقال ابن عباس : البحر المسجور اي المحبوس ، من السجر ، لأن كلمة سجر لها معنيان : الحبس والامتلاء ، والمعنى الثاني : الاشتعال .

-الوضوء عند الزرادشتيين يعني ازالة الشيطان من اجسادهم قبل ان يصلوا ، فيبدأون بإزالته من اعلى اجسادهم الى الاسفل . فيبدأ بإزالة الشيطان من فمه وانفه ووجهه واذنيه . فيهرب الشيطان الى اسفل ، فيتتبعه بالماء حتى يخرج من اخمص قدمه ، وورد في البخاري (إذا قام احدكم فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت في خيشومه) وحديث (بال الشيطان في اذنه) .

الرد :

الوضوء نفسه موجود في اليهودية وليس فقط في الاسلام ، واذا لم يغسل الوجه ولا اليدين ولا الرجلين فماذا يغسل ؟ لأن هذه هي الجوارح وهي التي تتعرض للوساخات والغبار .

الهدف من الوضوء النظافة ، مثله مثل الغسل ، وليس طرد الشيطان . فالقرآن اخبرنا كيف نطرد الشيطان ، قال تعالى (فإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) ، وكلمة وضوء كلمة عربية ، من الوضاءة وهي البهاء والنظافة ، وليست هيروغليفية كما يزعم الكاتب او الكاذب .. توضأ اي تنظـّف و تنوّر . وهي مشتقة من الضوء ، ومنه كلمة وضيء ومضيء . والهيروغليفية لا هي ولا غيرها تعرف حرف الضاد لانه خاص باللغة العربية وحدها . فما اشد الكذب ..

الاسلام دين النظافة ، واذا كان الشيطان في الفم كما تقولين فلماذا تغسل الارجل ؟ هذا تمحك ومعاضلة . والقصد من الوضوء والغسل التطهر كما قال تعالى (وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ ) ، والتطهر في اللغة النظافة وليس طرد الشياطين كما في الزرادشتية ان صدق النقل ولم يكذب كما كذب على لسان العرب بل وعلى العرب كلهم وعلى الفراعنة . 

-في كتب التفسير الزرادشتية : لأجل طرد الشياطين من الانسان ، يجب ان يغسل الانسان بالوضوء قبل طلوع الشمس ليزول رجس الشيطان ، وهو نفس الاية (اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجس الشيطان) (؟؟) وآية (وانزلنا من السماء ماء طهورا) .

الرد : هذه حالة خاصة ومعجزة أن يغشيهم النعاس في وقت الحرب وينزل عليهم المطر ، لكن لا يوجد ما يدل على ان الوضوء ليس بقصد النظافة . لان الشيطان لا يكون في الايدي والارجل . والطهارة مطلوبة في الثوب ومكان الصلاة ، وحتى نعرف الطهارة ننظر لعكسها ، ان عكسها ليس الشيطان بل النجاسة ، والنجاسة هي القذارة ، كالخارج من السبيلين . وهذا امر ذوقي يعرفه الجميع . وليس فقط الزرادشتية . وهكذا انتهى هذا الاشكال السخيف ، فبضدها تتبين الاشياء .

ثم اذا وُجد تلاقي بين الاسلام والديانات القديمة فهذا يدل على بقايا من الدين الاساسي .

اما قوله تعالى (ليذهب عنكم رجس الشيطان) فالمقصود برجس الشيطان هو القنوط والتشاؤم بسبب قلتهم وكثرة عدوهم ، فكونهم يغشيهم النعاس امنا وياتيهم المطر الذي يبعث على التفاؤل والنشوة والتجديد ، هذا الذي اذهب رجس الشيطان ، وهو التيئيس والتخويف وصار المطر فأل خير بقرب النصر ، وليس ان المطر غسل الشيطان ، فالشيطان ليس كيان مادي مشتعل لكي نلاحقه بالماء و نطفئه ، والله قال : استعذ بالله من الشيطان وليس استعذ بالماء من الشيطان .. لو كان كذلك لكان كلامك صحيح . 

-الصابئة المندائيون المتأثرون بالديانة الفارسية كانوا يسمون انفسهم بطائفة المغتسلة ، ويغتسلون خمس مرات في اليوم ويصلون خمس مرات في اليوم . ولديهم صلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود (المختصر في تاريخ البشر لأبي الفداء + الفهرست لأبي النديم) .

الرد :

ان صح هذا فهو من بقايا الدين الاساسي (الإسلام القديم) وهو مؤيد له . ودال على انه هو الدين الحق الموجود منذ القدم . فلدينا اسلام قديم واسلام حديث ، وكلاهما واحد ، اذا استـُبعدت التشويهات والتحريفات . وما المسيحية قبل تحريفها الا إسلام قديم ، قال تعالى (النبيون الذين أسلموا) و كل الانبياء مسلمون ، بما فيهم عيسى عليه السلام ، النبي المسلم ، و امه الصّدّيقة التي كلمتها الملائكة .. ولو كان هذا الكلام قيل لرجل لقيل انه نبي ، مثلما قال تعالى (ان الله اصطفى ادم ونوحا وال ابراهيم وال عمران على العالمين) . ولم يذكر في القرآن ان اسماعيل و زكريا أو غيرهم اعطوا تبليغا او شريعة ، و يسمون انبياء . وكل الانبياء صديقون ، مثلما قال عن يوسف انه صّدّيق ، وكذلك يحيى .

النبوة هي اتصال مع الله مباشرة او بواسطة الملائكة ، و مريم اتصلت بها الملائكة ، و هذا معنى النبوة .  وتحاورتْ مع الله من خلال جبريل (قالت رب اني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء) . و كل الانبياء تخاطبوا مع الله اما مباشرة مثل موسى او من خلال روح القدس ، وهذا ما حصل مع مريم ..

ولا شك ان مريم كانت تدعو لله ولا تكتم الحق . كل مسميات الرسول والنبي والصديق كلها شيء واحد ، فكل نبي رسول ، وكلاهما صِدّيق بلا شك .. اذا كان معنى الرسالة هو التبليغ وانكار المنكر ، فلا يوجد نبي لا ينكر المنكر ولا يأمر بالمعروف ، والا لكان كاتما للعلم ولم يبلغ ما أوحي اليه ..

الانسان العادي يبلغ افكاره ، فما بالك بنبي ؟

هارون في بعض الآيات وصف بأنه نبي ، وآيات اخرى وصف بأنه رسول ، اذن كل رسول هو نبي وصديق وشاهد .. 

-عند الفرس أن الاله خلق سبع سماوات طباقا ثم استوى على العرش. وخلق السبع السماوات هذه من اجل ان يحفظ ارواح الزرادشتيين الاتقياء كل حسب تقواه. و زرادشت رسول الديانة الزرادشتية عرج الى السماء لملاقاة الاله ليأخذ منه الشرائع الالهية للبشر. و كان لدى محمد مستشار محنك هو سلمان الفارسي الذي كان كاهنا زرادشتيا ، ولا يصل احد لمرتبة الكهانة الا بعد ان يحفظ الاسفار الزرادشتية عن ظهر قلب ، واستفاد محمد من علومه ، واضاف اشياء من عنده .

الرد :

سلمان الفارسي كان مسيحيا بعد ان رفض المجوسية و انتقل الى الشام ، وسمع من القسيسين قرب ظهور نبي في جبال فاران اسمه احمد كما هو مذكور في الاناجيل المدفونة . كأنجيل برنابا وغيره . و قدم الى جزيرة العرب لهذا الاساس ، مع انه كان ابن عائلة مرموقة و غنية ، وابوه كان سادن بيت النار . فلو كان محمد يأخذ من سلمان الفارسي لأخذ بقية عقائد الزرادشتية و هي الاهم ، كإله النور والظلام وتعظيم النار واقامة معابد في مكة للنيران ، و هذا لم يكن . هذا غير ان سلمان لم يكن له حضور كبير في مجال العلم والفقه والحديث بعد موت الرسول .

ايضا عنده صهيب الرومي ، قولي انه اخذ معتقدات الرومان من هذا المستشار المحنك الرومي ! سلمان ذهب يبحث عن محمد ولم يبحث محمد عنه . سلمان جاء ليتعلم منه لا ليعلّمه ، ولو كان محمد محتاج لتعلم الزرادشتية لتعلمها هناك حتى يتعلمها عن كثب ، لا ان يأخذها من مراسل ..  و إلا لجعل سلمان نفسه نبيا و ليس محمد لو كان كما تقولين .

هذه حجة اوهى من خيوط العنكبوت ، وما دام ان محمد يستطيع ان يزيد من عنده ، فلماذا يحتاج لسلمان او لورقة بن نوفل المسيحي ؟ احترنا معكم ! فناس تقول ان ورقة وخديجة هم من درسوا محمد القرآن ، و احد يقول بل انه سلمان الفارسي ، و آخر يقول بل هو ابو طالب عمه الذي يعرف اخبار السابقين ! و كفار قريش يقولون انه يتعلم من رجل اعجمي فارسي في مكة ! كما قال تعالى (لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين) ،  تشابهت قلوبهم وكأن الزمن لم يدر ، تخبط وتخرص وافتراضات وافتراءات ..

الشيء ينتقد من صميمه وداخله ، لا بافتراضات خارجية . بدلا من هذا الحوار كان ينبغي ان تصنعي قرآنا أفضل من قرآن محمد ، انتي و الطائفة التي معك ، وبهذا ينكسر الاسلام بسهولة ، لأنه قائم على تحدي ان يؤتى بسورة او اية مثله . لم يستطع الكفرة القدماء ولا المتاخرين دخول هذا التحدي ، فصاروا يرشقون التهم من بعيد . و ما دام سلمان وابو طالب وخديجة وغيرهم استطاعوا ان يصنعوا قرآنا ، فما الذي يمنع ان تصنعوا واحدا ؟ بدلا من هذا اللف والدوران ؟

ان تتهم القرآن بأنه بشري وتبحث عن وليجة و سبب ، فهذا حجة ليست بقوة ان تأتي وأنت بشر بقرآن مثله حتى تثبت أنه بشر . كيف تقول انه بشري وانت لا تستطيع ولا غيرك ولا القدماء ان تأتوا بمثله ؟ هكذا تكون في موضع المدّعي فقط ، الذي لا يملك الدليل . اذا قلت ان بشر يستطيع ان يفعل الشيء الفلاني ، فلا بد ان تأتي بمثال ، و إلا سيكون ادعاء باطلا . و ادعاء بشرية القرآن منذ القرشيين وهو يُردّد ، كما قالوا (اساطير الاولين) وها انت تعيدين نفس الاسطوانة القرشية ، الى كفرة وملاحدة اليوم ، دون ان تثبتوا ولا ان تأتوا بقرآن مثله صنعه بشر أو تصنعوه أنتم بأنفسكم . لا قيمة لاي ادعاء بلا دليل ولا اثبات .

واذا كانت المسألة رمي تهم ، فعقيدة الثالوث من باب اولى و اوضح انها مأخوذة من الهندوسية .      

-من الاعتقاد ان السموات السبع كل سماء فيها ارواح الاتقياء الطاهرين جاء اعتقاد البيت المعمور اي المسكون ..

الرد : البيت المعمور هو بيت الله في مكة الذي قال عنه الله انه اول بيت وضع للناس ، اي اقدم مسجد على الارض في فترة الاسلام القديم ، و بالتالي هو اكثرها عمرانا بالمصلين ، وقد اقسم القرآن بمكة في اية اخرى ( لا اقسم بهذا البلد) ، وقال (فليعبدوا رب هذا البيت) ، وقال (وطهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) و البيت يعمر بالعبادة . قال تعالى (انما يعمر مساجد الله من امن بالله .. الاية) ، ولهذا سمي زوار المسجد الحرام بالمعتمرين . اما كلام بعض المفسرين انه بيت مقابل للكعبة في السماء تدخله الملائكة فهذا لا يحتمله النص القرآني ولا سياقه . والقرآن يفسر بالقرآن . 

-يعتقد الفرس انه لا يعرج احد الى السماء حتى يكون كاملا ، ولا يكون كاملا حتى تخرج العلقة السوداء من صدره ، فأرسل الاله اهورا مزدا ملكين الى زرادشت وشقوا صدره ليخرجوا منه العلقة السوداء . وهي نفس الحادثة التي حصلت لمحمد ، وذكرها القرآن (ألم نشرح لك صدرك) و ذكر في الحديث في حادثة شق الملكين للصدر (فأخرجا شيئا مثل العلقة فطرحاها) : تفسير القرآن العظيم لابن كثير .

الرد :

ألم نشرح لك صدرك تناسبها : و وضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك ، السياق واضح ، ان الامر معنوي ، و ليس عملية قلب مفتوح ولا صخرة على الظهر ازيحت . و انشراح الصدر الجميع يعرف معناه اي ضد الكآبة والهم ، وليس ان يُشق الجلد ويُكسر القفص الصدري . والانشراح من السعة ، والعملية المذكورة لا تشير الى السعة ، بل الى استئصال علقة سوداء ، وآية اخرى تقول (ولكن من شرح بالكفر صدرا) فهل هذا اجريت له عملية ايضا ؟ هذا فهم رديء للآية ، و عكس الانشراح هو الضيق ، قال تعالى (ولقد نعلم انه يضيق صدرك بما يقولون) .

اذن القرآن لم يشر الى قصة شق الصدر التي لا نعلم صحتها ويشكك بها البعض . لأن الإسلام لم يذكر ان الشر او الشيطان له علقة سوداء في القلب ، والله مدح المؤمنين و هم لم تجرى لهم عمليات فتح صدر و ازالة العلقات السود من قلوبهم ، مما يعني انها ليست صحيحة . فالخير والشر امر معنوي لا علاقة بالقلب وهو مضخة بهما . وليت الشر علقة سوداء لاستئصلناها واسترحنا . ولأجريت على الكاذبين والمزورين فاصبحوا منصفين وعادلين ولا يقولون الا حقا ..

لا ننس كثرة الزنادقة الذين اثروا في الفكر الاسلامي من خلال نقلهم لثقافتهم الزرادشتية ، و هذا صار بعد الفتح الاسلامي لبلاد فارس . وازداد في العصر العباسي الذي تبلورت فيه المفاهيم والمذاهب. مثلما كانت الاسرائيليات مؤثر اخر.  

-في المعتقد الزرادشتي ان من يعرج الى السماء يقدم اليه كأسان ، أحدهما لبن . وهو نفس الخبر عن الرسول انه عرض عليه كأسان احدهما لبن والاخر خمر .

الرد : كل هذا لم يذكر في القرآن ، والقرآن هو المصدر الاساسي للاسلام ، واي رواية تخالف القرآن لا يعتد بها . فضلا عن ان تناقضه .

-عند الزرادشتيين : اعتقاد السقف المرفوع (والسقف المرفوع) وضعه اهورا مزدا في السماء ووضع فيه النجوم ليحمي ارواح الزرادشتيين من الشياطين من خلال ارسال النجوم الحارقة عليهم ، (وجعلنا السماء سقفا محفوظا) (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين) .

الرد :

هنا اختلاف ، فالرجوم لا تحمي ارواح المسلمين ولا غيرهم من الشياطين ، لان الله امهل الشيطان الى يوم القيامة كي يغوي من يطيعه ، لكنها تمنعهم ان يسترقوا السمع ، و بالتالي المعتقد الاسلامي هو ان الشياطين لا تعلم الغيب ، وبهذا يسقط تأثير السحرة ومن يدعون الاتصال بالشياطين ، وهكذا الإسلام يحارب الخرافة ويعظم الايمان والعقل ، فلا عقل بلا ايمان ولا ايمان بلا عقل .

- اتصال من شكير : المغرب / الاحرام هو نفس اللباس الهندوسي .

الرد :

والثالوث هو نفس المعتقد الهندوسي ايضا ، وهو اساس الدين المسيحي ، اما الاحرام فهو ليس لباس مميز ولا هو اساس الاسلام ، الاحرام ضد فكرة اللباس ، فهو يشير الى الكفن ويذكر بالموت الذي هو مصير كل انسان ، و يزيل الفوارق ، فهو عبارة عن قطعة من القماش السادة فقط ، و ليس لباسا معينا . هو نفس الكفن الذي يكفن به المسلم ، بنفس الطريقة ، وهو ليس لباس الهندوس فقط ، حتى اليونان و الرومان كانوا يلفون قطعة من القماش على اجسادهم .

لباس البراهما وهم اعلى طبقة في الهندوسية يتكون من قبعة حمراء ضخمة و شال طويل على الكتف مقلم بالاحمر و قميص باكمامه ابيض ، مع سروال مع ازار فضفاض تحته . هذا لباس بعيد عن لباس الاحرام . و غاندي زاهد و سياسته تعتمد على الزهد في البضائع الانجليزية في مقاومته السلمية ، فكان يظهر بهذا اللباس البسيط جدا و معه عنزة كرسالة الى الانجليز الى اننا نستطيع ان نعيش بأقل القليل . و ما الذي يمنع ان يكون غاندي نفسه يقلد محمد حتى في رعيه للغنم وخياطته ثوبه كما كان يفعل الرسول بنفسه ؟ و كان غاندي يحاول ان يمدج بين الاسلام والهندوسية ، ونظرته للمسلمين كانت نظرة جيدة لدرجة انه اضرب عن الطعام اسبوعين بسبب اعتداء الهندوس على المسلمين ، والهندوس اغتالوا غاندي بسبب تساهله وميوله للمسلمين . 

-الصراط كلمة فارسية تعني طريق ، يمر عليه الزرادشتيين عبر السماء ، فالاتقياء يعبرونه وغيرهم سيتنكبونه ويقعون في جهنم تحت الاراضين السبع .

الرد :

مثل هذه الافكار ، حتى الميزان موجود عند الفراعنة ، في يوم الحساب ، فهل درس محمد الهيروغليفية وفك رموزها قبل شامبليون ؟ و هو لم يسافر ولم يزر مصر ؟ هذه كلها من بقايا الاسلام القديم ، المبثوثة في كل الديانات ، والدليل على صحة الاسلام انك لا تجد ديانة معينة تقول انه اخذ منها بالكامل ، ما يعني انه مهيمن على الديانات السابقة ومصحح لها ، و يُبقي منها الاصح و يرفض منها البشري المُبتدع .

كل هذا المقال لاثبات تاثر الاسلام بالزرادشتية ، ويا له من فقر ، الا نجد ولا عقيدة من عقائد الزرادشتية في الاسلام ، ولا رمز من رموزه . فأين هذا التأثر ؟ التأثر يكون في الاساسات وليس في الرتوش ، وهذا البحث يمكن تسميته ببحث الرتوش ، وغيرك فعل مثل هذا البحث ، فوجد رتوشا في الديانة المسيحية موجودة في الاسلام و كذلك في اليهودية ، حتى قيل ان الاسلام دمجٌ بين المسيحية واليهودية ، ولم يذكر الزرادشتية .. وغيرهم قال انها اساطير سامية قديمة ، وهكذا تخرص وتخبط ..

فاذا كان الاسلام اخذ من الهندوسية لباس الاحرام ومن الزرادشتية العروج الى السماء ومن اليهودية العين بالعين والسن بالسن ، ومن الفرعونية الحساب والميزان وو .. كيف يكون هذا لشخص أمي قابع في مكة ؟ هذا لا يكون الا من عالم أديان ، بل ومطلع و مسافر الى اصقاع العالم لكي يجمع رتوش اديانها و يلفق منها دينا جديدا ..

ثم ما الذي يضطره لهذا ؟ هل العرب الاميين محتاجون لان يُنقل لهم رتوش من اصقاع العالم ؟ كل هذه البحوث تحكم على نفسها بالموت قبل الولادة . لأنك لا بد ان تجد بعض التشابهات .. ومثل هذا البحث لو طبق على المسيحية لوجد ما يشابهها في ديانات اخرى قديمة . بل على اي دين . اذن فهو بحث لا يقيم اي حجة ..

وفي مقاييس اللغة : الصاد والراء والطاء اصل صحيح يدل على غيبة في مر و ذهاب . ومن ذلك صرطت الطعام اذا ابتعلته ، لأنه اذا انصرط غاب . و منه سمي الطريق صراطا لأنه يبتلع المارة .. و منه السرطان الحيوان المائي ، ومنه المرض الذي يعتري الانسان في حلقه (مرض السرطان) .

وقد جاءت تسمية مرض سرطان الجلد لأنه يشبه سرطان البحر في لونه أو شكله كما اشار اليه الجاحظ .

-العبادات الفارسية التي دخلت الى الاسلام سببت مشكلة العقل في الاسلام ، مثل (والشمس تجري لمستقر لها) بمعنى ان الشمس تجري حتى تقف في مكان ما ، ثم تواصل جريها وهكذا (؟)

الرد :

ليس بالضرورة هذا المعنى المقترح ، قد يكون المعنى يوم القيامة ، (اذا الشمس كورت) (وجمع الشمس والقمر) (واذا الكواكب انتثرت) أي يختل النظام . لأن القرآن ذكر ان كلاً في فلك يسبحون ، اي بشكل دائم ، و العلم اثبت ان كل شيء يتحرك و له فلك ، حتى الشمس نفسها تدور حول المجرة ، وتدور كواكبها عليها ، فالجميع يسبح . والجميع له مستقر يوم القيامة ، وسوف تتوقف هذه الحركة وتتبدل وتضطرب .

وهذا يرد على الرواية التي تقول ان الشمس تسجد تحت العرش حتى يؤذن لها بالطلوع ، والله قال (والسماء ذات الحبك) والحبك تعني الدوائر ، من الحبكة ، وهي المدارات المتشابكة ، فالقمر له مدار على الارض و الارض لها مدار على الشمس والشمس لها مدار على المجرة وهكذا .. فهل قالت هذا الزرادشتية كما قالها القرآن والعلم الحديث ؟

- عندما خلق اهورا مزدا السموات السبع ، اغتاظت الشياطين على الارض لانها لم تستطع الدخول اليها ، فقامت بهز الارض هزا عنيفا ، فألقى اهورا مزدا الجبال (رواسي) لكي تجعل الارض تستقر . (و القى في الارض رواسي ان تميد بكم) .

الرد : هذا تأول بعيد ، فالله يقول (القينا فيها رواسي ان تميد بكم) لا أن تمنع الشياطين عنكم كما يقول اهورا مزدا ، و الميل يعني الاضطراب ، حتى العلم الحديث يشير الى فائدة الجبال في ترسية دوران الارض . و يشير ايضا الى ان عنصر الحديد قادم الى الارض ، قال تعالى (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) .

اهورا مزدا يشير الى قوة الشياطين وقدرتهم على هز الارض ونفضها ، بينما يقول القران ان كيد الشيطان كان ضعيفا ، فهل لاحظتي الفروق كما تلاحظي التشابهات بين اهورا مزدا والقرآن ؟

الشياطين في القرآن شيء ضعيف لا تأثير له على عباد الله ، الا بوسوسة كريهة . تطردها الاستعاذة ، والشيطان في القرآن جبان لأنه خناس ، سواء من شياطين الانس او الجن ، ويعترف بانه ليس له سلطان الا على من اتبعه ، وقد ساوى القرآن بينهما ، لان تفكيرهم متشابه ، و يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا . اما شياطين اهورا مزاد وغيره من الشياطين فهي عفاريت لا تقهر وتسيطر على ارواح الناس ، وهذا الكلام في الزرادشتية من تاثير الشيطان الذي يريد ان يعظّم الشياطين ، فكلما رايت ديانة او مذهب تعظّم الشياطين فاعرف انها متأثرة بالشياطين . 

الحقيقة لا تؤخذ من رصد التشابه فقط ، بل تؤخذ من رصد التشابه والاختلاف . والله ذم في القرآن الذين يتبعون المتشابه من كل شيء ، مثلما فعل التطوريون في اتباع التشابه بين القرد والانسان دون النظر الى الاختلاف ، ومثل ما يفعل كاتب المقال المتحيز ..

كل من يتبع التشابه فقط سينتج رايا خطلا .. و من يتبع التشابه فقط ترك للآخر كل الاختلافات ليستعملها في الرد عليه .. كل عمل انتقائي و أحادي النظرة هو عمل فاشل وكيد ضعيف ، لأنه يترك نصف المعلومات لكي تـُردّ عليه . أي نصف جبهته مفتوحة . وصدق الله العظيم : (ان كيد الشيطان كان ضعيفا) وما هذا المقال الا كيد شياطين الانس والجن الضعيف دائما والمتكرر دائما ، فنفس التهم قالها الجاهليون وتقال في العصر الحديث .