الخميس، 10 ديسمبر 2015

التمييز بين أحلام المنام والواقع..


لا فرق بين أحلام المنام والواقع, لكن الواقع يتميز بالاستمرار والترابط المنطقي, ولو كان الحلم منطقيا ومستمرا لكان الناس مجانين بسبب عدم القدرة على الفصل بين مشاهدات الأحلام ومشاهدات الواقع وبالتالي تفسد الذاكرة. لكن الحلم يخلط بين الصور فتعرف أنه حلم, كأن ترى في المنام أن حفلة زواجك في مدرستك القديمة والحضور أناس ميتون, لهذا حين تتذكر الحلم وأنت مستيقظ تعرف أنه كان حلما.

الأحلام قصيرة ومتنقلة ولا تكرر نفسها, والواقع أطول ومترابط, ولو كان الحلم منطقيا وطويلا لما استطعنا أن نميزه عن الواقع. ولاحظ أنك حين تتذكر الماضي كأنك تتذكر حلما بلا فرق, والحلم يؤثر بنفسيتك مثلما يؤثر الواقع بنفسيتك. لهذا يكون عند الإنسان أخطاء كلما شابه الحلم الواقع, فكلما كان الحلم واقعيا كلما اختلط مع الواقع, فتشك هل ما حصل لك هو من الواقع أو من حلم, مثل موظف يسأله أحد الموظفين عن أحد الزملاء فيجيب أنه رآه مؤخرا في مكتبه, بينما هو في إجازة لكنه رآه في الحلم في مكتبه, أو مثل أن ترى نفسك أنك ذهبت إلى العمل فتظن أنك ذهبت فعلا بينما أنت في الفراش. لهذا عدم منطقية الأحلام واختلاط الصور فيها نعمة من الله, وإلا لفسدت ذاكرة الإنسان.

وعجبا لمن يفرط بالآخرة لأجل الدنيا وهي مجرد أحلام..

هناك 5 تعليقات :

  1. ربي لا تجعل الدنيا اكبر همنا

    ردحذف
  2. تفريق عظيم ، ورؤية عميقة جداً

    أهنئك يا استاذ الوراق على عبقريتك

    ردحذف
  3. كلام جميل جداً و منطقي لكن ماذا بالنسبه لمن تكون احلامهم منطقية و ولقعية تصل لدرجة عدم القدرة على التمييز اذا كانت واقع ام حلم
    هل هذا اضطراب ما في الذاكره أم ماذا؟

    ردحذف
    الردود
    1. الشعور ينتقي صوره واشخاصه من المنطقة القريبة من الذاكرة، ويجلب من الذاكرة القديمة ايضا في بعض الاحيان، فتصبح خلطة، والحلم له اهداف شعورية، ويعبر عن مخاوف في الشعور في اغلب الاحوال. لا يمكن للحلم ان يصبح مثل الواقع تماما، لعدة اسباب : منها القصر، فالحلم قصير، وجود دافع شعوري للحلم ، يقتضي ان يكون هناك قص ولصق، فالشعور يحرف مؤدى الحلم عن الواقع ولو جزئيا. لأن الواقع لا يخدم رسالة شعورية ، الواقع لا نصنعه نحن دائما، لكن الحلم نحن نصنعه.

      الحلم عمل تركيبي، أي عمل جديد، وليس إعادة وتكرار لما سبق، وبالتالي ليس اضطراب ذاكرة. فالذاكرة بريئة، لأنها جعلتك تتذكر الحلم. والذاكرة مفعول بها وليست فاعلة. كأن الحلم رسالة من الروح من خلال الشعور على الذاكرة. فالروح لا نعرف عنها شيئا، لكن نستطيع ان نعرف الشعور ماذا يريد. الشعور مستودع فطري من الله للإنسان، لكي يوصله الى ربه، وهو ما نسميه بالإحساس.

      حذف