الجمعة، 8 سبتمبر 2017

سلسلة الردود على سلسلة نظرية التطور للدكتور عدنان إبراهيم - الحلقة 13



(الدقيقة : 1 الثانية : 50) يتحدث الدكتور عن أنه سيعرض لمسألة تطور الإنسان في هذه السلسلة، ويعرض الفيديو صورة لأيقونة التطور المعروفة في الصورة أدناه :
 


الرد : الأيقونة التي يكرر الدكتور عرضها للتطور، في ذيلها قرد خالص، وبنفس الوقت يكرر هو والتطوريون أننا لا نرجع كبشر إلى قرد، بل إلى أصل مشترك بيننا وبينه. هذه من أساليب الإيحاء التي يستخدمها التطوريون، أي افهم من الصورة بدون أن نصرّح بذلك.

(الدقيقة : 5 الثانية : 30) يتحدث الدكتور أن نظرية التطور أقامت الدنيا ولم تقعدها إلى اليوم، ولم تمر على المجتمع العلمي بلا مبالاة أو بسلبية، وأن كتاب أصل الأنواع غيّر مسار تاريخ البشر.

الرد : الصراع موجود بين المؤمنين والملاحدة من قبل نظرية التطور، ومنذ أن اوجد الله الأرض والصراع بين الحق والباطل موجود، لكن بعد هذه النظرية تمحور وتركّز حوارهم الموجود من قبل ومن الأزل، وليس هذا الكتاب ما أقام الدنيا ولم يقعدها، فالدنيا قائمة من قبله ولم تقعد يوما من الأيام.

الصراع بين الحق والباطل منذ ولدي ادم، وليس القرد. وقد تصارعوا من قبل مع المسيحيين حول كروية الأرض وهل هي مركز الكون، وتصارعوا حول موضوع الإجهاض والمثلية الجنسية، واختلفوا حول فرويد ونظريته النفسية، واختلفوا حول نيتشه، والصراع حول اللادينية والإلحاد، وهكذا كلما جاء شيء جديد تصارعوا عليه، مثلا تصارعوا قديما وانقسموا واختلفوا حول الأنبياء وما زالوا منقسمين. إذن الاختلاف له أساس متين في النفوس، وهذه عبارة عن مُثيرات وليست محركات. وهذا لا يُجيَّر إلى عبقرية النظرية كما يحلو لهم، ولكن لأنها صبت الزيت على النار في صراع قائم، فقط تتغير مواضع هذا الصراع وصوره، ولم تحسم هذه النظرية الصراع ولا يمكن أن يُحسَم هذا الصراع الفكري اصلا، قال تعالى (ولا يزالون مختلفين). وستبقى هذه النظرية يتبعها من أرادها وأحب ما يتعلق بها، إلا إنسان مُضلّل، فهو بمجرد ان يعرف الحقيقة سيعود إلى صفه.

(من الدقيقة 33 وحتى نهاية الحلقة) : يذكر الدكتور تجربة مندل في الوراثة على نبات البازلاء، حيث احضر مندل نبتتين أصيلتين في صفاتهما، أحدهما بذورها ملساء والأخرى بذورها مجعدة، وقام بتهجينهما، فنتج الجيل الأول كل بذوره ملساء. بعد ذلك أخذ نبتة من الجيل الأول وهجنها بأخرى من نفس الجيل، فاختلفت النتيجة، اذ اصبحت نسبة البذور الملساء إلى المجعدة (3 إلى 1) أي ثلاث نباتات ببذور ملساء مقابل نبتة واحدة ببذور مجعدة. وبعد عدة تجارب لخص مندل نتائج أبحاثه بما يلي : أن توريث الصفات يتم عن طريق عوامل وراثية، وهي ما تسمى الآن بالجينات، وهذه العوامل إما أن تفعل أو لا تفعل، ولا وجود للامتزاج والتوسط بين الصفات. وأن الصفات إما أن تكون سائدة أو متنحية، ولا يوجد صفات متوسطة، وأن كل صفة من الصفات يتحكم فيها عاملان وراثيان، والآن يسميان بالأليلان، حيث الأليل الأول من الأب، والأليل الثاني من الأم، وبحسب الامتزاج تظهر الصفات، فمثلاً لو رمزنا للطول بالرمز T وللقصر بالرمز t ، وكانت صفة الطول هي الصفة السائدة والمسيطرة، وصفة القصر هي الصفة المتنحية، فسيكون التوزيع كالتالي :

التهجين
الأب
Tt
T
طويل
t
قصير
الأم
Tt
T
طويل
TT
طويل
tT
طويل
t
قصير
Tt
طويل
tt
قصير

أي ثلاثة ارباع التهجين سيكون طويلا، وربعه سيكون قصيرا. ويذكر الدكتور أن البشر يحملون صفات سائدة وصفات متنحية تعرف بالإستقراء، فالصفات التي نراها أكثر في الناس هي الصفات السائدة، فلون العيون العسلي أكثر من لون العيون الازرق، اذن العسلي هو السائد، كذلك الطول في البشر هو السائد بينما القصر متنحي، كذلك الشعر المجعد هو السائد بينما الأملس الناعم متنحي، وكثافة الشعر صفة سائدة بينما قلته صفة متنحية، وشحمة الاذن المتدلية صفة سائدة، بينما شحمة الاذن الملتحمة صفة متنحية، ومهارة لوي اللسان وجعله كالأنبوب تعتبر صفة سائدة، وعدم القدرة عليها صفة متنحية.

الرد : كيف يمكن الجمع بين نظرية التطور ونظرية مندل الوراثية؟ إنهما متناقضتان، فمندل يقول أنه احضر نبتة بازلاء ذات صفة خالصة في الملاسة، ومثلها نبتة اخرى في الخشونة، نظرية التطور تقول انه لا يوجد شيء خالص، لأنه لا بد أن يكون هناك شيء مشترك من الاجداد والاسلاف المشتركة بين المجعد والأملس، اذن كلاهما يحملان صفة الاخر أو يحملان صفة الأصل المشترك، فلا ندري أيهما تطور اولا : الاجعد من الاملس او الأملس من الاجعد، وإن كان التطوريون يفضلون نسبة التطور للنوع الذي يفضله الانسان أكثر وهو الاملس، على طريقتهم في المنطق الدائري المعهودة، اذن مندل لم يقدم صفات خالصة، فبالتالي تجربته ليست خالصة ولا دقيقة. فالتطوريون يرجعون كل المخلوقات إلى أصل خلية واحدة أم، إذن لا يوجد نوع يحمل صفات خالصة أصلا، وهذا لا يأتي إلا بالإيمان بنظرية الخلق، فجينات الإنسان منذ خلق الإنسان ليس فيها شجر ولا سمك ولا قرود .. وهكذا كل نوع.

ولماذا الذكورة والأنوثة لا تدخل تحت قوانين مندل؟ مع أن الذكورة والأنوثة صفتان اصيلتان؟ أليست الصفات تورث؟ فلماذا لا تورث صفة الذكورة أو الانوثة؟ ولماذا ثمار النخلة هي نفسها رغم أن أباها يختلف لكن الثمرة هي الثمرة ولم ينطبق عليها قانون مندل؟هذا الأب هو ابن لأنثى، فأين صفات أمه في أجياله؟ كل نبات البرسيم نتيجة للتزاوج، أين الاختلافات المندلية فيها؟ كل نبتة برسيم أو قمح أو شعير أو ذرة تبدو مثل الأخرى من نفس فصيلتها، وليس فيها طفرات أخرى ولا صفات مختلفة، مع أنها نتيجة تزاوج وجينات.

الأنواع البرية من كل الحيوانات متشابهة جدا لا يختلف فرد عن الآخر، فحمير الوحش مثل بعضها، والغربان كلها سود، أين العوامل الوراثية والمندلية والجينات والطفرات؟ أهي فقط موجودة في الانسان والبازلاء؟

داروين تخيل أن الطبيعة تقدم من خلال سعتها وسعة الزمن أنواع وتطورات جديدة، بينما هي تعمل على عكس ما يقول، إنها تتحرك على عكس ما يقول، فتقدم لنا كل الذئاب بلون واحد، والغربان كلها بلون اسود، والحمام البري كله بلون واحد، فأين الوراثة وأين التطور؟ الطبيعة تعمل على التوحيد وليس على الاختلاف، وانظر إلى أي قطيع من القطعان البرية ستجد تشابها كبيرا في اللون والشكل، فقط حيوانات الإنسان هي التي تقدم أنواعا مختلفة، لأنها مسخّرة للانسان لكي يميز حيواناته ويثيره الاختلاف. الخيول المستأنسة تقدم ألوانا، بينما الخيول البرية تقدم نوعا واحدا. الحمام المستأنس أنواع وألوان، والحمام البري لون واحد وشكل واحد على حسب كل نوع، كذلك العصافير والبلابل لها نفس اللون والشكل، كذلك الحشرات ينطق عليها نفس الكلام، فأين هي الجينات والمندليات والطفرات التي تنتج اختلاف الالوان؟

وصف الصفات بأنها إما سائدة أو متنحية هذا كلام أدبي، لأنه معتمد على المنطق الدائري، فلأنها ظهرت فهي سائدة، وإن لم تظهر فهي متنحية، هذا ضعف في العلم، لأن المنطق الدائري يعتمد على الظهور وعدم الظهور، مثل البقاء للأفضل، فأي باقي أذن هو الافضل ، والسبب لأنه بقى! هذا ليس علما. هذا منطق مريح جدا، لماذا بقي الفأر وانقرض الديناصور العظيم؟ السبب بسيط، لأن الفأر هو الأفضل والاكثر مناسبة للطبيعة ! وعلى أي اساس يقال ان الشعر الناعم صفة متنحية في الانسان؟ مع أن سكان الهند والصين والعرق الاصفر والاوروبي والهنود الحمر كلهم شعورهم ناعمة؟

ثم كيف تم وصف صفات معينة في البشر بأنها السائدة وغيرها المتنحية في حين أنهم يقسمون البشر إلى اعراق وكل عرق متميز بميزاته وصفاته وسائده ومتنحيه؟ هل نسينا أنها نظرية عنصرية إثنية؟ وأعراق ستنحدر وأعراق ستتفوق، كما يقال ان الهوموسابينس قضى على النياندرتال؟ وبالتالي العرق الأكثر تطورا سيقضي على بقية الأعراق، وقد بدأ بالشغل. هذه صور تناقض كثيرة يتم تقديمها.

كيف يفسرون بعلم الوراثة تشابه الناس الذين تفصلهم مسافات هائلة؟ فتجد شخص في مصر يشبهه تماما شخص في استكلندا مثلا أو أمريكا!

وما علاقة الانتخاب الطبيعي بالصفات السائدة والمتنحية؟ فوجودها يلغي دور الانتخاب الطبيعي, فلماذا شحمة الأذن المتدلية هي السائدة؟ أي مُنتخبة. ولماذا الشعر الناعم ليس سائدا والمجعّد هو السائد؟ الناعم أحسن من المجعد وأجمل وأكثر جاذبية للتناسل كما يقولون.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق