الجمعة، 4 أكتوبر 2013

نظرية الألم واللذة الحسية في الإنسان ..

الألم الذي نشعر به من قطع سكين لاحد الاصابع ، هذا الالم قادم من الشعور ، بدليل انه يبدأ  خفيفا ثم اذا شاهدته يزداد ، وبعدها يبدأ بالتراجع ، مع ان الجرح لا زال مفتوح والجلد لا زال مقطوع ، فلو كان الانسان آلة كما قول الماديون والذين تأثر الطب بهم كثيرا ، لاستمر الالم حتى يلتحم الجرح ! لأن الاعصاب في المنطقة المجروحة متاثرة ، ويفترض انها تنقل الاشارات باستمرار ، وهذا عكس ما يحصل .. مما يعني ان الالم من الشعور الفكري ، وأحيانا تنجرح يدك او قدمك وانت منشغل ولا تشعر بالالم اصلا ! مع أن الموصلات العصبية متأثرة ! هذا دليل على ان المخ ليس مجرد آلة،  لماذا وصل الالم هذه المرة متأخرا ؟ فجرح بسيط قد يصيبك ولا تشعر به ، ولكن عندما اعطيك السكين وتقول : اجرح نفسك ، ستشعر بألم فائق يجعلك تحوّل العملية الى ما يشبه الصدفة من خلال ضربة سريعة ..

وانت منشغل بتقطيع البصل مثلا ، تشعر بالالم بعد حدوث الاصابة ، ولكن لو اردت ان تفعل نفس الجرح فسوف تشعر بالالم  بحدة ، وكأنه يسابق حدوث الجرح .. هذا دليل على ان الالم من الشعور ..

كذلك اللذة ، والعقل له دور في تركيز الالم او اللذة .. قد تشرب الماء السائغ بطريقة عادية ، لكن اذا قال لك عقلك ان الماء شحيح في هذا المكان ، فسوف تزداد لذة الشرب .. واذا اكلت فاكهة وقال لك عقلك انها فاكهة نادرة وغالية الثمن ، فسوف يركز الشعور اللذة فيها .. وعلى هذا سيختلف الاحساس بالالم بين شخص وآخر ، بل حتى على الشخص الواحد .. وكذلك اللذة، حيث ليس هناك اماكن دائمة ومحددة للذة والمتعة ، فقد تجد المتعة في ألم ، لاحظ متعة ألم انتزاع الشوكة التي انغرزت تحت الجلد.

الوهم أكبر عوامل الالم ، لأن الشعور يخاف من الاسوأ (قانون) فإذا أوحيت لأحد أنه سيمرض ويزداد مرضه لو فعل كذا او كذا سيزداد المه ، ويصبح يتحسس للآلام ويصبح صوتها واضحا ، ولكن اذا قلت له العكس و أنه كلما انطلق شفي ، هنا يبدأ الشعور بتهميش الالم والاشارات القادمة .. اذا تحسست جسمك دائما ، فلن تهدأ دقيقة واحدة .. لأن الإشارات لا تنتهي من كل منطقة من مناطق الجسم. من صلابة ورخاوة وبرودة وحرارة وجفاف ورطوبة وتخمة وضيق تنفس وو .. وهذا يشبه فكرة الحكة ، اذا تحسست من الحكة تريد ان تحكك كل شي .. اذن هناك ألم خامل وألم نشط ، و التحسس يثير الخامل ، والوهم يثير التحسس ، والقيام بالعمل يـَنقِل ويُبعِد عن التحسس ، لأنه تعامُلٌ مع خارج الجسم . سواء عمل فكري او جسدي ، التهيئة الشعورية تنقل اكثر من العمل ، لانها تعني بالنسبة للشعور مستقبل افضل ، الشعور يهمه المستقبل اكثر من الحاضر (قانون) . الخوف يقطع التهيئة ، لان الخوف معتمد على غريزة البقاء .

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق