الجمعة، 28 أغسطس 2015

الوهم المركب



إن أسلوب الماديين في صنع النظريات التفسيرية غير المثبتة وثم البناء عليها يصنع عقلا وهميا يصعب هدمه (وهم مركب), فيبنى بناءٌ سليم لكن على أساس سقيم, يبنون منطقا ونظريات عديدة على نظرية غير ثابتة أصلا كنظرية الإنفجار الكبير أو نظرية التطور وغيرها. وهذا يصيب العلم ويصيب الدين وأي مجال من المجالات, وهو من أقوى مسببات التأخر لأنه يشبه الكلّابة التي جمعت عليها مجموعة من القش والحجارة في مجرى الماء, هي في أساسها صغيرة لكن التراكمات التي عليها جعلتها تبدو قوية.

أوهام العلماء دائما هي المسؤولة عن تأخر العلم, أما كلمة "لا أعرف" فهي لا تؤخر العلم. انظر كيف تأخر الطب من أيام اليونان إلى العصر الحديث أو ما يقاربه بسبب فكرة العناصر الأربعة. مادامت النظرية لم تثبت إذن هي تحت الاحتمال ومادامت كذلك إذن يجب ألا يُبنى عليها ويجب ألا تقدم كحقيقة, ومادمت تبني عليها إذن أنت اعتبرتها حقيقة ثابتة وليست مجرد احتمال قوي, فالبناء على نظرية عملية توهيم وصنع وهم مركب, والمنصف ينبه دائما أنها نظرية قابلة للتغيير وليست حقيقة ثابتة. فكرة التطور مثلا يقولون أنها مجرد نظرية وليست حقيقة مثبتة, وبنفس الوقت يبنون عليها كل نظرتهم للحياة ومناهج التعليم وتفسيراتهم للظواهر وخاصة في الأحياء, فيكون بناؤهم ظنون فوقها ظنون فوقها ظنون, و ليست على أساس ثابت, لهذا هم معرضون لأن يأتي يوم وينهار علمهم هذا كله, إلا الحقيقي منه.

لو ننتقد هذه النظريات التفسيرية كالتطور سيقولون الآن كل علم الأحياء قائم على التطور وكل الجامعات تدرسه, أو يقولون الفيزياء معتمدة على نظريات أينشتاين أو الكم, لكن كون الجامعات والعلوم الحديثة معتمدة على نظريات معينة هذا لا يعني صحة تلك النظريات, لاحظ أنك لو كنت في العصور الوسطى وتشكك في نظرية العناصر الأربعة سيقولون لك انظر للطب والصيدلة وغيرها كلها مبنية على العناصر الأربعة! من أنت حتى تعترض على كل هؤلاء؟! تماما كما يقوله التطوريون الآن.

دائما صاحب الوهم المركب يجلس في نفس المقعد الذي يجلس فيه صاحب الحقيقة, معتمدا على الكثرة وقلة المعارضين والقِدم, والكثرة والقدم لا قيمة لها في ميزان العلم ولا في ميزان الدين الحقيقي, العبرة في الحق, كما قال تعالى: {والوزن يومئذ الحق} وليس الكثرة, مع أنها لها القيمة الكبرى في مجال التجارة والسياسة, وهذا من إٍسقاط المقاييس التجارية و الاجتماعية على الدين والعلم وهذا ما يفعله المادي دائما, سواء في الدين أو في العلم.

هناك تعليقان (2) :

  1. لا توجد اثباتات علمية على نظرية التطور

    ردحذف
    الردود
    1. اتفق معك ، ولا عقلية تسندها حتى ..
      شكرا على تعليقك ومرورك الجميل ..

      حذف