الجمعة، 8 سبتمبر 2017

سلسلة الردود على سلسلة نظرية التطور للدكتور عدنان إبراهيم - الحلقة 12



(الدقيقة : 6 الثانية : 40) يتحدث الدكتور عن مجموعة من الاعتراضات التي واجهت نظرية التطور وداروين من قبل علماء عصره سيطرحها في هذه الحلقة كما قال. أول هذه الاعتراضات هو اعتراض عالم الحيوان الانجليزي سانت جورج ميفرت (والذي كان معارضا لآلية الانتخاب الطبيعي) ، حيث قال : إن الإنتخاب الطبيعي يمكن نظريا أن يفسّر لنا العمل على واستبقاء التغيرات التكيّفية ذات الامتياز، أي الناجحة والتي تتلائم مع البيئة وشروطها، ولكن لا يمكن للانتخاب الطبيعي أن يفسّر لنا المراحل الأولى أو الأوليّة لنشوء وتطوّر هذه التغيرات، فما الذي يدعو الانتخاب الطبيعي لاستبقاء هذه المراحل الاولية من التغيرات؟ فهي غير مفيدة الآن، إلا إذا سلّمنا بأن لدى الانتخاب الطبيعي خطة مسبقة تُرغم هذه التغيرات أن تتراكم لتنتهي في الأخير إلى تأكيد غاية محددة، وهذه بالضبط هي وجهة نظر التكوينيين (الخلقويين). ويبدو ان منطق الانتخاب الطبيعي يفشل هنا. ويذكر الدكتور أن من مبادئ نظرية التطور : التدرج، فلا شيء يحدث دفعة واحدة، بل شيئا فشيئا على هيئة تراكمية. ويذكر أيضا ان التطور نظرية كافرة بالتصميم والتخطيط المسبق، وكان جواب داروين على ذلك الاعتراض بأنه قد ينشأ تغير ما ، هذا التغير من الواضح أنه لا يخدم الهدف الذي سينتهي إليه بعد ذلك، إنما يخدم في إتجاه ما، ثم يحدث بعد ذلك تغيّر في وظيفة هذا التغيّر، فيخدم في اتجاه آخر. مثلاً الريش الذي يظهر على كائن لأول مرة، بالطبع سيصبح لاحقا جناحين، ولكن عندما نبت هذا الريش لأول مرة يستحيل انه كان يخدم في اتجاه الطيران، لكن هذا الريش ربما كان يؤدي وظيفة اخرى، كعازل حراري، فيستبقيه الانتخاب الطبيعي، وحين يتكامل هذا التغير (الريش) بتغيرات أخرى ليصبح جناحا، أيضا سيستبقي الانتخاب الطبيعي الريش.

الرد : جواب داروين على اعتراض ميفرت غير منطقي ، فهو كمن يدّعي أن وجود رزمة من الطوب المرصوص بعناية في أرض خالية لم يكن يخدم مسألة بناء بيت في بادئ الأمر، إنما كان يفيد في تثبيت الأرض مثلاً، ولذلك استبقاها المقاول، ثم جاءت بعد مدة تغيرات لاحقة مثل وجود اسمنت ووجود أخشاب وغيرها من المواد والتي أسهمت لاحقا في بناء البيت، وبالتالي تغيرت وظيفة الطوب من تثبيت الأرض إلى تدعيم جدران البيت، واستبقى المقاول الطوب في الحالتين لأنه كان مفيدا فيهما! هذا غير معقول، هذا هو جواب داروين. إنه ينظر الى هذه التغيرات المعجزة ببساطة وكأنها شيء تافه تستطيع الصدف فعله، أعطها زمنا والزمن كاف لأن يخلق انواعا جديدة! هذه فكرة دهرية لا يثبتها واقع ولا عقل ولا تجارب. هي فكرة خارج المنطق أصلا، تماما كفكرة من يتصور أن السفينة انبنت بالصدفة، جاءت الاخشاب وضربت بعضها ببعض وحركة الموج جعلتها بشكل انسيابي عبر ملايين السنين، ثم جاءت جيفة ووقعت عليها ودهنت الخشب واصبح عازلا عبر ملايين السنين، والمسامير طبعا قطع خشبية أو أشواك جاءت بالصدفة عبر ملايين السنين، والرياح والموج والضغط والحرارة يفعلون الاعاجيب عبر ملايين السنين، ولا تسألنا عن مقود السفينة فهذه مرحلة لا داعي للكلام فيها، لكن دعنا في أساساتها أولا. وانتهى الأمر ! هكذا هم تماما : تبسيط وتسطيح وتحقير لخلق الله، والحقيقة انهم يحتقرون عقولهم وعقول من يسمع كلامهم. كل من لا ينظر الى الواقع سوف يحلق في الخيال، ولن يطير معه إلا عقل خفيف يستطيع الطيران. الخيال ليس فيه علم بقدر ما فيه من أهواء.

اعتراض ميفرت أقوى من رد داروين، فالتغيرات الأولية ليست فقط ريشا، بل تعني زوائد أو نواقص إما عظمية او جلدية او شعرية أو اجسام غريبة تنشأ في الجسم أو أو، ولك أن تتخيل بشاعة هذه الزوائد، كسحلية لها عظام تشبه عظام أجنحة الطائر ولكن ليس فيها ريش وليست للطيران، فقط للعبث، ثم تنتبه فيما بعد، ولا أدري من ينتبه، لكن يظهر هناك من ينتبه ودعنا من التدقيق الزائد، فيستخدم تلك الزائدة أو الناقصة للشيء مفيد وبطريقة مبدعة ولكن بلا مبدع! وهكذا صرح البروفسورات الذي افنوا اعمارهم في العلم والتجارب! واذهب واقرأ، وهكذا هي الحياة والواقع، تجد شجرة على شكل سفينة، وتجد حجارة عند البحر كتبت قصيدة لشكسبير، وتجد بيتا انهدم وصارت بقاياه على شكل كلمة "الدوام لله"، الصدف تفعل هذا بملايين السنين، وضغط وحرارة وانتهى الامر، هكذا يقول المجمع العلمي. وعليك ان تثق، فبدون الثقة لن تتعلم، سلّم لنا عقلك، سلّم لنا تسلم .. كلام داروين يشبه أن تربط حبلا على ملابسك ويسحب على الارض لسنوات، ثم تأتي بالصدفة وتجد أن له فائدة، فقد يتعلق فيه قطعة ذهبية ملقاة على الأرض وتدخل عالم الثراء، على اساس انها ان لم تنفع لن تضر، في الحقيقة كل شيء له نفع وله ضرر، فكل ما ينفع قد يضر، فلا تنس ان هذا الحبل قد يخنقك أيضا. هكذا نرى انها فكرة سخيفة جدا.

هكذا يكون الانتخاب الطبيعي يبقي ما لا فائدة منه، فيبقيه لملايين السنين كزوائد تتدلى لا فائدة منها، ونسي داروين أنها تضر الحيوان وتعيق حركته، وهذا عكس خطة النظرية، هذا غير أن الطيران لا يحتاج فقط الى ريش، فلكي يتحول زاحف الى طائر يحتاج إلى الكثير، فرئته يجب أن تكون رئة طائر تخزن الاكسجين، ويحتاج الى عظمة القص، وإلى عظام طويلة وهشة ومفرغة من الداخل وغير ذلك كثير. هذه الاجراءات يجب أن تكون سابقة على وجود الريش اصلا، لان الخفاش مثلا يطير بدون ريش، فليس الريش فقط هو المسؤول عن الطيران، وها هي النعامة لها ريش ولا تطير. 

التطوريون يناقضون أنفسهم, فيقولون أن الانتخاب الطبيعي يزيل ما لا داعي له لدرجة أنه أزال أنواعا من الكائنات الحية إلى عالم الفناء ولم ينفعها تناسلها وغرائزها من الانقراض, بل يزعمون أنه أزال أكثر من 90% من الأنواع الحية, مع أن كل النظرية مبنية على زوائد وطفرات لا داعي لها في بداية مراحلها, ولكنها أخذت تتطور حتى صارت مفيدة! كيف سمح لها أن تبقى وهي غير مفيدة؟ والزوائد غير مفيدة بل وتعيق الحركة وتسبب الفناء بالتالي, مع أنه قرضَ أنواعا مفيدة بكاملها ليس فيها (دروٌ) {بمعنى زائدة} دارويني تعيقها عن الحركة! وعجيب أن الذي اجتهد وتعب حتى يطوّر الديناصور يأتي و يقضي على الديناصور لأنه أصبح لا داعي له! اذن من البداية لماذا ظهر؟ هذا الإله البديل (الانتخاب الطبيعي) ربٌ بديل مجنون! ما الفائدة من تكون بدايات رئة مثلا عند كائن بحري وهو ما يزال في البحر؟ هل هي مفيدة في التدفئة أيضا كما يبرر داروين في حالة بدايات تكون الريش؟

داروين لم يرد بقانون على اعتراض العالِم ميفرت حين قال أن التغيرات المفيدة كانت في بدايتها غير مفيدة وبالتالي لن يبقيها الانتخاب الطبيعي, داروين فقط وجد مخرجا على طريقة المحامين لبعض الأمثلة فقط، كالجناح أو العين, لكن لنستعرض كل أعضاء الأحياء : هل كلها كان لها فائدة في بداياتها؟ هذه نظرية "عنز لو طارت" يريدها داروين والتطوريون أن تبقى بأي ثمن، بعوج المنطق و عوج الحقائق والقبول بما لا يُعقل لأجل أن تبقى النظرية خدمة للإلحاد.

وهنا أتساءل : لماذا لا يُعمّم التطور والانتخاب الطبيعي على كل شيء في الكون وليس على الأحياء فقط؟ فما دامت الصدف هي التي تعمل على الجميع، لماذا يدرسونها في الأحياء ولا تدرّس في الباقي؟ لا يحب التطوريون أن نعمّم نظريتهم وانتخابهم الطبيعي على غير الأحياء وعلى ما قبل الخلية الأولى، مع أنهم في الحقيقة يعمّمونهما، لكن بدون استخدام لفظة التطور، لأنها هي الفكرة البديلة عن وجود اله، الصدفة هي بديل الاله، لكن نتيجتها فقدان العقل. الفكرة الصحيحة هي القابلة للتعميم، فلماذا لا يعمّمون؟

وهذا ما يفسر تركيزهم على داروين في أي كلام عن التطور، التطور عبارة عن مجال من مجالات الدراسة، وداروين واحد من الدارسين، فلماذا وقفوا عند داروين؟ لأن داروين درس حتى وقف عند الخلية الأولى، وقال : ما قبلها لا علاقة لي به، ووقفوا معه. لماذا؟ حتى يستطيعوا أن يخدعوا المؤمنين. أهم ما لديهم هو تطبيقها على الأحياء فقط، وأن يُصدّق بها ، لأن المهمة صعبة أن تحوّل مؤمنا إلى ملحد بالكامل، ولكن هذه النظرية تجعل الشخص نصف مؤمن ويأخذ طريقه إلى الإلحاد كلما فكّر، مثلها مثل فكرة الليبرالية والعلمانية والرأسمالية والعلموية، كلها تصبّ في بحر واحد هو الإلحاد. لو عَرَضوا كل بضاعتهم دفعة واحدة لما قُبِلَت. فطالما قبلت واحدة من هذه النظريات الملحدة يكفيهم ذلك، فالبقية تتبع لاحقا، اذن داروين عبارة عن تاجر تجزئة، و هم يرون أن هذا هو الأسلوب الناجح : تحويل الشعوب جزئيا وتدريجيا إلى عالم الإلحاد والمادية، عن طريق إبعادهم عن الله بإسم العلم والعصرنة والتحضر والحرية. وهذا شيء مطبَّق، كما تجده في الطب مثلا الذي لا ينظر الا الى المادة والعلاج من خلال المادة، وما سوى ذلك هو غير علمي وشعوذات. مع انهم يقرون ان الانسان له مشاعر ايضا، و لها علاقة بجسمه.

اذا قلت الانتخاب الطبيعي، فأنت تتكلم عن الطبيعة كلها، وليس فقط عن الاحياء، فالكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم كلها من الطبيعة. أين الانتخاب الطبيعي فيها؟ هل فقط موجود في الأحياء وبالذات في الانسان والقرد والطيور والديناصورات؟ هذا سر تجزئة داروين التي يعتبرونها ناجحة، وكل هذا لكي يصلوا الى هدفهم وهو إثبات حيوانية الانسان، فالعنوان المُضمَر لكتاب داروين هو أصل الانسان وليس أصل الانواع. لأنه لم يهتم كثيرا بعالم النبات مع أن النبات هو أكثر الأحياء، ولم يهتم ايضا بعالم الحشرات. 

وعودا على مسألة تعميم الانتخاب الطبيعي على الطبيعة كلها ، الحية والجامدة، تجدهم يقولون أن الأرض تكونت بالصدف العمياء, فكيف صارت هي الأفضل من بين الكواكب الميتة والتي لا يمكن مقارنتها بالأرض أبدا؟ هنا لا بد أن انتخابهم الطبيعي موجود في تكوين الأرض. وحين تقول أن الانتخاب الطبيعي هو ما يَحُل محل الإله ويُبقي ويُزيل بطريقة غائية ويبحث عن الافضل, فيجب أن نعرف بقية أعماله في غير الأحياء. فالصحراء بحاجة إلى ماء, فلماذا لم يُكثِر المطر عليها؟ وإن كان قلبه على الأحياء، فهم بحاجة للماء بدل أن يتكوّموا على حالهم ويتحرشفون! ولماذا لم يوازِن بين المناطق المتجمدة والمناطق الحارة؟ لماذا الانتخاب الطبيعي يطوّر الأحياء وينتقي الأفضل ولا يطوّر غير الأحياء وينتقي الأفضل منها؟

نظرية التطور يصوّرها الماديون أنها خاصة بالأحياء فقط، لكنها في الحقيقة نظرية كل شيء عندهم, مع أنهم لا يحبّون أن يقولوا هذا، والسبب لأنها ستُظهر تناقضهم, لأن المواد الجامدة ليس فيها طفرات جينية، والانتخاب الطبيعي ليس له مجال، لأن الطبيعة لم تتكون بعد حتى يكون لها انتخاب. يقولون أنه في البداية كان هناك الهيدروجين والهيليوم، ولا شيء آخر، فمن أين تكونت كل هذه العناصر التي كلها مفيدة وضرورية للحياة؟ ومن أفنى العناصر غير المفيدة وأبقى الافضل؟ وأي العنصرين الإثنين (الهيدروجين والهيليوم) انتخب الآخر؟ وأين الانتخاب الطبيعي حتى يختار من بينهما ويشقّق لبقية العناصر ويحذف الفاسد ويقرض ما ليس له حاجة؟ وهل كان هناك صراع بين العناصر وبقي الأقوى منها؟ طبعا الجمادات ليس فيها طفرات حتى يقول احد انه خرجت طفرة بالصدفة، وليس لها دي ان اي ولا جينات. هكذا نرى ان انتخابهم الطبيعي لا يستطيع أن يعمل اذا اُخرِج عن مجاله الذي حصروه حصراً غير منطقي، فما دام انه يعمل ويطور في الاحياء بعناية ووعي، فأيضا لدينا طبيعة مادية مجهزة ومنتقاة بوعي ومحفوظة من الاشعة الضارة وقابلة تماما للحياة مثلها مثل الاحياء، فهي ليست فوضوية، فهناك نهار وليل محسوبان بدقة وفصول أربعة متكررة ورياح وهواء وغلاف جوي يحفظ الارض من الشهب والاشعة وقارتين قطبيتين لحماية الارض من ارتفاع الحرارة، ليمر الهواء عبرهما كمكيّف، وهناك توازن في المياه وتوازن في الغازات واشياء معقدة جدا، وكلها غائية لخدمة الحياة، هذا غير المطر واختلاف الاسطح والبحار الخ، وكأن الحياة وُجدت في شقة مفروشة ومعدة لاستقبال هذا الجنين، من أعدّ هذه الشقة التي لو اختل شيء واحد فيها لانعدمت الحياة؟ اذا تكلمت عن الحياة فتكلم عن شروط الحياة ولا تفصلهما، فالذي أوجدها هو من اعد لها الشروط والبيئة المناسبة.

هم بالطبع لا يؤمنون بإله، اذن الصدف العمياء هي الجواب، ولكن بعد تهذيبها تصبح انتخابا طبيعي. اذن هي فكرة تقدَّم كبديل منطقي عن وجود اله مبدع. اذن هي المسؤولة ايضا عن الطبيعة، وليس عندهم فكرة بديلة عنها، إذن لماذا لا يُجرونها ويُعمّمونها؟ مثلما عمموها على الاحياء فليعمموها على شروط الاحياء وهي البيئة. لن يفعلوا ذلك، لأن الفشل والاختناق لهذا المبدأ سيكون هناك، لهذا يقولون الانتخاب الطبيعي فقط على الأحياء، وهذا تقييد بدون مقيّد، لو قيل ان الانتخاب الطبيعي مبدأ خاص بالأحياء فقط، ولا يجوز إقحامه في مجالات اخرى كالجيولوجيا والفلك وغيرها، وأن هذا العمل مثل إقحام قانون الطفو الفيزيائي في الفلك والكيمياء أو علوم الانسان الخ، نقول : على أي اساس تم اغلاق هذا القانون او المبدأ وحصره في الاحياء فقط؟ لو كان الكلام تشريحيا لجاز ان يكون خاصا بالأحياء، لكنه تفسيري لحدوث غائيات محكمة وبعضها معتمد على بعض لكي تقدّم هذا الكائن الحي أو الطائر او السمكة، عن طريق الصدف وما يسمى بالانتخاب الطبيعي، هذا الكلام ليس مغلقا، لأنه لدينا أيضا أمور اخرى غائية ومعقدة وخادمة للحياة، وموزونة بشكل دقيق، وتنتظر نظرية الحادية تفسرها، ترى من اين جاءت؟ الملحد لن يقول لك ان الله هو من خلق الأرض والانتخاب الطبيعي هو من خلق الأحياء وجهزها، لأنه لا يؤمن بوجود اله، فعليه اذن ان يمرّر ويعمم هذا المبدأ (الانتخاب الطبيعي) ليفسر لنا الغائيات الغير حية التي يسميها البيئة، لأنه لولا وجودها بهذا التوازن لما وُجدت الحياة، الانتخاب الطبيعي هو ليس قانون أحيائي فقط، هو قانون لتفسير وجود الغايات المحكمة والعمل المبدع بدون اله، هو استُخدِم في مجال الاحياء فقط، وإلا فهو قانون عام.

هو في الاخير نفس قانون الصدفة التي تستطيع ان تخلق الابداع عبر ملايين السنين. لو كان قانونا في التشريح او الطب او الوقاية لكان خاصا بالاحياء فعلا، لكن هذا الإلصاق والحصر بالأحياء فقط غير منطقي، فهو من باب تضييق الواسع، فهذا يشبه ان تقول أن قضية (اليمين عكس اليسار) خاصة بالأمريكيين فقط ! بينما هي عامة لكل شيء، فكل يمين عكسه يسار، سواء عند الامريكان او غيرهم. وهذا ما يفسّر لجوء أي تطوري للحديث عن داروين، كأنه يريد ان يقصر علم التطور على داروين والمحاور التي ناقشها داروين فقط حتى لا تخرج إلى طرق غير ممهدة، وهذا ما لا نجده في العلوم الاخرى، كالرياضيات والفيزياء والطب، اذ يتكلم عنها المتكلم وليس هناك شخصية محورية يدور حولها الكلام، لأنه علم حقيقي وليس خاصا بأحد، والدكتور واحد منهم، اذ ان أكثر شيء تكلم عنه في اكثر هذه الحلقات هو عن شخصية داروين أكثر من الاحياء، واكثر اسم تكرر هو اسم تشارلز داروين، وهذا شيء عجيب، مع انه يقول ان التطور تطوّر عن داروين، هذا مشابه لان يتكلم احد عن الفيزياء ولا يخرج عن شخصية نيوتن أو يتحدث عن التاريخ ويدور حول شخصية هيروديت، ويفرد حلقات كاملة له أو لابن خلدون.

ما دام الانتخاب الطبيعي وُصف بأنه غير واعي ولا عاقل، ومع ذلك فعال وذو نتائج عاقلة، إذن امامنا ايضا الارض، هي مهيأة للحياة، من هيأها للحياة وجعلها تختلف بهذا الاختلاف العجيب الوفير عن بقية الكواكب المجدبة الفقيرة؟ وها هو القمر امامنا، مع العلم انه ليس هناك اله كما يقولون، وليس علميا أن تقول ان هناك اله كما يعتقدون، فمن لها؟ هناك أشياء منظمة أخرى بلا منظِّم، فكيف صار هذا التنظيم؟ بالصدف العمياء؟ حسنا كذلك التطور يقولون عنه انه كذلك، الصدف تنتج أشياء خاطئة، فمن يحذف الخطأ ويبقي الصواب بحيث يتراكب مع الصواب الآخر بدون تناقض؟ اذن لا بد أن يقولوا أن هناك انتخابا طبيعيا حدث على مستوى العناصر، بحتمية الإلحاد، فإما أن يقول انها مجرد صدف، وإن اراد ان يكون اقرب علمية وتمويها فسيقول انه انتخاب طبيعي. اذن لا بد أن يكون هذا الانتخاب انتخابا طبيعيا كونيا، ليس فقط في الاحياء، بل حتى يشمل الكون بما فيه من شموس وكواكب، لا بد أنه كانت هناك شمس محرقة فأزالها الانتخاب الطبيعي الكوني وأبقى هذه الشمس الوادعة التي تخدم الحياة، كذلك هذا الانتخاب الكوني سكب كل المياه التي عنده في الأرض فقط دون بقية الكواكب، وكذلك الهواء أيضا، هو الذي ضبط نسبة الاكسجين في الغلاف الجوي، فلو قلتّ لتدهورت ولو زادت لاحترقت، كل هذا يحتاج إلى دراسة ونظريات بدون إله، فلماذا يقفون هنا عند الاحياء؟

الفكرة اذا كانت منطقية فهي صالحة للتعميم، ونحن رأينا التطور في علم الاجتماع وعلم النفس والأدب وغيرها، اذ يدخلون التطور ويقحمونه فيها، فأين هو التطور في الجيولوجيا والفلك وغيرها من العلوم الطبيعية؟ ذلك لأن الانتخاب الطبيعي سيختنق ويتصادم مع فكرتهم الذرية السفسطائية أن كل شيء يرجع إلى شيء واحد، والشيء الواحد لا يستطيع ان ينتخب.

النظرية يجب أن تفسر كل شيء. طبعا هم يخجلون من هذا لأنها ستكون مضحكة، حكاية وجود انتخاب طبيعي في ظل وجود عنصرين فقط، وليست هناك شروط بيئية ولا صراع ولا بقاء للأقوى ولا انقراض، لأن البيئة نفسها تُصنع. هنا تفلس النظرية وانتخابها الطبيعي عندما تخرج عن مجال القرد والانسان. ما دام ان الانتخاب الطبيعي يفعل كل هذه الأفاعيل وحل محل الاله وهو غير واعي، اذن من أوجد الليل والنهار والشمس والقمر والهواء والحرارة والبرودة والقوانين؟ لأنها هي أيضا شروط للحياة؟ كذلك الخلية الأولى لا بد ان الانتخاب الطبيعي انتخبها بدل تلك الجمادات التي لا حياة فيها، ولماذا ينتخب الحياة ويجعلها مربوطة بالضعف في بدايتها ثم تقوى ثم ترجع للضعف والموت؟ لا ندري. اين انتخاب الافضل؟ أليس الشباب هو الأفضل؟ هكذا نرى انها نظرية لصيقة وليست اصيلة، لأنها منطقيا تسقط بالتعميم بعد أن تم إجراء التعميم كما سبق. وقديما قالوا : اذا اردت التأكد من صحة اي فكرة عمّمها. لذلك هم لا يريدون تعميمها ويقفون حراسا عند هذا التعميم.

هم يفسرون بالانتخاب الطبيعي هذا الابداع الغائي في الطبيعة الحياتية، فلماذا لا يفسرون بها الابداع في الطبيعة الجامدة ايضا؟ فهناك ابداع اكبر، قال تعالى (لخلق السموات والارض اكبر من خلق الناس). وكيف ينجح الانتخاب الطبيعي في الكائنات المادية الحية المركبة المعقدة ولا ينجح في الموجودات المادية العادية البسيطة التركيب كالماء والهواء والحجارة والتربة؟ أين هي نظرية الجمادات الغائية المقابلة والموازية لنظرية الأحياء الغائية حتى يسقط الإله نهائيا؟ هكذا نرى ان الانتخاب الطبيعي اذا عممناه وجعلناه قانونا وجوديا كونيا ينتهي في الأخير إلى لا شيء، مجرد عنصر واحد او عنصرين. وهكذا يموت مخنوقا في الاخير.

بالنسبة للحياة التطوريون يرمون كل شيء على البيئة الجاهزة، لكن من صمم هذه البيئة لتناسب الحياة أصلا؟ هم لا يقولون بوجود اله، اذن كيف؟ بالانتخاب الطبيعي؟ سيموت في الآخر، لان البيئة نفسها تتقلص وتتناقص كلما رجعنا للوراء حتى نصل الى عنصر واحد او عنصرين وُجد منهما كل شيء كما يقولون. اذن هم خنقوا انتخابهم بأنفسهم، ربما لأنهم سيصطدمون بأفكار ونظريات الحادية اخرى، ويزعل الفريق الاخر. هنا اصطدام بين نظرية الاصل الواحد الذرية مع نظرية التطور التي تعتمد على عمل المجموع لإيجاد الجديد، لأننا كلما نُرجع نظرية التطور للوراء ستضعف هذه النظرية، لأن المجموع يقل أكثر، والابداع موجود. هنا تصادمت حربتان من حراب الفكر المادي.

بالتالي فالفصل بين النظريات من صالحهم ويستريحون له كثيرا, لكن المُشاهد والمُراقب سوف يُحرجهم لأنه سيدمج نظرياتهم كلها في إطار تطوري واحد.

من واقع نظريات الملاحدة التفسيرية, فالتطور هو نظرية كل شيء. لماذا لا يقولون : نظرية التطور الجيولوجي، ونظرية التطور الفلكي، ونظرية التطور الأحيائي؟ وبالتالي يقولون : الانتخاب الطبيعي الجيولوجي، والانتخاب الطبيعي الفلكي، والانتخاب الطبيعي الأحيائي؟ بحيث نفهم أن الانتخاب الطبيعي هو الذي انتخب مرور القمر بالصدفة حول الأرض وأبقاه لكي ينير الأرض في الليل! هذا سيحرجهم ويكثر عليهم الأسئلة. منطق الانفجار الكبير وتكوّن العناصر هو نفس منطق التطور الأحيائي, فهي صدف وانتخاب وكل شيء كان في الماضي اردأ وأقل، هذه هي نظرية التطور, لكنهم يخافون من الإحراج، ففي مجال الاحياء لديهم مخارج كثيرة، منها الطفرة والبيئة والانعزال الخ، لكن في الطبيعة الجامدة لا طفرات ولا جينات ولا انعزال ولا ولا .. لكن من انتخب العناصر؟ من انتخب الأكسجين مثلا وجعل نسبته 21% فقط؟ ولو زادت احترقت الأرض ولو نقصت ماتت الأحياء؟ هل هو انتخاب طبيعي وجينات؟

ما داموا يقولون أن كل شيء تكوّن بالصدف من السحاب إلى أنوف الكلاب, فلماذا التفسيرات مختلفة؟ لماذا أنف الكلب أبقاه الانتخاب الطبيعي وليس الصدف بينما المطر صنعته وأبقته الصدف؟ والكلب محتاج للمطر! هنا التناقضات المحبطة التي لا يرغبون بتذوقها, فقالوا لنا : علم الأحياء للأحياء، والجيولوجيا للجيولوجيا، والفلك للفلك، ولا تداخل بينها، مع أنهم يفسرونها كلها بتفسير واحد : تطوّر من خلال الصدف العمياء عبر ملايين السنين تحت إدارة الانتخاب الطبيعي في الأحياء فقط! وبقية المساكين من أدار تطورهم وانتخب الأفضل فيها؟ هنا تشعر بالضعف والعبثية وأنك لست أمام علماء حقيقيين, لأن المنطق يجب أن يُكمّل ويُعمّم لا أن يُجتزأ بشيء معين فقط, فإذا كانت الفكرة منطقية فهي قابلة للتعميم (قانون).

من الذي انتخب الأرض وجعلها خضراء ومليئة بالمياه؟ هل هي الكواكب المجاورة وهي كلها جافة وميتة؟ هنا خوفهم من تعميم نظريتهم السقيمة, والشيء إذا لم يُجدِ في مجال أبسط فمن باب أولى ألا يكون مجديا في مجال أعمق وأدق وأعقد. نظرية التطور لا تجدي في تفسير تكون التربة, فكيف تجدي في تفسير تكون النبات؟ هذا أسلوب علماني يعتمد على فصل العلوم عن بعضها بحيث يكون لكل علم معيارية حتى لا يستطيع الإنسان أن يفهم بشكل عام، بل يقبل و حسْب ثقةً بالمختصين. والانسان لا يفهم إلا بشكل عام، فهل يريدون للانسان ان يحفظ ويثق ولا يفهم؟ هذا ما يبدو. 

على هذا ليس لديهم نظريات متعددة كما يقولون لنا، بل هي نظرية واحدة يفسرون بها كل شيء : تطوّر من خلال الصدف وانتخاب الأفضل. هم يخافون أن يُسألوا : من الذي انتخب والطبيعة لم تتكون بعد؟ منطقيا : إما أن تسيّر الانتخاب الطبيعي على الفلك والجيولوجيا أو تلغيه من الأحياء!

هي فكرة واحدة يريدون أن يفسّرون بها كل ما كان يُفسَّر بالإله, وهي التطور البنّاء الأعمى، أي الصدف, فبالصدف يريدون تفسير كل هذا التعقيد والنظام. وبالصدفة الماء يتمدد إذا تجمد لكي تحيا الأحياء تحته, وبالصدفة توجد العينان لكي يبصر الكائن الحي, وبالصدفة تتعادل الغازات ويوجد الأكسجين بنفس النسبة الدقيقة, وبالصدفة يتبادل النبات مع الحيوان الأكسجين وثاني أكسيد الكربون, وبالصدفة تُغلَّف الأرض بغلاف يحميها من الأشعة القاتلة للأحياء, وبالصدفة تتنوع صور الحياة، وبالصدفة تتوازن مع بعضها, لأنه بالصدفة وُجد الكون كله من بيضة جاءت بالصدفة, وبالتالي صيوان الأذن جاء بالصدفة مثلما جاء الكون كله بالصدفة! هذا باختصار نظرية الملاحدة التي يسمونها علما!

يجب النظر للنظريات المادية التفسيرية على أنها نظرية واحدة، لأن منطقها واحد, وبما أنها نظرية واحدة فيجب أن تكون تبريراتها واحدة. وكل نظرية مادية فقط هي نظرية ملحدة، فأي تفكير مادي فقط في عالم الإنسان بالذات هو تفكير ملحد.

المفترض أن تستمر النظريات بنفس هذا التبرير، فالتناقض يعيب النظرية, لهذا جزّءوها, فإذا كان الكلام عن الفلك أو الأرض لا نجد ذكر للانتخاب الطبيعي, نجده فقط في الأحياء, المفترض أن يكون قاعدة عامة, و في الأحياء نجد شمّاعة الطفرات، لكن في الجيولوجيا : ما هي الشمّاعة؟ هل تصلح الطفرات ايضا؟

فكرة الانتخاب الطبيعي أوقعتهم في فكرة الإله رغما عنهم, فالانتخاب شيء عاقل مشرف على الجميع ويراعي مصالح الجميع حتى تكون هناك حياة, فهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من فكرة وجود مُنظِّم, فمن يقول بوجود انتخاب طبيعي هو لم يتخلص من الإله كما يظن, لأنه يؤمن بضرورة وجود منظم يراعي مصلحة الكل، فيراعي مصلحة الشجرة والنمل والطيور والتراب والرياح..إلخ. هي فكرة إله منظم, لكنهم سمّوه انتخاب طبيعي. تماما مثل شخص يبيع عبوات من الماء وكتب عليها : احذر ! هذا ليس ماء ! هذه مجموعة من جزيئات الـ H2O ولا تمت للماء بصلة! فهي لا تروي العطش ولا تجعل النبات ينمو! كذلك يدّعون بالنسبة للانتخاب الطبيعي بأنه لا تصميم لديه ولا تخطيط مسبق، وهو يقوم بنفس ما يقوم به الإله تماما. وبالتالي نفهم لماذا كل البشر باختلاف أجناسهم يقرّون بوجود إله, والآن حتى الملحد يقر بوجود إله, هذا الإله الخيّر الذي يختار الأفضل ويراعي مصالح الجميع, ولاحظ أن إلههم في منتهى العدل حتى أنه يُنصف الفيل من الفأر! إذن الإله مثبت علميا, فعلمياً يجب وجود منظم يراعي مصلحة الجميع, هناك من سماه إله وهناك من سماه انتخاب طبيعي, وكلاهما لا يُرى لكن الفرق أن الإله يُعقل وقابل للوجود والانتخاب الطبيعي لا يُعقل وغير قابل للوجود.

(الدقيقة : 8 الثانية : 30) يذكر الدكتور أن هكسلي نبّه داروين إلى أنه بافتراض ان الانتخاب الطبيعي موجود، إلا أنه لا يمكن رؤيته، اذ انه يعمل على زمنية طويلة جدا، ولذا يرجو هكسلي من داروين أن لا يصرّ على هذه الآلية (الانتخاب الطبيعي) بينما داروين لا يستطيع أن يلغيه لأن الانتخاب الطبيعي هو روح التطور وماكينته ومحركه الحقيقي، فإذا تخلى عنه ماذا سيبقى في النظرية؟ وإذا تخلى عنه فقد تخلى عن إضافته وعن أصالته.

الرد : إصرار داروين على الانتخاب الطبيعي والتطوريون معه - وهو الاضافة التي أضافها داروين على فكرة التطور - ما سرّه؟ سرّه أنه يقدّم شيئا قابلا للعقل, شيئا من الغائية والإدارة حتى يُقنع الناس, أي شيء من صفات الله لكي يكون مقنعا. وهذا دليل على تهافت الإلحاد وضعفه هو و صدفه, فالانتخاب الطبيعي لا يعمل بالصدف بل بالغائية, لكنه لا يقول : لا تسرق، ولا تقتل، ولا شيئا من هذا. إذن هذا هو المطلوب لأصحاب الأهواء! أن يكونوا مُقنِعِين وبنفس الوقت أن يتخلّصوا من تبعات الدين. لكن السؤال لأهل العقول: هل يتحمل الانتخاب الطبيعي أن يكون بديلاً عن الله؟ هل فعلا الانتخاب الطبيعي شيء موجود؟ وإذا هو موجود في الأحياء، يجب أن يكون موجودا في كل الكون ويُفسَّر به. لقد وضعوا أنفسهم في ورطة, لكن مع العقلاء وليس مع السذج. وبما ان السذج هم الاكثرية، اذن لا يعبأون بالعقلاء و "طز" بهم.

(الدقيقة : 13 الثانية : 10) يذكر الدكتور الاعتراض الثاني من جملة الاعتراضات على نظرية التطور لداروين، وهي الحلقات الوسيطة، اذ دائما ما كان يُسأل داروين بعرض هذه الحلقات الوسيطة المفقودة، وكان داروين يعترف أن هذا الاعتراض من أقوى الاعتراضات التي كان يُواجه بها، وكان جواب داروين أنه ربما الكوارث الطبيعية هي التي تسببت في فقدانها او ضياعها، مع أن هذا التبرير غير معتبر به، فلماذا توجد احافير للكائنات الأساسية المعروفة ولا توجد أحافير للحلقات الوسيطة؟ وكان داروين يأمل في المستقبل وبتقدم العلم والتقنية أن يجتهد الباحثون والعلماء في التنقيب والبحث عن هذه الحلقات الوسيطة، ويقول الدكتور أنه الآن لدينا سجل أحفوري مذهل لكثير من الحلقات الانتقالية، ولم يعد هناك شيء اسمه حلقات مفقودة، بل هي موجودة، ولا يمكن لشخص يتابع الابحاث العلمية ويحترم نفسه أن يقول بوجود حلقات مفقودة.

الرد : هكذا هو تفكير الداروينيين مدفوعاً بالهوى, فما دام يستطيع أن يرد بأي رد فسيرد، مع أنه يعرف أنه غير مقنع, فيأتي أصحاب الأهواء الجدد وينبشون في ثغرات النظرية ليرقّعوها ويتركون الرد الأول إلى محاولة الإثبات بأدلة. داروين يقول أن أقوى الأسئلة في وجه النظرية هو : أين هي حلقاتك الوسيطة؟ وكان جوابه أن كوارث طبيعية ربما أزالتها! وكان الداروينيون يتعاطون بهذا الرد, لكن يبقى في أنفسهم أنه غير مقنع حتى لو لم يقولوا أنه غير مقنع، لكي تأتي عمليات الترقيع والتلفيق والتزوير القادمة من خلال الاعتماد على الأحافير, أو أعضاء لم يصل العلم إلى تفسير فائدة وجودها. ودائما يكون الهروب من الكذبة إلى الأمام بكذبة أكبر أو بمجموعة أكاذيب. هذا بالإضافة إلى أن الاحافير بحد ذاتها لا يمكن ان تعتبر دليلا علميا قاطعا على شيء، راجع موضوع : (الاحافير والأثريات ليست دليلا علميا كافيا) في المدونة عبر الرابط : http://alwarraq0.blogspot.com/2015/04/blog-post_50.html


(الدقيقة : 19 الثانية : 15) يذكر الدكتور الاعتراض الثالث من جملة الاعتراضات التي ووجه بها داروين، وكان هذه المرة مقدما من عالم الفيزياء الانجليزي اللورد كالفن، والاعتراض تم تقديمه في مختصرين، الأول حول تفنيد مبدأ الإتساق الجيولوجي الذي طرحه تشارلز لايل، والثاني حول نظرية التطور لداروين، يقول كالفن : أنه قام بحساب عمر الارض فيزيائيا، واستنتج ان عمر الارض تقريبا 100 مليون سنة، وهذه المدة غير كافية للاتساق الذي يقول به لايل وغير كافية للانتخاب الطبيعي والتطور الذي يطرحه داروين، وقد صرّح للجمهور في احد محاضراته انه اخطأ في حساب عمر الارض، بسبب اشياء لم يأخذها بالاعتبار في الحساب، وعندها ثبت لديه أن عمر الارض يقدر بحوالي 30 مليون سنة، وربما يمكن أن يقل، فقد يصل إلى 10 ملايين سنة فقط، وهذه مدد غير كافية بالمرة لنشوء وتطور داروين عبر ملايين السنين. ويذكر الدكتور ان داروين قد أسرّ لألفريد راسل والاس مرة بأنه أصبح يزعجني شبح كالفن الكريه.

الرد : هذا رجل يخاف على نفسه وليس يخاف على الحقيقة! أين حب العلم؟ داروين الذي يقول "أصبح يزعجني شبح كالفن الكريه" .. شبح كريه .. تُقال لعالِم!  أليس كالفن عالم ومتخصص ؟ لماذا لم يسمع كلامه وهو من يحترم العلم؟ و والاس حين قال أن النظرية لا تفسّر تكوّن عقل الإنسان غضب داروين وكتب على كل مقاله "nooooooo" وأرسل له رسالة خاصة يقول : أنت تريد أن تقتل مولودنا! مع أنه تطوري مثله! هنا نشعر بأن داروين كأن له نوع من السلطة الخفية عليهم. أسألك بالله : هل هذا كلام باحث عن حقيقة، سواء معه أو مع غيره؟ أم كلام شخص يريد أن يسوّق لأيديولوجية معينة ويحارب من يعارضها ويخاف منهم؟ أين هو التهذيب والادب الجم والتواضع في شخصية داروين كما طرحا الدكتور في الحلقات الأولى؟

الدكتور يروي هذا الكلام عن داروين بعد أن أشبعه مدحا بعلميته وأخلاقيته وموضوعيته ولا يربط بين هذا وذاك! كيف تخاف من شبح كالفن الكريه؟ ولماذا وأنت تبحث عن الحقيقة؟ افترض أن الحقيقة مع كالفن, لماذا يصبح شبحا كريها ومخيفا؟ هل هكذا يتعامل العلماء مع بعضهم؟ ويقول داروين "بدأ يزعجني" وكأنه كلام سياسي ضد معارض أو كلام زعيم عصابة, لم يبق إلا أن يقول : يجب أن نتخلص منه!

(الدقيقة :20 الثانية : 55) يذكر الدكتور أن العلماء ليسوا آلهة ولا أنبياء، ولا ينبغي أن يُتَّخذوا كهّانا. هم بشر ونواياهم طيبة ويريدون خدمة العلم ولكنهم يخطئون ويصيبون، وها هو كالفن أكبر فيزيائيي عصره وقد اخطأ خطأ فاحشا في تحديد عمر الارض بخطأ متضاعف 500 ضعف، فعمر الارض الآن حسب العلم الحديث هو 5 آلاف مليون سنة، بينما إيمان داروين العميق بنظريته التطورية جعلته أصح استبصاراً، اذ قال انه يشك في حسابات كالفن، واعتقد انه في المستقبل سيثبت خطأ كالفن.

الرد : يقول الدكتور أن العلماء ليسوا آلهة, وأقول : إلا إذا وقفوا مع نظرية داروين, حينها يكون عالما دقيقا وعظيما وكبيرا و "لا فِيْ أكبَر منه" إلا من كان مثله! فتنفتح لهم الأسارير, أما خصومهم فلهم التكشيرة والاحتقار. وهذا ما يبدو على تعابير الدكتور أثناء استعراضه للخصوم والمؤيدين, فمن هنا بسمة ونظرة إعجاب، ومن هناك تقطيب حواجب وتكشير ثم بسمة صفراء. لا كالفن ولا غيره يستطيعون تقدير عمر الارض أصلا، يقول تعالى (ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم)، ولهذا الدراونة حريصون على اطالة عمر الارض، وأولهم داروين، لكي ينفسح المجال لملايين السنين يوزعونها كما يشاؤون.

(الدقيقة : 21 الثانية : 40) يذكر الدكتور ان الحياة ظهرت على الارض من 4.6 مليار إلى 4.8 مليار سنة ، هذه بداية حياة اول خلية حية على وجه الارض، وهذه المدة مدة طويلة جدا.

الرد : بالله كيف يعرفون هذا الزمن الدقيق لوجود الخلية الأولى على الارض؟ هل رأوا الخلية الأولى ؟ انها من افتراضاتهم ليس الا، فكيف تفترض شيئا وتعرف زمنه بالضبط أيضا؟ هذا شيء عجيب، كذب مركب، انه مجرد رقم من رأس عالم لقضية فلسفية اصلا.

(الدقيقة : 22 الثانية : 28) يذكر الدكتور أن داروين وتحت تأثير ضربات كالفن، غيّر في الطبعات اللاحقة لكتابه وصفه لمدة الحياة على الارض، الذي كان (الفترة الزمنية الضخمة جدا جدا)، إلى (الفترة الزمنية الضخمة)، وحذف (جدا جدا)، كنوع من الحل الوسط.

الرد : هذه الـ (جدا جدا) ترجمها الدراونة اللاحقون بـ 5 مليارات سنة. ما دام الدراونة عرفوا حتى عمر الكون أنه 14.3 مليار سنة (لاحظ الفاصلة، علامة الدقة والجودة وإبراء الذمة) ماذا بقي أن نسألهم لكي نعجزهم؟ نسألهم عن عمر ماذا؟

(الدقيقة : 23 الثانية : 10) يذكر الدكتور أن التطوريون يرون أن الطبعة السادسة والاخيرة من كتاب اصل الانواع لداروين الذي طبع في حياته، من اسوأ الطبعات، ولا ينصحون بها ولا يحبونها، لأن فيها إشارات ودلالات كثيرة لتردد داروين، وتراجع داروين الذي أثبت التقدم العلمي خطأه، فهو قد تراجع عن أهم شيء في نظريته، شيء يتعلق بالانتخاب الطبيعي، وارتد إلى اللاماركية.

الرد : لاحظ الانتخاب الغير طبيعي يعمل هذه المرة على داروين نفسه، حتى نعرف ان داروين ليس إلا وسيلة لغايات في أنفسهم. داروين في الطبعة الأولى عظيم، لكنه في الطبعة السادسة والأخيرة اقل عظمة، يبدو أنه حصل له تطور تدهوري، وهذا مخالف لفكرة التطور أصلا، لأنه في الطبعة الأخيرة يكون مظنة النضج أكثر من الطبعة الأولى التي تكون في العادة مندفعة. هذا لكي نعرف ان اتِّباع الهوى ليس له صديق دائم ولا عدو دائم ولا تجري عليه نظرية التطور، فالمفترض ان داروين في الطبعة السادسة أكثر تطورا منه في الأولى، لكن هذا لا يهمهم.

(الدقيقة : 26 الثانية : 10) يذكر الدكتور أن داروين كتب في طبعة كتابه الأخيرة انه من الصعب ان نحدد الفترة التي يستلزمها تطور نوع من الأنواع، ويضرب الدكتور أمثلة فيقول ان السلاحف عاشت لـ 175 مليون سنة وهي هي تقريبا لم تتغير، بينما الإنسان وأنواعه الإنسانية تطورت في نصف مليون سنة (خمسمائة ألف سنة) فقط، ظهرت فيها أنواع وبادت أنواع وأخرى ظهرت وهكذا. ففي أنواع الإنسان حصلت أحداث دراماتيكية فقط في نصف مليون سنة، بينما في السلاحف 175 مليون سنة ولم يحدث شيء، وسمكة السيلاكنث تعتبر أحفورة حية، فهي بنفس الشكل والتركيب الذي كانت عليه أسلافها منذ مئات ملايين السنين، ويمكن أن يأتي أحد ويقول : هذا ضد التطور، ولكنه ليس كذلك، فالتطور لا يعمل بوتيرة واحدة، ففي السلاحف 175 مليون سنة لم تحدث تغييرا، بينما في نصف مليون سنة ظهرت أنواع إنسانية وبادت أنواع وظهرت أنواع أخرى. ويذكر الدكتور أن السيلاكنث عندما صورت لأول مرة، أنتج فيلم وثائقي عنها بعنوان (السمكة التي نسيها الزمن)، يتحدث الفيلم عن دلالاتها التطورية، اذ كانت هذه السمكة فتحا في عالم العلم وعالم نظرية التطور.

الرد : هذا يسقط قيمة ملايين السنين التي يتبجحون بها علينا في الداخلة والخارجة. 175 مليون سنة لم تفعل اي شيء في السلاحف، هذا بحسب زعمهم، وإلا فنحن لا نصدق بكل أبحاثهم وأرقامهم وافكارهم حتى. 175 مليون سنة فترة زمنية مليئة بالظروف والاحداث والتقلبات التي يزعمونها هم أنفسهم بأنها ظروف ضاغطة ومتحكمة، فكيف لا تفعل أي شيء على السلاحف؟ بينما نصف مليون سنة جعلت القرد انسانا! القرد يتحول في نصف مليون سنة إلى إنسان، و 175 مليون سنة لم تغير ولا حرشفة في السلحفاة! ألا يجعل هذا العاقل يقف ويتشكك في هذه النظرية التي تعتمد على الظروف البيئية وتغيراتها المربوطة دائما بملايين السنين معتمدين على كثرة تلك الملايين؟ ما بالها لا تفعل شيئا في السلاحف؟ بينما نصف مليون سنة عملت الاعاجيب في مخلوق آخر، بل غيرته عن تكوينه الاول، بل قدمت له هذا العقل المميز عن كل الاحياء، وجعلته سيد الارض! ما الوسيلة التي حدثت بها كل هذه التغيرات؟ انها ملايين السنين، بل نصف مليون سنة! بينما الفترة الطويلة الهائلة لم تفعل شيئا في السلاحف! والبيئة التي يعيش فيها الانسان هي نفس البيئة التي تعيش فيها السلاحف، وما يجري على هؤلاء يجري على هؤلاء. هذا التناقض الحاد يجعل العاقل يشك مباشرة بتأثير ملايين السنين المزعوم، وبالتالي يشك بتأثير البيئة، وبالتالي يشك بالنظرية كلها، لكن ماذا تفعل لهذه النظرية التي لا تعير العقل أية اهتمام؟

هذا كلام غير علمي أبدا, لماذا الإنسان يتطور ويتعقد كل هذا التعقيد في نصف مليون سنة بينما سمكة السيلاكنث على حالها منذ ملايين السنين؟ أين دور الانتخاب الطبيعي وأين الطفرات المفيدة؟ هذه السمكة بحد ذاتها تبطل نظرية التطور كلها. اكتشافها حية بعد 70 مليون سنة ولم تتغير اصبح لأول مرة اكتشافا يثير السخط. ألم تخرج ولا طفرة واحدة في هذا النوع من السمك - مع أنه أكثر تناسلا من البشر - خلال مئات الملايين من السنين، بينما تجمعت في الإنسان في نصف مليون سنة؟ أين عمل الصدف والظروف والانتخاب الطبيعي؟ يتكلمون عن جهاز لا يعمل لمدة 175 مليون سنة، وفجأة يعمل كل العمل! هذا الجهاز يثير الضحك. الجواب هو الصدف, وهذا جواب غير مقنع في أي قضية, بل هو تهرب. لأن 175 مليون سنة فترة مليئة بالصدف، أين عملها؟ أليسوا يرجعون الأمور للصدف وملاين السنين؟ ها هي ملايين السنين لم تعمل شيئا على السلاحف ولا الكولاكنث.

وسمكة السيلاكنث لم يذكر الدكتور حتى الآن أن التطوريون كانوا يعتقدون أنها انقرضت من 70 مليون سنة وأنها حلقة مفقودة لأنها تحتوي على رئة بدائية، والتي تطورت إلى رئة الكائنات البرية، وأنها تحوي على مخ, وأنها كانت تعيش بالقرب من سطح الماء، إذ ان هذا الافتراض سيسهل مهمة الإقناع بأنها انتقلت من البر إلى البحر, بينما اكتشفوا أنها موجودة ولم تنقرض, حيث تم اصطيادها في عام 1938م لأول مرة، وتم اصطيادها مع تطور أساليب وتقنيات الصيد، حيث انها كانت تعيش على انخفاض 180 متر تحت سطح الماء وليست تعيش قريبا من سطح الماء كما زعموا، وأن ما تكلموا عنه بأنه بداية رئة ليس إلا كيسا دهنيا ولا وجود لشيء يسمى مخ فيها! وهي سمكة كغيرها.

(الدقيقة : 34 , الثانية : 40) يذكر الدكتور الاعتراض الرابع الذي وجه لداروين، وهذه المرة من عالم الفيزياء الاسكتلندي فيلمنج جنكن، وكان هذا الاعتراض بخصوص النظرية المزجية في الوراثة. النظرية المزجية هي باختصار تفيد بأنه عندما يتزاوج فردين من النوع الواحد، فإنها تتمازج الصفات بين الذكر والانثى بحيث يكون المولود متوسطاً بين صفتي أبيه وأمه، مثلا : زهرة مذكرة لونها أحمر، وزهرة مؤنثة لونها أبيض، سيكون الناتج زهرة زهرية اللون، وسطاُ بين الأحمر والأبيض، مثال آخر : أوز مذكر طويل الرقبة، وأوز مؤنث قصير الرقبة، سيكون الناتج أوز متوسط طول الرقبة، وهكذا. وكان داروين من المؤمنين بهذه النظرية. اعتراض فيلمنج جنكن كان كالتالي : إذا حصل أن احد أفراد النوع حصل له تغير مقبول واستبقاه الانتخاب الطبيعي، فعندما يتزاوج مع احد افراد نوعه (والذين لم يحصلوا على هذا التغير مثله) فإن هذه الصفة تتلاشى إلى النصف (حسب النظرية المزجية) وفي الجيل القادم ستتلاشى إلى الربع، وهكذا حتى تختفي وتصبح غير موجودة.

الرد : الدراونة طبعا تركوا استاذهم داروين في هذه النقطة التي أثارها جنكن، ولم يتبعوه، لأنهم يتبعون الهوى وليس داروين أو غير داروين، فهم يعدّلون في داروين مع أنه أستاذهم، وهكذا يكون التلميذ صاحب الهوى يعدّل في أساتذته، وبالتالي يكون هو الأستاذ وليسوا هم، لأن الذي ينتقي ويختار هو الأعلم، فهربوا عنها إلى مندل ونظريته التي تقول أن الصفة إما تظهر أو لا تظهر، ولا تمتزج. وكل هذا خوفا على الطفرة التي تأتي بالصدفة ليس حبا في العلم، وهي أساس نظريتهم في التطور، لأنه تبعا للمزجية التي يؤمن بها أستاذهم داروين سوف تضعف الطفرة وتتلاشى، و هم لا يريدون هذا، لأن هذا منافي للتطور، و قد انتبهوا لهذا الخطأ الذي لم ينتبه إليه داروين، لهذا أصبح مندل العالم الوراثي العظيم، مع أن المزجية شيء مشاهد في الحقيقةً، فالأطفال الخلاسيين يكون احد والديهم ابيض والآخر اسود، فيأتون وسطا، فلماذا لم يصبحوا بيضا فقط أو سودا فقط تبعا لمندل؟ هم رفضوا نظرية المزج مع أن لها في الواقع شواهد، خوفا على طفرتهم. اذا وضعت خروفا ذكر ابيض اللون، مع قطيع اسود اللون، فمع توالي الاجيال سيتلاشى هذا البياض تدريجيا وسينقطع، فالجيل الأول قد يكون فيه خروف واحد ابيض، ومع توالي الاجيال ستزول، وهذا شيء مشاهد. وقس ذلك على فكرتهم حول الطفرة، اذن لن تتطور الطفرة، بل سوف تُبتلع في الكثرة، هذا لو وُجدت طفرة جديدة مفيدة اصلا، مع انه لم ترصد ولا طفرة مثل ذلك، فلا زلنا في عالم الافتراض، فكل الطفرات مَرَضيَّة، ومع ذلك سوف تُبتلع، تبتلعها الصفات السائدة. وهذا ما يفسر لماذا كل حيوانات الغابة بنفس اللون والحجم، وهذا ما يفسر سبب قزامة الاستراليين الاصليين. البيئات المنعزلة المتشابهة في الانسان او الحيوان تزيل أي صفة جديدة، وهي دليل على هذا الابتلاع للصفات الجديدة. اذن لا طفرة تدوم، اذن لا تطور. وهذا بالجمع بين نظريتي مندل والمزجية، وهو الأقرب للواقع. لأن نظرية مندل تؤمن بالصفات السائدة. وهذه إحدى مدافن نظرية التطور. هذا يثبته توحد ألوان كل الحيوانات البرية، فكلها ألوانها مثل بعض، فالذئاب تشبه بعضها في كل منطقة، وحمير الوحش تشبه بعض، والغربان تشبه بعض، والحمام البري يشبه بعض، والأُسُود بنفس اللون وتشبه بعض، وهذا يثبت أنه لا يوجد تطور صغروي حتى في الطبيعة. دائما نجد التنوع والاختلاف في حيوانات الإنسان فقط. أما الحيوانات والطيور البرية فكل نوع منها له نفس الألوان والأشكال بدون أدنى اختلاف، وهذا شيء عجيب لم ينتبه له داروين.  

(الدقيقة : 36 الثانية : 18) يذكر الدكتور أن الجميل في العلم انه عمل علني، والآن أصبح عملاً مؤسساتياً، فأي بحث علمي ينشر في مجلات محكمة حول العالم، وينقد ويعلق على هذه الورقة مئات ألوف العلماء حول العالم، ولا أحد يُمنع من فعل هذا، إذا كان معترفا به وعضوا في جمعية علمية معينة، فلا يستثنى أو يستبعد بحجة أنه عربي أو أسود أو أو ..  فالكل يُقبل، من هنا قوة العلم ومن هنا "عباطة" البعض الذي يحاول ان يتنطع لنقد العلوم ويصف التطور بالكذبة، وهو لا يفهم شيئا. يقول الدكتور : {فمن أنت يا حبيبي ؟ مئات ألوف العلماء حول العالم ! أنت ماذا ؟ يقول : "أنا مهندس !" مهندس إيش؟ صباح الخير! "أنا حافظ لكتاب الله!" "أنا طبيب!" أحدثك عن مئات ألوف العلماء ! وألوف يحملون جائزة نوبل! في التشريح والهستولوجي والأناتومي والتطور والبيولوجيا الجزيئية والوراثة الجزيئية، شيء عجيب مخيف! وهذه الأشياء درسها ملايين من العلماء ووافقوا عليها، من أنت ومن أنا؟ يجب أن نحترم أنفسنا ونكون متواضعين ونتحرك بمعقولية، حتى لا نصبح مسخرة عند أنفسنا وعند العالم.}

الرد : حجة "من أنت" و"هؤلاء مئات الألوف من العلماء وهؤلاء حاصلون على نوبل..." إلخ, هذه ليست حجة, لأنه في كل عصر يوجد مئات الألوف من العلماء ولهم اتفاقات وتقارب في وجهات النظر لكن كثير منها ثبت خطؤها في أجيال لاحقة, فهي ليست حجة لقمع التفكير, وقد يعرف الواحد ما لا يعرفه الكل، وتاريخ العلم يشهد بذلك، كم من عالم هاج عليه المجتمع العلمي في زمنه، وسخروا منه، وبعد موته أصبح أشهر منهم، هذا شيء معروف، فلا تأخذك الزمانية، (كل حزبٍ بما لديهم فرحون). العلم ثابت، والزمان والملأ متغيرات. لكل زمان دولة ورجال, و كل زمان يضحك على الزمان السابق! وليس شرطا أن يكون النقد منشورا في مجلة علمية معينة، لأن هذه الصحف والمجلات والجامعات لها شروطها في قبول ما تنشره، لاحظ ان الدكتور يشترط ان يكون الشخص عضوا في جمعية علمية حتى يكتب ردا أو نقدا، لماذا شرط العضوية هنا؟ وهل سيقبلون عضوا فيهم إلا على شروطهم الزمانية وأن يؤمن بكذا وكذا؟ هذا تقييد للعلم، المفترض ان يكون الباب مفتوحا للجميع. فالعلم ليس وسطا دينيا لا يتكلم فيه إلا اهل الكهنوت، مع ان هذا خطأ ايضا، لكن الكهنوتية لم تعد خاصة بالدين، فحتى العلم اصبحت لديه كهنوتية فلا بد ان تحمل شهادة دكتوراة، وتحمل عضوية وتزكية في جمعية، وان تنقد بلا أسلوب تقريري ولا أوصاف جارحة وأن يكون نقدك جزئيا في نقاط معينة، مع احترام كامل للعلماء السابقين وأنهم كلهم على حق، وأن لا توحي بأي فكرة مؤامرة، هكذا كيف ستنقد وماذا ستقول؟ هذه كلها محاصرة لحرية الرأي والتعبير. فعليك أن تصف داروين بالعظيم أولا ثم تنقد داروين! كيف ذلك؟ ماذا لو لم أر ما قاله داروين صحيحا وعظيما كله؟ وماذا إن كانت المؤامرة واضحة وعليها أدلة مثل الشمس؟ هذا كأنه إلجام للآخرين لكنه بأسلوب لطيف وعصري وحضاري جدا، وكأنهم يقولون اترك التقرير لنا. المفترض أن يكون كلامه مدعم بأدلة من الواقع والتجربة، قدم دليلك وقل ما تشاء، هكذا حرية الرأي، على الاقل في مجال العلم. هذه شروط ليست لحماية العلم بل لإماتة العلم، لأنه استقر على هيئةٍ تعجبهم. إذا قلت أن بعض التطوريين كاذبون ومُزوِّرُون، لهاجوا وقالوا هذا تقرير وتجريح وقلة أدب، مع أنك لم تقل كلهم، ومع أن أدلة التزوير موجودة. هنا تدخل الأخلاق وبقوة في الموضوع. هم لا يطبقون هذا، هم ينتقدون علماء التصميم الذكي بأبشع الأوصاف، بل ويطردونهم من الجامعات، فما ينطبق عليهم لا ينطبق على غيرهم. لو كان هذا الكلام مطبقا على كل مفكر وكل عالم لكان جميلا وإن كان سوف يخنق العلم بالأدب والذوق، ولكنهم يكيلون بمكيالين. لكن اذا هم شاءوا اصبح العلم هو المقدَّم على كل شيء، على الدين والاخلاق والاعراف الاجتماعية وكل شيء، لكن اذا ارادوه ان يتوقـّف شغّلوا سمفونية الادب والذوق والاخلاق وقل ولا تقل، لحصار تقدم العلم، أي كشف الحقيقة. وهم سائرون على أسلوب التناقضات والكيل بمكيالين ومعجبون فيه، كسمة عامة للفكر الغربي.

إذا لم يكن العقل والمنطق هو الحكم وصار التحكيم إلى أمور أخرى و وجاهات و "من أنت" و "من يعرفك" و "من يرشحك" و "أين درست" و "أين تخرجت" و "ما توجهك الفكري" ..., فهنا ضاع العلم! اتفاق العلماء لا علاقة له بالعلم, وأنتم تربطون العلم بالعلماء، وهنا المشكلة, بهذه الطريقة يصبح العلم زمانيا ومرتبطا بعصره و وقته و معاصريه من العلماء وثقة بمشاهير عصره. العلم لا يربط بالعلماء، والدين لا يربط برجال الدين، هكذا يجب ان يكون. لكن العلمانية، سواء الدينية او العلمية، تقدّس هذا الربط وتحبه وتدافع عنه، ومنذ القدم.

وهذا من الرجعية التي أًصابت العلم بسبب اقتحام الملاحدة والماديين بأيديولوجيتهم له. كان الناس العاديون قبل هجمة الملاحدة على العلم يعرفون العلم أكثر من العلماء, وبعدهم صاروا يعرفون العلماء أكثر من العلم! ويرددون أسماء علمية لم تخترع شيئا ولم تبتكر شيئا ولم تكتشف شيئا, رغم هالتها العظيمة. إذن نحن في زمن رجعية العلم وليس تقدم العلم. وإذا استنكر الإنسان اللا معقول في طرحهم هاجموه وقالوا : من أنت حتى تتحدث؟ هل حصلت على نوبل؟ هل نشرت لك مجلة علمية مرموقة؟ إذن اخرس! حتى لو كان العقل والمنطق والواقع يؤيد كلامه. مع أن هذه المجلات والجامعات ومراكز الأبحاث مملوكة أصلا، و كل مملوك يمثل وجهة نظر مالكه, فتقبل ما يناسبه وترفض ما لا يناسبه. مراكز أبحاث التطوريين لن تنشر أبحاث الخلقيين, ومراكز أبحاث الخلقيين لن تنشر أبحاث التطوريين. بل إن من العلماء الخلقيين من ألف كتابا عن محاولاته للنشر في المجلات العلمية المرموقة "الملحدة" ولم يستطع. هذا هو الواقع الحقيقي للبيئة العلمية في هذا الزمن. وهكذا تسقط قيمة ربط العلم بالعلماء والاوساط والمجلات العلمية، مثلما سقطت قيمة الاحافير العلمية.

(الدقيقة : 36 الثانية : 35) يذكر الدكتور أن عالم النبات جوزيف هوكر انقلب تطوريا واقتنع بالتطور، حيث أنه كان في الأول خلقويّا تكوينيا، وبعد قراءته لأصل الأنواع أيّد التطور.

الرد : يبدو أن هوكر كان تطوريا من قبل قراءة أصل الانواع ولم يكن خلقويا بالأصل، لأن هوكر كان من اعضاء نادي X الذي يدعو إلى فصل المعتقدات الدينية عن العلم، وهو مؤسس مجلة Nature العلمية المعروفة بتوجهاتها. كما أن هوكر قد وجّه داروين نفسه ليقوم ببعض الدراسات والبحوث لكي يدعم بها نظريته للتطور، ولذلك قام داروين بدراسة هدبيات الارجل (البرنقيل) ونشرها في كتاب ضخم بناء على توجيه هوكر.

(الدقيقة : 36 الثانية : 45) يذكر الدكتور أن داروين أسرّ إلى جوزيف هوكر أن فيلمنج جنكن سبب له إزعاجا كبيرا.

الرد : لماذا كل هذه الحساسيات الشديدة من الاعتراضات عند داروين؟ هل كان يعتقد أن أبحاثه ونظريته ستستقبل بالورود والتصفيق؟ ولماذا يشتكي من الأشخاص وأنهم مزعجين أكثر من الافكار والاعتراضات التي يواجهونه بها؟ هل هذه عقلية رجل علم؟ لا بد انه سيتضايق من هذا الكلام، لأنه سيقضي على فكرة التطور، وفعلا قضى عليها  لكنه لم يعترف، لأن الكثرة تغلب الشجاعة، فوجود صفة في وسط مختلف عنها سيجعلها تزول تدريجيا، مثل ما بيّنا سابقا. ولن يكون هناك تطور.

(الدقيقة : 39 الثانية : 50) يذكر الدكتور أن كلمة Genetic (جيني) مأخوذة من كلمة Genesis والتي تعني التكوين، و أن كلمة التكوين أدق من كلمة الخلق، وأن الخلق ليس هو التكوين، حتى قرآنيا، قال تعالى ("خلقه" من تراب ثم قال له "كن" فيكون) فأن يوجد الكائن هذا ليس خلقا، بل تكوينا، لكن أن توضع الخطة (البلو برينت – المخطط) للمخلوق، هذا هو الخلق. فالخطة الأولى هي المعلومات، وهذا هو الخلق، والتكوين هو الإظهار إلى حيز الوجود.

الرد : قال تعالى (وبدأ خلق الإنسان من طين) أي صمم كل شيء في هذا الطين، ثم قال له : كن فيكون، أي دبت الروح  والحياة فيه، وهذا يبين لك أن الأحياء كلها عبارة عن جسم مادي وروح معنوية من أمر الله. لاحظ الآية (ثم نفختُ فيه من روحي). وحسب ما طرح الدكتور، فقوله تعالى أنه خلق السموات والأراضين السبع يعني أنه وضع مخططاتها، وهذا الفهم خاطئ، لأنه لم يقل : كوني سموات أو كوني أراضين، وهذا أيضا ممرٌ لتمرير نظرية الانفجار الكبير وهي من النظريات المساندة لنظرية التطور، بل هي التطور ذاتها لكن في إطار الفلك والجيولوجيا والمادة، فكأن الله لم يخلق سوى نقطتين فقط : هما البيضة الكونية والخلية الاولى، وترك الباقي لداروين وجماعته وغادر الكون. هذا تحجيم وتقزيم لدور الخالق الذي يكلؤكم في الليل والنهار والذي ما تسقط من ورقة الا يعلمها والذي يقدّر ويوفّق من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ويبعث الانبياء والكتب للناس، كلما شوهوا دينا جدّده، وهو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء، وليس كما تشاء الجينات.

فكرة الكون المغلق الذي يعمل بآلية فكرة خاطئة، ولكنهم يتبنونها، وفكرة الجينات من تطبيقات فكرة الكون المغلق، فانظر لولادة الأطفال لا تستطيع ان تقول انها على طريقة مندل او النظرية المزجية، احيانا يأتي حسب تفسير هذه وأخرى حسب تفسير الأخرى، فتجد ولدا وسطا بين لون الام ولون الاب، ومرة يشبه الاب ومرة يشبه الأم. قال تعالى (وظنوا انهم قادرون عليها) اي استطاعوا إخراج الاله ودوره في كونه. وعلى هذا الفهم لا يوجد إله، او كان هناك اله رمى بيضتين وغادر. وهذا ما يؤمن به تماما اللادينيون، فعمليا الإله غير موجود، لكن في الأساس ربما يكون هناك إله. لكن لا يفيد أن تدعوه او لا تدعوه، لأنه غادر، وبالتالي البقاء للأقوى والجينات الاقوى لها حق السيادة ولا وجود لفكرة ظلم ولا عدل، لأن إلهها غادر، أي خذ راحتك. يريدون أن يُغادر الله ملكوته، لكنهم لا يريدون أن يُخرَجوا من بيوتهم ومنازلهم، يرضون لله ما لا يرضون لأنفسهم، ولا يريدون لأحد ان يتصرف بشؤونهم بدون علمهم، لكن الله يرضون عليه ذلك. المهم أن يكون الله غير موجود في ملكوته، بحسب الملاحدة او بحسب اللادينيين، المهم الا يكون موجودا.

ليست المشكلة في العلم نفسه، المشكلة في المنطلقات، في التصورات المبدئية عن أي توجه يتوجهه الانسان، بمجرد التوجه الذي يتحكم فيه الاختيار تتكون التصورات، (راجع مواضيع نظرية الاختيار في المدونة عبر الروابط) :


فمثلا يقال أن الدين قال كذا، أو قال العلم كذا، وهذا غير صحيح، بل لأن الإنسان أراد أن يتوجه لذلك التوجه فنسبَ توجهه للدين او للعلم.

في كل فكرة توجد تصورات مخفية بنيت تحت الفكرة، اي انها مثل الأساس للمنزل لا يُرى، مع أنها تحمل المنزل كله. ولا يمكن فهم الفكرة وترابطاتها الا من خلال فهم التصورات الجذرية لها. فالحكم على الشيء فرعٌ من تصوره، أي أن التصور هو الأساس والفكرة هي الفرع. والاختيار (الاختيار الخيّر او الاختيار الغير خيّر،  والذي ينقسم كل البشر إليهما كما يخبر القرآن ونشاهد في الواقع) يأتي ومعه تصوراته وبالتالي افكاره. فالتصورات مرتبطة بالاختيار. والتصورات لا تتغير حتى يتغير الاختيار. الاختيار يحدّد التصورات التي تناسبه، لذلك اصحاب الاختيار المختلفين لا يفهمون بعضهم بعضا بسبب اختلاف تصوراتهم. وعلى هذا فكل النظريات مبنية على تصورات مبنية على الاختيار. وكأنه لا يوجد احد يفهم شيئا سوى اختياره.

في البداية اختيار (خير او انانية)، ثم تصورات تتبع الاختيار، ثم انتقاء لصالح هذه التصورات، هذا ما يحدث في كل العلوم الظنية والتي هي الأهم في حياة الانسان، لأن الإنسان علمه قليل، فأكثر حياته تعمل على الظن وفي نقاطها المهمة ايضا. اما ما يثبته العلم بالتجربة فهو قليل، وليس مهما لحياة الإنسان ولمصيره وسعادته، فالإنسان عاش وسَعِد وشَقِي قبل أن يكتشف هذه العلوم التجريبية.

اذن الاختيار والعقل شرطان أساسيان لاي نشاط بشري، فلا يمكن إخراج العقل من اي مجال يهتم به الانسان، لأن العقل يقدم التصورات والأفكار قبل الدخول لذلك المجال اصلا، فحين تقول انك مسلم مثلا، فأنت قد حملت افكارا وتصورات جعلتك تقرر ان تكون مسلما، اي عَمِل عقلك قبل أن تسلم ثم أسلمت. أو حين تدرس ظاهرة معينة، فأنت تحمل تصورات وأفكار عنها بدافع الاختيار، إما خيّر او غير خيّر، وغير الخيّر لا يعني شريرا، فلا يوجد احد يختار الشر للشر نفسه، اذ نقصد بالاختيار الغير خيّر هو عدم الاهتمام بالخير وتقديم المصلحة عليه، إلا إذا وافقت المصلحة الخير فحينها يعمله. لا يوجد احد موضوعي ونزيه 100% لأن هذا سيكون آلة وليس إنسانا. 

حسب هذه النظرة لديهم فحتى الكون لم يخلقه الله، بل جاء بالصدف والاصطدامات والانفجارات. وكل مرة في السنة او مرتين يخيفوننا من اصطدام هائل لكويكب او حتى كوكب بالأرض، ليثبتوا الفوضى في هذا الكون المجنون، لكن لم نر شيئا، وهذا من عدة سنوات وعدة تهديدات وبعضها من وكالات فضاء كناسا. تبارك الله احسن الخالقين. 

أي كأن الله خطّط فقط ودفع هذه الكرة الكونية التي وزنها صفر لتنفجر الانفجار الكبير مخرجة الاكوان والكواكب والنجوم، هذا لا يوجد ولا في قصص ألف ليلة وليلة.

قال تعالى (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) ولم يقل : كوّناكم، ولاحظ انه سمّى الخلق بالإخراج، وقال تعالى (خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث) ولم يقل : تكوينا من بعد خلق، وقال تعالى (هو الله الخالق البارئ المصور) ولم يذكر صفة التكوين. الدكتور يريد أن يواءم أو يساير طرح داروين، لكن نسي أن هذا يتم على حساب القرآن.

تعظيم أمر الجينات هو أمر كعادة الماديين في تعظيم شأن ما عرفوه حديثا، لأنهم لا يعرفون الله ولكن يعرفون الجينات، فنسبوا لها كل شيء، وهذا غير صحيح، وهذه النسبة تدل على حاجة لوجود أحد يُنسب له كل شيء. تجدهم ينسبون الأشياء الغير مفسّرة إلى الماديات دائما، فينسبون إلى الأعصاب كما كان وقت فرويد، وينسبون إلى المخ وينسبون الى الجينات في هذا الزمن، مع أن النبات بلا مخ، وكذلك البكتريا وغيرها تقوم بعملها من أحسن ما يكون وتتحرك وتتغذى وتتكاثر وهي بلا مخ، بل حتى بعض الأسماك ليس لها مخ، كالكولاكنث. من جهة أخرى، الأرز أكثر جينات من الإنسان ومع ذلك لا يوجد فيه أي تمايز ولا يقوم بأي عمل مما يقوم به الإنسان. يقولون أن جينات القرد والانسان تتشابه بنسبة 98% لكن الاختلاف بينهما قد يصل الى 98% تقريبا، فما فائدة تشابه او اختلاف الجينات؟ يريدون أن يفسروا بها اختلاف البشر وظهور الأمراض، ناسين وضع النبات وأن لديه جينات ايضا وقابلة للتأثر والطفرات، لكن لا نجد اختلافات في حقل البرسيم أو الذرة، مع انها نتيجة تزاوج وجينات وكروموسومات، مثلها مثل الإنسان. هل نحن نتعرض لخدعة كبيرة في هذا الزمن كما قدموا خدعات في الأزمنة السابقة؟ سر خدعة هذا الزمن هي الجينات والوراثة. السلاحف لأكثر من 170 مليون سنة لم يتغير فيها شيء كما يقولون هم، بينما نحن تغيرنا تغيرات كثيرة وانقرضت بعض انواعنا في ظرف 500 ألف سنة فقط! والمسؤول هو الجينات الموجودة ايضا عند السلاحف التي لم تتغير.          

(الدقيقة : 42 الثانية : 25) يذكر الدكتور أن داروين نشر كتابه عن الوراثة، والذي فيه الرد على اعتراض فيلمنج جنكن، واستعان داروين بنظرية قديمة لأبوقراط تدعى "التكوينية الشاملة" وقام بتطويرها، ومفادها أن كل خلية من خلايا الأب والأم لها مفوضين أو ممثلين عنها، وهؤلاء المفوضين (الممثلين) ترسلهم الخلايا الى الجهاز التناسلي، سواء عند المرأة أو الرجل ليمثلوها، وعند التزاوج، سيكون هناك مزج بين صفات الاب المكتسبة وصفات الام المكتسبة في الجنين، فلو كان الرجل ذا عضلات قوية بالتمرين أو ذا صوت جميل بالتمرين أو اي صفة من الصفات المكتسبة، فهذه الصفة المكتسبة ستنتقل إلى الابناء ويصبحون نفس والديهم، وبالتالي تنتقل صفات الآباء المكتسبة إلى الأبناء. ويذكر الدكتور ان هذه النظرية بتعديلات داروين خطوة لتبرير النزعة اللاماركية. (وكان الدكتور يشرح النظرية وهو يضحك مبتسما كما هو ظاهر في الفيديو).

الرد : الدكتور هنا يضحك على نظرية كانت هي السائدة في عصرها عن الوراثة في القرن التاسع عشر, أنت تضحك يا دكتور على كبار علماء العالم في ذلك العصر! لو كنت في زمنهم هل ستضحك هذه الضحكة؟ و كيف سيكون موقفك من أحد يضحك مثل ضحكتك في ذلك الزمن؟ إذن لا يُستبعد أن يأتي زمن لاحق ويُضحك فيه على كل هذا السحر الذي تتحدث عنه وتسميه علما.

والعجيب أن الدكتور في الحلقة اللاحقة لهذه الحلقة (الحلقة 13) سيقول أن منطق "من أنت حتى تتكلم في العلم وتنتقد العلماء"، لو طبقناه "لن يجعلنا نكتشف شيئا ولا نخترع شيئا ولا نفهم شيئا"!

(حتى نهاية الحلقة) يذكر الدكتور الاعتراض الخامس الذي وجه لداروين، وهو بخصوص التوزيع الجغرافي للكائنات الحية على الارض، يقول الاعتراض : طالما أن كل الأحياء نشأت من خلية واحدة في البداية، فكيف توجد حيوانات في شرق الأطلسي يوجد مثلها على غرب الأطلسي؟ كالضفادع، فهي موجودة في أوروبا وأفريقيا، وأيضا موجودة في أمريكا الجنوبية. وأجاب داروين عن هذا الاعتراض بجوابين ، الأول : انه ربما جاءت على أسطح عائمة، كقطعة خشب أو غيرها، عبرت المحيط ووصلت للضفة الأخرى. والجواب الثاني : انه ربما كانت في الماضي جسور برية تربط بين القارات وعبرت عليها من هنا إلى هناك. ويذكر الدكتور أن العلم اثبت صحة حدس داروين بعد ثلاثين سنة تقريبا، بعد ان جاء الألماني ألفرد فيجنر صاحب نظرية نزوح القارات، والتي قوبلت في البداية بالسخرية بها وبصاحبها، والان اثبت العلم صحتها مع بعض التعديلات.

الرد : كيف يتساهل الدكتور بكلمة "ثابت علميا" ويقول أن نظرية الانجراف القاري نظرية ثبتت وهي صحيحة 100% وانتهى كل شيء؟ الثابت عند العلماء شيء والثابت علميا شيء آخر, ونظرية الانجراف القاري هي نظرية وعليها انتقادات كثيرة و قوية.

نظرية التطور لا تقوم لوحدها بل محتاجة للعديد من النظريات لتسندها, مثلما الكذبة تحتاج إلى مزيد من الكذبات والكُذَيبات وتجرّ إلى كذبات, كذلك الإيمان بنظرية التطور جرّ إلى نظريات لابد أن تعتمد عليها. لكن الكل على بعضه ليس إلا نظريات بعضها فوق بعض. العلم يؤسَّس على حقائق ثابتة وليس على نظريات متراكبة على بعضها كالملابس. الدكتور يقول أن العلم جاء بعد داروين وأثبت حدسه, بينما في الحقيقة أنه جاء علماء تطوّريون وضعوا نظريات أو اختاروها لتسدّ ثغرات عند داروين لكي تسير العجلة التطورية الإلحادية.

ومثل هذا الحماس والإصرار ليس شرطا أن يكون نتيجة لوضوح الرؤية, بل إن الشيطان يؤزّ أتباعه أزا, لأن نتيجتها جميلة بعيون الملاحدة وهي أنه لا يوجد إله خالق ومدبر, وهذه أقوى النقاط التي ينافح عنها الملاحدة ويتحمّسون لها حتى في حياتهم العادية ونقاشاتهم. والبسطاء من الناس صاروا ضحية لهذا الحماس والإصرار والتكرار, بناء على أنه لم يُكرَّر هذا التكرار إلا لأنه حقيقي.

هناك 40 تعليقًا :

  1. نظرية التطور... خدعة كبيرة لنشر الالحاد
    عمر الأرض كما حدده الجيولوجيون بـ 5 مليار سنة... كذبة في سبيل إعطاء الزمن الكافي لحدوث التطور
    نشوء أول الخلايا الحية قبل 4.2 مليار سنة... فرية عظيمة
    نظرية الانزياح القاري... ادعاء كاذب لتبرير تشابه وتماثل الأحياء في القارات المتباعدة
    أما الانفجار الكبير... أيضاً كذب

    جميل جداً، لقد قمت في هذا المقال بنسف أربعة أو خمسة علوم بدون إعطاء أي دليل. أنا الآن أتخيل الشباب الغض، الذين يقرؤون ردودك هذه كيف سيتخذون موقفاً سلبياً من العلم بشكلٍ عام، ومما يتوصل إليه غير المسلمين بشكلٍ خاص.
    أنت قدمت إلي الآن صورة واضحة عن سبب تفوق أمم الدنيا بغالبها على المسلمين، وربما في المستقبل القريب سنصبح نحن في ذيل العالم وفي جميع نواحي الحياة، وذلك عندما تأخذ باقي دول أفريقيا بأسباب الدنيا وتتبع (الكذب) الذي ينشره الملاحدة.

    البحث العلمي مفتوح للجميع، بل تتسابق الجامعات ومعاهد البحث لتبني وتمويل العلماء والباحثين، ويتسابق الجميع لتكسير النظريات السائدة ليحفر كلٌ اسمه في لائحة الشرف، اللائحة التي تضم ابن الهيثم وابن النفيس والرازي وابن سينا والفارابي وكوبرنيكوس وغاليليو ونيوتن وماكسويل وآينشتاين وطبعاً داروين وغيرهم الكثير. جميع هؤلاء قدموا للبشرية فهماً جديداً ونسفوا المعرفة والمنطق السائد. إذا كان عندك نظرية ثورية تلغي بها نظرية التطور صدقني ستنهال عليك العروض من كل مكان لتتبنى أبحاثك وتمولك. مشكلة المؤمنين التقليديين أنهم لا يؤمنون بالله فقط لكنهم يؤمنون بأفهام من مات قبل ألف عام ولو كانوا لا يفقهون.
    أما الادعاء أنه من غير المسموح أن تنشر ما يخالف التطور والداروينية فهو مضحك حقاً لأنه عندما يرسل البحث للنشر في مجلة محكمة سيأتي الجواب بالقبول أو الرفض بعد تقييم البحث من قبل باحثين في نفس المجال (الكثير من المجلات تتيح لك اختيارهم ولو كانوا في أي بلد أو معهد غير تابعيين للمجلة). أذا جاء الرد برفض النشر سيكون مرفقاً بتقييم البحث من قبل المراجعين والمدققين. 50% فقط من الأبحاث التي ترسل إلى المجلات تتلقى القبول وفي بعض الأحيان 30% أو حتى 20% فقط تقبل.
    هذه صفحة مايكل بيهي -أحد أعمدة التصميم الذكي- على google scholar وفيها جميع منشوراته.
    https://scholar.google.com/citations?user=SoYKl3wAAAAJ&hl=en&oi=sra
    بإمكان أي شخص أن يراسله ويسأله عن أي بحث رفض الجميع نشره، ولتمام الفائدة أرجو أن يرفق معه رسالة الرفض حتى نعلم حقاً أن هناك حرب على التصميم الذكي أم أنها فقط في خيال بعضهم.

    البحث العلمي يقوم على أسس وأدوات وليس من بينها المنطق وحده. قبل 1000 عام، كان المنطق عند أغلب البشرية أن الأرض مسطح منبسط. لو اكتفوا بالمنطق وحده لما كنا ننعم بالكثير من المنجزات التكنولوجية اليوم، ميكانيك الكم والنسبية العامة والخاصة والكثير من النظريات العلمية تناقض المنطق الفطري الذي تعودنا عليه، ولكن مع الزمن ستصبح منطقية عندما تتعامل البشرية مع تكنولوجيا النانو ومع رحلات الفضاء بعد أن نعتاد على هذه الظواهر. المنطق دوماً يخضع للتصحيح بحسب النتائج المشاهدة وفي نفس الوقت يصحح ما تتم مشاهدته. أي أن التجربة والمنطق (الرياضيات) لا غنى لأحدهما عن الآخر لتفسير الكثير من الأشياء.

    أنا لا أعرف ماذا سيقدم الذين يحاربون نظرية التطور بديلاً عنها.. هل سيقولون أن البشر بدأوا بأبيهم الذي كان تمثالاً من طين لا (روح) فيه طيلة أربعين عاماً يدخل الشيطان من أنفه ويخرج من دبره ويدخل من دبره ويخرج من أنفه!!!؟؟؟
    حتى الآن لم يقدم المعترضون على التطور أي بديل غير هذا!!!

    ردحذف
    الردود
    1. اقتباس:
      "نظرية التطور... خدعة كبيرة لنشر الالحاد
      عمر الأرض كما حدده الجيولوجيون بـ 5 مليار سنة... كذبة في سبيل إعطاء الزمن الكافي لحدوث التطور
      نشوء أول الخلايا الحية قبل 4.2 مليار سنة... فرية عظيمة
      نظرية الانزياح القاري... ادعاء كاذب لتبرير تشابه وتماثل الأحياء في القارات المتباعدة
      أما الانفجار الكبير... أيضاً كذب

      جميل جداً، لقد قمت في هذا المقال بنسف أربعة أو خمسة علوم بدون إعطاء أي دليل"

      الرد : هذا غير صحيح ، أنت تسميها علوم بينما اصحابها يسمونها نظريات، هل انت احرص من اصحابها عليها؟ أظن يوجد فرق بين العلوم والنظريات، إلا إن كان لا يوجد فرق فهذا رأيك، واخبرنا.

      أنا قدمت أدلة وبراهين في موضوعات في المدونة كثيرة عن هذه النظريات، وأقول نظريات لأنها لم تُشاهد ولم تُجرب، إحتراما للعلم، لا يوجد عاقل يتكلم من فراغ.

      كل هذه النظريات التي تسمى "علمية" ترجّح تنحية الإله من الكون وإبعاده عن الحياة. من السذاجة أن نقول أن كل هذه مجرد صدف وافقت أعمالا بريئة، كل هذه صدف تتكرر هدفها تنحية الإله؟ إما بالعلم أو بالصدف أو بالافتراضات كالانتخاب الطبيعي، وكلما ظهرت مشكلة في مسيرة الالحاد اوجدوا لها نظرية لتسد الفراغ، واذا فشل دليل بحثوا عن دليل غيره، كل هذا تحت تسميته "علما" والتسمية سهلة، وهذه هي قضية المادية، قضيتها محاربة وجود الاله أساسا، سواء بإبعاده كما تفعل اللادينية واللاأدرية أو نفي وجوده كما يفعل الملاحدة. وأي نجاح في إبعاد الإله يعتبر خطوة نجاح، لذلك سمَّوه اله الفراغات، فهم مع الإله كأنهم على رقعة شطرنج، فأي نجاح ولو بسيط يضيفونه إلى الرصيد، ثم يعبؤون لمعركة أخرى، وهكذا. كان السفسطائيون يمثلون التيار المادي في أثينا، الذين يقولون ان كل شيء يعود الى أربعة عناصر في الطبيعة، وهي الماء والهواء والتراب والنار، وهي التي ضللت الطب لما يقرب من ألف سنة، بما فيها الطب العربي، ثم قالوا ان كل شيء يعود الى ذرات، والذرة هي أصل كل شيء، ونفسها فكرة اينشتاين في ان المادة كلها أصلها طاقة، واستمروا بهذا المنحى التأصيلي الذي يجمع المختلف في أصل واحد، فجاءت نظرية ماركس بأن كل نشاط الانسان سببه الاقتصاد، حتى ممارسة الجنس يمكن أن تعطف عليه، فالجنس هدفه إنشاء عمال، و جاء فرويد ليفسر كل شيء بشيء واحد، وهو الجنس، وجاء شوبنهاور ليفسر كل شيء بإرادة الحياة، وجاء نيتشه ليفسر كل شيء بإرادة القوة، وجاء داروين ليفسر وجود كل الكائنات من خلية واحدة، بأشجارها وطيورها وحيواناتها، ونظرية الانفجار الكبير جاءت لتجمع أصل الكون كله في نقطة لا وزن لها خرجت منها المجرات والجبال والوديان والنجوم والكواكب، وربما اخذوا هذه الفكرة من الفراعنة الذين قالوا بفكرة البيضة الكونية قبل آلاف السنين، يرمزون لها بكرة الخنفساء، بل إن نظرية نشوء اول خلية وأنها ظهرت في مستنقع مأخوذة من اساطير الاولين، بالذات الفراعنة، واستمر الفكر المادي في تأصيل واثبات خرافات القدماء الماديين، حتى ابتكار خرافة لم يفعلوا ولا يستطيعون. فنظرية التطور تقول لك ان الطيور تطورت من الزواحف، أي تماما كما تقوله التوراة ان الزواحف مخلوقة قبل الطيور، ثم جاءت فلسفة وحدة الوجود لكي تجعل من الله وثنا موجودا في الطبيعة، وهي التي أسست لفكرة اللادينية اصلا، لأن وحدة الوجود تقول اعرف الله بالطبيعة فقط وبالقوانين، وبما ان القوانين منضبطة، جاءت فكرة الكون المغلق لكي يُنحى الاله، على شكل اله اللادينيين الذي يخلق الخلق ثم يدير لهم ظهره، وجاءت نظرية الوراثة لكي يرجعوا كل شيء انساني للجينات، وجعلوها مساندة لفكرة الجبرية الالحادية، فهي ونظرية التطور وفلسفة نيتشه تبرر العنصرية والتفوق وسحق الشعوب وأخذ خيراتها. والأصل القردي للإنسان لكي يبرر الفساد والرذيلة على أساس ان أصل الانسان حيوان ولا شيء الهي فيه. ونظرية التطور لكي تثبت ان الله لم يخلق الانسان بيده، وانه غافل عن مخلوقاته، فتطورت من تلقاء نفسها وطوّر الانسان نفسه بنفسه بدون اله،

      يتبع

      حذف
    2. فالمحاور التي تدور عليها نظريات الماديين هي 1) الجبرية 2) الابيقورية ويسمون أبيقوريتهم بالأبيقورية الجديدة، لأجل إفساح المجال للمتعة واللذة 3) الاصل الواحد المشترك المادي لكل شيء، من الاحياء الى الكون، فهم دائما يدورون حول الاصل المشترك لكل شيء بناء على التشابه، حتى القارات اصبح لها اصل مشترك حسب نظرية انجراف القارات، وهذا يدل على الحاجة لخالق واحد، و هم يريدون ان يستبدلوا هذا الخالق بهذا الاصل المشترك، 4) الصدفة كبديل عن الاله والتقدير، وقد طوروا هذا المحور إلى نظرية التطور والانتخاب الطبيعي بدلا من الصدفة العمياء، حتى يكون الانتخاب الطبيعي بديلا عن الاله، فأعطوا للانتخاب الطبيعي وعيا مع أنه غير واعي، وهذا يدل على الحاجة لوجود اله واحد واعي، فكل الحكاية ايجاد بدائل عن الاله وتنحيته ثم موته، وهذا الصراع قديم كما بيّنا وليس حديثا، 5) فكرة الكون المغلق لأجل ابعاد الاله عن ساحة القضاء والقدر والقدرة الالهية والمعجزات، اذ أن كل شيء يسير منتظما بنفسه كما يزعمون، وإلا فالواقع مختلف. 6) محور العشوائية، وهي بالمناسبة عكس محور الكون المغلق المنظم، فالعشوائية عندهم هي التي تنتج التنظيم، فكلما تزداد الفوضى كلما زاد التنظيم، مع أن الكون منظم ومغلق، وهذه لا اعرف كيف يقبلها العقل. هونا تناقض بين محور العشوائية ومحور الكون المغلق. 7) نفي الإله بالكامل عندما أعلن نيتشه عن موت الاله ثم مات هو مجنونا في مصحة نفسية، ووضعوا بدلا عنها فكرة وجود شيء من لا شيء. ولما ضحك الناس على هذا الطرح لجأوا إلى المادة المظلمة والمعتمة، وهي الفراغ، سموه مادة معتمة ومظلمة، بمعنى انه لا يوجد لا شيء، فحتى اللاشيء عبارة عن شيء لكننا لا نعلمه، وهو الذي اوجد كل شيء، فأصبح الفراغ شيئا، أي نحن مخلوقين من كلام فارغ. 8) العدمية وهي التي نشأت منها فكرة وجود كل شيء من لا شيء، والمادة المعتمة التي هي عدم. وكما يقول العدميون أن العدم أراد ان يدرك نفسه فأوجد الوجود، فأدرك نفسه، وحينها سوف يفنى كل شيء. 9) التشكيك بالحقائق والمنطق والعقل من خلال أعمال بوبر واينشتين وغيرهما، وهي أعمال فلسفية وليست علمية. وكذلك ميكانيكا الكم للتشكيك بالعقل وإبعاده عن المرجعية التي حافظ عليها لقرون، فإذا لم يكن العقل مرجعا تحوّل الناس إلى حيوانات وببغاوات. أليس هذا كفاحا؟ هذا مجرد موجز، إنه كفاح لتنحية الاله وموته من خلال الفلسفة التي يسمونها علما، بينما هي فلسفة، وقد كلفهم هذا الكفاح التفريط بكل جميل عندهم، من العقل والدين والاخلاق، وماذا يبقى بعد؟ لاحظ ادعاءهم لموت كل من الاله والفلسفة والاخلاق والدين، وهذا يدل على أن هذه الاشياء الميتة هي التي تؤدي للإيمان بالإله الميت، أي حتى تلحد لا بد أن تخسر دينك واخلاقك وعقلك، وحتى تؤمن لا بد ان تسترد عقلك وأخلاقك ودينك.

      كل هذه المحاور تنتج نظريات يخدم بعضها بعضا وكلها تصبّ في الاخير في حوض الالحاد. اعتبر كلامي هذا نظرية. ما دام ان أي فلسفة تسمى علما باعتبار موضوعها لا تجاربها.

      ألم يقدم داروين نظرية دون ان يدخل الى مختبرات أو تجارب؟ لماذا حلال عليهم وحرام علينا؟ رحلة الالحاد في كفاح الله و وجوده طويلة جدا، وتضحياتها كبيرة، ولن تصل إلى نتيجة، لأن الله شديد المحال (و هم يجادلون في الله وهو شديد المحال).

      يتبع

      حذف
    3. اقتباس:
      "أنا الآن أتخيل الشباب الغض، الذين يقرؤون ردودك هذه كيف سيتخذون موقفاً سلبياً من العلم بشكلٍ عام، ومما يتوصل إليه غير المسلمين بشكلٍ خاص.
      أنت قدمت إلي الآن صورة واضحة عن سبب تفوق أمم الدنيا بغالبها على المسلمين، وربما في المستقبل القريب سنصبح نحن في ذيل العالم وفي جميع نواحي الحياة، وذلك عندما تأخذ باقي دول أفريقيا بأسباب الدنيا وتتبع (الكذب) الذي ينشره الملاحدة."

      الرد : إذن انت ترى نجاح الامم بالالحاد، وتخلفهم وضياعهم بسبب الدين، اذن انت داعية للالحاد، بإسم العلم وليس بالعلم، لا يا عزيزي لا ترجف علينا. انا احترم العلم اكثر من احترامك له مع احترامي لشخصك، فأنا افرق بين العلم الحقيقي الثابت المحترم الذي استفادت منه البشرية كعلوم الرياضيات والهندسة والميكانيكا وبعض الطب والجغرافيا والفلك بدون نظرياته. هناك فرق واضح بين العلم والنظريات العلمية. هذه النظريات فلسفة موضوعها في العلم، لكنها بالاخير فلسفة، لكن العلم المجرب لا احد يشكك فيه ولا احد يحذّر منه ويحتقره الا مجنون. ثم تعال : أليس مبدأ الشك ثم اليقين هو الذي قام عليه عصر التنوير؟ اذن انا تنويري في هذا العصر، التنوير ليس فترة وانتهت، لأن الظلام يكافح الأنوار من خلال خرافاته وأساطيره وسحره التي تصل الى عصر الفراعنة، لا يمكن أن يصنع الانسان عقله الا بطريقة الشك ثم اليقين، وهذا ما أمارسه وادعو له، اذن لا تخف على ابناء المسلمين، مع انهم لا يقرأون لي اصلا، لأني في زاوية مغلقة خاصة وليس عندي وسائل إعلام كما عندكم، فاطمئن، أنا في مدونة شخصية ليس إلا، وليس لي كتب ولا أي حضور ولا ندوات ولا شيء.

      هل تريد ان يقبل ابنك أي شيء يُذاع عليه تلقائيا؟ ام تريده ان يفحص ويفكر؟ لن يفكر الا من خلال الشك، والشك هو الذي يأتي بالتثبت، فما المشكلة في الشك سيما وهو شعار عصر التنوير العلمي؟ انت تريدنا ان نقبل بكل ما هب ودب بدون اية تشكك، تريدنا ان نميت عقولنا وان نكون مجرد آذان تسمع وألسن تردد، لا يقبل انسان عاقل هذا الوضع على نفسه فضلا عن أن يكون النشء كذلك، لو شككت بالعلوم الثابتة كدوران الارض او في حقائق التكنولوجيا او علوم الرياضيات او الجبر او الهندسة او التشريح او الجغرافيا، حينها لك حق ان تقول هذا الكلام ولك حق ان تحذّر مني. انا بالعكس ادعو للقراءة والثقافة ومعرفة العلوم الثابتة والانطلاق منها على أساس صلب وليس على نظريات هشة تسمونها علما، مع انها معرضة للنقد من كل زواياها، يا أخي ها هم اصحاب نظرية المادة المظلمة الان يشككون في فكرة الجاذبية النيوتنية، فلماذا لا تنتقدهم؟ مع انني ايضا اشكك فيها. بعد كل هذا العمر وارجاع الكون كله لفكرة الجاذبية جاء هؤلاء يشككون بها، لأنهم يحتاجون لإثبات فراغهم Space، ولكي يفسروا من خلاله توسّع الكون، لأنهم إن قالوا بالجاذبية لم يعد هناك شغل للمادة المظلمة، ولأن الجاذبية تثبّت، و هم يرون ان الكون يتوسع، لذلك شككوا في الجاذبية، لكنه بردٌ وسلامٌ على قلوبهم، يشككون كيف يشاءون، لأنهم يبحثون عن بديل للإله وهو الفراغ، فما شأنك بهم؟ فالجاذبية صارت عثرة في طريقهم، فكأنها لباس قديم يجب أن يبدَّل، سيّما وأن نظرية الفراغ ستقدّم صيدا ثمينا، وهو الظلام العدمي الذي وُجد كل شيء منه، أثمن مما جاءت به نظرية الجاذبية، وبالتالي تنحل مشكلة الحاجة المنطقية لوجود اله كما يتخيلون، أما أنا وامثالي فلا وألف لا، إنهم يشككون في الجاذبية العظيمة يا أخي وقصتها قصة التفاحة! ألا يؤثر هؤلاء على النشء؟ سيما والنشء يدرسون الجاذبية في مقرراتهم؟ فمن هنا يدرّسون ومن هناك يُشكَّكون.

      لا علم بدون شك وتشكك، من لا يتشكك ابدا لا يتعلم ابدا، لكن تريدون ان توجهوا الشك فقط، هذا كل الخلاف، لأنكم تقرون بمبدأ الشك، وتريدونه موجها للدين والعادات والتراث والاخلاق فقط، لكن الويل لمن يتشكك في العلم وشطحاته، عندما تقول للانسان شك فهو سيشك بكل شيء، وهذا من حقه. حتى في نظرياتكم مع شديد الاسف. لا يوجد شك يُبرمج، فشك هنا وهناك لا تشك! فأنت إما أن تحارب مبدأ الشك كله أو تطلقه كله، بحيث يصل الى نظرياتكم، مثل ما وصل الى الدين وغيره، أما أن تُبرمج الشك لما تحب وتمنعه عما لا تحب، فهذا لعب صبياني أربأ بك عنه.

      يتبع

      حذف
    4. اقتباس:
      "البحث العلمي مفتوح للجميع، بل تتسابق الجامعات ومعاهد البحث لتبني وتمويل العلماء والباحثين، ويتسابق الجميع لتكسير النظريات السائدة ليحفر كلٌ اسمه في لائحة الشرف، اللائحة التي تضم ابن الهيثم وابن النفيس والرازي وابن سينا والفارابي وكوبرنيكوس وغاليليو ونيوتن وماكسويل وآينشتاين وطبعاً داروين وغيرهم الكثير."

      الرد : ما هذا التناقض يا اخي ؟ الست قبل قليل تنهاني عن الشك، ثم الان تفتح الباب على مصراعيه! فقط لغيري؟
      حرامٌ على بلابله الدوحُ .. حلال للطير من كل جنسِ؟
      هل أنا لا اقدم أي تشكك علمي؟ هل قرأت كلامي؟ أين ردودك العلمية على كلامي بدلا من نقدك الشخصي؟ أنا جاهل ومتطفل على العلم، وانت معك العلم كله، أليس من حقي أن توجهني ومن خلال كلامي وتبين الخطأ والعور فيما أدعيه تفصيليا؟ لماذا لا تناقشني بالتفصيل؟ أو انك تخاف لذلك تهوّش بشكل عام ثم تذهب؟ أنا كلامي كثير وطويل، امسكه نقطة نقطة، وبيّن كل خطا علمي في كل فقرة. ثم لماذا كلامي صار يؤثر وهو غير علمي؟ ها انت ذا تكتب لي، تريد أن توجهني كشخص، لكنك لا تناقشني ولا تتعرض لما كتبته انا بالنقد والتفصيل! أتـُراك تخاف منه إلى هذا الحد أم تحتقره الى هذا الحد؟ بدلا من هذه الخطبة، المفترض بدل هذا الكلام أن تقول : أنت قلت كذا والعلم يقول كذا، بدليل كذا وكذا، وهكذا إلى النقطة التالية، بدون إبداء عواطفك وآراءك، فلتكن في مكان آخر، أريد نقدا علميا حتى استفيد منه، وسوف استجيب لك، فقط اثبت لي، فأنا لست متكبرا كما قد تتخيل، وكيف تذهب الى الشخص وتترك افكاره؟ وها أنت ذا توجهني إلى النشر على مستوى المعاهد العلمية والبحثية وتسهل لي الطريق، فهل تسهّل لأحد غير علمي؟ وهل انت تريدني أن اكتب او لا تريدني ان اكتب؟ على ما يبدو تريدني ان انشر كلامي على مستوى المعاهد البحثية العلمية العالمية، وانا لست على هذا المستوى اصلا.

      اقتباس:
      "جميع هؤلاء قدموا للبشرية فهماً جديداً ونسفوا المعرفة والمنطق السائد. إذا كان عندك نظرية ثورية تلغي بها نظرية التطور صدقني ستنهال عليك العروض من كل مكان لتتبنى أبحاثك وتمولك. مشكلة المؤمنين التقليديين أنهم لا يؤمنون بالله فقط لكنهم يؤمنون بأفهام من مات قبل ألف عام ولو كانوا لا يفقهون."

      الرد : مشكلتك في التعميم، والتعميم أبعد ما يكون عن الروح العلمية التي تدعيها، صدقني لن تنهال العروض، ولن اكون افضل من اساتذة الجامعات الذين ضُويقوا في امريكا واوروبا لأنهم تشككوا جزئيا في نظرية داروين، ولم تنهل عليهم العروض مع انهم علماء ولهم ابحاث محترمة. وأنا لا اريد ان تنهال علي عروض ولست مؤهلا لذلك، ولا اطمع بذلك. انا فقط افكر في هذه الزاوية الضيقة الانتشار، ابحث عن الحقيقة كما تبدو لي واتخيلها، مجرد مساحة للتفكير، ان كان صحيحا او خاطئا، لكني استفيد من النقد واستجيب له. لكن اين هو النقد العلمي؟ كثيرون يأتون لنقد شخصي، حتى أنا انقد شخصي لكن اريد نقدا علميا استفيد منه.. لكن هذا قلّ ما يأتي، ولا ادري ما السبب، قد يكون احتقارا، لا مشكلة، ولا يهم. لأنني لست مشهورا ولا احمل دكتوراة ولا لي أي حضور ولا مشهور ولا كتب ولا شيء، ولا أريد ان اكون كذلك. المهم اذا كان لديك نقد فوجهه لما اكتبه ودعنا من المجامع العلمية ومراكز الابحاث الدولية، دعها لاهلها. نريد ان نستفيد من بعض في هذه الزاوية الضيقة التي عسى ان تتسع صدورنا فيها، ودعنا من العالم. انسان بسيط يريد ان يفهم، وان يزيل الشكوك، الا تساعده في ذلك؟

      يتبع

      حذف
    5. اقتباس:
      "أما الادعاء أنه من غير المسموح أن تنشر ما يخالف التطور والداروينية فهو مضحك حقاً لأنه عندما يرسل البحث للنشر في مجلة محكمة سيأتي الجواب بالقبول أو الرفض بعد تقييم البحث من قبل باحثين في نفس المجال (الكثير من المجلات تتيح لك اختيارهم ولو كانوا في أي بلد أو معهد غير تابعيين للمجلة). أذا جاء الرد برفض النشر سيكون مرفقاً بتقييم البحث من قبل المراجعين والمدققين. 50% فقط من الأبحاث التي ترسل إلى المجلات تتلقى القبول وفي بعض الأحيان 30% أو حتى 20% فقط تقبل."

      الرد : لماذا التقييم؟ المطلوب هو الرد العلمي وليس التقييم. فاذا فشل الباحث في بحثه لا يستفيد اذا قـُيِّم بأنه فاشل، وهذا معنى التقييم، بل يستفيد اذا قيل له سبب الفشل وذكر له الصواب، مع الإثبات. أليس هذا هو المنهج العلمي؟ أما التقييم فهذا مفتوح للجميع، والكل يستطيع ان يقيّم، لكن ليس الكل قادر على الرد العلمي واحضار البديل مع الدليل. ردك لي عبارة عن تقييم، أي كأنني أرسلت كلامي إلى هؤلاء. ماذا استفدت منه؟ لم استفد منه شيئا مع احترامي لشخصك الكريم، لكن استفيد لو انك ناقشتني تفصيليا، وهذا الذي اتمناه منك.

      اقتباس:
      "هذه صفحة مايكل بيهي -أحد أعمدة التصميم الذكي- على google scholar وفيها جميع منشوراته.
      https://scholar.google.com/citations?user=SoYKl3wAAAAJ&hl=en&oi=sra
      بإمكان أي شخص أن يراسله ويسأله عن أي بحث رفض الجميع نشره، ولتمام الفائدة أرجو أن يرفق معه رسالة الرفض حتى نعلم حقاً أن هناك حرب على التصميم الذكي أم أنها فقط في خيال بعضهم."

      الرد : ليس فقط مايكل بيهي، هناك غيره يشتكون، فهل كل هؤلاء يكذبون وهم علماء ومشاهير؟ انظر فيلم (Expelled)، مع الشكر الجزيل لحضرتك.

      اقتباس:
      "البحث العلمي يقوم على أسس وأدوات وليس من بينها المنطق وحده."

      الرد : كيف (ليس من بينها المنطق وحده)؟ هل أنت تنفي المنطق ام لا تستثنيه؟ أم تريد ان تنفيه ولا تريد أن يُثبَت عليك ذلك فلجأت إلى هذه العبارة الملتوية لكي تقلل من شأن المنطق؟

      اقتباس:
      "قبل 1000 عام، كان المنطق عند أغلب البشرية أن الأرض مسطح منبسط. لو اكتفوا بالمنطق وحده لما كنا ننعم بالكثير من المنجزات التكنولوجية اليوم،"

      الرد : فرق بين المعلومة والمنطق. المعلومة ظاهرة وما تزال صحيحة لكن تفسيرها ليس صحيحا، فالظاهر أن الشمس هي التي تدور وتتحرك والأرض ثابتة، وهذا ثابت عمليا حتى في التقاويم، فيقال زوال الشمس وغروب الشمس، حتى اليوم، لكن التفسير هو الذي تغيّر، والتفسير ليس مرتبطا بالظاهرة في كلا الحالتين. هذا التفسير لا يُرى، لكنه هو الأصوب علميا.

      نتكلم عن المنطق الثابت، مثل ان العشرة اكثر من الثلاثة، وأن الكل اكبر من الجزء، ومثل الضديات، النور الظلام، الليل النهار، اليمين اليسار، هذا ثابت ولا يتغير. فأن تأتي بمعلومة ثبت خطؤها وتحشرها بالمنطق حتى تقلل من قيمة المنطق وتشوهه فهذا تلاعب مكشوف ولا يقبل العقل السليم بمثل هذه التلاعبات، ما أكثر الاخطاء والاوهام اذن، فهل تُضاف إلى المنطق؟ بل كل مجتمع لديه اوهام سائدة عنده، فهل نقول بنسبية المنطق؟ هذا يسمى العقل الجماعي، الذي يجمع الحقائق وغير الحقائق، لكن المنطق الخالص هو علمي ومجرب ولا يتغير ابدا.

      إن كل شيء في الحياة قائم على المنطق وليس العلم فقط، فأي شيء يستقل عن المنطق يذهب الى الجنون وعالم البارانويا. فأنت لا تشرّف العلم عندما تفصله عن المنطق، بل تهينه. مسكين هذا المنطق، كل اصحاب الاهواء والمصالح يصبح عدوهم المنطق.

      يتبع

      حذف
    6. اقتباس:
      "ميكانيك الكم والنسبية العامة والخاصة والكثير من النظريات العلمية تناقض المنطق الفطري الذي تعودنا عليه،"

      الرد : لا يا عزيزي، المنطق لا يعارضه شيء إلا ويكسره، وهذه مجرد نظريات، ما وافق المنطق منها يبقى، وما خالفها سيسقط، المنطق هو الحكم وهو اساس العقل البشري اصلا وهو المعيار. هذا يشبه كل زمان تسيطر عليه أوهام وخرافات تُدعَم ويقال أنها حقائق علمية، ثم يأتي زمان آخر فتسقط، والذي يُسقطها هو المنطق. لأنها خرجت عنه، والمنطق حاكم ولا يستهين به إلا من له هوى يريد أن يمرّر ما يريد.

      اقتباس:
      "ولكن مع الزمن ستصبح منطقية عندما تتعامل البشرية مع تكنولوجيا النانو ومع رحلات الفضاء بعد أن نعتاد على هذه الظواهر."

      الرد : كيف تتعامل مع شيء يخالف المنطق؟ اضرب لنا مثالا. من هو الاستاذ الذي سيدّرس مادة غير منطقية؟ وكيف سيفهم التلاميذ؟ ارحمونا قليلا. كأنك تقول ان هذه العملية التعليمية تدور خارج نطاق العقل. ثم عندما تقول تكنولوجيا النانو فهذا يعني قواعد منطقية تُدرّس وتعلّم ويصنع لها ادوات واجهزة، ولكنها غير منطقية ايضا! ما هذا الهبل العلمي؟ على أي اساس تدرس وتفهم شيئا غير منطقي؟ بأي جهاز من جسمك سوف تفهم ذلك؟ هل توجد تكنولوجيا بأدوات واجهزة ليست تعمل على منطق؟ هل هي تكنولوجيا جنون؟ من يدرسها؟ اصحاب المصحات العقلية ام من؟ من يستطيع ان يفهم شيئا منفلتا عن المنطق؟ من يصنع تكنولوجياه؟ ما هذا المصنع الذي يعمل بلا منطق ولا عقل؟ (بلا منطق) تساوي (بلا عقل)، أما عدم احترام كل المعلومات السائدة، فهذا لا يعني عدم العقل، لكن عدم احترام المنطق يعني عدم احترام العقل، لأن المنطق هو قلب العقل.

      هل تستطيع ان تفهم شيئا منفلتا عن المنطق؟ وتسميه علما ويدرّس أيضا؟ أخرجنا من هذه الورطة ارجوك. هل هي مدرسة فنية خارجة عن المنطق ومحلقة في السوريالية؟ كل هذه النظريات والمجهودات لأجل تحقير المنطق الذي يقف حجر عثرة في طريق رغبات ما، هذا تماما ما يفعله السحرة والمشعوذون، يقللون من شأن المنطق لأجل أهداف وغايات. و كلهم ضد المنطق. شيء عجيب ان يلتقي العلمويون مع السحرة والمشعوذون وبعض رجال الدين في التقليل من شأن العقل والمنطق وتهميشه، المفترض ان يفترقون افتراقا هائلا.

      اقتباس:
      "المنطق دوماً يخضع للتصحيح بحسب النتائج المشاهدة"

      الرد: انت تتكلم عن العقل الجمعي وليس المنطق، كن دقيقا في ألفاظك حتى تكون على المنهج العلمي.

      يتبع

      حذف
    7. اقتباس:
      "وفي نفس الوقت يصحح ما تتم مشاهدته."

      الرد : كيف ذلك؟ هذا تناقض نتيجة عدم اكتراث بالمنطق، و أي عضو يُهمل سيضعُف، وهذا نتيجة اهمال العلمويين للمنطق، فأصبحوا يقعون في التناقض ولا يكترثون، فأصبحت المنطقية ضعيفة لديهم بشكل واضح يكتشفه رجل الشارع. ولهذا يعوّضون النقص بالمنطقية بالضخ الاعلامي. عندما تقول فهمت فإن الذي عمل فيك الآن هو المنطق، واذا اعطيتك معلومة تناقَضَ فيها المنطق فلن تفهم شيئا، كأن اقول لك : جاء رجل طويل وقصير، وابيض وأسود، وهو رجل واحد. فلن تفهم شيئا، والسبب فقدان المنطق. اذن ما ساير المنطق يُفهم وما خالف المنطق لا يُفهم.

      لقد وقعت في هذا الخطأ، خطأ تسمية العقل بالمنطق، فجعلت المنطق يصحح نفسه، وهذا تناقض، فعلى أي أساس يصحح نفسه اذا كان هو معرض للخطأ؟ لكن تقسيمي أدق من تقسيمك، أن المنطق هو الذي يصحّح العقل، ولا يوجد شيء يصحح المنطق، ولا يخطئ المنطق ابدا، هكذا تستقيم الصورة، لأن العقل يبتلع اشياء غير منطقية احيانا، عن طريق التكرار والتلقين والاعلام والموروث والسائد فينتبه لها المنطق فيقيمها. وهكذا اثبتنا وجود مرجع، أما على كلامك فلا يوجد مرجع، فكيف الذي يخطئ يصحّح خطؤه؟ كان المفروض ألا يخطئ. من عنده قيمة التصحيح لا بد ان يكون صحيحا بذاته، لكن اهمالكم للمنطق جعلكم تقبلون كل ما هب ودب، حتى أن الفوضى من الممكن ان تصنع النظام المعقد المركب المترابط مع انظمة معقدة مركبة أخرى، وكل هذه الانظمة تخدم غاية واحدة، وكل هذه الاحداث المركبة المعقدة يبتلعها العقل المادي كقرص الاسبرين. الانسان اذا اهمل عقله تستطيع ان تعطيه التناقض ويبتلعه بكل سهولة، لأن العضو ضعيف بسبب قلة الاستعمال.

      اقتباس:
      "أي أن التجربة والمنطق (الرياضيات) لا غنى لأحدهما عن الآخر لتفسير الكثير من الأشياء."

      الرد : المنطق ليس فقط رياضيات، المنطق اشمل من ذلك، وأين هو تصحيح الرياضيات لنفسها ما دام انك اقتصرت المنطق بالرياضيات؟ هل اكتشفوا ان 3+7 لا تساوي 10 يوما من الأيام؟ ما هذا التخليط؟ المنطق محكم ومجرّب ولا يتغير ابدا، وليس فقط في الرياضيات، فالهندسة منطق وقوانين الفيزياء منطق، اما العقل بسعته فقد يكون فيه اخطاء ويكون فيه صواب، واذا عُرِضَ العقل على المنطق تجري غربلته، ونقصد بالعقل الذاكرة، لذلك أي حقيقة او معلومة ترد إليك فعليك ان تعرضها على المنطق، وإلا فعلى العقل السلام، و كل من تضعف عنده المنطقية فهو عرضة للاستغلال.

      يتبع

      حذف
    8. اقتباس:
      "أنا لا أعرف ماذا سيقدم الذين يحاربون نظرية التطور بديلاً عنها.. هل سيقولون أن البشر بدأوا بأبيهم الذي كان تمثالاً من طين لا (روح) فيه طيلة أربعين عاماً يدخل الشيطان من أنفه ويخرج من دبره ويدخل من دبره ويخرج من أنفه!!!؟؟؟
      حتى الآن لم يقدم المعترضون على التطور أي بديل غير هذا!!!"

      الرد : أولا لماذا اصبح اصل الانسان قضية؟ لماذا لا تكون خاتمة الانسان وما بعد الموت قضية ايضا؟ مع انها قضية مستقبلية وهي الأهم؟ ما هي نهاية الاعداد؟ لماذا لا تكون قضية؟ ما هي الروح والوعي؟ لماذا لا تكون قضية؟ ما اكثر الاشياء التي لا نعرفها اصلا، لماذا هذه القضية بالذات؟ لماذا 1+1=2؟ متى ظهر المنطق؟ متى ظهرت المادة والقوانين؟ من اين جاءت القوانين، كقوانين الطفو والحرارة وغيرها؟ هل جاءت بالتطور أيضا؟ أم أن قضية اصل الانسان الدافع لها ايديولوجي؟

      إما أن تقدَّموا بديلا أو يلزمكم ما نقول؟ هكذا طرحكم. كيف خلق الله الانسان؟ لا نعلم إلا ما ذكره الله، هذه كلها غيبيات. انتم ركزتم على جزء من الغيبيات وتركتم الباقي. نحن لا نعرف ما هي الروح اصلا التي نتمتع بها الان، اعرفها أولا قبل ان تسأل كيف خلق الانسان. ادرسوا كل الجوانب الغيبية المظلمة، لا أن تختاروا جزءا واحدا، لكن الله يقول (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) وكلامه صحيح رغم التبجحات الطويلة العريضة، يكفيكم ان تحاولوا معرفة اسباب وعلاج مرض الضغط والسكر علما حقيقيا وليس تخمينيا، وبدلا من تلك المسكنات، ودعوكم من اصل الخلقة والخلية الاولى. على الاقل امنعوا تسوس الاسنان ارجوكم. لن تستطيعوا علاج السكر والضغط، لأنكم لا تعرفون ما هي الروح ولا الوعي، والجسم يتحكم به الروح والوعي، لهذا فشل الطب في علاج السرطان والامراض الباطنية، العلم فشل في علاج امراض واضحة ويعاني منها كثير من الناس، بينما ينجح في معرفة ان الحوت كان عجلا قفز الى بحيرة قبل ملايين السنين واصبح حوتا! ما هذا العلم؟ لماذا يذهب الى البعيد ويترك القريب؟ ويترك المهم ويذهب الى غير المهم؟ انها الايديولوجيا وليست البحث عن الحقيقة التي تنفع الناس.

      كيف نسأل كيف خلق الله؟ مع أن كل الشواهد مع فكرة ان البشر جاءوا من ذكر وانثى، حتى الجينات تشهد بذلك.

      هذا تخصيص بدون مخصِّص، القضايا التي لا يعرفها الانسان كثيرة، لماذا لا تُطلب البدائل إلا في هذه القضية؟ هذا غير منطقي.

      ثم افرض ان هذا صحيح، ما الذي يمنعه ان يكون صحيحا؟ أن الناس ابناء من ادم وحواء؟ ما المانع؟ غير المنطقي أن يكون جاء من القرد، لأن القرد حيوان له وظيفة في الطبيعة والتوازن البيئي، ومن المنطقي جدا ان كل نوع جاء من اصله لأجل الوظيفة، أما فكرة التطور عن البقاء للأصلح، فهي مخالفة للمنطق والتوازن البيئي، لأن آخرتها الفناء، لان الاقوياء سيتغلبون على الضعفاء على مبدا الصراع، وبالتالي تكون تصفية فيما بين الاقوياء وينتهي الجميع، وقياسا على عمر الحياة المفترض ان تكون قد فنت منذ ملايين السنين على مبدأ الصراع، لان كل صراع مصيره ان يُحسم، ولا يوجد صراع يستمر الى ابد الابدين، انتم من خالفتم البداهة والمنطق، انتم من عليكم تقديم الدليل، الدليل المشاهد وليس الدليل المختبئ في ملايين السنين.

      وشكرا لك.

      حذف
    9. 1
      العلوم والمعرفة في أساسها قائمة على النظريات، المسلمات لا تضيف شيئاً جديداً حتى تقترن بالنظريات. النظرية ذات معنى إيجابي وليس سلبياً كما تصوره. النظرية تقوم على البرهان وتفسر التجربة، أي تفسر الواقع المشاهد الذي لا يختلف عليه اثنان
      لقد عملت نظرية نيوتن في الجاذبية عملها لأكثر من قرنين حتى جاء أينشتاين بالنسبية العامة التي كانت أكثر دقة وتحمل تفسيراً مختلفاً تماماً عن تفسير نيوتن. رغم الختلاف الجذري بين النظريتين لا تزال المسلمة التي يجمع عليها جميع البشر وأكثر الحيوانات أن الأشياء تسقط من أعلى على الأرض!!!
      القطة تعلم عدد صغارها وتعلم أن أحدهم ضاع إذا نقص عددهم!!! المسلمات في حد ذاتها لا تضيف أي بعد معرفي يميزنا كبشر عن الحيوانات

      لنكن صريحين.. العلوم الطبيعية في طرقها ونتائجها ملحدة، وعلماء الطبيعة في مختبراتهم ملحدون... ليس لوجود ثأر أو موقف مسبق تجاه الله، بل بسبب مشيئة الله نفسه. اللطيف اسمٌ من أسمائه، لو قال نيوتن أن التفاحة وقعت لأن الله أوقعها لما تقدمت البشرية ولما قامت الثورة الصناعية ولما كنا نتحدث مع بعضنا الآن وربما آلاف الكيلومترات تفصلنا...
      اللطيف لا تستطيع رؤيته في المجهر أو التلسكوب، لا تستطيع لمسه أو سماعه، لهذا السبب فقط يصعب على علماء الطبيعة أن يعزوا الأسباب إليه في تقاريرهم، طرق البحث العلمي صارمة في هذا الصدد: سجل ما تلحظه بنفسك وبأدواتك كلما أعدت التجربة.

      اللطيف لن تدركه حواسك المشغولة والمحدودة في نطاق الماديات فقط، لكن ستستشعره بنفسك وتحس بوجوده وتدبيره، بتصميمه وابداعه بل وباعجازه لمن سواه... في مشاهداتنا اليومية للظواهر، كلما اقتربنا أن نرجع السب ب إليه ابتعد بإرادته فإذا بنا نفسر الظواهر بالأسباب مادية. لكنا إذا ابتعدنا عن إرجاع الأمور إليه استشعرنا وحشة العالم وفوضويته ولامعقوليته بدونه!! من هنا كانت الحاجة إلى الفلسفة لإضفاء بعد أساسي على معرفتنا، هذا البعد الأساسي يمكننا من جمع شظايا التجارب المختلفة وتنظيمها في قوانين شاملة تقبل وجود الله بل ربما لا تستطيع الاستغناء عنه

      الأسف كل الأسف ما وصل إليه المؤمنون (أتباع الأديان السماوية) حيث حادوا عن المنهج العلمي بحجة الحفاظ على الإيمان، فلا هم ساهموا في الفتوحات المعرفية في العصر الحديث، ولا هم قدموا التصور الأمثل عن الله والإيمان به. فحسب فهمهم (أو أمنياتهم!) يتوجب على الله أن يدير العالم بطريقة بهلوانية سحرية منفصلة عن القوانين التي وضعها هو للعالم!!، ففي لحظة ما يتدخل الله في العالم ليصنع الانسان بمعجزة حيث ترعد السماء وتصعق الأرض فتظهرغمامةٌ دخانيةٌ فجأةً على ضفة نهرٍ ينساب بتكاسل، ما ان تنقشع الغمامة حى تتجلى صورة الانسان الأول ، آدم، هكذا بكل بساطة لا تخلو من سطحية مفرطة!!!! هذه الصورة التي يقدمها المؤمنون بغالبيتهم تبتعد بهم عن الله كما تبتعد بهم عما خلق الله، خسروا الدنيا وخسروا الله فلم يعرفوه. تخيل أن الله يلجأ للمعجزات كل هنيهة حتى لا يفلت العالم من سيطرته، يصل هذا التصور ذروتهفي القول المذكور في التوراة عن الله "ندم أنه عمل الإنسان"!! تخيل هذه العبثية. أنا هنا لا أحاول انكار آيات الله (المعجزات) بقدر ما أستنكر اقحامها في تفسير الظواهر بطريقة طفولية لا تزيد معرفتنا بقدر ما تعمق سطحيتنا!
      في المقابل تقدم العلوم الطبيعية تصوراً عن الكون أكثر ترابطاً بين الأسباب والنتائج، حيث لا تظهر الحاجة إلى تدخل إلهي كل حين لتعديل كفة المركب بعد أن هبت الرياح بعكس ما يشتهيه. إنما يقوم الله في هذه الحالة بامساك الكون والحفاظ على قوانينه ونظامه، بهذا تجري الأمور كما أرادها الله وخططها منذ الأزل (هذا التصور تستشفه عند نيوتن وآينشتاين وغيرهم الكثير..)
      أريد التنويه إلى أني أؤمن بآيات الله (معجزاته) التي لا تأتي في سياق تدبير الكون، بل تأتي فقط حجة على البشر فتفح عيوناً عمياً وتقرع آذاناً صماً

      حذف
    10. 2
      وُصف ميكانيك الكم بأنه من أكثر النظريات صحة حيث يفسر تقريباً كل ما حولنا من مواد صلبة وسائلة وغازية، الألوان والطاقة والزمن والكتلة إلخ.. وتطبيقاته دخلت في كل شيئٍ تقريباً من الموبايل إلى المواد المتقدمة وتكنولوجيا النانو.
      في ميكانيك الكم، يمكن للجسيم دون الذري بل وحتى الذرات والجزيئات أن تتواجد في مكانين منفصلين في نفس الوقت، قد يفصل بينهما (نظرياً) آلاف أو ملايين السنين الضوئية، أما تجريبياً فقد تم التحقق منها حتى مسافة 9 متر!. هذا مخالف للمنطق الذي بنيت عليه الفيزياء الكلاسيكية. فمثلاً لو أردت حساب مسار قذيفة فهذا الأمر سهل جداً لأن القذيفة موجودة في مكان محدد عند لحظة محددة، أما مسار الجسيمات في المقياس الذري فالأمر معقد جداً، بل يستحيل حتى نظرياً اعطاء جواب دقيق.
      ميكانيك الكم يقول بأن الجسيمات ذات طبيعتين 1. مادية لها كتلة 2. موجية، طبعاً لم نتوصل إلى هذا عن طريق المنطق بل بالتجربة. أكدت التجارب أن الجسيمات تسلك سلوكاً موجياً عندما لا نرصدها، ولكن في اللحظة التي نرصدها تسلك سلوك جسيمات. هذه النتائج الغريبة أزعجت أينشتاين الذي قال عبارته المشهورة: " أنا أحب أن أعتقد أن القمر موجود حتى عندما لا أنظر إليه". لا يمكننا حتى تصور هذه الطبيعة المزدوجة لشيئ واحد، فعقولنا اعتادت على أن كل شيئ له طبيعة واحدة محددة
      في العالم الذي اعتدنا عليه نتيجة 1+1 هي 2، أما في ميكانيك الكم فالأمر ليسس محدداً فعندما تتراكب الموجة (الجسيم) مع نفسها في تجربة الشق المزدوج لا تكون النتيجة موجة بمطال يساوي ضعفي مطال الموجة (الجسيم) الأصلية بل أربعة أضعاف، كل هذا تمت برهنته تجريبياً وله تطبيقات كثيرة من بينها المجهر الالكتروني. بهذا أصبحنا بحاجة إلى تقبل أن المنطق ليس ثابتاً كما نظنه بل متغير.

      أوربا نهضت عندما تعلمت من حضارتنا أن توازن بين المنطق والتجربة، قبل نهضتها كانت تردد منطق فلاسفة اليونان لأكثر من ألف عام وكانت النتيجة عصورها الوسطى الظلامية، نحن الآن نكرر تلك التجربة، لقد اكتفينا بما أنتجه آباؤنا قبل ألف عام، ليس كمنهجية معرفية بل فقط تكرار لما وصلوا إليه.
      فيما يتعلق بنظريات التطور والانفجار الكبير والانزياح القاري وغيرها، لم تكن من عقول بعض الأشخاص ذوي ديماغوجية موجهة، بل جاءت مدعومة بشواهد مادية لتفسير الكون على حالته اليوم. في أمريكا، أكثر من 70% من الأمريكيين يؤمنون بوجود الله ويتبعون بأغلبيتهم المذهب البروتستانتي على عكس أوربا الملحدة حيث تصل النسبة في بعض الدول إلى أقل من 20% منهم مؤمنين بوجود الله. في أمريكا ظهرت حركة التصميم الذكي لتقدم تصور المؤمنين عن نشأة الأحياء والأنواع، وفي عهد بوش الابن كانت هذه الحركة قد بدأت بالانتشار وتلقت الدعم من أعضاء الحكومة المحافظة. في عام 2006، رفع جماعة التصميم الذكي دعوى قضائية في إحدى الولايات لتدريس هذه النظرية في المدارس. اجتمعت هيئات الدفاع عن الداروينية والتصميم الذكي في المحكمة أمام القاضي الذي لا يملك المعرفة الكافية. على الرغم من ذلك وجه الداروينيون ضربات كثيرة لنظرية التصميم الذكي ومنهجيتها لم يستطع الطرف الآخر الرد عليها، كانت مهمة القاضي سهلة في الحكم على عدم أهلية دخول النظرية إلى المناهج المدرسية.

      حذف
    11. اقتباس:
      "العلوم والمعرفة في أساسها قائمة على النظريات،المسلمات لا تضيف شيئاً جديداً حتى تقترن بالنظريات. النظرية ذات معنى إيجابي وليس سلبياً كما تصوره."

      الرد : هل الفوضى والالحاد والعدمية معاني ايجابية؟ النظرية عبارة عن سيناريو مفترض ويُبحث له عن شواهد أو بعض الأدلة ولكنها ليست أدلة كاملة ولا قطعية ولا تجريبية، وهذا مختلف تماما عن الحقيقة العلمية، الحقيقة العلمية لا مجال فيها للشك، وقابلة للتجريب والتطبيق ولا تتعارض مع المنطق ولا مع الحقائق العلمية الاخرى، وهذه أهم نقطة، لأن العلم الحقيقي لا يمكن ان يتناقض او يصدم بعضه بعضا، لأن الأساس هو النظام، والنظام لا يأتي الا بإرادة واعية. لو كان في الطبيعة تعارض وتصادم وصراع لما بقيت، وهذا يبيّن هلهلة وضعف من ينطلقون من الصدفة والفوضى في نظرتهم للكون، أقصد التفكير الملحد.

      اقتباس:
      "النظرية تقوم على البرهان وتفسر التجربة، أي تفسر الواقع المشاهد الذي لا يختلف عليه اثنان"

      الرد : الواقع هو الذي لا يختلف عليه اثنان وليس النظرية، إذا كان تفسيرها لا يختلف عليه اثنان صارت علما، بالمنطق والتجربة. وإلا تبقى وجهة نظر.

      اقتباس:
      "لقد عملت نظرية نيوتن في الجاذبية عملها لأكثر من قرنين حتى جاء أينشتاين بالنسبية العامة التي كانت أكثر دقة وتحمل تفسيراً مختلفاً تماماً عن تفسير نيوتن."

      الرد : ما هو عملها الذي قامت به؟ وماذا قدمت نظرية اينشتين على الواقع؟ لا شيء، كلاهما نظريتان، وها انت الان تثبت ان نظرية اينشتين اكثر دقة من نظرية نيوتن المشهورة جدا، وهذا يدل على ان النظريات قابلة للاختراق والتخطئة، مثلها مثل نظرية التطور، فما الذي يغضبك في الامر؟ انها وجهات نظر كلها، وما الدور الذي قامت به نظرية نيوتن؟ انها سدت فراغا، كإجابة على سؤال، وهذا خدم فكرة الالحاد التي تريد ان تجاوب على أي سؤال كان يجيب عنه الدين. لهذا انت تتشكر منها لأنها قامت بواجبها ردحا من الزمن. وأتباع نظرية المادة المظلمة ايضا يتشككون في نظرية نيوتن، يبدو أنها ستتحول الى سكراب بعد ان خدمت كل هذه المدة الطويلة. هل العلم هكذا؟ يخدم فترة ثم يتلاشى ويأتي غيره؟ هي مجرد نظريات يدوس بعضها بعضا، يجب ان تصدّق بالفرق بين العلم الثابت وبين النظريات، وهذه ألف باء العلم. وهذا من احترام العلم، فمن احترامه عدم خلطه بما ليس علميا، ومعرفة الثابت وغير الثابت منه. لا ينبغي ان نركض وراء كل طرح لنظرية جديدة. فلنحكّم عقولنا ونبحث عن الاثباتات، ليس لأنها طُرحَت من أعلى المستويات العلمية، فهذا لا يكفي.

      النظرية تسمى نظرية لأنها في الاطار النظري، والنظري يحتاج الى العملي والعملي غير موجود، اذن تسمى نظرية ولا تسمى حقيقة علمية، فقط لوجود بعض الشواهد التي تؤيدها فهذا لا يكفي لصحتها، هذا مثل ان تقع جريمة في الشارع الفلاني في الوقت الفلاني وكان فلان يخرج من ذلك الشارع في ذلك الوقت، فاتهامه الان يقع داخل نظرية لها بعض الشواهد، لكن ليس مثل ان يكون المجرم الحقيقي يعترف بجريمته امام القاضي، فهنا ليست نظرية، بل حقيقة. هناك فرق واضح، لماذا تريدون تمييع هذا الفارق؟ لا ادري. أرجو ان تفرق بين الحقيقة العلمية والنظرية العلمية. لا أجدكم تفرقون بينهما، لماذا؟ لست ادري.

      مثلا نظرية كوبرنيكوس كانت تسمى نظرية، والآن تسمى حقيقة، لأن الادلة الكثيرة تتعاضد على إثبات صحتها، وليس دليلا واحدا فقط. تفسير ظاهرة حدوث المطر من خلال التبخر والسحاب، يعتبر تفسير، لكنه علمي، لأنه مثبت بالتجربة، ولو لم يأتي السحاب الذي هو بخار ماء لما نزل المطر.

      يتبع

      حذف
    12. اقتباس:
      "رغم الختلاف الجذري بين النظريتين لا تزال المسلمة التي يجمع عليها جميع البشر وأكثر الحيوانات أن الأشياء تسقط من أعلى على الأرض!!!
      القطة تعلم عدد صغارها وتعلم أن أحدهم ضاع إذا نقص عددهم!!! المسلمات في حد ذاتها لا تضيف أي بعد معرفي يميزنا كبشر عن الحيوانات"

      الرد : بالعكس، بل المسلمات هي الميزة الوحيدة بين عقل الانسان وعقل الحيوان. راجع ان شئت في المدونة سلسلة مواضيع عن الفرق بين عقل الانسان وعقل الحيوان :

      http://alwarraq0.blogspot.com/2013/09/blog-post.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2013/09/2.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2015/04/3.html

      http://alwarraq0.blogspot.com/2015/06/4.html

      والمسلمات ليست عكس النظرية، بل عكسها هو الحقائق العلمية. والحقائق العلمية ليست دائما بسيطة، بل بعضها مركب ومعقد، مثل الميكانيكا والكهرباء والهندسة والتكنولوجيا، هذه ليست نظريات بل حقائق معقدة. العلم ينجح في التوصيف اكثر من نجاحه في التفسير بشكل عام. وهذه علوم وصفية والمنهج الوصفي هو اساس المنهج العلمي الاصيل، لان معرفة الماهيات والأصول تدخل في نطاق الفلسفة وليس العلم، لسبب بسيط وهو أننا لم نُشاهد كيف خُلق الكون، فنحن نتخبط ونفترض، لأننا لسنا نعرف حتى انفسنا فكيف نعرف كيف تكوّن الكون وكيف تكونت الحياة وكيف تطورت وتشعبت، ونقدم عمرا دقيقا للأرض وللكون وللانسان وللخلية الاولى، إلا من خلال الظنون، والظن لا يغني من الحق شيئا، اذن لماذا لا نعيد الحياة ما دمنا نعرف تفاصيلها؟ قال سقراط (اعرف نفسك اولا)، واذا عجزت ان تعرفها فمن باب اولى ان لا تعرف غيرها، اقصد الماهيات، اما الظواهر فهي نفسها تريدك ان تعرفها. وتخرج احيانا بالصدفة، مثل ظاهرة اشعة اكس.

      وقد قال تعالى (ما أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم)، لكن نستفيد من دراسة الظواهر ونأخذ منها علما حقيقيا كما هي، دون النظر الى كيف تكونت ومتى تكونت، فهذا في إطار الغيبيات وتحميل عقل الانسان فوق طاقته. أما الظواهر فهي بادية لنا حتى نلاحظها. المسلمات هي أساس العلم وليس دائما النظرية هي أساس العلم. لأنه قد تأتي المسلمات بالصدفة، ليس شرطا ان تكون قدمت من نظرية، ثم يُعمِل الإنسان عقله في تفسيرها والاستفادة منها. فمنهم من ينجح ومنهم من يظل كلامه نظرية، اذا الواقع اثبت كلامه والتجربة شهدت بذلك والمنطق شهد بذلك والواقع شهد بذلك، خرج عن نطاق النظرية الى نطاق العلم والاثبات. وجود بعض الشواهد لا يكفي، لا بد ان تتعاضد كل الادلة ولا تتعارض مع شيء، لا مع واقع ولا منطق ولا تجارب اخرى، هنا يتحول كلامه الى علم. اما وجود بعض الشواهد والاستدلالات والتكميلات فتستطيع ان تطرح أي نظرية وتجد لها بعض الشواهد، هذا طرح فلسفي في مجال العلم، وكل ما يسمى نظريات هو من الفلسفة في مجال العلم، ولا نقول انها "علمية"، لأن كلمة "علمية" مضللة، لا بد ان يُقال : فلسفة داروين في مجال الاحياء، وفلسفة نيوتن في سبب سقوط الاشياء، وفلسفة اينشتاين في نفس الموضوع، وهكذا، حتى لا نضلل القارئ البسيط او المستعجل، نسمي الاشياء بأسماءها، حتى نيوتن كان يسمي نفسه فيلسوفا، ولما كثر عليه النقد على نظريته، هدّد بأنه سوف يترك الفلسفة كما قال. أما قوانين نيوتن الثلاثة عن الحركة فهي حقائق، كقانون لكل فعل ردة فعل، أما نظريته عن الجاذبية فهي نظرية، فالشخص يمكن ان يكون عالما في جانب وفيلسوفا في جانب آخر، ينبغي التفريق احتراما للعلم نفسه.

      يتبع

      حذف
    13. اقتباس:
      "لنكن صريحين.. العلوم الطبيعية في طرقها ونتائجها ملحدة، وعلماء الطبيعة في مختبراتهم ملحدون... ليس لوجود ثأر أو موقف مسبق تجاه الله، بل بسبب مشيئة الله نفسه. اللطيف اسمٌ من أسمائه، لو قال نيوتن أن التفاحة وقعت لأن الله أوقعها لما تقدمت البشرية ولما قامت الثورة الصناعية ولما كنا نتحدث مع بعضنا الآن وربما آلاف الكيلومترات تفصلنا..."

      الرد : هذا كلام باطل، مع احترامي لك. هو يراد لها أن تكون ملحدة، (إذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) لكن حقيقة ان العلم والقراءة والكتابة لم يتطوروا ولم يُوجدوا حتى إلا في ظل الدين، وهذا ما يعترف به التاريخ، واكثر العلماء مؤمنون سواء في القديم او الحديث، اما الهمج الوقتيون الدنيويون فلم يتركوا علوما سوى الصراع والقتل والنهب والسلب. اذن المادية العلمانية الوقتية لا تنتج علما، الدين هو الذي يدعو للتفكر، لأن هناك احكاما تترتب على كل موقف، أما الفوضوية فليست بحاجة لأحكام، وبالتالي ليست بحاجة للمعرفة، لأن وقتها أثمن في صراع المصالح.

      الله هو الذي يحثنا على التفكر في ايات الكون لكي نصل إليه، وهذا عكس ما تقول، قال تعالى (ويتفكرون في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) ، هكذا يريد القرآن : دراسة الظواهر الطبيعية ومعرفة العلاقة بينها، وهذا يفضي بنا إلى وجود خالق مدبر وحكيم ورحيم وشديد العقاب، لأن القوانين التي خلقها صارمة، اذن عقابه صارم، لهذا تخشع قلوب المؤمنين ويخافون ان يدخلوا النار، وهذا بسبب رؤيتهم لانضباط ونظام خلق الله، فمن يلعب من هنا او هناك سيقع، مثلما هو الامر في قوانين الطبيعة، اذ لا يمكن خداعها او تغييرها. وكيف يتفكرون في خلق الآيات الكونية وعملها ونظامها؟ إلا من خلال المعرفة والعلم والدراسة، اذن القرآن يربط الايمان بالعلم، وبالتالي لا يوجد إيمان حقيقي إلا بعلم حقيقي في الكون والطبيعة قبل أن يكون في الدين، فالعلم هو حصن الإيمان كما قال تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وإيمان بلا علم بناءٌ بلا أساس، فهو قابل للإنهيار، لذلك الله امتدح فئة في القرآن سماهم الراسخون في العلم، والرسوخ هو الثبات، والثبات يحتاج الى قواعد متينة من الطبيعة ومن التنزيل. اذن العالم الحقيقي هو الذي ينطلق من معرفة الطبيعة وتوازناتها. هذا هو العالِم الحقيقي في الإسلام الحقيقي.

      انظر كثرة الإحالة في القرآن إلى الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم والمطر والنبات والحيوان والموت والحياة، وحتى الأجنة، فالعلماء في القرآن هم الذين يجمعون بين الآيات الكونية وآيات الوحي في انسجام، لهذا الله سماها كلها آيات، فالكون آيات والقرآن آيات، والآية تعني علامة، والعلامة تدل وتشير، اذن احد اكبر اهداف العلم في الاسلام هو معرفة الله وتقديره حق قدره، أما الدرس الديني الكهنوتي وحده فلا يكفي لكي يورث الذكرى والاعتبار والخشوع الحقيقي، وهذا ما يثبته الواقع والقرآن في مواضع كثيرة جدا، أن معرفة الله مرتبطة بمعرفة الكون وآياته، أي بالعلم الطبيعي، اذن العلم الطبيعي فريضة اسلامية وليس ترفا كما يتصوره كثير من العلماء مع الأسف. ولهذا تبقى الحضارة الغربية عالة حقيقة على ما ألفه العلماء المسلمون، إما بالاعتراف او بالسرقة، وسرقاتهم اكثر من اعترافاتهم، وأسماء كبيرة في الغرب اكتشف انها تطفلت على افكار المسلمين وكتبهم، منهم نيوتن وديكارت وكوبرنيكوس وغيرهم كثير، وهنا نشير الى كتاب ألفه عباس العقاد بعنوان جميل وهو (التفكير فريضة اسلامية).

      يتبع

      حذف
    14. اقتباس:
      "اللطيف لا تستطيع رؤيته في المجهر أو التلسكوب، لا تستطيع لمسه أو سماعه، لهذا السبب فقط يصعب على علماء الطبيعة أن يعزوا الأسباب إليه في تقاريرهم، طرق البحث العلمي صارمة في هذا الصدد: سجل ما تلحظه بنفسك وبأدواتك كلما أعدت التجربة."

      الرد : العقل ايضا لا يمكن رؤيته في المجهر، فهل ننكر وجوده مثلما انكرنا وجود الله؟ هل يستطيعون ان يقولوا انه لا يمكن الاستشهاد بالعقل في النتائج والتقارير العلمية لأن العقل لا يرى بالمجهر؟

      بخصوص تنحية الله عن البحث العلمي : هي فكرة كارثية، وهي المسؤولة عن دمار العلم وانحرافه وهرطقته وإتباعه للخرافات القديمة كالموجودة عند الفراعنة واليهود وغيرهم، وقيام نظريات بناء عليها. المشكلة عندما تنظر للكون على انه بلا منظم ولا خالق ولا مدبر، اذن انت الآن امام فوضى، فتجد شيئا متعلقا بشيء، فكيف تفسره من خلال الفوضى؟ ستقول انها فوضى وصدفة عمياء، اذن مات العلم، لأنك قتلت السببية الواعية، تماما مثل ان يأتي عالم آثار إلى قرية قديمة يريد ان يدرس اثارها، اذا تصوَّر انها بنيت بالفوضى والصدف العمياء فلن يأتي بنتيجة، سيقول هي هكذا وخلاص، جاءت بالصدف، لكن اذا كان عاقلا وتصوّر ان من كان يسكن فيها كانوا عقلاء ويعملون الاشياء لغاية، فسوف يهتدي إلى معرفة لماذا صنعوا هذه القطعة وما علاقتها بالقطع الاخرى وما علاقتها بحياتهم. من هنا نتجت الفوضى العلمية اذن، من فكرة انه لا يوجد اله أي لا يوجد مدبر، اذن تنحية الله عن المختبر كارثية، أي نحن امام ترتيب فوضوي، تماما مثل هذا العالِم الذي يعتقد ان سكان القرية مجانين. الجنون لا يقدم الا نفسه، والفوضى لا تقدم الا فوضى، والصدف لا يمكن تفسيرها. هل وصلت الفكرة أم لا؟ رد عليها ارجوك. لهذا قال ديكارت وهو فيلسوف عظيم، رغم تطفله على الغزالي : العلم يبدأ من الله، وكأنه يشير إلى آية (بسم الله الرحمن الرحيم)، أي كل شيء يبدأ بالله.

      يتبع

      حذف
    15. اقتباس:
      "اللطيف لن تدركه حواسك المشغولة والمحدودة في نطاق الماديات فقط، لكن ستستشعره بنفسك وتحس بوجوده وتدبيره، بتصميمه وابداعه بل وباعجازه لمن سواه... في مشاهداتنا اليومية للظواهر، كلما اقتربنا أن نرجع السب ب إليه ابتعد بإرادته فإذا بنا نفسر الظواهر بالأسباب مادية. لكنا إذا ابتعدنا عن إرجاع الأمور إليه استشعرنا وحشة العالم وفوضويته ولامعقوليته بدونه!! من هنا كانت الحاجة إلى الفلسفة لإضفاء بعد أساسي على معرفتنا، هذا البعد الأساسي يمكننا من جمع شظايا التجارب المختلفة وتنظيمها في قوانين شاملة تقبل وجود الله بل ربما لا تستطيع الاستغناء عنه"

      الرد : اذا كنت مسلما فهذا عكس طرح القرآن، فالله أراد ان نستدل عليه بالعلم، لا أن يبتعد كلما اقتربنا منه، وهل اصبح كلما اقتربنا اكثر من العلم ابتعد الله عنا أكثر؟! هذا عكس ما في القرآن، الحقيقة انه كلما تعلمت شيئا من الطبيعة كلما اقتربت من الله، وهذا وعد الله، لذلك يقول تعالى (قل سيروا في الارض فانظروا كيف بدأ الخلق) و (ويتفكرون في خلق السموات والارض) ، هذا التفكر لا يؤدي بهم الى الالحاد بل إلى الايمان، (ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك فقنا عذاب النار).

      ما المطلوب؟ تريد ان ترى الله بالمجهر او التلسكوب حتى تؤمن به؟ هل رأيت العقل بالمجهر حتى تؤمن به؟ هل رأيت المشاعر بالمجهر حتى تؤمن بها؟ هذا تناقض يقوم به الفكر الملحد كعادته. أريدك ان تعيد النظر، فلو كانوا على حق لما تناقضوا، فشيء يشترطون له مجهر وشيء لا يشترطون له مجهر، على حسب المزاج، هذا الاشمئزاز من ذكر الله هو الذي سيدمر البشرية وليس العلم فقط. مع ان الادلة والعقل كلها تشير الى وجوده، فكيف نشترط على ان نراه بالمجهر او بالتلسكوب؟ بينما لا نشترط ذلك في خرافات واساطير الاولين والعجل الذي تحول الى حوت والسمكة التي تحولت الى قرد والقرد الذي تحول الى انسان؟ هذه انتقائية ملاحدة يريدون ان يضعوا الهدف قبل النتيجة. من يطرح شيئا عليه ان يعممه على كل شيء، مجهر يعني مجهر، وكل شيء يكون بالمجهر، وما لا يثبت بالمجهر لا نعترف بوجوده، وهكذا سيكونون هم الخاسرون، اما اذا اردت ان تنتقي وتجعل ما تريد يُكشف بالمجهر وما لا تريد تتغاضى عنه فهذا لعب ولهو وليس علما ولا عقلا.

      اذن منطقيا وعلميا ما فائدة تنحية الله عن المختبر؟ الله رمز للنظام والغائية، وهذا ما يحتاجه الباحث العلمي النزيه، أن يعرف ان لكل شيء حكمة، والحكمة تعني نظاما، والنظام يعني علما، تذكّر ذلك العالِم الذي يرى ان سكان القرية بلا عقل، هل سيأتي بنتائج مفيدة؟ سيأتي بجنونه هو. اذن لا بد من وجود الارادة الفاعلة الواعية لتفسير أي شيء، أما بدون تصورها فلا يمكن تفسير شيء، المحقق الجنائي يبحث في الحادثة او الجريمة على اساس وجود ارادات فاعلة وواعية، اما اذا تصور ان الجاني والمجني عليه كلهم بلا عقل، فكيف سيعرف الحقيقة ويتتبع خيوطها؟ هذا قتل هذا لأنهم مجانين بلا دوافع ولا شيء!

      يتبع

      حذف
    16. الله لم يبتعد، بل قل الحقيقة وهي أننا نحن من ابعدناه، ثم اذا استشعرنا الوحشة ارجعناه! حالنا كحال من ركبوا في الفلك، دعوا الله مخلصين له الدين، فإذا نجاهم الى البر اذا هم يشركون، يقول تعالى (وهو معكم اينما كنتم) سواء في مختبر او غيره، بالنسبة لك قد تستشعر الوحشة فتؤمن بإله، لكن غيرك قد لا يستشعر هذه الوحشة فيستمر الله مبتعدا. نفسي أعرف لماذا يصرون على تنحية الله عن العلم؟ وهنا مربط الفرس، وهذا الدليل الاكيد على ألحدة وأدلجة العلم، فبما أن هذا يؤدي إلى ذاك كما قلت، فلماذا الإصرار على تنحية الله؟ هل يخافون ان نرجع الظاهرة الى الله ونقف؟ لسنا مجانين إلى هذه الدرجة، فالله خلق الاسباب ايضا، وهذه تهمة باطلة، حجتهم في تنحية الله عن العلم والمختبر هي انك اذا قلت انه بسبب الله حصلت هذه الظاهرة توقف العلم! وهذا تفسير مجنون، فالمؤمن لا يفعل هذا، وإلا للزم ان يرجع كل شيء في حياته الى الله ويقف، فيُسرق بيته ولا يبحث عن الجاني لأن الله هو الذي دبر ذلك كما دبّر العلم في المختبر، وهذا جنون وليس تدينا. اذن هذه حجة واهية، لأنه ببساطة هناك سبب مباشر وهناك سبب غير مباشر، فالظاهرة حصلت بفعل قوانين، والقوانين والكون وكل شيء اصلا من الله، لا تعارض ولا مشكلة، هل اذا قلنا ان الله هو سبب كل شيء يجعلنا هذا لا نبحث عن الاسباب المباشرة؟ هذا جنون، مثل لو قلنا ان البلد تحكمه حكومة تعرف كل شيء وتدبر كل شيء، هل يعني هذا اننا لا نبحث عن الاسباب ونتكل على الحكومة فقط؟ وهل سيتعارض وجود الله الخالق المدبر والحكيم مع اية نتيجة علمية حقيقية غير خادمة لأيديولوجيا؟ طبعا لا. هم يقولون : اذا كنت تؤمن بالله فلا تدخل المختبر، ونحن نقول ايضا : اذا كنت تؤمن بالصدفة فلا تدخل المختبر، لأنك ستفسر كل شيء بالصدفة، وهنا يتوقف العلم. انظر للقرآن، فالعلم تقدم ولم يتعارض معه، بل يؤيده، اذا استثنينا الخرافات وبعض النظريات المؤدلجة وبعض الخرافات الداخلة في الدين والاجتهادات الخاطئة، مهما تقدمت الرياضيات والهندسة والميكانيكا والتكنولوجيا والفيزياء الحقيقية والكيمياء الحقيقية، هل سيتعارض معها القرآن والدين؟ لا اعتقد ولا تعتقد، اذن ما المشكلة؟ خصوصا وانه توجد فائدة من وجود الله وليست مسألة افعل او لا تفعل، هناك فائدة عقلية في الموضوع، لتوجيه العقل للبحث السليم، على اساس وجود حكمة وارادة عاقلة.

      انظر ابحاث الملاحدة التي ترى ان الكون فوضى، تجدها هي نفسها فوضوية وواقعة في نطاق الخرافات والتناقضات. ويصعب ربطها مع غيرها ويصعب تصديقها، كفكرة المادة المظلمة ونظرية الكم والزمكان والتطور وغير ذلك كثير، كالانفجار الكبير، ما يأتي من فوضى او نظرة فوضوية سيكون فوضويا ومتناقضا، اين العلم المحترم في القرن الثامن عشر والتاسع عشر؟ عندما كان يدرس الظواهر كما هي دون النظر الى الدخول فيما ليس للإنسان؟ في تلك المرحلة جرى احترام كبير للعلم والعلماء، أما الآن فعلى الانسان أن يحكم عقله قبل ان يقبل أي طرح، وإلا فسوف يضيع، لأن التجارة والادلجة دخلت في كل مجال بما فيه العلم. بل صارت ابحاثا تشترى لأجل تسويق سلعة معينة او حرب اقتصادية مع احد، فتأتيك ابحاث تحت كلمة اثبتت الدراسات أن المادة الفلانية مضرة بالصحة، ثم تأتي ابحاث اخرى ان هذه المادة مفيدة للصحة ، هذا في مجال التجارة فقط، لم نأتي الى مجال الاديان وعلى راسها اديان الالحاد، ما فعلوه بالعلم ليس شيئا بسيطا ولا قليلا، ويحز في نفس كل انسان يحترم العلم.

      يتبع

      حذف
    17. اذن الله نحّي عن المختبر لأسباب مجنونة وخوف غير مبرر، لكن الدافع اليها قوي وهو الالحاد، وذلك لاجل ضم العلم الى مجال الالحاد، لأن الالحاد ضعيف يريد ان يتقوى بشيء، مع ان العلم بريء ولا يشهد لأحد بشيء، فالعلم لا يتحيز، هم يريدون ان يجعلوه متحيزا لهم. هذه الفكرة الكارثية والفظيعة تعني انه لا يدخل العلم والمختبرات الا ملحد، وان كان مؤمنا فعليه ان يستر إيمانه وكأنه عيب وعورة، هكذا تفعل الايديولوجيا اذا اقحمت في مجال نزيه كالعلم، قد ياتي متطرفون ويُجرون محاكم تفتيش لأي عالم او متكلم بالعلم ويدرسون سيرته ان كان مؤمنا او غير مؤمن، وهذه بدأت بوادرها مع المتطرفين العلمانيين، أي عادت محاكم التفتيش بشكل آخر ومع متدينين ملاحدة، وكمثال : العالم الالماني امين المتحف الطبيعي "جونتر" تم مسح سيرته على الويكيبيديا بسبب تأييده للتصميم الذكي بعد ان كان داروينيا متشددا.

      الخلاصة : اريد سببا منطقيا لتنحية الخالق عن العلم والمختبر، هل تتفضل به؟ سيما وأن وجود الخالق المدبر يساعد العلم على تقدمه وعدم فوضويته، ارجو ان تجيب عن الفكرة نفسها وليس عن غيرها. لو كان الله موجودا في المختبر لما وجدت هذه الشطحات المفرطة في الضياع والجنون وعدم المعقولية، فكلمة الله تعني وجود نظام واعي ودقيق وغائي، وهذه هي روح العلم.

      العلم الان بدا يدخل في مرحلة الفرط (فرطا) لأنه تحكمه اليد الملحدة، قال تعالى (ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) وفرطا أي فوضى وتناقض، وهذا ما بدأ يحدث للعلم، أولها من عدم التفريق بين العلم الثابت وبين النظريات ومحاولة خلطها بالعلم لأجل تقويتها، وخلط غير الثابت بالثابت لكي يتقوى غير الثابت الذي تهواه أنفسهم.

      يتبع

      حذف
    18. اقتباس:
      "الأسف كل الأسف ما وصل إليه المؤمنون (أتباع الأديان السماوية) حيث حادوا عن المنهج العلمي بحجة الحفاظ على الإيمان، فلا هم ساهموا في الفتوحات المعرفية في العصر الحديث، ولا هم قدموا التصور الأمثل عن الله والإيمان به."

      الرد : كأنك تقول انه لا يوجد مخترع ولا مكتشف ولا باحث ولا عالم إلا الملاحدة! أما المؤمنون فيقولون : الله هو السبب وانتهى كل شيء! الملاحدة لا يقولون الله هو السبب، لذلك يبحثون! وهكذا انتهى الامر على هذه البساطة والسطحية في التفسير ..

      هذا أكثر من أن يوصف بجهل أو ضلال، اقرأ سيرة العلماء "الفاتحين" كما تصفهم في العلوم، وعلماء عصر النهضة والقرن السابع عشر، لن تجد بينهم ملحدا واحدا، في القرن الثامن عشر بدأت تظهر فئة اللادينيين مع وجود العلماء المؤمنين، وأخيرا بدأت تظهر فئة الملاحدة في هذا العصر، ولهم نسبتهم في عددهم بين العلماء، وبعضهم رجع للإيمان فيما بعد، كأنتوني فلو وغيره. وإن قلت أن أنتوني فلو ليس عالما، سأقول لك ان كل من يتكلم بالالحاد يسمى عالما كما سموا هيتشنز وداوكنز وهوكينج كذلك.

      لماذا هذا الربط المعتسف بين الإلحاد والعلم؟ شيء مضحك .. لا الإلحاد من أسس العلم ولا هو الذي حافظ عليه، بل حرفه إلى الخرافات والبعد عن المنطق، والعلم اذا ابتعد عن المنطق لم يعد علما، كذلك الدين اذا ابتعد عن المنطق لم يعد دينا. اصرارهم على هذا الربط يثير الضحك، بحجة ان العالم المؤمن سيقول : الله هو السبب، وانتهى كل شيء ولن يبحث في العلم! أليس هذا تفسيرا مضحكا؟ ثم كيف يفسرون الكون و هم هكذا تفسيرهم للظواهر؟ ظاهرة عالِم مؤمن : انظر كيف يفسرونها. لماذا يتعلم أصلا قبل ان يدخل مختبراتهم ما دام ان كل شيء من الله؟ أليست فكرة مضحكة؟

      فكرة الالحاد ضد العلم اصلا، لأنها لا تريد ان تتعلم من خلق الكون ولا من سبب وجوده هو كشخص، وذلك بدافع الأهواء وعدم وجود حلال ولا حرام، عقلية هكذا لا تبحث عن النظام، والعلم نظام، ألا ترى أنهم يبحثون عن الفوضى في الطبيعة؟ هل من يبحث عن الفوضى في الطبيعة عالِم ويفرح اذا وجدها مع أنها ليست حقيقة؟ فكل شيء منظم، ولكن قصورنا العلمي لم يصل الى مستواها ليس الا، مثلما عدد علماء الملاحدة 110 اعضاء في جسم الانسان قالوا أن لا فائدة منها وجاءت بسبب الفوضى ورحلة التطور، لكن العلم كان بالمرصاد فأثبت بطلان هذا الزعم، وآخرها الزائدة الدودية، اذ اثبت العلم لها فائدتان وليست فائدة واحدة.

      وهل الفوضى شيء حتى يُبحث عنه؟ الفوضى لا نظام لها، وما لا نظام له ليس علما. من لم يهمه البحث عن مصيره ومستقبله هو وهل سيبعث بعد الموت ام لا ، هل يهمه البحث في الطبيعة والمادة؟ سيبحث فيها من اجل ان يخدم أهواءه، مثلما ذهبوا ينبشوا في الطبيعة لكي يثبتوا طبيعية الشذوذ الجنسي، وطبيعية البقاء للأقوى لأجل التسلط والامبريالية والرأسمالية، هم يُسقطون أنفسهم على الطبيعة، لان الملحد يعبد ذاته ولا يحترم شيئا غيرها، لأنه لم يخضع لله، فهو يعبد ذاته، لذلك يريد ان يسخّر كل شيء لذاته، و ذاته تعني أهواءه، انظر مواقفهم من الأخلاق، الاخلاق ليست سوى مصالح فقط، الاخلاق التي تخضع لها الرقاب وتموت لأجلها رقاب اصبحت لعبة مصالح عندهم، فما الذي يدفعهم لاحترام العلم ما دام أنهم لم يحترموا إلا ذواتهم؟ والعلم يحتاج الى اخلاق. طبيعي ان يُسقطوا ذواتهم على الطبيعة ويعتسفوها لكي تخدم اهواءهم، مثلما فعلوا في نظرية التطور لاجل تبرير الحادهم، إنهم لا يعرفون ذواتهم لكن يعرفون رغباتهم واهواءهم، لذلك اصبحت هي مركز اهتمامهم والبحث لشواهد في الطبيعة عنها. و في بحثهم عن اثبات الشذوذ واثبات الصراع من خلال كتاب مثل الجين الاناني، لاحظ كلمة "الاناني" وهي مقدسة عند الملحد لأنه يعبد ذاته، فيحاول ان يسقط ذاته على الطبيعة.

      من يأتي للعلم بهذه الروحية والعقلية أولى الا تأتي ابحاثه خالصة من الهوى، وهذا أحق ان يُحذر منه لئلا يعبث بالعلم، المؤمن أولى بالبحث العلمي منه، لأنه ينطلق من اساس وجود اله حكيم ومدبر و واحد، لذلك يبحث العالِم المؤمن عن النظام المترابط دون أي تناقض وتصادم، وهذا ما نريده.

      يتبع

      حذف
    19. اقتباس:
      "فحسب فهمهم (أو أمنياتهم!) يتوجب على الله أن يدير العالم بطريقة بهلوانية سحرية منفصلة عن القوانين التي وضعها هو للعالم!!، ففي لحظة ما يتدخل الله في العالم ليصنع الانسان بمعجزة حيث ترعد السماء وتصعق الأرض فتظهرغمامةٌ دخانيةٌ فجأةً على ضفة نهرٍ ينساب بتكاسل، ما ان تنقشع الغمامة حى تتجلى صورة الانسان الأول ، آدم، هكذا بكل بساطة لا تخلو من سطحية مفرطة!!!!"

      الرد : أليس الله هو الخالق والعالم بكل شيء والقادر على كل شيء؟ هل لا يستطيع أن يخلق الله انسانا؟ اين عدم المنطقية في هذا الطرح؟ لا نصدق هذا ونصدق خرافات داروين؟! سمك تطورت وتحولت الى سحالي ثم الى طيور ثم الى ثدييات، فلما وجد الحوت من الثدييات قال هذا عجل ثديي سقط في البحر ولم يغرق لكنه تحول الى حوت ودلافين لكي يخرج من هذا المأزق؟! هل هذا هو المنطقي؟ أنت قلت انه إله خلق الكون كله، فلماذا يعجز عن خلق انسان؟ إلا إن كنت ترى ان الانسان اله كما قال نيتشه فهذا موضوع آخر. قال تعالى (لخلق السموات والارض اعظم من خلق الناس).

      هل القوانين تخلق الروح؟ هل تعيد القوانين الحياة اذا فـُقدت؟ الحياة شيء آخر غير القوانين وسرٌّ خفي لا يعرفه احد ولا يمكن أن يعرفه احد، هذه القوانين خاصة بالمادة، وقوانين الحياة والروح عكس قوانين المادة.

      اقتباس:
      "هذه الصورة التي يقدمها المؤمنون بغالبيتهم تبتعد بهم عن الله كما تبتعد بهم عما خلق الله، خسروا الدنيا وخسروا الله فلم يعرفوه. تخيل أن الله يلجأ للمعجزات كل هنيهة حتى لا يفلت العالم من سيطرته، يصل هذا التصور ذروتهفي القول المذكور في التوراة عن الله "ندم أنه عمل الإنسان"!! تخيل هذه العبثية."

      الرد : أولا ما يثبت عدم علمية ردك هو حشرك لكل الديانات السماوية وكأنها دين واحد، وهذه فكرة مستعملة كثيرا، خصوصا من اليهود، لأجل ان يضموا كل الديانات السماوية تحت عباءتهم ويسمونها بالاديان الابراهيمية وكأنها ذات اصل واحد، و هم من انشأوا فكرة الاصولية لأنها سترجع إليهم بما أنهم اقدم هذه الديانات الثلاث، لكن القرآن لا يتكلم عن الله كما هو مذكور في التوراة، بل في التوراة ان يعقوب قد صرع الله، وكان الله متلثما يتجول بين خيام شعبه المفضل، فدخل خيمة يعقوب بلا استئذان فضربه في حقويه، فقال الرب : لقد اوجعتني يا يعقوب، و فك لثامه. هل تجد مثل هذا الكلام المخل المهين عن الله في القرآن؟ لن تجد، هذا خطأ كبير : دمج الديانات الثلاث السماوية في خطاب واحد. فالله في القرآن هو رب العالمين، وفي التوراة هو رب اليهود، وهذا اختلاف كبير، فكيف تجمعها مع بعضها؟ هو رب لليهود فقط، وبقية الجوييم خدم لهم.

      و في الحقيقة ان الديانات كلها أصلها سماوي، لكن عملية البشرنة والتحريف أذهبتها عن اصلها كما حدث مع التوراة والانجيل وغيرهما، أما القرآن وحده فهو المحفوظ، لذلك من الخطأ علميا دمج المحفوظ مع غير المحفوظ في خطاب واحد.

      يتبع

      حذف
    20. اقتباس:
      "أنا هنا لا أحاول انكار آيات الله (المعجزات) بقدر ما أستنكر اقحامها في تفسير الظواهر بطريقة طفولية لا تزيد معرفتنا بقدر ما تعمق سطحيتنا!"

      الرد : الملاحدة يقحمون ذواتهم على الطبيعة ايضا، لكن لا يصلح التعميم، ليس كل العلماء الملاحدة مشكوك فيهم، وكذلك المؤمنين ليس كلهم مشكوك فيهم. لكن إلحاد العالِم يضع خطاً تحت إثبات النزاهة، لأن الإلحاد يعبد الهوى ويمجد الذات على حساب الاخلاق والحقائق والعلم، وهذا بموجب كلامهم هم وليس اتهاما، هم يقولون انهم يحتقرون الاخلاق ويعظّمون الانسان والذات. والهوى مرتبط بالفوضى دائما، لذلك ترى كلام العلماء الملاحدة كثيرا عن الفوضى والصدف البناءة والطفرات الحسنة الخ، يقدّسون الفوضى، والفوضى هي الضد تماما للعلم. اذن هم الأبعد عن الروح العلمية، ولهذا مال العلم معهم وانحرف لما سيطروا عليه الا قليلا منهم.

      اقتباس:
      "في المقابل تقدم العلوم الطبيعية تصوراً عن الكون أكثر ترابطاً بين الأسباب والنتائج، حيث لا تظهر الحاجة إلى تدخل إلهي كل حين لتعديل كفة المركب بعد أن هبت الرياح بعكس ما يشتهيه."

      الرد : من قال ان الله يتدخل في كل حين لتعديل قوانين الطبيعة؟ قال تعالى (ولن تجد لسنة الله تبديلا)، الله يتدخل في النفوس البشرية، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء ويسخّر من يشاء لمن يشاء، لكن الله لا يتدخل في القوانين المادية إلا في المعجزات، والمعجزات انتهى زمانها. وكل المسلمين يعرفون هذا الشيء، إلا بعضهم ممن يؤمن بالكرامات والخوارق.

      وانظر لدعاء الأنبياء في القرآن، لم يدعوا بشيء يخالف القوانين الطبيعية، قال ابراهيم (ربنا فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم) وهذا ليس فيه مخالفة للقوانين الطبيعية. وقال (وارزقهم من الثمرات) ولم يقل : أنبت لهم من الثمرات. وقال موسى (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري ..) حتى أنه لما أراد ان يذهب ليبلغ فرعون لم يطلب أن يعطيه الله معجزات ولكن الله اعطاها اياه، ولم يطلب ان يفتح الله له البحر ليهرب هو ومن معه من فرعون. من هو المؤمن الذي يطلب ان تتغير القوانين الطبيعية كأن يأتي الصيف في عز الشتاء؟ أو أن يرجع شبابا بعد أن هرم؟ أو أن يأكل العنب في الشتاء؟ سيقولون انه مجنون.

      القدَر على نوعين : قدَر ثابت وقدَر متحرك، القدَر الثابت في القوانين، والقدَر المتحرك في النفوس. مجريات الأحداث والسياسة والواقع الاجتماعي لا يمكن ان يُتنبأ بها ولا يمكن تغييرها حتى ولا دراستها، فإذا قدّر أن تقوم حرب فستقوم حرب حتى لو عُمِل كل شيء لإيقافها، وكذلك العكس. أيضا المحبة والكراهية والتحزبات ليست على منطق ولا يمكن دراستها. القدَر المتحرك في النفوس، سواء في نفسك أنت أو في نفوس غيرك.

      في الحقيقة أن الملاحدة هم من يهتمون بالخوارق، فبالصدف العمياء انظر كم من الخوارق التي خرجت، بطريقة أبعد ما تكون عن العلمية، ففي صدفة عمياء ظهرت بيضة كونية طولها وعرضها ووزنها صفر، من اين ظهرت لا ندري، صندوق بندورا السحري ام ماذا؟! فانفجرت واذا بها مجرات وكواكب وجبال ووديان وبحار وشموس واقمار وانهار ! هنا التهور .. وبصدفة عمياء اخرى، وجدت الخلية الأولى في احدى المستنقعات كما البيضة الاولى تحت تأثير الاشعة والضغط الجوي وخرجت الحياة! لكن ما الحياة؟ لا يعرفون شيئا عنها. ثم بدأت بالصدف العمياء تتطور هذه الخلية الوحيدة، ولا ادري المستنقع لماذا لم تظهر فيه خلايا كثيرة، فقد تعرض لنفس الظروف، وبصدف عمياء تنوعت هذه الخلية وأصبح بعضها نباتا وبعضها اسماك فضاقت بها البحار و(طفشت من هيك قعدة) فخرجت الى اليابسة بحثا عن الرزق على شكل زواحف وبرمائيات، ثم تحولت إلى ديناصورات، الواحد منها يصل ارتفاعه الى مبنى من خمس طوابق، ثم بصدفة غريبة فجأة انقرضت كلها، وبعضها تحول الى دجاج، ثم ظهرت الثدييات، وبعضها رجع للماء مرة أخرى دون ان يغرق فظهرت الحيتان والدلافين .. هم أهل المعجزات غير المبررة وليس المؤمنين .. كل تفاسيرهم مبنية على معجزات خارقة وغير منطقية، وكأن قوانين الطبيعة لا تكفي .. أرأيت كيف انقلب السحر على الساحر؟ الكون من بدايته الى اليوم عبارة عن مسلسل أطفال مثير وأكشن كما يعرضونه. و كل هذه الاحداث والاكشن لا يذكرون أسبابها. من هو الفانتازي اكثر؟ المؤمنون ام الملاحدة؟ بنظرة عاقلة قل الحقيقة لو سمحت.

      يتبع

      حذف
    21. ثم من اين ربط الاسباب بالنتائج؟ نظرية التطور لا تكاد تذكر سببا واحدا لمجريات المتغيرات، ما الذي قضى على الديناصورات؟ لا يوجد سبب، لماذا تحول العجل الى حوت وكيف؟ لا يوجد سبب، لماذا وكيف ظهرت الحياة من مستنقع ولماذا خرجت من البحر؟ لا يوجد تبرير ولا سبب، بل الكون كله جاء من بيضة وزنها صفر، والحياة كلها جاءت بلا سبب وليس لها غاية، لماذا وكيف؟ أين الربط؟ هل الربط بالصدف يعتبر ربطا؟ لا يوجد ربط بالأسباب، وهكذا، الكون كله والحياة عبارة عن سلسلة من التطور الفوضوي بدون ربط بالاسباب بل حتى دون ذكرها، كيف تقول انها تربط بين الاسباب والنتائج؟ هذا غير ان الاسباب نفسها بعيدة عن المنطق والمعقولية، كان يوجد الشيء من اللاشيء وبدون شيء؟ وآلاف الحلقات المفقودة بدون ربط سبب بنتيجة. أرجو أن تناقش هذا الموضوع بعقلك ولا تمشي بالثقة بهم فقط. قالوا لك نحن نقدم لك نتيجة مربوطة بالاسباب أكثر دقة، فصدقتهم!

      ما مشكلة العلم مع الايمان؟ يريدون ايجاد مشكلة لا وجود لها، مع اننا رأينا كيف ان الالحاد ينحرف بالعلم عن مساره، لأنه دين وايديولوجيا بذاته، بينما الايمان يهدي العقل للطريق السليم، فيجعله لا يؤمن بوجود أي فوضى او عبث او أعضاء زائدة، فيبحث فيها بدقة أكثر حتى يجد الحكمة وبالتالي يجد العلم. اما من ياتي للعلم على افتراض أن الكون فوضى، فكيف سيتعلم؟ اذا عجز عن شيء قال انه فوضى او صدف وانتهى الأمر. يجزعون ان يسندوا الامور للإله الواعي المدبر ولا يجزعون من اسنادها للصدف ولا يغضبون من ذلك! هذا تحيز واضح ومكشوف، كرهٌ في الاله العادل وإرادة لتنحيته، والله منتقم سبحانه من الذين احتقروه وتحيزوا ضده، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) لأن الله قوي وقادر، ويمهل ولا يهمل. وهنا نذكر حادثة كتابة داروين على مقال والاس حول أن عقل الانسان اكبر من حاجة بقاؤه، وكأنه يلمح لوجود اله، مع أنه تطوري مؤمن، نتذكر كتابة داروين بغضب على المقال عبارة NO كبيرة بكل الصفحة، (إذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) وقال لوالاس إنك تريد أن تقتل جنيننا، أي نظرية التطور الممهدة للالحاد.

      اقتباس:
      "إنما يقوم الله في هذه الحالة بامساك الكون والحفاظ على قوانينه ونظامه، بهذا تجري الأمور كما أرادها الله وخططها منذ الأزل (هذا التصور تستشفه عند نيوتن وآينشتاين وغيرهم الكثير..)"

      الرد : من قال انه لا بد ان يتدخل الاله في كل مرة و في كل حادثة؟ الله يعلم ما يكون، لكنه لا يغير القوانين، لأن سنن الله لا تتبدل، والقدر يجري على النفوس لأنها هي التي تتغير، لكن ليس على قوانين الجاذبية والطفو والحرارة والبرودة، والا لو تغيرت لفسدَ الكون.

      يتبع

      حذف
    22. اقتباس:
      "أريد التنويه إلى أني أؤمن بآيات الله (معجزاته) التي لا تأتي في سياق تدبير الكون، بل تأتي فقط حجة على البشر فتفح عيوناً عمياً وتقرع آذاناً صماً"

      الرد : انا لي نفس ايمانك بهذا الخصوص، والمؤمنون قلما وجدنا من يتكلم كما تقول عنهم، بأن الله يتدخل كل مرة في تدبير الكون، بدليل دعاؤهم، دائما يدعون بأمور منطقية ليس فيها تغيير قوانين ونواميس الكون. فلو دعا المؤمن ان يرجع شبابا لقيل انه مجنون، مع أن الله قادر، اذن هو يعرف ان الله لا يغير قوانين الكون، لذلك لم يدعو ان يرجع شبابا. هذه الحالة كأنها محاولة لصنع قضية من عدم، لأجل إبعاد الله عن العلم، يقوم بها الملاحدة والبعض متأثر بهم بحسن مأخذ، على أساس أنهم علماء وثقات ولا يغشون ولا يخدعون وليست لديهم أهواء، مع أنهم بشر.

      يتبع

      حذف

    23. اقتباس:
      "وُصف ميكانيك الكم بأنه من أكثر النظريات صحة حيث يفسر تقريباً كل ما حولنا من مواد صلبة وسائلة وغازية، الألوان والطاقة والزمن والكتلة إلخ.. وتطبيقاته دخلت في كل شيئٍ تقريباً من الموبايل إلى المواد المتقدمة وتكنولوجيا النانو.
      في ميكانيك الكم، يمكن للجسيم دون الذري بل وحتى الذرات والجزيئات أن تتواجد في مكانين منفصلين في نفس الوقت، قد يفصل بينهما (نظرياً) آلاف أو ملايين السنين الضوئية، أما تجريبياً فقد تم التحقق منها حتى مسافة 9 متر!. هذا مخالف للمنطق الذي بنيت عليه الفيزياء الكلاسيكية. فمثلاً لو أردت حساب مسار قذيفة فهذا الأمر سهل جداً لأن القذيفة موجودة في مكان محدد عند لحظة محددة، أما مسار الجسيمات في المقياس الذري فالأمر معقد جداً، بل يستحيل حتى نظرياً اعطاء جواب دقيق."

      الرد : تقول يستحيل نظريا اعطاء جواب دقيق، مع انك تصف ميكانيكا الكم بالدقة والتجريبية وانها اكثر النظريات صحة وتطبيقاتها داخلة في كل شيء! هل شاهدوا الذرة أصلا حتى يعرفوا انها هي تلك التي على بعد 9 أمتار؟! الذرة بحد ذاتها نظرية، لم تُر ولم تشاهد، فما بالك بما دون الذرة (الجسيمات الكمومية والالكترونات)؟ ثم ماذا تقصد بتطبيقاتها؟ هل تقصد الكهرباء؟ نعم الكهرباء موجودة (ويسمونها نظريا الالكترونات) لكن لا احد رآها ولا شاهدها، هي نظرية تُفسّر ظاهرة حقيقية وموجودة ليس الا، ممكن أن تسميها كهرباء او الكترونات او اسم اخر، مع أنها لم تُرَى، أما النانو فليس الا وحدة قياس صغيرة جدا من المتر وترى بالمجهر، والنانو اذن اكبر من الذرة، هذا إن وجد شيء اسمه ذرة، هي ليست الا نظرية. انت تتحدث إلي عن الاجهزة الكهربائية وتقول انها شواهد على صحة نظرية الكم! الشواهد موجودة قبل النظرية، الكهرباء تعمل بمنطق، وهي أجسام دون ذرية على كلامكم، لذلك يدرسون نقلها وتوليدها وتقويتها في أقسام الهندسة الكهربائية، وكلها تعمل بالمنطق، وحتى نقلها يشبهونه بنقل وتوزيع الماء في المزارع، من حيث التفريعات وقوة الاسلاك ومتانتها وصغرها وقواطعها وفواصلها، لم نر الكهرباء قفزت من بيت جاري تسعة أمتار الى بيتي! وإلا لكنت أول من يستغلها في التوفير، ما دام انها توجد في مكانين في وقت واحد، لتكن في بيت جاري وبيتي لكن الفاتورة عليه هو .. وبيني وبين جاري اقل من 9 متر، اجسام دون ذرية.. ولا تلحقه خسارة، لأن الكهرباء تبقى في مكانين وهي شيء واحد.

      لو كانت الالكترونات المستخدمة للكهرباء هي الكترونات ذرات مولد الكهرباء نفسه، فكيف لا تنفد؟ مع اننا نحرق الكهرباء باستعمالها؟ ونحن نعرف منكم ان لكل ذرة مجموعة محددة من الالكترونات، فكيف يعطي المولد الكترونات لا تنتهي ابدً على قدر ما يدور المولد على قدر ما يتولد كهرباء؟ من اين جاء بها؟ من ذرات الهواء؟ لنجعل المولد في مكان معزول عن الهواء، سنجده يولّد كهرباء، والدليل المركبات الفضائية فيها مولدات وهي مبتعدة عن الغلاف الجوي.

      يتبع

      حذف
    24. اقتباس:
      "ميكانيك الكم يقول بأن الجسيمات ذات طبيعتين 1. مادية لها كتلة 2. موجية، طبعاً لم نتوصل إلى هذا عن طريق المنطق بل بالتجربة. أكدت التجارب أن الجسيمات تسلك سلوكاً موجياً عندما لا نرصدها، ولكن في اللحظة التي نرصدها تسلك سلوك جسيمات."

      الرد : هل نحن في ألعاب سحرية ؟ كيف تعرف طبيعتها الموجية وأنت لم ترصدها؟ واذا رصدتها تصبح طبيعتها جسيمية؟ وهل رصدنا يؤثر على طبيعة الأشياء لهذه الدرجة؟ هل هي تعرفنا وتعرف اننا نراقبها؟ اذن نحن سحرة نقلب طبيعة الأشياء بمجرد النظر إليها! كيف عرفتَ أنها ذات طبيعتين وأنت اذا رصدت عرفت انها ذات طبيعة واحدة؟ وكيف تعلم طبيعتها وأنت لم ترصد؟

      اقتباس:
      "هذه النتائج الغريبة أزعجت أينشتاين الذي قال عبارته المشهورة: " أنا أحب أن أعتقد أن القمر موجود حتى عندما لا أنظر إليه". لا يمكننا حتى تصور هذه الطبيعة المزدوجة لشيئ واحد، فعقولنا اعتادت على أن كل شيئ له طبيعة واحدة محددة
      في العالم الذي اعتدنا عليه نتيجة 1+1 هي 2، أما في ميكانيك الكم فالأمر ليسس محدداً فعندما تتراكب الموجة (الجسيم) مع نفسها في تجربة الشق المزدوج لا تكون النتيجة موجة بمطال يساوي ضعفي مطال الموجة (الجسيم) الأصلية بل أربعة أضعاف،"

      الرد : كيف تتراكب الموجة مع نفسها ؟ الشيء لا يُجمع مع نفسه، فالشيء ونفسه واحد. هذه ظواهر دقيقة جدا لم يصل العلم الى تفسيرها بعد، وكثيرة هذه الظواهر التي كانت غريبة يوما من الأيام ثم اصبحت منطقية، لأنه في هذه الحالة لا يسمى علما، لأنه غير منطقي. اذن كيف تتعلم الكم إذا كانت غير منطقية؟ بأي عقل تتعلمها؟ اذن هي ليست علما، فالعلم يدخل إلى الإنسان من خلال العقل وليس من العواطف، فالعقل بوابة العلم. والذي ليس علما ماذا يمكن وصفه؟ لكي تدخلها في العلم لا بد ان تثبت منطقيتها. اما ظاهرة غريبة فما اكثر الظواهر الغريبة، سواء في الانسان او في المادة، (وما أوتيتم من العلم الا قليلا) وتكفيك التقلبات الغريبة التي تحصل لبعض الناس.

      لا نقول ان المنطق تغيّر تبعا لجهلنا لتفسير الظاهرة، هكذا يقول الراسخون في العلم. اما من ليس لديهم قواعد منطقية فهم يطيرون مع الظاهرة، تماما كلاعب الألعاب السحرية، الذي يخرج لك ارنبا من القبعة، اذا تابعت الظاهرة كما تراها ستقول انه يعمل عملا غير منطقي، ولكن اثبتته التجارب، يخرج مجموعة ارانب من قبعته الصغيرة، اذن كسر هذا الساحر قواعد الحيز والمكان والامتلاء، اذن ليست هذه العوامل دائما هي المعيار. هل يصح أن نقول هكذا؟ طبعا لا. علينا ان نبحث ونمحص وحينها سنعرف حيلة هذا الساحر، سنجدها منطقية تماما ومتماشية مع المنطق. ثم الكهرباء نفسه : اين عدم المنطقية فيه وهو من الجسيمات ما دون الذرية كما تقولون؟ كل ما هو منهجي لا بد ان يكون منطقي. العلم والمنطق توأمان لا ينفصلان، ومحاولة فصلهما عن بعضهما تجعل الإنسان يشك في الهدف من هذه العملية، لأنه لم يُفصل شيء عن العقل إلا لقصد انتهازه او استغلاله كما يفعل المشعوذون او الدجالون.

      يتبع

      حذف
    25. العالِم هو الذي يريدك ان ترسخ في المنطق، والمشعوذ والدجال هو من يريد ان يقلل قيمة المنطق عندك حتى يمرر ما يريد. كان الجواب على مثل هذه التجربة ان يقال لا نعرف السبب حتى الان، هذا جواب علمي. حتى تكون علميا، لا بد ان تجتاز بوابة ونقطة تفتيش المنطق، وإلا فإنك قد خرجت إلى بوابة غير العلمي، وهي بوابة واسعة، يدخل فيها الممخرقون والدجالون ومنافقو الاديان ومزوّرو العلم والدعايات الخ،

      هذه لها قوانين لم نصل إليها بعد , هذا كله بسبب فكرة النظر الى كون فوضوي وهو الذي انتج هذا الحكم اما النظرة إلى ان الكون مُنظم وله خالق ستجعلك تقول لا اعرف حتى تعرف منطقيا, هذا الحال يشبه من سُرقت اشياء منه، فيأتي المحقق ويقول ربما لمسروقاتك طبيعة أخرى وطارت ! بدليل وجود اثارها عند النافذة، اذن اشياؤك لها طبيعتان! وانتهى الامر واغلقت القضية

      هنا تتبين الحاجة الى وجود رابط منطقي، اما الالحاد لا يحتاج لوجود رابط، لان كل شيء ممكن، على اساس ان الكون كله فوضى. أنا اسال كيف يكون مقبولا من يكون هذا منطلقه وكيف تُقبل افكاره ؟ هذه عقلية تبحث عن فوضى لأن صاحبها قادم من فوضى، وكل اناء بما فيه ينضح. العقلية الملحدة ليس لها حدود تُثبّتها، لهذا هي دائما خيالية، و الواقع والنظام يصدمها كثيرا، لكنه ليس من نوع الخيال الجميل دائما، حتى أدبيا وفنيا، لهذا فشل الالحاد في الفن والادب، لأنه يسبب الكآبة.

      عدم احترام المنطق يُفقد العلمية والثقة أيضا، لان العقل البشري لايثق الا بالمنطق. وكيف يعمل المنطق في الاشياء الكبيرة و في الصغيرة لايعمل بها؟ معروف موقف الالحاد من العقل والمنطق، لهذا يتبجحون في موضوع الأجسام دون الذرية وأن الجسيم يكون في مكانين في وقت واحد. هكذا إنخرم عدوهم المنطق وهنا يحتفلون. كل ما في الأمر ان سرعة الجسيم فائقة, مثل العجلة اذا كان بها جزء ملون ودارت بسرعة أصبحت كلها نفس هذا اللون، والمروحة فيها ريشتان او ثلاثة لكن كلما اسرعت بالحركة اصبحت كانها صحن واحد. هنا صارت الريشة في عدة اماكن وليس في مكانين فقط, هذا خلل في العلمية : عندما تقف عند ظاهرة غريبة وتفسرها تفسيرا غير منطقي لأنك عجزت عن التفسير المنطقي .

      يتبع

      حذف
    26. (على الهامش : الله أراد أن لكل جسم إذا احتكّ بغيره ان تنتج شرارة، لماذا؟ لأجل الاشتعال ولحكمة أرادها الله. البذور مثلا أراد لها الله ان تبقى لا حية ولا ميتة، فهل نقول عن البذور انها كائن حي أم ميت؟ واذا كانت ميتة فكيف تنبت إذا جاءها ماء؟ واذا كانت حية فاين شروط الحياة ؟ انها لا تتنفس ولا تتغذى ولا تُخرِج ولا .. حالة البيات الشتوي ايضا عند كثير من الحيوانات : من اين لهذه الحيوانات الطاقة خصوصا في اشهر الشتاء؟ الله أراد لها ان تكون هكذا تبعا لوظيفتها, فهي تأكل للوظيفة وتتوقف لانقطاعها، وإلا فما يبقيها كل هذه الاشهر الطويلة بدون غذاء ولا ماء؟ لكن نجد حيوانات اخرى لا يوجد عندها بيات شتوي، ولو انقطعت يومين عن الغذاء لماتت. الله اراد ذلك, وايضا القمر الذي يدور حول الارض : لماذا لا يصطدم بالارض؟ سيقال : جاذبية, حسنا : كيف تقف الجاذبية عند حد؟ والشمس كذلك : لماذا هي مشتعلة على مدار السنين ومستمرة على نفس وهجها؟ طبعا توجد نظريات كثيرة تفسر ذلك، لكن هل إذا وُجدت نظرية انتهى الامر؟ عند الملاحدة نعم ينتهي الامر، هم فقط يبحثون عن رد يقولونه حتى لا يقال أنهم لا يعلمون. ما يقوم به الملاحدة جدلية وليس علمية، كأنهم يقدمون إلههم الالحاد اله الفراغات، الذي يريد ان يسد كل فراغ حتى لا يقال ان الله موجود. لهذا لم يقولوا ولا مرة : لا نعلم، فكل شيء يعرفونه من خلال هذه النظريات الخرافية. وما دام انه وجدت نظرية في مجال ما فانتهى الامر، وهذا الوضع خطير جدا، لأنه يجعل النظريات ترسخ على مدى الاجيال وتتحول الى كلاسيك واساسات يبنى عليها، وكل ما يبنى على وهم سينتج وهم، لأن قدم الاسطورة او النظرية مع تعظيم رموزها ومرور الوقت وتوالد الاجيال سيصبح النظر اليها نظرة تعظيم يشبه التقديس، فلا يجرؤ احد على انتقادها. وان سقط بعضها فإن بعضها يبقى، وسوف يحاول هؤلاء المقدسون اثبات كلام عظيمهم السابق، حتى لو اعتسافا، وهذا ما فعلوه مع اينشتاين وديقريطس وغيرهم. هذه هي بالضبط عبادة الاباء والاجداد التي ذم القرآن التمسك بها وتقديسها. لاحظ من ايام ديموقريطس عندما تكلم عن انه توجد ذرات غير قابلة للانقسام وخالف ارسطو في ذلك الذي يقول - تبعا للمنطق - ان كل شيء قابل للانقسام مهما صغر. جاء الملاحدة ليؤيدوا ديمقريطس ويحاولون اثبات صحتها وتخطئة ارسطو، كل هذا لأجل مخالفة المنطق، ولكي يقول الملحد للعقلاء لستم على شيء، تبعا لفكرة التحرر والليبرالية، من هنا نشأت الذرة ونظرياتها انتصارا للسفسطائيين الممخرقين على العقلانيين، كأرسطو وسقراط، ولا أحد رأى الذرة، مجرد نظريات. والهجوم على سقراط وتلاميذه واضح جدا في كلام نيتشه الملحد وتفضيله للسفسطائيين عليهم.

      كل هذه الأشياء والظواهر الغير منطقية لا يوجد تفسير علمي لها, لذا يجب أن يقدّم العلم حكمة الله من الخلق وليس ماهية الخلق وبدلا من فكرة الفوضى فكرة النظام. فيُعلّم صفات الاشياء وظواهرها، لأن هذا هو المتاح الحقيقي لنا معرفته، وهو الذي يفيدنا وهو الذي يربطنا بالخالق، فنقول : سبحان الله الذي خلق هذه الماهيات والتي لا يمكن أن نعرفها، فقط نعرف صفاتها وخصائصها، هذا ما يجعلنا نعرف حجمنا ولا نتكبر على الله، ويزداد ايماننا، وما نستطيع ان نعرفه عرفناه، وما يفيدنا اخذناه، وبنفس الوقت تواضعنا للخالق عن ادعاء معرفة الغيب، ولم نكن الهة مثل نيتشه، لأننا في الحقيقة لسنا الهة، نحن ضعفاء والموت ينتظرنا، ولولا تسخير الله لنا لما بقينا. إن مثل هذه النقاط التي ذكرتُها هي التي تزعجهم، لذلك اتجهوا الى محاولة معرفة الماهيات، والماهيات غيب لا يمكن معرفة ماهيتها، وذلك حتى يقطعوا الطريق على قول (سبحان الله)، طبعا هم لم يعرفوا ولا يمكن ان يعرفوا، لذلك اخذوا في تلفيق عدد هائل من النظريات المشبوهة حتى يقولون : لا عجب في الامر، فنحن عرفنا كل شيء ولا داعي لذكر الله.

      الإصرار على التفسير المادي المقطوع عن الله والمبرر بالصدفة هو الذي حدا بهم الى هذه الشطحات من النظريات. يوجد عدم منطقية تفسّر بالحكمة وأن الله أرادها ان تكون هكذا, وهذا دليل على وجود الله.

      يتبع

      حذف
    27. حيوان مثل الجمل، هذا الحيوان الضخم, من المنطقي ان يعيش في الغابات, ومن غير المنطقي أن يعيش في الصحراء الجافة يتغذى على الشوك ويصبر عن الطعام والماء إلى عشرة ايام. والنخلة مثلا : لماذا تنتج التمر الذي يحتوي على كل هذا السكر؟ المنطقي أن تكون ثمارها مرّة لأنها في صحراء، مثل غيرها من النباتات الصحراوية، لا أن تكون أكثر ثمرة حلاوة! هنالك إرادة مرتبطة بحكمة يجب أن نؤمن بها، وهذه هي طريق العلم المفيد. فالله أراد للنخلة ان تنبت بالصحراء لحكمة.

      ولماذا المفترسات عددها قليل مع أنها اقل اعداء؟ توجد ظواهر طبيعية تجري على المنطق وهنالك ظواهر طبيعية لا تجري على المنطق. بعض الضفادع والاسماك مثلا اذا جف الغدير تتقوقع بالطين على نفسها لسنوات. أليس الكائن الحي يحتاج إلى ماء وغذاء وهواء؟ أين المنطق من تقوقعها وعودتها للحياة ما إن ترجع المياه للغدير مرة اخرى ورغم جفاف الغدير؟ لو أتينا بإنسان ليعيش في الماء عدة أشهر ما الذي سيحدث له؟ لن يعيش، وجلده من الرطوبة لن يدوم، لكنه ايضا عاش في الماء تسعة اشهر (في بطن امه) . وأيضا تسخير النحل وانتاجه للعسل بكميات كبيرة، لماذا الماعز والبقر تعطي حليبا كثيرا اكثر من الغزال والحصان والفرس؟ إنه تسخير وليس تطورا.

      خرافات النظريات قسّمت المنطق الى مناطق، مثل أن الاجسام الكبيرة جدا لها منطق والصغيرة لها منطق، والتي لا تُرى لها منطق, وأي شي غير منطقي غير مقبول وغير معقول. كل هذه عوامل ضد الثقة في تسليم العقل للعلم الملحد لانه سوف يشطح لما يناسب أهدافه ضاربا عرض الحائط بالعقل مثلما ضرب بعرض الحائط الاخلاق والدين, ولهذا قلتُ سابقاً ان ضريبة الالحاد ان تفقد عقلك ودينك واخلاقك , و كل هذه الاشياء تخسرها ومع ذلك لن تلحد حقيقة وسيظل الله يلاحقك في كل تفكير تفكر فيه، وعدم نسيان الله يعني عدم تحقق الالحاد، بل انهم يذكرون الله اكثر من بعض المؤمنين, في كل مواقفهم وتفكيرهم يدورون حول الدين ونفي وجود الله، اذن الله موجود في اذهانهم دائما، بل ان بعض العلمانيين الدينيين يتمتعون بالالحاد اكثر من الملحد احيانا، لان عيونهم على الدنيا وعين الملحد على الله, و هم مطمئنون أنهم مومنون بوجود الله مع أن عملهم كله لأجل الدنيا).

      يتبع

      حذف
    28. اقتباس:
      "كل هذا تمت برهنته تجريبياً وله تطبيقات كثيرة من بينها المجهر الالكتروني. بهذا أصبحنا بحاجة إلى تقبل أن المنطق ليس ثابتاً كما نظنه بل متغير."

      الرد : لماذا الاصرار على هذا؟ اذا قلت ان المنطق غير ثابت فهذا يعني ان العقل غير ثابت، وأن العلم غير ثابت، والثابت هو الجنون والالحاد. ولهم محاولات كثيرة غير هذه في محاولات نفي الثبات عن العلم والعقل، مثل ما فعل بوبر واينشتاين وغيرهم، يريدون ابعاد الثبوتية والمرجعية حتى يتحكمون بالجماهير كما يريدون. ليس هناك شيء اكبر ذنبا من إفقاد الناس ثقتهم بعقولهم، وهذا ما يقوم به الالحاد منذ بدأ في القرن الثامن عشر، معتمدا على ظواهر لم يكشفها العلم، ما موقفهم لو استطاع العلم ان يكشفها؟ أتراهم يخجلون؟ لا أظن. سيبحثون عن وليجة اخرى، مثلما فضحهم العلم في سمكة الكولاكنث التي قالوا ان لها رئة تتنفس الهواء، وأنها منقرضة من 70 مليون سنة وأنها هي الحلقة المفقودة بين الحياة في البحر والخروج الى اليابسة وتتنفس الهواء، وإذا بها حية ترزق، وما شاهدوه ليس الا كيسا دهنيا، بل هي من سمك الاعماق، أي الابعد عن الخروج لليابسة، لاحظ من شدة تصديقهم لكلام داروين وإصرارهم عليه ورغم انكشاف الكذبة انهم سموها (احفورة حية) مع انها لم تنقرض اصلا! هنا تلاحظ في مثل هكذا كلام انك امام اناس لا يحترمون العلم بقدر ما يحترمون الايديولوجيا، وإلا فكيف قيل انها انقرضت من 70 مليون سنة؟ بينما هي موجودة في البحار وتعيش الآن؟ أليس في هذا تضليل للناس؟ تقول لي اجتهاد ! كيف اجتهاد؟ هل لهم بعثات للتفتيش عن مثل هذا النوع من السمك في البحار؟ طبعا لا. التطوريون أُحضرت لهم هذه الاحفورة وقالوا بكل بساطة انها منقرضة من 70 مليون سنة بناء على عمر الصخور! والوثائقي الذي صوّروه عنها بعنوان (السمكة التي نسيها الزمن) لم ينساها الزمن، إن التطوريون هم من نسوها وهم من اتهموها ظلما انها منقرضة. ثم يقولون انها نسيها الزمن وانها احفورة حية! هذا يجعلنا نشك في كل الانقراض الذي يتكلمون عنه، وأنه لم ينقرض شيء، لأنه ببساطة لم يحيطوا بعدد الاحياء اصلا، فالانواع بحسب تقديراتهم تتراوح بين 10 ملايين الى 100 مليون نوع! لاحظ الفارق الهائل. كيف يقولون انها منقرضة بكل بساطة؟ هل هذه روح علمية تدعو للاحترام؟ أرجو أن تقول رأيك الحقيقي. أليس هذا عبثا مضحكا يجري باسم العلم مع الاسف؟ والمشكلة انه لم يعتذر ولا واحد للجماهير التي ضُللت بدون بحث وبدون تثبت. هذا ما يجعل الانسان يتألم لمستقبل العلم مع هكذا ناس متخرّصين، همّهم إثبات ايديولوجيا اجتماعية اكثر من احترام العلم ومناهجه، اعرف ستقول مجرد غلطة، وينتهي كل شيء، الكل يخطئ .. هذه ليست غلطة، هذا عدم احترام للمنهج العلمي من الاساس واحتقار لعقول البشر، لماذا لا يستخدمون كلمة لا نعرف اذا لم يعرفوا؟ هذا ادعى للاحترام. لكن ان تقطع انها منقرضة وانت لم تبحث عنها في الطبيعة، فكيف يمكن الثقة ببقية معلوماتهم؟ خصوصا عن الانقراض.

      اقتباس:
      "أوربا نهضت عندما تعلمت من حضارتنا أن توازن بين المنطق والتجربة، قبل نهضتها كانت تردد منطق فلاسفة اليونان لأكثر من ألف عام وكانت النتيجة عصورها الوسطى الظلامية، نحن الآن نكرر تلك التجربة، لقد اكتفينا بما أنتجه آباؤنا قبل ألف عام، ليس كمنهجية معرفية بل فقط تكرار لما وصلوا إليه."

      الرد : هذه الصورة واقعة الان في تقديس النظريات وإصباغها بصبغة علمية والتعظيم الزائد لشخصياتها، هذا تقديس الآباء، هو قابل للتكرر ومن غيرنا ايضا، ليس نحن فقط من يقع فيه، فحتى الغرب واقع فيه. أنا مع البحث في المسلمات قبل التفاصيل، مع احترامنا لجهود السابقين، لكن هذا لا يعني أن نقبل بدافع الثقة أكثر من دافع العلمية، سواء في رموزنا أو في رموزهم أيضا، لأن تقديس رموزهم يعتبر تقديسا ايضا.

      يتبع

      حذف
    29. اقتباس:
      "فيما يتعلق بنظريات التطور والانفجار الكبير والانزياح القاري وغيرها، لم تكن من عقول بعض الأشخاص ذوي ديماغوجية موجهة، بل جاءت مدعومة بشواهد مادية لتفسير الكون على حالته اليوم. في أمريكا، أكثر من 70% من الأمريكيين يؤمنون بوجود الله ويتبعون بأغلبيتهم المذهب البروتستانتي على عكس أوربا الملحدة حيث تصل النسبة في بعض الدول إلى أقل من 20% منهم مؤمنين بوجود الله. في أمريكا ظهرت حركة التصميم الذكي لتقدم تصور المؤمنين عن نشأة الأحياء والأنواع، وفي عهد بوش الابن كانت هذه الحركة قد بدأت بالانتشار وتلقت الدعم من أعضاء الحكومة المحافظة. في عام 2006، رفع جماعة التصميم الذكي دعوى قضائية في إحدى الولايات لتدريس هذه النظرية في المدارس. اجتمعت هيئات الدفاع عن الداروينية والتصميم الذكي في المحكمة أمام القاضي الذي لا يملك المعرفة الكافية. على الرغم من ذلك وجه الداروينيون ضربات كثيرة لنظرية التصميم الذكي ومنهجيتها لم يستطع الطرف الآخر الرد عليها، كانت مهمة القاضي سهلة في الحكم على عدم أهلية دخول النظرية إلى المناهج المدرسية."

      الرد : وماذا عن رفض تدريسها في كوريا الجنوبية وتركيا؟ السبب بسيط، أنها مجرد نظرية، لا يريدون تلقين ابناءهم نظريات تحل محل الحقائق الثابتة المثبتة المجربة، وهذا حق للتلاميذ، لأنهم أمانة، أن لا يعلّموا إلا شيئا ثابتا، بل انه من حقوق الانسان وحقوق الاطفال علينا، ألا نعلمهم إلا شيئا ثابت ومنطقي ومجرب، هذا بالنسبة للتعليم الاساسي، حتى يبلغ سن الرشد، حينها يختار ما يشاء، بعد أن أسس أساسا نزيها، اليس هذا الكلام يدعمه المنطق والاخلاق؟ ثم لماذا التركيز على ادخالها في التعليم العام للاطفال؟ هذا يذكرنا بشبيبة هتلر، عملية ادلجة، والعلم في الصغر كالنقش على الحجر. التركيز على الاطفال لأجل الادلجة، وهذا يدل على انها لم تنجح امام الكبار، لذلك يريدونها ان تزرع وتغرس غرسا في عقول الاطفال حتى يشبّون عليها ويصدّقون ان الحوت كان بقرة قفزت الى البحر ثم تحولت الى حوت، مع انهم يدرسون في العلوم عن الاكسجين وحاجة الاحياء على اليابسة له في كل لحظة، وهذا ظلم للاطفال وتناقض، لأنك ادخلت الاسطورة مع العلم. ستقول : اذن لماذا تعلّمهم ان الله موجود؟ أجيبك لأن الله منطقي، اذن درّسهم كل ما هو منطقي بالنسبة للافكار التي لا يمكن تجريبها، ودرّسهم كل ما هو مجرب بالنسبة للعلوم، هذه قاعدة. وهكذا تبرأ ذمتك في تعليم الاطفال.

      لو كانت هناك مدرسة لتعليم الأطفال السحر وتأثيره، ستقول هذا ايهام ودجل للأطفال، سيقول المدافعون عن هذه الفكرة: يوجد شواهد لها، إذن على أي اساس سترفضها؟ سترفضها على أساس المنطق، لأنها غير منطقية، لا هي ولا شواهدها، هذا مثله مثل نظرية التطور.

      حذف
  2. 3
    لماذا أصل الانسان؟
    جميع الحضارات لا بد أن تمتلك تصور عن الحياة يمتد من جذورها إلى مستقبلها. نحن المسلمون نمتلك هذا التصور لكنه يشبهنا ويشبه واقعنا، طفولي وسطحي لا يقدم أي معرفة وإنما يصلح كقصص قبل النوم للأطفال

    الغرب قدموا تصورهم عبر نظرية التطور وتحديداً التطور العشوائي. ما يميز هذا التصور هو وقوفه على أدلة مادية صلبة تعززت مع تقدم علم البيولوجيا، فعلم الأجنة والبيولوجيا الخلوية أمدت نظرية التطور بنبع لا ينضب من الأدلة. أما عيوب هذا التصور هو افتقاره لأي جواب لأسئلة الوجود، مالغاية من كل هذا؟، ملايين الأنواع التي عاشت وانقرضت ثم ماذا؟ ما هو محرك التطور؟ ومن ثم ما هي الحياة؟
    كيف يمكن التوفيق بين نظرية التطور وبين المبدأ الثاني في الديناميكا الحرارية التي تؤكد استحالة حدوث التطور، بل وحتى ظهور الحياة؟
    على علاتها الكثيرة، ستبقى نظرية التطور هي النظرية الوحيدة الموجودة اليوم حتى تنضج نظريات أخرى
    لا بد من التنويه أن النظرية لاقت قبول بين المسلمين ذوي الاختصاص الذي يؤهلهم الحكم على أدلة النظرية مثل الدكتور عمرو شريف، مع التنويه أنهم تحفظوا على عشوائية حدوث التطور لا على آلية حدوثه

    أما أن أغلبية المسلمين اليوم ترفض النظرية، فذلك يعود إلى عدم النضج حيث يردون على الأدلة العلمية بنصوص دينية، وهنا المشكلة مضاعفة: المشكلة الأولى هي عدم التكافؤ بين الدليل العلمي والنص الديني، عند تعارضهم يصبح النص الديني محل شك.
    أما المشكلة الثانية، فهي طفولية فهم النصوص بعد أربعة عشر قرناً من نزول الوحي حتى اليوم، حيث طغت الاسرائيليات على قصة آدم الرمزية الموجودة في القرآن وصبغت أحاديث الرسول بأخطاء كارثية تجعل أحاديث الرسول محل شك كبير، فمن قصة قابيل وهابيل الراعي والمزارع!!! مع أن الزراعة لم تبدأ إلا قبل 10 آلاف عام وقبلها الرعي وتدجين الحيوانات. أما وجود البشر فيعود إلى أكثر من 200 ألف عام. هذا مثال واحد للكثير من المغالطات...
    أما القرآن، وهو النبع الصافي، فلن تجد مثل هذه الأخطاء لأنه ليس بكلام ناس بسيطين عاشوا قبل 3000 عام (بنو إسرائيل) بل كلام رب الناس وخالقهم وهو أعلم بهم
    في القرآن سترى أن الله يقرر: "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [العنكبوت: 20]
    ومن السذاجة الظن أننا إذا سرنا في الأرض أي إذا جمعنا الأدلة سنرى كيف خلق الله آدم بضربة سحرية واحدة، بل سنرى أدلة مادية فقط

    وهناك الكثير من الكلام فيما يتعلق بالأدلة التي تقدمها، للأسف تنقض الكثير من النظريات بدون دليل واحد وبدون أن تقدم مرجعاً واحداً!!! تقدم الأدلة عن الورود والأرز والحيوانات والنباتات كما تراها في حديقة منزلك. والمعلومة الواحدة الصحيحة قد تحتاج منك أن تتحقق في عشرات الكتب قبل أن تضعها في مقالك، وإلا فمن أخبرك أن الأرز فقط بهذا الشكل الشائع الذي نعرفه، ماهي النباتات التي تشبهه وتنتمي إلى نفس الفصيل والنوع، وماهي الاختلافات والكثير من الأمور التي تلزمك التحقق قبل أن تقرها في مقالك.

    ولك الشكر.

    ردحذف
    الردود
    1. اقتباس:
      "لماذا أصل الانسان؟
      جميع الحضارات لا بد أن تمتلك تصور عن الحياة يمتد من جذورها إلى مستقبلها. نحن المسلمون نمتلك هذا التصور لكنه يشبهنا ويشبه واقعنا، طفولي وسطحي لا يقدم أي معرفة وإنما يصلح كقصص قبل النوم للأطفال"

      الرد : ان يكون خلق الله للإنسان بيده وهو القادر على كل شيء تصورٌ طفولي وسطحي؟ تقول هذا وأنت مسلم تؤمن بالقرآن وهذا ما قاله؟ هذا تناقض فيك انت. القرآن يذكر هذه القصة صراحة، انه خلقنا من ذكر وانثى، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، ثم أين المعرفة؟ اساطير؟ انها مجرد اساطير، تشبه حكايات الف ليلة وليلة، وهي فعلا مأخوذة من اساطير فرعونية ويهودية وغيرها. نحن نعرف ان الله هو الذي خلقنا بيده تكريما للانسان، هم يعرفون انهم تحولوا من قرود الى انسان، وكانوا اسماك في البحار، ولفة كبيرة طويلة عريضة من الخرافات المتراكبة. السؤال : ماذا استفادوا من هذا؟ ولماذا تشعر بالنقص أمام طرحهم الثقافي؟ طرحنا علمي اكثر منهم ومنطقي اكثر منهم، فالقرود لها وظيفة في الحياة والانسان له دوره واختلافه الكبير عن الحيوانات، ماذا استفادوا منهم من معرفة ان الطيور قبل 30 مليون سنة كانت زواحف في تشابه مع طرح التوراة حتى لا تخطّأ التوراة؟ ماذا استفادوا من هذا؟ الخرافات كثيرة جدا اذا كنت تحتاج لتبنّي خرافات عن الطبيعة، لكن ماذا ستستفيد؟ لا شيء. ما يفيد الانسان هو ما يعرف صفاته علميا، وليس ما يعرف أصله، معرفة الاصل لن تكون علمية، هذا يشبه دراسة الانساب والتفاخر بالأولين، لكن لا يفيدك في شيء، بل يفيدك ما تفعله انت، لا يفيدك ان تكون ذا اصل وفصل وانت لا تفعل شيئا حسنا. هذا من الدراسة الغير مفيدة، لأنها ترجم بالغيب. وهي من التجديف على الماضي السحيق الذي لا يمكن ان نعرفه، عسانا ان نعرف الحاضر والمستقبل. كل الشعوب عندها خرافات عن اصل الحياة واصل الحيوانات، وضرر هذه الخرافات اكثر من نفعها، هذا ان كان لها نفع، أهي للتسلية ام ماذا؟ العلم لم يكن احد اهدافه التسلية. من الغريب ان تلح على معرفة كيف جاءت الحياة وكيف تطورت الاحياء بينما لا تعرف ما هي الحياة بل لا تعرف نفسك، لهذا قال سقراط الحكيم (اعرف نفسك) قبل ان تعرف ما حولك. هذا ترف علمي وليس علما، لنخلص من دراسة واقعنا ومستقبلنا، فإن بقي وقت ستكون دراسة الماضي من باب التسلية، هل خلصنا من ظواهرنا الموجودة؟ خصوصا وأن كثيرا منها ظواهر مَرَضيّة ومتعبة حتى نتفرغ لدراسة ملايين السنين السابقة ونخمن ما جرى فيها ونرسم سيناريوهات من خيالنا؟ هذا انحراف خطير للعلم، بدل أن يُدرس المستقبل اصبح يُدرس الماضي، والماضي ماضي، ماذا نستفيد منه؟ هذه رجعية علمية. سواء الله خلق ادم بيده او جئنا عن طريق التطور، المهم أننا جئنا، والمهم كيف نتعامل مع الحياة ونعرف ما ينفعنا. كما قال ايليا ابو ماضي (جئت لا اعرف من اين ولكني اتيت ..)

      كلما بحثت عن اصول الاشياء والاحياء، خرجت من العلم الى الفلسفة او الخرافة المفلسفة، وهذا يشبه ان تكون محتاجا لشراء سيارة مناسبة وجيدة، فهل انت محتاج لان تعرف من اين نقلوا الحديد الذي صنعوا منه السيارة وكيف كانت نفسية مدير المصنع عندما صنعت السيارة؟ ولمن تعود ملكية المنجم الذي اخذوا الحديد منه؟ وكم عدد اولاد مالكه؟ ام انت محتاج لتعرف مواصفاتها حتى تستفيد منها؟ في الحالة الاولى سيقال عنك انك مجنون، وفي الثانية سيقال عنك انك عاقل. هل ينقصنا جنون حتى نبحث عن مزيد؟

      ثقافتنا عن اصل الانسان يجب ان نفخر بها لأنها هي الاكمل والاجمل والاكثر تشريفا، وكلا الصورتين داخلة في باب الظن وليس العلم، لكن الصورة التي يقدمها الدين أجمل وأرقى من مخلفات قرود، الله يقول (كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر) وخلق أباهم بيده ونفخ فيه من روحه، أما طرحهم الذي تشعر بالغيرة منه فهو لا يقدم صورة مشرفة، ويسمينا حيوانات، وقادمين من اصول دونية، والصدف العمياء هي من اوجدتنا وخلقتنا وليست ارادة الله العلي القدير، فأيهما أجمل؟ لا تقل لي علمية، هم يتخرصون بناء على التشابهات، ولو لم يكن القرد يشبه الانسان لما قالوا ان لنا اصلا مشتركا معه، ناسين الاختلافات الهائلة بينهما، والعلم الحقيقي يبنى على الاختلاف لا على التشابه.

      يتبع

      حذف
    2. اقتباس:
      "الغرب قدموا تصورهم عبر نظرية التطور وتحديداً التطور العشوائي. ما يميز هذا التصور هو وقوفه على أدلة مادية صلبة تعززت مع تقدم علم البيولوجيا، فعلم الأجنة والبيولوجيا الخلوية أمدت نظرية التطور بنبع لا ينضب من الأدلة. أما عيوب هذا التصور هو افتقاره لأي جواب لأسئلة الوجود، مالغاية من كل هذا؟، ملايين الأنواع التي عاشت وانقرضت ثم ماذا؟ ما هو محرك التطور؟ ومن ثم ما هي الحياة؟
      كيف يمكن التوفيق بين نظرية التطور وبين المبدأ الثاني في الديناميكا الحرارية التي تؤكد استحالة حدوث التطور، بل وحتى ظهور الحياة؟
      على علاتها الكثيرة، ستبقى نظرية التطور هي النظرية الوحيدة الموجودة اليوم حتى تنضج نظريات أخرى"

      الرد : هذه ليست نظرية تعالج مشكلة، فأصل الانسان ليس مشكلة، لأن الانسان موجود، لو كانت مشكلة لقلت أنهم قدموا طرحا افضل مما قدّم غيرهم او لم يقدّم، والماضي السحيق لا علاقة له بالواقع، و كل نظرية التطور لا علاقة لها بالانسان ولا واقع الطب، وأسال الاطباء. لكنها مشكلة سفسطية وليست مشكلة مهمة اصلا، على هذا ممكن ان تطرح عدة قضايا مثل قضية الزمن : ما الزمن ومن اين جاء وما أصله؟ هل الزمن يتطور أم مخلوق؟ و قسها على الماء والبحار والنجوم الخ، المهم ان الشيء موجود، وهذا ما يهم الانسان، وليس كيف وُجد، لأنه ببساطة هو لا يعرف ماهيته هو ولا ما هي روحه ولا ذاته ولا وجدانه ولا مشاعره، والعلم نفسه لم يعرف والمجهر لم ير شيئا، هذا العقل والتفكير والمشاعر، عندما يموت الانسان ويتحلل جسمه يبقى المخ الذي ادوشونا فيه حفنة من التراب، وافحصه في المختبر : اين المشاعر واين الافكار التي قيل انها ناتجة منه؟ مشكلة الانسان مع نفسه، يريد ان يعرف نفسه، و هم حولوها الى جسمه، ليس لمعرفة جسمه كما هو، مع انها مفيدة، لكن كيف جاء ومن اين تطور! هنا خرجوا عن نطاق اهتمامه. يا ترى كيف سيعرف هذا الانسان المسكين ماهية أشياء غيره؟ ونفسه أهم عليه من أي شيء؟ اذن هو طرح سفسطائي يعالج قضية سفسطائية، لكنها تخدم الالحاد، وهذا سر إيقادها بالوقود، ولو تُركت لنسيها الناس بكل بساطة، لأنها بعيدة عن واقعهم، والناس يهمهم ما يتعلق بالواقع وليس بالاصول.

      أنا قدمت في دراسة الانسان والشعور الانساني عدة نظريات، في مجال أرى انه هام والكل يرى ذلك، ماذا قدّم من نظريات أخرى في هذا المجال؟ ما قدّم هو نزر يسير و أرى أنها أخطاء، اذن انا سوف ارفع عقيرتي وأقول : انا قدمت و هم لم يقدموا، مع أن المجال الذي قدمت فيه هو مجال معاناة حقيقية للإنسان، أما ما قدّم في نظرية التطور فلا يهتم به الانسان الا بمجرد اهتمامه بحكاية من الحكايات. هم لهم إعلام وأنا ليس لي إعلام.

      توجد مشاكل أهم من نظرية التطور لم يهتموا بها، وعلى رأسها مشكلة الانسان ذلك المجهول ما هو .. ما هو عقله وما هو شعوره وما هي غرائزه وما هي نوازعه .. ما هي الحياة وما هو مصير الحياة ومصير الكون ومن اين جاء ومن اوجده ،، هذه وغيرها هي القضايا المهمة للناس، وليس كيف جئت وكيف تطورت، هذه المشكلة لم يعاني منها أي انسان، مشكلة هل انا قادم من خلق أم من تطور، الانسان يعاني من مشكلة الخير والشر والفصل بينهما، يعاني من مشكلة العدالة ، يعاني من مشكلة الوجود، يعاني من مشكلة العدمية، يعاني من مشاكل اجتماعية وصحية وجسمية واقتصادية، لماذا تركتم معاناة الانسان وذهبتهم إلى ما لا يعاني منه الانسان ولم تكن مشكلة عند أي بشر؟ طبعا الدافع انا اعرفه وهو اثبات الالحاد، ولا اقول انك ملحد، لكنك تنقل ما يقولون، اذا عرفنا السبب بطل العجب في كل هذا الحشر الهائل لإثبات هذه النظرية وتكريسها عند الاطفال. مع انها ليست مشكلة اصلا. خصوصا ان التاريخ البعيد لا احد يهتم فيه، حتى للأعراق وحتى بالنسبة للقوميات و الأسر، كلما كان التاريخ قريبا كلما كان هاما للناس، اذن نظرية التطور هي نظرية تعالج مشكلة لا يهتم بها احد ولم يعاني منها احد وتبحث في تاريخ الحياة البعيد، وتقدم معلومات غير منطقية ولا مثبتة ولا مشاهدة وتدرّس للاطفال، هي تذهب الى التاريخ البعيد الذي لا يعاني منه احد، لسبب بسيط وهو انه بعيد، والواقع أكثر إلحاحا من التاريخ، وكل ما هو قريب من الواقع يكسب اهمية اكبر، فالانسان عادة لا يهتم بالمستقبل والماضي البعيدين.

      يتبع

      حذف
    3. اقتباس:
      "لا بد من التنويه أن النظرية لاقت قبول بين المسلمين ذوي الاختصاص الذي يؤهلهم الحكم على أدلة النظرية مثل الدكتور عمرو شريف، مع التنويه أنهم تحفظوا على عشوائية حدوث التطور لا على آلية حدوثه"

      الرد : حكمك بأهل الاختصاص وحكمك بالمؤهلين وحكمك العام على كل من خالفها بأنه جاهل، هذا يبعدك عن صفة العلمية. أنا وأنا لست من اهل الاختصاص، لأنه لا يوجد شيء اسمه اختصاص أصلا، قدمت نقودات ولم يُرَد عليها حتى الان، وانت الان تكتب اراءك ووجهة نظرك فقط ولا ترد علي، ماذا افعل أكثر من هذا؟

      اقتباس:
      "أما أن أغلبية المسلمين اليوم ترفض النظرية، فذلك يعود إلى عدم النضج حيث يردون على الأدلة العلمية بنصوص دينية،"

      الرد : أنا ارد عليها بالواقع والمشاهدة والعلم والمنطق وأبين تناقضات وأرد بالقرآن، ومع ذلك لم يرد علي احد إلا ردودا عامة، تميل للشخصنة ، من انت وماذا درست وماذا قرأت ومن هذا القبيل .. وبقية الردود تكرار لما سمعناه ومملنا من سماعه، أما ما أقوله فلا يُلتفت له. إذن فهموني ما دمت جاهلا، علموني .. قل ملاحظتك هذه خاطئة، وفكرتك تلك خطأ لأن كذا وكذا وبدليل كذا وكذا، بدلا من الردود العامة التي تصلح لأي شخص.

      اقتباس:
      "وهنا المشكلة مضاعفة: المشكلة الأولى هي عدم التكافؤ بين الدليل العلمي والنص الديني، عند تعارضهم يصبح النص الديني محل شك.
      أما المشكلة الثانية، فهي طفولية فهم النصوص بعد أربعة عشر قرناً من نزول الوحي حتى اليوم، حيث طغت الاسرائيليات على قصة آدم الرمزية الموجودة في القرآن"

      الرد : لماذا رمزية في القرآن؟ هل الرمزية تعني أنها غير حقيقية؟ وما الذي يثبت أنها رمزية وهي بلسان عربي مبين؟ القرآن ليس شعرا لكي يحتاج الى الرمزيات.

      يتبع

      حذف
    4. اقتباس:
      "وصبغت أحاديث الرسول بأخطاء كارثية تجعل أحاديث الرسول محل شك كبير، فمن قصة قابيل وهابيل الراعي والمزارع!!! مع أن الزراعة لم تبدأ إلا قبل 10 آلاف عام"

      الرد : من قال أنها لم تبدأ إلا من 10 آلاف عام؟ هل كنت معهم؟ هل كانوا معهم؟ الإنسان عمره كما يقولون 2 مليون سنة ولم يلق بذرة الا قبل 10 الاف سنة! هل كان مجنونا قبل هذا؟ مثل هذه المعلومة : كيف يثبتها العلم ؟ انتم تلبسون خرافات وسيناريوهات ثوبا علميا، هذا كل ما يحصل، ما هو الاثبات ان الزراعة لم تبدأ إلا قبل 10 الاف سنة؟ الستم علميين؟ فقط لأنهم وجدوا رسومات لثيران وصيد في الكهوف قالوا كل البشر كانوا صيادين وصارت حقيقة علمية؟ هذه وجه نظر وسيناريو، ولماذا قالوا عشرة الاف سنة؟ لان النصوص المكتوبة يصل اقدمها الى 10 الاف سنة، في الحضارة السومرية التي ربما تكون من اقدم الحضارات (المكتشفة ، ولا نقول انها اقدم الحضارات كما يقال) كانوا يستخدمون المحراث المثقوب حتى يبذر البذور اوتوماتيكيا! المحاريث والجرارات الحديثة ربما لا تفعل هذا الان، ووجدوا أيضا في قبر إحدى ملكاتهم أدوات الزينة كما هي اليوم : مرآة واحمر شفاه وكحل للعين وعلى ضريحها باقة ورد، اذن هل نقول ان عمر باقة الورد و اول من استعملها هي ملكة من ملكات سومر قبل 10 الاف سنة؟ هل هذا كلام علمي؟ ما دامت استـُخدمت اذن هي من تراثهم وربما انها اقدم من ذلك، وهو الاقرب. فالناس في العادة لا يخترعون الا ما قلّ، لأنهم يتلقون عادات من سبقوهم. هذا يشير الى ان حضارة الانسان منذ ان وجد الانسان، وهذا منطقي جدا، وذلك لأن الانسان ضعيف بجسمه ويحتاج لملابس وادوات وزراعة وصناعة، خصوصا في الاماكن غير الغابات وفيها مجاري مائية، لهذا الحضارة ازدهرت حول الانهار بشكل اكبر من سكان الغابات، سواء عند خط الاستواء او في الغابات الباردة، واكثر من سكان الصحراء الذين يعيشون على الرعي، وهذا منطقي جدا.

      هذا كله كلام منطقي اما كلامهم فهو غير منطقي، وكلانا لم نقف عليه، لكن كلامي يدعمه المنطق وكلامهم لا يدعمه المنطق و هم لا يحبون المنطق. أما اثبات العلم فالعلم لا يقطع في هكذا أمور ابدا، العلم يقطع في الحاضر والمُشاهد فقط، وتلبيس كلامهم لباس العلم لكي يمرّروها على الناس.

      هل لأننا وجدنا هذه النصوص هل نقول أن المحراث عمره 10 الاف سنة لاننا وجدنا اقدم اثر يشير اليه كان في هذا العمر مثلا؟ هل هذه عقلية علمية؟ بل هل هذه عقلية؟ قل هذا ما اكتشفته ولا تقل ان هذه هي الحقيقة. انا اكتشفت ان المحراث عمره كذا سنة، بموجب اكتشافي وليس بموجب واقع الاشياء، فقد يكون اقدم وربما بكثير، وهذا الاقرب، فأنا لم اكتشف اول محراث تم اختراعه.

      يا اخي هذا رسام وهذا ابرز ما يشاهده في الصحراء، وهو ربما قادم إلى الصيد اصلا ومن هواته، حلم القطط كله فئران، لاحظ الرسومات في قصر العمرة في الاردن، لأنه كان قصرا للخلفاء الامويين للنزهة والصيد، فكانت أكثر الرسومات فيه عن الصيد، فهل نقول ان العصر الاموي كان عصر صيد بناء على آثارهم؟ عليهم ان يقدموا اثباتاتهم الجامعة المانعة المسكتة! طبعا لا يملكون وأتحداهم، اذن لماذا يقولون أن هذا الكلام علمي؟ مجرد سيناريو يواءَم مع تصورات مع بعض احافير وشواهد وانتهى الامر! أي نظرية ..

      يتبع

      حذف
    5. العلم يُهان يا رجل ويُكذب بإسمه. الإنسان بحسب بيئته، فمن عاشوا في الصحراء عاشوا بدوا وبسطاء، ومن عاشوا في الغابات عاشوا على الصيد والالتقاط لأن الخير وفير، ومن عاشوا على ضفاف الانهار احتاجوا للزراعة ومن الزراعة بدأت الحضارة، لأن الزراعة تحتاج الى مواعيد وكتابة وأشهر وتنظيم للري ووسائل لرفع الماء ومخازن وصوامع، والزراعة هي التي انتجت الصناعة وطورتها، لأنها تحتاج الى اماكن للتخزين والتجفيف وحفظ البذور وتسمياتها، وتحويل العنب الى زبيب او خمر وتحويل الزيتون الى زيت وما يحتاجه من ادوات. راجع موضوعي في المدونة :

      http://alwarraq0.blogspot.com/2017/05/blog-post_8.html

      فالمسألة ليست مسألة حضارة من تفوق عقلي وجينات كما تتصوره المخيلة الغربية العنصرية، بل مسألة حاجة، لأن سكان الأنهار لديهم أنهار لكن ليس لديهم غطاء نباتي وغابات، فاحتاجوا لنقل الماء والزراعة، أما من سكنوا في الصحراء فقد عاشوا على الأنعام وليسوا بحاجة للابتكارات. قصة الحضارة هي قصة الحاجة وليست قصة تخلف وتقدم وتفوق عقلي وجينات ولام فاضي كما يفكر الغربيون، ولاحظ ان الحضارة نشأت في حزام شبه صحراوي كحضارة مصر والعراق والشام واليونان، ليس هناك جينات متخلفة ولا جينات متقدمة كما يحب الغربيون ان يبينوا تميزهم العرقي، مع أنهم آخر من دخل في الحضارة بالنسبة للأمم الاخرى، وكانوا شبه همجيين، خصوصا الشماليين منهم، لولا تفتحهم على الاثار الاسلامية في الاندلس والشام ومصر.

      لا تنساق خلف الثقافات الاخرى، لأن الانسياق وراء الثقافة سيؤدي بك الى الانسياق وراء القومية، لان القومية تؤثر في الثقافة. وهذه الافكار عن التطور وتاريخ الانسان هي اقرب للفلسفة والثقافة من العلم، فثقافة كل مجتمع تصب في دينه وقوميته، فتصبح تخدم ثقافة اخرى وأنت لا تدري، وعلى بالك انه علم.

      يتبع

      حذف
    6. اقتباس:
      "وقبلها الرعي وتدجين الحيوانات. أما وجود البشر فيعود إلى أكثر من 200 ألف عام. هذا مثال واحد للكثير من المغالطات..."

      الرد : خلق آدم موجود نصا في القرآن وليس من الاسرائيليات، أتريدنا ان نفهم القرآن بالتأويل على حسب الموجة السائدة؟ هذا لا يتماشى مع اتـّباع القرآن الذي وصفه الله بأنه السراج المنير والكتاب المبين، نحن كمسلمين يجب ان نميز الاشياء بنور القرآن، لا أن نلوي القرآن تبعا لثقافات سائدة ومنتصرة تسمي ما تقدمه علما، لا مشاحة في الاسماء لكن الحقائق غير. الله امرنا باتباع القرآن وحذر من التأويل، ووصف من يأولونه بإتباع الفتنة، قال تعالى (اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم) وخلق آدم موجود بنصوص محكمة ومتكررة، بأكثر من نص وليس نصا واحدا.

      اقتباس:
      "أما القرآن، وهو النبع الصافي، فلن تجد مثل هذه الأخطاء لأنه ليس بكلام ناس بسيطين عاشوا قبل 3000 عام (بنو إسرائيل) بل كلام رب الناس وخالقهم وهو أعلم بهم
      في القرآن سترى أن الله يقرر: "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [العنكبوت: 20]
      ومن السذاجة الظن أننا إذا سرنا في الأرض أي إذا جمعنا الأدلة سنرى كيف خلق الله آدم بضربة سحرية واحدة، بل سنرى أدلة مادية فقط"

      الرد : هذا من لوي اعناق النصوص وقطعها من سياقها، هذا معنى متكرر في القرآن، مثل قوله تعالى (قل من يبدؤ الخلق ثم يعيده) ، هذه الآية وآيات كثيرة تدور حول الرد على منكري البعث والقائلين بأزلية الكون، لذلك يقول لهم سيروا في الارض وانظروا كيف بدأ الخلق، أي كيف يبدأ الخلق، كيف تمطر السماء فيتغير وجه الارض وتهتز فيها الزهور بدلا من جدبها، وانظروا كيف تولدون وتولد الاحياء الاخرى والنباتات ثم تموت، أليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى .. يحييها الذي انشأها اول مرة.. هذا هو سياقها الذي لويتها عنه، استجابة لثقافة منتصرة، والنصر من عند الله. ولا يعني كونها منتصرة انها على حق دائما، حتى لو سمّت فلسفتها بأنها علم، فلنا عقول ولنا جذور كما لهم جذور، جذورنا ترتبط بالقرآن وجذورهم ترتبط بالعلمانية والمصالح، أي بالفوضى.

      اقتباس:
      "وهناك الكثير من الكلام فيما يتعلق بالأدلة التي تقدمها، للأسف تنقض الكثير من النظريات بدون دليل واحد وبدون أن تقدم مرجعاً واحداً!!!"

      الرد : مرجع ؟! عجيب !! أنا أنقضها لأنها تناقض العقل والمنطق، رد عليها بالمنطق وأثبت خطأ منطقي! تقول يوجد الكثير من الكلام حول ادلتي ، لا اطالبك به كله، اعطني فقط بعضه، وهذا ليس تحديا لك، بل حتى استفيد انا ايضا، أتتركني اضيع في غيابة الجهل وتتخلى عني؟! اريد تنويرا مفصلا، حتى كلنا نستفيد من كلامك، انا والقراء.

      يتبع

      حذف
    7. اقتباس:
      "تقدم الأدلة عن الورود والأرز والحيوانات والنباتات كما تراها في حديقة منزلك. والمعلومة الواحدة الصحيحة قد تحتاج منك أن تتحقق في عشرات الكتب قبل أن تضعها في مقالك،"

      الرد : على الاقل انا لم اقل ان الكولاكنث انقرضت قبل 70 مليون سنة ثم يأتي بها صياد اندونيسي يحملها بين يديه. حديقة منزلي مثلها مثل أي بيئة و أي نبات في العالم، فأنا لم اخلقها لعلمك، الخالق واحد سبحانه وتعالى، هو خالق حديقتي وخالق حديقة مندل وداروين. فقط لأنها حديقة منزلي اصبحت بلا قيمة؟ هل هذه عقلية علمية؟ انا اعرض مشاهداتي مثل ما يعرضون مشاهداتهم، ألست بشرا و هم بشر ؟ ما هذه التفرقة؟ هل معلومة ان الحوت كان بقرة اثبتها المجه؟ او معلومة ان الطيور كانت زواحف اثبتتها اشعة اكس؟ انها مجرد افتراضات، او ان الزراعة بدأت قبل 10 الاف سنة؟ هل هذه مشاهدات رحالة موثوق؟ انت رد على كلامي الذي قلته وبالتفصيل و دع عنك الشخصنة، انت لماذا لا تبحث في حديقة منزلك؟ لماذا انت فقط عالة على المراجع؟ قيل : من كان استاذه كتابه كان خطؤه اكثر من صوابه .. لماذا لا تخرج الى الطبيعة وتتأمل بنفسك؟ استرح من المراجع قليلا ، على الأقل شم نسمة هواء بدل ان تعيرني بحديقتي ..

      اقتباس:
      "وإلا فمن أخبرك أن الأرز فقط بهذا الشكل الشائع الذي نعرفه، ماهي النباتات التي تشبهه وتنتمي إلى نفس الفصيل والنوع، وماهي الاختلافات والكثير من الأمور التي تلزمك التحقق قبل أن تقرها في مقالك.

      ولك الشكر."

      الرد : انا لم اقل انه لا توجد انواع من الارز، انت لم تفهم كلامي .. كلامي عن النوع الواحد لماذا ليس فيه اختلافات بينما البشر نوع واحد وفيه اختلافات؟ هذا سؤالي، اجب عليه بعلمك ومراجعك .. وما اثباتاتك العلمية انها تنتمي لنفس فصيل ونوع الارز سوى التشابه؟ اين الاثباتات العلمية؟

      قبل قليل تقول اني اشاهد واتكلم من ملاحظاتي في حديقة منزلي، أي اني الاحظ على الطبيعة من واقع الطبيعة، وهذا هو المنهج العلمي، وهذا احسن من الذي يقرا من الكتب فقط، ولا أقصدك طبعا. هل دخل داروين المختبرات؟ فقط في رحلته يقدم سيناريوهات لمشاهداته، وانت وغيرك تسمونه عالما عظيما، حسنا سمّني لو ربع عالم على الأقل، لأني افعل فعله، وكلانا يشاهد نفس الطبيعة.

      وجميلة اطلالتك على فكرة الارز، لو كان مقالك كله على مثل هذه الاطلالة لكان افضل بدلا من الكلام العام الذي اتعبتك كتابته والذي سمعته كثيرا من غيرك، فالمراجع واحدة تقريبا. لماذا تبتعد عن ملاحظاتي ولم تذكر الا واحدة فقط؟ المفترض ان ينصب الكلام كله حولها حتى نستفيد من حوارنا. وأنا اول ما تثبت لي أي خطأ سوف اعترف واشكرك، لأني ابحث عن الحق ولا ادعي اني املكه.

      وشكرا لك على اسلوبك الهادئ ومعلوماتك الواسعة ..

      حذف
  3. "فكرة الانتخاب الطبيعي أوقعتهم في فكرة الإله رغما عنهم, فالانتخاب شيء عاقل مشرف على الجميع ويراعي مصالح الجميع حتى تكون هناك حياة, فهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من فكرة وجود مُنظِّم, فمن يقول بوجود انتخاب طبيعي هو لم يتخلص من الإله كما يظن, لأنه يؤمن بضرورة وجود منظم يراعي مصلحة الكل، فيراعي مصلحة الشجرة والنمل والطيور والتراب والرياح..إلخ. هي فكرة إله منظم, لكنهم سمّوه انتخاب طبيعي". أصبت أصبت أصبت, وهذا يلخص الفكرة كلها.

    ردحذف
    الردود
    1. احسنت احسنت احسنت ..
      هذه فكرة الاله البديل او اله الفراغات، يطبقونها هم بأنفسهم، كرهاً في الله الحقيقي، القدماء كانوا يعبّرون عن ذلك الكره باتخاذ شركاء من اصنام واحجار واوثان، ويفضلونها على الله، اما هؤلاء فقالوا : نحن ارقى من اسلافنا القدماء، فنحن في عصر العلم، فاخترعوا هذا الاله البديل ليكون اله الملاحدة، وهكذا لا يوجد اي ملاحدة حقيقيين، لان كل ملحد يؤمن بالتطور، وكل ملحد تطوري يؤمن بالاله البديل الذي هو الانتخاب الطبيعي، اذن نحن في الوثنية الحديثة، الهدف واحد لكن الاشكال والمسميات اختلفت، وهو النفور من الاله العادل الذي يكره الظلم ويحاسب على سوء الاخلاق ويعلم النوايا، فبالتالي لا يمكن خداعه، لهذا يكرهون لقائه ويكرهون كلامه ويبحثون عن تغيير هذا الكلام بالنص ان استطاعوا او بالتحريف او التأويل او البدائل. هناك بشر يحبون الله وهناك بشر لا يحبون الله، هذه حقيقة، واذا ذكر الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون. اذن البديل الجديد يمتطي ظهر العلم، وما دام ان العلم اصبح مطية ايديولوجية فعلينا ان نتثبت في قبول كل ما ينسب للعلم، ويكون لدينا معيار للعلمية لا يعتمد على الكثرة، بل على البصيرة والشك أولاً ثم اليقين، حتى لا تنطوي عقولنا على اوهام تفسد التفكير. فالعقل يجب ان تكون لبناته الاساسية صحاح ومتأكد منها حتى تجري عملية التفكير سليمة وتعطي نتائجها السليمة والمنطقية، وشكرا لك مع الترحيب.

      حذف