الاثنين، 9 أبريل 2018

سلسلة الردود على سلسلة نظرية التطور للدكتور عدنان إبراهيم - الحلقة 23




(الدقيقة : 12) يعرض الدكتور في هذه الحلقة الشواهد التاريخية على التطور، ويفصّل في بدايتها بشرح ثلاثة مصطلحات يعتبرها ضرورية لفهم ما سيأتي بعد، وهي : التشاكل، والتناظر، والسيمترية. يبدأ الدكتور بشرح التشاكل، وهو أنه يشير إلى الأصل المشترك للأنواع المتعددة المتفرعة من هذا الأصل المشترك، أي انه يشير إلى المخطط العام. فمثلا عند الحديث عن يد الإنسان، نقول أنها تشاكل جناح الخفاش، وذلك لأن الإنسان ثديي والخفاش ثديي، وفي نهاية المطاف لهما أصل مشترك، فكما يوجد أصل مشترك يجمعنا بالشمبانزي، وأصل مشترك أبعد منه يجمعنا بالغوريلا، وأصل مشترك أبعد منه يجمعنا بالأورانغ أوتان، كذلك يوجد أصل مشترك أبعد منه يجمعنا بالخفاش. على هذا، فيد الإنسان تشاكل يد الخفاش. فلو نظرنا إلى جناح الخفاش، بالذات خفافيش الفاكهة المصرية، جناحه شفاف وبالإمكان أن ترى وجه المشاكلة، إذ توجد خمسة عظام بدل الأصابع الخمسة، تم مطّها على مدى هذا الجناح، اذن الأصابع الخمسة موجودة لكن تم تمطيطها وتمديدها، هذه تسمى مشاكلة.

لكن بالنسبة لمصطلح المناظرة، نرى أن جناح الخفاش يناظر جناح الحمامة، هذان الجناحان متناظران ولكنهما ليسا متشاكلين. أي ان التناظر يكون على مستوى الوظيفة، أي ان وظيفة جناح الخفاش وجناح الحمامة واحدة. لكن لن تجد مشاكلة، لأنه لا توجد اصابع خمسة في جناح الحمامة.  وعلى مستوى التناظر لا توجد مناظرة بين يد الإنسان وجناح الخفاش، فيد الإنسان للقبض والتصرف والإمساك، وجناح الخفاش للطيران.

ويذكر الدكتور أن التطوريين يشبّهون التشاكل بأن يكون العضو على هيئة مطاط، فبقليل من المط او الاختزال تتكون اشكال مختلفة لهذا العضو. وكمثال على ذلك : الديناصور المريش المنقرض (ابتيرودكتل)، فحين النظر إلى أحفورته نجد أن جناحه يشاكل جناح الخفاش ويد الانسان، وفيه عظام لأصابع خمسة، لكنها كما يصفها التطوريين تعرضت لسمكرة، اذ ان التطور لا يقدم خططا جديدة، بل يعمل على الخطة القديمة فحسب، ومن هنا تأتي العيوب، فلا نجد كل الأشياء كاملة perfect بل غير كاملة imperfect، وذلك لأن التطوريين يقولون أنه لا يوجد تصميم حقيقي كالذي يتحدث عنه رجال الدين، تصميم ذكي مُسبق على يد خالق. وعودا على ما سبق، فالخنصر الصغير للابتيرودكتل ممدود بشكل طويل جدا، ويتحمل عبء حمل الجناح وتدعيمه. والأربعة أصابع المتبقية موجودة. هكذا هي السمكرة.    

الرد : ما هي العيوب في طيران الصقر؟ وما هي العيوب في الفأر والقرد وشجرة الموز والبرتقال؟ أين الإثبات العلمي؟ لا نريد تخرصات و "اعتقد" ، بل إن الخلق معجز ومحيّر، لو كان فيه عيوب لما صار محيرا ومعجزا. العيوب تكون في الأعضاء التي لا تؤدي وظيفتها، أو أن الحيوان نفسه لا يؤدي وظيفته، فلا يأتي أحد ويقول : هذا حيوان الكسلان، لماذا هو كسلان بينما غيره من القرود أخف حركة؟ إذن هذا عيب!

العيوب من منظور الطبيعة وليس من منظور الإنسان، لأننا ابتلينا بإسقاط حياة الناس على الطبيعة من خلال التطوريين الملاحدة.

أما بالنسبة للتشاكل والتناظر فلا يدلان على التطور، بل يدلان على وحدة الخالق، وجود شبه بين مُنتج وآخر لا يعني أن أحدهما تطور عن الآخر، هذا ما يقتضيه العقل، وبما أن كل كائن حي يخدم وظيفة في التوازن، فهذا يدل على أن الخالق واحد و أن إرادته أرادت أن تقوم الحياة على الأرض من خلال التوازنات، كما قال تعالى (من كل شيء موزون). وصور التشاكل كثيرة وليست فقط هذه، فكل الكائنات تعمل بالعضلات، سواء الطيور او الثدييات، والعضلة بنفس الطريقة تنقبض وتنبسط، وكلها تتنفس الاكسجين وتحتاج الى الهضم والاخراج، وغير ذلك كثير، كل هذا تشاكل! اذن هي من أصل مشترك! وانتهينا! التشابهات تدل على انها من أصل مشترك، والاختلافات تدل على حلقات وسيطة وكلها مفقودة، وبالتالي تدل الاختلافات أيضا على أصل مشترك! هذا هو العسف، لا فائدة سواء اتفقت او اختلفت، كلها لها أصل واحد، وإن كانت كل الحلقات الوسيطة غير موجودة، تبقى النظرية علمية، فهي عنز ولو طارت!

العالِم المُنصف لا ينظر إلى الحيوان بمفرده ويرسم له خط حياة وتطور واحد بينما يغض الطرف عن الدور التكاملي الذي يؤديه مع غيره من الأحياء. هذه نظرة مبخوسة، وهي نظرة الملاحدة، وهي خطأ منهجي في النظر إلى الأحياء.

الحياة على الأرض تشبه مزرعة أقامها شخص، فتجد الخدمات فيها موزعة ومرتبة بحيث تكون النتيجة مصلحة عامة لهذه المزرعة، وعدم تأثير شيء على شيء. بالضبط هذه هي الحياة على الأرض، إذن هناك إرادة واعية هي التي رتبت ووازنت ووظفت كل نوع لكي يخدم بقية الأنواع ولا يتعارض معها ولا يفسد عليها. هذه نظرة بسيطة وتلقائية يفرضها المنطق السليم الغير متّبع لهوى. هل يُعقل أن نقول أن هذه المزرعة بالصدف العمياء ترتبت بهذا الشكل فصارت الأشجار الطويلة والقوية على حدودها لكي تصد الرياح بينما النباتات الضعيفة صارت في حضنها، والصدف فتحت ممرات وطرق وخطوط للمياه؟ هذا يسمى جنونا. عجيب أن ترى جنونا في النظرة إلى المزرعة، وعقلا كبيرا متفتحا في النظر إلى الحياة واللذات! فيا للعجب كيف الهوى يُعمي ويصم.

لا أحد يستطيع أن يخلق كخلق الله، لكن لو افترضنا ذلك - فرضا غير واقعي - ، فلن يصنع هذا الإله إلا مثل هذا الخلق، سوف يوزع المهام ويقيم التوازن وبالتالي سيكون بينها تشاكل وبنفس الوقت اختلاف، فما بال عقولهم تنحرف عن الصواب؟ عين الملحد لا ترى إلا التشابه ولكنها لا ترى الاختلاف. الزيتون مثلا نبات يشبه بقية النباتات، لكن هل يوجد نبات مثله أو ثمرة بنفس الطعم والمميزات؟ طبعا لا. هذا يدل على إبداع الخالق وقدرته على توليد المختلفات من المتشابهات. قال تعالى (ومن النخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد)، هنا الإبداع، إذ يظهر المختلف من المتشابه، وهذا هو الإعجاز الإلهي الذي يتردد في القرآن، وهي التي سماها الله آيات، إيجاد المختلف من المتشابه. لكن هل يستطيع الانسان ان يصنع مثل هذا؟ فيُوجِد مختلف من متشابه؟ فمصنع لمواد البناء لا يستطيع صنع مواد عازلة للبكتريا أو فلاتر للطائرات او الصواريخ، كل المصانع متخصصة ويزداد تخصصها، كذلك أصحاب التخصصات لا يخرج الى تخصص آخر بل يوغل في تخصصه، اذن لا يستطيع ان يوجد مختلف من متشابه. فالنخيل مثلا 200 نوع، نوع واحد منها ينتج التمور الحلوة، بينما نوع آخر ينتج ثمار جوز الهند المختلفة تماما عن تكوينها، ونوع ثالث ينتج ثمار تشبه التمر لكنها لا طعم لها ولا تأكله حتى الحيوانات. فهل نقول ان النخيل نوع واحد ولها أصل مشترك؟ لماذا كل هذا الفرق بين ثمرة جوز الهند وثمرة التمر؟ منطقيا التشابه في الاشجار يقتضي تشابها في الثمار، وهذا لا نراه ابدا.

بين التمر وجوز الهند فرق هائل، بينما في شكل النخلة التشابه أكثر، لكن في الثمرة الاختلاف اكبر، وهنا الإعجاز. اذن نظريتهم مبنية على التشابهات واعتساف تشابهات في المختلفات من خلال الحلقات الوسيطة المفقودة التي يتخيلونها، إذن نظرية التطور هي نظرية التشابه أصلا، لكن الطبيعة هي عالم الاختلاف مع التشابه، وهنا الإعجاز، وهذه النقطة تعزّز من نظرية الوظيفة التي أنادي بها، والوظيفة مبنية على الاختلاف، والاختلاف قادم من تشابه.

قصب السكر يشبه الخيزران والحلفا، لكن الأخيرتين لا تخزنان السكر، فقصب السكر هو المصدر الأول للسكر في العالم، ما هي الثمرة التي تشبه ثمرة البن أو الكاكاو أو البطاطس؟ لا توجد. لا توجد ثمرتين متشابهتين على وجه الأرض. بل كل ثمرة لها رائحتها الخاصة بها. الاختلاف هو الذي يصرخ أمامنا في الطبيعة وليس التشابه. حتى في أنواع القطط والكلاب والخيول نجد الاختلاف هو الواضح، وبالتالي الوظيفة. هذا يدل على وجود إرادة خالقة لا تكرّر النُّسخ، لو كانت الصدف هي الفاعلة لأنتجت لنا ثمارا متشابهة ووظائف متشابهة للحيوانات، مثلا اعتقد داوكينز أن وجود 2500 نوع من الخنافس هو نوع من العبث والفوضى، لكنه لم يدقق على وظيفة كل نوع على حدة، وإلا لوجدها تختلف. هذا الاختلاف في الوظيفة له أثر في الشكل، كأن الوظيفة إذن هي التي تخبرنا عن الشكل، وعلى أساسها قلتُ أن هذا نوع وذاك نوع آخر. لو كانت الوظيفة واحدة لكان الشكل واحدا، هل يوجد نوعان مختلفان ولكنهما متفقان في الشكل والوظيفة؟ كيف عرفت أنهما نوعان إلا من خلال الشكل والوظيفة؟ والشكل تابع للوظيفة ومناسب لها، إذن الوظيفة هي الأساس وهي التسخير. أما أن يكون كل نوع بدقته مختلف عن كل الأنواع، اذن هناك إله قدّر فهدى.

هل توجد ثمرة تشبه الجوافة؟ حتى الفروع داخل النوع الواحد كلها تقدم نكهات ومميزات لا يشاركه فيها أي احد، فلا يوجد اشتباه بين أنواع التفاح أو أنواع البرتقال أو أنواع التمور أو أنواع البطيخ، كل نوع له رائحة ومذاق خاص ومميزات. إذن كل فرع تصنيفيا هو أصل واقعيا ووظيفيا، بدليل هذا الإختلاف والتميز.

نظرية التشقق الذي ينتج التنوع والتطور تثبت فشلها في كل مجال، حتى في الحضارة، فدائما يعتقدون بوجود مكان تنشأ فيه الخطوة الحضارية ثم تنتقل، لكن المكتشفات كل مرة تقف في وجوههم، فهم يعتقدون ان الحضارة ظهرت في بلاد الرافدين، الحقيقة ان هناك اكتشافات في جنوب شرق اسيا تثبت انهم استخدموا البرونز وبنسبة خلط أفضل ما تكون، لأنها بقيت لمدة 8000 سنة، أي أقدم من مكتشفات الرافدين، فأين ظهر البرونز اولا؟ هل ظهر هناك ثم انتقل الى بلاد الرافدين أم العكس؟ هل زراعة القمح في العراق مثلا لها علاقة بأقدم زراعة للذرة في المكسيك؟ أو زراعة الأرز في جنوب شرق آسيا؟ هل هؤلاء تعلموا من هؤلاء؟ هذا يبطل نظرية الإنسان الأول ويؤكد نظريتنا في انقسام الناس إلى بدو وحضر وانقسام الحضر إلى صيادين ومزارعين، وأن الزراعة هي أمّ التقدم التكنولوجي، لأن الزراعة قامت في أماكن الأنهار، فيحتاجون للزراعة في منطقة شبه صحراوية أساسا، وبالتالي احتاجوا للحساب والهندسة وغيرها، أما الصيادون فهم يعيشون في الغابات أو على السواحل، وحياتهم لا تحتاج إلى تطوير الأدوات مثلما يحتاجها المزارعون في بلاد صحراوية. ليس هناك فرق في الذكاء ولا تفرقة عنصرية كما يفعل التطوريون، هناك ظروف وحاجات، كذلك البادية ليسوا محتاجين لأنهم يعيشون على الرعي والتنقل. أي ليس البدوي متخلف عن المزارع أو الصياد، لكنها ظروف الحياة، وهكذا العلم ضد فكرتهم البنيوية التطويرية، فهم كلما قالوا أن هنا تقع أقدم حضارة وأن ذاك الشيء ظهر هنا، وجدوه في مكان آخر وربما أقدم منه، مثلما الزراعة موجودة في أمريكا قديما و في الشرق الأوسط قديما، مع اختلاف أنواع المزروعات ومع وجود المحيط الأطلسي بينهما.   

إذن هذا التنوع في النوع الواحد لم يأتي صدفة، الخالق إذا شاء بحسب التوازن والحاجة ينوّع، وإذا شاء يُشابِه، انظر مثلا اختلاف ملامح وجوه الناس، لم نجد مثل هذا الاختلاف في الأغنام. فنعرفها من خلال اللون والحجم، لكن لا نميزها من خلال الوجه. كذلك الشمبانزي، فبمقارنة صور الشمبانزي تجد أن صور أوجههم تتشابه، بينما وجوه الناس مختلفة لأنها تحتاج إلى تمييز، وهذا يدل على وجود خالق ومدبر. لو كانت الأمور صدف لكانت أوجه الناس مثل بعضها، كما هي أقدامهم تشبه بعضها.  

لو كانت المسألة عبثية لوُجدت أشجار تشبه ثمارها بعضها بعضا مثلما أن شكلها يشبه بعضها بعضا. أين اثر التشابه على الثمار في حين تتشابه أشكال هذه الأشجار؟ الاختلاف في الثمار ظاهر اكثر من الاختلاف في الشكل عند النبات. اذن التطوريون يعملون على هامش الطبيعة. نظرية الوظيفة تقع في صلب الطبيعة، لأن الثمار تعزّزها، بينما نظريتهم فمجرد تشابه الأشكال الخارجية يعززها.

إن مصنعا للأواني المنزلية لا يمكن أن ينتج ولو بالخطأ محاليل لمرضى السكر، لكن ما بال الطبيعة تفعل هكذا؟ إذن هناك قدرة عجيبة جعلت من هذه النباتات المتشابهة في أوراقها وسيقانها وخضرتها تنتج ثمارا مختلفة، كالتشابه بين البقدونس والكزبرة بينما الاختلاف بينهما كبير في الطعم والاستعمال. تجد ثمار نباتات لا تجد لها مشابه إطلاقا مثل الباذنجان والزيتون والتمر، كلها حقيقة لا تشبه بعضها، وإن كانت تشبه بعضها في الشجرة، لاحظ شجرة البطيخ والقرع والكوسة مثلا، تجد بينها تشابه بينما في الثمار تجد اختلافا. إذا أكلت ثمرة فلا يذكرك طعمها بطعم ثمرة أخرى، لانها كيان منفصل، فلو أكلت التوت لن تتذكر الموز ولا العنب ولا الأناناس، بل ولا حتى نوع آخر من التوت، لأن لكلٍ نكهته ومذاقه وشكله ولونه واستقلاليته. شجرة القرع تشبه شجرة البطيخ، لكن الفرق بينهما هائل في الثمرة. بل إن أنواع من الشمام فاكهة، وتتسائل لماذا لم تكن على شجرة؟ ولو كانت على شجرة فما الفرق؟ هناك إرادة إلهية جعلت شجرة هذا الحبحب الحلو تشبه شجرة الحنظل المرّ جدا، فليس بينهما تشابه في طعم الثمرة، لكن في الشجرة هناك تشابه كبير، وكذلك في بعض أشكال ثمارها.

تستطيع أن تقول في الطبيعة أنه إذا وجد تشابه كبير في الشجرة فلن تجد تشابها في الثمرة، وهذا ضد فكرة نظرية التطور المبنية على التشابه والأصل المشترك، لأن الأصل المشترك يعني تشابه المشترك، هم نظروا إلى شكل الأشجار ولم ينظروا إلى الفرق الهائل في الثمار. وهذا نفسه موجود في الحيوانات، فثمرة كل حيوان هي وظيفته، والتي لا يشاركه فيها أي احد من المخلوقات.

هذا التشابه الكامل تقريبا بين شجرة الحنظل وشجرة البطيخ (الحبحب) والتناقض الكامل في ثمرتيهما، أين موقعه في نظرية التطور؟ هذا يدل لك على أن التشابهات لا قيمة لها. فهم بنوا على الشيء الغير مهم في الموضوع.

هناك نقطة أخرى تسترعي الانتباه في إعجاز الخلق وهي تكسير الحدود، مثل الخفاش الذي ليس له ريش ومع ذلك هو أبرع من ذوات الريش في الطيران،         فالخفاش مثلا ثديي ويطير ويتعلق بالمقلوب! هو يشبه الطيور وليس طائر و ثديي ولكن لا يشبه الثدييات، ويتميز بخاصيات خاصة به هو، كالقدرة الرادارية التي ليست لدى الطيور ولا الثدييات.

الحوت مثلا عبارة عن سمكة كبيرة لكنه يلد ولا يبيض، يخلق ما يشاء سبحانه، فلماذا نستغرب ونبحث لكي نؤوّل أن عجلا سقط في البحر فتحوّل حوتا وندخل في عالم التخريف والتزوير والافتراضات؟

التشاكل موجود لأن الوظائف متقاربة من بعضها، فلا تستطيع أن تصنع نوعا واحدا من الطيور، بل تحتاج أن تصنع أنواعا من الطيور بمقاسات، بعضها لاحم وبعضها يأكل الحبوب والثمار. والنتيجة سيكون هناك تشاكل. هذا التشاكل لا يدل على أنها من أصل مشترك، وإلا فالخاصية الرادارية لدى الخفاش من أين أخذها؟ و كذلك النوم بالمقلوب؟ والجناح الجلدي؟ هو يطير كما تطير الطيور ذات الريش تماما، بل أسرع وأكثر مناورة منها، فهو طائر سريع الحركة ولا يعتمد على البصر ويبحث عن النافذة ويخرج منها بلمح البصر، أليس هذا إعجازا؟

هذا يدلك على أن الخالق قادر على كل شيء، العصفور مع استخدامه لعينيه قد يضرب الزجاج أثناء محاولاته الهروب، بينما الخفاش لا يمس الزجاج، وأيضا ليلا في الظلام، أما العيون فتحتاج إلى نور، فانظر عجائب وقدرة الخالق، جعل من لا يعتمد على العيون يستهدي أكثر ممن له عيون، فتبارك الله أحسن الخالقين، (هذا الكلام للمؤمنين ليزيدهم إيمانا).

بل كيف تكون الطيور قد تطورت من زواحف وهي تصنع الأعشاش؟ من أين أخذت فكرة تكوين الأعشاش إذا كانت الزواحف لا تقوم بصنع الأعشاش؟

(الدقيقة : 21) يتحدث الدكتور عن مصطلح السيمترية، السيمترية تكون في الكائن الواحد، ليست بين كائنين، فنقول أن هذا الكائن متناظر، أي أن شماله كيمينه، فالإنسان مثلا كائن سيمتري، نستطيع ان نشقه افتراضا بالطول، فنجد عينا هنا وعينا هناك، منخرا هنا ومنخرا هناك، وأذناً هنا وأذنا هناك، ويدا هنا ويدا هناك، ورجلا هنا ورجلا هناك. كذلك معظم الحيوانات فيها سيمترية، القشريات مثلا فيها سيمترية، لكن قنديل البحر ليس فيه سيمترية، ونجوم البحر ليس فيها سيمترية.

ويعود الدكتور إلى التشاكل فيقول ان التشاكل يعود إلى التناسب. كعظمة خنصر الانسان القصيرة وعظمة خنصر الديناصور المنقرض الطويلة جدا، كما يذكر الدكتور انه قد تنقص بعض العظام والعظيمات او تزيد، لكن الخطة العامة هي نفسها، وهذا لا يؤثر على صحة التشاكل. وبما أن الطيور ظهرت قبل 250 مليون سنة ، والثدييات ظهرت بعدها بـ 50 مليون سنة، فإنه توجد تشاكلات بين الطيور، وكذلك توجد تشاكلات بين الثدييات، وبشكل عام توجد تشاكلات بين كل الأحياء، احيانا تتضح وأحيانا تختفي بحسب درجة القرب والبعد، لكن توجد تشاكلات بينها، وذلك لأنها في الأخير تنحدر من سلف واحد وحيد.

ويذكر الدكتور أنه كما تم تعديل وسمكرة جناح الخفاش، الذي يشاكل يد الإنسان، كذلك الامر في السحلية الطائرة، لكن التعديل والسمكرة فيها وقعت على الأضلاع، اذ تم تعديلها وتمطيطها بحيث أصبحت شبيهة بالأجنحة، وتدعم اغشية مثل أغشية الخفاش. هذه تعتبر مشاكلة والخطة العامة محفوظة وموجودة.

وبالنسبة لجمجمة الإنسان فهي تتكون من 28 عظمة، هذه العظام ترتبط ببعضها بدروز صلبة، مثل السستة، وفيها عظمة واحدة كبيرة متحركة هي عظمة الفك السفلي. في جماجم الثدييات قد تصغر إحدى هذه العظيمات او يجري لها تعديل ما، لكنها في الأخير نفس عدد العظام 28 عظمة. كل هذا دليل على حدوث التطور. ربما يأتي خلقوي يقول أن هذا ليس بالضرورة، فربما الله اعتمد طريقة في الخلق بحيث جعلها نفس العدد هنا وهنا وهناك، لكن إذا جمعنا هذه الاشياء مع الأدلة التي سبق ذكرها والأدلة القادمة ستصبح هذه المقاربة الخلقوية ضعيفة جدا ولا تستطيع ان تفسّر، ومن ضمن الاشياء القادمة ما يختص بعيوب التصميم، ولا يمكن أن ينسب العيب إلى الله تعالى. وهي عيوب حقيقية تراها وتلمسها بيديك، وما من عالم محترم إلا ويقول لك أن هذا عيب. لكنها في الحقيقة ليست عيوب تصميم، إنما هي منتوجات التطور، وهنا يستطيع التطور أن يُقارب هذه المسألة بطريقة مفهومة ومعقولة وعلمية، بينما الخلقوية لا تستطيع وتفشل تماما.

الرد : إذا كانت الطبيعة تخطئ فهذا يعني أن الله يخطئ، سبحانه وتعالى، الله يخلق ما يشاء فعلا، فـ 28 عظمة هذه في جماجم الحيوانات والطيور، هذه معجزة أن نرى الأشكال تختلف والعدد واحد، لكن الله ليس مضطرا لها، بدليل أن هناك مخلوقات تعيش وتخاف وتدافع عن نفسها وليس فيها جماجم ولا عظام، كالنباتات والبكتريا والرخويات، هذا يجب أن يوقفنا لنتأمل، لو كان هذا من نتيجة انتخاب طبيعي لكانت كل الأحياء لها عظام أو كلها ليس لها عظام، لا أن تتنوع هكذا بين نبات وحيوان وأحياء دقيقة وذوات عظام ولاحمة ونباتية و ولودة و بيّاضة، بل إن تفصيل أو توزيع الأحياء عند العلماء مشكلة ومحل اختلاف، بسبب تداخل الخصائص والميزات.

نحن إذن أمام اله يخلق ما يشاء، وكل واحد من هذه المخلوقات قادر وقوي وليس عليه خطر انقراض ومتناسب مع الكل، وليس متشاكلا مع الكل إلا في كونه من الأحياء، فانظر إلى الأجنحة مثلا، لو كانت خاصة بالطيور ومن الريش فقط لكان هذا يدعم نظرية التطور، لكننا نجد أجنحة من الجلد، وأجنحة منزلقة لا تطير لكنها تنزلق من الأشجار العالية، ونجد الطيران في الحشرات وبعض الأسماك والطيور، إذن أيها الذي ابتكر الطيران؟ بل إن لكل طائر طريقة في الطيران لا يشاركه فيها أحد، فطيران العصفور ليس مثل طيران الهدهد ولا مثل طيران الحمام ولا مثل طيران النورس، وهكذا حتى طيران الحشرات يختلف من حشرة لأخرى في الكيفية والنوعية والأداء. الطبيعة تقدم لنا الاختلاف ولا تقدم تشابها بقدر ما تقدم اختلافا، بل تقدم اختلافا من التشابه الشكلي، إذن آيات الله تكمن في الاختلاف.  

الكلام عن الصدف العمياء تجعل الأفق ضيقا جدا، بينما نحن أمام أفق واسع ومتنوع في الميزات والتجهيزات والخصائص المفردة، هذا يدل على خالق بديع، لأن المجال الذي قد يحدث من الصدف والذي لا يمكن حدوثه للتطور بالمنطق سيكون ضيقا جدا، ولا يقدّم هذه الاختلافات التي كلها مبدعة وقوية لدرجة انه لو خلا الجو لواحد من هذه الأنواع لملأ الأرض، إما نملا أو طيورا أو أسماكا. وهذه الأحياء تعيش على أحياء أخرى و في كل مكان على ظهر الأرض أو في قعر البحر، و لكل كائن يوجد من يعيش عليه ومتخصص به، لئلا تحدث هذه الإنفجارات التعدادية، كل هذا التوازن لا يلقي له التطوريون بالا ولا يدرسونه، ويأخذون كل حيوان بمفرده، بل حتى النباتات لا يهتمون بها، اهتمامهم منصب فقط على السمكة ثم القرد ثم الإنسان.

أكثر الحيوانات مثلا لها أرجل، بينما الأفعى ليس لها أرجل، ولم يضرها ذلك ولم ينقص من أداءها، إذن الله ليس مضطرا لشيء، والطبيعة تشير إلى ذلك، فكل ما قلتَ أن هذا الشيء ضروري عند الكائن الحي، وجدتَ كائنا آخر ليس عنده هذا الشيء ومع ذلك لا تنقصه براعة. مثل ريش الطيور وجناح الوطواط، ومثل أرجل الحيوانات وانزلاق الأفعى، فبنفس السرعة التي يفر فيها الجرذ تختفي بها الأفعى.

(الدقيقة : 25 الثانية : 15) يعرض الدكتور لسؤال قد يعرضه أحد الناس، وهو أن الخفاش ثديي تطور بحيث يطير بجناحين جلديين غير مريّشين، السؤال لماذا لم يتطور باتجاه ن يكون له ريش؟ سيكون أكثر رشاقة ولياقة في طيرانه. هذا السؤال يعجب به التطوريون ويرون أنهم أسعد في الجواب عنه من الخلقويين. فيجيبون ببساطة بأن الخفاش ليس منحدرا من الطيور. جده البعيد لم يكن طيرا، بل كان حيوانا ثدييا. فلو كان منحدرا من الطيور لأصبح له ريش ولطار كما تطير الطيور، لكنه ثديي وفيه أغلب صفات الثدييات، مثل الولادة والإرضاع، فهو لا يبيض، مثله مثل الحيتان والدلافين الثديية والمنحدرة من ثدييات وليس من أسماك. وهنا يؤكد التطوريون أن التشاكلات هي مسألة عائلية. فمن أي عائلة أنت سأعرف بأي اتجاه سيتجه تطورك، فالخفاش من عائلة الثدييات، اذن اتضح مساره ولن يكون له ريش، لأن الريش من خصائص الطيور، وبالتالي تطوره منطقي تماما.

الرد : لماذا يحتاج الخفاش إلى ريش؟ هل تنقصه الرشاقة وهو كما وصفنا بطيرانه؟ هذا الخفاش بحد ذاته إذا تأملناه ينفي فكرة التطور الناتجة من عجز وضعف، فالله يخلق ذبابا يطير أفضل من أي طائر حتى، بل يتمتع بطيران خلفي، ويخلق صقرا يطير بسرعة 300 كلم ويُجري معركة أثناء الطيران، ويخلق خفاشا ليس فيه ولا ريشة حتى. ما دام التطوريون يقولون أن الريش هو ما يخفف وزنه، ويطير أبرع منها كلها، بل ويستخدمه للتدفئة والوقاية من المطر، ولو كان ريشا لما عزله، فأيهما الأفضل؟ النظرة للأحياء تبطل كل أفكارهم الهندسية، أرجو ألا نفكر بعقلية الهندسة الصناعية ونسقطها على الطبيعة، حضارة الإنسان بدأت من ضعف وصُدَف, وأكثر مخترعاتها ومكتشفاتها صدف، لكن هذا لا ينسحب على الطبيعة المعجزة, إحتراما للعلم والعقل.

وكيف يعرفون جد الخفاش ولا يعرفون الطيران نفسه؟ أليسوا يشترطون للطيران ريشا لأنه خفيف؟ هذا الكائن يطير بجلده بشكل أبرع من ذوات الريش، فبماذا يصنفونه؟ ثم سؤال : هل يصنفونه طيرا أم يصنفونه ثدييا؟ ولماذا التركيز على الناحية الثديية دون الناحية الطيرية؟ هل كونه ثديي أكثر أصالة من كونه طيرا؟ وكونه ثدييا تطور من ثدييات، فلماذا الحالة الثديية اصيلة وبقية الحالات قد تكون متطورة؟ لماذا لا يوجد حيوان تطور وأصبح ثدييا أو العكس؟ ما المشكلة؟ بهكذا نحل مشكلة ومعضلة الحوت كونه ثدييا يعيش في البحر ولم يخرج مع الخارجين. داروين يرى ان الحالة الثديية شيء ثابت ويشبه المقدس، فافترض أن عجلاً وقع في البحر فتحول إلى حوت، فكيف لثديي أن يعيش في البحر خلافا لنظريته الثديية؟ فالحالة الثديية والبيضيّة أشياء ثابتة لا تكاد تتغير أو تتطور عندهم. ولماذا لا يكون الحوت والخفاش كانا يبيضان ثم تطورا وصارا يلدان وانحلت المشكلة؟ هذا يدلنا ان النظرية مبنية على اساس نظرة الانسان، ففكرة التطور موضوعها الحقيقي هو الإنسان وليس الأحياء كلها، لأن الإنسان ثديي.

كيف يكون التحول إلى ثديي علامة تطور؟ إنها علامة تراجع، لأن الحالة البيضيّة أفضل، فالطفل يكون أكثر اعتمادا على نفسه، ولا يثقل على امه، فهو كامن في بيضته حتى يفقس.

لو جعل داروين اللأمر أسهل عليه من افتراض سقوط العجل في الماء، بأن يقول أن الأسماك بيّاضة كما هو معروف وتطور منها جزء أصبح ثدييا وهي الدلافين والحيتان والفقمات، وهذه انتقلت بجهازها الثديي إلى البر وأصبحت عجولا وبقرا ثديية، خصوصا وان الحيتان والدلافين تتنفس الهواء، أي أنها جاهزة للخروج الى البر، وهذا أكثر ذكاء ومعقولية من افتراض داروين أنها عجول سقطت في البحر، ويستفيد كذلك من التشابهات بين الحيوانات الثديية والدلافين والحيتان، وهكذا تصبح النظرية أكثر وجاهة وأحسن تسلسلا بدلا من الأكشن الذي صنعه داروين بسقوط العجل الانتحاري في الماء وتحوله إلى دلافين وحيتان، خصوصا وان التطور يسير إلى الأمام، هذه وجهة نظر لتحسين نظرية التطور المليئة بالسقوط. إني أقدم هنا خدمة مجانية للتطور ورفعه من كبوته. فيكون السيناريو كالتالي : الأسماك بعضها تطوّر وصار يلد، وكبر حجمها لان الحمل يحتاج إلى حجم كبير، خصوصا مع وجود اسماك القرش وغيرها التي تتغذى على الأسماك وبيوضها، فاقترح الانتخاب الطبيعي أن تكون الأطفال في داخل البطن اسلم لها، وهذا اقتضى أن يكبر حجم هذا النوع من السمك، فصارت الحيتان والدلافين كلها ضخام، ولأنها تتنفس الأكسجين الخارجي فكان من السهل عليها أن تستقل عن البحر ومشاكله وبدأت تخرج لها أطراف وأرجل كما في حالة الفقمة مثلا ومشيها على الساحل، لاحظ التشابه الذي أورده الدكتور بين الهيبو والحوت، فهو يخدمنا في هذا السيناريو أيضا، وكذلك العظام الصغيرة في حوض الحوت. ثم تحولت إلى عجول وهيبو، ومن الهيبو ظهرت أنواع الجواميس ثم الأبقار والغزلان والأغنام وظهر الغوريلا الذي ظهر منه الشمبانزي الذي ظهر منه الإنسان الأول. كل القصتين هراء لكن الثانية أنسب من قصة العجل الساقط، وأرجو الاحتفاظ بحقي الفكري في السيناريو الثاني الأكثر معقولية.   

من افترض أن الثدييات لا تطير كلها؟ أليس الخفاش يطير مثل الطيور؟ لماذا لا يُسمى طيرا؟ أليس يلد كالبقرة؟ لماذا لا يسمى ثدييا؟ لماذا رجّحوا واحدة على الأخرى؟ هنا تم إسقاط حالة الطيران ولم تدخل في التصنيف. ألم اقل أن الطبيعة محيّرة ومعجزة حتى على التصنيف؟ وبالتالي من أراد أن يسمّي الخفاش طائرا فمعه حق، ومن أراد أن يسميه حيوانا ثدييا فمعه حقّين، لأنه بلا ريش وثديي ، لكن هيّا رجّح أيهما أصح علميا؟ هذا مستحيل. إذن الطبيعة تحيّر العلماء، وهي أكبر من عقولنا، لأن هذه التصنيفات غير علمية، طيور وثدييات وفقاريات الخ ، كل هذا غير علمي، وليبحثوا عن تصنيف علمي إن استطاعوا، هذا تصنيف تقريبي وليس علمي. كيف يُعتَبَرون علماء و هم لم يستطيعوا أن يصنفوا الأحياء الموجودة الآن؟ وكيف سيعرفون ماذا كانت عليها أجدادها قبل ملايين السنين؟ شيء مثير للضحك على من يسمّون علماء مع الأسف، وما هذا إلا بسبب الإلحاد، أي الهوى، تماما مثل من يعرف نسب شخص لا يعرفه ولا يستطيع أن يصنفه.

إذا سلمنا بهذا التصنيف، فعلينا أن نصنف الدلافين والحيتان بأنها حيوانات برية ونخرجها من تصنيفها كأسماك. وكيف يكون الحوت من الثدييات؟ هل يريدونا أن نتناسى تشابهه مع الأسماك؟ أيهما اقرب للحوت : الهيبو أم السمكة؟ الطفل يستطيع أن يصنفه كسمكة كبيرة، لا في شكله ولا انسيابيته ولا في هيكله العظمي ولا في زعانفه ولا في معيشته. إذن سقط التصنيف كله إلى برمائيات وثدييات وطيور وأسماك الخ، بل توجد حيوانات تكسر هذه التصنيفات كلها، مثل حيوان خلد الماء، فهو يشبه البط بمنقاره، ولكنه يبيض ويرضع، بينما العادة أن الوَلُود يرضع، وذيله يشبه ذيل القندس، ويشبه البرمائيات إذ أن أرجله الخلفية فيها مخالب سامة، وهذا من صفات دفاع البرمائيات عن نفسها. فهيا إجمعوا العلماء ليصنفوه! هم صنفوه بكل بساطة بأنه ثديي، مع أنه يبيض، كيف ثديي ويبيض؟ نحن أمام نظرية كسر التصنيفات القديمة كلها. الله معجزٌ في خلقه.

لو كان التطور نتيجة لانتخاب الأحسن، لصنفته الطبيعة من الثدييات، فلماذا تجعله يبيض؟ أو صنفته من الطيور؟ أليس التوليد والتبييض هما أحسن الخطوط عند الطبيعة؟ وهما طريقان سلكهما كل المتطورين، كيف يأتي هذا النوع الذي يجمع بين الخطين؟ وليس عنده لا خلل ولا مشكلة؟ إذن نظرية التطور مبنية على أساس الضعف البشري والتطور الحضاري البشري، بينما الطبيعة تضحك من هذه النظرية التي لا تستطيع ولا حتى أن تصنفها.

أن تكتشف الطبيعة الريش أصعب من أن تكتشف تمطيط الجلد والعظم، أليس كذلك؟ لو كان هناك تطور لكانت أكثر الطيور ذوات جلد وأنواع متطورة جدا هي التي اكتشفت الريش من هذه الأنواع ذات الأجنحة الجلدية، لأنه هو الأقرب للمنطق، بينما التطوريون بنظريتهم يجعلون الطيور واكتشاف الريش مبكرا جدا! لو كانت المسألة انتخاب وارتقاء طبيعي لكان على الأسهل، ولما وجدنا الخفاش وحده من يتمتع بجناح جلدي، أن تخترع الصدف العمياء شيئا جديدا يدعى ريش أصعب عليها من أن تمطط جلدا موجودا وتطيل عظاما موجودة. بدعوى السمكرة، وهذا أيضا ينفي النظرية كلها عند الباحث عن الحق فقط وليس الباحث عن الهوى. وكيف تطورت الثدييات من الأسماك مع أن أمهم السمكة تبيض؟ لماذا لم يسيروا تبع منطق التطوريين هذا؟

(الدقيقة : 30 الثانية : 25) يتكلم الدكتور عن حشرة (حمار قبّان) أو Pill Bug، هذه الحشرة لها نوعان، وهذان النوعان متشابهان إلى حد كبير في الظاهر وفي بعض السلوكيات، ولكن عند التدقيق توجد بينهما اختلافات تثبت أن أصولهما التطورية مختلفة عن بعضهما البعض، فالنوع الأول وهو حمار قبّان القشوري قادم من أصول مائية قشريّة، بينما الأخرى متطورة من البر. فالنوع الأول القشوري المنحدر من أصول مائية يتنفس بالخياشيم، وهذا ما يثبت انحداره من أصول مائية. أما النوع الآخر فينتمي إلى الدودة الألفيّة، اذ تحتوي كل حلقة من حلقاته على أربعة ازواج من الزوائد، بينما النوع القشوري يحوي على زوجين فقط في كل حلقة. ويذكر التطوريون أن بين النوع البري والدودة الألفيّة مئات التشابهات، مما يثبت أنه منحدر منها.

هذا المثال يستفاد منه في موضوع التشاكل، إذ أن نوعي حمار قبّان المذكورين متشابهان لدرجة كبيرة لا يمكن التفريق بينهما بشكل سريع. مع العلم أن كلا النوعين يعيشان في البر، ولا يعيش النوع القشوري في الماء، بل تطور وخرج من الماء إلى البر واصبح يعيش على البر وخياشيمه موجودة. ويقول الدكتور أنه رغم التشابه الكبير بين النوعين إلا أن هذا الفرق المذكور بينهما لا يمكن تفسيره إلا بالتطور.

الرد : يجب البحث عن وظيفة كليهما، وسنعرف حينها سبب اختلافهما رغم تشابههما. ربما نجد أن صاحب الخياشيم هذا يستطيع أن يعيش في الوحل والمستنقعات، هذا كل ما في الأمر. يجب أن يكون التفسير بالوظيفة التي نراها أمامنا إن كنا أصحاب علم ولا نقفز كما يقفز التطوريون ويرجمون بالغيب إلى ملايين السنين والأنساب والأصولية العلمية. يجب التوقف عن استخدام الأصولية العلمية وعلم الأنساب، لأن هذا يُخرج من يستخدمه عن العلم أساسا. العلم هو أن نبحث عن الظاهرة التي أمامنا فقط و نحاول معرفة وظيفتها بلا افتراضات، ومن بحث وجد.

الفرق بين أي كائن وآخر يشبهه تجده في الوظيفة، تماما كالفرق بين الماعز والضأن، سيقول أحدهم لي بسرعة أن كلاهما يعيش على الحشائش، أقول له نعم لكن هناك فرق بين الماعز والضأن في الوظيفة، فالماعز وظيفتها أكل النباتات العالية وأوراق الاشجار، لذلك هي متسلقة وتحب التسلق وتحب أوراق الأشجار، أما الضأن فبالعكس تماما، تحب الحشائش الأرضية، لذلك اختلفا في التكوين، مع أن كلاهما يسمى أغناما، فصارت الماعز أكثر رشاقة وليس لها إلية، ولا تجد ماعزاً سمينة، لكنك تجد شاة سمينة. على الأشياء الواضحة تُقاس الأشياء غير الواضحة وتُفهم بهذه الطريقة، وهذا هو الفهم العلمي، لا أن نقفز إلى ملايين ومليارات السنين ونخبط خبط عشواء وندعي أننا أصحاب علم.

(الدقيقة : 32 الثانية : 5) يتكلم الدكتور عن القشريات مثل الجمبري والسرطانات، والتي منها السرطانات الناسكة وهو من القشريات الكبيرة، يهتم به اليابانيون، وهناك نوع من السرطانات اليابانية وجوهها تشبه إلى حد كبير وجوه مقاتلي الساموراي، وهذا شيء حيّر العلماء، فحينما تراه تجده بنفس شكل مقاتل الساموراي تماما، وهذا بسبب انتخاب خليط بين الانتخاب الطبيعي والصناعي، حيث أن الصياد الياباني حين يصطاد هذا النوع من السرطانات الناسكة يهابه ويكرمه ثم يتركه، بينما الأنواع الأخرى تؤخذ وتؤكل، وعلى مدى الزمان بقي وتكاثر هذا النوع. هذه السرطانات أصبحت بهذا الشكل من خلال طفرة ما جعلتها هكذا، وبهذا الانتخاب الصناعي أُعطي فرصة أن يعيش ويتكاثر. طبعا اليابانيون يفسرون ذلك بأساطيرهم إذ يقولون ان روح الساموراي دخلت الى البحر وهكذا، وكل هذا كلام فارغ. والعلماء طبعا لهم موثوقية وكلام أكثر علمية من هذه اللغة الأسطورية. 

الرد : ليس فقط هذا الكلام فارغ ، بل كل الكلام فارغ. إن مشكلتنا الحقيقية هي في الموثوقية والثقة.

كيف يقول الدكتور أن هؤلاء اليابانيين بنوا أساطير حول هذا التشابه وهو يتكلم عن أسطورة أعجب من كل الأساطير؟ هل بقاء ذلك السرطان متوقف على رحمة الصياد الياباني؟ هل نسي الدكتور سعة البحر؟ معروف أن كل الجزارين في العالم يذبحون الذكور من الأغنام وغيرها، اذن لماذا لا تكثر نسبة الإناث في مواليدها على طريقة الساموراي وهي حيوانات محصورة في حظائر الإنسان وليست في بحر طويل عريض؟ ما مساحة وما حجم صيد الصياد؟ إنها لا شيء. لماذا يكون في مثال الدكتور الانتخاب صناعيا وفي مثالي لا يكون الانتخاب صناعيا؟

اليابانيون يصيدون سمك الماكريل من آلاف السنين، فهل انقرض؟ وطبعا الإنقراض خرافة أخرى، فنحن نكافح الحشرات ليل نهار ومع ذلك لم تنقرض، لكن التطور يحتاج إلى هذه الخرافة، خرافة الانقراض، ليبني عليها الفكرة الخرافية والاخرى وهي البقاء للأقوى، وهي الفكرة التي يهواها الملاحدة كمبرر لاجتياح حقوق الضعفاء من الشعوب بحجة أن هذا فعل الطبيعة. بينما الطبيعة ليست مبنية على الصراع، بل على العكس، مبنية على التكافل.

(الدقيقة : 33 الثانية : 5) يذكر الدكتور أنه إذا قارنّا بين الهياكل العظمية والهياكل القشرية للقشريات، نجد من الفروق ان الهيكل العظمي للكائنات البرية يكون داخليا، ويتم حمل البدن الرطب عليه، بينما الهيكل القشري عكس ذلك تماما، فهو هيكل صلب خارجي ويحتوي سائر البدن اللين في داخله.

الرد : هيكل القشريات هو الأفضل، فلماذا لم ينتخبه التطور؟ أما الهيكل العظمي فهو لا يحمي، وهذه عثرة أخرى في سبيل التطور. المفترض أن يكون الإنسان كائن قشري مثل سرطان البحر وله عضلات داخلية ودرع يحميه، فكيف الانتخاب الطبيعي يترك الأفضل إلى غير الأفضل والتطوريون يقولون أنه يختار الأنسب والأفضل؟ التطور دائما يتجه للأفضل، وإلا لا يسمى تطوراً، بل تحدراً. لو كان في الطبيعة صراع لاحتاجت للتطور، لكن ليس فيها صراع.

العجيب أنه كلما ننظر لما يسمونه تطورا، نجد أن الحالة السابقة للتطور هي أفضل من الحالة الجديدة، فهل نسميها نظرية التدهور؟ أليس الانقسام الخلوي أفضل من حالة التبييض؟ أليست حالة التبييض افضل من حالة الولادة؟ الإنسان على قمة التطور وهو في قمة الضعف البدني.

نظرية التوازن والقصر هي ما تفسر هذه التناقضات افضل من نظرية التطور، فالإنسان أعطي عقلا لكن قُصِر من ناحية بدنه، فهو من ناحية البدن من أضعف المخلوقات، النملة تحمل عشرة أضعاف وزنها، وهو لا يطير ولا يجري كما تجري بقية الأحياء، وحواسه تعتبر ضعيفة بالنسبة لبقية الحيوانات وجسمه ضعيف وطفولته طويلة، ولا يملك أي وسيلة دفاعية في جسمه، لا قرون ولا مخالب ولا أنياب ولا سموم، ولا حتى جري سريع. هذا نفهمه من نظرية التوازن الإلهي ولا نفهمه من نظرية التطور. أعطونا كائن واحد اقترب من المثالية حتى نصدق بنظرية التطور.

لو وجدنا مخلوقا يتحرر من قانون القصر لآمنتُ بالتطور، فالكلب مثلا يستخدم اسنانه في القتال ولا يستخدم يديه كما يستخدمها القط أو الفهد، أعطوني كلبا أو ذئبا يستخدم أسنانه ويديه بنفس الوقت، لا يوجد. أو حيوانا مفترسا وله أجنحة يطير بها، وله قرون، فهكذا نفهم التطور، لكن لا يوجد، لأن قانون القصر التابع لقانون التوازن هو الذي يعمل. قال تعالى (من كل شيء موزون).

(الدقيقة : 35 الثانية : 20) يذكر الدكتور كما قال في بداية الحلقة أن هناك سيمترية في القشريات، فبالنسبة للخُطّة الحَلْقية مثلا، مثل ما لدينا في الهيكل العظمي ففي الهيكل القشري أنابيب صغيرة صلبة تشكل دوائر أو حلقات كل حلقة ترتبط بالتي قبلها والتي بعدها، تماما كما ترتبط العظام في الهيكل العظمي بطرقها الخاصة تلك ترتبط أيضا. ثم هناك الخيط العصبي من البداية حتى النهاية، لكنه يختلف من ناحية أنه يسري في الجهة البطنية وليس العلوية، بينما عندنا معروف كيف يسري الخيط العصبي، فهو يجري في الجهة الظهرية. كذلك إذا تأملنا رؤوس القشريات بمختلف أنواعها نجد زوائد خمسة، تزود هنا او تقصر هناك، لكن عددها خمسة. هذا مما يؤكد أن كل هذه القشريات لها جد مشترك واحد. اذ أن لديها نفس الهيكل ونفس النظام ولها خمسة أطراف في رؤوسها. وهي : قرين الإستشعار الأول، وقرين الإستشعار الثاني، ثم الفك السفلي، ثم الفك العلوي الأول، ثم الفك العلوي الآخر. في كل القشريات يتكرر هذا النمط. هذا يؤكد أنها انحدرت من جد واحد مشترك.

الرد : إذا كنا سنتكلم عن المشاكلة في الحيوانات، فعلينا أن نتكلم عنها في الطبيعة المادية أيضا، كالمنحنى الطبيعي مثلا، وقوانين الطبيعة كقوانين الضغط والحرارة والبرودة التي تسري على الجميع، إذن ليقل القائل بهذا أن الطبيعة المادية أيضا نتيجة تطور وانتخاب طبيعي، مع أنه لم تكن هناك طبيعة تنتخب. هذه هي مغالطة التطوريين الجزئية، فهم يطبقون نظرية التطور على الأحياء وعلى الحيوانات بالذات، وكل حيوان يؤخذ كوحدة تطورية مستقلة، ويهملون الوظيفة وعلاقتها بالآخرين. إنها مغالطة الاجتزاء. كل الحيوانات لها أفواه بفك علوي وفك سفلي، فهل هذا يعني أن لها جد مشترك واحد؟ هذه تسمى مقتضيات الوظيفة، إذا اتحدت اتحد الشكل أو الجزء من الشكل. فالثعبان ليس له أيدي ولا اقدام، والحصان له يدان يستخدمهما في الجري، لكن النسر يستخدمهما كجناحين، اختلفت وظيفة الأقدام عند الاثنين وانعدمت عند الثعبان، لكن لكل هذه الثلاثة فم، وهذه حتمية وظيفية، لأنه وسيلة التغذية.

ما ذكره الدكتور يعني أن وظيفتها متشابهة، مثل التشابه بين البقر والضأن والماعز والغزال والوعل. فكلها لها قرنان اثنان، فهل هذا يعني أنها انحدرت من أصل واحد مشترك؟ أم أن الوظيفة والتسخير هو ما جعلها تتشابه؟ إنها كلها حيوانات نباتية ولها أعداء. نقطة التلاعب في هذا الكلام هي إهمال دور الوظيفة، وتحويل هذا التشابه إلى أصل مشترك وليس إلى وظيفة مشتركة تقتضي أن تكون بينها تشابه.

قرون هذه الحيوانات لها وظيفة، وهي الحماية والدفاع عن الصغار والنفس، وهي تعيش في قطعان، ولكن ليس لها دفاعات خلفية، وهنا نقطة الضعف وعملَ قانون القصر عمله، فقانون القصر هو الذي ينتج نقاط الضعف في أي مخلوق، وهذا لكي تعيش المفترسات عليها ولا تنقرض.لا يوجد حيوان متكامل، ولا حتى الإنسان، وهذا لا يعتبر عيبا ولا نقصا، لأن كلمة "عيب" يحددها ما تنظر إليه أنت، إذا كنت ستنظر إلى الحيوان نفسه فستراه عيبا، أما إذا نظرت إلى البيئة الحية كلها ستجدها ميزة للتوازن، أن يكون في كل مخلوق نقطة ضعف حتى لا يسيطر على الكل، وهنا مغالطة التطوريين، ينظرون إلى كل حيوان ككائن لوحده ويرسمون له خريطة تطورية. هم يعرفون التوازن البيئي لكنهم يهمّشونه عن عمد لأنه لا يخدم الإلحاد في الأخير، بل يخدم الإيمان بإله نظر إلى البيئة ومصلحتها ككل، فوازَنَ بين مخلوقاته حتى لا يطغوا في الميزان، بل حتى في عالم الصناعة بعضهم يتقصّد أن يضع نقطة ضعف في الجهاز أو المنتج لكي يستمر الطلب عليه بقطع الغيار، بعبارة أخرى تطورية : حتى لا ينقرض المصنع. إذن الضعف هو سر البقاء وليس القوة. مثلما أن ضعف المنتج في هذه النقطة جعلته أكثر تسويقا وبالتالي حفظَ المصنع من الفناء. كذلك في الطبيعة لا بد أن يحمل كل أعضائها نقاط ضعف حتى تبقى الطبيعة والحياة متوازنة. وهذا يجعل فكرة التطور فكرة عبثية، لأنه لو كان هناك تطور لانقرضت الحياة. وهذه يفهمها أهل العقول الرزينة ولا يفهمها أهل الهوى.   

(حتى نهاية الحلقة) يذكر الدكتور أن هناك مشاكلة على المستوى الجيني و DNA ، وهي مشاكلة قوية وعميقة، وهي موجودة بين كل المخلوقات الحية، حيوانات ونباتات، فهي ليست فقط بين الانسان والشمبانزي، بل حتى بين الإنسان والتفاح، وكذلك الدراق والقرنبيط والموز. لكنها تقترب وتبتعد حسب اقتراب وابتعاد الأنواع، فإذا وقع تطور بالفعل يجب أن تكون المشاكلة أقرب كلما اقترب نوعان من بعضهما تطوريا، فينبغي أن تكون المشاكلة بين الإنسان والشمبانزي هي الأقوى، وإلى الآن هذا هو الثابت. وطرق التثبت من هذه المشاكلة تقع على مستويات كثيرة تجريبيا وكل مستوى له طريقة اثبات تختلف.

ويذكر الدكتور أن المشاكلة يمكن أن تقع على مستوى عدد الكروموسومات مثلا، لكن هذه خطة غير معتمدة، لأن الاختلاف في زوج واحد منها يُنهي المشاكلة. ويمكن أن تكون المشاكلة على عدد الجينات، وهنا نفس الشيء في الكروموسومات نجد المقاربة ضعيفة، لأن الاختلاف في جين واحد من 30 ألف جين تنتهي المشاكلة. لذلك العلماء لا يعتمدون على المقاربة في هذين المستويين، لكن المستويات التي يعتمدها التطوريون هي اولا : المشاكلة على مستوى الشيفرة، أي كيفية تشفير البروتينات المختلفة، أي طريقة وأسلوب ولغة التشفير وليس ما يُشفّر له. فالمشاكلة على مستوى البروتينات ليس هو المقصود، مع أنه مهم كمستوى للمشاكلة. نجد أن أسلوب وكيفية التشفير في الحيوانات والنباتات واحدة. نفس الأسلوب في النبات والحيوان.

ومستوى آخر هو المشاكلة من خلال حروف الـ DNA وترتيب القواعد النيتروجينية، وهو في كل الكائنات بنفس الطريقة. ويقول الدكتور أنه هنا يأتي الخلقوي أو التكويني ويقول هذا مفهوم لأن هذا هو أسلوب الخالق وهو المعتمد دائما، مثل الكاتب او الشاعر الذي يكتب قصصا او اشعارا مختلفة لا تشبه واحدة منها الاخرى، لكن المشابهة تتم على مستوى التشفير، اذ يشفّر لهذه المعاني الشعرية بنفس حروف اللغة الثمانية والعشرين، ويكتبها بالقلم، ولا يعني أبدا ان هذه القصيدة خرجت من رحم هذه القصيدة، ولولا هذه القصيدة ما خرجت هذه القصيدة. أو كاتبا يكتب كتابا في الفلسفة وكتابا آخر في الوراثة الجزيئية، وهذا حقل وهذا حقل ولا علاقة بينهما. ويذكر الدكتور أن كل ما سبق مقبول، لكنه سيعجز أن يفسّر مسألة الإقتراب والإبتعاد التي يفسّرها التطور، فالتطور يستطيع أن يخبرك لماذا هذا اقرب ولماذا هذا ابعد، فهذا أقرب لوجود جد قريب له مشترك قبل 5 مليون سنة، بينما هذا ابعد قليلا لأن له جد مشترك قبل 7 مليون سنة، فالأول على المستوى الجيني سيكون اقرب من الثاني، وهذا يعني وجود التطور، ولا يعني أسلوب الكاتب الواحد أو الخالق الواحد.

الرد : موضوع الجينات والـ DNA تابع وليس أساس. والتابع تابع حتى للوظيفة، بل وأثبتت التجارب ان الجين يعمل حتى لو نقل من حيوان الى حيوان اخر، ويخضع لذلك الحيوان، اذن هو وظيفي، ولم يبين لنا الدكتور بالضبط النقاط المعيارية في موضوع الجينات، نحن نعرف أن جينات الفأر تشبه جينات الإنسان إلى نسبة 99% أكثر من القرد، ونحن نعرف انه من ناحية كثرة الجينات أن جينات الأرز أكثر بمئات الآلاف من جينات الإنسان المتطور جدا، إذن ما هو المعيار؟

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق