السبت، 28 سبتمبر 2013

رد على فكرة أن القرآن من وحي الشيطان, ومقارنة بين الإسلام والمسيحية.



رد على مقال منتشر يحاول إثبات أن القرآن من وحي الشيطان:


نص المقال:

نبى الاسلام محمد بالفعل كان مشهورا بانه الصادق الأمين الذى رفض مجاراة قومه فى عبادة الاصنام .. انه لم يكن كاذبا ولكنة ببساطة ووضوح كان مخدوعا

تخيل انسان يذهب يختلى بنفسه لوحدة فى غار فى الصحراء الداخلية هى غار حراء .. كان يجلس بالساعات هناك وحدة يتامل و يفكر و يقرا .. المهم فى هذا الاختلاء يقرر الشيطان ان يقوم بخدعة كبرى للبشرية عن طريق هذا المعتزل فى الصحراء .. الم يخدع الشيطان البشرية وضللها بعبادة الاصنام وبافكار بوذا وكنفوشيوس وعبادة النار وغيرها وغيرها فلماذا لا يزيدهم دين جديد
ان الشيطان يجد فى هذا المختلى بنفسة فى غار حراء فرصة ذهبية ليضلل المليارات من البشر كعادة ابليس .. فظهر الشيطان لمحمد على اساس انه جبريل وقال له انا جبريل الملاك وانا من عند الله وطبعا ابليس كذاب وابو الكذاب ويقدر بالفعل ان يظهر فى صورة ملائكية خادعا كاذبا .. انه يقدر بسهوله ان يتنكر فى ذى ملاك وهو الشيطان الرجيم
ان القبور والصحراء المعتزله مرتعا كبيرا للشياطين وكم من اناس مسهم الجن ودخلت فيهم الشياطين وكان هذا بسبب وجودهم فى جو مظلم منعزل قريب من القبور او فى الصحراء الداخلية فهذا مشهور ومعروف جيدا وغار حراء مناسب جدا لان يظهر ابليس فيها لانسان معتزل عن الناس هو محمد ويقول له انا جبريل بينما هو ابليس الرجيم متنكرا مخادعا فى هيئة ملائكية
والان ما هو الامر والمعجزة التى سيعملها ابليس كى يوهم الناس ان رساله محمد التى اعطاها له هى من عند الله؟؟؟
ما هى المعجزة التى يمكن ان يخدع بها ابليس محمد وكل العرب بسهوله موهما اياهم انه جبريل الذى يعطى وحيا لمحمد الذى اختاره الله رسولا؟؟؟ هل يقيم لهم موتى ؟؟ ابليس لا يقدر على ذلك .. هل يشفى مرضى ؟؟ ابليس لا يقدر على فعل هذا ايضا .. ماذا عن البلاغة والخطب والكلام ؟؟؟ حقا انها فكرة رائعة فلا يوجد امهر من ابليس فى صنع وتزويق واحتراف فن الكلام .. وليضاف الى الكلام لمسه سحرية كى يبدوا مختلفا عن اقوال البشر بل ومتفوقا على كل البشر اجميع فيخدعون ويعتقدون انها من قوة اعلى منهم فتكون من عند الله لانهم عجزوا عن الاتيان بمثله
المعجزة هى القران

وكان اثبات ان محمد نبى كان عن طريق كتاب هو القران تحدى العرب ان ياتوا بمثله فعجزوا عن ذلك ونتيجة لهذا صدقوا ان محمد نبيا من عند الله
لقد قارن العرب كتاباتهم بكتاب القران فوجدوه متفوقا عليهم فقالوا اذن هو من عند الله

لكن فاتهم امر هام جدا جدا ... ان تفوق كتاب مثل القران على كتاباتهم جمعاء ليس معناه انه من عند الله وليس دليلا باى حال من الاحوال على ذلك ..... بل يمكن جدا ان يكون من عند ابليس الذى هو بالفعل متفوق على البشر جميعا فى هذه النقطة بالذات كما انه يتفوق على البشر فى نقاط اخرى كثيرة
هل يختلف اثنان على ان ابليس وجنوده يتفوقون على كل العرب بل على كل سكان الارض مجتمعين فى اشياء عديدة كالذكاء والمهارة والقدرة والقوة والسرعة وعدم التعب وقوة الافكار و دقة الاستنتاج وتزويق الكلام وتنميقة.. الخ ..... وايضا فى الفصاحة واللغة .. انها خبرة ملايين السنين ..
فمثلا اذا قارنا بين الشيطان وبين امهر العداءين الحاصلين على ميداليات ذهبية فى الجرى ونط الحواجز لتفوق الشيطان بما لا يقاس على هؤلاء المهرة العداءين مجتمعين
واذا دخل الشيطان فى مسابقة شعرية بينه وبين اعظم شعراء العصر ترى من سيتفوق بما لا يقاس باسلوب اكثر قوة وابهار؟؟؟
اذن معجزة القران ان كانت متفوقة على كل كتب العرب مجتمعة فهذا التفوق لا يعنى انها من عند الله بل يمكن جدا ان تكون من عند ابليس الذى يريد تضليل الناس وهو بالتاكيد متفوق على كل العرب جميعا فى الفصاحة واللغة والشعر والنثر والبلاغة .. بل يعرف حقائق علمية لا يعلمها البشر عن الشمس والنجوم والفلك وغيرة .. انه داهية الدواهى .. وحتى اذا افترضنا ان بالقران اعجاز علمى فهذه الامور يعرفها الشيطان جيدا عن الارض والشمس والنجوم و مراحل الجنين وغيره فلماذا لا يزود كتابه باشياء يعلمها جيدا ويعرف ان البشرية تتقدم فى العلوم باستمرار عندما تكتشف اشياء جديده تنطبق على القران يزداد ضلالها واضلالها .. السؤال هو: الا يقدر ابليس ان يفعل كل مانقوله هذا ؟؟؟ هل يقدر على لك ام لا؟؟
مثلا: المسيح الدجال
يوجد بكتب اهل السنة كالبخارى اقوال عن المسيح الدجال الذى سيكون عمله بحسب الشيطان ويعطى ايات وعجائب ويضل الكثيرين وكل هذه المعجزات هى اشياء يتفوق بها المسيح الدجال على البشر جميعا مجتمعين فينخدعوا نتيجة لذلك
فلماذا لا يشابه وضع محمد وقرانه وضع المسيح الدجال الذى يضل بقوة مبهرة للناس ويتفوق بها عليهم وهى من عند ابليس فيضل الناس معتقدين ان هذا الشى من عند الله طالما هو امر متفوق عليهم وتبهرهم هذه القوة فى الدجال التى لا يمتلكوها



الرد:

يا سبحان الله! مرة يقولون أن محمد مخادع كذاب , ومرة صادق مخدوع, ومرة سارق من الفرس, ومرة يكون كاتب القرآن هو وأبو طالب, ومرة شاعر ومرة مجنون ومرة كاهن ومرة مصاب بالتهاب الفص الصدغي! يختلفون مثلما اختلف فيه قريش, هذا الاختلاف دليل أنه على حق, فلا يُختَلف إلا في العظيم الذي يكون أرفع من مستوى تفكيرهم, وإلا لاتفقوا على تخريج واحد, أما أن يكون مرة خادع ومرة مخدوع! ومرة كاذب ومرة صادق! هذا أمر عجيب!

أحسن ما في هذا المقال أنه اعترف بالإعجاز العلمي في القرآن, بعد أن جعل الشيطان يصنع المعجزات. الشيطان لا يوسوس إلا بالشر وليس بالخير, والقرآن سب الشيطان وشنع عليه, فكيف يُعبّد الشيطان من خلال القرآن الذي رد كيده إلى الضعف وليس إلى الأعاجيب كما فعل هذا الكاتب ذو الخلفية المسيحية كما يبدو.

على الكاتب أن يثبت أن الإسلام الحقيقي يؤدي إلى الفجور والضلال والكبر والكذب..إلخ من الشرور الشيطانية حتى يكون كلامه صحيحا, أي يثبت علاقة القرآن بالشيطان حتى يكون منه, وإلا ماذا يستفيد الشيطان من نشر دين يدعو إلى المعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى لعنه ويجرم التكبر والظلم والكذب والسرقة والغيبة والنميمة ويدعو إلى عبادة الله وحده؟ نفس الله الذي يعبده المسيحي, مع اعتراف القرآن بالأديان السابقة, فأين فائدة الشيطان؟! 

العرب كانوا يقولون بتنزل الشياطين على الشعراء, الذين كما وصفهم القرآن في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون, و هم كذلك, وكان لكل شاعر في الجاهلية قرين من الشياطين يوحي له بالشعر, كما يقولون طبعا وإلا لا حقيقة في ذلك, فالشيطان ليس مشغولا بنظم الشعر وليس عنده وقت للفن. و هل من وظيفة الشيطان أن يبرئ مريم العذراء ويدافع عن المسيح كما فعل القرآن؟! هذه حجة ضعيفة جدا بل إنها فكرة أشبه بالصبيانية في تفسير دين عظيم تقبلته البشرية, و إعجازه أن يُتقبَّل بلا معجزات مادية, وإذا كان الإيمان المسيحي مبني على معجزات حصلت قبل ألفين سنة, من يضمن له أنها حدثت؟ لكن القرآن إعجازه معه في كل زمان ومكان.

و إذا كان اعتزال الحياة الصاخبة والمليئة بالكذب والظلم عيبا وطريقا إلى الشياطين, إذن فكل الرهبان المسيحيين معرضون لخداع الشياطين حسب تفكير الكاتب لأنهم يعيشون حياة منعزلة في الأديرة وطول حياتهم مثلما عاش رسول الله في الغار منعزلا, فهل انعزال محمد ينتج الشياطين وانعزال الرهبان ينتج الملائكة؟! منطق عجيب!

محمد رسول الله دعا لله وحده ودعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و صلة الرحم رحمة اليتيم والمساكين والفقراء, فهل الشيطان يدعو إلى هذه الأمور؟! أم يدعو إلى الشرك والقطيعة والبخل والأنانية؟ الكاتب جعل الشيطان يعمل ضد مصالحه ويحارب نفسه حتى يتسنى له رفض الإسلام! كان يستطيع أن يرفضه بدون هذه اللفة العجيبة!   

ومقارنته بين محمد والمسيح الدجال مقارنة ساقطة, الكاتب ركز على موضوع الإبهار والإعجاز العلمي ونسي الفرق بين ما يدعو له محمد وما يدعو له المسيح الدجال إن كان حقيقة, الدجال لا يدعو لعبادة الله وحده ولا يدعو للصبر وشكر الله وإيتاء ذو القربى والأمر بالمعروف والاستقامة وصلاح النفس, هذه ليست طلبات الشيطان ولم يجتهد الشيطان لكي تتحقق في يوم من الأيام, لهذا فكرة الكاتب معطوبة من الأساس.

بل إن ما يدعو له القرآن أكثر منطقية وأخلاقية مما تدعو له المسيحية الحالية المحرفة والتي فعلا دخل فيها الشيطان وحرفها عن طهرها النبوي وتحولت إلى الشرك والخرافة وتعظيم البشر وإنزالهم منازل ألوهية, وزادت سوءا عندما ارتبطت بالعهد القديم حيث تهودت وصار مرجعها اليهود أعداء نبي الله المسيح عليه السلام. عليه أن يفتش عن الشيطان في المسيحية قبل الإسلام, المسيحية التي حرفها اليهود والرهبان والقساوسة, وما عقيدة الخلاص إلا فكرة شيطانية حتى لا يكون الإنسان مسؤولا عن شروره التي تحملها المسيح وصُلِب لأجلها بدلا عنه. وما فكرة وضع ابن لله إلا من الشيطان فالله لم يلد و لم يولد يكن له كفوا أحد وليس بحاجة للنسل ولا تكثير النوع فالله واحد يخلق ما يشاء, ومنطقيا كيف يكون قادر على أن يخلق كل شيء وخالد ثم يكون له ولد؟!

وإذا قبلنا بفكرة أن له ولد وله أم علينا أن نقبل بفكرة الزوجة, تعالى الله علوا كبيرا عن عالم البشرية الذي يبشر به المسيحيون, فعلا هم مبشرون فهم بشروا عالم الألوهية وجعلوه بشريا مثلهم! فإذا رأيت مبشرا مسيحيا أو سمعت به فتذكر تبشير عالم الألوهية! وإذا كان الله محتاج للولد لماذا يكون ولد واحد؟ بينما هم لهم أكثر من ولد؟! وما الخمر الذي تقره الكنائس و يعتق في الأديرة إلا رجس من عمل الشيطان لا يأتي بالخير على أحد, من الأمراض الكبدية إلى الحوادث والقتل وفقدان العقل, دين محمد عليه السلام حرم الخمر بكل أنواعها وهي التي تفتح عمل الشيطان, فكيف يكون متأثرا بالشيطان وهو يغلق الأبواب عليه في كل مجال؟! {إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى}. أين هذا من جمال عقيدة الإسلام ووضوحها إذا نظرنا للإسلام من خلال القرآن و ما والاه, تذكر عبارة المسيح: من ثمارهم تعرفونهم, فاعرف محمد من ثماره هل دعا إلى الخير أو دعا إلى الشر؟ واعرف الكنيسة من ثمارها, والأفكار هي قلب الثمار.

وهكذا فتش عن الشيطان في المسيحية و أمها اليهودية قبل أن تفتش في الإسلام, و لا أقصد كل الإسلام فالشيطان دخل من خلال كثير من الفرق أيضا, أنا أقصد كلام القرآن وما والاه وسار في ركابه فقط, هو الكتاب الوحيد المحفوظ كما أُنزِل. الشيطان لم ينزل على محمد ولا على عيسى, وإن كان نزل على كثير من الأتباع والمستغلين في كل الديانات التي هي في أساسها دين واحد هو عبادة الله وحده بلا شركاء وتسليم النفس له.

هناك 3 تعليقات :

  1. أصبت جزاك الله خيراً ,
    و لماذا اهتم الشيطان بأُناسٍ في حالة العرب ؟ يعبدون الاصنام ويشربون الخمر ويلعبون الميسر ويتقاتلون فيما بينهم ليأتيهم بقرآن باللغة العربية .
    اليس من الاولى ان يعمل الشيطان على تضليل المؤمنين من اليهود والنصارى فيأتيهم بكتب تتحدث بلسانهم بالعبرية او السريانية الآرامية . الحمد لله الذي هدانا للإسلام .

    ردحذف
    الردود
    1. الحمد لله رب العالمين

      حذف
  2. أصبت جزاك الله خيراً ,
    و لماذا اهتم الشيطان بأُناسٍ في حالة العرب ؟ يعبدون الاصنام ويشربون الخمر ويلعبون الميسر ويتقاتلون فيما بينهم ليأتيهم بقرآن باللغة العربية .

    ردحذف