الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

مقياس الجمال الشكلي والمعنوي عند البشر هو الطفل

في مجال الجمال، ذكور الحيوانات اجمل من اناثها، بينما اناث الانسان اجمل من الذكور بشكل عام، وذلك بسبب قرب الانثى من الطفل، لأن الطفل يأنس بمن يشبهه، لذلك المرأة ملامحها دقيقة وناعمة بشكل عام مقارنة بالرجال، وليس في وجهها شعر، وصوتها وجسمها ونعومتها تشبه الطفل، فلأجل هذا اصبح اصل الجمال من الطفل، ثم المرأة، ثم الرجل، فالطفل هو مقياس الجمال البشري، وهذا تسخير من الله للطفل بسبب طول فترة حضانته، وبسبب سعة شعوره، فالطفل شعوره واسع، بينما طفل الحيوان لديه علم وهو الغريزة، ففرخ البط يفقس من حينه ويسبح في الماء مباشرة بدون تعليم.

ذكور الحيوانات هي الاجمل بشكل عام، انظر إلى الديك وقارنه بالدجاجة، والأسد باللبوة، وذكر الطاووس أجمل من إناثه، وطيور الجنة ذكورها أجمل، بل حتى الثور أجمل من البقرة، والتيس أجمل من الماعز، وذلك لأجل تجميع القطيع والدفاع عنه والتميز عن الاناث.

لو عقدنا مقارنة بين الرجل والمرأة في جمال الشكل والملامح، لوجدنا المرأة هي أصل جمال الرجل، بدليل ان الرجل الجميل هو الأقرب ملامح للمرأة والطفولة، لكن من يقلد سلوك المرأة وتزينها وليونتها ودلعها يصبح مرذولا، حتى عند المرأة، وكذلك المرأة التي تتشبه بخشونة الرجال، مثل تنحية العواطف وغياب البراءة، هذا يفقدها طفوليتها أي يفقدها شيئا مهما من جمالها، لكن المرأة التي تعمل بيديها، لا شك ان هذا ليس له علاقة بالموضوع.

إن الجمال البشري مرتبط بالطفولة، ومقياسه هو الطفولة. لماذا؟ لأجل أن يحن ويعطف الكل على الطفل، حتى من غير أهله، بجاذبية البراءة والجمال والرحمة، الجمال عامل فعال في الجاذبية، فإذا لم تجذبك الرحمة جذبتك الملاحة والجمال، لهذا التقبيل أصلا هو للطفل، فتقبيل الرجل للمرأة هو من اجل الطفولية التي فيها. جسم الطفل يجعل الكبار لا يكتفون فقط بمشاهدته بل حتى ملامسته وتقبيله. لاحظ أن القبلة فيها شفط هواء، كأنها محاولة ابتلاع لهذا الجمال.

خفة الدم من مقاييس الجمال عند الجميع رجالا ونساء، وهي موجودة في الأطفال، كذلك البراءة، والروح المرحة، كل هذه صفات أطفال، وكذلك النشاط والحيوية، وهذه ميزات تحبها المرأة جدا في الرجل، وكذلك الرجل يحبها في المرأة، ومرجعها الطفولة. فالأطفال كل حياتهم مرح، إذا كانت تقاسيم الرجل مقبولة ومعتدلة، وجسمه متناسق ورشيق، وبشرته مشدودة، فهذه مقومات الجمال، تؤخذ من مرحلة الصبا والطفولة.

لاحظ ان الرجل المفرط في ملامح الذكورة يكون أقل جمالا، مثل كثرة الشعر وضخامة العضلات والبطن وثقل الصوت. من لديه وجه طفولي يستمر جميلا نسبيا حتى لو كبر في العمر، بل حتى صغار الحيوانات جميلة، لذلك صغر الحجم يعتبر من مقاييس الجمال، وهذا مقياس غير منطقي، أقصد الجاذبية لهذا الصغر غير مبررة، وأي ميزة غير مبررة منطقيا هي تسخير إلهي، إنها رحمة بالصغار من كل نوع، وإلا فكيف اصبح الصغر مقياس جمال؟ مع أن الصغير مشروع حياة قد ينجح وقد لا ينجح، بينما الكبير مشروع نجح في الحياة، لكن الجاذبية للصغير اكثر، وهذا تسخير يدلنا على رحمة الخالق سبحانه وتعالى الذي سخر للطفولة بالإضافة إلى الرحمة والمصلحة، جاذبية الجمال، لذلك من أبشع الأشياء هي القسوة على الصغار عند كل البشر.

كأن الطفولة مرحلة لها قدسية ومكانة عند الناس أيا كانوا، سواء كانوا أباء وأمهات او لم يكونوا، وسواء كانوا من اهل بلدك او اغراب، لا بد ان يكون لديهم رحمة وجاذبية للطفولة، بدافع الجمال والرحمة، ومن أجمل الأشياء في العالم إنقاذ الطفل، إذ يتسابق الجميع أقارب او أغراب في إنقاذه، ومن أوجع الأشياء سماع بكاء الطفل، خصوصا إذا طال، ومن أجمل الأشياء ضحكات الطفل، فسبحان الله ما أكثر نعمه وتسخيره ما نعلم منه وما لا نعلم، وهكذا نعلم مدى عظمة الله وجماله ورحمته وحنانه.

حب الجمال درجة، لكن حب خالق الجمال ألف درجة.  

مقاييس جمال المرأة هي التناسق وخفة الوزن، أي أقرب إلى الطفل، تجد عيون الطفل صافية، وأعين الأطفال حوراء، ولذلك وعد الله المؤمنين في الجنة بالحور العين، أي الأعين الطفولية البريئة. أصل الجمال البشري يأتي من الطفل، وذلك لكي يهتم به الجميع ويرحمهم ويساعدهم. ولماذا أصبحت المرأة تشبه الطفل؟ لأنها هي أم الطفل وأخته، تحب ما يحب الطفل، وهذا تسخير من الله للطفل لكي ترعاه المرأة. لذلك هي الأقرب بالشكل للطفل من الرجل، وكذلك المرأة تشبه الطفل في صوتها. حتى يأمن الطفل ولا يستنكر.

المرأة لا شك تحب علامات الرجولة وتكره ان يكون متصفا بصفات انثوية، لكن الكلام هنا عن الجمال وليس عن الاختيار، لأن المرأة مهما كان تريد رجلا قويا، قال تعالى على لسان احدى بنات الشيخ (ان خير من استأجرت القوي الأمين)، الرجل أيضا لا يريد المرأة المفرطة في النعومة، بل يريد امراة قوية ومتمكنة، وتتحمل، هذا طبعا تدخل فيه عوامل أخرى، لكن سؤالنا الأساسي هو ما منطلق الإحساس بالجمال بالبشري؟ منطلقه هو الطفل. فأفضل جمال الإنسان هو الطفل. وهل هو منطلق منطقي أم لا؟ ليس منطقيا، بل تسخيري، لا يستقيم ان يكون هناك معيارين للجمال متناقضين احدهما عند الرجل والأخر عند المرأة.

لا شك ان المرأة يعجبها الرجل ذو البشرة الصافية، والرجل لا شك أنه تعجبه المرأة ذات البشرة الصافية، ولا شك ان الطفل بشرته صافية، فهو المقياس. مقياس الجمال البشري. بل حتى في مقاييس جمال الحيوان تنسحب نفس مواصفات الجمال البشري، مرجعها طفل الحيوان، لهذا الحصان العربي صار اجمل الخيول لأن حجمه اصغر من غيره وأكثر تناسقا، ورأسها صغير، وشفتيه رقيقتين، لذلك أجمل الحيوانات عند الإنسان هي صغارها، قياسا على حالته البشرية.

(بمناسبة اليوم العالمي للطفل)

هناك تعليقان (2) :

  1. مايشوه الجمال هو التصنع انا تعرفت على فتاه جميله لكن التصنع الذي تسلخ بها نفسها عن طبيعتها جعلتني انفر منها مثلا تحاول نطق الحروف بتغنج يخالف طبيعتها لذالك اجزم على القول ان الابتذال يقتل الجمال حتى الثقيل على النفس بطبيعته اجمل من المتصنع بالنسبه لي ، الان ايهما تفضل جمال مع تصنع متكلف مبتذل ام جمال مع شخصيه طبيعيه وثقيله نوعا ما على نفسك ؟

    ردحذف
    الردود
    1. حتى محاولة تغنج تلك الفتاة بتغيير نطقها للحروف، هو لكي تشابه الأطفال بنطق الحروف، أي أنها ترغب بأن تكون جميلة.. وهذا يؤيد نظريتي وإن كنت لم تقصد. وأتفق معك بخصوص الشخصية الثانية، يكفيك أنك تعرفه كما هو، اما المتصنع دائما فلا يكاد يُعرف ما هو ولا ما يكره ولا ما يحب، زيادة المجاملة مشكلة.

      حذف