الخميس، 8 نوفمبر 2018

محدودية علم الإنسان "فوق كل ذي علم عليم"

فكرة تنحية الله عن الحياة والطبيعة فكرة لا دينيين يعتقدون أن الإله خلق قوانين وتركها تعمل بشكل آلي, وبالتالي يمكننا من خلال العلم أن نفهم كل شيء حولنا, لكن فوق كل ذي علم عليم, العلم الذي نعرفه والذي نستطيع أن نعرفه ليس هو كل العلم, فالكون ليس مغلقا بمجرد دراسة قوانينه نفهم كل شيء, فقد يكون هناك علم آخر يكسر علمنا و لا نستطيع أن نعرفه, وترى هذا في خوارق كثيرة لا يستطيع العلم تفسيرها بل تخالفه, مثل ظاهرة أن الديك أحيانا إذا قطعت رأسه يركض بتوازن لبعض الوقت وهو بلا رأس, ومثل النخلة المفرغة من القلب مع ذلك على قيد الحياة وتثمر, ومثل توقيت نزول المطر الذي لا يمكن توقعه بالضبط, ومثل القدرات الخارقة عند بعض الناس مثل من يستطيع أن يصف شكل غرفة نومك وهو لأول مرة يعرفك أو الأعمى الذي يعرف ما حوله ويصفه لك مع أنه لم يلمسه أو يسمعه.., هذه الظواهر التي تبدو خوارق كأنها آيات من الله تشير إلى أننا مهما تعلمنا فلسنا "قادرين عليها", وهذا لا يعني أن علمنا غير صحيح بل هو صحيح لكن قد يوجد علم آخر لا نعرفه, علمنا ومنطقنا الذي نعرفه هو ثابت لكنه قليل {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وبنفس الوقت مرتبط بالظواهر وليس بالماهيات {ظاهرا من الحياة الدنيا}, لهذا لا ننفي إمكانية وجود علم آخر لا نعرفه فالله على كل شيء قدير, وقد يكون يخالف علمنا الحالي مثلما أن العلم في الآخرة يخالف منطقنا الدنيوي, لكن هذا لا يعني أن كل من ادعى علما يخالف المنطق نصدقه, فالكذابين والدجالين كثر, فمن ادعى علما بشيء يخالف المنطق الذي نعرفه عليه أن يثبته ويوضحه بشكل مفهوم مثلما أن العلم الذي نعرفه مفهوم, أما مثلما يقول علماء الملاحدة من خرافات أن الشيء قد يوجد في مكانين في وقت واحد أو أن 2+2 قد يساوي خمسة فهذا مخالف لمعيار المنطق وبلا إثبات, فهو لم يرنا أنها صارت خمسة بل فقط قالها هو بلا أدلة واضحة ولا نظرية مفهومة, لهذا نرفضها لأنها خالفت معيار المنطق ولم تقدم منطقا بديلا مفهوما أفضل من منطقنا الحالي الذي خالفوه.   

وهذه بعض الأسئلة حول ظواهر لم يستطع العلم الحديث تفسيرها :

ما هي الجاذبية؟ وهل فعلا هي التي تحرك الكون؟ 

ما هو المد والجزر؟

لماذا الشمس عند الغروب يتغير لونها وحجمها؟

ما هو تسوس الأسنان؟

لماذا المشتري ليس الأبعد عن الشمس بموجب الجاذبية؟ ولماذا الكواكب تدور في مدار ثابت ولا تقترب من الشمس؟

ما هو قانون نزول المطر؟ وماداموا يعرفون قوانينه لماذا ليس منتظم؟ لماذا تأتي مواسم جفاف ومواسم مطر؟ ولماذا لا يستطيعون التنبؤ بنزول المطر بالضبط؟ أليسوا يعلمون؟ 

ما هو الزمن؟ 

ما هي الحركة؟ لماذا تتغير الأجسام مع الحركة بل وتكون شيئا آخر, فالهواء يكون نسيم عليل مرة ومرة يدمر مدن!

ما هي الزلازل؟ ما هي الأعاصير؟

ما هو البترول وكيف تكون؟ ولماذا لا يعيدون تكوينه في المختبر؟

هل الكون منظم أو غير منظم؟

كيف يتكون البرق؟

ما سبب ارتفاع الماء في النبات؟

ما سبب بقاء نخلة حية مع أنها مفرغة من القلب؟

ما سبب حركة الديك أو ذيل البرص مع أنه ميت أو مقطوع؟

هناك 14 تعليقًا :

  1. استاذ وراق اتمنى ان اجد اجابه شافيه عن سؤال اتعبني وكل الاجابات التي احصل عليها تكون غير منطقيه لاداعي للاطاله اليك سؤالي . كيف الله الذي وسعت رحمته كل شيء او يسن قوانين مؤلمه وقاسيه لمايحصل بعالم الحيوان شاهدت جاموسه مع صغيرها تتجول بالسهول البريه واذ بأسدين مختبأن بين الحشائش وعند الاقتراب هجموا على الام وصغيرها ينظر الى الأم لايدري ماذا يفعل امام وحوش متخصصه للقتل والفتك وتم التهامها امام صغيرها وجاء اسد ثالث وقتل الصغير وكيف جعل الله الضباع طريقة افتراسها من اقسى ماوجد بعالم الحيوان وتصميمها بشكل وحشي فك قوي قاسي يلتهم احشاء الفريسه وهي حيه اليس هذه قسوه وكلاب بريه مسكت ارنب وتعاركوا عليه واحد ماسكه من رأسه والأخر اسفل بطنه واذ بالارنب ينقسم الى نصفين لماذا هذه القسوه والعذاب وكيف تقنعني بأن من سنن هذه القوانين القاسيه سيكون رحيما حليما ؟ وارجوك ابتعد عن الاجابات التقليديه ،، حكمه ،، هل عندك بديل اخر ،،،لايحق لك السؤال عن حكمةالله اريد اجابه تزيل الغباش عن عيني ومقنعه ولايجوبها شك ،، اتمنى الاسراع بالرد ونا متابع لك واجزم بأن ردك سيكون ذو اهميه بالغه

    ردحذف
    الردود
    1. هذا سؤال كان يزعجني في ما مضى قديما، والان لم يعد يزعجني، لأني كنت أنظر نظرة جزئية فقط لمشهد حيوان يفترس حيوان، لكني لم أنظر إلى مشاهد القتل التي نقوم بها نحن وأنت كذلك، من قتل الحشرات والجراثيم ونهنئ بعضنا بعضا بقتلها، وهي لها حياة مثل حياة الجاموس والبقر والارنب تماما، بل نحن نمارس القتل لأجل القتل ولا نأكلها، بينما هي تفترسها لتأكلها لأنها جائعة، ويأتي بعدها طابور من الاكلة والمحللات لبقية الجثة، هذا الافتراس لو توقف لصارت كوارث بيئية، انظر الى كثرة الجرذان وانتشارها في المدن، وسببه قلة القطط والثعالب وانشغالها بالأكل من الزبائل، فأصبحنا في خطر حقيقي، لا تنسى أن الجرذان تنقل الامراض الخطيرة، سوف ترحب بمثل هذا الافتراس، لكنك لن ترحب بإفتراس ثعلب لأرنب او فهد لغزال صغير. أليس هذا تناقض؟ وأنت تقتل يوميا الجراثيم بالمبيدات والصابون والمنظفات؟ انظر معاناة الهند من الجرذان والفئران والقرود قديما على الاقل، بل انتشار الطاعون في الهند كان سببه عدم قتل الجرذان والفئران، مما اضطر غاندي لسن قانون للتخلص منها.

      اذن هذه الفكرة عاطفية ولا تصمد لتعميمها، اذن الافتراس نعمة توازنية من الله، فالبرص (الوزغ) يفترس الحشرات الطائرة، تخيل لو قلت اعداده ماذا سيحصل؟ تخيل لو ان المفترسات كلها توقفت عن الافتراس حتى ترضى عاطفتك الإنسانية، ماذا ستكون الحال؟ وإذا توقفت المفترسات عن الافتراس سوف تموت من الجوع هي المسكينة، الا تستحق اللبوة المسكينة او الثعلب الجائع الرحمة؟ والذي لا يأكل للأسف إلا اللحم؟ ثم أنت ألا تأكل اللحوم والأسماك؟ أليست الحيوانات تذبح حتى نستمتع بلحمها وشحمها؟ ام أنك نباتي؟ اليس النبات مسكين له حياة وأنت تقضي عليه؟ ما ذنب الجزر المسكين تقلعه من الأرض وتقضي على حياته؟ اذن سيموت هذا الانسان العاطفي من الجوع، اذن دمعة على هذا الانسان.

      أريد أن أريك أن مثل هذا التفكير الذي لديك هو القاسي وليس الله هو القاسي، فقد يقسو الانسان على نفسه ويحرّم على نفسه منتجات اللحوم، ثم يتمادى في تفكيره، فيحرم أيضا الالبان ومشتقاتها، لأنها لأولادها وليست للإنسان، أيضا العسل ما ذنب النحلات التي تصنعه لأجل اطفالها وليس لنا نحن؟ كذلك البيض أيضا، اذن ماذا نأكل؟ اذن لا يحق لك أيضا ان تقضي على حياة نبتة او شجرة حتى تأكلها، لأن هذا قسوة، ولأن لها حياة تماما مثل حياة ذلك الارنب الذي هو أيضا مفترس لأنه يقضي على حياة الجزر، اذن سيموت الانسان جوعا من شدة الرحمة، ويقال "هلك من شدة رحمته" ..

      يتبع

      حذف
    2. هذا ما يؤدي اليه التفكير المادي، الذي صوّر ان النحل تصنع العسل فقط لاولادها، وان الحليب تدره المواشي فقط لأولادها، وأن ثمار الفواكة فقط لاستنبات البذور، هنا يتناقض الأخلاقي مع المادي، اذا دخل الانسان الأخلاقي على هذا الفكر المادي، سيجد انه معتدي، فهو يسرق من الدجاجة بيضها ومن الخروف روحه ومن البحر سمكه، ومن النبات بذوره وحياته ولم تعد تنفع الفاصولياء للبذر مرة أخرى، لأنها قد طبخت، اذن هو مفسد وعليه ان يتوقف عن كل هذه الجرائم حتى يكون أخلاقيا، وحتى يكون أخلاقيا وعقله مادي فعليه أن ينتحر جوعا أو يتخلى عن اخلاقه، اذن المادية تدعو للتخلي عن الاخلاق، لكن نظرة القرآن أن هذا كله تسخير من الله للإنسان سواء بشكل مباشر، مثل ما يأخذ اللبن والعسل والبلح، او غير مباشر ما تقوم به المفترسات لأنه يؤدي الى توازن بيئي يخدم الانسان بالأخير، فاللبن الذي تدره البقرة اكثر مما يحتاجه عجلها، لكن لبن الفرس هو على قدر فلوها (صغيرها) فقط. لماذا كثرة اللبن عند البقر وقلته عند الخيل؟ انه التسخير. ولماذا النحل تنتج كل هذه الكميات من العسل وتجعلها في متناول يد الانسان حتى، وتبني خليتها على غصن مستعرض عرضا كأنه لافتة، تقول: تعال خذني. وكذلك الدجاجة تبيض بتلقيح او حتى بدون تلقيح، إنها رحمة الله التي لا يعترف بها الماديون، والذين يدورون في حلقة من التناقضات، فكما رأينا قبل قليل لا يمكن ان تجمع بين الاخلاق والمادية.

      ثم من ناحية أخرى : مغالطة أخرى يقع فيها الماديون في اسباغ الشعور الإنساني على الشعور الحيواني، فأنت وأنت تنظر الى الفيلم، كأنك تنظر إلى إنسان، وتسقط مشاعرك على هذا الغزال او الارنب، مع ان الواقع مختلف بين الشعور الإنساني والشعور الحيواني، الخروف يُذبح وهو لا يدري أنه يُذبح، وهذا يختلف عن وضع إنسان يٌحكم عليه بالقتل، لأنه يموت الف موتة بسبب شعوره وخياله قبل أن يُقتل.

      الغزلان تمر من عند الأسود وهي رابضة فلا تخاف منها، تخيل أن البشر يمرون من عند الأسود الرابضة! لا يمكن، بسبب فرق الشعور بين الانسان والحيوان، الانسان هو المخلوق الذي يجب ان يُرحم أكثر من الحيوان، لأنه قد يموت ألف موتة وهو لم يمت بعد من شدة القلق والخيال، من هنا تخيل فظاعة الحروب التي لا تتوقف بين البشر.

      المفترسات دائما تصطاد الضعيفة والمريضة والصغيرة من القطيع، والتي يمكن تعويضها، ولا تقتل القطيع كله بل فريسة واحدة تكفي لكل الأسود، وتأتي بعدها الضباع والغربان والنسور، وبعد ذلك الحشرات والديدان حتى تنظف المكان بالكامل، بل حتى العظام تأتي نسور تتغذى عليها، لو كانت الحيوانات تعاني من الرعب والخوف لما مرت من نفس المكان الذي تمر منه في طريق هجرتها وهي تعلم ان المفترسات بانتظارها هناك كل عام، ان الهجرة تسخير لهذه المفترسات، حتى تؤدي الى التوازن، فأسماك السلمون تقفز عكس تيار النهر حتى تذهب الى المرتفعات لتكون قريبة من الدببة حتى تغذيها قبل بياتها الشتوي، انظر الى التسخير، والقطيع لا يفنى ابدا بالمفترسات بل يُنقّى.

      حذف
  2. اشكرك على الرد استشف من كلامك ان الحيوان غير واعي بالخوف والالم مثل الانسان فأنا اقيس الامور من مقياسي الخاص بي كانسان وهذا هو الخطاء الذي قعت به بينما الحيوان كائن غير واعي لا بالخوف ولا بالالم على الاقل مثل الانسان ، الحقيقه لااحد يعرف شعور الغزال وهو يؤكل من طرف ضبع او اسد او فهد ربما لو توصل العلم لقياس شعور هذا الغزال لاراح قلوبنا المرهفه انا سألتك هذا السؤال ليس خوف ورحمه على الحيوان بشكل خاص انما راودني سؤال مخيف حول ماذا سيصنع الله بالبشر اذا كانت هذه المفترسات المتوحشه المخيفه خلقها الله على هذا النحوا المؤلم فكيف سيفعل بنا بعد الموت بصراحه انا خائف من رحلة مابعد الموت وابكي كل ليله خوف من انواع التعذيب الذي سيحصل لي ولغيري من البشر هل هذا الخوف طبيعي ام مجرد تهويل وخيال واسع لاني دائما اعطي لنفسي المجال الواسع للتخيلات لدرجة اتخيل اني احترق بالنار واتعذب والله ينظر لي ويضحك بطريقة العصابات لاأعرف ماذا اقول لك انا خائف من الله وعذابه واسف ان بدر مني تعبير لايليق بالخالق لكن ماذا افعل اين اهرب هل اختبىء باحد الكهوف بالصحراء واموت هناك بدون علمه هل سيجدني ويخرجني هل هناك كلمه طيبه منك تكون كالبلسم على الجرح فاغير تفكيري المتشائم

    ردحذف
    الردود
    1. هنا الآن أنت تخاف خوفا سليما، الخوف عند الإنسان يحتاج إلى إدارة أيضا، كثير من الناس يخافون من الناس ولا يخافون من الله، إن الخوف من الله ومما بعد الموت هو الدافع الوحيد للإيمان، والله مدح هذا الخوف، قال تعالى (إنما يتذكر من يخشى)، وقال (وأما من جاءك يسعى وهو يخشى)، والخيال نعمة حتى يجعلنا نتخيل شيء غير موجود الان، لذلك الانسان مُحاسب حتى على خياله، لأنه يملك خيال والحيوان لا يملك خيال، وهو نعمة بحد ذاته، لأن الخيال هو نتيجة للعقل، والعقل نتيجة للشعور، الخيال يرتب أحداثا ويجعلك تعيشها بموجب خبراتك السابقة، الحيوان لا يملك هذا، لذلك الإنسان سوف يُحاسب على خياله، لأنه امتداد لعقله، قال تعالى (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله). الفرق بين الخيال والتصور، هو أن احداث التصور احداث منطقية، بينما الخيال لا يتقيد بالمنطق، هذا هو الفرق بين التصور والخيال، فأنت تتصور شكل منزلك بموجب المخطط، لكنك تتخيل قصة خرافية أن الشوارع تتحرك والقمر يكلم الشمس، والأشجار تتعانق، هذا خيال. وهناك خيال علمي، ويمكن الدمج بين التصور والخيال، مثل ما فعلت أنت.
      وعلى هذا فالحيوانات لا حساب عليها في الاخرة، لأنها مسخرة وليس لديها حرية اختيار ولا اخلاق، لأن الاخلاق تحتاج الى عقل وتمييز، لذلك الانسان محاسب بموجب ما اعطي من حرية اختيار وشعور مميز وعقل وتصور وخيال وذاكرة. راجع سلسلة مواضيع (الفرق بين عقل الانسان وعقل الحيوان) في المدونة.

      يتبع..

      حذف
    2. الله ماذا يريد من عذاب عباده كما قال؟ هو لا يريد عذابهم، إن الطريق إلى الله هو السهل، والطريق إلى غيره هو الصعب، قال تعالى (فسنيسره لليسرى)، إذن لا داعي للقلق، هنا تأتي طمأنينة من الله للمؤمن، متى ما قرر هذا المؤمن أن يكون عبدا لله ويسلّم نفسه لله ويتبع كلام الله بدون انتقاء وبدون تأويل ولا توجيه، مثلما اسلم إبراهيم وإسماعيل والانبياء، هذا المؤمن يسمع كلام الله كما نزل، ويتبعه، كما قال تعالى (اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم) في هذه الحالة ستشعر بأمان من الله، وهذه أولى البركات القادمة من العالم الآخر، تبدأ تتغير نظرتك للحياة، وتبدأ لا تخاف من الموت كما كنت، قال تعالى (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية) وهذه الطمأنينة هو اول مكافأة على الخشية والخوف مما بعد الموت، لأنها أول شيء دفعه للإيمان، أقصد الخوف، فيأخذ أول جوائزه وهي الطمأنينة، وهي علامة على الطريق الصحيح وعلى رضا الله، لأنها هبة من الله، وها أنت ذا تخاف، الذي يخيفك هو عقلك، وكلما تزيد بإعمال عقلك تبدأ بالتشكك والخوف، لذلك اطلب الهداية من الله وليس من عقلك وحده.

      طمأنينة المؤمن لا تعني انه لم يعد يخاف من شيء ابدا، لأنه لو استقل الخوف لوحده لمرض الإنسان، ولو استقل الأمن لوحده طغى الإنسان، لذلك حياة المؤمن بين الخوف والرجاء، لكن القلب في طمأنينة. هذه الوصفة الوحيدة فقط للحصول على الطمأنينة، قال تعالى (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) واذهب ونبّش عن غيرها، لن تجد .. إن شئت أخذتها وإن شئت تركتها .. لكن هذه نصيحة مجرب،

      أنا كنت في السابق مثلك، وكنت استفظع ان يعذب الله الناس بالنار، ولا أدري كيف سيكون حسابه وكنت أخاف ان أكون على الطريق الخطأ، فمن يضمن لي؟ الطمأنينة لم احصل عليها بعقلي، بل جاءت من نية العبودية لله والاستسلام له، أما بعقلي او عقل غيري فلن احصل الا على مزيد من القلق او المشاكل، وهذا جربته وعانيت منه.

      يتبع ..

      حذف
    3. الله يعذب الخارجين عن الفطرة، وغير الخاضعين للعبودية من التكبر والطغيان الذي فيهم، وطغيانهم و شرهم يصل إلى الآخرين، الدين الحقيقي رحمة للناس وليس عذابا، لأنه هو الوحيد الذي ينفع الحائرين الباحثين عن الطريق الصحيح، لكنه لا ينفع الذين يعبدون ذواتهم ويريدونها عوجا، قال تعالى (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) حتى يرفع عنهم كل المشكلات النفسية والوجودية ويستبدل خوفهم أمنا، (يعبدونني لا يشركون بي شيئا)، الله يعذب الفاسقين والمجرمين والكاذبين والمتكبرين والكافرين والظالمين الذين لم يتوبوا، أما الخاضعين لسلطانه والمتواضعين لخلقه والمحبين للخير والشاكرين له على نعمه فهؤلاء يغفر لهم بل ويبدل سيئاتهم حسنات، ماذا بعد هذا الكرم؟ وأيضا ينصرهم ويعزهم ويحييهم حياة طيبة كما وعد، ومن اصدق من الله قيلا. فقط أسلم نفسك لله، هل في هذا مشكلة؟ هل هناك مشكلة ان تكون عبدا لله طول حياتك؟ اذا كانت هذه مشكلة فاشرحها.. واذا لم تكن عبدا لله فسوف تكون عبدا لغيره، سواء شيئا واحدا أو أشياء متعددة.

      لا تقلق سيأتيك الامن من الله، ليس مني ولا منك ولا من عقلك ولا من عقلي، أتمنى لك حياة طيبة، والحياة الطيبة لا تأتي إلا لعباد الله، أما غيرهم فمهما ادّعوا السعادة فهم يتخيلونها، ولا تأتيهم إلا للحظات وتعقبها حسرات وألم .. نسأل الله الهداية لنا ولك وللمؤمنين.

      حذف
  3. اشكرك من اعماقي استاذي الوراق وانا لا اسأل هذه الاسأله للتعنت مثل غيري بل لأرتاح فقط اتا تابعت الملحدين في هذا الخصوص صدقني انهم اخافوني اكثر واكثر يقولون الله لايرحم الحيوانات التي جعلها هدف للوحوش الضاريه يحاولون ايصال لنا رساله ان الله سادي ووحشي خلقنا ليعذبنا هذا هو التصور الالحادي البشع عن مانشاهده في مايعرف الطبيعه فهم يزيدون الطين بله والحائر حيره اكثر دائما سهامهم موجهه للخالق بشكل مباشر لدرجة انهم نسبوا جرائم هتلر لله وحده وكأن هتلر مجرد رجل الي ينفذ اوامر الله بالقتل والابادات بل انهم يبثون فيديوهات لجرائم الحروب بين الناس ويكتبون عنوان اين رحمة الله وعدله تخيل هذا هو فكرهم السقيم التافه ولا كأن الله خلق لهم العقول والطريقين الشر والخير وقد اختاروا الشر بصراحه لااحب ان اتابع الملاحده في مواضيعهم فهم دائما ابرياء والله هو الظالم برأيهم ، واسف على تشعيب المواضيع

    ردحذف
  4. لم تعلق على كلامي رغم انتظاري

    ردحذف
    الردود
    1. آسف على تأخري بالرد، لأني قمت بنشر ردك على أن أرد عليك ولكن شغلتني شواغل حينها ونسيت ان ارد، ولست متضايق ابدا من تشعباتك، لأن المعرفة في التشعبات، المعرفة لا تكون معرفة الا بالترابط المنسجم بينها، وهذا هو المنهج الصحيح لبناء المعرفة، لا أن تقدّم بشكل منفصل عن بعضها، كما تقدّم كبسولات الادوية.

      وأنا سعيد جدا بأنك تبحث عن المعرفة الحقيقية، وبهذا الرفض الشعوري لأفكار الملاحدة وتوجهاتهم، وهذا علامة خير بإذن الله، وأسال الله أن يزيدك منها، وأدعوك إلى قراءة حواراتي مع ملاحدة وغيرهم في المدونة، لأنهم تقريبا استعرضوا كل أفكارهم فيها وتم الرد عليها، وإن بدا لك أي ملاحظة أو تشعب فعلى الرحب والسعة. أرجو أن تتحمل تأخري في بعض الأحيان، فالأمر أحيانا ليس بيدي. وشكرا لك واهلا بك دائما وأبدا .

      حذف
  5. الردود
    1. أهلا وسهلا بك عزيزي .. سأكون مسرورا لزيارتك المدونة مرة أخرى.

      حذف
  6. السلام عليكم
    الموضوع جداً جميل ليتدبر فيه الإنسان مكامن ضعفه وقلة حيلته، إتجاه أمور مازلنا نجهل كنهها وطريقة عملها، والأجمل أن الإنسان في طبيعته الثرثارة لايترك ظاهرة أو حدث إلا ويفسره على حسب مداركه وعلومه، ولانستغرب حينما نسمع من أجدادنا: أن السماء سقف وله أبواب، والشمس تغرب في بئر
    والنجوم عبارة عن زينة وستسقط يوماً كلها على الأرض وووالخ... من هذه التفسيرات البدائية للظواهر... جميل أن نبحث ونفسر دون أن نستحقر الإنسان ونثبطه ونعطّل خياله باسم أنه جاهل وقليل العلم لإنه لا يستطيع فهم عدة معادلات فيزيائية أو أنه لم يستطع حتى الأن أن يفسّر " حركة الديك أو ذيل البرص". يظل العلم الحديث هو الأمل الوحيد للبشرية، ولايمكن دحض جهوده في في محاربة الجوع والاوبئة والامراض المعدية، ولايمكنك عزيزي أن تستحقر العلم بهذه الصورة بحجة "معاييرك المنطقية"، نعم لايمكنك أن تنفي وجود علم آخر، لاكنك لاتستطيع أيضاً إثباته...

    ردحذف
    الردود
    1. الحقيقة أن الإيمان هو الأمل الوحيد للبشرية أولا، ثم العلم ثانيا، لأنه لا تحل مشاكل البشرية بالعلم وحده، لأنه تحميل للشيء ما لا يطيق. العلم مادي والانسان له نفس وروح. أنت الآن تتهمني بأني استحقر العلم بلا دليل، مع أني كما ترى أكن احتراما وتمجيدا للعلم الحقيقي ومجهودات العلماء، فلولا مجهوداتهم لما ركبنا الطائرة ولما اضئنا بيوتنا بالكهرباء ولما تواصلنا الآن عبر الانترنت. محاولة الاتهام هذه محاولة خاطئة، انا ضد محاولة إلباس الفلسفة لباس العلم، هذا ما انا ضده، من خلال النظريات التي لها بعد أيديولوجي اكثر من بعدها الواقعي. هنا أقول لك نعم، اما العلم الحقيقي الوصفي فأنا احترمه ربما اكثر من احترامك له، لأنك تخلط به ما ليس منه، وأنا لا أخلط، وأنت تحمّل العلم أمل البشرية، أنت الان لا تتكلم علما بل تتكلم فلسفة ووجهة نظر، تتكلم عن شيء لم يكن بعد، وأنا اقول لك أنه لا يمكن أن يكون، وكلامي وكلامك كله وجهات نظر وفلسفة، والعلم بريء منه.

      العلمويون يريدون ان يجعلوا فلسفتهم علما، وهذا من خلط الأوراق، العلم الحقيقي المحترم هو الذي يستفيد منه الانسان ويثبت مصداقيته كل يوم، سواء في بعض مجالات الطب او الهندسة او الرياضيات او الكيمياء او الميكانيكا او التكنولوجيا، لا احد يقلل من قيمة هذا العلم، بل لا يستطيع، فلا تمارس خلط الأوراق رجاء، النظريات عبارة عن فلسفات لها بعض الاستدلالات من الواقع، من يعارضها لن يعارضها الا باستدلالات من الواقع أيضا، اذن هي فلسفة في فلسفة، وفلسفة ترد بفلسفة، وليس علما يرد بعقل كما يريدون، فقوانين نيوتن وفيثاغورس مثلا نشاهدها على الواقع، وتقوم عليها تكنولوجيا وصناعات، اما فكرة مثل التطور ونزوح القارات، او الانفجار الكبير وغيرها، هذه وجهات نظر تحاول ان تستدل بشيء من الواقع، واصلا اية وجهة نظر تحاول ان تستدل بالواقع، وإلا فكيف تُعارَض؟ أما قوانين الطفو مثلا لا يمكن ان يعارضها أحد. كروية الأرض مثلا ودورانها، علم الهندسة كله لا يمكن ان يعارضه أحد، اما التاريخ فهنا تبقى وجهات نظر، الجغرافيا علم محض لكن التاريخ ليس علما محضا ولا ينطبق عليه الحكم، لابد أن نفرّق.
      العلم هو الذي يدرس الظواهر كما هي ويستفيد منها، اما الفلسفة فهي تحاول تفسير الظواهر، ولكنها تزيَّن بلباس مصنوع في مصانع العلم، التي تسمى نظريات علمية لأجل أن تدخل من الباب الخلفي للعلم بدعم الاعلام، أنا احترم العلم الحقيقي ولا اعترض عليه اطلاقا، والذين سعوا فيه وبذلوا مجهوداتهم فيه ترفع لهم القبعة، اما النظريات فهي وجهات نظر لك ان تعارضها او لا، وقابلة للتغير أصلا. لا يوجد بائع يعامل كل بضاعته بدرجة واحدة، وأنت لا تعامل كل مقتنيات بيتك بدرجة واحدة، فلماذا تعامل العلم بدرجة واحدة؟ سواء كان علما واقعيا يلامس حياة الناس وواقعهم، أو كان مجرد وجهات نظر تتلمس بعض الاستدلالات بالواقع وقابلة للتغير وأحيانا تُزوّر لها؟ لو كانت علما محضا لما سُميت نظريات، فعلم حساب المثلثات لا يسمى نظريات، لأنه قابل للتجريب، فهو يدافع عن نفسه بنفسه، أما النظريات تحتاج من يدافع عنها ويصرخ في وجه من ينتقدها، اما من ينتقد العلم فلا تجد أحد يصرخ ويتشنج في وجهه، بل يبتسم ابتسامة بسيطة ويتركه للواقع فهو كفيل بتعليمه، لأن العلم الحقيقي يفرض نفسه. انت لا تجد أحدا يعارض علم الجغرافيا مثلا او الهندسة او الميكانيكا او الرياضيات، لكنك سوف تجد في مجال النظريات من يعارضك، وستصرخ في وجهه "انك تعارض العلم!" وفي الحقيقة هو يُعارض نظرية قابلة لأن يتخلى عنها أصحابها او يستبدلوها بنظرية أخرى قد تكون معاكسة لها، العلم الحقيقي لا يتغير ولا يُستبدل، لكن النظريات قابلة للتغير، اذن لا ينبغي لك ان تعارض العلم الحقيقي ولكن يحق لك أن تبدي رأيك في النظريات لأنها قابلة للتغير، لأنها لم تأخذ صبغة العلم التجريبي. كيف تحولت النظريات الى علم وهي لا تزال تسمى نظريات؟ كلمة نظرية تعني وجهة نظر، من مادة "نظر" القاموسية، ونظر غير كلمة جرّب وطبّق، أي نظر بعقله، ومجال وجهة النظر هذه هو العلم، هذا كل ما في الامر، وليس لأن العلم أثبتها، وإلا لما سميت نظرية. والشكر لك ولست غاضبا كما قد تظن، لأن هذه فكرة سائدة وخلط سائد بين النظرية والعلم الحقيقي التجريبي.

      حذف