الخميس، 17 يوليو 2014

الأخلاق الحقيقية مرتبطة بالدين إن سقط الدين سقطت الأخلاق

هل هو صحيح أن العلمانية تنتج أخلاق؟ ما نراه من أخلاق العلمانية هي أن العواطف ضعف ومعوقات عن النجاح, وأن البقاء للأقوى والحياة صراع وأن الناجح هو من يهتم بمصلحته أكثر, وانظر للأمثال الشعبية في العالم من مثل : "من لا يظلم الناس يظلم", هذا المعنى نجده كثيرا, لكن نجد في الدين عكسه وهذا العكس هو الخلُق, إذن الأخلاق ليست من علمانية الشعوب والأمم (الجاهلية), وعلى ذلك فقس:
"إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب"
"ما أنا إلا من غزية إن غوت ** غويت و إن ترشد غزية أرشد"
"ومَنْ لَمْ يُصَانِعْ في أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ** يُضَرَّسْ بِأَنْيَابٍ ويُوطَأْ بِمَنْسِمِ"  
"اليد التي لا تستطيع أن تعضها قبلها"
"كل ما لا يأكلك وخذ ما لا يأخذك"
"رأيت الناس قد مالوا ** إلى من عنده مال"
"من عنده قرش يساوي قرش"
"الي اختشوا ماتوا"
"اللي ما معوش ما يلزموش"
"الأخلاق ما توكل عيش"
"أولاد الحرام ما سابوش لأولاد الحلال حاجة"
"نـشـربُ إن وردنــا الـمــاء صـفــواً و يـشـربُ غـيـرُنـا كدراً وطـيـنـا".
مع أن الدين يقول أحب لأخيك ما تحب لنفسك, والكل يردد مثل هذا الكلام بإعجاب ويقول: هكذا الدنيا, أي هذه هي العلمانية, وادرس الأمثال كلها في كل الثقافات ستجد مثل هذا الكلام, والدين جاء ليغير كل هذا, إذن الأخلاق جاءت من الدين ولم تأتي من البشر الذي يأتي من البشر هو مثل هذه الأمثال.

انظر للأديان كيف تقول: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين}, والمسيحية تقول أدر خدك الأيمن لمن صفع خدك الأيسر, والإسلام يقول : {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} بينما الأمثال العلمانية تقول أعطه بدل الصاع صاعين!

هذا سؤال للعلمانيين والملاحدة : أين أخلاق العلمانية؟ أمثال الشعوب هي مرآتهم فأكثر شيء يوصي به بعضهم بعضا هي الأمثال والحكم, وهذا ما يفسر كثرة تداولها على شكل وصايا وتبريرات ولهذا لا يُعرف قائلها ويعبر عنها بـ: قالوا في المثل, أي كأن كل الشعوب هي من قالتها في حالة علمانيتها لا في حالة دينيتها. العلمانيون قالوا : "انصر أخاك ظالما أو مظلوما", جاء الدين فقال انصر أخاك المظلوم والظالم برده عن الظلم وليس بإعانته عليه كما في الحديث, الأمثال تقول: "أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب", والدين يقول كونوا مع الصادقين وينهى عن التعصب لغير الحق.

الواقع لا يأتي بأخلاق بل بقسوة, والسياسة والتجارة وهما قمة الواقع لا يأتيان إلا بالقسوة وليس بالأخلاق. حتى الأخلاق العلمانية مثل إكرام الضيف وحماية الجار أو اهتمام بالمواعيد غذتها المصالح وليست الأخلاق, فانتشر خلق الكرم عند العرب بسبب أنهم في صحراء مجدبة لكن لم ينتشر في أوروبا بنفس الدرجة لقلة المجاعة, وكذلك نصرة الجار لأنهم عبارة عن قبائل وأحلاف تتجاور مع بعضها وتحتاج للكثرة, وأخلاق العمل والانضباطية في الغرب سببها المصلحة ودقة الأنظمة وتسريح العمال. العلمانية إذا أنتجت أخلاق فهو بسبب المصلحة ويدل على ذلك انتشار نوع من الأخلاق في بعض البيئات وغيابها أو ضعفها في بيئات أخرى.

العلمانية قد تنتج آداب وسلوكيات إتيكيت لكن لا تنتج أخلاق, فمثلا عند العرب من الآداب ألا يطيل الضيف في الأكل لأن هناك من سيأكل بعدك, لكن عند الفرنسيين من الأدب أن يطيل لأن سرعة قيامه تدل على أن الطعام لم يعجبه.


العلمانية هي الجاهلية, لأن العلم هو في الأخير أخلاق, قال صلى الله عليه وسلم: (إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق). وهكذا تسقط حجة الملاحدة والعلمانيين بأن الأخلاق ليست مرتبطة بالدين. 

هناك تعليق واحد :