الأربعاء، 15 يونيو 2016

الأخلاق الحقيقية والأخلاق الطفولية الذوقية

بالنسبة لنا كبشر، إنقاذ أي احد واجب، لكن بالنسبة لله الذي يختبر خلقه، فالموضوع يختلف. قد يكون في هلاكهم اختبار للأحياء الباقين، وليس في هذا ظلم، لأنه كتب عليهم الموت، فلا نقيس على الله بمقاييسنا. مقاييسنا بالأخير ساذجة، حتى لو كانت منطلقة من أخلاق. لو سألت أي إنسان أخلاقي لقال : أتمنى ألا يصاب أي احد في العالم، وألا يموت أي احد. ويُشكر على هذه الفكرة الطيبة لكنها ساذجة، فلو لم يمت احد لما وجدت لك مكانا تجلس فيه، ولما ورث احدٌ مالا من احد، ولبدأ الجميع حياته من الصفر.

انظر لمّا تدخل العلم و قلّت وفيات المواليد في العالم ، حصل الانفجار السكاني الرهيب، الذي تعاني البشرية كلها منه، إذن الله احكم وأعلم منا، حتى أخلاقيا. مدى الاخلاق عندنا كبشر لا يصلح أن نُسقطه على الله ، لأن الله في منزلة غير منزلتنا، فنحن همّنا أن تبقى الحياة، لكن الله هو من اوجد الحياة ويستطيع إزالتها وسيعيدها مرة أخرى.

بعض الناس يكره ان تُقتل الحيوانات لأكل لحومها ، الدافع جميل لكنه في الواقع غير عملي، ولو طُبِّق كلامه لماتت شعوب من الجوع. ممكن أن نسمي هذا النوع من الاخلاق بالأخلاق الطفولية ، لأن الأخلاق يجب ان تكون على علم، وهذا الخلط بين الأخلاق الواقعية والأخلاق الطفولية موجود في الغرب بكثرة، حتى أن بعضهم يتخلى عن الأخلاق الواقعية العملية مقابل ان يمارس أخلاقا طفولية من باب التعويض عن الأخلاق الحقيقية، لأنه لو مارس الأخلاق الحقيقية سيواجه معاناة وصدام. (أي يمارس أخلاق مخففة مسموح بها) ، مثل تعظيمهم لإنقاذ القطط والكلاب وتوريثها وإعطاءها الألقاب والرتب، وإسكانها في نفس المنزل، هذه أخلاق مبالغة وغير واقعية مع أنها جميلة - وهي تعوض عن إبادتهم لشعوب وحضارات من خلال الاستعمار ، فهنا إنقاذ لقط وهناك طائرات بدون طيار تقصف فقراء ، والإعلام يسكت عن تلك ويكبّر هذه ، ليوهم الناس أنهم أخلاقيون – . هي من باب التعويض عن الأخلاق الحقيقية التي يجب ان تكون. مثل رفضهم لقتل القاتل ، هذا من الأخلاق الخيالية ، بحجة انه أزهق روحاً فلا يجب أن نفعل كفعله، والنتيجة أن نعطيه عشرين سنة سجن ، مع أن بعضهم قتل سبعين تلميذا بريئا في زهرة شبابهم كما حصل في النرويج.

هذه الأخلاق دخل بها الذوق اكثر من العقل ، ويمكن تسميتها أيضا الأخلاق الذوقية، مثل كراهية رؤية الدم حتى لو من حيوان سوف يؤكل. مثل ما يفعل النباتيون، فالنباتيون أخلاقهم أخلاق ذوقية طفولية، لكنهم يضطرون لقتل الفئران بالمبيدات الكيماوية، مع أن لها أرواح بريئة.

رحمة الله لها صور كثيرة وليس لها صور نحددها نحن. لأن أخلاقنا على آخرها تنتهي إلى سذاجة، إلا ما اقره الله لنا من أخلاق.

هناك 20 تعليقًا :

  1. مــحــمــد (ديكارت)21 يونيو 2016 في 3:18 ص

    اقترحت على ألأخ الكريم بتويتر "محب الحكمة" أن يقرأ هذا المقال الرائع, و أجابني بعدة تعليقات وضعتها وردي عليها هنا لسعة المجال ولتعلق الجوار بهذا المقال :

    محب الحكمة :
    "كلام جميل ولاكنه مع احترامي تبرير.. غير واقعي اذا قلنا ان الله غير محدود الابداع في خلق الحياة والموت
    طفل يولد معاع وبه مرض انسلاخ الجلد ليتعذب كم شهر اوسنه ثم يموت فقط ليقوم الله بتقليل عدد السكان!! اذا كان مطلق القدره فليمنع ايجاده ..
    هل الاله اذا كان موجود قادر على إزالة الالم؟"

    الرد:
    الألم موجود لأن الدنيا دار اختبار, وعلى أساس هذا الاختبار يختار الإنسان طريقه. وكل إنسان ترافقه آلام معينة, الغني والفقير, والكبير والصغير, والأبيض والأسود. والدنيا لا تدوم على حال, فيستحيل دوام النعمة أو دوام الشقاء لأحد, فقد يفقد الغني ثروته, أو يعاني ألما في نواح أخرى غير الثروة, أو قد يعاني ألما بسبب الثروة نفسها كالحسد وكثرة الطامعين وتخاصم أبنائه عليها.. إلخ, فلا يوجد إنسان خال من الألم. وهذا من العدل الإلهي ألا يتركز الألم عند أحد أو تتركز النعمة عند أحد. وحتى المصائب والآلام لا تأتي خالصة, لا بد أن يرافقها يسر وتخفيف لا يشعر به إلا من يعيش الموقف, وهذا من رحمة الله أن جعل مع العسر يسرا .

    مشكلة المشككين بأخلاق الله أن أفكارهم لو أكملوا المسير بها ستؤدي بهم إلى صنع جنة أرضية. وما معنى جنة ؟ تعني أنه لا يوجد اختبار ولا حرية اختيار, ويكون البشر ليسوا بشرا بل مخلوقات أشبه بالأشجار بلا أدنى حرية . و هذا سلب لأثمن ما عند الإنسان وهو الحرية التي وهبه الله بأن يرتبط بما يشاء .

    كل الشكوك المتعلقة بصفات الله, مثل لماذا يوجد ألم في الدنيا أليس رحيما ولماذا ليست الدنيا دار عدالة أليس عادلا ..إلخ, هي بالأخير تصب في سؤال واحد: لماذا جعل الله الدنيا اختبارا ولم يجعلها جنة؟ ولماذا أعطى الإنسان حرية الاختيار ولم يجبره أن يكون خيرا؟

    الله شاء أن يخلق الدنيا ويخلق البشر أحرارا ويختبرهم على هذه الحرية ماذا يفعلوا بها هل خير أم شر, لماذا فعل الله هكذا من الأساس؟ لا ندري, وحتى لو كنا ندري هذا لن يغير من حقيقة الأمر شيئا, سنظل في هذه الدنيا واختباراتها. لن نستفيد شيئا واحدا من كوننا نعرف لماذا الله جعل الدنيا اختبارا في الفضيلة. هذا بحث ليس إلا مضيعة للوقت والجهد, وليس من الذكاء أن يبحث الإنسان في أمر يستحيل أن يعرفه وإن عرفه لن يفيده في شيء .

    لا يكون البحث بحثا علميا وسليما إلا إذا كان موضوع البحث قابل للدراسة و وتتوافر عليه الأدلة والخيوط التي يمكن تعقبها, فهناك موضوعات يمكن للعقل أن يبحث فيها وموضوعات لا يمكن له أن يبحث فيها لأنه لا يستطيع الحصول على خيط واحد من الأدلة عليها, مثل البحث في علم الله الغيبي والرغبة بأن نعرف كل ما يعرف الله, ومثل البحث في هيئة روح الإنسان وهل لها رأس ويدين ورجلين أم أنها كالدخان أم أن ليس لها شكل, ومثل البحث في الماهيات كماهية الزمان وماهية المادة...إلخ, إيقاف البحث في مثل هذه المسائل ليس قمعا للعقل بل أمر يحتمه العقل والمنطق, ومن يدعي أنه يستطيع إيجاد خيوط من الأدلة على مثل هذه المسائل فليقدمها. من احترام العقل أن نضعه في مجاله الذي يستطيع أن ينتج فيه, ومن يبحث في مثل هذه المسائل يعاني من نقص في الحكمة وجهل بمنهج البحث العقلي السليم. وليس المنطق وحسب بل حتى التجربة أثبتت أن البحث في هذه المسائل بحث عقيم, فمنذ آلاف السنين والبشر يفكرون فيها ولم يستطيعوا أن يخرجوا بحقيقة واحدة, فقط افتراضات ونظريات تُقبَل بالإيمان والثقة بقائلها .

    يتبع

    ردحذف
  2. مــحــمــد (ديكارت)21 يونيو 2016 في 3:20 ص

    لكن هل كل ما يتعلق بالله هو أمر خارج نطاق البحث العقلي ولا يمكن معرفة شيء فيه؟ نحن لا نرى الله ولا نتعامل معه وجها لوجه, فماذا نفعل؟

    ليس كل ما يتعلق بالله أمر غيبي ولا يمكن معرفته, فنحن من مخلوقات الله وكل ماحولنا من إبداعه سبحانه, و المنطق السليم يخبرنا أن المصنوع دليل على صانعه, فلنعمل عقولنا وأحاسيسنا في الطبيعة حولنا وفي طبيعتنا ومنها يمكن أن نستدل على صفاته سبحانه. لا يمكن لشاعر أن يبدع قصيدة رقيقة الألفاظ عميقة المعاني وهو إنسان سطحي وقاسي, ولا يمكن لنجار أن يصنع تحفة خشبية وهو أخرق اليدين, فكل إبداع بالضرورة يدل على صاحبه.. ولله المثل الأعلى.

    حين ننظر لخلق الله, نرى الجمال والانسجام والتناغم والعظمة الباهرة, من المجرات الضخمة حتى الخلية الحية, كل شيء يسير بقوانين ونظم صارمة بالرغم من تعقيدها الشديد, ونحن لسنا فقط أمام طبيعة معقدة وحسب بل وغاية في الجمال أيضا.. هذا خلق خالق قدير وجميل يحب النظام ويكره الفوضى والعبثية.

    وحين ننظر في أنفسنا نرى ينابيع من المحبة والرحمة والتعاطف تتدفق في داخلنا, لم نصنعها نحن, حين ننظر لمشهد إنسان مظلوم لسنا نحن من يصنع ذلك الألم الذي يعصر قلوبنا عليه, ولسنا نحن من صنع الغضب من ظالمه, بل هي مشاعر تتحرك فينا من نفسها, كما ينبض قلبنا دون إرادتنا. إذن خالقنا خالق رحيم و ودود ويكره الظلم ويحب العدالة. و طبيعتنا -فطرتنا- دليل على ذلك, لو كان الله ظالما لجعلنا بالفطرة نحب الظلم ونحب الشر ولما خلق ذرة من الرحمة وحب الفضيلة في شعورنا. إذن خالق الرحمة و المحبة وكره الشر فينا لابد بالضرورة المنطقية أن يكون خالقا رحيما وعادلا وكارها للشر.

    تدبير هذا التعقيد الموجود في الطبيعة يحتاج لخالق غاية من الحكمة والإحاطة, ويعطي كل شيء حقه, حتى يسر النظام الطبيعي بشكل متوازن, فالطبيعة شبكة من العلاقات امعقدة والتي تفوق قدرة العقل ابري على التخيل, فتكون السحب مثلا مرتبط بدرجة حرارة الشمس وموقعها, ومرتبط بدوران الأرض وتضاريسها, ومرتبط بوجود القطبين المتجمدين, ومرتبط بوجود الأحياء وعلاقاتها التكافلية مع الأشجار, والأشجار لها دور في ضبط درجة حرارة الأرض, إلخ.. فكل شيء بالطبيعة مرتبط بكل شيء, بشكل مباشر أو غير مباشر, وفي علم البيئة ترى دراسات ممتعة تتكلم عن لو انقرض نوع معين في بيئة معينة كيف سيؤثر على كل المخلوقات في تلك البيئة, بشبكة باهرة من العلاقات. هذا الارتباط بين كل أجزاء الطبيعة يتطلب خالقا غاية في الحكمة ولا يتطرف أبدا ويعطي ناحية أكثر من حقها. إذن نستدل من الطبيعة أيضا أن الخالق حكيم, وأكثر علما وحكمة منا. إذن حين نقول أن أمرا ما يفعله الله لحكمة لا نعرفها فهذا قول منطقي, لأن الطبيعة علمتنا أن الخالق أكثر منا حكمة.

    ردحذف
    الردود
    1. مجهود طيب أخي محمد ديكارت ، حوار رائع ،

      فكرة مشاركة الحوارات في المدونة ممتازة لإثراء قراء ومتابعي مدونة الاستاذ .. بارك الله فيك ..

      حذف
  3. ومافائدة الايمان بكائن يقيم بالسماء لماذا تتعب نفسك بإثبات هذا الكائن كل ادلتك مردو عليها وتم دحضها من قبل العلماء والمفكرين الملحدين والفت كتب كثيره تعلم الناس انه لايوجد اله اطلاقا لاننا لاندركه ولانحس به وان الكون يعمل ذاتيا لايحتاج الى اله اذا سقطت من مكان شاهق فأنا احتاج الى مظله وليس الى اله التجارب التي يمر بها الانسان كفيله بأن تعلمه انه لايوجد اله انت تأكل لانك تزرع وتشرب لانك تحفر الابار وتنجب اولاد لانك تتزوج انثى هل سقط خبز من السماء عندما كنت جائع!!! هل انجبت طفل عندما كنت غير قادر على الزواج هل حدث معك كما حدث مع مريم التي انجبت طفل دون ماء رجل كما تقول قصتها الخرافيه! كل ماتريده متوفر هنا بالارض قد وفرته الطبيعه صدفه لاحاجه للجنه ولاحاجه للخوف من النار انت تعيش هذه الحياه فقط ولايوجد حياه غيرها لان البراهين مفقوده لست مستعدا ان افني عمري بالعبادات لاجل امور لانستوعبها واستحاله ان يخلق الخالق عقولنا ويكلفها بما يفوق تصوراتها وقدراتها الاستيعابيه وانا اتيت هنا لان ارى الوراق شغال ليل نهار يحارب الالحاد وسأقف بوجهه وارد عاديته بسيف الحقائق المفردات والكلمات العلميه ليعيش الالحاد شامخا مهابا لديه جنوده المخلصين الذين يجاهدون في سبيله

    ردحذف
    الردود
    1. اقتباس:
      "ومافائدة الايمان بكائن يقيم بالسماء لماذا تتعب نفسك بإثبات هذا الكائن كل ادلتك مردو عليها"

      الرد : اين تريد ان يقيم ؟ في الشيراتون ؟ أين ردودك المنطقية والعلمية على كلامي أم مجرد كلام فقط ؟ هل تستطيع أن تحاورني بالمنطق والأدلة ولا تهرب كغيرك من الملاحدة ؟ هل تستطيع أن تتكلم بدون عواطف لوقت طويل ؟ لا أظن ذلك. لأن الهوى هو الذي حرفك عن البحث عن ربك، لهذا ترى أنه لا داعي لأن تبحث عن رب، لأنك وجدت شهواتك ، هذا كل ما في الأمر ، بعقلية سطحية يومية ، وكل ملحد يتمتع بعقلية يومية، بل لحظية.. وهذا كما هو معروف من صفات الحيوان الذي لا يفكر في مستقبله ولا من أين جاء ولا يشكر من. أنا أتكلم بمنطقية لا أهين ولا أسب ..عقلية دقّها و الحقها ! لماذا تطالبون بأن نعيش اللحظة ؟ طبعا حتى لا نفكر ، اذن من يعيش اللحظة هو عدو التفكير ، فكيف تتبجحون بالعقلانية وانتم تنغمسون بمتع اللحظة ؟ هذا من الكذب ، والكذب حرام، ولكن من يحرّم عليكم شيئا ؟ دينكم دين شهوات ، فلا حلال ولا حرام ، اذن نتيجة منطقية أن يكذب الملحد تبعا لهواه دون تحرُّج ، لأنه لا حلال ولا حرام إلا ما تحتمه المصلحة، والمصلحة تعني المصلحة المادية اللحظية بكل بساطة ..

      لو كنت منطقيا أريدك ان تثبت لي على أي أساس لست محتاجا لرب ؟

      اقتباس:
      "وتم دحضها من قبل العلماء والمفكرين الملحدين والفت كتب كثيره تعلم الناس انه لايوجد اله اطلاقا"

      جميلة "تُعلّم الناس" ! كثّر منها .. تكذب على مين أنت ؟ لا يُعلَّم إلا العلم، فع لالعلم اثبت عدم وجود اله ؟ أخبرنا حتى نضحك مع بعض. مسكين هذا العلم، هو بيد جهلة يريدون أن يقوّلوه ما لم يقل حتى يدخلوا البار بسلام آمنين. سطحية في الهدف وسطحية في الطريقة، مع الملاحدة لا تواجه إلا السطحية. فتعلَّم الجلوس في السطوح قبل أن تتحاور مع الملاحدة، لأنهم سطحيين على طول الخط ومتناقضين على طول الخط، ومن أصعب الحوارات الحوار مع المتناقض الذي لا يستحي أن يتناقض ، وأسلوبهم الملل هو : كرّر كرّر حتى ينتشر كلامك بين الناس .. مساكين ، يتوقعون أن من يقبل عليهم هم كل الناس، لا يُقبل إلا ساذج مثلهم. لهذا أنصحك أن تعود إلى تكرارك وتترك الحوار لأنه لن يكون في صالحك.

      اقتباس:
      "لاننا لاندركه ولانحس به وان الكون يعمل ذاتيا لايحتاج الى اله"

      اذن العقل غير موجود لأننا لا نراه ولا نلمسه في المختبر ، هل انتهت هذه السطحية أم نعود لنلت ونعجن فيها بكل غباء ؟ مللنا من الغباء والتكرار ، ارحمونا واذهبوا الى لذاتكم واتركونا ، فالتحاور معكم فاشل فاشل فاشل ، والسبب اختلاف الطبقة العقلية في الحوار .. من يحاور بنصف عقل ليس كمن يحاور بعقل كامل، وكل مادي هو عبارة عن نصف عقل. لأنه لا يؤمن إلا بما تدركه الحواس فقط. بالتالي لا يؤمن بوجود قيم ولا أخلاق ولا معنويات ولا روح ولا مشاعر ، والسبب أنها ليس لها جرم في المختبر ، لهذا يحوّر الأخلاق إلى دوافع مادية لأنه لا يؤمن إلا بالمادة فقط ، وبهذا قتل الأخلاق في مهدها. كيف تتفاهم مع انسان مدبب بهذا الشكل ؟ ان نجحت في التحاور معه فأنت ستنجح في التحاور مع الآلة او الماكينة. هل رايت أن كل ملحد له نصف عقل ؟ لأنه مادي ، النصف المفقود هو النصف المعنوي، انا لا اوزّع شتائم بل اتكلم بالمنطق وأجادل على كلامي واثبته. رد على كلامي هذا بالمنطق ان استطعت حتى نكون تحاورنا. لكنك لا تستطيع ، فاقد الشيء لا يعطيه. الحوار مع الملحد مثل الحوار مع الطفل حول قضيا انسانية معقدة، حوار فاشل. لأن الطفل لم تكتمل ابعاد عقله، واقصد بها الأبعاد المعنوية.

      يتبع

      حذف
    2. اقتباس:
      "اذا سقطت من مكان شاهق فأنا احتاج الى مظله وليس الى اله التجارب التي يمر بها الانسان كفيله بأن تعلمه انه لايوجد اله انت تأكل لانك تزرع وتشرب لانك تحفر الابار وتنجب اولاد لانك تتزوج انثى هل سقط خبز من السماء عندما كنت جائع!!! هل انجبت طفل عندما كنت غير قادر على الزواج هل حدث معك كما حدث مع مريم التي انجبت طفل دون ماء رجل كما تقول قصتها الخرافيه!"

      لو سقط خبز من السماء لقلت أنك أول من وجده ولولا أسنانك ما أكلته، الله قال عنكم أنه لو وضعنا سلما إلى السماء لقالوا إنما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون، لا حيلة في إقناع من لا يحب الله ، بل لو أخرجوا من جهنم لعادوا لكفرهم وقالوا انما كنا نحلم .. تعلم من هؤلاء ، هل تستطيع أن تفعلها ؟ والله يقول (و في الارض ايات للموقنين) ، وليس للكافرين، الكافر يكفر بكل شيء ، ويستطيع أن يكفر بكل ما يُقدم له، بل كفروا بالآيات المعجزات، انظر الى شطارة الكفار السابقين وتعلم منهم. فقد رأوا الآيات العظيمة وحافظوا على كفرهم وتماسكوا ، ليس مثلك تكفيك خبزة تسقط من السماء حتى تؤمن ! اكفر كما كفر فرعون الذي رأى العصا تتحول الى ثعبان وتبتلع كل ما يلقيه السحرة امام عينيه، بهدى هؤلاء اقتدي ! اكفر ثم اكفر ثم اشبع كفرا، فالحياة قصيرة، الكفر ليس الا سوء أخلاق وجحود بالنعمة، جحود أخلاقي وعقلي . ومن يكفر بالله طبيعي ان يكفر بفضل الناس عليه ، ومنطقي ان يكفر الكافر بوالديه فيقول انما هي ظروف المجتمع ألزمتهم برعايتي، والغريزة، ولا فضل لهما بتنشئتي. وغيري نشأ في اسرة أغنى من أسرتي ، وقُدِّم له أفضل مما قدّم لي ، هذا سلوك الكافر مع كل نعمة ومنعم ، سواء من الله أو من خلقه .

      اقتباس:
      "كل ماتريده متوفر هنا بالارض قد وفرته الطبيعه صدفه"

      حلوة "صدفة" ، تحتها مليون خط ، فهي مشبعة بالعقل، بالصدفة أيضا أشبعت بالعقل ! أتحاور مع سطحي ، ماذا أفعل ؟ يحس لكن لا يحترم إحساسه، يجادل بعقل سطحي، ويكفر ويكفر ويكفر ، يحسب أنه على شيء . نستطيع أن نكفر مثلك ، وكلامك هذا ليس فيه عبقرية ، كلٌ يستطيع أن يقوله، لكن لو كنت انسانا عميقا لفكرت لماذا لا اقول مثلك وانصرف لشهواتي مثلك واعيش لحظتي مثلك ، ونحن في السوشال ميديا ، وبأسماء مستعارة ، ما الذي يمنعني ؟ لكنني أمام سطحي ، آيات الله ونعمه ابتلعتها ، فكيف بي أنا العبد المسكين ان لا تجحدني ولا تكفرني؟ فقد كفرت بكل شيء ، وكفرك هذا لا تضر به إلا نفسك، ولا نأس على القوم الكافرين ، لكن المتضرر هو أنت . احترم صوتك الداخلي لعلك تهتدي إلى نفسك وتعرف من أنت وما ضعفك وهل انت محتاج لله ام لست محتاج ، مثل هذا الكلام لا يأتي بالاقناع والحجج، هذا شيء اذا أراد الشخص ان يفتح عينيه عليه فتحها وإن شاء اغلاقها اغلقها.

      اقتباس:
      "لاحاجه للجنه ولاحاجه للخوف من النار انت تعيش هذه الحياه فقط ولايوجد حياه غيرها لان البراهين مفقوده"

      طبعا لست محتاجا، لأنك لست محتاجا للعدل ولا لرد الظلم ولا لعقاب المخطئين ولا لمكافأة المحسنين، ومن لا يبالي بهذه الأمور ألا يقال عنه أنه متوحش و فوضوي ؟ تريد أن نكون بمثل هذه النفسية التي لا تبالي بمظلومين ولا حقائق؟ الذي يحتاج لهذا دائما هم اهل الخير والحق ، فهل انت تحب الحق والخير ؟ ام تحب الفوضى والبقاء للأقوى ولا رقيب ولا حسيب ؟ انت تكشف دواخلك ودواخل الالحاد الشريرة وانت لا تدري . أنت تتكلم ولا تدري ما تقول ، أنت تكشف نفسك. ليست مشكلة عندك ان يموت الظالم والمظلوم دون أن يأخذ كلٌ حقه ! هذا موضوع لا يحرك فيك شعرة . لكن هل كل الناس مثلك ؟ هنا السؤال .. إنها ليست مشكلة عندك بل هي مشكلة عند غيرك، ولا تقيس الناس على طويتك التي استحبت الضلال على الهدى والفوضى على النظام والقبح على الجمال. عندما اختارت الالحاد ودافعت عنه بكل هذه الشراسة، وما الإلحاد الا فوضى، ومن يحب الفوضى ؟ هذا هو السؤال , نعرف ان المتوحشين واللصوص والظالمين والكذابين يحبون الفوضى، فهل انت منهم ؟ هل انت تحبهم ؟ ناقش نفسك ، لماذا تحب الالحاد وتكره ان يكون هناك اله عادل ؟ يعاقب الظالمين ويرد الحق لأهله ولو في الدار الاخرة؟ ليست المشكلة ان تؤمن، المشكلة انك لا ترى هناك مشكلة !

      يتبع

      حذف
    3. اقتباس:
      "لست مستعدا ان افني عمري بالعبادات لاجل امور لانستوعبها واستحاله ان يخلق الخالق عقولنا ويكلفها بما يفوق تصوراتها وقدراتها الاستيعابيه"

      طبعا كسول وتحب الراحة، لأنك لا تريد ان تفني عمرك بالعبادات ، مع ان الله لم يطلب منا ذلك ، أما أن لا تستوعبها عقولنا ، فهنا الضحكة، اقناع العقل بالإيمان اسهل من اقناعه بالالحاد ، إقناع العقل ان هذه السيارة لها صانع أسهل من اقناعه بأنها جاءت من تلقاء نفسها بالصدف. أنت وين والعقل وين يا فالح ؟ أنت لا تعرف ما تقول ، هذا كل ما في الامر . قال تعالى (نسوا الله فأنساهم انفسهم) . أولئك حزب الشيطان. على فكرة : الشيطان ما قيمته عندك ؟ بصراحة ؟ هل يعجبك ؟ حتى لو كان مخلوق خيالي ، هل يعجبك ؟ قلها ولن أخبر أحدا ..

      اقتباس:
      "وانا اتيت هنا لان ارى الوراق شغال ليل نهار يحارب الالحاد وسأقف بوجهه وارد عاديته بسيف الحقائق المفردات والكلمات العلميه ليعيش الالحاد شامخا مهابا لديه جنوده المخلصين الذين يجاهدون في سبيله"

      بعد هذا الكلام ، ستقول لي الإلحاد ليس دين ! و سنلتّ ونعجن فيها ، فهذا دينك له سيف وجنود ومدافعين كما تقول ، لكنه ليس دين ! اضحك أو لا تضحك .. الوراق ليس متخصص بشيء ، لا ملاحدة ولا غيره ، لكنهم يأتون مثل ما اتيت أنت، فأنا لم أبحث عنك ، بل أنت من قمت بالغزوة المباركة ، نصرة لدينك الالحادي ، دين الدناءة الذي يحلل ما حرم الله والإحساس والمنطق، هذا الدين الذي لا يحرّم ولا حتى مجامعة الأم ويبيح سحق الضعفاء ويبيح الكذب والاستغلال، لأن رائده المصلحة فقط ولا يقيم وزنا للأخلاق ، بالله هذا دين تقدمونه للناس ؟ ألا تستحون ؟ متى كانت الرذيلة دينا له مؤيدوه ومناصروه ؟ كل صور الرذيلة تُجمع بكلمة واحدة : إلحاد .. لا يحلل ولا يحرّم ..

      عندما يأتيني ضيف فعلى الرحب والسعة فسأقدم له كل ما يسره وما لا يسره . فهيا إلى ساحة الوغى ، و ألقي ما أنت ملقي ، حية موسى بانتظارك ، تلقف ما يأفكون.

      هيا سلّ سيف الحقائق المزعومة ، وسترى ماذا ستكون . قال حقائق قال ، وقال أثبت العلم قال ، أي علم وأي بطيخ ، مسكين هذا العلم ، يكاد يموت بين أيديكم ويفقد احترامه منذ ان ارتهنتموه خادماً لمآربكم، لا حبا فيه. العلم يستصرخ ويحتاج إلى إنقاذ من هذه الأيدي الظالمة المزورة، (و هم يجادلون في الله وهو شديد المحال) ، أحرقتم العلم وإنسانيتكم والعقل والاخلاق لكي تصلوا لإقناع الناس بالإلحاد ولم تستطيعوا الا مع مختار مثلكم. هذه الآية تكفي لو كان هناك عقل يتأمل (وهو شديد المحال) ..

      حذف
  4. الاله يجب ان يعيش في داخلنا في حياتنا له تأثير على نفوسنا وادراكنا لاان يختفي ويطالبنا ان نبحث عنه من خلال امور معقده صعبه مثلا عندما قال الهكم سنريهم اياتنا بالافاق وفي وقتها لم يكن هناك انجازات علميه تؤهلهم لبلوغ الفضاء للكشف عن هذه الايات الا مؤخرا عندما وصلنا الى الترف العلمي والتكتنلوجي واصبحنا نطير للفضاء من خلال حديد ومحركات تعمل بالنفط المكتشف مؤخرا ومع ذالك لم نصل الى الحقيقه المؤكده ان هناك اله كل مافي الامر ان هناك جمال ودقه وتصميم رائع للنجوم والكواكب والقمر والشمس وتقولون هذا الدقه والتصميم من صنع صانع نحن لاندري ماذا يريد منا هذا الصانع وندور في حلقه مفرغه بعضهم يقول للمسيحين وبعضهم للمسلمين وبعضهم لليهود وبعضهم للبوذيين وبعضهم يقولون للبشر اجمع ولم يطالبهم بشيئ من الاديان ولاالعبادات وسنقع في حيره تسبب لنا القولون العصبي والاكتئاب لان الحقيقه ضائعه بين هذه الاديان والايمان والالحاد كلهم لديهم عاطفه لما يميلون له فمثلا المؤمن يوؤمن لانه يريد الجنه والحوريات هذه عاطفه اتباع هوى كما تقولون الملحد كذالك يريد ان يرى ماوعده الاله له ليصدق ويؤمن العاطفه تلعب دور في المؤمنين والملحدين وكلنا نعيش اللحظه ولاافرض رأي عليك كما تفعلون انتم تقتلون كل من لايؤمن والحيوان لايسأل عمن خلقه لانه حيوان لايملك عقل عطه عقل فستجد منهم مؤمن ومنهم ملحدا تماما كالبشر العقل مناط التفكير والتساؤلات وتمييز الحق من الباطل فبسبب العقل تجد الاختلافات بالافكار والتوجهات نحن بدون عقل ستجدنا نفس بعضنا البعض حيث تفقد حب التمييز وحب الانفراد وحب التغيير والاختلاف ونعيش كما بعيش الحيوان افهم هذا جيدا يا شخص وسأكون معك منطقيا في سؤالك لماذا لاتحتاج الرب!! بأختصار لو كنت محتاج لرب هل هذا الرب سيقضي حاجتي! الجواب طبعا لا لان الظروف الحياتيه تثبت ذالك لو كان الرب يقضي الحاجات لما بنينا المستشفيات ولما درسنا الطب البشري والطب الحيواني لنعالج انفسنا بإنفسنا ومع ذالك لانستطيع شفاء الناس كلهم بعضهم يموت لسبب ان المرض جديد ويتعين علينا تشخيصه وصنع علاج جديد له ربما سينجوا غيره لاننا شخصنا المرض ووجدنا علاج له وهكذا حاجتنا للرب هي نفس عدم حاجتنا للرب من زاويه اخرى كالذي يصارع ظله ولايكسب الا التعب والمشقه اخبرني عن رجل قطعت ساقه وطلب الرب ان تنموا له ساق جديده ونمت اخبرني عن رجل اصلع وطلب من الرب ان ينبت له شعر فنبت! اخبرني عن امور حصلت دون ان يتدخل الطب البشري فيها ؟ هناك دواء يعطي للمريض الذي ينازع الموت وتناوله يتحول المريض من نزاعات الموت الى حياه هذا الدواء بمثابة المعجزه حقيقتا وهو صنع بشري محض ويسمونه بدواء الاله ذاته كنوع من الافتخار بهذا الدواء وقوته ولماذا تتهمون الملحدين بالفساد الاخلاقي ؟ هل كل ملحد لكي يضاجع الفتيات! ولكي يشرب الخمر! هذه سطحيه لانقبلها بأمكاننا ان ندخل البارات ونضاجع الفتيات مع الاحتفاظ في ايماننا لكي لانخسر كل شي فالزنا والخمر محرم بجميع الاديان ولايدخل صاحبه بالكفر والجحود فلماذا لانستمتع بهذا مع ايماننا ؟ هذه السطحيه يكررها المؤمن كثيرا وهي غير منطقيه اصلا وادراكنا للاله بالحواس لاتعني بالضروره رؤيته او لمسه لاياسيد الكون يدير ذاته بذاته قوانينه منه وتعود اليه فيخيل للانسان انه غير بحاجه للعمل من خلال اله لانه يعمل اتوماتيك فكيف نعرف ان هذا وراءه اله قوي كبير عظيم نريد اثباتات على ذالك ستقول ومن قون القوانين منذ البدايه سيكون جوابي لااعلم ليس بالضروره ان يكون اله واحد ربما عدة اله وليس بالضروري ان علينا اتباع دين معين ربما انه ذهب ليصنع كون جديد ربما مات وانقضى لااحد يعلم وعندما اطلب من الاله ان يسقط خبزا لي من السماء فسقطت لن اقول اني وجدتها بل لصرخت بصوت عالي دوي الاله ارسلها لي لأكلها انه رزقني هذه الخبزه سمع ندائي تجاوب معي لم يتصرف معي بغموض بحيث لم يعطيني الخبزه لكي يختبر صبري او لكي يرى هل اؤمن ام اكفر او انني اعبد الله على حرف وشرط ان اعطاني امنت وان لم يعطيني كفرت!! بل اعطاني سؤالي ازاح عن عيني الباطل تجاوب معي عندها كفرت بالالحاد وامنت بالاله ماهو هذا الشيطان الذي تخبرنا عنه الاديان الذي تحدا الاله و نزع طوق الطاعه وقال بكل جرءه لاحتنكن ذريته!! موضوع الشيطان سخيف جدا حيث انه تربطه صفات تشبه صفات الاله هو لانستطيع رؤيته والاله لانستطيع رؤيته فأدلة وجوده ضعيفه كأدله وجود الاله اتمنى ان تستوعب كلامي وترد علي بدون ان تسخر مني لان معظم كلامك استهتار وضحك وتتجنب العلميه بالردود

    ردحذف
    الردود
    1. اقتباس:
      "الاله يجب ان يعيش في داخلنا في حياتنا له تأثير على نفوسنا وادراكنا لاان يختفي ويطالبنا ان نبحث عنه من خلال امور معقده صعبه"

      وهل أنت تعرف كل ما بداخلك ؟ ألستم تقولون الإنسان ذلك المجهول ؟ فتش في داخلك ستجد الله في داخلك، لكن تستطيع أن تكفر ذلك بكل سهولة. أذكرك بتجربة أجريت على ملاحدة أثبتت تأثر مركز الخوف في أدمغتهم كلما ذكر إسم الله. لماذا تخاف منه وهو غير موجود؟ بل لماذا انت مشغول به وهو غير موجود؟ لو ذهبنا بك إلى محلل نفسي لقال أن لديك مشكلة من شيء أسمه الله، مع انك ملحد، كما تقول عن نفسك، تسميتك لنفسك أنك ملحد سببها الله، فأنت ملحد بالله، أي لديك مشكلة مع الله. اذن الله يتحكم في حياتك مع أنك تتخيل أنك طردته.

      انشغالك بهذا الشيء الغير موجود كما تقول، يدل على أنه موجود في داخلك، ويسبب لك القلق والأرق، وتصارع لأجل أن تثبت أنه غير موجود، وأخذت تسميتك كملحد منه، أي ملحد به، بل وتبدأ أنت بالجدال. هذا عند العاقل دليل على أنك منشغل بالله وتخاف منه في داخلك وتحاول أن تجد الأدلة القوية على أنه غير موجود، لكي ترتاح، لأنك تكرهه، لكنك تخاف منه في داخلك، وتحاول ان تنشر إلحادك ويكثر الملاحدة حتى تتجاسرون وتشعرون بالأمن، الأمن من من؟ من الله، مصدر رعب كل ملحد.

      أفكار الإلحاد عبارة عن مخدر ومهدئ لأنفسهم الخائفة، وهذا ما يفسر كثرة إنتحار الملاحدة في العالم بموجب الإحصاءات. والسؤال : لماذا يخاف الملحد من الله ؟ أنت إذا وجدت الحقيقة في شيء، لا تصدّق وترتاح مما سواه، وأنت تقول أنك وجدت الحقيقة. فلماذا تخاف؟ هذا يدل على انك لم تجد الحقيقة ولكنك تتبع الظنون. لأنه لا يمكن أن يُقدَّم للملحد حقيقة قطعية تدل على أن الله غير موجود، لأنه لم يفتش الكون أحد. والعقل والإحساس يقفان مع وجود إله مدبر وإرادة عاقلة. أنت ملحد يعني أنت تجدف عكس التيار، بل عكس تيار ذاتك، لذلك حياتكم عنتة ومتعبة ويحفها الخوف، مصداقا لقوله تعالى (ومن أعرض عن ذكري .. ونحشره يوم القيامة اعمى) لماذا يُحشر أعمى؟ لأنه كان يتعامى عن الحقائق كما تفعل تماما، حقائق يقرّها إحساسه وعقله ويكذّب بها لأجل أن يَفجُر أمامه.

      ستقول هذا هراء، تستطيع أن تكفر بهذا الكلام بكل سهولة، لأنك كفرت بما هو أكبر. لكن هذه هي الحقيقة التي صرح بها ملاحدة غيرك. لذلك اعتقد أن الملاحدة يفكرون في الله أكثر من كثير من اتباع الأديان اللاهين بدنياهم وجمع المال.

      يتبع

      حذف
    2. اقتباس:
      "مثلا عندما قال الهكم سنريهم اياتنا بالافاق وفي وقتها لم يكن هناك انجازات علميه تؤهلهم لبلوغ الفضاء للكشف عن هذه الايات الا مؤخرا عندما وصلنا الى الترف العلمي والتكتنلوجي واصبحنا نطير للفضاء من خلال حديد ومحركات تعمل بالنفط المكتشف مؤخرا ومع ذالك لم نصل الى الحقيقه المؤكده ان هناك اله كل مافي الامر ان هناك جمال ودقه وتصميم رائع للنجوم والكواكب والقمر والشمس وتقولون هذا الدقه والتصميم من صنع صانع نحن لاندري ماذا يريد منا هذا الصانع وندور في حلقه مفرغه بعضهم يقول للمسيحين وبعضهم للمسلمين وبعضهم لليهود وبعضهم للبوذيين وبعضهم يقولون للبشر اجمع ولم يطالبهم بشيئ من الاديان ولاالعبادات وسنقع في حيره تسبب لنا القولون العصبي والاكتئاب لان الحقيقه ضائعه بين هذه الاديان والايمان والالحاد كلهم لديهم عاطفه لما يميلون له فمثلا المؤمن يوؤمن لانه يريد الجنه والحوريات هذه عاطفه اتباع هوى كما تقولون الملحد كذالك يريد ان يرى ماوعده الاله له ليصدق ويؤمن"

      هذه هي الآيات يا فالح ، الدقة والتصميم والجمال ، هل أنتجتها الصدف وجاءت من العدم ؟ أتريد أن ترى إله بطائراتك كما فعل فرعون اذ قال لهامان ابن لي صرحا لعلي اطلع إلى اله موسى ؟ بعد سبعة آلاف سنة لم تتغير العقلية! ما الفرق بينك وبين فرعون؟ أيضا يبدو عليك الإعجاب الشديد بما وصل إليه العلم ، وهذه سمة موجودة في الملاحدة مع الأسف، يحسّسون الآخرين أن العلم وصل إلى كل شيء وتمت المعرفة لكل شيء، وقادر أن يصل إلى كل شيء، وهذا يجمع بين الكذبة والخرافة، فلا هو وصل إلى كل شيء ، ولا هو قادر ان يصل إلى كل شيء، بل غير قادر على أن ينقي الحديقة من الأعشاب الشائكة أو أن يمنع الاسنان من التسوس يا عزيزي ، ولا قادر على تقديم تفسير ولو واحد للامراض الباطنية التي تفتك بالناس ، وغير هذا كثير، من يعرف العلم يدرك أنه عرف بعض الأشياء ولم يعرف أكثر الاشياء، أما صاحب الدعاية العلمية والمستفيد منها فموضوعه إجتماعي وليس علمي، وهو من مستغلي العلم، وما أكثرهم. بل ليت هذا العلم يعالج الأمراض التي سببها هو،

      مع الإشادة بالتقدم العلمي ولا نقول "الوصول العلمي" كما تقولون، لأن كل أهل زمان يرون أن علمهم وصل إلى كل ما يريدون، فأنت وصلت إلى الطائرة ، فرعون ايضا يرى في المسلات والاهرامات قمة التقدم، وهكذا المادية تصنع السطحية دائما، وآخرها يضحك على أولها، وقد يأتي من يضحك على طائراتك وتقدمك العلمي. تريد أن ترى الله في الآفاق على متن طائرة ! ما هذه العقلية يا أخي ؟ تريد رؤية الذي يدرك الابصار ولا تدركه الابصار بدون إذنه حتى ، لأنك تملك طائرة لا تستطيع أن تفسر ولا قانون واحد من قوانين طيرانها؟ فضلا عن أن تغيّره ! ما هذا الإعجاب الشديد بطائرتك ذات السقوط المخروطي والتي لا تستطيع انقاذ ولا راكب من ركابها؟ بل قد تحترق أثناء هبوطها على أرض المطار!

      هذا إله، وليس شيئا من الاشياء، هذا خالق الاشياء وخالق الرؤية والعقل، ارتفع بخيالك وعقلك، كل ما تملكه الله خلقه، فكيف تدركه الابصار وهو الذي خلق الابصار؟

      ثم ما هذا الجمود ؟ لن تؤمن به حتى تراه؟ ما فائدة إيمانك تلك الساعة ؟ وهل أنت محتاج لهذا الإيمان أو لهذا الإله؟ المحتاج يبحث، وغير المحتاج ينتظر حتى يأتي الإله لكي يثبت له وجوده لعله يرضى به ! ما هذا التكبر والإستغناء من انسان ضعيف لا يعرف ما قد يحصل له بعد لحظة واحدة ؟ بل لا يعرف ماذا يجري في جسده من عمليات وربما امراض لا يدري عنها ! تواضع لربك قليلا وابحث عنه، فأنت المحتاج له، والله غني عن العالمين. المسألة مسألة إيمان وليست مسألة إيمان حسي بالوجود. إذا لم تستطع الإيمان فلا تؤمن، لأنك تؤمن بخرافات لا يقبلها العقل لكنها تتناسب مع هواك، وهذا ما سيقوله لك ربك عندما تقول له : لم أؤمن لعدم كفاية الادلة. سيقول لك : حسنا لكنك آمنت بخرافات التطور والانفجار الكبير والهراء الكبير ولم ترها ومشيت بظنون التفوق والمادية والصدف العمياء التي صنعت جسمك المعقد والبقاء للأقوى والكون المغلق وغيرها، وكل هذه خارج العقل ولا يقبلها العقل، إلا ظن الإيمان لم يعجبك، فلماذا ؟ اذن انت لست علميا ، انت صاحب هوى. فإما أن لا تؤمن بأي شيء حتى تراه، أو ان تؤمن على الاقل بما يهديك إلى الخير. انت تؤمن بما يهديك إلى الشر وتعجز أن تؤمن بما يهديك إلى الخير، إذن أنت كافر ، هذا ما سيقال لك والله اعلم . قال تعالى (أحسبتم أنما خلقناكم عبثا وانكم إلينا لا تُرجعون) ..

      يتبع

      حذف
    3. المؤمن لا يقول ان الله ثابت بالحواس، بل بالإيمان، والله يطالبنا بالإيمان وليس بالتحقق العلمي المختبري من وجوده. ما دمت منطقيا ومؤمنا بالتجربة إلى هذه الدرجة، لم لا تطبقها على خرافاتك التي تبلعها بلع حبات الشوكولا ؟ (الصدف هي التي طورت) بينما ترى الصدف كيف تهدم ولا تبني شيئا وتعلم ذلك، و (اللا شيء هو الذي خلق) ، وما بينهما كله خرافات في خرافات ، أعرها شيء من منطقك ولو قليلا.

      كنت أعرف أنك ستدخل العلم الحديث في كلامك، ولكن لم أتوقع أن يكون بهذه الطريقة. مسكين هذا العلم، تغوّلونه وتدخلونه في ملابسكم كشاهد ماشفش حاجة. أنت الآن لا تستطيع أن ترى أي شيء في هذا الكون إلا من خلال العلم الحديث ؟! انت روبوت أم إنسان ؟ الإنسان القديم لا يعلم شيئا ابدا ؟ مع أنك تعيش على بركات علوم الانسان القديم. ألست تستخدم الصابون والسيراميك و الحجارة والخشب في البناء ؟ وتمرض وتموت وتستخدم حواسك مثلهم؟ ما هذا الهوس بالعلم الحديث حتى يُحشر في أي مجال ؟ أنتم تعبدون إله تسمونه العلم. هذا الإله العاجز عن إزالة أعشاب ضارة في الحديقة، بنفس عجزه عن منع التسوس. صحيح العلم خطى خطوات، ولكن غير متناسبة، فتقدم في مجالات وتأخر في مجالات، وهناك مجالات ممنوع أن يخطو فيها خطوة واحدة مهما حاولنا. ماذا اكتشف العلم في سر الحياة والوعي مثلا ؟ لا شيء ، صفر ، ولن يستطيع، لأن الروح من امر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ، ومن ضمنه العلم الحديث تبعك.

      الملاحدة شعارهم : I Believe in Science ، كبديل عن الله ، أي يؤمنون بإيمان، وكلمة Believe تعني إيمان ، إذن لا مشكلة عند الملحد مع الإيمان، مع أن الإيمان ليس علميا، لكن مشكلته مع الله. ولماذا ؟ لأنه عادل، باختصار شديد. أما العلم فلا يحاسب أحد ولا يعذب أحد، لذلك يؤمنون به بكل سهولة، ويسمح لمن اراد ان يستغله وأن يكذب عليه دون ممانعة، مثله مثل أي صنم. مركبٌ طيبٌ هذا العلم-الإله.

      و كونك تختار بديلا عن الله يدل على حاجة لازمة في داخل كل إنسان لوجود إله، والملحد من ضمن الإنسان، وهذا دليل على أن الالحاد عبارة عن هراء لا حقيقة له ولا يمكن لأحد ان يلحد. هل تستطيع أن تكون ملحد دون أن تتمسك بأستار العلم و داروين و المادية القذرة ؟ لا تستطيع. هذا العلم هو إله بديل. إذن الإنسان مخلوقٌ عابد، سواء على حق أو على باطل، كما قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وليس ليعبدوني اذا لم يريدوا، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لكن من لم يعبدني سيعبد الشيطان، فهو عابد عابد لا محالة، بأي وجه وبأي طريق، وليس أكثر صفاً للآلهة والاصنام من الملاحدة. وقال ايضا (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات) . أي أن كل انسان يولي وجهه صوب شيء يعبده، شاء أم ابى ، اعترف ام لم يعترف، وهذه تكفي لإثبات صدق القرآن، تصرفاتكم تفضحكم، مع أنكم تقولون : لا نؤمن بشيء ولا نقدس شيء ! أما كون الإلحاد يعني عدم الإيمان بشيء، فهو تعريف غير واقعي، بل تؤمنون حد الثمالة ، وبدون أي تحقيق علمي ولا عقلي، لدرجة أنكم تؤمنون أن كل شيء وجد من تلقاء نفسه من اللاشيء وبدون أي شيء ! فهل بقي من العقل شيء؟

      وكلمة عبادة لا تعني وجود معبد وصلاة، بقدر ما تعني وجود إله بديل، حتى لو لم تسمه إله، لكنك تحيل ما لله له، إذن هو إله بديل. فداروين قيد لك ، والمادية قيد آخر، والعلم قيد آخر، والبقاء للأقوى قيد آخر، وكلها مقدسات، ولا تستطيع أن تتجاوزها ، وترى فيها البديل عن الله وعن الأخلاق، وهو العبادة، هل تستطيع ان تتحرر من هذه القيود والبدائل؟ لا ، إذن أنت عابد.

      اسمكم الحقيقي (المُبْدِلُون) وليس الملحدون ، لأنكم أبدلتم عبادة الله بعبادة غيره من الاصنام والأوثان، ومن هذه المعتقدات تبدأ الأديان بصناعة نفسها، وبوادرها واضحة، حيث توجد كنائس للملاحدة يعبدون فيها الشيطان، ولهم فقههم ونظرتهم للحياة، بل لما قبل الحياة وما بعد الحياة، تماما كأصحاب الأديان. فإذا سألك أحد عن دينك فقل ديني الإلحاد البديل، وله رموزه وله مقدساته، ولا تقل الإلحاد وعدم الإيمان وتسكت، لأنك هنا غير علمي، وأنت تحب العلم وتخاف عليه من الغش جدا جدا ..

      يتبع

      حذف
    4. لهذا أنا أؤمن بالقرآن، لأني أطبقه عليكم فوراً وأجدها بالضبط. وهذا يخبرني أنه ليس بكلام بشر. اذن أنتم كملاحدة تُعتَبَرَون من آيات الله التي تدل على أن الله موجود دون حاجة للسفر في الآفاق على متن طائرتك المقدسة. أنتم دعاة لله من حيث أردتم أن تصدوا عن ذكر الله. أنتم والشيطان سبب إيماني، فكلام القرآن منطبق عليكم، وأسمعُ وسوسة الشيطان بأذني، كل كلامه سيء ولا اعرفه وليس من داخلي، بدليل أنه يزنّ ويعيد نفس الكلام وانا لا اريده. ويقدّم صورا واشياء ليست مني، ما الشيء الذي في داخلك ويردّد عليك كلاما لا تريده وتكرهه من أعماقك ؟ لا تقل عقل باطن، فهي خرافة، لا وجود لشيء اسمه عقل باطن. أعقلٌ باطنٌ بهذا السوء؟ فرويد توهّم أن وسوسة الشيطان هي العقل الباطن. وأقول توهّم لأنه لم ينظر إلى أن الروحانية والجمال والشعور به والإبداع أيضا من داخل الانسان، فكيف يكون العقل الباطن متناقض؟ هل يكون الشيء في قمة القبح وقمة الجمال وهو شيء واحد؟ ثم إن مشاعر الرحمة والأحاسيس الجميلة لا تقحم نفسها كما يفعل الشيطان بوسوساته. اذن كلما تتكلم أكثر كلما استدلُّ بك على وجود الله، فشكرا لك ولكل ملحد، لأني أجد التشابه بين ما تقولونه وما يقوله لي الشيطان في داخلي وما كان يقوله الكفار قديما ، فلا جديد في عالم الكفر والكفران، و كل الشبهات التي تقولها قد قالها أخٌ لك من قبل.

      هذا ما اخبرنا عنه القرآن بالوسواس الخناس، كلما التفتّ إليه يهرب، ثم يعود مرة اخرى، بصوت خفيض، وسوسة و خنسة وعودة للوسوسة، وهكذا تأكدت أن الشيطان موجود، اذن الله موجود وآمنت به تلقائيا. أنت بشر مثلي ، لماذا لا تستدل بالشيطان على وجود الله ؟ دع الكفر قليلا وحاول ان تفهم ذاتك، و دع العلم يرتاح في مختبراته وطائراته. اعرف نفسك كما قال سقراط الحكيم.

      كلام القرآن عنكم لم ينزل إلى الأرض كما أبيّن من كلامي من خلال وضع الآيات كشواهد. هذا من الخيوط الدالة على وجود الله، أن يجعل آياته في أعدائه، كالشيطان والكافرين، انظر إلى حالهم واقرأ القرآن ، تعرف أن هذا الكلام قاله خبيرٌ بهم. (ألا يعلم من خلق) ، وصدق الله العظيم عندما قال (تشابهت قلوبهم) ..

      عزيزي الله لم يطالبك بأن تتيقن علميا بأن الله موجود، بل طالبك بالإيمان. أنت تقلب القضية إلى قضية بحثية عن الله، وهذا فهم خاطئ للقضية، وكأن الله شيء ضائع يُبحث عنه في المختبرات. اذن كل كلامك السابق لا قيمة له، لأنه محاولة استدلال علمي بالحس والمشاهدة، بينما الله طالبنا بأن نؤمن ولم يطالبنا بأن نقطع علميا. قال تعالى (الذين "يظنون" أنهم ملاقو ربهم). اذن يجب أن تتكلم عن موضوع الإلحاد والإيمان وتضع العلم وشأنه، لا تقحمه في الموضوع، لأن العلم يقول لك أنا لا أدري ، وانتم تقولون له بل تدري ! وإن لم تدري بالعلم اليقيني أعطنا لو نظريات تنفي لو بعض ما جاء به الدين، يكفينا هذا منك ونحن نكملها منك بالزنزنة والإعلام والتكرار!

      يتبع

      حذف
    5. اقتباس:
      "العاطفه تلعب دور في المؤمنين والملحدين وكلنا نعيش اللحظه ولاافرض رأي عليك كما تفعلون انتم تقتلون كل من لايؤمن"

      أنا لا أفرض رأيي عليك، والقرآن لا يفرض رأيه عليك، بل يقولها صريحة (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، ويتوعد الكافرين بعذاب ابدي في نار جهنم، في الآخرة وليس في الدنيا القصيرة. فدعهم يخوضوا ويعلبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون، يوم هم على النار يُفتنون.

      اقتباس:
      "والحيوان لايسأل عمن خلقه لانه حيوان لايملك عقل عطه عقل فستجد منهم مؤمن ومنهم ملحدا تماما كالبشر العقل مناط التفكير والتساؤلات وتمييز الحق من الباطل فبسبب العقل تجد الاختلافات بالافكار والتوجهات نحن بدون عقل ستجدنا نفس بعضنا البعض حيث تفقد حب التمييز وحب الانفراد وحب التغيير والاختلاف ونعيش كما بعيش الحيوان افهم هذا جيدا يا شخص"

      ليس العقل السليم هو المرجع، وليته سبب الإختلاف والتميز، المصيبة أكبر. المصيبة أن تريد أو لا تريد، ان تحب أو تكره، فإن أحببت شيئا قدّمت العقل لكي يثبت انه افضل ، وإن كرهت ذلك الشيء ايضا شغّلت العقل لكي يبين أنه الاسوأ. لا يا عزيزي ، ليست المسألة مسألة عقل، بل ليتها كانت مسألة عقل، لانحلت من زمان. كل القضايا التي يتحاكم بها الطرفان إلى العقل دون هوى ورغبة، تنحل بسهولة، لكن إذا دخل الهوى في الموضوع، فمهما تقدم من أدلة وآيات فلا قيمة لها وسوف يتحايل عليها من لا يريدها. (وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر).

      القضية قضية اختيار وليست قضية عقل، افهم هذا يا شاطر ولا تتجاهله. وقدّم للقضية مقدماتها الحقيقية والواقعية، فأنتم تقدّمون تبريرات غير واقعية، بل وتبريرات لسلوك الآخرين تبررونها انتم دون أن تسألوهم ! ما هذا التكبر ؟ هل هذا بسبب الطائرات أو مختبرات الصابون ؟ لست ادري ، انت تقول : المسلمين أسلموا لأجل الحور العين في الجنة، لماذا لا تسألهم ؟ لماذا لا تسأل القرآن عنهم الذي قال (أما من جاءك يسعى وهو يخشى) ولم يقل رغبةً بالحور العين ؟

      وبالمنطق يا اخي ، لما يكون هناك جنة ونار ، أيهما يشغل بالك ان تدخل فيه ؟ كل عاقل يعرف أن تاثير الخطر أشد من تأثير الرغبة إلا الملاحدة الكرام، فعيونهم وقلوبهم مقلوبة دائما، ولا تكاد تتفق معهم ولا في ابسط البديهيات العقلية، لماذا ؟ لأن قضيتهم صعبة جدا. وأنا قلت مرارا : كل من اراد ان ينفي وجود الله، فلن ينفي إلا نفسه وعقله. وقد شرحت كيف يكون ذلك في ردودي المتكررة على الملاحدة المتكررين بطبيعة دينهم المتكرر.

      يتبع

      حذف
    6. اقتباس:
      " وسأكون معك منطقيا في سؤالك لماذا لاتحتاج الرب!! بأختصار لو كنت محتاج لرب هل هذا الرب سيقضي حاجتي! الجواب طبعا لا لان الظروف الحياتيه تثبت ذالك لو كان الرب يقضي الحاجات لما بنينا المستشفيات ولما درسنا الطب البشري والطب الحيواني لنعالج انفسنا بإنفسنا ومع ذالك لانستطيع شفاء الناس كلهم بعضهم يموت لسبب ان المرض جديد ويتعين علينا تشخيصه وصنع علاج جديد له ربما سينجوا غيره لاننا شخصنا المرض ووجدنا علاج له"

      لماذا لم تُبنى مستشفيات إلا حديثا ؟ ولماذا لم يكتشف علاج بعض الامراض إلا حديثا؟ ما دمتم تستطيعون فلماذا لم تعرفوها من قبل ؟ هذا من توفيق الله أن وفّق الناس إلى اكتشاف علاج بعض الأمراض، الله معك معك شئت أم ابيت. ماذا ستقول لو عرفت علاج الامراض التي تفتك بالناس في هذا الزمن كالسرطان وارتفاع الضغط والجلطات والقائمة الطويلة العريضة من الامراض المستعصية؟ ماذا ستقول لو تعرف علاجها ؟ إنه الكفر ، بنفس الدرجة قبل ان يعرفوا بوجود الجراثيم وبعد ان عرفوا انشطار الذرة، نفس الشيء. الكفر لا دخل له بالمعرفة (قانون) ، بل له دخل بالاختيار ، بين عالم الخير وعالم الشر ، عالم الحق وعالم المصلحة المنفلتة

      ثم هل حاجتنا لله فقط أن نستفيد منه ؟ أليس عندنا إحساس بالحب له والشكر على ما قدم ؟ ما هذه النفعنجية الكريهة التي تنطلقون دائما منها وانتم لا تعرفون ما ينفعكم ؟ فالله يعلم وأنتم لا تعلمون. علاقة المحبة اكبر من علاقة المصلحة دائما، ورغما عن ماديتكم ونفعيتكم. ثم : هل تحتاج الله فقط في علاج بعض الامراض ؟ هل هو طبيب استشاري ؟ ألا تحتاجه في الاخرة ؟ عفوا نسيت أنك لا تؤمن بوجود آخرة ، وآخرتك هي دنياك، هذه الدنيا القصيرة الحقيرة الضيقة، التي لا تعرف هل ستكون غدا سعيدا ام حزينا ، مريضا ام صحيحا ، بل موجودا او غير موجود، يا لها من مراهنة خاسرة. كبّر عقلك قليلا واهتم بمصلحتك ما دمت لا تؤمن إلا بالمصلحة، وإيمانك بالله لن يضيّع عليك مصالحك في الدنيا، تلك المصالح المقدسة لن تضيع.

      حوار عقيم ومكرر كالعادة يسبب الغثيان. أتمنى أن تقرأ حواراتي السابقة مع اخوانك، بل تواءمك الملاحدة، الذين كأنهم يخرجون من مصنع واحد، فَهُم بخطاب واحد و أسلوب واحد وتكرار واحد، ألا يعرفون أنهم مملون ومجدبون وقاحلون؟ البشر لا يريدون طرحهم العدمي الميت. ولو قرأت رد واحد من الملاحدة لوجدت نفس الكلام الذي يأتيك الآن ولأغنيتنا عن التكرار.

      فعلا تشبيه داوكينز الملاحدة بالقطط صحيح، فهم متشابهون كتشابه القطة مع القطة الأخرى، يطرحون نفس الأسئلة دون ملل ، شيء عجيب. إن كان في الملاحدة ميزة فهي مقاومتهم العجيبة للملل. إن الشعور الانساني يحب التجدد، وهم يحبون الثبات وتكرار نفس الكلام وطرح نفس الاسئلة والاجابة بنفس الاجابات بدون ملل، شيء عجيب. هذا ناتج من ضيق دينهم وعدميته، فصارت اسئلته محددة واجوبته محددة ومحفوظة عن ظهر قلب، وهذه القطة تشبه القطة الاخرى، بالسنتي والملي، بل هم اشد تشابها من القطط. و ارجو المعذرة على هذا الكلام، لأن السأم من التكرار يُخرِج الإنسان عن طوره أحيانا.

      يتبع

      حذف
    7. اقتباس:
      "وهكذا حاجتنا للرب هي نفس عدم حاجتنا للرب من زاويه اخرى كالذي يصارع ظله ولايكسب الا التعب والمشقه اخبرني عن رجل قطعت ساقه وطلب الرب ان تنموا له ساق جديده ونمت اخبرني عن رجل اصلع وطلب من الرب ان ينبت له شعر فنبت! اخبرني عن امور حصلت دون ان يتدخل الطب البشري فيها ؟"

      هذه حاجات طبية فقط، والذي يُشفي منها هو الله، حاجات الانسان اكبر مما تتصور، الإنسان كله حاجات، و كل حاجاته لا يملك القدرة الحقيقية على تحقيقها، اقرأ في فلسفة شوبنهاور الملحد، فستعرف ضعف الإنسان وعجزه. الإنسان مخلوق خائف ويحتاج الى أمان، الإنسان مخلوق مرتبط يحتاج ان يرتبط بأكبر منه لأنه ضعيف، لكنكم تخالفون الواقع بطريقة مجنونة، انت الان تختصر حاجات الانسان ان تنبت رجل لشخص مبتور الرجل ، هل هذه هي فقط حاجات الانسان التي لا يستطيع تحقيقها ؟ إذا كان كذلك فكلامك صحيح، بل إن بعضهم يستعد ان يتنازل عن ساقه من اجل ان ينكفّ شرٌ عن روحه او عن من يحب، بل ان بعضهم يفدي بروحه ، انظر المصلحة هنا تُنتهك بالكامل لأجل تحقيق مبدأ ! لا تقيس الناس على ضيق أفقك وانحصار اهتمامك بالمصلحة وخوفك من المرض.

      الانسان مخلوق ضعيف منذ يولد حتى يموت وهو من ضعف الى ضعف ومن خطر الى خطر ومن حاجة الى حاجة، و في الأخير تغلبه مخاوفه فيموت، بل ان الخوف هو الذي يدبر حياة الانسان بكاملها، وجمعه للمال ليس لأجل الرغبة كما تقولون بل لأجل الخوف، و كل خائف محتاج، قليل من المنطق يا اخي ما دام الواقع فاتك.

      بعبارة اخرى : لا يوجد انسان متخطي لكل المخاوف، لأنه لو وجد لوجد الإنسان الخالد، لا يمرض ولا يحزن ولا يضعف ولا يموت، اذا وجدت هذا الإنسان فقل أنه لا حاجة لإله. ومع ذلك حتى هذا الخالد محتاج إلى رزق الله وتوفيقه، ومحتاج ان يشكره على ما قدّم له ومحتاج ان يعرف ماذا سيفعل به فيما بعد وما يجب عليه ان يفعل، لأن كل هذه أمور لا يعرفها. الحاجة ملازمة للإنسان، وتشبثكم بالمصلحة دليل على شدة رعبكم وخوفكم، و خوفكم ناتج من حاجتكم غير المشبعة، وإلا لو كنتم غير محتاجين للإله فمن باب اولى الا تحتاجوا للمادة. بل انتم أكثر من غيركم حاجة، ولكنه الشيطان يضل أولياؤه. وأنتم اكثر خوفا من بقية البشر وأكثر رعبا من مواجهة الحياة والمستقبل و اكثر انتحارا بالنسبة للمؤمنين الذين يتشوقون للجنة كما تقول، و اكثر صراعا داخليا وعدم راحة. عجيبة هذه الثقة من شخص لا يعرف ماذا يحصل له بعد لحظة ومستغني عن خالقه لأن العلم صنع طائرة قبل مائة سنة .. هذه مواضع للضحك تضع نفسك فيها للأسف. لا يوجد شخص ملحد سعيد إلا بالادعاء، فالسعيد هو من أسعده الله فقط. وأعطيك الميكروفون لتواصل قلب الحقائق المضحكة والمكشوفة.

      سوبرمانكم النتشوي المستغني عن خالقه هذا ضعوه في بطونكم وابتلعوه، لأنه لا يمكن وجوده، فقد رأينا أصحاب الملايين ينتحرون، ما الذي جعلهم ينتحرون ؟ هل حاجتهم علاج و هم في أتم عافية ؟ لأنك مؤمن بدين الإلحاد صرت أناقشك كأنك إنسان غير واقعي، نسيت الله فأنساك نفسك ، بل أنساك حتى ضعفك وحاجتك لكي تزداد ضلالا، (أفأمنوا مكر الله) .. ماذا افعل لك ؟ والمَنسِي يُنسى، هذا افضل تعامل معه. متى ما رشدت وعقلت و ادركت ابسط البديهيات فتعال نتناقش. لا استطيع ان اشرح لك كل الحياة ومتاعبها وحاجاتها وطرقها المسدودة ويأسها القاتل، فهذا شيء صعب. لكن اللوم على الالحاد الذي جعل العقول بهذه الدرجة من عدم الواقعية والفجاجة والشطح في الخيال البعيد، مع نيتشه وسوبرمانه الذي سيحل محل الاله. ماذا نفعل بمجنِّحين خياليين غير واقعيين لا يقرّون ولا بحاجات الإنسان النفسية والجسدية، معتمدين على ما اكتشفه العلم هناك وهناك!

      ادق عبارة يمكن أ تقال هي "جنون الالحاد" ، لأن الجنون يجعل الانسان يتخيل واقعا غير واقعه ويرى انه هو الواقع. وهذا ادق تعبير عن حالة الجنون. اربط هذا بالعبارة السابقة : (من اراد ان ينفي وجود الله ، فلا بد ان ينفي عقله)، ونافي عقله مجنون .

      يتبع

      حذف
    8. اقتباس:
      "هناك دواء يعطي للمريض الذي ينازع الموت وتناوله يتحول المريض من نزاعات الموت الى حياه هذا الدواء بمثابة المعجزه حقيقتا وهو صنع بشري محض ويسمونه بدواء الاله ذاته كنوع من الافتخار بهذا الدواء وقوته ولماذا تتهمون الملحدين بالفساد الاخلاقي ؟ هل كل ملحد لكي يضاجع الفتيات! ولكي يشرب الخمر! هذه سطحيه لانقبلها بأمكاننا ان ندخل البارات ونضاجع الفتيات مع الاحتفاظ في ايماننا لكي لانخسر كل شي فالزنا والخمر محرم بجميع الاديان ولايدخل صاحبه بالكفر والجحود فلماذا لانستمتع بهذا مع ايماننا ؟"

      اذن خذ هذا الدواء حتى تبقى من الخالدين .. هل تستهبل على الناس أم ماذا ؟ هل معنى ذلك أن الموت إنتهى ولن يموت احد ما دام يشرب دواءك المعجزة ؟ لماذا التخريف لهذا الحد ؟ ما السبب العقلي لحدوث مثل هذا مع الملاحدة؟ هو نفس السبب الذي قلته من قبل : لا تستطيع ان تنكر الله حتى تخسر عقلك. الإلحاد جعلكم غير واقعيين، ونقاشكم غير منطقي وأفكاركم عن الواقع بعيدة عن الواقع. هذا من اضرار الإلحاد العقلية على صاحبه.

      الملحدون يريدون تشريعا كاملا ، يريدون أن يكون الزنا كشرب الشاي والقهوة، والزنا يحتاج إلى اكثر من طرف، فلذلك تريدون أن يشيع الإلحاد حتى يشيع الزنا المبرّر والذي لا يُحدث وخزاً في الضمير، خصوصا عند الأطراف الأخرى، لأن الزاني يحب التنويع والمقاسات والألوان، إذن من مصالحه أن يلحد كل الناس وبالذات النساء والشباب، ولتذهب الأسرة إلى الجحيم مقابل شهوات عابرة، هذا هو السفه والسطحية إن كنت تعرف شيء يدعى السطحية، والضحية هم الأطفال والاسرة. وكثير ممن تراجعوا عن الالحاد تراجعوا في شيخوختهم أو بدايتها، هل لهذا علاقة بالنضوب الجنسي او لا ؟! ملاحظة أن بعض من ألحدوا ألحدوا وهم كارهون للإلحاد ، هؤلاء لا ينطبق عليهم الكلام ولا سوء الأخلاق، بل لأنهم وجدوا في مذاهبهم ودياناتهم فسادا متركبا ، فتركوها بحثا عن الافضل وليس استرخاء في صحراء الإلحاد، و هم الاقل.

      ولعلمك الزنا أقوى دافع للإلحاد إن لم يكن الدافع الوحيد، لأن شرب الخمر ليس غريزة للإنسان، لكن الجنس غريزة، واشتهاء الجنس الآخر من الغرائز القوية خصوصا عند الشباب، ومن هنا تسويقكم الشديد للعري والفجور والممارسات الشاذة والشذوذ والدفاع الشديد عنه، لأنه هو البوابة للإلحاد أصلا، لأنك كما قلت أنت أن الديانات تحرم الزنا، كل الملاحدة ينافحون بشدة عن قضايا الجنس بأنواعه، ولا نجدهم يدافعون عن المنطق والعقل، بل يقلّلون من شأنهما ويقولون العلم افضل من العقل وانتهى عصر الفلسفة، مع أنه لا علم بلا عقل ، لكنه لم ينته عصر الجنس، بل بدأ بداية قوية. النتيجة اذن أنهم أناس شهوانيون وليسوا عقلانيين، لأن العقلاني يدافع عن العقل والمنطق ويرى أنه مقدس، أما الملحد فيقول لك أن كل شيء جاء من لا شيء وتطور بالصدف العمياء، ودعنا من التفكير والمنطق فقد انتهى زمانه، و حيّ على الهشّك بشّك والهنكي بنكي بدون تأنيب ضمير. اذن الشيء الوحيد الذي سيستفيده الملحد هو أن يزني، لأنه لا نجد أي ميزة أخرى في هذا الإلحاد العقيم الميت، والزنا لحظات تعقبها ندم، لكن ماذا يفعل في بقية حياته؟ هل يستمر يزني ويزني فقط حتى يصاب بالإيدز أو الهربز أو مرض الزهري (الأفرنج) ؟ من هنا نفهم انتشار الإلحاد أكثر بين فئات الشباب والشابات لأجل الموضوع إياه، الهشّك بشّك والهنكي بنكي ، مع أن وجود الجنس لهدف التكاثر وليس حياة تُعاش أو طعاما يؤكل .. وبما ان قوة وطبيعة الغريزة الجنسية عند الذكور شديدة ومقتحمة، صار الإلحاد ينتشر بين الشباب الذكور أكثر، مثلما أن الشذوذ الجنسي عند الذكور أكثر من النساء.

      وأما الفساد الاخلاقي فلأن دينهم الإلحادي يأمرهم بذلك، ويرى الفضيلة رذيلة، ولا يعترف بوجود الاخلاق، فقط يؤمن بالمصلحة المادية، لكن لا نعمم على كل ملحد انه فاسد أخلاقيا قطعا، لسبب بسيط وهو أنه ليس كل ملحد يتبنى الإلحاد بشكل كامل، فلا بد أن يكون فيه ولو قليل من الدين والأخلاق، بنسب تتفاوت، لكن الإلحاد نفسه يصنع مجرما وليس فقط فاسد أخلاقيا، وأي شيء يصنع ذلك فسيكون بابا مفتوحا على عالم الشر، وهذا ما يفعله دين الالحاد، مغلاق للخير مفتاح للشر، لذلك الملحد الذي يتبع تعاليم الالحاد بالكامل ، في احسن أحواله سيكون منافق، لا يفعل الخير لذاته بل لمصلحة مادية يرجوها، وإذا احتاج للشر فعله بنفس الشخص الذي فعل إليه الخير، دون ضمير ولا تورّع، لأن المصالح هي من تتحكم به وليس العقل ولا الاخلاق. وشيء طبيعي ألا تستأمن لملحد لأن دينه يقول له لا ترتبط بأي مبدأ، والإنسان الذي بلا مبادئ مخيف، ستقول لي : يوجد سوء أخلاق عند المتدينين، اقول لك نعم ، لكن الكلام هنا عن دور الدين في كليهما، سيكون هذا المتدين مبتعد عن دينه اذا فعل الشر، لكن الملحد اذا فعل الشر فهو مقترب لدينه، وهنا فرق كبير. بعبارة أخرى : الإلحاد أسوأ الأديان واكثرها حبا للشر، بل مؤسس على فكرة الشر.

      يتبع

      حذف
    9. اقتباس:
      "هذه السطحيه يكررها المؤمن كثيرا وهي غير منطقيه اصلا"

      أنا اثبت لك منطقيتها، فرد علي بالمنطق والتفصيل، وليس فقط كلمة ترميها ، حاول أن تفكر قبل أن ترد.

      اقتباس:
      "وادراكنا للاله بالحواس لاتعني بالضروره رؤيته او لمسه لاياسيد الكون يدير ذاته بذاته قوانينه منه وتعود اليه فيخيل للانسان انه غير بحاجه للعمل من خلال اله لانه يعمل اتوماتيك فكيف نعرف ان هذا وراءه اله قوي كبير عظيم نريد اثباتات على ذالك"

      اذن انت فكّر لنا من وراءه ! لا تقل "جاء من لا شيء" حتى لا يبقى في عقلك أي شيء ! التحجج بالصدف خطأ من ناحيتين : من ناحية أن التحجج بالصدف لا يعفي من سؤال : من أين جاء الأصل ، والثانية أن الصدف العمياء كل الناس يعرفون أنها تدمّر ولا تعمّر ، ولو عمّرت شيئا بدائيا بسيطا أتت صدفة أخرى ودمرته ولم تتركب معه وتضع أنظمة للحماية، كل البشر يعرفون أن الآثار القديمة تتدمر مع طول الزمن وليست تتعمر، فكيف طول الزمن يخرج لنا شجرة ويصنع لنا حيوانا؟ لا بل ويشتق منه حيوان آخر يفيد في ناحية أخرى ! أنتم تتكلمون بعكس الواقع، ومن يتكلم عكس الواقع مجنون. كيف ترضى لنفسك أن تكون مجنونا يخالف الواقع المشاهد والمعاش بهذه السهولة ؟ اذا كانت الصدف تعمل شيئا لبنت قصرا بل قصورا خلال ملايين السنين كما بنت حيوانات واشجار ، فتأتي صخرة وتنضم إلى أخرى لقصد أن يقوم الجدار، وتطير الاخشاب لتصنع سقفا مع وضع فتحات للتهوية، وتفرشه بالسجاد وتجهزه، كل هذا بالصدف، ستقول لي هذا جنون، أقول لك تعقيد القصر لا يعادل تعقيد واحد على مليون من خلية نباتية واحدة. فكيف عقلك يعمل هنا ولا يعمل هنا ؟ شغل عقلك و دع الهوى جانبا.

      ما تقولونه هذا شيء لا يحتمله العقل البشري، وانتم كسرتم العقل البشري حتى تلحدون، واللادينيون اعقل منكم، لأنهم يقرون بوجود إله خالق ولكن يكرهون الاديان، وبالتالي يستبيحون المحرمات ولم يخسروا فكرة وجود إله، أي لم يخسروا كامل عقلهم، فهم اقل جنونا منكم. وهذا ما حصل لزعيم الالحاد في وقته (انتوني فلو) عندما بلغ الشيخوخة تراجع، مع أنه زعيم ملاحدة عصره. لماذا تراجع ؟ لشعوره أنه كان مجنونا يجدف خارج الواقع وعكس التيار، ولا يحب أن يموت وهو مجنون.

      إن الحصول على شيء متماسك ومتقن وغائي ومركب ومزود بأنظمة حماية، العقل يقول ان هذا لا يأتي بالصدف، بل يأتي بقوة عاقلة لها هدف، حتى تخرجه من عالم الفوضى. مثل لو احضر لك سفينة واقول لك انصنعت من نفسها ، لقلت هذا جنون، لكن جسم الذبابة اعقد ملايين المرات من السفينة ، فما بالك ببقية الحياة؟ هنا سيخيب عقلك وتقول الصدف، لكن في حال السفينة ستقول لي أنت مجنون، من أين جاء هذا التناقض ؟ جاء من فكرة الإلحاد ، اذن الالحاد يدمر القدرات العقلية عند الإنسان. اذن هو مرض عقلي، على عكس ما يوهمونكم تماما أنكم عقلانيون ويسمونكم بالعقلانيين، فتصبح بعقل وتمسي بلا عقل اذا ألحدت. تمسي وأنت قابل للنقاش وتصبح وانت غير قابل للنقاش لأنك بلا عقل.

      هذا كون متماسك ومترابط وفي غاية الدقة والغائية، يضيق العقل عن وصفه بل وإعجازه، والعلم يقف مدهوشا منه ، بل لم يدركه كله ولن يستطيع، فهل هناك صدفة غير التي نعرفها عندما نترك المنزل عدة اشهر لا نجده قد تطوَّر ، بل تدمَّر، ونحتاج إلى عاقل وإرادة لكي نعيد ترتيبه وتنظيفه، أي نخرجه من عالم الفوضى الذي تولته في غياب الإرادة العاقلة. خاطبوا الناس بالعقل ان كنتم تستطيعون، وإلا فأنتم دعاة جنس ولذة وضعف وعدم تحمل مسؤولية العقل. أنا لست مجنونا لأصدق مثل هذا الكلام عن الصدف العمياء وعن صانع الساعات الأعمى، اذهب إلى أحد لا يفكر بعقله بل بعضوه الجنسي ليصدق بها. وسوف يصدقك بعضوه الجنسي وليس بعقله.

      يتبع

      حذف
    10. اقتباس:
      "ستقول ومن قون القوانين منذ البدايه سيكون جوابي لااعلم ليس بالضروره ان يكون اله واحد ربما عدة اله وليس بالضروري ان علينا اتباع دين معين ربما انه ذهب ليصنع كون جديد ربما مات وانقضى لااحد يعلم وعندما اطلب من الاله ان يسقط خبزا لي من السماء فسقطت لن اقول اني وجدتها بل لصرخت بصوت عالي دوي الاله ارسلها لي لأكلها انه رزقني هذه الخبزه سمع ندائي تجاوب معي لم يتصرف معي بغموض بحيث لم يعطيني الخبزه لكي يختبر صبري او لكي يرى هل اؤمن ام اكفر او انني اعبد الله على حرف وشرط ان اعطاني امنت وان لم يعطيني كفرت!!"

      هذا كلام تخريف وتناقض، بالبداية تقر بوجود إله أو آلهة، لكن ربما انشغل او ذهب او جاء كما تخرف ، وفي الاخير تقول الله غير موجود لأني كنت جائع وطلبت خبزة ولم يعطيني ! هل انت عاقل قبل كل شيء ؟ كيف تتناقض بهذه السهولة ؟ تعرّض سمعة عقلك للشماتة. القوانين لا يهمك أن تعرف من اين جاءت، اذن كل الحكاية لا تهمك .. والسؤال هنا : ما الذي يهمك في الالحاد ؟ هيا اجب يا شاطر. نعود لحديثنا السابق عن دوافع الالحاد، ها انت ذا تقول لا يهمك ان تعرف، اذن لم تُلحدوا لأجل المعرفة بل لأجل شيء آخر، كيف تلحد وأنت لا تدري من اوجد القوانين ولا يهمك ؟ كل ما في الامر انك تكره وجود ذلك الاله وتحب الشهوات والدنيا، قلها صريحة. مع أن الاسلام الحقيقي لا يتعارض مع الشهوات بل يقننها ويخرجها من عالم الفوضى فقط، بما إن كل شيء في الطبيعة منضبط وغائي يجب ان تكون حياتنا هكذا حتى لا نكون نشازا على فرقة الموسيقى الطبيعية وتكون فوضى فكرية وفوضى اخلاقية وفوضى اجتماعية. الفوضى تعني التصادم والصراع ، وهذا اساسي في الالحاد مع الاسف ، فالبقاء للاقوى، وهذا من الجنون ، فالأقوى لا يستمر اقوى وليس في كل الظروف، لا بد من النظام . كلمة "البقاء للحق" هي الافضل وهي التي تصنع النظام، فالله اسمه الحق. لو كان البقاء للاقوى لما وجدت الدول والحكومات، بل لما عاش القوي مع الضعيف، لكن الناس تحتاج حكومات تحفظ الضعيف من القوي وتعاقب المعتدي، اذن قانونكم هذا (البقاء للأقوى) قانون غاب. مع أن الغابة ليس فيها هذا القانون، انه قانون شيطاني، الشيطان الذي تكبر عن طاعة امر ربه ، وصار نشازا ملعونا، ويريد من اتباعه ان يكونوا مثله في الفوضى حتى لا يدخل النار وحده.

      ما هو الجمال في الفوضى التي تحبونها ؟ الجمال بحد ذاته نظام والموسيقى نظام، انتم تبغونها عوجا وفوضى وفُرُقا ، ماذا تستفيدون من هذه الفوضى ؟ أنتم الضحية في الأخير, الفوضى ليست دائما في صالحك، فإذا صار السائقون فوضى فقد تستفيد ان تتجاوز الاشارة دون ان تقف ، لكن هذا لا يمنع أن يأتي مسرع ويصدمك، لا جمال في الفوضى وانتم تقولون "فوضى خلاقة" ، بل مدمرة.

      يتبع

      حذف
    11. اقتباس:
      "بل اعطاني سؤالي ازاح عن عيني الباطل تجاوب معي عندها كفرت بالالحاد وامنت بالاله ماهو هذا الشيطان الذي تخبرنا عنه الاديان الذي تحدا الاله و نزع طوق الطاعه وقال بكل جرءه لاحتنكن ذريته!! موضوع الشيطان سخيف جدا حيث انه تربطه صفات تشبه صفات الاله هو لانستطيع رؤيته والاله لانستطيع رؤيته فأدلة وجوده ضعيفه كأدله وجود الاله"

      بالعكس تماما ، الشيطان يدل على وجود الاله ، ومن عرف الشيطان عرف الإله، وأسهل شيء معرفة الشيطان، أنا لم أعرف الله إلا من الشيطان، وطرحكم هذا الذي تطرحونه وبدائلكم كلها من الشيطان، الشيطان يحب الفوضى ويكره الطاعة والانقياد، الشيطان متكبر وانتم متكبرون، ويتطاول على الله وانتم تفعلون، ويحث على الشهوات والجنس وكذلك تفعلون، ويحب العجلة ولا يحب الالتزام بالواجب، وانتم متكاسلون وتحبون الراحة، ويبحث عن اللذة العاجلة ويوسوس لنا بذلك، ونسمعه بآذاننا، حواسك لا تدرك الله لكنها تدرك الشيطان، اذن من خلال الشيطان فالله موجود. والبشرية مع الإلحاد انقادت إلى عالم الشيطان وتلاحظ انتشار الفساد والعري وتسلط الدول القوية على الدول الضعيفة ويعتبرون ذلك حقا لهم، وضياع القيم والاخلاق واستبدالها بالمصالح واللذة والطمع الزائد والرأسمالية ، كل هذا من سيطرة الشيطان، بل صار الشيطان يُعبد وله كنائس، وعُبَّاده ملاحدة، وهذه ليست صدفة. وأنت كملحد ، تحمل في داخلك اعجاب بشخصية الشيطان، مهما أنكرت، اذن الشيطان موجود، وبالتالي الله موجود. والشيطان هو الذي يفسد الأديان ويصد عن ذكر الله تماما كما تفعلون. وهذا التشابه بين وسوسة الشيطان التي تاتي المؤمن وبين اقوالكم وافعالكم يدل على ان الشيطان موجود وهو الذي أثّر فيكم. وبالتالي الله موجود. قلها بصدق : الا تسمع وسوسة الشيطان بداخلك ؟ الا تسمع صوتا يأمرك ان تفعل اشياء فظيعة ثم تتهرب من هذا الكلام ؟ بعضه تراه مقبولا لأنك ملحد، وبعضه تستفظعه وتصد عنه لأنه كلام مدمر؟ هل هذا الصوت نبع من ذاتك ؟ ذاتك تريد التدمير؟ طبعا لا ، بدليل ان ذاتي تُعجب بالجمال والنظام، وكل انسان يُعجب بالجمال والنظام، نفس الصوت الذي يأتيني وانا مؤمن يأتيك وأنت ملحد بنفس الدرجة ونفس الوصايا ونفس الشكوك. كونه يأتي الجميع بنفس الدرجة وبنفس الكلام رغم اختلاف الناس يدل هذا على انه ليس من ذواتهم.

      انظر عبدة الشيطان الملاحدة ماذا يأمرهم وبماذا يتميزون عن غيرهم، يأمرهم بعمل قذارات، فيقطّعون أجسادهم ويخرّمون أنوفهم ويجرحون ايديهم ويبشِّعون اشكالهم وملابسهم، ويأمرهم أن يخون كل انسان صاحبه، ويأمر الاخير ان ينتحر، أو يأمرهم بأكل قاذورات الحيوانات أو بقتلها وشرب دمها واشياء فظيعة تُذكر عنهم، وبإمكانك البحث عنها في الانترنت لتشاهدها بالصوت والصورة. اذن الفظاعة من الشيطان، ولأنهم عبدوا الشيطان صاروا بهذه الفظاعة، لأنهم يتسمعون صوته ونداءه، اذن الشيطان موجود.

      اقتباس:
      "اتمنى ان تستوعب كلامي وترد علي بدون ان تسخر مني لان معظم كلامك استهتار وضحك وتتجنب العلميه بالردود"

      أتجنب العلمية بالردود ؟ هذا يثير الضحك اكثر .. ماذا تعرف عن العلمية قبل كل شيء ؟ اليست الإستدلال بالواقع والمنطق والمشاهدة والتجربة ؟ هل كلامي غير هذا ؟ رمتني بدائها وانسلّتِ ! أنا أطالبك أن ترد علي بعلمية ودعك عني وعن اسلوبي الساخر غير العلمي ، كن أنت علميا ومنطقيا وارجع على كل كلامي وفنده نقطة نقطة، واسخر مني كما تشاء بعدها، وسوف اشكرك ، تأكد من ذلك. هل تستطيع ؟ لن تستطيع الا ان تقول كلمتكم المعهودة (هراء) ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والإلحاد يفقد العقل ويجبرك ان تكون لا منطقي ولا واقعي ، أنا لا اسخر بل اقول الحقيقة، الالحاد يُفقِد العقل ، هل تفهم ؟ اتمنى ذلك .

      حذف