الأحد، 7 يوليو 2013

فكرة وتعليق - الغلو طبيعة مركبة في الإنسان المتدين ..


الفكرة :

يقول كامل مصطفى الشيبي في "الصلة بين التصوف والتشيع" :

" الغلو طبيعة مركبة في الانسان المتدين في كل زمان ومكان ؛ لان من طبيعة التدين الايمان بالخوارق والمعجزات، وهو في حد ذاته غلو في الانبياء عليهم السلام."

التعليق :

الغلو ليس خاصا بالانسان المتدين فقط ، بل ان الغلو يصل الى تشجيع الاندية الرياضية الى حد القتل ، هذا عدا التعصب الوطني او المذهبي او القبلي وما في ذلك من غلو وافراط، انظر الى غلو القومية في القرن الماضي في اوروبا، وتميز الدم الازرق عن غيره ، انظر ايضا الئ الغلو في الانسان الابيض وجعله في اعلى مرتبة تطورية داروينية ومايزال محافظا عليها لان بياضه مستمر. لايوجد ترابط بين الايمان بالخوارق والغلو ، الشعوب تؤمن بخوارق غير دينية كقدرات السحرة والمردة والعفاريت والسعالي والابطال القوميون وقدراتهم الخارقة ، اي على العكس تماما مماتصوره الكاتب .

الغلو في الحقيقة هو الذي يصنع الخوارق ويؤدي اليها والى الايمان بها. لاحظ الغلو في الصالحين مثلا، تجد ان الخوارق والكرامات جاءت بعد ان عظم هذا الصالح وليست قبل! ومع الزمن تزداد خوارقه مع ازدياد تعظيمه وكثرة معظميه ، وهذا عليه امثلة كثيرة مع الاسف، انظر الى خوارق البطل اخيل في ملحمة الالياذة لهوميروس . هو لم يصنعها بل نسبت له، بدافع وطني قومي متعصب وغالي، والامر ليس له علاقة بمعجزات دينية. مثله مثل ابوزيدالهلالي وخوارقه.

اما عن وجود الايمان بخوارق فهذا لا يخلو منه احد اصلا، حتى الملحد مومن بقدرة العلم على صنع الخوارق وكشف كل شي، لكن المسألة وقت يتجلى فيه الرب المنتظر (العلم) . وهو يعلم انه لا يستطيع. اذن الانسان محتاج الى الايمان بخوارق بسبب عجزه وضعفه .

اذن الخوارق ليست خاصة بالدين ، انظرها في الاساطير الشعبية في كل العالم. وفي هذا ما يشير الى حاجة الانسان لوجود اله قوي يقدر على ما لا يقدر عليه ، وهو من الخيوط الدالة على وجود الله، فالحاجة العامة الى الشيء تدل على وجود الشيء.، لهذا لجأ الى الخوارق والاساطير. حتى الالحاد لايخلو من رغبة جامحة بالايمان بخوارق سوف تاتي - او جاءت - من خلال العلم وتفسيرات علماء الالحاد الخيالية ، او من خلال المختبر الذي سيكشف لنا سر الوجود ومعنى الحياة ويجعلنا خالدين في شباب دائم ولذة دائمة و امنيات الحادية وردية  .. ان اللجوء للخوارق امر حتمي لفهم الحياة ،

انظر تحليل الالحاد الخرافي لتكون الوجود والحياة وهويؤمن بذلك ويعرف انها من نسج الخيال. كالاحداث الهائلة التي تكونت في لحظة واحدة حين انفجر الكون من بيضة ولدها زواج كونين كما يقول هوكينج ! بيضة وزنها صفر وقطرها صفر! وحين اختلطت الاحماض الامينية والاشعة في مستنقعات وخرجت بالصدفة الخلية الحية الاولى التي بالصدفة ايضا صارت تهتم بنفسها وتتطور، ثم فكرت بالصدفة ان تخرج من الماء وتصنع لنفسها ارجلا ، كما فكرت باختراع الطيران،لكنها لم تفكر بل الصدفة فكرت ! وحين قرر احد الثدييات الكبيرة ان يغطس في البحر متطورا الى الحوت المعروف، حديث خرافة يا ام عمرو ! كلها تفسيرات عن طريق الخوارق وتتسمى بالعلم كما فعل الاقدمون في اساطيرهم، فكانوا يسمون ما يهمهم منها حقيقة وعلما.

اذن الخوارق والمعجزات ليست خاصة بالدين، وفي الحقيقة هي منطقية اكثر في الدين، بسبب ان الدين يؤمن باله قادر على كل شي، لكن اخيل اليونان او الزير سالم او صدف الملاحدة الذكية امور غير قادرة ، وبالتالي ليست منطقية،فالصدفة عمياء، والزير واخيل وعنتر رجال عاديون، وان تميزوا بالشجاعة عمن حولهم. اما الله خالق الكون فقادر على ان يشق البحر والقمر وليس اخيل، اذن الخوارق والمعجزات الدينية اكثر منطقية من غيرها البشرية ، حتى لو كانت علمية فالعلم مجهود بشري والبشر محدودون.

هناك 4 تعليقات :