المرأة بحاجة لأن تفهم كرامة الرجل وما الذي يجرحها, و كثيرا ما تجرح
المرأة الرجل دون أن تدري, والسبب أنها لم تحترم دوره الطبيعي وهو دور الرجولة,
فالرجولة دور طبيعي مثلما الأنوثة دور طبيعي.
الرجل تنجرح كرامته ويزعل إذا رأى زوجته لها اهتمامات كثيرة خاصة بها
وغير متعلقة به, فإذا رأى نزعة للاستقلال في حياتها تتعبه, كأن تكون مهتمة بتطوير
مستقبلها الوظيفي ومركزة على عملها أكثر منه, حتى لو كانت تهتم بأخواتها أو
صديقاتها أكثر منه و كانت لا تهتم بشكله ولا ملابسه ولا عمله, فالرجل تنجرح كرامته
إذا شعر أنه ليس محور اهتمامات امرأته, فحين تكون زوجته تخرج كثيرا من المنزل مع
صديقاتها ولا تدري عن وضع زوجها هذا يتعبه, وإذا جلست معه تعرض عليه قائمة الطلبات
للمنزل ولها وللأطفال, هذا يضايق الرجل, وليس ما يضايقه الطلبات نفسها لكن ما
يتعبه شعوره أنها ليست معه واهتمامها ليس له وأنه يُستغفَل وأنه فقط يُحمَّل
مسؤوليات, هذا يعني للرجل أن هذه المرأة مستغنية عنه وأن رأيه وتقييمه لا اعتبار
له, وقيمته فقط في إحضار طلباتها وخدمتها, هذا شيء يؤلم الرجل كثيرا ويجرح كرامته.
هذه يمكن أن أسميها معاناة "المرأة المسترجلة", فالزوج هنا لا
يشعر أنه متزوج امرأة بل رجل مثله, وهذا بالضبط ما تدعو له الأفكار الليبرالية,
لهذا يفشل الزواج على الطريقة الليبرالية لأنه يقلب البيت إلى محكمة حقوق لأشخاص
مستقلين, ولا يستطيع الإنسان أن يقضي بقية حياته في محكمة.. تغرق السفينة إذا كان
فيها أكثر من قبطان, وصدق الله : {الرجال قوامون على النساء}..
إذا شعر الرجل أن زوجته تحترم رأيه وتقييمه وتقدمه على رأي غيره هذا أهم
بالنسبة له من أنها تطبخ له أو تنظف المنزل, لهذا كثيرا تجد من النساء من تطبخ
لزوجها وتهتم بأطفالها لكنها ترى زوجها لا يرتاح معها ويتهرب من المنزل, والسبب
أنها تعيش مستقلة عنه معنويا ولا تحترم رأيه ولا تحس به ولا تهتم لاهتمامته,
بالرغم من أنها تقوم بكثير من حاجاته المادية, لكن أساس التفاهم بين الزوجين ليس
المادي بل المعنوي, فإذا صارت الزوجة تطبخ وتنظف المنزل وتهتم بالأطفال لكنها تشك
في زوجها وتسيء به الظن وتهتم بأخواتها وإخوانها أكثر منه وتتخذ قراراتها بمعزل
عنه ولا قيمة له إلا بإحضاره لطلباتها فلن يرتاح الرجل معها, لأن أساس الزواج
معنوي وليس مادي, وروحي قبل أن يكون جسدي..
عند المرأة الموضوع مختلف, فلو يهتم بها هي فقط ويركز عليها ولا يكون له
اهتمامات واسعة ستحتقره, فالمرأة دورها الطبيعي أن تلاحق الرجل وليس هو يلاحقها
ولا يهتم إلا بها, فالوضع الطبيعي أن تعيش المرأة في عالم الرجل واهتماماته
المتنوعة وليس هو يعيش في عالمها.. وطاعة المرأة للرجل ليس إهانة لكرامتها بل هو
من كرامتها, إلا إن أمرها بباطل..